Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > الحوار العقائدي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012/11/29, 06:44 PM   #31
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( الدكتور / محمد التيجاني السماوي )

البطاقة الشخصية
مقدمة : إعتمد الدكتور التيجاني على العقل السليم والفهم القويم ، ثمّ شدّ الرحال في دنيا المعتقدات وفي خضم المدارس المذهبية والفلسفات الدينية ، من أجل تمحيص الحق ومعرفته بين ركام الباطل ، فوزن الأقوال بميزان العدل ليرجح كفة المعقول ، وقارن الكلام والأحاديث ليتبين له المنطقي من اللاّمعقول والقوي من المهزول ، وبذل أقصى جهده لمعرفة الحق ، فتلقته الألطاف الإلهية وشملته التسديدات الربانية ، فأنارت قلبه ليرى الحق حقاًً لا غبار عليه وليرى الباطل باطلاً لا لبس فيه ، ثم شرح الباري صدره وهداه سواء السبيل ، ثم وفّقه ليكون سبباًًً في هداية جمع غفير ، قرؤوا كتبه وإستمعوا إلى محاضراته فزالت عن بصيرتهم الحجب الداكنة وعرفوا السبيل إلى الطريق الآمنة.

مولده ونشأته : ولد الدكتور التيجاني السماوي عام 1943م بمدينة قفصة الواقعة في جنوب دولة تونس ، درس العلوم الدينية والعلوم الحديثة في بلاده ، وأنهى دراسته في جامعة الزيتونة العريقة في القدم ، عمل في سلك التدريس 17 عاماًً ، حصل على شهادة الماجستير من جامعة باريس وكانت إطروحته التي قدّمها حول المقارنة بين الأديان ، ثم حاز على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون وذلك بعد قبول إطروحته التي قدمها لهذه الجامعة تحت عنوان : النظريات الفلسفية في نهج البلاغة ، نشأ وترعرع في أوساط عائلة متدينة منتمية إلى المذهب المالكي ومتشربة بالطريقه الصوفية التيجانية المنتشرة في شمال أفريقيا ، إنتهز الأجواء الدينية المحيطة له لينال أسمى درجات التكامل العلمي والمعرفي والديني في أقصر مدة ممكنة ، فحفظ نصف القرآن وهو بعد لم يبلغ العاشرة من عمره ، وقد تشرف بحج بيت الله الحراأوله من العمر ثمانية عشر عاماًً.

بداية إثارة التساؤلات حول العقيدة الموروثة : التقى الدكتور التيجاني خلال إقامته في مكة أثناء أداء فريضة الحج بمجموعة من العلماء الوهابيين وإستمع إلى محاضراتهم فإنجذب إلى جملة من أفكارهم وتأثر ببعض مبادئهم التي نالت إعجابه ، لكنه بعد العودة إلى بلده وجد أن ما حمل معه من الفكر الوهابي يتناقض ويصطدم مع الطقوس الصوفية ، فإعترته حالة من التشويش الفكري ونشأ في نفسه صراعاً سلب منه حالة الإعتدال والتوازن ، فبقي متحيراً بين الأخذ بعقيدة تعتبر التوسل بغير الله شرك وبين الطريقة الصوفية التي فيها يتم التقرب إلى الله عن طريق التوسل بالأولياء الصالحين ، وكان دأب الدكتور التيجاني هو كثرة السفر لا سيما خلال العطل الصيفية ، فصادف ذات يوم خلال سفره من الإسكندرية إلى بيروت أن تعرف في الباخرة على شخص عراقي وهو أستاذ في جامعة بغداد إسمه منعم وقد جاء إلى القاهرة لتقديم إطروحة الدكتوراه في الأزهر ، فدار بينهما حديث طويل أدى إلى توثيق العلاقة بينهما ، وتحدث معه الأستاذ منعم بكلام نزل على قلب الأستاذ التيجاني نزول الماء الزلال على قلب العطشان فتحوّل إلى باحث طالب للحق ، ثمّ دعاه الأستاذ منعم لزيارة العراق للإتصال بعلماء الشيعة ، وتعهّد له بتكفل جميع نفقات سفره ذهاباً وإياباً ، وذكر له أن إقامته بالعراق ستكون معه في بيته ، ففرح الدكتور التيجاني بهذا العرض وجعل في قرارة نفسه أن يلبّي دعوة الأستاذ في أول فرصة ممكنة.

سفر الدكتور التيجاني إلى العراق : وبالفعل تحققت أمنية التيجاني لرؤية عاصمة الدولة العباسية ، فسافر إلى العراق ونزل ضيفاً عند الأستاذ منعم ثم التقى هناك بكبار علماء الشيعة في مدينة النجف الأشرف كالسيد الخوئي والشهيد الصدر والكثير من الأساتذة ، فإنكشف له خلال ذلك قلة مستوى المامه بالتاريخ الإسلامي ، وعرف أن سبب ذلك هو إن الأساتذة والمعلمين الذين تتلمذ على أيديهم كانوا يمنعونه من قراءة التاريخ مدّعين بأنه تاريخ أسود مظلم لا فائدة من قراءته ، كما تبيّن للدكتور التيجاني أن جميع الصور السلبية التي كان يعتقد بها عن الشيعة ليست إلاّّ إشاعات وإدعاءات باطلة وأنّ التشيّع يحمل فكراً منطقياً يدخل العقول بدون إستئذان ، ثمّ تحاور عدّة مرات مع صديقه الأستاذ منعم فيقول الدكتور التيجاني في وصفه لهذه الحوارات : " كان كلامه يطرق سمعي وينفد إلى قلبي ويجد في نفسي صدىً إيجابياً ".

وكان لكلام السيد الخوئي مع الدكتور حول التشيّع وقع خاص ، فيقول الدكتور في ذلك : " بقيت اُفكر في أقواله وأنا مطرق أحلل وأتذوق هذا الحديث المنطقي الذي نفذ إلى أعماقي وأزال غشاوة عن بصري " ، ويقول الدكتور التيجاني عن لقائه بالشهيد محمد باقر الصدر وأجوبته حول الإستفسارات التي كانت تدور في خاطره : " كانت أجوبة السيد محمد باقر الصدر واضحة ومقنعة ... وبقيت بين الشك والحيرة ، الشك الذي أدخله علماء الشيعة في عقلي ، لأنّ كلامهم معقول ومنطقي ".

الأنفتاح على كتب الشيعة : بعد رجوع الدكتور التيجاني إلى أرض الوطن فوجىء عند دخوله إلى المنزل بكثرة الكتب التي بعثها علماء وفضلاء الشيعة الذين أخذوا عنوانه ووعدوه بإرسال الكتب إليه ، ففرح بهذه الهدية الثمينة ونظم الكتب في مكتبته ثمّ بدأ بمطالعة الكتب المرسله له ، فقرأ كتاب ( عقائد الإمامية ) و ( أصل الشيعة واُصولها ) فإرتاح ضميره لتلك العقائد التي يرتئيها الشيعة ، ثمّ قرأ كتاب ( المراجعات ) للسيد شرف الدين الموسوي ، ولم يقرأ منه بضع صفحات حتى إستهواه هذا الكتاب وإنشد إليه إنشداداً لا يوصف حيث يقول الدكتور التيجاني ، عن إنطباعه في هذا المجال : " كان الكتاب بحق يمثّل دوري كباحث يفتش ، عن الحقيقة ويقبلها : أينما وجدت ، وعلى هذا كان الكتاب مفيداً جداًً وله فضل علي عميم " ، وكان من أهم المقاطع التي أدهشته في هذا الكتاب هي عدم إمتثال الصحابة لأوامر الرسول في عدّة مواقف والتي منها حادثة رزية يوم الخميس ، فيقول الدكتور : " لم أكن أتصور أن سيدنا عمر بن الخطاب يعترض على أمر رسول الله ويرميه بالهجر ، وظننت بادئ الأمر أن الرواية من كتب الشيعة ، وإزدادت دهشتي عندما رأيت العالم الشيعي ينقلها من صحيح البخاري وصحيح مسلم ، وقلت : في نفسي : إن وجدت هذا في صحيح البخاري فسيكون لي رأي " ، فلمّا وقع كتاب البخاري بيده جعل يتصفحه باحثاً فيه ، عن رزية يوم الخميس متمنياً أن لا يعثر عليها ، فيقول : " ورغم أنفي وجدتها وقرأتها مرات عديدة فكانت كما نقلها السيد شرف الدين وحاولت تكذيب الحادثة برمتها وإستبعدت أن يقوم سيدنا عمر بذلك الدور الخطير ولكن إني لي تكذيب ما ورد في صحاحنا وهي صحاح أهل السنة والجماعة التي ألزمنا بها أنفسنا وشهدنا بصحتها ".

بداية التوجه إلى البحث الجاد : أدرك الدكتور التيجاني أنه بحاجة إلى دراسة معمقة وبحث جاد في رحاب العقيدة ليتمكّن من الوصول إلى الحقيقة ، كما أدرك أن الأمر هذا لا يتحقق إلاّّ بالإعتماد على الأحاديث الصحيحة والإبتعاد عن المؤثرات العاطفية والتعصّبات المذهبية والنزعات القومية أو الوطنية ، فخاض في هذا المضمار بروح بناءه وعقلية منفتحة محاولاً عدم التهرب من الحقيقة وعدم محاولة طمسها عندما لا تتماشى مع ميوله وأهوائه وأغراضه ، فواجه نصوصاً صريحة قلبت عنده الموازين ، ثمّ أدرك الحقالذي لا يصل إليه إلاّّ الذي يتحرر ، عن تعصّبه الأعمى وكبريائه وينصاع للدليل الواضح.

الشك والحيرة ثمّ الإستبصار : بقي الدكتور التيجاني متحيّراً لفترة تتجاذبه الأفكار وتموج به الظنون والأوهام ، خائفاًً من مواصلة البحث لا سيّما حول تاريخ الصحابة خشية أن يقف على بعض المفارقات المذهلة في سلوكهم ، فإستغفر اللهمرات عديدة ثمّ قرر عدم مواصلة البحث ، لكن دفعه حرصه على بلوغ الحقيقة إلى أن يقحم نفسه في البحث والتتبّع في مجال العقيدة ليكون على بصيرة من أمره ، وإستمر في بحثه مقتحماً جميع العقبات التي كانت تعتري سبيله حتى أشرقت له الحقيقة ، فأبدل أفكاراً متحجّرة متعصّبة تؤمن بالتناقضات بأفكار نيّرة متحررة ومنفتحة تؤمن بالدليل والحجّة والبرهان ، فيقول في هذا الجانب : " غسلت دماغي من أوساخ رانت عليها ـ طوال ثلاثين عاماًً ـ أضاليل بني أمية ، وطهّرته بعقيدة المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ".

وصف حالة الإستبصار : يقول الدكتور التيجاني حول إستبصاره : " كان التحوّل بداية السعادة الروحية ، إذ أحسست براحة الضمير وإنشرح صدري للمذهب الحق الذي إكتشفته أو قل للإسلام الحقيقي الذي لاشكّ فيه ، وغمرتنى فرحة كبيرة وإعتزاز بما إنعم الله على من هداية ورشاد ، ولم يسعني السكوت والتكتم على ما يختلج في صدري ، وقلت في نفسي : لابد لي من إفشاء هذه الحقيقة على الناس ( وأما بنعمة ربك فحدّث ) وهي من أكبر النعم أوهي النعمة الكبرى في الدنيا وفي الآخرة " ، ويضيف قائلاً : " والذي زاد شعوري يقيناًًً لنشر هذه الحقيقة هو براءة أهل السنة والجماعة الذين يحبّون رسول الله وأهل بيته ويكفي أن يزول الغشاء الذي نسجه التاريخ حتّى يتّبعون الحقّ ".

مؤلفاته :

1 - ثم إهتديت : طبع عشرات الطبعات في بريطانيا ولبنان وايران و ... ، وسيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية بتحقيق جديد وتعليقات وردّ على الشبهات التي أثيرت حوله مع إضافات للمؤلّف ، وذلك ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين ، ذكر المؤلف في تعريفه لهذا الكتاب : " هو قصة رحلة ، قصة إكتشاف جديد ، ليس إكتشافاً في عالم الإختراعات التقنية أو الطبيعية ، ولكن في دنيا المعتقدات في خضم المدارس المذهبية والفلسفات الدينية " ، وبيّن المؤلف في بداية الكتاب لمحة وجيزة عن حياته ، ثم ذكر كيفية إستبصاره ، والتقائه بعلماء الشيعة ، وقد طرح جملة من المواضيع على طاولة البحث منها : الصحابة عند السنة والشيعة ، رأي القرآن في الصحابة ، رأي الرسول في الصحابة ، رأي الصحابة بعضهم ببعض الأحاديث الصحيحة في وجوب أتباع أهل البيت (ع).

مصيبتنا في الإجتهاد مقابل النص : وقد كان هذا الكتاب سبباًًً في إستبصار الكثير من الناس وإعتناقهم لمذهب أهل البيت (ع) فلهذا ترجم هذا الكتاب إلى العديد من اللغات منها :

(1) - الأردو : ترجمه روشن علي صاحب نجفي ، وصدر عن مؤسسة أنصاريان ـ قم.
(2) - الإنجليزية : صدر عن مؤسسة أنصاريان ـ قم.
(3) - الفرنسية : صدر عن مؤسسة أنصاريان ـ قم.
(4) - التركية : ترجمة حسن يلدرم ، وصدر عن مؤسسة أنصاريان ـ قم.
(5) - الفارسية : ترجمة السيد محمد جواد المهري ، وصدر عن مؤسسة المعارف الإسلامية ، وطبعت الترجمة حتى سنة 1997م (20) طبعة.
(6) - السواحلية : ترجمة موسى باه شعبان ما پيندا ، وصدر في تنزانيا سنة 1420هـ.

2 - لأكون مع الصادقين : طبع عدّة مرات ، وكانت طبعته الثانية عن المؤسسة الجامعية للدراسات الإسلامية سنة 1993م ، سيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية بتحقيق جديد وتعليقات وردّ على الشبهات التي أُثيرت حوله ، وذلك ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين.
ذكر المؤلف في مقدمة هذا الكتاب : " لقي كتابي " ثم إهتديت " قبولاً حسناًًً لدى القراء الأعزاء الذين أيدوا بعض الملاحظات الهامة حول موضوعات متفرقة في الكتاب المذكور وطلبوا المزيد من التوضيح في المسائل التي إختلف في فهمها كثير من المسلمين سنة وشيعة ، ومن أجل رفع اللبس والغموض عن ذلك لمن أراد التحقيق والوقوف على جلية الأمر فقد ألفت هذا الكتاب بنفس الإسلوب الذي إتبعته هناك، ليسهل على الباحث المنصف الوصول إلى الحقيقة من أقرب سبلها ، كما وصلت إليها من خلال البحث والمقارنة " ، ويحتوي هذا الكتاب على أربعة فصول :

الفصل الأول : القرآن عند السنة والشيعة الإمامية.
الفصل الثاني : السنة النبوية عند السنة والشيعة الإمامية.
الفصل الثالث : العقائد عند الشيعة والسنة.
الفصل الرابع : العقائد التي يشنع بها أهل السنة على الشيعة.

ترجم هذا الكتاب إلى عدّة لغات منها :

(1) - الفارسية : ترجمة السيد محمد جواد المهري وصدر ، عن مؤسسة المعارف الإسلامية وصدر منه حتى 1996م ثماني طبعات.
(2) - الإنجليزية : ترجمة حسن نجفي وصدر عن مؤسسة أنصاريان ـ قم.
(3) - الأردوية : ترجمة روشن علي صاحب، وصدر عن مؤسسة أنصاريان ـ قم.
(4) - التركية : صدر عن مؤسسة أنصاريان ـ قم.

3 - فإسئلوا أهل الذكر : طبع عدّة مرات ، وصدر في إيران ، عن مؤسسة أنصاريان ـ قم ، وسيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية بتحقيق جديد وتعليقات وردّ على الشبهات التي أُثيرت حوله ، وذلك ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين ، ذكر المؤلف في مقدمة الكتاب : " أقدم كتابي هذا ( فإسئلوا أهل الذكر ) وهو جملة من الأسئلة مع الإجابة عليها من خلال مواقف وتعاليم أئمة أهل البيت (ع)عسى أن يستفيد منها المسلمون في كل البلاد الإسلامية ، ويعملوا على تقريب وجهات النظر للوحدة المنشودة ، وهذه الأسئلة أعددتها للمسلمين الباحثين خاصة منهم أهل السنة الذين يظنون أنهم هم وحدهم المتمسكون بالسنة النبوية الصحيحة ، بل ويشدّدون نكيرهم على غيرهم من المسلمين وينبزونهم بالألقاب " ، ويحتوي هذا الكتاب على ثمانية فصول تدور حول : ( الخالق جلّ جلاله ، الرسول (ص) ، أهل البيت (ع) الصحابة عامة ، الخلفاء الثلاثة أبوبكر وعمر وعثمان ، الخلافة ، الحديث الشريف حسبما جاء في صحاح أهل السنة ، الصحيحين ( البخاري ومسلم).

ترجم هذا الكتاب إلى عدّة لغات منها :
(1) - الإنجليزية : صدرت عن مؤسسة أنصاريان ـ قم.
(2) - الأردوية: صدرت عن مؤسسة أنصاريان ـ قم حتى سنة 1417هـ ، ثلاثة طبعات وترجمه نثار أحمد زين پورى.
(3) - التركية : صدرت عن مؤسسة أنصاريان ـ قم سنة 1998 وترجمه جواد إسلامي.
(4) - الفارسية : صدرت عن مؤسسة المعارف الإسلامية وحتى سنة 1375هـ ، طبع منها أربع طبعات.

4 - الشيعة هم أهل السنة : طبع عدّة مرات ، وصدر في إيران عن مؤسسة أنصاريان ـ قم ، وسيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية بتحقيق جديد وتعليقات وردّ على الشبهات التي أثيرت حوله ، وذلك ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين ، ذكر المؤلف في المقدمة : " هذا الكتاب الذي أضعه بين يدي المسلمين الباحثين ، والذي يدور في فلك الكتب الثلاثة السابقة عسى أن ينتفع بها بعض المثقفين والباحثين عن الحق ليعلموا أن الفرقة المستهدفة والتي تسمّى بـ " الشيعة الإمامية " هي الفرقة الناجية ، وإنهم ـ أي الشيعة ـ هم أهل السنة الحقيقية وأقصد بالسنة الحقيقة السنة المحمدية التي صدع بها نبيّ الإسلام بوحي من رب العالمين ".

وقد تطرق الدكتور التيجاني في هذا الكتاب إلى مواضيع عديدة منها :
ـ الشيعة وأهل السنة وأسباب الفرقة والخلاف.
ـ السنة النبوية بين الحقائق والأوهام.
ـ السر في إنتشار المذاهب السنّية.
ـ حديث الثقلين عند الشيعة والسنة.
ـ التقليد والمرجعية عند الشيعة والسنة.
ـ أئمة أهل السنة والجماعة وأقطابهم.
ـ الصحابة عند الشيعة وعند السنة.
ـ مع الدكتور الموسوي و" التصحيح ".

ترجم هذا الكتاب إلى عدة لغات منها:

(1) - الأردوية : صدرت عن مؤسسة أنصاريان سنة 1993 وترجمه نثار أحمد زين پورى.
(2) - الإنجليزية : صدر عن مؤسسة أنصاريان سنة 1995، وترجمه حسن محمد نجفي.
(3) - الفارسية : صدر عن مؤسسة المعارف الإسلامية وحتى سنة 1376 طبعت خمس مرات ، وترجمها عباس علي براتي.

5 - إتقوا الله : صدر عن دار المجتبى ، بيروت 1414هـ ـ 1993م ، وهو عبارة ، عن محاورة يدور معظمها في بحث الإمامة وأحقية الإمام عليّ (ع) ومن ثم أهل البيت (ع) وقد جاء في مقدمة الناشر : " هذه محاورة جرت بين الدكتور محمد التيجاني السماوي في تونس مع بعض علماء السنة ، وحرصاً منا على إيصال الفكر إلى كل من يهمه التفكير والتدقيق قمنا بعونه تعالى بتحقيقها وإثبات مصادرها بشكل مفصّل كي يزول أي التباس " ، ترجمه إلى اللغة الفارسية لطيف راشدي وصدر عن إنتشارات قدس ـ قم.

