2014/05/06, 10:16 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
وصية الحاج ملا حسينقلي الهمداني
ولا ينبغي الركون إلى الخرافات الذوقية ، ولو كان الذوق في غير هذا المقام حسناً - كما هو دأب الجهال والصوفية ، خذلهم الله جلّ جلاله إذ لو اعتقدوا بعصمة أئمة الهدى (ع) للزمهم العمل بكل ما ورد عنهم .. فالتزامهم بإعفاء الشارب ، وترك اللحم مثلاً ، واختراع كيفيات في الذكر لم يرد عن السادات المعصومين (ع) خلاف ما أمر الله به ، وحينئذ لا تزيدهم مخالفة أمر الله تعالى إلا بعداً منه.. وأقول لك بكل صراحة ووضوح ، مما دل عليه العقل والنقل : إن من أهم الأمور لطالب القرب من الله تعالى هو ترك المعصية ، ومن دون ذلك لا ينفعك ذكر ولا فكر في تصفية القلب ، إذ لا فائدة في خدمة السلطان من جهة ، ومخالفته من جهة أخرى .. فأي سلطان أعظم من سلطان السلاطين ، وأية مخالفة أعظم من مخالفته. فافهم مما ذكرت لك : أن طلبك للمحبة الإلهية مع ارتكاب المعصية أمرٌ فاسدٌ جداً ، إذ كيف يخفى عليك أن المعصية سبب للنّفرة ، والنّفرة لا تجتمع مع المحبة أبداً !.. وإذا تحقق عندك أن ترك المعصية أول الدين وآخره وظاهره وباطنه ، فبادر إلى المجاهدة ، واشتغل بتمام الجد بالمراقبـة من يقظتك من نومك في - جميع أناتك - إلى نومك ثانية ، ملتزما الأدب في مقدس حضرته .. واعلم أنك بجميع أجزاء وجودك ذرة ذرة ، أسير قدرته .. فاراع حرمة شريف حضوره ، واعبده كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، والتفت دائما إلى عظمته وحقارتك ، ورفعته ودنائتك ، وعزته وذلتك ، وغناه وحاجتك .. ولا تغفل شناعة غفلتك عنه - جل جلاله - مع التفاته إليك دائما.. وقم بين يديه مقام العبد الذليل الضعيف ، وتبصبص تحت قدميه بصبصة الكلب النحيف .. أوَ لا يكفيك شرفا وفخراً ، أنه أذن لك في ذكر اسمه العظيم ، بلسانك الذي نجسته بقاذورات المعـاصي؟.. واعلم أن الرب الرحيم الكريم ، جعل لسانك مخزناً بجواهر النور ، يعني ذكره الشريف .. أو ليس من قلة الحياء بين يديه ، أن تلوث مخزن السلطان بالنجاسات والقاذورات من : الغيبة ، والكذب ، والفحش وغيرها من ألوان المعاصي ؟.. أوَ لا تعلم أنك بترك مراقبة جوارحك السبعة من : الأذن والعين واليد والرجل والبطن والفرج ، أية نار تشعلها في وجـودك ؟.. وأي فساد تحـدثه في دينك ؟.. وأي جراحات تحدثها في قلبك إن لم تقتله بذلك ؟..وماذا أقول لك عن أحـوال القلب - في هذه الوريقات - وأنت الذي لم تطهّر جوارحك من دنس المعاصي ، فالبدار البدار إلى التوبة الصادقة ثم العجل العجل في الجد والمراقبة !. إن على طالب القرب إلى الحق ، القيام في السحر قبل الأذان بساعة أو ساعتين ، مؤدّياً للنوافل الليلية بكامل حضور القلب ، مضيفاً إلى العبادة والمناجاة شيئاَ من التفكر والتأمل ، وعليه باستشعار الحزن في كل أحواله .. وبعد الفراغ من النافلة ، عليه بتسبيحات الزهراء (ع) وقراءة التوحيد اثني عشرة مرة ، وتكرار ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد .. ) عشر مرات ، وتكرار التهليل مائة مرة ، والاستغفار سبعين مرة ، وقراءة شيء من الذكر الحكيم ، ودعاء الصباح ، والالتزام بالوضوء دائماً مقترنا بركعتين كلما توضأ ، ولا يغفل عن قراءة القدر مائة مرة ليلة الجمعة وعصرها ، والسعي في عدم إيذاء الآخرين ، وقضاء حوائج المحتاجين ، ولا سيما العلماء ، ولا سيما الأتقياء منهم .. وعليه اجتناب المجالس التي هي في مضان المعصية ، بل إنّ معاشرة الغافلين من غير ضرورة مُضرة ، ولو كانت خالية من المعصية .. واعلم أنّ كثرة الاشتغال بالمباحات ، والمزاح الكثير واللغو من القول واستماع الأباطيل مما يميت القلب ، وأنّ الاشتغال بالذكر والفكر من دون مراقبة لا يجدي نفعـاً ، ولو أورث حالة الإقبال والخشوع .. وعليه لا ينبغي الانخداع بالحالات الروحانية وإن أوجب ذكرا إن كانت خالية عن المراقبة. ومن أبواب الإيمان العظيمة ، الحب في الله ، والبغض في الله .. وقد عقد له في الوسائل وغيرها من كتب الأخبار باباً مستقلاً ، فارجع إليها لعلك تعرف عظمته ، وتأخذ لنفسك نصيباً منه. ولا أشك أن المحبوب الأول بالذات هو الوجود الإلهي الأقدس .. بل وكل محبة لا ترجع إلى محبته فليس بشيء ، ثم تسري هذه المحبة إلى أقرب الموجودات إليه تعالى ، الأقرب فالأقرب.. ولا شك أن هذه المحبة لا بد وأن تتعلق بالنبي الأعظم (ص) ثم من بعده بأمير المؤمنين (ع) ثم بالأئمة المعصومين (ع) ثم بالأنبياء والملائكة ، ومن ثم بالأوصياء ، ثم بالعلماء والأولياء .. وفي زمانه يقدم الأتقياء من أهل زمانه لا سيما العلماء وهكذا يتنـزل .. وليكن سعيه صادقاً في هذه المحبة ، لأنها مرتبة صعبة لو تأمل في لوازمها ، إذ لا بد من انعكاس هذه المحبة في حركاته وسكناته ، ليكون صادقاً وإلا فلا.. ولكن ظني أنك لا تصل الى كنه هذه اللوازم ، وليس عندي مجال لبسط القول في ذلك. والحاصل أنه لا طريق إلى القرب ، إلا بشرعٍ شريف في كل كلي وجزئي. مناجاة إلهي !.. قد أصبتُ من الذنوب ما قد عرفت .. وأسرفتُ على نفسي بما قد علمت .. فاجعلني عبداً إما طائعاً فأكرمته ، وإما عاصياً فرحمته .. إلهي !.. كأني بنفسي قد أُضجعت في حفرتها ، وانصرف عنها المشيعون من جيرتها ، وبكى الغريب عليها لغربتها ، وجاد بالدموع عليها المشفقون من عشيرتها ، وناداها من شفير القبر ذوو مودتها ، ورحمها المساوي لها في الحياة عند صرعتها ، ولم يخْف على الناظرين إليها عند ذلك ضرّ فاقتها ، ولا على من رآها قد توسّدت الثرى عجز حيلتها .. فقلتَ : ملائكتي !.. فريدٌ نأى عنهُ الأقربون ، ووحيدٌ جفاه الأهلون ، نزل بي قريباً ، وأصبح في اللحد غريباً ، وقد كان لي في دار الدنيا داعياً ، ولنظري إليه في هذا اليوم راجياً فتُحسن عند ذلك ضيافتي ، وتكون أرحم لي من أهلي وقرابتي .. إلهي !.. لا تغضب عليّ ، فلست أقوى بغضبك ، ولا تسخط علي ، فلست أقُوُم بسخطك .. إلهي !.. أللنار ربتني أمي ، فليتها لم تربني .. أم للشقاء ولدتني فليتها لم تلدني. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين منقول من كتاب تذكرة المتقين المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية ,wdm hgph[ lgh psdkrgd hgil]hkd |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من وصية سيد الساجدين(ع) للزهري | عاشقة الحسين ع | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 2 | 2015/10/11 10:02 PM |
وصية الرسول في كتب السنة | بنت الصدر | الرسول الاعظم محمد (ص) | 2 | 2014/04/28 05:18 PM |
100 وصية في زمن الغيبة | خادمة ألكوثر | الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) | 15 | 2014/02/28 10:11 AM |
وصية الله لرسله ....... | عاشق نور الزهراء | الرسول الاعظم محمد (ص) | 5 | 2014/01/07 10:04 PM |
قصة الحارث الهمداني مع الامام علي عليه السلام | نعيم الشرهاني | المواضيع الإسلامية | 2 | 2013/08/30 10:04 PM |
| |