العقل والحرية

[النبأ العظيم]

العقل والحرية

العقل والحرية- ض16تنمية المشاعرض16

--------------------------------------------------------------------------------

العقل والحرية- تنمية المشاعر

قال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنو استجيوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم )...

* جميع الموجودات الحية في العالم تسير في طريقها المرسوم لها على أكمـــل
وجه ، وذلك بفضل الهداية الفطرية الغريزيــــــــة التي أودعها الله تعالى فيها ،
فالحيوانات لا تحتاج في وصولها للكمال اللائق بها إلى معلم أو مدرب فهي في
غنى عنه ، والإنسان وإن كان شطر مهم من نشاطاته المختلفه ثابتا على اســاس
الفطرة الإلهية لكنه في شطر آخر محروم من هذه الهداية التي يجب علية اكتساب
المعرفة ، والعقل هو الذي يقوم بهذه الوظيفة.

1-العقل بدل الغريزة:
العقل يوصل الإنسان سبل السعادة ليوصله إلى الكمال اللائق به.

1- يقول الأمام علي عليه السلام: (( كفاك من عقلك ما أوضح لك سبل غيك من رشدك )).
أي أنه يكفي في قيمة العقل أنه يكون المرشد الذي يميز بين الضلال والنجــاة والسعادة والشقاء.

2- قيل له عليه السلام (( صف لنا العاقل )) قال: (( هو الذي يضــــــع الشيئ في موضعه )).
الحيوانات تضع كل شيئ مرتبط بحياتها في موضعه دون أن تخطئ ، لانها تقوم
به بدافع الفطرة الإلهية أما الإنسان فيقوم بهذا العمل بدافع العقل.

3- عن النبي صلى الله عليه وآله: (( لكل شيئ مطية ومطية المـــــرء العقل )).
والمطية هي المركب الذي يوصل للهدف ، فالحيون يطوي طريق سعادتــــــه
بمركب الغريزة ليصل لكماله اللائق به ، أما الإنسان فيطوي طريق سعادتـــــــه
بواسطة مركب العقل.

4- عن النبي صلى الله عليه وآله: (( قوام المرء عقله )).
نظام حياة الإنسان قائم على العقل ، بينما نظام الحيوانات قائم على الغريـــــزة.

2- حرية العقل:
الغريزة تعمل بصورة جبرية ولا يملك صاحب الغريزة في الأفعال الغريزية أيـــة
ارادة أو اختيار. مثلا ، فالنحلة مجبرة على أن تبني بيتها بشكـــــل سداسي ،
مستخدمة مادة الشمع ، ولا يحق لها أن تحدث أي تغيير في هذا العمل كما نجد
الإنسان يحكم – بحكم غريزته- وتبدو فيه هذه الغريزة بدون ارادة واختيار ، أما
الأوامر العقلية فهي تجري بإرادة الإنسان واختياره.

3- تنمية الأفكار:
الغرائز تصل إلى مرحلة الفعلية مع النمو الطبيعي للحيوان ، ولا تحتاج للتربيــــة
والتعليم. أما العقل فإنه ينمو على أثر التوجيهات الصحيحة في التعلم والتربية
ويظهر كماله الباطني بصورة تدريجية ، وينتقل من القوة للفعلية ، وإن الهـــدف
الأول للأنبياء - ونبينا محمد صلى الله عليه وآله بالخصوص – هو احياء العقــول
وتنمية أفكار الناس: (( يا أيها الذين آمنو استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما
يحييكم )).

يقول أمير المؤمنين عليه السلام: (( إن للجسم ستة أحوال: الصحة والمـــــرض
والموت والحياة والنوم واليقظة. وكذالك الروح: فحياتها علمها وموتها جهلها ،
ومرضها شكها ، ونومها غفلتها ، ويقظتها حفظها )).

الإسلام يعتبر التفكير واستخدام العقل والتدبر في عوالم الطبيعة أعظم العبادات
ولذالك كان يوصي الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام ابنه الحسن فيقول: (( لا
عبادة كالتفكر في صنعة الله عز وجل )).


ملخص من كتاب الطفل بين الوراثة والتربية - الشيخ محمد تقي الفلسفي.

المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية

---

hgurg ,hgpvdm