6 - أعرف الحق : صدر في طبعته الأولى سنة 1418هـ ـ 1997م عن دار المجتبى وصدر في طبعته الثانية سنة 1999م ـ 1420ه- عن مكتبة باب الحوائج ـ قم ، جاء في مقدمة الناشر : " هذا الكتاب ... هو حوار شيق ذا قيمة علمية بين الدكتور التيجاني وبعض الأخوة المتعطّشين للحق ، وقد قمنا بذكر المصادر الأساسية كي يسهل على الباحث الوصول إلى مبتغاه بأفضل الطرق ".

7 - كل الحلول عند آل الرسول : صدر سنة 1416هـ ـ 1995م عن دار المجتبى ـ بيروت ، يقول المؤلّف في المقدّمة : " كتاب ( كل الحلول عند آل الرسول ) الذي حاولت فيه جهدي تجنب القضايا الحساسة التي تثير حفيظة البعض وتستفزهم ، وبالتالي تحجبهم عن الحق فلا يصلون إليه فينتفي الغرض من هدايتهم ، وإن كنت أعتقد بأنّ الإسلوب الإستفزازي الذي يحرك النفوس الأبية والذي إعتمدته في الكتب السابقة قد أتى بنتائج مثمرة ومذهلة ، لكن لا مانع من توخي الإسلوب اللين المسالم الذي يقنع الكثير من الناس فتكون ثماره ألذ وأشهى.

ويتضمّن هذا الكتاب جملة من المواضيع منها : ( أهل البيت هم الإمتداد الطبيعي لرسالة جدّهم رسول الله ، هل يقبل الإسلام التطوّر؟ ، الشيعة في سطور ، الشيعة وأهل السنة يردّون على الوهابية ، الحلّ في مدرسة أهل البيت (ع ) ) ، ترجمه إلى اللغة الفارسية السيد محمد جواد المهري ، وصدر عن مؤسسة المعارف الإسلامية ـ قم سنة 1376هـ. ش.

8 - فسيروا في الأرض فإنظروا : صدر عن دار المحجة البيضاء ـ بيروت سنة 1420 هـ ، والكتاب عبارة عن شرح موجز ، عن رحلات ومذكرات الدكتور التيجاني طيلة ثلاثين عاماًً أمضاها في سبيل الدعوة إلى مذهب أهل البيت (ع) فى شتّى أنحاء العالم ، وقد قسّم المؤلف كتابه إلى قسمين : الأوّل : رحلاته في البلدان العربية ، الثاني : رحلاته في البلدان الإسلامية والغربية ، فكان له في معظم البلدان التي سافر إليها ذكريات عديدة ومحاضرات ألقاها هناك ، ودار بينه وبين علماء المذاهب الإسلامية حوارات ومناقشات ، فدوّن المؤلف منها في كتابه هذا ما يستحقالذكر ، مع مراعاة الإختصار.

وقفة مع كتابه : " ثم إهتديت " ، إن الأستاذ التيجاني السماوي مرَ بتجربة هداية فريدة من نوعها لها ظروفها الخاصة ، قد تجلت فيها القدرة الإلهية على هداية من تشاء من البشر ، فمن ركوب السفينة التي يلتقي فيها بأحد المهتدين والحوار معه ، وعبور البحر إلى حيث يُعطى تأشيرة الدخول بسرعة والتي لا يحصل عليها بسهولة عادة ، إلى الديار التي إحتضت أئمة الهدى واللقاء بالعلماء الذين يسيرون على طريقهم و ... و ... ، ومن ثم الهداية إلى صراط أهل البيت (ع) المستقيم ، والركوب في سفينة النجاة والإهتداء بمصابيح هدايتهم ، وإعلان التشيع لهم في ذكرى يوم الغدير ، ذلك اليوم الذي نصب فيه أولهم علناً ورسماً وإمام الجميع من قبل رسول الله (ص) ولياً للمسلمين ، ليهديهم إلى سبيل الرشاد والحق والرأفة والرحمة ، ولا يكرههم في الدين بالقوة والإجبار كما فعل ويفعل الآخرون من أئمة الكفر والضلال.

والهداية تكون من الله فهو الهادي والمضل لمن يشاء ، ولكن هذا لا يعني الجبر من الله فالله لا يهدي الكافرين والظالمين والفاسقين كما إنّه يهدي المجاهدين ومن يتبع رضوانه سبحانه وتعالى ، وهذا بعض ما عرفنا الله به وهو ليس كل ما في الأمر ، لأن الهداية من مختصات الله سبحانه وتعالى فنحن لا نعرف من قوانينها وحكمته فيها إلاّّ اليسير اليسير ، فلم يشأ الله سبحانه أن يهدي كل الناس ، كما إنّ الرسول (ص) : لا يهدي من أحب من الناس بل الهداية بيد الله وحده ، ومن طبيعة الهداية أنّها تحتاج إلى نفوس مستعدة وأرواح متشوقة ، وإلاّّ فإن الإنسان يستطيع أن يرفضها لو أتته فيعاند ويكابر كما فعل قوم ثمود الذين ، إستحبوا العمى على الهدى كما عبّر القرآن الكريم.

والهداية من الله سبحانه تكون على أيدي أئمة الحق الذين يهدون بأمره ، وهؤلاء ليسوا أشخاص عاديين بل إصطفتهم الإرادة الإلهية وطهّرتهم من الأرجاس فجعلتهم أئمة يستحقون الإتباع ، والهداية تكون إلى الصراط المستقيم ، وعلى المهتدي أن يسير على الطريق ولا ينحرف عنه يمنة ولا يسرة ، وعليه فالهداية ، ليست هي الفوز والفلاح الأبدي ، بل هي أول الطريق إلى الرشاد والتكامل الذي يوصل إلى الهدف المرجومن الفلاح والفوز العظيم إذا واصله الإنسان ، وهو طريق صعب مستصعب يوصف بأنه أحدّ من السيف وأرق من الشعرة ، والسائرون عليه قليلون غرباء في معظم الأحيان يواصلون الطريق ولا يهمهم بعد أن إهتدوا أن لا يهتدي الآخرون بظلم أنفسهم لأنفسهم ، وكم من أناس هم في الظاهر مع أهل النجاة وعند الإمتحان الإلهي تحق عليهم الضلالة فيرتدون على أعقابهم ، وكم من أناس هم من أهل الباطل يهديهم الله إلى الصراط المستقيم ولله في خلقه شؤون.

الشيعة وفهمهم لمسألة التقليد : يتحدّث الأستاذ التيجاني عن مشاهداته في النجف الأشرف ولقاءاته في زيارته الأولى لها مع العلماء والمثقفين والطلبة وهو لا يزال سنياً فيقول : " سألني أحدهم ـ أحد الطلبة الشباب في الحوزة العلمية ـ ما هو المذهب المتبع في تونس؟
قلت : المذهب المالكي ... ، قال : إلاّ تعرفون المذهب الجعفري؟ ، فقلت : خير إن شاء الله ، ما هذا الإسم الجديد؟ لا ، نحن لا نعرف غير المذاهب الأربعة وما عداها فليس من الإسلام في شيء ، وإبتسم قائلاً : عفواً ، إنّ المذهب الجعفري هو محض الإسلام ، ألم تعرف بأنّ الإمام أبا حنيفة تتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق؟ ، وفي ذلك يقول أبو حنيفة : " لولا السنتان لهلك النعمان " ، سكتُّ ولم أبدِ جواباًً ، فقد إدخل عليّ إسماًً جديداًً ما سمعت به قبل ذلك اليوم ، ولكني حمدت الله أنه ـ أي إمامهم جعفر الصادق ـ لم يكن أستاذاً للإمام مالك ، وقلت : نحن مالكية ولسنا أحنافاً ، فقال : إنّ المذاهب الأربعة أخذوا عن بعضهم البعض ، فأحمد بن حنبل أخذ ، عن الشافعي والشافعي أخذ ، عن مالك وأخذ مالك ، عن أبي حنيفة وأبو حنيفة أخذ ، عن جعفر الصادق ، وعلى هذا فكلهم تلاميذ لجعفر بن محمد ، وهو أول من فتح جامعة إسلامية في مسجد جدّه رسول الله ، وقد تتلمذ على يديه أكثر من أربعة الآف محدّث وفقيه " ، ثمّ أضاف : " كيف تقلّد ميّت بينك وبينه أربعة عشر قرناًً ، فإذا أردت أن تسإله إلاّن عن مسألة مستحدثة فهل يجيبك؟ ، فكرت قليلاً وقلت : وأنت جعفرك مات أيضاًًً منذ أربعة عشر قرناًً فمن تقلد؟ ، أجاب بسرعة : نحن نقلّد السيد الخوئي فهو إمامنا ، ولم أفهم أكان الخوئي أعلم أم جعفر الصادق ...

ثمّ يتحدث الأستاذ التيجاني ، عن لقائه بأحد المراجع الكبار فيقول : " رجعنا بصحبة السيد الذي أولاني من الرعاية والعناية وحسن الضيافة ما أنساني أهلي وعشيرتي ، وأحسست بأني لو بقيت معه شهراًًً واحداًًً لتشيعت لحسن أخلاقه وتواضعه وكرم معاملته ، فلم أنظر إليه إلاّّ وإبتسم في وجهي وإبتدرني بالكلام ، وسألني هل ينقصني شيء ، فكنت لا أغادره طيلة الأيام الأربعة إلاّّ للنّوم ، رغم كثرة زوّاره والعلماء الوافدين عليه من كل الأقطار ، فقد رأيت السعوديين هناك ولم أكن أتصور بأنّ في الحجاز شيعة ، وكذلك علماء من البحرين ومن قطر ومن الإمارات ومن لبنان وسوريا وإيران وأفغانستان ومن تركيا ومن إفريقيا السوداء ، وكان السيد يتكلم معهم ويقضي حوائجهم ولا يخرجون من عنده إلاّّ وهم فرحون مسرورون ، ولا يفوتني أن إذكر هنا قضية حضرتها وأعجبت في كيفية فصلها ، وأذكرها للتاريخ لما لها من أهميّة بالغة حتى يعرف المسلمون ماذا خسروا بتركهم حكم الله.

جاء إلى السيد أربعة رجال أظنّهم عراقيين عرفت ذلك من لهجتهم ، كان أحدهم ورث مسكناً من جدّه الذي توفي منذ سنوات وباع ذلك المسكن إلى شخص ثان كان هو الآخر حاضراًً ، وبعد سنة من تاريخ البيع جاء أخوان ، وأثبتاً أنهما وارثان شرعيان للميّت ، وجلس أربعتهم إمام السيد وأخرج كل واحد منهم أوراقه وما عنده من حجج وبعدما قرأ السيد كل أوراقهم وتحدّث معهم لبضع دقائق حكم بينهم بالعدل ، فاعطى الشاري حقه في التصرف بالمسكن وطلب من البائع أن يدفع للأخوين نصيبهما من الثمن المقبوض ، وقام الجميع يقبلون يده ، ويتعانقون ، ودهشت لهذا ولم أصدق وسألت ـ صاحبي العراقي ـ أبا شبّر ، هل إنتهت القضية؟ ، قال : ( خلاص كلّ أخذ حقّه ) ، سبحان الله! بهذه السهولة ، وبهذا الوقت الوجيز ، بضع دقائق كافية لحسم النزاع؟! إن مثل هذه القضية في بلادنا تستغرق عشر سنوات على أقل تقدير ويموت بعضهم ، ويواصل أولاده بعده تتبع القضية ويصرفون لرسوم المحكمة والمحامين ما يكلفهم في أغلب الأحيان ثمن المسكن نفسه ، ومن المحكمة الإبتدائية إلى محكمة الإستئناف ثم إلى التعقيب وفي النهاية يكون الجميع غير راضين بعدما يكونوا قد أنهكوا بالتعب والمصاريف والرشوة ، والعداوة والبغضاء بين عشائرهم وذويهم.

أجابني أبو شبّر : وعندنا أيضاًًً نفس الشيء أو أكثر فقلت : كيف؟ ، قال : إذا رفع الناس شكواهم إلى المحاكم الحكومية ، فيكون مثل ما حكيت أما إذا كانوا يقلّدون المرجع الديني ويلتزمون بالأحكام الإسلامية ، فلا يرفعون قضاياهم إلاّّ إليه فيفصلها في بضع دقائق كما رأيت ، ومن أحسن من الله حكماًً لقوم يعقلون؟ والسيد لم يأخذ منهم فلساً واحداًًً ، ولو ذهبوا إلى المحاكم الرسمية لتعرت رؤوسهم ، ضحكت لهذا التعبير الذي هو سار عندنا أيضاًًً وقلت : سبحان الله! أنا لا زلت مكذباً ما رأيت ، ولولا ما شاهدته بعينيّ ما كنت لاصدق أبداًً ، فقال أبو شبّر : لا تكذب يا أخي فهذه بسيطة بالنسبة إلى غيرها من القضايا التي هي أشدّ تعقيداًً وفيها دماء ومع ذلك يحكم فيها المراجع ويفصلونها في سويعات.

إنها حادثة حركت في نفسي شعور الرضا بأحكام الله سبحانه وتعالى ، وفهمت معنى قوله تعالى في كتابه المجيد : ومن لم يحكم بمآ أنزل اللّه فأولئك هم الكافرون ومن لم يحكم بمآ أنزل اللّه فأولئك هم الظالمون ومن لم يحكم بمآ أنزل اللّه فأولئك هم الفاسقون ...

كما حركت في نفسي شعور النقمة والثورة على هؤلاء الظلمة الذين يبدّلون أحكام الله العادلة بأحكام وضعية بشرية جائرة ، ولا يكفيهم كل ذلك بل ينتقدون بكل وقاحة وسخرية الأحكام الإلهية ، ويقولون : بأنها بربرية ووحشية لأنها تقيم الحدود فتقطع يد السارق ، وترجم الزاني ، وتقتل القاتل ، فمن أين يا ترى جاءتنا هذه النظريات الغريبة ، عنّا وعن تراثنا لاشك أنها من الغرب ومن أعداء الإسلام الذين يدركون أن تطبيق أحكام الله يعني القضاء عليهم نهائياً ، لأنهم سراق ، خونه ، زناة ، مجرمون وقتلة ، ولو طبقت أحكام الله عليهم لإسترحنا من هؤلاء جميعاًًًً " ، فلاحظ معي أخي القارىء أين كان الأستاذ التيجاني وإلى أين وصل ، وكل ذلك بفضل الهداية الإلهية التي جرت معه على يد العلماء العاملين المخلصين إتباع أئمة الهدى وبقية الله في أرضه الإمام المهدي (ع).

الشيعة وزيارة القبور : إن الباحث عن الحق لابدّ له من التأني في إصدار الأحكام حتى يسمع جوابات وأدلّة من يخالفه ، وهذا ما كان يفعله الدكتور التيجاني الطالب للحقّ ، فيذكر التيجاني الحوار الذي دار بينه وبين أحد مراجع الشيعة آن ذاك ، وكان في ضمن ما ذكره قوله : " قلت : إن علماء السعودية يقولون : أن التمسح بالقبور ودعوة الصالحين والتبرك بهم ، شرك بالله، فما هو رأيكم؟ ، أجاب السيد : إذا كان التمسح بالقبور ودعوة أصحابها بنيّة أنهم يضرون وينفعون فهذا شرك لاشكّ فيه ، وإنما المسلمون موحدون ويعلمون أنّ الله وحده هو الضار والنافع وإنما يدعون الأولياء والأئمة (ع) ليكونوا وسيلتهم إليه سبحانه وهذا ليس بشرك ، والمسلمون سنة وشيعة متفقون على ذلك من زمن الرسول إلى هذا اليوم ، عدا الوهابية وهم علماء السعودية الذين ذكرت والذين خالفوا إجماع المسلمين بمذهبهم الجديد الذي ظهر في هذا القرن ، وقد فتنوا المسلمين بهذا الإعتقاد وكفّروهم وأباحوا دماءهم ، فهم يضربون الشيوخ من حجاج بيت الله الحرام لمجرد قول أحدهم : السلام عليك يا رسول الله ، ولا يتركون أحداًًً يتمسّح بضريحه الطاهر ، وقد كان لهم مع علمائنا مناظرات ، ولكنهم أصروا على العناد وإستكبروا إستكباراً.

فإن السيد شرف الدين من علماء الشيعة لمّا حجّ بيت الله الحرام في زمن عبدالعزيز آل سعود ، كان من جملة المدعوين لقصر الملك لتهنئته بعيد الأضحى كما جرت العادة هناك ولمّا وصل الدور إليه وصافح الملك قدّم إليه هدية وكانت مصحفاًً ملفوفاً في جلد ، فأخذه الملك وقبّله ووضعه على جبهته تعظيماًً له وتشريفاً ، فقال له السيد شرف الدين عندئذ : أيها الملك لماذا تقبل الجلد وتعظّمه وهو جلد ماعز؟ أجاب الملك : أنا قصدت القرآن الكريم الذي بداخله ولم أقصد تعظيم الجلد! فقال : السيد شرف الدين عند ذلك : أحسنت أيها الملك ، فكذلك نفعل عندما نقبّل شبّاك الحجرة النبوية أو بابها فنحن نعلم أنه حديد لا يضر ولا ينفع ، ولكننا نقصد ما وراء الحديد وما وراء الأخشاب نحن نقصد بذلك تعظيم رسول الله (ص) ، كما قصدت أنت القرآن بتقبيلك جلد الماعز الذي يغلّفه ، فكبّر الحاضرون إعجاباًً له ، وقالوا : صدقت ، وإضطر الملك الى السماح للحجاج أن يتبركوا بآثار الرسول حتى جاء الذي بعده فعاد إلى القرار الأول ـ فالقضية ليست خوفهم أن يشرك الناس بالله ، بقدر ما هي قضية سياسية قامت على مخالفة المسلمين وقتلهِم لتدعيم ملكهم وسلطتهم على المسلمين والتاريخ أكبر شاهد على ما فعلوا في أمّة محمد (ص) ".

الصحابة عند الشيعة : يقول الأستاذ التيجاني : " من أهم الأبحاث التي أعتبرها الحجر الأساسي في كل البحوث التي تقود إلى الحقيقة ، هو البحث في حياة الصّحابة وشؤونهم وما فعلوه وما إعتقدوه ، لأنهم عماد كل شيء ، وعنهم أخذنا ديننا وبهم نستضيء في الظلمات لمعرفة أحكام الله ، ولقد سبق لعلماء الإسلام ـ لقناعتهم بذلك ـ البحث عنهم وعن سيرتهم ، فألّفوا في ذلك كتباً عديدة أمثال : ( أسد الغابة في تمييز الصحابة ) ، و ( الإصابة في معرفة الصحابة ) ، و ( ميزان الإعتدال ) ، وغيرها من الكتب التي تناولت حياة الصحابة بالنّقد والتحليل ولكنّها من وجهة نظر أهل السنّة والجماعة ، وثمة إشكال يتلخص في أن العلماء الأوائل غالباًً ما كانوا يكتبون ويؤرخون بالنحو الذي يوافق آراء الحكام من الأمويين والعباسيين الذين عرفوا بعدائهم لأهل البيت النبويّ ، بل ولكل من يشايعهم ويتبع نهجهم ، ولهذا فليس من الأنصاف الإعتماد على أقوالهم دون أقوال غيرهم من علماء المسلمين الذين إضطهدتهم تلك الحكومات وشردتهم وقتلتهم لأنهم كانوا أتباع أهل البيت وكانوا مصدر تلك الثورات ضد السلطات الغاشمة والمنحرفة ، والمشكل الأساسي في كل ذلك هو الصحابة ، فهم الذين إختلفوا في أن يكتب لهم رسول الله ذلك الكتاب الذي يعصمهم من الضلالة إلى قيام السّاعة وإختلافهم هذا هو الذي حرم الأمة الإسلامية من هذه الفضيلة ورماها في الضلالة حتى إنقسمت وتفرقت وتنازعت وفشلت وذهبت ريحها.

