2013/11/21, 11:06 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
شجاعة الإمام الحسين ( عليه السلام )
لم يشاهد الناس في جميع مراحل التاريخ أشجع ، ولا أربَطُ جأشاً ، ولا أقوى جناناً من الإمام الحسين ( عليه السلام ) . فقد وقف ( عليه السلام ) يوم الطف موقفاً حيَّر فيه الألباب ، وأذهل فيه العقول ، وأخذت الأجيال تتحدثُ بإعجاب وإكبارٍ عَن بَسَالَتِه ، وصَلابة عَزمه ( عليه السلام ) ، وقد بُهِر أعداؤه الجبناء بِقوَّة بَأسه . فإنَّه ( عليه السلام ) لم يضعف أمام تلك النكبات المذهلة التي أخذت تتواكب عليه ، وكان يزداد انطلاقاً وبشراً كلما ازاداد الموقف بلاءً ومحنة . فإنَّه ( عليه السلام ) بعد ما فقد أصحابه وأهل بيته ( عليهم السلام ) زحف عليه الجيش بأسره ، وكان عدده – فيما يقول الرواة – ثلاثين ألفاً . فحمل عليهم وَحدهُ وقد مَلَك الخَوفُ والرُعب قلوبهم ، فكانوا ينهزمون أمامَه كالمعزى إذا شَدَّ عليها الذئب – على حَدِّ تعبير الرواة – . وبقي ( عليه السلام ) صامداً كالجبل ، يتلقى الطعنَات من كل جانب ، ولم يُوهَ له ركن ، وإنما مضى في أمره استِبْسَالاً واستخفافاً بالمنية . وقال أحد شعراء أهل البيت ( عليهم السلام ) : فَتلقَّى الجُموعَ فرداً وَلكنْ كُل عُضوٌ في الرَّوعِ منه جُموعُ رُمحُه مِن بنَانِه ، وَكأنَّ من عَزمِهِ حَدُّ سَيفِه مَطبوعُ زَوَّجَ السَّيفَ بالنفوسِ وَلكنْ مَهرُها المَوتُ وَالخِضَابُ النَّجِيعُ ولما سقط ( عليه السلام ) على الأرض جريحاً وقد أعياه نزف الدماء تحامى الجيش بأسره من الإجهاز عليه رعباً وخوفاً منه ( عليه السلام ) . وقد صوَّر الشاعر ذلك المشهد بقوله : عَفيراً مَتى عَايَنَتْهُ الكُمَاة يَختَطِفُ الرُّعبُ أَلوَانَها فَما أجلَت الحَربُ عَن مِثلِهِ صَريعاً يُجَبِّنُ شُجعَانَها وتغذى أهل بيته وأصحابه ( عليهم السلام ) بهذه الروح العظيمة ، فتسابقوا إلى الموت بشوقٍ وإخلاص ، لم يختلجْ في قلوبِهم رُعب ولا خوف ، وقد شَهدَ لهم عَدوُّهُم بالبَسَالة ورباطة الجأش . فقد قيل لرجل شَهدَ يوم الطفِّ مع عمر بن سعد : وَيحك ، أقَتَلتُم ذُرِّيَّة رَسولِ الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟!! فاندفع قائلاً : عَضَضْت بالجندل ، إنك لو شهدتَ ما شهدنا لَفعلتَ ما فعلنا ، ثارت علينا عِصابةٌ ، أيديها في مَقابِض سيوفِها كالأُسُود الضارِية ، تحطم الفرسان يميناً وشمالاً ، وتُلقي أنفسَها على الموت ، لا تقبلُ الأمانَ ، ولا تَرغبُ في المال ، ولا يحولُ حائِلٌ بينها وبين الوُرودِ على حِياضِ المَنِيَّة ، والاستيلاءِ على المُلك ، فَلَو كَفَفْنَا عنها رُوَيداً لأتَتْ على نفوس العسكر بِحذافيرِه ، فَما كُنَّا فاعِلين ؟!! لا أُمَّ لَك !! . ووصف أحد الشعراء هذه البسالة النادرة بقوله : فَلو وَقَفَتْ صُمُّ الجبال مَكانَهم لَمادَتْ عَلى سَهلٍ وَدَكَّت على وَعرِ فَمِن قائمٍ يَستعرضُ النَّبلَ وجهُهُ وَمِن مُقدِمٍ يَرمي الأَسِنَّة بِالصَّدرِ وما أروع قول السيد حيدر الحلي : دَكُّوا رُبَاها ثُم قالوا لَها – وَقد جَثَوا – : نَحنُ مَكانَ الرُّبَا فقد تحدَّى أبو الأحرار ( عليه السلام ) ببسالته النادرة الطبيعةَ البشرية ، فَسخَر من الموت ، وهَزأ مِن الحياة . وقد قال ( عليه السلام ) لأصحابه حينما رأى سهام الأعداء تُمطِر عليهم : ( قُومُوا رَحِمَكُمُ اللهُ إلى المَوتِ الذي لا بُدَّ منه ، فإنَّ هذه السِّهام رُسُل القَومِ إِليكُم ) . فنرى أنه ( عليه السلام ) قد دعا أصحابه إلى الموت كأنما هو يدعوهم إلى مأدبة لذيذة ، وقد كانت لذيذة عنده حقاً ، لأنه ( عليه السلام ) ينازل الباطل ، ويرتسم له بُرهَان رَبِّه الذي هو مَبدؤهُ ( عليه السلام ) . المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: عاشوراء الحسين علية السلام a[hum hgYlhl hgpsdk ( ugdi hgsghl ) |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
زوجات الإمام الحسين (عليه السلام) | بسمة الفجر | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 13 | 2017/02/10 03:45 PM |
متى خرج الإمام الحسين (عليه السلام) من مكة | مدائن | عاشوراء الحسين علية السلام | 8 | 2015/10/16 02:43 PM |
صبر الإمام الحسين ( عليه السلام ) | طريقي زينبي | عاشوراء الحسين علية السلام | 3 | 2013/11/24 02:45 PM |
الإمام الحسين عليه السلام... نور بلا حدود ! | جراحي كربلاء | الارشيف والتكرار | 13 | 2013/02/02 12:20 PM |
مميزات شجاعة الإمام علي ( عليه السلام ) | فدك الزهراء | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 7 | 2012/09/12 11:12 AM |
| |