وهم الذين إختلفوا في الخلافة فتوزعوا بين حزب حاكم وحزب معارض وسبّب ذلك تخلّف الأمة وإنقسامها إلى شيعة علي وشيعة معاوية ، وهم الذين إختلفوا في تفسير كتاب الله وأحاديث رسوله فكانت المذاهب والفرق والملل والنحل ، ونشأت من ذلك المدارس الكلامية والفكرية المختلفة وبرزت فلسفات متنوعة أملتها دوافع سياسية محضة تتصل بطموحات الهيمنة على السلطة والحكم ... ، فالمسلمون لم ينقسموا ولم يختلفوا في شيء لولا الصحابة وكل خلاف نشأ وينشأ إنما يعود إلى إختلافهم في الصحابة ، فالربّ واحد والقرآن واحد والرسول واحد والقبلة واحدة وهم متّفقون على ذلك ، وبدأ الخلاف والإختلاف في الصحابة من اليوم الأول بعد وفاة الرسول (ص) في سقيفة بني ساعدة ، وإستمر إلى يوم الناس هذا وسيستمر إلى أن يشاء الله ، وقد إستنتجت من خلال الحديث مع علماء الشيعة أنّ الصحابة في نظرهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام :

فالقسم الأول : وهم الصحابة الأخيار الذين عرفوا الله ورسوله حق المعرفة وبايعوه على الموت وصاحبوه بصدق في القول وبإخلاص في العمل ، ولم ينقلبوا بعده ، بل ثبتوا على العهد وقد إمتدحهم الله جلّ جلاله ، في كتابه العزيز في العديد من المواقع ، وقد أثنى عليهم رسول الله في العديد من المواقع أيضاًًً ، والشيعة يذكرونهم بإحترام وتقديس ويترضّون عليهم كما يذكرهم أهل السنّة باحترام وتقديس أيضاًًً.

والقسم الثاني : هم الصحابة الذين إعتنقوا الإسلام وإتبعوا رسول الله أما رغبة أو رهبة ، وهؤلاء كانوا يمنّون إسلامهم على رسول الله ، وكانوا يؤذونه في بعض الأوقات ولا يمتثلون لأوامره ونواهيه بل يجعلون لآرائهم مجالاً في مقابل النصوص الصريحة حتى ينزل القرآن بتوبيخهم مرة وتهديدهم أخرى وقد فضحهم الله في العديد من الآيات وحذّرهم رسول الله أيضاًًً في العديد من الأحاديث النبويّة والشيعة لا يذكرونهم إلاّّ بأفعالهم بدون إحترام ولا تقديس.

أما القسم الثالث : من الصحابة : فهم المنافقون الذين صحبوا رسول الله للكيد له وقد أظهروا الإسلام وإنطوت سرائرهم على الكفر ، وقد تقربوا ليكيدوا للإسلام والمسلمين عامّة وقد أنزل الله فيهم سورة كاملة وذكرهم في العديد من المواقع وتوعّدهم بالدرك الأسفل من النار ، وقد ذكرهم رسول الله (ص) وحذّر منهم وعلّم بعضاًًً من أصحابه أسماءهم وعلاماتهم ، وهؤلاء يتفق الشيعة والسنّة على لعنهم والبراءة منهم.

وهناك قسم خاصّ وإنْ كانوا من الصّحابة فهم يتميّزون عليهم بالقرابة وبفضائل خلقية ونفسية وخصوصيات إختصّهم الله ورسوله بها لا يلحقهم فيها لاحق ، وهؤلاء هم أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجّس وطهّرهم تطهيراً ، وأوجب الصلاة عليهم كما أوجبها على رسوله ، وأوجب لهم سهم من الخمس ، كما أوجب مودّتهم على كل مسلم كأجر للرسالة المحمدية ، فهم أولوا الأمر الذين أمر بطاعتهم ، وهم الراسخون في العلم الذين يعلمون تأويل القرآن ويعلمون المتشابه منه والمحكم ، وهم أهل الذكر الذين قرنهم رسول الله بالقرآن في حديث الثقلين وأوجب التمسّك بهما ، وجعلهم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ، والصحابة يعرفون قدر أهل البيت ويعظّمونهم ويحترمونهم ، والشيعة يقتدون بهم ويقدّمونهم على كل الصحابة [ بل لا يقاس بهم أحد ] ، ولهم في ذلك أدلّة من النصوص الصريحة.

أما أهل السنّة والجماعة مع احترامهم لأهل البيت وتعظيمهم وتفضيلهم إلاّ أنهم لا يعترفون بهذا التقسيم للصحابة ولا يعدّون المنافقين في الصحابة ، بل الصحابة في نظرهم خير الخلق بعد رسول الله ، وإذا كان هناك تقسيم فهو من باب فضيلة السبق للإسلام والبلاء الحسن فيه ، فيفضّلون الخلفاء الراشدون بالدرجة الأولى ثم الستّة الباقين من العشرة المبشّرين بالجنة على ما يروونه ، ولذلك تراهم عندما يصلّون على النبيّ وأهل بيته يلحقون بهم الصحابة أجميعن بدون إستثناء ".

إختلاف المذاهب الأربعة في الفقه : يذكر التيجاني السماوي واقعة جرت له ومنها يتبين للجميع من أين تستمد المذاهب فقهها بعد تركهم لمذهب أهل البيت(ع) يقول : في إحدى قرى الجنوب التونسي وخلال حفل زفاف كانت النساء يتحدّثن عن فلانة زوجة فلان ، وإستغربت العجوزة الكبيرة التي كانت تجلس وسطهن وتسمع حديثهنّ أن تكون فلانة قد تزوجت فلاناًً ولمّا سألنها عن سبب إستغرابها أخبرتهن بأنها أرضعت الإثنين فهماً أخوان في الرضاعة ، ونقل النّسوة هذا النبأ العظيم إلى أزواجهن وتثبّت الرجال فشهد والد المرأة بأن إبنته أرضعتها تلك العجوز المعروفة لدى الجميع بأنها مرضعة كما شهد والد الزوج بأن إبنه أرضعته نفس المرضعة ، وقامت قيامة العشيرتين وتقاتلوا بالعصي كلّ منهما تتهم الأخرى بأنها سبب الكارثة التي سوف تجرهم إلى سخط الله وعقابه وخصوصاًً وأنّ هذا الزواج مر عليه عشرة أعوام وأنجبت المرأة خلالها ثلاثة أطفال وقد هربت عند سماعها الخبر إلى بيت أبيها وإمتنعت عن الأكل والشرب وأرادت الإنتحار لأنها لم تتحمّل الصدمة وكيف أنها تزوجت من أخيها وولدت منه وهي لا تعلم ، وسقط عدد من الجرحى من العشيرتين وتدخّل أحد الشيوخ الكبار وأوقف المعارك ونصحهم بأن يطوفوا على العلماء ليستفتوهم في هذه القضية عسى أن يجدوا حلاً.

فصاروا يتجوّلون في المدن الكبرى المجاورة يسألون علماءها عن حلّ لقضيتهم وكلّما اتّصلوا بعالم وأطلعوه على الأمر أخبرهم بحرمة الزواج وضرورة تفريق الزوجين إلى الأبد وتحرير رقبة أو صيام شهرين إلى غير ذلك من الفتاوى ، ووصلوا إلى قفصة وسألوا علماءها فكان الجواب نفس الشيء ، لأنّ المالكية كلهم يحرمون الرضاعة ولو من قطرة واحدة إقتداء بالإمام مالك الذي قاس الحليب على الخمر إذ أنّ ( ما أسكر كثيره فقليله حرام ) ، فتحرم الرضاعة ولو من قطرة واحدة من الحليب ، والذي وقع أن أحد الحاضرين إختلى بهم ودلّهم على بيتي قائلاً لهم : إسألوا التيجاني في مثل هذه القضايا فإنه يعرف كل المذاهب وقد رأيته يجادل هؤلاء العلماء عدّة مرات فيبزّهم بالحجّة البالغة.

هذا ما نقله إليّ زوج المرأة حرفيّاً عندما أدخلته إلى المكتبة وحكى لي كل القضيّة بالتفصيل من أولها إلى آخرها ، وقال : " يا سيدي أنّ زوجتي تريد الإنتحار وأولادي مهملين ونحن لا نعرف حلاّ لهذه المشكلة وقد دلّونا عليك وقد إستبشرت خيراًًًً لمّا رأيت عندك هذه الكتب التي لم أشهد في حياتي مثلها فعسى أن يكون الحلّ عندك " ، أحضرت له قهوة وفكّرت قليلاً ثم سألته عن عدد الرضعات التي رضعها هو من المرأة فقال : لا أدري غير أنّ زوجتي رضعت منها مرتين أو ثلاث وقد شهد أبوها بأنه حملها مرتين أو ثلاث مرات لتلك العجوز المرضعة ، فقلت : إذا كان هذا صحيحاًًً فليس عليكما شيء والزواج صحيح وحلال محلّل ، وإرتمى المسكين عليّ يقبّل رأسي ويديّ ويقول : بشّرك الله بالخير لقد فتحت أبواب السكينة أمامي ، ونهض مسرعاًً ولم يكمل قهوته ولا إستفسر منّي ولا طلب الدّليل غير أنّه إستأذن للخروج حتى يسرع فيبشر زوجته وأولاده وأهله وعشيرته ، لكنه رجع في اليوم التالي ومعه سبعة رجال وقدّمهم إليّ قائلاً : هذا والدي وهذا والد زوجتي والثالث هو عمدة القرية والرابع إمام الجمعة والجماعة والخامس هو المرشد الدّيني والسادس شيخ العشيرة والسابع هو مدير المدرسة ، وقد جاؤوا يستفسرون عن قضية الرضاعة وبماذا حلّلتها؟ ، وأدخلت الجميع إلى المكتبة وكنت أتوقّع جدالهم وإحضرت لهم القهوة ، ورحّبت بهم : قالوا : إنّما جئناك نناقشك عن تحليلك الرضاعة وقد حرمها الله في القرآن ، وحرمها رسوله بقوله : يحرم بالرضاعة ما يحرم بالنّسب ، وكذلك حرمها الإمام مالك.

قلت : يا سادتي أنتم ما شاء الله ، ثمانية وأنا واحد فإذا تكلّمت مع الجميع فسوف لن أقنعكم وتضيع المناقشة في الهامشيات ، وإنما إقترح عليكم إختيار أحدكم حتّى أتناقش معه وأنتم تكونون حكماًً بيني وبينه! ، وأعجبتهم الفكرة وإستحسنوها ، وسلّموا أمرهم إلى المرشد الديني قائلين بأنه أعلمهم وأقدرهم ، وبدأ السيد يسألني كيف أحلّل ما حرم الله ورسوله والأئمة؟!.

قلت : أعوذ بالله أن أفعل ذلك! ولكنّ الله حرم الرضاعة بآية مجملة ولم يبيّن تفصيل ذلك وإنما أوكل ذلك إلى رسوله فأوضح مقصود الآية بالكيف والكم ، قال : فإنّ الإمام مالك يحرم الرضاعة من قطرة واحدة ، قلت : أعرف ذلك ، ولكن الإمام مالك ليس حجّة على المسلمين وإلاّّ فما هو قولك بالأئمة الآخرين؟ ، أجاب : (ر) وأرضاهم فكلّهم من رسول الله ملتمس ، قلت : فما هو إذن حجتك عند الله في تقليدك الإمام مالك الذي يخالف رأيه نصّ الرسول (ص)؟ ، قال : محتاراًً : سبحان الله أنا لا أعلم بأنّ الإمام مالك إمام دار الهجرة يخالف النصوص النبويّة ، وتحيّر الحاضرون من هذا القول ، وإستغربوا منّي هذه الجرأة على الإمام مالك والتي لم يعهدوها من قبل في غيري وإستدركت قائلاً : هل كان الإمام مالك من الصحابة؟ ، قال : لا ، قلت : هل كان من التابعين؟ ، قال : لا ، وإنما هو من تابعي التابعين ، قلت : فأيهما أقرب هو أم الإمام عليّ بن أبي طالب؟ ، قال الإمام عليّ أقرب فهو من الخلفاء الراشدين ، وتكلّم أحد الحاضرين قائلاً : سيدنا عليّ كرم الله وجهه هو باب مدينة العلم.

فقلت : فلماذا تركتم باب مدينة العلم وإتبعتم رجلاًًً ليس من الصحابة ولا من التابعين وإنما ولد بعد الفتنة وبعدما أبيحت مدينة رسول الله لجيش يزيد وفعلوا فيما ما فعلوا وقتلوا خيار الصحابة وإنتهكوا فيها المحارم ، وغيروا سنّة الرسول ببدع إبتدعوها ، فكيف يطمئنّ الإنسان بعد ذلك إلى هؤلاء الأئمة الّذين رضيت عنهم السلطة الحاكمة لأنّهم أفتوها بما يلائم أهواءهم.

وتكلّم أحدهم وقال : سمعنا أنّك شيعي تعبد الإمام علياًً فلكزه صاحبه الذي كان بجانبه لكزة أوجعته وقال له : إسكت أما تستحي أن تقول مثل هذا القول لرجل فاضل مثل هذا وقد عرفت العلماء وحتّى الآن لم ترعيني مكتبة مثل هذه المكتبة ، وهذا الرجل يتكلّم عن معرفة ووثوق ممّا يقول! ، أجبته قائلاً : أنا شيعي هذا صحيح ولكنّ الشيعة لا يعبدون علياًً وإنما عوض أن يقّلدوا الإمام مالك فهم يقلّدون الإمام علياًً لأنه باب مدينة العلم حسب شهادتكم ، قال المرشد الديني : وهل حلّل الإمام عليّ زواج الرضيعين؟ ، قلت : لا ولكنّه يحرم ذلك إذا بلغت الرضاعة خمس عشرة رضعة مشبعات ومتواليات ، أو ما إنبت لحماًً وعظماً ، وتهلّل وجه والد الزوجة وقال : الحمد لله فإبنتي لم ترضع إلاّّ مرتين أو ثلاث مرات فقط ، وإنّ في قول الإمام عليّ هذا مخرجاًً لنا من هذه الورطة ورحمة لنا من الله بعد أن يئسنا ، فقال المرشد : أعطنا الدليل على هذا القول حتّى نقتنع ، فأعطيتهم كتاب منهاج الصالحين للسيد الخوئي ، وقرأ هو بنفسه عليهم باب الرضاعة ، وفرحوا بذلك فرحاًً عظيماًً وخصوصاًً الزوج الذي كان خائفاًً أن لا يكون لديّ الدليل المقنع ، وطلبوا منّي إعارتهم الكتاب حتّى يحتجّوا به في قريتهم فسلّمته إليهم وخرجوا مودّعين داعين معتذرين.

وبمجرد خروجهم من بيتي التقى بهم أحد المناوئين وحملهم إلى بعض علماء السّوء فخوّفوهم وحذّروهم بأنّي عميل لإسرائيل وأنّ كتاب منهاج الصالحين الذي أعطيتهم إياه كلّه ضلالة وأنّ أهل العراق هم أهل الكفر والنّفاق وأنّ الشيعة مجوس يبيحون نكاح الأخوات فلا غرابة إذن في إباحتي لهم نكاح الأخت من الرضاعة إلى غير ذلك من التّهم والأراجيف وما زال بهم يحذّرهم حتّى إرتدوا على أعقابهم وأنقلبوا بعد إقتناعهم ، وأجبروا الزوج أن يقوم بقضية عدلية في الطلاق لدى المحكمة الإبتدائية في قفصة وطلب منهم رئيس المحكمة أن يذهبوا للعاصمة ويتّصلوا بمفتي الجمهورية ليحلّ هذا الإشكال ، وسافر الزوج وبقي هناك شهراًًً كاملاً حتّى تمكن من مقابلته وقصّ عليه قصّته من أولها لآخرها وسأله مفتي الجمهورية ، عن العلماء الذين قالوا : بحلّية الزواج وصحته وأجاب الزوج بأنه ليس هناك من قال : بحلّيته غير شخص واحد هو التيجاني السماوي وسجّل المفتي إسمي وقال : للزوج : إرجع أنت وسوف إبعث أنا برسالة إلى رئيس المحكمة في قفصة ، وبالفعل جاءت الرسالة من مفتي الجمهورية وإطلع عليها وكيل الزوج وأعلمه بأن مفتي الجمهورية حرم ذلك الزواج ، هذا ما قصّه عليّ زوج المرأة الذي بدا على الضعف والإرهاق من كثرة التعب وهو يعتذر إليّ لما سبّبه لي : من إزعاج وحرج ، فشكرته على عواطفه متعجّباً كيف يُبطل مفتي الجمهورية الزواج القائم في مثل هذه القضية ، وطلبت منه أن يأتني برسالته التي بعثها إلى المحكمة حتى أنشرها في الصحف التونسية وأبيّن أن مفتي الجمهورية يجهل المذاهب الإسلامية ولا يعرف إختلافهم الفقهي في مسألة الرضاعة ، وقال : الزوج بأنه لا يمكنه أن يطّلع على ملفّ قضيّته فضلاً عن أن يأتيني برسالة منه ، وإفترقنا.

وبعد بضعة أيام جاءتني دعوة من رئيس المحكمة وهو يأمرني بإحضار الكتاب والأدلّة على عدم بطلان ذلك الزواج بين ( الرضيعين )! ، وذهبت محمّلا بعدّة مصادر إنتقيتها مسبقاًً ووضعت في كلّ منها بطاقة في باب الرضاعة ليسهل تخريجه في لحظة واحدة ، وذهبت في اليوم والساعة المذكورة وإستقبلني كاتب الرئيس وأدخلني إلى مكتب الرئيس وفوجئت برئيس المحكمة الإبتدائية ورئيس محكمة الناحية ووكيل الجمهورية ومعهم ثلاثة أعضاء وكلهم يرتدون لباسهم الخاص للقضاء وكانّهم في جلسة رسمية ، ولاحظت أيضاًًً أن زوج المرأة يجلس في آخر القاعة قبالهم ، وسلّمت على الجميع فكانوا كلّهم ينظرون إلي بإشمئزاز وإحتقار ولمّا جلست كلّمني الرئيس بلهجة خشنة قائلاً :

ـ أنت هو التيجاني السماوي؟ ، قلت : نعم.
ـ قال : أنت الذي أفتيت بصحّة الزواج في هذه القضية؟.
ـ قلت : لا لست إنابمفت ، ولكنّ الأئمة وعلماء المسلمين هم الذين أفتوا بحلّيته وصحّته!.
ـ قال : ومن أجل ذلك دعوناك ، وأنت الآن في قفص الإتهام ، فإذا لم تثبت دعواك بالدّليل فسوف نحكم بسجنك وسوف لن تخرج من هنا إلاّّ إلى السجن ، عرفت وقتها أنّني بالفعل في قفص الإتهام ، لا لأنني أفتيت في هذه القضية ، ولكن لأنّ بعض علماء السّوء حدّث هؤلاء الحكام بأنّني صاحب فتنة وأنّني أسبّ الصحابة وأبثّ التشيّع لآل البيت النبوي ، وقد قال له رئيس المحكمة إذا أتيتني بشاهدين ضدّه فسوف ألقيه في السجن ، أضف إلى ذلك فأنّ جماعة الإخوان المسلمين إستغلّوا هذه الفتوى وروّجوا لدى الخاص والعام بأنّني أبيح نكاح الأخوات وهو قول الشيعة على زعمهم! ، كل ذلك عرفته من قبل وتيقنته عندما هدّدني رئيس المحكمة بالسجن فلم يبق أمامي إلاّّ التحدّي والدفاع ، عن نفسي بكل شجاعة فقلت للرئيس : هل لي أنت أتكلّم بصراحة وبدون خوف ، قال : نعم تكلّم فأنت ليس لك محام ... ، قلت : قبل كل شيء أنا لم إنصب نفسي للإفتاء ، ولكن ها هو زوج المرأة إمامكم فإسألوه ، فهو الذي جاءني إلى بيتي يطرق بابي ويسألني ، فكان واجباًًً علي : أن أجيبه بما أعلم وقد سألته بدوري ، عن عدد الرضعات ولمّا أعلمني بأنّ زوجته لم ترضع غير مرتين أعطيته وقتها حكم الإسلام فيها ، فلست أنا من المجتهدين ولا من المشرعين ، قال الرئيس : عجباً ، أنت الآن تدّعي أنك تعرف الإسلام ونحن جهله! ، قلت : أستغفر الله أنا لم أقصد هذا ، ولكن كل الناس هنا يعرفون مذهب الإمام مالك ويتوقّفون عنده ، وأنا فتّشت في كلّ المذاهب ووجدت حلاّ لهذه القضية ، قال الرئيس : أين وجدت الحل؟ ، قلت: قبل كل شيء هل لي أن أسئلكم سوآلاً يا سيدي الرئيس؟ ، قال : اسأل كل ما تريد ، قلت : ما قولكم في المذاهب الإسلامية؟ ، قال : كلّها صحيحة ، فكلّهم من رسول الله ملتمس ، وفي إختلافهم رحمة ، قلت : فإرحموا إذن هذا المسكين " مشيراً إلى زوج المرأة " الذي قضى الآن أكثر من شهرين وهو مفارق لزوجه وولده بينما هناك من المذاهب الإسلامية من حلّ مشكلته ، فقال : الرئيس مغضباًًً : هات الدّليل وكفاك تهريجاً ، نحن سمحنا لك بالدفاع عن نفسك فأصبحت محامياً لغيرك ، فأخرجت له من حقيبتي كتاب منهاج الصالحين للسيد الخوئي وقلت : هذا مذهب أهل البيت ، وفيه الدّليل وقاطعني قائلاً : دعنا من مذهب أهل البيت فنحن لا نعرفه ولا نؤمن به.

كنت متوقّعاً هذا ولذلك أحضرت معي بعد البحث والتنقيب عدّة مصادر لأهل السنّة والجماعة وكنت رتّبتها حسب علمي فوضعت البخاري في المرتبة الأولى ثم صحيح مسلم وبعده ، كتاب الفتاوى لمحمود شلتوت وكتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد لإبن رشد ، وكتاب زاد المسير في علم التفسير لإبن الجوزي وعدّة مصادر أخرى من كتب ( أهل السنّة ) ، ولمّا رفض الرئيس أن ينظر في كتاب السيد الخوئي سألته عن الكتب التي يثق بها ، قال البخاري ومسلم ، وأخرجت صحيح البخاري وفتحته على الصفحة المعينة وقلت : تفضلّ يا سيدي إقرأ ، قال : إقرأ أنت؟ ، وقرأت : حدثنا : فلان ، عن فلان ، عن عائشة أم المؤمنين قالت : توفيّ رسول الله (ص) ولم يحرم من الرضعات إلاّّ خمسة فما فوق.

وأخذ الرئيس مني الكتاب وقرأ بنفسه وأعطاه إلى وكيل الجمهورية بجانبه وقرأ هو الآخر وناوله لمن بعده في حين أخرجت صحيح مسلم وأطلعته على نفس الأحاديث ثم فتحت كتاب الفتاوى لشيخ الأزهر شلتوت وقد ذكر هو الآخر اختلافات الأئمة في مسألة الرضاعة فمنهم من ذهب إلى القول بأن المحرم ما بلغ خمس عشرة رضعة ومنهم من قال : بسبعة ومنهم من حرم فوق الخمسة عدا مالك الذي خالف النصّ وحرم قطرة واحدة ثم قال شلتوت : وأنا أميل إلى أوسط الآراء فأقول سبعة فما فوق، وبعد ما إطلع رئيس المحكمة على كل ذلك قال : يكفي ثم إلتفت إلى زوج المرأة وقال له: أذهب الآن وأتني بوالد زوجتك ليشهد أمامي بأنها رضعت مرتين أو ثلاثة وسوف تأخذ زوجتك معك هذا اليوم ... وطار المسكين فرحاًً ، وإعتذر وكيل الجمهورية وبقية الأعضاء الحاضرين للإلتحاق بأعمالهم وأذن لهم الرئيس ، ولمّا خلا بنا المجلس إلتفت إليّ معتذراًً ، وقال : سامحني يا أستاذ لقد غلّطوني فيك وقالوا : فيك أشياءً غريبة وأنا الأن عرفت بأنهم حاسدون ومغرضون يريدون بك شراًً ، وطار قلبي فرحاًً بهذا التحوّل السّريع وقلت : الحمد لله الذي جعل نصري على يديك يا سيدي الرئيس.

فقال : سمعت بأنّ عندك مكتبة عظيمة فهل يوجد فيها كتاب حياة الحيوان الكبرى للدميري؟ ، قلت : نعم ، قال : هل تعيرني إياه ، فقد مضى عامان وأنا أبحث عنه : قلت : هو لك يا سيدي متى أردت ، قال : هل عندك وقت يسمح لك بالمجيء إلى مكتبتي لنتحدث وأستفيد منك ، قلت : إستغفر الله فأنا الذي أستفيد منك ، فأنت أكبر مني سناًً وقدراًً ، وعندي أربعة أيام راحة في الأسبوع وإنارهن إشارتك.

وإتفقنا على يوم السبت من كل إسبوع لأنه ليس له جلسات للمحكمة في ذلك اليوم ، وبعدما طلب منّي أن أترك له كتاب البخاري ومسلم وكتاب الفتاوى لمحمود شلتوت لكي يحرر منهم النصّ قام بنفسه وأخرجني من مكتبه مودّعاً.

وخرجت فرحاًً أحمد الله سبحانه على هذا النّصر وقد دخلت خائفاًً مهدّداً بالسجن وخرجت وقد إنقلب رئيس المحكمة إلى صديق حميم يحترمني ويطلب منّي مجالسته ليستفيد مني ، إنها بركات طريق أهل البيت الذين لا يخيب من تمسّك بهم ويأمن من لجأ إليهم.

وتحدث زوج المرأة في قريته وشاع الخبر في كلّ القرى المجاورة بعدما رجعت المرأة إلى بيت زوجها وإنتهت القضية بحلّية الزواج ، فأصبح الناس يقولون : بأنّي أعلم من الجميع وأعلم حتى من مفتي الجمهورية.

وقد جاء زوج المرأة إلى البيت ومعه سيارة كبيرة ودعاني إلى القرية أنا وكل عائلتي وأعلمني بأن كل الأهالي ينتظرون قدومي وسيذبحون ثلاثة عجول لإقامة الفرح وإعتذرت إليه بسبب إنشغالي في قفصة وقلت له : سوف أزوركم مرة أخرى إن شاء الله.
وتحدّث رئيس المحكمة إلى أصدقائه وإشتهرت القضية ورد الله كيد الكائدين وجاء بعضهم معتذرين وقد فتح الله بصيرة البعض منهم فإستبصروا وأصبحوا من المخلصين ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيدنا محمّد وعلى إله الطيبين الطاهرين.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 06:44 PM   #32
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( الأستاذ / مروان خليفات )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته :ولد الأستاذ مروان خليفات عام 1973م في كفر جايز التابعة لمدينة أربد في الأردن ، ترعرع في أسرة تعتنق المذهب الشافعي ، واصل دراسته حتى تخرج من جامعة اليرموك ، حائزاً شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية عام 1995م.

التأثّر بالتيار السلفي : تأثّر الأستاذ مروان في دراسته الجامعية بالتيار السلفي نتيجة تتلمذه على أيدي مجموعة من الأساتذة السلفية الذين كانوا يمارسون مهمة التدريس في الجامعة ، فكان يستمع اليهم بآذان صاغية ويتلّقى منهم ـ دون أي تمحيص ـ كل ما يبدونه له حول القضايا الدينية والأمور العقائدية.

مع صديقه الشيعي : كان للأستاذ مروان صديق شيعي ، كان قد تعرف عليه منذ أيام الطفولة ، وكان لإنسجامهما في الطباع وإرتياح كل منهما للآخر عند الصحبة سبباًًً في إستدامة صداقتهما رغم إختلافهما في ألفكر والعقيدة ، وكان مع ذلك يندفعان بين حين وآخر إلى النقاش والجدال حول الأمور العقائدية وكان هذا الأمر يزداد يوماًًً بعد يوم نتيجة إرتقاء مستوى كل منهما في جانب الفكر وإتساع معلومات كل منهما فيما يخص دعم مبادئه العقائدية ، وإشتد هذا الأمر وبلغ ذروته بعد التحاق الأستاذ مروان بالجامعة ، فكان لا يأتي عليهما يوم إلاّّّ ويحتد النقاش بينهما.
وكان الأستاذ مروان يبذل قصارى جهده لتجميع الأدلة التي يطرحها أساتذته السلفية ، ليستدل بها في إطاحته للفكر الشيعي وليتمكّن ـ وعسى ـ من هداية صديقه على حسب زعمه ، لكنه كان يجد نفسه ضعيفاًًًً إمام البراهين المتينة والأدلة المحكمة التي يطرحها صديقه بكل هدوء وإتزان.

أهم المواضيع التي تأثر بها : كان من جملة المواضيع التي كان لها الدور الكبير في إندفاع الأستاذ مروان إلى الإستبصار هو موضوع رزية الخميس التي كان غافلاً عنها فيما سبق ، وكان هذا حينما وجد صديقه تحمسه في تمجيد عمر بن الخطاب ، فذكر له رزية الخميس وتبنيه له موقف عمر من الرسول حينما قال النبيّ (ص) لأصحابه بأيام قبل وفاته : إئتوني بكتف ودواة أكتب لكم كتاباًًً لن تضلوا بعده أبداًً ، فقال عمر : أن النبيّ غلبه الوجع ، أو يهجر ، حسبنا كتاب الله!! ، فلم يطق الأستاذ مروان إستيعاب هذا الأمر! فبادر مسرعاًً إلى إنكار وتكذيب هذا الأمر ، وثارت ثائرته قائلاً لصديقه : " هل وصل بكم الأمر أن تنسبوا هذا الكلام للفاروق الذي ما عصى النبي قط؟! " ، فأرشده صديقه إلى مصدر هذا الحديث من كتابي صحيح مسلم والبخاري ، فلم يتحمل الأستاذ مروان قبول هذه الحقيقة والتجأ إلى التبرير بقوله : وإن قال ذلك يبقى صحابياًً !! اسأل الله الغفران له ، وأردف قائلاً لصديقه : كيف تأتّى لك معرفة هذه الحادثة المروية في الصحيحين؟ ، فقال : وجدتها في كتاب " ثم إهتديت " لأحد علماء أهل السنة الذين تشيعوا ، فقال مستغرباً : وهل هناك عالم من علمائنا تشيع؟! ، فقال : نعم هو ذاك التيجاني صاحب هذا الكتاب ، يذكر أسباب وكيفية تشيعه في كتابه ، فطلب الأستاذ مروان منه الكتاب ليبادر إلى مطالعته بسرعة.

مع كتاب " ثم إهتديت " : يقول الأستاذ في وصف الحالة التي عاشها مع كتاب " ثم إهتديت " : أخذتني قصة الكاتب الممتعة وإسلوبه الجذّاب ، قرأت نصوص إمامة آل البيت ، ومخالفات الصحابة للرسول ، ورزية الخميس ... والمؤلف يوثق كل قضية من صحاحنا المعتبرة ، فدهشت لما أقرأ وشعرت أن كل طموحاتي إنهارت وسقطت أرضاًً ، وحاولت إقناع نفسي بأن هذه الحقائق غير موجود في كتبنا ، وفي اليوم الثاني عزمت على توثيق نصوص الكتاب من مكتبة الجامعة ، وبدأت برزية الخميس ، فوجدتها مثبتة في صحيحي مسلم والبخاري بعدة طرق.

الشك والحيرة ثم الإستبصار : يقول الأستاذ مروان : كان أمامي إحتمالان : أما إن أوافق عمر على قوله ، فيكون النبيّ يهجر ـ والعياذ بالله ـ وبهذا أدفع التهمة عن عمر ، وأما إن اُدافع ، عن النبيّ وأقر بأن بعض الصحابة بقيادة عمر إرتكبوا خطأ جسيماً بحق النبي (ص) حتى طردهم ، وهنا أتنازل إمام صديقي عن معتقدات طالما ردّدتها وإفتخرت بها أمامه ، وفي نفس اليوم سألني صديقي ، عن صحة ما في الكتاب فقلت وقلبي يتعصّر ألماً : نعم ، صحيح ، بقيت فترة حائراً تأخذني الأفكار شرقاً وغرباً ، وعرض عليّ صديقي كتاب " لأكون مع الصادقين " لمؤلفه التيجاني ، وكتابه " فسئلوا أهل الذكر " وغيرها ، فكشفت هذه الكتب أمامي حقائق كثيرة وزادت حيرتي وشكي ، وحاولت إيقاف حيرتي ، بقراءة ردود علمائنا على هذه الحقائق ، لكنّها لم تنفعني بل زادتني بصيرة بأحقيّة مذهب أهل البيت (ع) وقرأت كتباً كثيرة ، لا يسعني ذكرها ، فكانت ترسم لي صورة الحقيقة بألوإن من الحجج الدامغة ، التي كان عقلي يقف مبهوراً محتاراًً أمامها ، فضلاً ، عن حيرة علمائنا في التعامل معها ، إلى أن إكتملت صورة الحقيقة في ذهني كالشمس في رابعة النهار ، وإعتنقت مذهب آل البيت الأطهار أبناء الرسول ، وأشقّاء القرآن ، وأولياء الرحمن ، سفن النجاة ، وأعلام الورى ، ورحمة الله للملأ ، بكل قناعة وإطمئنان قلب ، وها أنا الأن ـ وبعد تخرجي من كلية الشريعة ـ على يقين تام بصحة ما أنا عليه ، أقول هذه الكلمات ويمر بذهني كيف عزمت على هداية صديقي الشيعي وأهله ، وإذا بالصورة قد أنعكست ، فكان هو سبب هدايتي ، وفّقه الله ، ولا أنسى تلك اليد ـ يد الرحمة الإلهية ـ التي كانت تعطف عليّ بإستمرار أيّما عطف ، فلك الحمد ربّاه حمداً يليق بجلالك العظيم ومنِّك الجسيم ".

مؤلفاته :

1 - " وركبت السفينة " : صدر عن مركز الغدير سنة 1997م ـ 1418هـ ، جاء في مقدمة الناشر : " إن كتاب ( وركبت السفينة ) للأستاذ مروان خلفيات نموذج لوقفة التأمل مع الذات ، والنظر في الموروث ، والإنطلاق ببحث علمي مقارن ، وتحقيق موضوعي رصين يكشف عن وعي الكاتب للتاريخ ، كما يسجل مساهمة في إعادة كتاب فصل من فصوله ووقائعه ، وهي رحلة علمية ومذهبية رائعة تجلّت فيها حرية الفكر ، والبحث المحايد عبر السفينة التي أبحر فيها من شاطئه الذي كان يستقر في مآويه إلى الشاطيء الآخر أمناً من مخاطر الأمواج وقصف الريح الكواسح ، مستهدياً بالكتاب والسنّة وأدلّة العقل وشواهد التاريخ ، وهذا العمل الثقافي الرصين يشكّل مساهمة فعّالة في التقريب بين المسلمين وإسقاط الحواجز النفسية ، وتعريف بعضهم بالبعض الآخر " ، وجاء في تقديم الدكتور عبدالهادي الفضلي : " الكتاب ... هو من تلكم الكتب التي كتبت إنتصاراًً لمذهب أهل البيت من مؤلف تخصص جامعياً بدراسة المذاهب الإسلامية ، وحملته روح المقارنة والموازنة إلى تأليف كتابه هذا ليتوصل إلى معرفة الفرقة الناجية التي أشارت إليها رواية " ستفترق أمتي ... " كما ذكر هذا في مدخل كتابه ، فتناول في بحثه نشوء المذاهب السنية في العقيدة والتشريع ، واضعاًً اصبعه على أبرز المعالم الفكرية فيها وأهم الإشكالات في أسس هذه المذاهب ، من واقع حياة الصحابة في إجتهادهم وعدالتهم وشؤونهم الأخرى التي ترتبط بموضوع البحث.

ثم إنتقل إلى مدرسة أهل البيت موثقاًً مشروعيتها ، ومبرهناً على النجاة في أتباع أهل البيت (ع) معقباً ذلك وخاتماً بذكر شيء من سيرة الأئمة الإثني عشر (ع) وقد كان المؤلف الكريم ملتزم إلى حد كبير باصوليات البحث العلمي فخرج موفقاًً إلى حد غير قليل في بحثه ونتائجه.
وهو بهذا الكتاب يضم سفراً آخر من أسفار الدراسات المقارنة ، التي نرجوإن تكثر وتلتزم بالمقارنة دائماًً لنلتقي كمسلمين مؤمنين بالإعتصام بحبل الله الذي هو عصام التوحيد والتوحد على جادة سواء وكلمة سواء " ، يتألف الكتاب من ثلاثة أبواب :

الباب الأول : الأشعري والمذاهب الأربعة ، ويتضمّن فصلين وهما : تقليد الأئمة الأربعة ، وعدّة عقبات إمامنا.
الباب الثاني : مدرسة السلفية ، ويتضمّن فصول ، وهي : إشكالات في الطريق ، ضياع السنة ، إشكالات على مرجعية الصحابة ، عدالة الصحابة ، مخالفات الصحابة للرسول ، صور من حياة الصحابة ، أربعة نماذج من الصحابة ، أدلة أهل السنة على عدالة الصحابة ، بحث حول قيمة الصحبة ، إجتهاد الصحابة إمام المحكمات.
الباب الثالث : مدرسة أهل البيت ، ويتضمّن عدة فصول ، وهي : شهادات ، القول المختصر فيمن تشيع وشعر ، المرجعية السياسية ، الأئمة الإثنا عشر ، شبهات ليست بشبهات.

2 - " أكرمتني السماء ، العودة المباركة إلى النعمة الإلهية " : صدرت الطبعة الأولى سنة 1419هـ ـ 1999م ، وصدرت الطبعة الثانية سنة 1421هـ ـ 2000م عن مؤسسة السيدة زينب ـ بيروت ، جاء في مقدمة الطبعة الأولى : " بعد طبع كتابنا " وركبت السفينة " تلقاه الناس بقبول حسن وأثنوا عليه الثناء الجميل ، فلله الحمد أولاًًً وآخراًًً ، وقد عرض عليّ بعض الأخوان تلخيص الكتاب ، وقد تكون هذه الفكرة صائبة ، فالكتاب تتجاوز صفحاته الستمائة صفحة ، وليس بإستطاعة كل إنسان أن يقرأه أو يشتريه ، لهذا قمت بتلخيصه ... ، أما الكتاب الأصلي فهو يحكي قصة إنتقالي من مذهب إلى آخر ، طلباً للإسلام الصحيح ، وهو محاولة للوصول إلى المنظومة الإلهية التي تعبر عن الإسلام من خلال طرح ثلاث مدارس فكرية موجودة بشكل ملحوظ على الساحة ، وهي :

1 ـ إتباع الأئمة الأربعة والأشعري.
2 ـ إتباع السلف " السلفية ".
3 ـ إتباع آل البيت " الشيعة الإمامية ".

ولأنّ البحث مختصر ، فقد إضطررت إلى أن أحصره بين المدرستين الأولى والثالثة ، ومن يرد أن يطلع على المدرسة السلفية فعليه بمراجعة كتابنا المذكور ، وأسال الله أن يوفّقنا لكتابة بحث مستقل ، عن السلفية في القريب العاجل".

3 - " النبي ومستقبل الدعوة " : صدر عن مركز الأبحاث العقائدية وهو باكورة سلسلة الرحلة إلى الثقلين صدر سنة 1420هـ ، جاء في توطئة بحثه في الكتاب : " ما هي حقيقة المشروع الإلهي الذي أعد لهداية الإنسان بعد ختم النبوة؟ ، ما هو موقف النبيّ (ص) من مستقبل الإسلام؟ فهل إتخذ (ص) الترتيبات اللاّزمة لحفظ رسالته وضمان إنتشارها ما موقفه (ص) من الكتاب والسنة وهما عهد الله إلى خلقه؟.
إن الإجابة على هذه الإسئلة وغيرها قد يكون لها تأثير كبير على حياة الإنسان ، ولو عرضت هذه الإسئلة على المدارس والفرق الإسلامية ، لكانت أجوبتنا متوافقة مع إنتماءاتها المذهبية وهذه إحدى مشاكلنا ، فنحن ننتمي ثم نجيب وهو على حساب الحقيقة ، وقد قام المؤلف في هذا الكتاب بتبيين النظريتين حول موقف النبيّ (ص) من مستقبل دعوته ، فذكر إبتداءاًً نظرية أهل السنة فيما تخص موقف النبيّ (ص) من القرآن والسنة ، ثم قام بمناقشة هذه النظرية وتبين مواطن ضعفها ، ثم ذكر المؤلف النظرية الثانية فبيّن موقف النبيّ (ص) الإيجابي حول جمع القرآن وتدوين السنة وإعلان مرجعية آل البيت (ع) وفي نهاية الكتاب قام المؤلف بمقارنة موجزة بين هذين النظريتين ، ثم إستنتج قائلاً : " لا نرى على المدرسة الشيعية أي مؤاخذة في حق النبيّ (ص) ، فهو ذلك القائد البصير الذي نظر للأمد البعيد فلم يترك الأمر بعده مهملاً فارغاً بل رتبه أروع ترتيب ، فالكتاب والسنة مدوّنان ، ولحسم الخلاف في فهمهما جعل ناطقاًً عنهما لا يخلو من زمن " ، ثم يضيف المؤلف : " إنّ الفكر الذي يقدم هذه الإطروحات لصيانة الإسلام من التحريف وإدامته لهو فكر عظيم ، فلا يمتلك المرء ألا إن ينحني أمامه ".

4 - " قراءة في المسار الأموي " : صدر عن مركز الغدير للدراسات الإسلامية سنة 1419هـ ـ 1998م في 170 صفحة في القطع الرقعي.
وهي إقتباسات أعدها المؤلف من كتاب الغدير للعلامة الشيخ الأميني ، وذكر فيها أربعة من رموز البيت الأموي الذين عادوا رسول الله (ص) ، وهم : أبو سفيان ، والحكم بن أبي العاص ، ومروان بن الحكم ، والوليد بن عقبة ، فذكر المؤلف نماذج عديدة من مواقفهم المخزية آزاء الإسلام وعدائهم للرسول (ص) وأهل بيته (ع).

5 - " مزامير الأنتظار المقدس " : صدر سنة 2001م ـ 1422ه- عن مركز الفردوس للثقافة والأعلام ، (72 صفحة من القطع الرقعي) تأليف مشترك مع السيد غياث الموسوي ، قصائد شعرية حول الإمام المهدي المنتظر (ع) تتبعها إضاءات متضمنة لروايات أهل البيت (ع) وذكر بعض الآيات القرآنية المناسبة للموضوع وجملة من أحاديث وأقوال أهل السنة فيما تخص ولادة الإمام المهدي (ع) وغيبته وصفاته وأحاديث إنتظاره وأنه إبن الإمام الحسن العسكري (ع).

وقفة مع كتابه : " وركبت السفينة " ، في البحر عندما تعصف الرياح وتتلاطم الأمواج يتوجّه المرء إلى ربه ، يدعوه لينجيه من الغرق ويكون دعاؤه حاراً خارجاًً من أعماق الروح ، يتعهد لربّه بالسير على الصراط المستقيم إذا نجا فيما تبقى له من العمر ، وهذا هو نداء الفطرة الذي أودعه الله في الإنسان عندما خلقه يُسمع واضحاًً عندما تختفي موجات الأصوات الأخرى ... ، وعندما تلوح في الأفق سفينة النجاة يهرع إليها كل من له فطرة سليمة ، أما إذا أغمض الإنسان عينيه فلم يرد رؤية أشرعة السفينة ، وصمّ إذنيه فلم يرد أن يسمع أبواقها التي تتلهف لها روحه ونفسه التي بين جنبيه ، فماذا يكون المصير غير الغرق ولا ينفع حينئذ التشبّث بالقشاش والأخشاب إلاّّّ إذا كانت وسيلة توصل المرء إلى السفينة ، وهكذا حال الإنسان إذا أراد النجاة من الغرق في الأمواج المتلاطمة في دنيا الفكر والعقيدة ، فعليه الركوب في سفينة يقودها ربان يحميه الله تعإلى كما فعل بنوح (ع).

وترك هكذا سفينة والتشبث بأمور أخرى لا يؤديّ إلاّّّ إلى الغرق والهلاك في أمر الدين الذي هو الطريق إلى السعادة الأبدية ولا غير.
ونحن إذا تركنا الأديان الأخرى ونظرنا في رسالة النبيّ الخاتم (ص) وجدناها واضحة المعالم عميقة المحتوى في زمانه (ص) ، فهو المحور الذي يدور حوله الناس ويرتشفون منه رحيق الهداية ، أما بعد وفاة النبيّ (ص) فقد تلبدت الأجواء بالغيوم ، وتتابعت قطع الليل المظلم ، فضاعت المحجة وتنكر السبيل إلاّ على الذين إصطفاهم الله ومن إهتدى بهم وهم قليل يومئذ ، والمسلم اليوم ـ إذا أراد أن لا يقلد الآباء في أمر دينه كما أمره القرآن ، وأراد النجاة في هذا الأمر الذي قد يقود إلى النار الأبدية إذا لم يحسن النظر فيه ، ولم يستخدم ما أعطاه الله من نعمة العقل في تمييز الحق من الباطل المتراكم حوله ، يجد ثلاث فرق كبيرة في الساحة تتفرع منها الفرق الأخرى ، وكلّها تدعي أنها هي الإسلام الحق ، فمن أين يأخذ الإنسان دينه وأين هي سفينة النجاة ومن يقودها ، قسم المؤلف بحثه في هذا الكتاب إلى ثلاثة أقسام ، يبحث في الأول ، عن مدرسة أهل السنة التقليديين من مقلدي الأشعري في العقائد والأئمة الأربعة في الفقه ، ويبحث في الثاني عن المدرسة السلفية الذي يتمسّكون بفهم السلف ( الصحابة ) للدين ، ويبحث في الثالث عن مدرسة أهل البيت(ع) فيناقش أدلة هذه الفرق وتاريخها ويبيّن مالها وما عليها ، ويوضّح أنّ سفينة النجاة هي مدرسة أهل البيت (ع) التي يقودها أئمة الهيون تحميهم السماء كما كانت تحمي نوح (ع) وسفينته.

الأشعري والمذاهب الأربعة : لا دليل من قرآن أو سنة يوجب على المسلم إتباع الأشعري أو أحد أئمة المذاهب الأربعة ، فهم لم يروا النبيّ (ص) ولم يسمعوا منه وبينهم وبينه أكثر من مئة سنة ، وهم مختلفون فيما بينهم ، بل الإختلاف قائم بين فقهاء المذهب الواحد ، ونحن نعلم بديهة أنّ حكم الله في أي موضوع واحد لا ثاني له ، ولا مرجّح لأحد هذه المذاهب على غيره والترجيح بلا مرجّح فاسد عقلاً ، وهم الآن أموات والميت لا قول ولا رأي له فكيف يؤخذ عنهم الدين ، أضف إلى ذلك أن المسائل المستحدثة لا جواب لهم فيها فكيف حصر أخذ الدين منهم فقط دون غيرهم؟! وهم أنفسهم قبل إجتهادهم هل كانوا في ضلال وهكذا المسلمون هل كانوا على ضلال قبل قيام هذه المذاهب؟! ، هذا وقد نهى أئمة المذاهب الأربعة الناس عن تقليدهم.

قال أبو حنيفة :
1 ـ ( لا يحلّ لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعرف من أين أخذنا ) ، وقال الشوكاني معلّقاً على هذا القول : ( وهذا هو تصريح بمنع التقليد ، لإن من علم بالدليل فهو مجتهد مطالب بالحجة ، لا مقلد فإنّه الذي يقبل القول ولا يطالب بحجة ).
2 ـ ( قولنا هذا رأي وهو أحسن ما قدرنا عليه ، فمن جاءنا بأحسن من قولنا فهو أولى بالصواب منّا ) ، وقد أورد إبن حزم هذا القول ضمن أقوال أبي حنيفة في النهي عن التقليد.

وقال مالك بن أنس :
1 ـ ( إنما أنا بشر أخطيء وأصيب ، فإنظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه ، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنّة فإتركوه ) ، وقال إبن حزم معلّقاً على كلام مالك : " فهذا مالك ينهى عن تقليده ، وكذلك أبو حنيفة ، وكذلك الشافعي ..." ، وقال الشوكاني : " ولا يخفى عليك أن هذا تصريح منه ـ أي مالك ـ بالمنع من تقليده ".
2 ـ قال مالك : " إن نظن إلاّّّ ظنّاً وما نحن بمستيقنين".

وقال الشافعي :
1 ـ " ما قلت وكان النبي (ص) قد قال : بخلاف قولي ، فما صحّ من حديث النبي أولى ولا تقلدوني " ، وقد إستدلّ السبكي بقول الشافعي هذا في نهيه عن التقليد.
2 ـ " لا يقلد أحد دون رسول الله (ص) ".

وقال أحمد بن حنبل :
1 ـ " لا تقلدوني ، ولا تقلد مالكاًًً ، ولا الشافعي ، ولا الأوزاعي ، ولا الثوري ، وخذ من حيث أخذوا ".
2 ـ " من قلة فقه الرجل أن يقلد دينه الرجال ".

الأئمة الأربعة والسنة : إنّ المتتبّع لآراء الأئمة الأربعة يجد أن فيها ما يخالف السنة ومن ذلك رأيهم في الطلاق ، فمن المعلوم أن طلاق الثلاث بلفظ واحد أوقعه النبيّ (ص) طلقة واحدة ، أما الأئمة الأربعة فقد عدّوه ثلاث طلقات ، وقد جمع المحقق إبن دقيق العيد المسائل التي خالف مذهب كل واحد من الأئمة الأربعة الحديث الصحيح فيها إنفراداً وإجتماعاً في مجلد ضخم ، وقال الليث بن سعد : " أحصيت على مالك بن أنس سبعين مسألة كلّها مخالفة لسنة النبي (ص) قال : فيها برأيه " ، فكيف يجوز للمسلم ترك ما صح عن النبي (ص) والأخذ بخلافه.

الأئمة الأربعة والفقه : قال أبو حنيفة : " لو أن رجلاًًًً في مصر وكَّل آخر بالأندلس بأن يزوجه فلأنه فيعقد له عليها ، ولا يلتقيان أصلاًً فيما يرى الناس ثم تجيء المرأة بولد يكون نسبه ثابتاًً للرجل الذي في مصر ، وفي فقه المالكية : لو نوى الرجل أن يطلق زوجته ولم يتلفظ فإنها تطلق!! ، وأجاز الشافعي نكاح الرجل بنته من الزنا!.

أما الأشاعرة : يقول النووي الأشعري : مذهب أهل السنة أنّ الله تعإلى لا يجب عليه شيء ، بل العالم كله ملكه والدنيا والآخرة في سلطانه ، يفعل ما يشاء ، فلو عذب المطيعين والصالحين أجمعين وأدخلهم النار كان عدلاًً ، ولوإنعم على الكافرين وأدخلهم الجنة كان له ذلك.

أجل إنّ العالم كلّه ملكه والدنيا والآخرة في سلطانه ، لكن الله وعد المؤمنين بالجنة والكافرين بالنار والله لا يخلف وعده ( إن وعد اللّه حق ) وهذا الكلام هو عين الظلم ( ولا يظلم ربك أحداًً ) ، إن الله يجب عليه ما أوجبه على نفسه كالرحمة ، قال : تعإلى : ( كتب ربكم على نفسه الرحمة ) ، وإذا كان الله لا يجب عليه شيء فلماذا أوجد الثواب والعقاب وبعث الأنبياء والرسل؟!! ، وقال القاضي الإيجي في المواقف : " المقصد السابع : تكليف ما لا يطاق جائز عندنا " ، وهذه العقيدة الأشعرية مخالفة لصريح القرآن ، قال : تعإلى : ( لا يكلف اللّه نفساًً إلاّّ وسعها ) ، وقال : تعإلى : ( لا يكلف اللّه نفساًً إلاّ ما ءاتاها ) ، فأين هذه العقيدة من القرآن؟! ، وقال : الأشاعرة : إنّ الله : يامر بما يكره وينهى عما يحب!! وإن الله يفعل بدون غرض ، وأنّ أفعال العباد مخلوقة لله ، وأن أفعالهم خيرها وشرها من الله!!.

السياسة أوجدت المذاهب : إنّ السياسة وأوامر السلاطين هي التي منحت الحياة للمذاهب الأربعة وأماتت المذاهب الأخرى ، ولولا ذلك لكانت المذاهب الأخرى موجودة أيضاًًً يتعبد بها الناس ولا يرضون عنها بدلاً ، فالناس وجدوا هذه المذاهب مرضياًً عنها فقلدوها والناس على دين ملوكهم كما قيل ، وليس في هذا دليل على وجوب إتّباعها ، يقول المقريزي : " إستمرت ولاية القضاة الأربعة من سنة 566 هـ ، حتى لم يبقَ في مجموع أمصار الإسلام مذهب يعرف من مذاهب الإسلام غير هذه الأربعة ، وعُودِيَ من تمذهب بغيرها ، وأفتى فقهاؤهم في هذه الأمصار بوجوب إتباع هذه المذاهب وتحريم ما عداها ، والعمل على هذا إلى اليوم ، وأعلن الظاهر بيبرس سد باب الإجتهاد ، وما زال أمر بيبرس نافذاً بالرغم من زوال ملكه " ، ومن هنا ، نخلص إلى القول بأن هذا المنهج ليس هو المنظومة الإلهية التي يريد الله : لنا أن نتبعها ، لكثرة الثغرات والجوانب السلبية فيها ، يقول الزمخشري المفسّر المعروف :

إذا سألوا عن مذهبي لم أبح به * وأكتمه كتمانه لي أسلمُ
فإن حنفياً قلتُ قالوا * بأنه يبيحُ الطلا وهو الشرابُ المحرمُ
وإن مالكياً قلتُ قالوا * بأنَّني أبيح لهم أكل الكلاب وهم هُم
وإن شافعياً قلتُ قالوا * بأنَّني أبيح نكاح البنت والبنت تحرمُ
وإن حنبلياً قلت قالوا * بأنّني ثقيل حلولي بغيض مجسِّمُ
السلفية : يدّعي إتباع هذا المذهب بأنهم يأخذون الأحكام والدين من النص أي ـ القرآن والسنة ـ ولا يقبلون بإتباع أئمة المذاهب الأربعة في الفروع الفقهية فضلاً عن الأصول العقائدية ، والنص يأخذونه عن الصحابة الذين رووا عن النبي (ص) ونقلوا الشريعة إلى الأجيال التالية ، ويرون أن الصحابة أحسن فهماًً للدين لقربهم من النبيّ (ص) وصحبتهم له ، ولأن الله والرسول رضوا عنهم فهم عدول جميعاًًًً ولا يجوز الخدش في عدالة أي واحد منهم ولو ارتكب المنكر لأنه مجتهد متأول فله أجراً واحد ، ويرون أنّ الطعن بمن يطعن بالصحابة أهون من الطعن بالصحابة ، قال إبن حجر : " إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب الرسول فإعلم إنه زنديق".

إشكالات في مرجعية الصحابة : لم يترك الصحابة شيئاًًً لم يختلفوا فيه ، فقد إختلفوا في التفسير والفقه والعقيدة والحديث ، وقد إختلفوا فيما بينهم حتى قامت بينهم الحروب وقتل بعضهم بعضاًًً ، فادّى ذلك إلى ضياع معظم السنة وتنكُر معالم الدين ، والإسلام المتمثّل بالكتاب والسنة ، كيان وبناء واحد متكامل ، بحيث إذا فقد شيء منه أثر على الباقي ، ولا يفهم الإسلام عقيدة وشريعة إلاّّّ بجمع جميع مواده من السنة والقرآن وخلطها مع بعض ، ثم من خلال إستقراء النصوص ينتج الحكم الإسلامي الصحيح ، ونحن نرى أنّ مرجعية الصحابة بعد النبيّ (ص) : لا يمكن أن تستقيم إلاّّّ إذا أراد سبحانه إن يضيع دينه تعالى عن ذلك علواً كبيراًً ، ومن أهم الإشكالات على مرجعيتهم :

1 ـ إنّ الصحابة كانوا يقلون السؤال من النبيّ (ص) وينتظرون أن يجيء الأعرابي فيسأله ليستفيدوا ، وهذا الأمر أدى إلى ضآلة النصوص التشريعية ، فإحتاج علماء السنة إلى مصادر أخرى غير الكتاب والسنة كالإستحسان والقياس.
2 ـ صدرت الأوامر بالنهي عن كتابة السنة ومحوها من الصحف ، بل وتحريفها ، الأمر الذي أدّى إلى منع الإستفادة من هذه السنن ، وهذه ليست من صفاة الدعاة إلى الله الذين يريدهم لنشر دينه في كل مكان ، فقد كانوا إذا رأوا تجارة تركوا النبيّ (ص) قائماًًً وذهبوا يطلبون المعاش وهذا لا يتناسب مع المهمة الملقاة على عاتقهم ، وقد إعترف عمر بذلك فقال : مرة : " خفي عليّ هذا من أمر النبيّ (ص) ألهاني الصفق بالأسواق.
3 ـ والصحابة لم يكونوا يتقنون نقل الحديث ، فقد يسمع الصحابي طرفاًًً من حديث النبي (ص) ولم يكن حضر أوله ، فيظن إنه سمع حديثاًًًًً تاماًً ، فيحدث بما سمع ، وهذه واحدة من أخطر علل الحديث أو إن النبي (ص) كان يتكلم عن أهل الكتاب أو أهل الجاهلية مثلاًً فينقل الصحابي الحديث على أنه تعبير عن الإسلام.
4 ـ إن هناك من الصحابة من كان يسمع الحديث من مخبر وينسبه للنبي كأبي هريرة مثلاًً ، يقول إبن قتيبة : " وكان أبو هريرة يقول : قال رسول الله (ص) كذا ، وإنما سمعه من الثقة عنده فحكاه " ، وربما يأخذ الصحابي من أحد المنافقين أو يهودي دخل الإسلام ليكيد له.
5 ـ كان الصحابة يخطئون بالرواية عن النبي (ص) كما إعترف بذلك بعض الصحابة أنفسهم.
6 ـ لقد نسي بعض الصحابة ما أخذ عن النبي (ص) ، ومن هؤلاء زيد بن أرقم ، فعن يزيد بن حبان ، قال : " إنطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلما جلسنا قال له حصين :... لقد لقيت يا زيدُ خيراًًًً كثيراًًً ، حدثنا : يا زيد ما أسمعت من رسول الله (ص) ، قال : يا إبن أخي ، والله لقد كبر سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله (ص) ...".
7 ـ لقد عاش عدد كبير من الصحابة أكثر حياتهم في المجتمع الجاهلي وشاركوا أهل الجاهلية في جميع أعمالهم من وأد البنات وشرب الخمر وأكل الربا و ... وهذه الملاحظة لوحدها تكفي لأن يجعلنا نقول: إن الله لم يخترهم لبيان دينه ، فالله سبحانه منذ أن أوجد الإنسان لم يبعث نبياًًً ولا سفيراً قد شارك قومه عاداتهم المنحرفة وهذه سنة الله في خلقه ( ولن تجد لسنة اللّه تبديلا ).
8 ـ كان الصحابة يفتون بآرائهم في الوقائع الشرعية إذا لم يجدوا نصاً من كتاب أو سنة ، وهذا يدلّ أن الصحابة لم يحرزوا جميع النصوص الصادرة عن النبي (ص) الذي أتى بالدين الكامل بنص القرآن من هنا نعلم أن الصحابة غير مخولين بنقل وبيان الدين للناس.
9 ـ إن الصحابة لم يكونوا يرون لأنفسهم منزلة القيمومة على الدعوة التي جعلها أهل السنة لهم فيما بعد قال إبن عمر : " لو علمت أني أبقى حتى يفتقد لي لتعلمت لكم! " ، ومن هنا يظهر إن منهج السلفية القائلين بعدالة كل الصحابة ليس هو المنظومة الإلهية التي وضعها الله بعد نبيه فكثرة الثغرات التي فيها والإشكالات التي تعرض لها تخرجها عن كونها أطروحة الإسلام الصحيحة.

الإمامية : وهم إتباع أئمة أهل البيت (ع) وعندما يسألون عن أدلة تمسكهم بأهل البيت تجد لديهم الأدلة الكثيرة من القرآن والسنة ومن كتب أهل السنة فضلاً عن كتبهم ، فهناك الكثير من الآيات التي تشير إلى أهل البيت وإنهم أولياء الأمر التي تجب طاعتهم ، وهم خير البرية ، وهم حبل الله ، وهم أهل الذكر ، وهم الصادقين ، وهم الذين أذهب عنهم الرجس ، وهم الذين باهل بهم الرسول ، وهم القربى آلتي أوجبت مودّتهم ، وهم الذين أوجب الله الصلاة عليهم مع النبي ، وقد أشير إلى ذلك كلّه في كتب وتفاسير أهل السنة ، وأما الأدلة من السنة فهذا حديث الثقلين وحديث السفينة وحديث مدينة العلم و ... و ... كلّها تشير إلى أحقّية أهل البيت بالإتباع حتى لا تضل الأمة وحتى تنجو وحتى تتعلم و ... و ... ، ولو جعلنا أدلّة الإمامية على كفة ميزان وجعلنا ادلة الأشاعرة والسلفية ( المفقودة ) على الكفة الأخرى منه لثقلت كفة الميزان لدى الإمامية بحديث الثقلين وحده ، وبهذا يكون الواجب إتباع آل البيت (ع) والأخذ عنهم دون سواهم لأنهم سبب النجاة الوحيد يوم القيامة ، وهذا قد أدّى إنتشار الكتب في العصور الحديثة وتوفر بدايات الحوار العلمي بين المسلمين أدّى ذلك إلى تجلّي حقيقة أحقية أهل البيت بالإتباع لدى كثير من علماء أهل السنة ومثقّفيهم لذلك قام ثلة من هؤلاء العلماء بإعتناق مذهب أهل البيت (ع) وكتبوا كتباً مملوءة بالأدلة الناصعة ، وكتابنا هذا يعرف ببعضهم وبعضكتبهم.

شبهات ـ في عقائد الإمامية ـ ليست بشبهات : إن أغلب من كتبوا ، عن الإمامية ـ من كتّاب أهل السنة ـ حادوا ، عن الصواب حين رجعوا إلى كتب خصوم الشيعة ونقلوا عنهم دون تحقيق ولا نظر ، يقول حامد داود حفني : " يخطىء كثيراًًً من يدّعي أنه يستطيع أن يقف على عقائد الشيعة الإمامية وعلومهم وآدابهم مما كتبه عنهم الخصوم ، مهما بلغ هؤلاء الخصوم من العلم والإحاطة ، ومهما أحرزوا من الأمانة العلمية في نقل النصوص والتعليق عليها بإسلوب نزيه بعيد عن التعصب الأعمى ، أقول ذلك جازماً بصحة ما أدّعي" ، واليوم نجد في المكتبة الإسلامية ما يقرب من خمسة الآف كتاب ورسالة تهاجم أتباع أهل البيت (ع) وتنفر الناس منهم ، وقد عرضوا صورة سيئة عن عقائدهم إذ طرحوا التشيع كما يريدون لا كما هو ، ونتناول هنا بعض هذه الشبهات والردّ عليها.

1 ـ تحريف القرآن الكريم : زعم بعض الكتاب أن الإمامية يقولون بتحريف القرآن ، وهذه تهمة باطلة ردّها العلماء وكذبوا الروايات الواردة في هذا الشأن ، حتى أنّ علماء السنة دافعوا عن الإمامية قال الشيخ محمد الغزالي : " أسمعت من هؤلاء من يقول في مجلس علم : إن للشيعة قرآناًًً آخر يزيد وينقص عن قرآننا المعروف ، فقلت له : أين هذا القرآن؟ ولماذا لم يطلع الأنس والجن على نسخة منه خلال هذا الدهر الطويل؟ لماذا يساق هذا الإفتراء؟.. ولماذا هذا الكذب على الناس وعلى الوحي".
قال الشيخ الصدوق شيخ محدثي الشيعة : إعتقادنا في القرآن الذي أنزله الله تعإلى على نبيه محمد (ص) هو ما بين الدفتين ، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ، ومن نسب إلينا إنا نقول إنه أكثر من ذلك فهو كاذب ، وقد الف أحد علماء أهل السنة كتاباًًً ليثبت تحريف القرآن أسماه " الفرقان " وردّ عليه علماء مصر في وقته ، ويوجد في كتب أهل السنة روايات كثيرة تشير إلى تحريف القرآن وخاصة في صحيحي البخاري ومسلم ، فعن عائشة : أنها قالت : كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ، ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله وهن فيما يقرأ من القرآن " ، والخلاصة إن هذه الروايات سواء التي عند الإمامية أو التي عند أهل السنة ، روايات مردودة ، والقرآن محفوظ بحفظ الله له : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ، هذا هو رأي الإمامية ، أما مصحف فاطمة (ع) فهو ليس قرآناًًً آخر وإنما فيه روايات تتصل بمستقبل الأمة الإسلامية.

2 ـ التقيّة : قد يكون الفهم الخاطىء للتقية هو الذي يدعو البعض لمهاجمة الإمامية ، إن الشيعة ليسوا باطنيين ، فأمهات كتبهم التي منها أخذوا عقائدهم منتشرة ، وهم يقومون بطباعتها ونشرها إمام الناس بمختلف مذاهبهم ، فالتقية ليست خداع ومراوغة ونفاق كما يسميها البعض ، ولكنها إخفاء الإعتقاد في بعض الظروف دفعاً لأذى الآخرين ، والتقية التي يشنع بها على الإمامية ، مشروعة في الإسلام ، يقول مصطفى الرافعي : " والتقية عمل مشروع في الإسلام كما كان مشروعاًً من قديم الزمان لدى جميع الشعوب والأمم والأديان ، ودليل مشروعيتها الكتاب والسنة والعقل ، فدليلها في القرآن قول الله تعإلى : ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أوليآء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من اللّه فى شىء إلاّ أن تتقوا منهم تقاة ) ، وهذا يعني أنه يجوز مداراتهم من قبيل التقية دفعاً لأذاهم ، وقد مارس الصحابة التقية التي يمارسها الشيعة ، فهذا عمار بن ياسر (ر) أظهر بلسانه الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان فنزل قول الله تعإلى : ( إلاّّّ من أكراه وقلبه مطمئن بالإيمان ) ، وقال له رسول الله : " إن عادوا فعد ، فقد أنزل الله فيك قرآناًًً ، وأمرك أن تعود إن عادوا إليك " ، إن أتباع أهل البيت (ع) ونتيجة الظروف الصعبة التي مرت بهم كانوا يمارسون التقية كما مارسها عمار (ر) وهذا التشريع الذي نزل من أجل عمار هو تشريع لجميع المسلمين ، إذا العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

3 ـ التربة الحسينية : يتخذ الشيعة أقراصاً من التراب يسجدون عليها ، وقد وجد بعض الكتاب هذا الأمر فرصة لمهاجمتهم ، ولتوضيح هذه القضية نقول : إنّ القاعدة في المدرسة الإمامية أنّه لا يجوز السجود إلاّ على الأرض أو ما إنبتت ما عدا المأكول والملبوس ، وبعد إستشهاد الإمام الحسين (ع) دأب الشيعة ـ وبتوجيه من أئمتهم (ع) بالسجود على تربة كربلاء فهم يسجدون على التراب لا له كما يزعم بعض المغرضين ، مثلما أهل السنة حين يسجدون على السجّاد يسجدون عليه لا له! ، وكان رسول الله (ص) يسجد على التراب حتّى الطين كما في صحيح البخاري ، وقال (ص) : " جعلت لي الأرض مسجداًًً وطهوراًًً " ، فالسجود على التراب جائز لأنه جزء من الأرض ، ولا فرق بين أن يسجد الإنسان على التراب أو يعمل منه قرصاًً يسجد عليه فهذا تراب وهذا تراب ولا عبرة بالشكل! ، وتبقى مسألة السجود على التربة مسألة فقهية إنفرد بها الشيعة عن المذاهب الأخرى كما إنّ لكل مذهب من المذاهب الأربعة مسائل خاصة به ، إنفرد بها عن سائر المذاهب ، وقد إتبع الشيعة في هذه المسألة وغيرها ما صح عن النبي (ص).



توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 06:44 PM   #33
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( الأستاذ / مروان خليفات )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته :ولد الأستاذ مروان خليفات عام 1973م في كفر جايز التابعة لمدينة أربد في الأردن ، ترعرع في أسرة تعتنق المذهب الشافعي ، واصل دراسته حتى تخرج من جامعة اليرموك ، حائزاً شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية عام 1995م.

التأثّر بالتيار السلفي : تأثّر الأستاذ مروان في دراسته الجامعية بالتيار السلفي نتيجة تتلمذه على أيدي مجموعة من الأساتذة السلفية الذين كانوا يمارسون مهمة التدريس في الجامعة ، فكان يستمع اليهم بآذان صاغية ويتلّقى منهم ـ دون أي تمحيص ـ كل ما يبدونه له حول القضايا الدينية والأمور العقائدية.

مع صديقه الشيعي : كان للأستاذ مروان صديق شيعي ، كان قد تعرف عليه منذ أيام الطفولة ، وكان لإنسجامهما في الطباع وإرتياح كل منهما للآخر عند الصحبة سبباًًً في إستدامة صداقتهما رغم إختلافهما في ألفكر والعقيدة ، وكان مع ذلك يندفعان بين حين وآخر إلى النقاش والجدال حول الأمور العقائدية وكان هذا الأمر يزداد يوماًًً بعد يوم نتيجة إرتقاء مستوى كل منهما في جانب الفكر وإتساع معلومات كل منهما فيما يخص دعم مبادئه العقائدية ، وإشتد هذا الأمر وبلغ ذروته بعد التحاق الأستاذ مروان بالجامعة ، فكان لا يأتي عليهما يوم إلاّّّ ويحتد النقاش بينهما.
وكان الأستاذ مروان يبذل قصارى جهده لتجميع الأدلة التي يطرحها أساتذته السلفية ، ليستدل بها في إطاحته للفكر الشيعي وليتمكّن ـ وعسى ـ من هداية صديقه على حسب زعمه ، لكنه كان يجد نفسه ضعيفاًًًً إمام البراهين المتينة والأدلة المحكمة التي يطرحها صديقه بكل هدوء وإتزان.

أهم المواضيع التي تأثر بها : كان من جملة المواضيع التي كان لها الدور الكبير في إندفاع الأستاذ مروان إلى الإستبصار هو موضوع رزية الخميس التي كان غافلاً عنها فيما سبق ، وكان هذا حينما وجد صديقه تحمسه في تمجيد عمر بن الخطاب ، فذكر له رزية الخميس وتبنيه له موقف عمر من الرسول حينما قال النبيّ (ص) لأصحابه بأيام قبل وفاته : إئتوني بكتف ودواة أكتب لكم كتاباًًً لن تضلوا بعده أبداًً ، فقال عمر : أن النبيّ غلبه الوجع ، أو يهجر ، حسبنا كتاب الله!! ، فلم يطق الأستاذ مروان إستيعاب هذا الأمر! فبادر مسرعاًً إلى إنكار وتكذيب هذا الأمر ، وثارت ثائرته قائلاً لصديقه : " هل وصل بكم الأمر أن تنسبوا هذا الكلام للفاروق الذي ما عصى النبي قط؟! " ، فأرشده صديقه إلى مصدر هذا الحديث من كتابي صحيح مسلم والبخاري ، فلم يتحمل الأستاذ مروان قبول هذه الحقيقة والتجأ إلى التبرير بقوله : وإن قال ذلك يبقى صحابياًً !! اسأل الله الغفران له ، وأردف قائلاً لصديقه : كيف تأتّى لك معرفة هذه الحادثة المروية في الصحيحين؟ ، فقال : وجدتها في كتاب " ثم إهتديت " لأحد علماء أهل السنة الذين تشيعوا ، فقال مستغرباً : وهل هناك عالم من علمائنا تشيع؟! ، فقال : نعم هو ذاك التيجاني صاحب هذا الكتاب ، يذكر أسباب وكيفية تشيعه في كتابه ، فطلب الأستاذ مروان منه الكتاب ليبادر إلى مطالعته بسرعة.

مع كتاب " ثم إهتديت " : يقول الأستاذ في وصف الحالة التي عاشها مع كتاب " ثم إهتديت " : أخذتني قصة الكاتب الممتعة وإسلوبه الجذّاب ، قرأت نصوص إمامة آل البيت ، ومخالفات الصحابة للرسول ، ورزية الخميس ... والمؤلف يوثق كل قضية من صحاحنا المعتبرة ، فدهشت لما أقرأ وشعرت أن كل طموحاتي إنهارت وسقطت أرضاًً ، وحاولت إقناع نفسي بأن هذه الحقائق غير موجود في كتبنا ، وفي اليوم الثاني عزمت على توثيق نصوص الكتاب من مكتبة الجامعة ، وبدأت برزية الخميس ، فوجدتها مثبتة في صحيحي مسلم والبخاري بعدة طرق.

الشك والحيرة ثم الإستبصار : يقول الأستاذ مروان : كان أمامي إحتمالان : أما إن أوافق عمر على قوله ، فيكون النبيّ يهجر ـ والعياذ بالله ـ وبهذا أدفع التهمة عن عمر ، وأما إن اُدافع ، عن النبيّ وأقر بأن بعض الصحابة بقيادة عمر إرتكبوا خطأ جسيماً بحق النبي (ص) حتى طردهم ، وهنا أتنازل إمام صديقي عن معتقدات طالما ردّدتها وإفتخرت بها أمامه ، وفي نفس اليوم سألني صديقي ، عن صحة ما في الكتاب فقلت وقلبي يتعصّر ألماً : نعم ، صحيح ، بقيت فترة حائراً تأخذني الأفكار شرقاً وغرباً ، وعرض عليّ صديقي كتاب " لأكون مع الصادقين " لمؤلفه التيجاني ، وكتابه " فسئلوا أهل الذكر " وغيرها ، فكشفت هذه الكتب أمامي حقائق كثيرة وزادت حيرتي وشكي ، وحاولت إيقاف حيرتي ، بقراءة ردود علمائنا على هذه الحقائق ، لكنّها لم تنفعني بل زادتني بصيرة بأحقيّة مذهب أهل البيت (ع) وقرأت كتباً كثيرة ، لا يسعني ذكرها ، فكانت ترسم لي صورة الحقيقة بألوإن من الحجج الدامغة ، التي كان عقلي يقف مبهوراً محتاراًً أمامها ، فضلاً ، عن حيرة علمائنا في التعامل معها ، إلى أن إكتملت صورة الحقيقة في ذهني كالشمس في رابعة النهار ، وإعتنقت مذهب آل البيت الأطهار أبناء الرسول ، وأشقّاء القرآن ، وأولياء الرحمن ، سفن النجاة ، وأعلام الورى ، ورحمة الله للملأ ، بكل قناعة وإطمئنان قلب ، وها أنا الأن ـ وبعد تخرجي من كلية الشريعة ـ على يقين تام بصحة ما أنا عليه ، أقول هذه الكلمات ويمر بذهني كيف عزمت على هداية صديقي الشيعي وأهله ، وإذا بالصورة قد أنعكست ، فكان هو سبب هدايتي ، وفّقه الله ، ولا أنسى تلك اليد ـ يد الرحمة الإلهية ـ التي كانت تعطف عليّ بإستمرار أيّما عطف ، فلك الحمد ربّاه حمداً يليق بجلالك العظيم ومنِّك الجسيم ".

مؤلفاته :

1 - " وركبت السفينة " : صدر عن مركز الغدير سنة 1997م ـ 1418هـ ، جاء في مقدمة الناشر : " إن كتاب ( وركبت السفينة ) للأستاذ مروان خلفيات نموذج لوقفة التأمل مع الذات ، والنظر في الموروث ، والإنطلاق ببحث علمي مقارن ، وتحقيق موضوعي رصين يكشف عن وعي الكاتب للتاريخ ، كما يسجل مساهمة في إعادة كتاب فصل من فصوله ووقائعه ، وهي رحلة علمية ومذهبية رائعة تجلّت فيها حرية الفكر ، والبحث المحايد عبر السفينة التي أبحر فيها من شاطئه الذي كان يستقر في مآويه إلى الشاطيء الآخر أمناً من مخاطر الأمواج وقصف الريح الكواسح ، مستهدياً بالكتاب والسنّة وأدلّة العقل وشواهد التاريخ ، وهذا العمل الثقافي الرصين يشكّل مساهمة فعّالة في التقريب بين المسلمين وإسقاط الحواجز النفسية ، وتعريف بعضهم بالبعض الآخر " ، وجاء في تقديم الدكتور عبدالهادي الفضلي : " الكتاب ... هو من تلكم الكتب التي كتبت إنتصاراًً لمذهب أهل البيت من مؤلف تخصص جامعياً بدراسة المذاهب الإسلامية ، وحملته روح المقارنة والموازنة إلى تأليف كتابه هذا ليتوصل إلى معرفة الفرقة الناجية التي أشارت إليها رواية " ستفترق أمتي ... " كما ذكر هذا في مدخل كتابه ، فتناول في بحثه نشوء المذاهب السنية في العقيدة والتشريع ، واضعاًً اصبعه على أبرز المعالم الفكرية فيها وأهم الإشكالات في أسس هذه المذاهب ، من واقع حياة الصحابة في إجتهادهم وعدالتهم وشؤونهم الأخرى التي ترتبط بموضوع البحث.

ثم إنتقل إلى مدرسة أهل البيت موثقاًً مشروعيتها ، ومبرهناً على النجاة في أتباع أهل البيت (ع) معقباً ذلك وخاتماً بذكر شيء من سيرة الأئمة الإثني عشر (ع) وقد كان المؤلف الكريم ملتزم إلى حد كبير باصوليات البحث العلمي فخرج موفقاًً إلى حد غير قليل في بحثه ونتائجه.
وهو بهذا الكتاب يضم سفراً آخر من أسفار الدراسات المقارنة ، التي نرجوإن تكثر وتلتزم بالمقارنة دائماًً لنلتقي كمسلمين مؤمنين بالإعتصام بحبل الله الذي هو عصام التوحيد والتوحد على جادة سواء وكلمة سواء " ، يتألف الكتاب من ثلاثة أبواب :

الباب الأول : الأشعري والمذاهب الأربعة ، ويتضمّن فصلين وهما : تقليد الأئمة الأربعة ، وعدّة عقبات إمامنا.
الباب الثاني : مدرسة السلفية ، ويتضمّن فصول ، وهي : إشكالات في الطريق ، ضياع السنة ، إشكالات على مرجعية الصحابة ، عدالة الصحابة ، مخالفات الصحابة للرسول ، صور من حياة الصحابة ، أربعة نماذج من الصحابة ، أدلة أهل السنة على عدالة الصحابة ، بحث حول قيمة الصحبة ، إجتهاد الصحابة إمام المحكمات.
الباب الثالث : مدرسة أهل البيت ، ويتضمّن عدة فصول ، وهي : شهادات ، القول المختصر فيمن تشيع وشعر ، المرجعية السياسية ، الأئمة الإثنا عشر ، شبهات ليست بشبهات.

2 - " أكرمتني السماء ، العودة المباركة إلى النعمة الإلهية " : صدرت الطبعة الأولى سنة 1419هـ ـ 1999م ، وصدرت الطبعة الثانية سنة 1421هـ ـ 2000م عن مؤسسة السيدة زينب ـ بيروت ، جاء في مقدمة الطبعة الأولى : " بعد طبع كتابنا " وركبت السفينة " تلقاه الناس بقبول حسن وأثنوا عليه الثناء الجميل ، فلله الحمد أولاًًً وآخراًًً ، وقد عرض عليّ بعض الأخوان تلخيص الكتاب ، وقد تكون هذه الفكرة صائبة ، فالكتاب تتجاوز صفحاته الستمائة صفحة ، وليس بإستطاعة كل إنسان أن يقرأه أو يشتريه ، لهذا قمت بتلخيصه ... ، أما الكتاب الأصلي فهو يحكي قصة إنتقالي من مذهب إلى آخر ، طلباً للإسلام الصحيح ، وهو محاولة للوصول إلى المنظومة الإلهية التي تعبر عن الإسلام من خلال طرح ثلاث مدارس فكرية موجودة بشكل ملحوظ على الساحة ، وهي :

1 ـ إتباع الأئمة الأربعة والأشعري.
2 ـ إتباع السلف " السلفية ".
3 ـ إتباع آل البيت " الشيعة الإمامية ".

ولأنّ البحث مختصر ، فقد إضطررت إلى أن أحصره بين المدرستين الأولى والثالثة ، ومن يرد أن يطلع على المدرسة السلفية فعليه بمراجعة كتابنا المذكور ، وأسال الله أن يوفّقنا لكتابة بحث مستقل ، عن السلفية في القريب العاجل".

3 - " النبي ومستقبل الدعوة " : صدر عن مركز الأبحاث العقائدية وهو باكورة سلسلة الرحلة إلى الثقلين صدر سنة 1420هـ ، جاء في توطئة بحثه في الكتاب : " ما هي حقيقة المشروع الإلهي الذي أعد لهداية الإنسان بعد ختم النبوة؟ ، ما هو موقف النبيّ (ص) من مستقبل الإسلام؟ فهل إتخذ (ص) الترتيبات اللاّزمة لحفظ رسالته وضمان إنتشارها ما موقفه (ص) من الكتاب والسنة وهما عهد الله إلى خلقه؟.
إن الإجابة على هذه الإسئلة وغيرها قد يكون لها تأثير كبير على حياة الإنسان ، ولو عرضت هذه الإسئلة على المدارس والفرق الإسلامية ، لكانت أجوبتنا متوافقة مع إنتماءاتها المذهبية وهذه إحدى مشاكلنا ، فنحن ننتمي ثم نجيب وهو على حساب الحقيقة ، وقد قام المؤلف في هذا الكتاب بتبيين النظريتين حول موقف النبيّ (ص) من مستقبل دعوته ، فذكر إبتداءاًً نظرية أهل السنة فيما تخص موقف النبيّ (ص) من القرآن والسنة ، ثم قام بمناقشة هذه النظرية وتبين مواطن ضعفها ، ثم ذكر المؤلف النظرية الثانية فبيّن موقف النبيّ (ص) الإيجابي حول جمع القرآن وتدوين السنة وإعلان مرجعية آل البيت (ع) وفي نهاية الكتاب قام المؤلف بمقارنة موجزة بين هذين النظريتين ، ثم إستنتج قائلاً : " لا نرى على المدرسة الشيعية أي مؤاخذة في حق النبيّ (ص) ، فهو ذلك القائد البصير الذي نظر للأمد البعيد فلم يترك الأمر بعده مهملاً فارغاً بل رتبه أروع ترتيب ، فالكتاب والسنة مدوّنان ، ولحسم الخلاف في فهمهما جعل ناطقاًً عنهما لا يخلو من زمن " ، ثم يضيف المؤلف : " إنّ الفكر الذي يقدم هذه الإطروحات لصيانة الإسلام من التحريف وإدامته لهو فكر عظيم ، فلا يمتلك المرء ألا إن ينحني أمامه ".

4 - " قراءة في المسار الأموي " : صدر عن مركز الغدير للدراسات الإسلامية سنة 1419هـ ـ 1998م في 170 صفحة في القطع الرقعي.
وهي إقتباسات أعدها المؤلف من كتاب الغدير للعلامة الشيخ الأميني ، وذكر فيها أربعة من رموز البيت الأموي الذين عادوا رسول الله (ص) ، وهم : أبو سفيان ، والحكم بن أبي العاص ، ومروان بن الحكم ، والوليد بن عقبة ، فذكر المؤلف نماذج عديدة من مواقفهم المخزية آزاء الإسلام وعدائهم للرسول (ص) وأهل بيته (ع).

5 - " مزامير الأنتظار المقدس " : صدر سنة 2001م ـ 1422ه- عن مركز الفردوس للثقافة والأعلام ، (72 صفحة من القطع الرقعي) تأليف مشترك مع السيد غياث الموسوي ، قصائد شعرية حول الإمام المهدي المنتظر (ع) تتبعها إضاءات متضمنة لروايات أهل البيت (ع) وذكر بعض الآيات القرآنية المناسبة للموضوع وجملة من أحاديث وأقوال أهل السنة فيما تخص ولادة الإمام المهدي (ع) وغيبته وصفاته وأحاديث إنتظاره وأنه إبن الإمام الحسن العسكري (ع).

وقفة مع كتابه : " وركبت السفينة " ، في البحر عندما تعصف الرياح وتتلاطم الأمواج يتوجّه المرء إلى ربه ، يدعوه لينجيه من الغرق ويكون دعاؤه حاراً خارجاًً من أعماق الروح ، يتعهد لربّه بالسير على الصراط المستقيم إذا نجا فيما تبقى له من العمر ، وهذا هو نداء الفطرة الذي أودعه الله في الإنسان عندما خلقه يُسمع واضحاًً عندما تختفي موجات الأصوات الأخرى ... ، وعندما تلوح في الأفق سفينة النجاة يهرع إليها كل من له فطرة سليمة ، أما إذا أغمض الإنسان عينيه فلم يرد رؤية أشرعة السفينة ، وصمّ إذنيه فلم يرد أن يسمع أبواقها التي تتلهف لها روحه ونفسه التي بين جنبيه ، فماذا يكون المصير غير الغرق ولا ينفع حينئذ التشبّث بالقشاش والأخشاب إلاّّّ إذا كانت وسيلة توصل المرء إلى السفينة ، وهكذا حال الإنسان إذا أراد النجاة من الغرق في الأمواج المتلاطمة في دنيا الفكر والعقيدة ، فعليه الركوب في سفينة يقودها ربان يحميه الله تعإلى كما فعل بنوح (ع).

وترك هكذا سفينة والتشبث بأمور أخرى لا يؤديّ إلاّّّ إلى الغرق والهلاك في أمر الدين الذي هو الطريق إلى السعادة الأبدية ولا غير.
ونحن إذا تركنا الأديان الأخرى ونظرنا في رسالة النبيّ الخاتم (ص) وجدناها واضحة المعالم عميقة المحتوى في زمانه (ص) ، فهو المحور الذي يدور حوله الناس ويرتشفون منه رحيق الهداية ، أما بعد وفاة النبيّ (ص) فقد تلبدت الأجواء بالغيوم ، وتتابعت قطع الليل المظلم ، فضاعت المحجة وتنكر السبيل إلاّ على الذين إصطفاهم الله ومن إهتدى بهم وهم قليل يومئذ ، والمسلم اليوم ـ إذا أراد أن لا يقلد الآباء في أمر دينه كما أمره القرآن ، وأراد النجاة في هذا الأمر الذي قد يقود إلى النار الأبدية إذا لم يحسن النظر فيه ، ولم يستخدم ما أعطاه الله من نعمة العقل في تمييز الحق من الباطل المتراكم حوله ، يجد ثلاث فرق كبيرة في الساحة تتفرع منها الفرق الأخرى ، وكلّها تدعي أنها هي الإسلام الحق ، فمن أين يأخذ الإنسان دينه وأين هي سفينة النجاة ومن يقودها ، قسم المؤلف بحثه في هذا الكتاب إلى ثلاثة أقسام ، يبحث في الأول ، عن مدرسة أهل السنة التقليديين من مقلدي الأشعري في العقائد والأئمة الأربعة في الفقه ، ويبحث في الثاني عن المدرسة السلفية الذي يتمسّكون بفهم السلف ( الصحابة ) للدين ، ويبحث في الثالث عن مدرسة أهل البيت(ع) فيناقش أدلة هذه الفرق وتاريخها ويبيّن مالها وما عليها ، ويوضّح أنّ سفينة النجاة هي مدرسة أهل البيت (ع) التي يقودها أئمة الهيون تحميهم السماء كما كانت تحمي نوح (ع) وسفينته.

الأشعري والمذاهب الأربعة : لا دليل من قرآن أو سنة يوجب على المسلم إتباع الأشعري أو أحد أئمة المذاهب الأربعة ، فهم لم يروا النبيّ (ص) ولم يسمعوا منه وبينهم وبينه أكثر من مئة سنة ، وهم مختلفون فيما بينهم ، بل الإختلاف قائم بين فقهاء المذهب الواحد ، ونحن نعلم بديهة أنّ حكم الله في أي موضوع واحد لا ثاني له ، ولا مرجّح لأحد هذه المذاهب على غيره والترجيح بلا مرجّح فاسد عقلاً ، وهم الآن أموات والميت لا قول ولا رأي له فكيف يؤخذ عنهم الدين ، أضف إلى ذلك أن المسائل المستحدثة لا جواب لهم فيها فكيف حصر أخذ الدين منهم فقط دون غيرهم؟! وهم أنفسهم قبل إجتهادهم هل كانوا في ضلال وهكذا المسلمون هل كانوا على ضلال قبل قيام هذه المذاهب؟! ، هذا وقد نهى أئمة المذاهب الأربعة الناس عن تقليدهم.

قال أبو حنيفة :
1 ـ ( لا يحلّ لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعرف من أين أخذنا ) ، وقال الشوكاني معلّقاً على هذا القول : ( وهذا هو تصريح بمنع التقليد ، لإن من علم بالدليل فهو مجتهد مطالب بالحجة ، لا مقلد فإنّه الذي يقبل القول ولا يطالب بحجة ).
2 ـ ( قولنا هذا رأي وهو أحسن ما قدرنا عليه ، فمن جاءنا بأحسن من قولنا فهو أولى بالصواب منّا ) ، وقد أورد إبن حزم هذا القول ضمن أقوال أبي حنيفة في النهي عن التقليد.

وقال مالك بن أنس :
1 ـ ( إنما أنا بشر أخطيء وأصيب ، فإنظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه ، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنّة فإتركوه ) ، وقال إبن حزم معلّقاً على كلام مالك : " فهذا مالك ينهى عن تقليده ، وكذلك أبو حنيفة ، وكذلك الشافعي ..." ، وقال الشوكاني : " ولا يخفى عليك أن هذا تصريح منه ـ أي مالك ـ بالمنع من تقليده ".
2 ـ قال مالك : " إن نظن إلاّّّ ظنّاً وما نحن بمستيقنين".

وقال الشافعي :
1 ـ " ما قلت وكان النبي (ص) قد قال : بخلاف قولي ، فما صحّ من حديث النبي أولى ولا تقلدوني " ، وقد إستدلّ السبكي بقول الشافعي هذا في نهيه عن التقليد.
2 ـ " لا يقلد أحد دون رسول الله (ص) ".

وقال أحمد بن حنبل :
1 ـ " لا تقلدوني ، ولا تقلد مالكاًًً ، ولا الشافعي ، ولا الأوزاعي ، ولا الثوري ، وخذ من حيث أخذوا ".
2 ـ " من قلة فقه الرجل أن يقلد دينه الرجال ".

الأئمة الأربعة والسنة : إنّ المتتبّع لآراء الأئمة الأربعة يجد أن فيها ما يخالف السنة ومن ذلك رأيهم في الطلاق ، فمن المعلوم أن طلاق الثلاث بلفظ واحد أوقعه النبيّ (ص) طلقة واحدة ، أما الأئمة الأربعة فقد عدّوه ثلاث طلقات ، وقد جمع المحقق إبن دقيق العيد المسائل التي خالف مذهب كل واحد من الأئمة الأربعة الحديث الصحيح فيها إنفراداً وإجتماعاً في مجلد ضخم ، وقال الليث بن سعد : " أحصيت على مالك بن أنس سبعين مسألة كلّها مخالفة لسنة النبي (ص) قال : فيها برأيه " ، فكيف يجوز للمسلم ترك ما صح عن النبي (ص) والأخذ بخلافه.

الأئمة الأربعة والفقه : قال أبو حنيفة : " لو أن رجلاًًًً في مصر وكَّل آخر بالأندلس بأن يزوجه فلأنه فيعقد له عليها ، ولا يلتقيان أصلاًً فيما يرى الناس ثم تجيء المرأة بولد يكون نسبه ثابتاًً للرجل الذي في مصر ، وفي فقه المالكية : لو نوى الرجل أن يطلق زوجته ولم يتلفظ فإنها تطلق!! ، وأجاز الشافعي نكاح الرجل بنته من الزنا!.

أما الأشاعرة : يقول النووي الأشعري : مذهب أهل السنة أنّ الله تعإلى لا يجب عليه شيء ، بل العالم كله ملكه والدنيا والآخرة في سلطانه ، يفعل ما يشاء ، فلو عذب المطيعين والصالحين أجمعين وأدخلهم النار كان عدلاًً ، ولوإنعم على الكافرين وأدخلهم الجنة كان له ذلك.

أجل إنّ العالم كلّه ملكه والدنيا والآخرة في سلطانه ، لكن الله وعد المؤمنين بالجنة والكافرين بالنار والله لا يخلف وعده ( إن وعد اللّه حق ) وهذا الكلام هو عين الظلم ( ولا يظلم ربك أحداًً ) ، إن الله يجب عليه ما أوجبه على نفسه كالرحمة ، قال : تعإلى : ( كتب ربكم على نفسه الرحمة ) ، وإذا كان الله لا يجب عليه شيء فلماذا أوجد الثواب والعقاب وبعث الأنبياء والرسل؟!! ، وقال القاضي الإيجي في المواقف : " المقصد السابع : تكليف ما لا يطاق جائز عندنا " ، وهذه العقيدة الأشعرية مخالفة لصريح القرآن ، قال : تعإلى : ( لا يكلف اللّه نفساًً إلاّّ وسعها ) ، وقال : تعإلى : ( لا يكلف اللّه نفساًً إلاّ ما ءاتاها ) ، فأين هذه العقيدة من القرآن؟! ، وقال : الأشاعرة : إنّ الله : يامر بما يكره وينهى عما يحب!! وإن الله يفعل بدون غرض ، وأنّ أفعال العباد مخلوقة لله ، وأن أفعالهم خيرها وشرها من الله!!.

السياسة أوجدت المذاهب : إنّ السياسة وأوامر السلاطين هي التي منحت الحياة للمذاهب الأربعة وأماتت المذاهب الأخرى ، ولولا ذلك لكانت المذاهب الأخرى موجودة أيضاًًً يتعبد بها الناس ولا يرضون عنها بدلاً ، فالناس وجدوا هذه المذاهب مرضياًً عنها فقلدوها والناس على دين ملوكهم كما قيل ، وليس في هذا دليل على وجوب إتّباعها ، يقول المقريزي : " إستمرت ولاية القضاة الأربعة من سنة 566 هـ ، حتى لم يبقَ في مجموع أمصار الإسلام مذهب يعرف من مذاهب الإسلام غير هذه الأربعة ، وعُودِيَ من تمذهب بغيرها ، وأفتى فقهاؤهم في هذه الأمصار بوجوب إتباع هذه المذاهب وتحريم ما عداها ، والعمل على هذا إلى اليوم ، وأعلن الظاهر بيبرس سد باب الإجتهاد ، وما زال أمر بيبرس نافذاً بالرغم من زوال ملكه " ، ومن هنا ، نخلص إلى القول بأن هذا المنهج ليس هو المنظومة الإلهية التي يريد الله : لنا أن نتبعها ، لكثرة الثغرات والجوانب السلبية فيها ، يقول الزمخشري المفسّر المعروف :

إذا سألوا عن مذهبي لم أبح به * وأكتمه كتمانه لي أسلمُ
فإن حنفياً قلتُ قالوا * بأنه يبيحُ الطلا وهو الشرابُ المحرمُ
وإن مالكياً قلتُ قالوا * بأنَّني أبيح لهم أكل الكلاب وهم هُم
وإن شافعياً قلتُ قالوا * بأنَّني أبيح نكاح البنت والبنت تحرمُ
وإن حنبلياً قلت قالوا * بأنّني ثقيل حلولي بغيض مجسِّمُ
السلفية : يدّعي إتباع هذا المذهب بأنهم يأخذون الأحكام والدين من النص أي ـ القرآن والسنة ـ ولا يقبلون بإتباع أئمة المذاهب الأربعة في الفروع الفقهية فضلاً عن الأصول العقائدية ، والنص يأخذونه عن الصحابة الذين رووا عن النبي (ص) ونقلوا الشريعة إلى الأجيال التالية ، ويرون أن الصحابة أحسن فهماًً للدين لقربهم من النبيّ (ص) وصحبتهم له ، ولأن الله والرسول رضوا عنهم فهم عدول جميعاًًًً ولا يجوز الخدش في عدالة أي واحد منهم ولو ارتكب المنكر لأنه مجتهد متأول فله أجراً واحد ، ويرون أنّ الطعن بمن يطعن بالصحابة أهون من الطعن بالصحابة ، قال إبن حجر : " إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب الرسول فإعلم إنه زنديق".

إشكالات في مرجعية الصحابة : لم يترك الصحابة شيئاًًً لم يختلفوا فيه ، فقد إختلفوا في التفسير والفقه والعقيدة والحديث ، وقد إختلفوا فيما بينهم حتى قامت بينهم الحروب وقتل بعضهم بعضاًًً ، فادّى ذلك إلى ضياع معظم السنة وتنكُر معالم الدين ، والإسلام المتمثّل بالكتاب والسنة ، كيان وبناء واحد متكامل ، بحيث إذا فقد شيء منه أثر على الباقي ، ولا يفهم الإسلام عقيدة وشريعة إلاّّّ بجمع جميع مواده من السنة والقرآن وخلطها مع بعض ، ثم من خلال إستقراء النصوص ينتج الحكم الإسلامي الصحيح ، ونحن نرى أنّ مرجعية الصحابة بعد النبيّ (ص) : لا يمكن أن تستقيم إلاّّّ إذا أراد سبحانه إن يضيع دينه تعالى عن ذلك علواً كبيراًً ، ومن أهم الإشكالات على مرجعيتهم :

1 ـ إنّ الصحابة كانوا يقلون السؤال من النبيّ (ص) وينتظرون أن يجيء الأعرابي فيسأله ليستفيدوا ، وهذا الأمر أدى إلى ضآلة النصوص التشريعية ، فإحتاج علماء السنة إلى مصادر أخرى غير الكتاب والسنة كالإستحسان والقياس.
2 ـ صدرت الأوامر بالنهي عن كتابة السنة ومحوها من الصحف ، بل وتحريفها ، الأمر الذي أدّى إلى منع الإستفادة من هذه السنن ، وهذه ليست من صفاة الدعاة إلى الله الذين يريدهم لنشر دينه في كل مكان ، فقد كانوا إذا رأوا تجارة تركوا النبيّ (ص) قائماًًً وذهبوا يطلبون المعاش وهذا لا يتناسب مع المهمة الملقاة على عاتقهم ، وقد إعترف عمر بذلك فقال : مرة : " خفي عليّ هذا من أمر النبيّ (ص) ألهاني الصفق بالأسواق.
3 ـ والصحابة لم يكونوا يتقنون نقل الحديث ، فقد يسمع الصحابي طرفاًًً من حديث النبي (ص) ولم يكن حضر أوله ، فيظن إنه سمع حديثاًًًًً تاماًً ، فيحدث بما سمع ، وهذه واحدة من أخطر علل الحديث أو إن النبي (ص) كان يتكلم عن أهل الكتاب أو أهل الجاهلية مثلاًً فينقل الصحابي الحديث على أنه تعبير عن الإسلام.
4 ـ إن هناك من الصحابة من كان يسمع الحديث من مخبر وينسبه للنبي كأبي هريرة مثلاًً ، يقول إبن قتيبة : " وكان أبو هريرة يقول : قال رسول الله (ص) كذا ، وإنما سمعه من الثقة عنده فحكاه " ، وربما يأخذ الصحابي من أحد المنافقين أو يهودي دخل الإسلام ليكيد له.
5 ـ كان الصحابة يخطئون بالرواية عن النبي (ص) كما إعترف بذلك بعض الصحابة أنفسهم.
6 ـ لقد نسي بعض الصحابة ما أخذ عن النبي (ص) ، ومن هؤلاء زيد بن أرقم ، فعن يزيد بن حبان ، قال : " إنطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم ، فلما جلسنا قال له حصين :... لقد لقيت يا زيدُ خيراًًًً كثيراًًً ، حدثنا : يا زيد ما أسمعت من رسول الله (ص) ، قال : يا إبن أخي ، والله لقد كبر سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله (ص) ...".
7 ـ لقد عاش عدد كبير من الصحابة أكثر حياتهم في المجتمع الجاهلي وشاركوا أهل الجاهلية في جميع أعمالهم من وأد البنات وشرب الخمر وأكل الربا و ... وهذه الملاحظة لوحدها تكفي لأن يجعلنا نقول: إن الله لم يخترهم لبيان دينه ، فالله سبحانه منذ أن أوجد الإنسان لم يبعث نبياًًً ولا سفيراً قد شارك قومه عاداتهم المنحرفة وهذه سنة الله في خلقه ( ولن تجد لسنة اللّه تبديلا ).
8 ـ كان الصحابة يفتون بآرائهم في الوقائع الشرعية إذا لم يجدوا نصاً من كتاب أو سنة ، وهذا يدلّ أن الصحابة لم يحرزوا جميع النصوص الصادرة عن النبي (ص) الذي أتى بالدين الكامل بنص القرآن من هنا نعلم أن الصحابة غير مخولين بنقل وبيان الدين للناس.
9 ـ إن الصحابة لم يكونوا يرون لأنفسهم منزلة القيمومة على الدعوة التي جعلها أهل السنة لهم فيما بعد قال إبن عمر : " لو علمت أني أبقى حتى يفتقد لي لتعلمت لكم! " ، ومن هنا يظهر إن منهج السلفية القائلين بعدالة كل الصحابة ليس هو المنظومة الإلهية التي وضعها الله بعد نبيه فكثرة الثغرات التي فيها والإشكالات التي تعرض لها تخرجها عن كونها أطروحة الإسلام الصحيحة.

الإمامية : وهم إتباع أئمة أهل البيت (ع) وعندما يسألون عن أدلة تمسكهم بأهل البيت تجد لديهم الأدلة الكثيرة من القرآن والسنة ومن كتب أهل السنة فضلاً عن كتبهم ، فهناك الكثير من الآيات التي تشير إلى أهل البيت وإنهم أولياء الأمر التي تجب طاعتهم ، وهم خير البرية ، وهم حبل الله ، وهم أهل الذكر ، وهم الصادقين ، وهم الذين أذهب عنهم الرجس ، وهم الذين باهل بهم الرسول ، وهم القربى آلتي أوجبت مودّتهم ، وهم الذين أوجب الله الصلاة عليهم مع النبي ، وقد أشير إلى ذلك كلّه في كتب وتفاسير أهل السنة ، وأما الأدلة من السنة فهذا حديث الثقلين وحديث السفينة وحديث مدينة العلم و ... و ... كلّها تشير إلى أحقّية أهل البيت بالإتباع حتى لا تضل الأمة وحتى تنجو وحتى تتعلم و ... و ... ، ولو جعلنا أدلّة الإمامية على كفة ميزان وجعلنا ادلة الأشاعرة والسلفية ( المفقودة ) على الكفة الأخرى منه لثقلت كفة الميزان لدى الإمامية بحديث الثقلين وحده ، وبهذا يكون الواجب إتباع آل البيت (ع) والأخذ عنهم دون سواهم لأنهم سبب النجاة الوحيد يوم القيامة ، وهذا قد أدّى إنتشار الكتب في العصور الحديثة وتوفر بدايات الحوار العلمي بين المسلمين أدّى ذلك إلى تجلّي حقيقة أحقية أهل البيت بالإتباع لدى كثير من علماء أهل السنة ومثقّفيهم لذلك قام ثلة من هؤلاء العلماء بإعتناق مذهب أهل البيت (ع) وكتبوا كتباً مملوءة بالأدلة الناصعة ، وكتابنا هذا يعرف ببعضهم وبعضكتبهم.

شبهات ـ في عقائد الإمامية ـ ليست بشبهات : إن أغلب من كتبوا ، عن الإمامية ـ من كتّاب أهل السنة ـ حادوا ، عن الصواب حين رجعوا إلى كتب خصوم الشيعة ونقلوا عنهم دون تحقيق ولا نظر ، يقول حامد داود حفني : " يخطىء كثيراًًً من يدّعي أنه يستطيع أن يقف على عقائد الشيعة الإمامية وعلومهم وآدابهم مما كتبه عنهم الخصوم ، مهما بلغ هؤلاء الخصوم من العلم والإحاطة ، ومهما أحرزوا من الأمانة العلمية في نقل النصوص والتعليق عليها بإسلوب نزيه بعيد عن التعصب الأعمى ، أقول ذلك جازماً بصحة ما أدّعي" ، واليوم نجد في المكتبة الإسلامية ما يقرب من خمسة الآف كتاب ورسالة تهاجم أتباع أهل البيت (ع) وتنفر الناس منهم ، وقد عرضوا صورة سيئة عن عقائدهم إذ طرحوا التشيع كما يريدون لا كما هو ، ونتناول هنا بعض هذه الشبهات والردّ عليها.

1 ـ تحريف القرآن الكريم : زعم بعض الكتاب أن الإمامية يقولون بتحريف القرآن ، وهذه تهمة باطلة ردّها العلماء وكذبوا الروايات الواردة في هذا الشأن ، حتى أنّ علماء السنة دافعوا عن الإمامية قال الشيخ محمد الغزالي : " أسمعت من هؤلاء من يقول في مجلس علم : إن للشيعة قرآناًًً آخر يزيد وينقص عن قرآننا المعروف ، فقلت له : أين هذا القرآن؟ ولماذا لم يطلع الأنس والجن على نسخة منه خلال هذا الدهر الطويل؟ لماذا يساق هذا الإفتراء؟.. ولماذا هذا الكذب على الناس وعلى الوحي".
قال الشيخ الصدوق شيخ محدثي الشيعة : إعتقادنا في القرآن الذي أنزله الله تعإلى على نبيه محمد (ص) هو ما بين الدفتين ، وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ، ومن نسب إلينا إنا نقول إنه أكثر من ذلك فهو كاذب ، وقد الف أحد علماء أهل السنة كتاباًًً ليثبت تحريف القرآن أسماه " الفرقان " وردّ عليه علماء مصر في وقته ، ويوجد في كتب أهل السنة روايات كثيرة تشير إلى تحريف القرآن وخاصة في صحيحي البخاري ومسلم ، فعن عائشة : أنها قالت : كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ، ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله وهن فيما يقرأ من القرآن " ، والخلاصة إن هذه الروايات سواء التي عند الإمامية أو التي عند أهل السنة ، روايات مردودة ، والقرآن محفوظ بحفظ الله له : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ، هذا هو رأي الإمامية ، أما مصحف فاطمة (ع) فهو ليس قرآناًًً آخر وإنما فيه روايات تتصل بمستقبل الأمة الإسلامية.

2 ـ التقيّة : قد يكون الفهم الخاطىء للتقية هو الذي يدعو البعض لمهاجمة الإمامية ، إن الشيعة ليسوا باطنيين ، فأمهات كتبهم التي منها أخذوا عقائدهم منتشرة ، وهم يقومون بطباعتها ونشرها إمام الناس بمختلف مذاهبهم ، فالتقية ليست خداع ومراوغة ونفاق كما يسميها البعض ، ولكنها إخفاء الإعتقاد في بعض الظروف دفعاً لأذى الآخرين ، والتقية التي يشنع بها على الإمامية ، مشروعة في الإسلام ، يقول مصطفى الرافعي : " والتقية عمل مشروع في الإسلام كما كان مشروعاًً من قديم الزمان لدى جميع الشعوب والأمم والأديان ، ودليل مشروعيتها الكتاب والسنة والعقل ، فدليلها في القرآن قول الله تعإلى : ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أوليآء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من اللّه فى شىء إلاّ أن تتقوا منهم تقاة ) ، وهذا يعني أنه يجوز مداراتهم من قبيل التقية دفعاً لأذاهم ، وقد مارس الصحابة التقية التي يمارسها الشيعة ، فهذا عمار بن ياسر (ر) أظهر بلسانه الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان فنزل قول الله تعإلى : ( إلاّّّ من أكراه وقلبه مطمئن بالإيمان ) ، وقال له رسول الله : " إن عادوا فعد ، فقد أنزل الله فيك قرآناًًً ، وأمرك أن تعود إن عادوا إليك " ، إن أتباع أهل البيت (ع) ونتيجة الظروف الصعبة التي مرت بهم كانوا يمارسون التقية كما مارسها عمار (ر) وهذا التشريع الذي نزل من أجل عمار هو تشريع لجميع المسلمين ، إذا العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

3 ـ التربة الحسينية : يتخذ الشيعة أقراصاً من التراب يسجدون عليها ، وقد وجد بعض الكتاب هذا الأمر فرصة لمهاجمتهم ، ولتوضيح هذه القضية نقول : إنّ القاعدة في المدرسة الإمامية أنّه لا يجوز السجود إلاّ على الأرض أو ما إنبتت ما عدا المأكول والملبوس ، وبعد إستشهاد الإمام الحسين (ع) دأب الشيعة ـ وبتوجيه من أئمتهم (ع) بالسجود على تربة كربلاء فهم يسجدون على التراب لا له كما يزعم بعض المغرضين ، مثلما أهل السنة حين يسجدون على السجّاد يسجدون عليه لا له! ، وكان رسول الله (ص) يسجد على التراب حتّى الطين كما في صحيح البخاري ، وقال (ص) : " جعلت لي الأرض مسجداًًً وطهوراًًً " ، فالسجود على التراب جائز لأنه جزء من الأرض ، ولا فرق بين أن يسجد الإنسان على التراب أو يعمل منه قرصاًً يسجد عليه فهذا تراب وهذا تراب ولا عبرة بالشكل! ، وتبقى مسألة السجود على التربة مسألة فقهية إنفرد بها الشيعة عن المذاهب الأخرى كما إنّ لكل مذهب من المذاهب الأربعة مسائل خاصة به ، إنفرد بها عن سائر المذاهب ، وقد إتبع الشيعة في هذه المسألة وغيرها ما صح عن النبي (ص).



توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 06:46 PM   #34
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( الشهيد الشيخ / محمد جان وهبي - رحمه الله )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولد الشهيد الشيخ محمد جان وهبي طاينوس أبو جوده " الشيخ محمد " في 27 / 12 / 1980 م في مدينة فالوغا في لبنان من عائلة مسيحية معروفة في شمال لبنان.

حياته العلمية : أكمل الإبتدائية عند والده وكان متفوقاً وحينما بلغ عمره الثانية عشرة بدأ يدرس الكتاب المقدّس والكتب المسيحية حتى بلغ الرابعة عشرة وبعدها أصبح راهباًً في المسيحية ولمّا بلغ السابعة عشرة من عمره إعتنق الإسلام ضمن المذهب السني وتلقّى دراسات في بيروت العاصمة على أيدي أساتذة كبار ومشايخ وحتى اذا بلغ الثامنة عشرة أدركته رحمة الإستبصار حيث تحول إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام وأخذ يتلقّى دراسته عند كبار الشيوخ ورجال الدين في لبنان.
وبعد بلوغه الحادية والعشرين من عمره توجّه إلى العراق لمواصلة حياته الدراسية حيث إستقر في النجف الأشرف منصوبا في حوزتها الدينية وقد تلقّى من خلال دراسته في النجف الأشرف علوماً في " الشرائع ـ المنطق ـ الفلسفة ـ علم النفس ".

لمحات من أخلاق الشهيد : لقد عرف ، عن الشهيد رحمه الله أنه كان من الأفاضل المتعبدين والملتزمين في منهج العبادة والتعبّد وفي المناسك والمستحبات والنوافل فلقد كان يقيم منها صلاة الليل وسائر النوافل اليومية كما عرف عنه إنه كان يحيي لياليه بالأذكار وسائر الأدعية كما كان ولوعاً بقراءة القرآن الكريم ، ومما يرد من صفات الشهيد وإخلاقه أنه كان ذا قناعة وزهد وفهم أمثل للحياة الدنيا بما كان يحدو به نحو فاضل الأخلاق والعواطف في شعور أخوي ترعاه القيم الإنسانية مما ترقي به الذات والنفس اذا طابت أو خلصت فالنفس وطابعها فما خلصت أو تسامى طبعها تاقت للفضيلة وعكفت على سواء السبيل وما تدانت أو كدرت شحّت على ذاتها فلا تكاد تبصر أو تعي الأشياء على حقائقها.

دواعي الإستبصار الذاتية : من الحقائق الثابتة لدى الإنسان الواعي أو الباحث نحو الحقيقة أنّ عاملاًً ذاتياً من الصفاء والشفّافية يحدو به في ميادين الحياة واواسطه البحوث والدراسة والحكمة كما يقال : ضالة المؤمن فكلما إحتاج إليها سأل عنها وإقترب منها وهكذا تجاذبه الحقائق الثابتة ويرعاه الصواب وتقر عينه الطمأنينة حتى تكون النفس راضية مرضية ، وهذا سبيل النفس إذا إستجابت لنداء العقل فلا يهمها ألاّ أن ترسو على شاطئ الحقيقة والصواب.

أما الشبهات وما يريبها وإن تهفو النفس لها يوماًًً أو تكبوا على أثرها فلابد أن تستدرك بذاتها قبل فوات الأوان أو إن تقع في شراك الضلال ، وعلى ضوء هذا المبدأ النظري والتطبيقي لدى الإنسان نستطيع أن نجزم إعتقاداً أن الإستبصار والإنفتاح الروحي للحقائق يسابقه إرهاصاً من الخلوص والموضوعية بعيداًًً ، عن الذاتية وما يساورها من الرواسب والطقوس كما تسابقالإستبصار معالجات خالصة وصادقة للخلاص من دقائق الشك والإشكال.
وهكذا وجدنا شهيدنا الراحل الشيخ محمد جان رحمه الله كان لديه من الصفاء وحب الحقيقة ما حدا به نحو القناعة والإعتقاد الحازم ، وإذا كان لديه من موروث الإعتقاد والتقليد ما كان ليقف إمام ما كان يصبوإليه من الإعتقاد والقناعة فلقد تخلى عن ذلك جانباً خصوصاًً بعد إن إتضح لديه من القلع والإضطراب فيما ورد في كتب الإنجيل الرائجة مما لا يقبله العقل أو يليق بالمسيح كروح الله (ع).

المثابرة في ايصال الحقائق : رغم الفترة القليلة التي إنضوى فيها الأخ جان وهبي بالإسلام وطلب العلوم والمعارف الإسلامية لم يتوان فيها ، عن إيصال ما توصل إليه من حقائق أهل نحلته حيث كتب ثلاثة كتب تبين عمق فهمه للإسلام والأديان بشكل عام وإن إعتناقه للإسلام وللمذهب الحق ترتب على أسس علمية رصينة ، الّف ثلاثة كتب " شاطئ الحق " و " الإسلام ورسوله " و " كتاب آخر خطي " وكان مصب الكتابين الأولين أن دين الله واحد وأن الأديان مصبها ومنبعها واحد مستشهداً بنصوص التوراة والإنجيل والقرآن.

شهادته : إستشهد رحمة الله عليه في عام 2002 م.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 06:46 PM   #35
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( الدكتور / محمد كوزل الحسن الآمدي )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولد عام 1968م في تركيا ، بمدينة " ميارفارقين " التابعة لديار بكر ، وترعرع في أسرة تعتنق المذهب الشافعي ، حصل على الشهادة الثانوية ، ثم توجه إلى الدراسة الدينية فتتلمذ على يد بعض الشيوخ الشوافع وكان من جملة الكتب التي درسها كتاب " جمع الجوامع " في الأصول وكتاب النووي في الفقه ، ثم توجه بعد ذلك نحو العمل في حقل الدعوة الإسلامية ، مستهدفاً إيقاظ المسلمين من سباتهم وتنيمة الصحوة عندهم عن طريق تنوير عقولهم بالفكر الإسلامي ، كما كان الدكتور محمد كوزل في نفس الوقت منهمكاًً في مطالعة الكتب الإسلامية ومقتبساً من آراء المفكرين الإسلاميين ومن علماء العصر ما يرفع مستواه العلمي والمعرفي.

البحث عن أسباب فشل المسلمين : يقول الدكتور محمد كوزل : " إنقدح في ذهني خلال فتره نشاطي في العمل التوجيهي إستفساراً آثار إهتمامي حول أسباب فشل المسلمين وتدهورهم في شتى الأصعدة وخضوعهم لسلطة الإستعمار المهيمن على بلادهم.
فأخذ هذا الإستفسار بيدي إلى التأمل في تاريخ المسلمين بحثاًً عن هذه الأسباب حتى بلغ بي البحث إلى صدر الإسلام ، لعلي أفلح بمعرفة العوامل التي أدت إلى إنحدار مسيرة المسلمين والتي لم يسع المسلمين بعد ذلك إعادة مجدهم وعزتهم التي كانوا عليها زمن الرسول (ص) ".

ويقول الدكتور محمد كوزل : " تبيّن لي بعد البحث والتتبع في صفحات التاريخ الإسلامي منذ البداية إن منشأ هذا الفشل يعود إلى الأحداث التي وقعت بعد وفاة الرسول (ص) والتي من بعدها تعرضت الأمة للإختلافات الجذرية فيما بينها ، فتفرقت وبدأت تتآكل من الداخل بسبب إنشقاقاتها الداخلية ".

البحث عن أسباب نشوء الإختلاف الديني : سلّط الدكتور محمد كوزل أضواء بحثه على الأحداث التي تلت وفاة رسول الله (ص) ، فرآى أن الطوائف الإسلامية تختلف فيما بينها أشد الإختلاف في هذا المجال فتوجه إلى البحث حول معرفة نشأة هذا الإختلاف ، فتبين له بعد التنقيب أن معظم الطوائف الإسلامية لا تلتزم بالمنهج الصحيح الذي لابد أن تسير عليه في بحثها عن الحق وأن العصبية المذهبية قد أدت إلى تغطية وجه الحق ، مما كان ذلك سبباًًً لخفاء الحق عن طالبيه ، كما وجد الدكتور محمد كوزل بعد إمعانه النظر في العقائد الإسلامية أن بعض المسائل العقائدية تحولت بمرور الزمان إلى مسلمات لا يمكن إقتحامها أو إثارة أي إستفسار حولها.

بداية التحرر من التقليد الأعمى : يقول الدكتور محمد كوزل : " بدأت أسأل نفسي : ما هو الداعي للتعصب في الأنتماء إلى العقيدة الأشعرية التي أنا عليها ؟ ومن كان الأشعري؟! ألم يكن بشراًًً مثلي إجتهد في العقائد حتى توصل إلى رأى ما ؟ بل الأشعري بنفسه كان في بداية أمره معتزلياً ثم تحوّل بعدها إلى مذهب أهل الحديث وألف كتابه " الإبانة ، عن أصول الديانة " وسرد فيه عقيدته على نهج أهل الحديث ومدح أحمد بن حنبل وأيّد عقائده وآرائه ، ولم تمض فتره حتى غير عقيدته وعمد إلى تأليف كتابه " اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع " فتبلورت عنده عقيدة مركبة من أفكار المعتزلة وآراء الحنابلة.

فيقول الدكتور محمد كوزل : " بدأت أسأل نفسي ، ما الداعي للجمود على تقليد المذهب الأشعري ، وعدم مواصلة البحث وتوسيع دائرة الوعي في مجال العقيدة ، لأن المذهب الأشعري ليس إلاّّ إجتهاد بشري توصل إليه الأشعري في فترة من حياته بعد أن أمضى فترة طويلة في الإعتزال ، وما يدرينا لو كان الأشعري بقى مدة أطول لكان إستبدل عقيدته بعقيدة أخرى " ، ومن هذا المنطلق بدء الأخ محمد يبحث في مجال العقيدة من دون تهيب مخالفة أحد ، بل توجه نحو البحث من منطلق " إن دين الله لا يعرف بالرجال ، أعرف الحق تعرف أهله ".

غربلة المسائل وإقتحام المسلمات : قام الدكتور محمد في البدء عند بحثه بغربلة المسائل التي كان يحسبها من الحقائقالقطعية وبعض القضايا التي كان يعتبرها ـ تبعاًً للنهج السائد ـ من المسلمات التاريخية ، فكانت النتيجة بعد الفحص والتحقيق أنه وجد الحق خلاف ذلك.
بل أنه وجد إن منهج العامة في دراستها لتاريخ السلف هو محاولة تبرير الأخطاء الواقعة وإضفاء المشروعية عليها ، إندفاعاً من خشية إذعانها ببعض الأمور المخلة بقداسة سلفها ، وهذا ما أدى بها إلى الإنحراف عن الصراط المستقيم.

تخطى الحجب والاهتداء بهدي العترة (ع) : أدرك الدكتور محمد كوزل خلال رحلة بحثه عن الحق أن التعصب يحجب بصيرة الإنسان عن رؤية نور الحق ، فجاهد نفسه ليتخلى عن هذا الحجاب وليتمكن من الحصول على الرؤية الواضحة ، فكانت النتيجة أن توصل إلى نتائج قلبت عنده الموازين وأدرك بعدها أن مذهب أهل السنة والجماعة مبتنياً على أسس وأركان غير متينة ، وأيقن بأنّ الإسلام الحقيقي هو الإهتداء بهدي الأئمة الأطهار من آل الرسول (ص) ، وأن الصراط المستقيم هو السير في سبيلهم وإنهم ملاذ العصمة لهذه الأمة من الفرقة والضلالة وسفينة النجاة من الهلاك والغواية.
ووقف الدكتور محمد خلال بحثه على نصوص كثيرة واردة في الكتاب ومتواترة في السنة معلنة بخلافة أمير المؤمنين والأئمة المعصومين من ذريته (ع) آمرة بالإقتداء بهم والسير على نهجهم وناهية عن مخالفتهم ومعاداتهم ، ووجد رغم سعي سلطات الجور وبذلها قصارى الجهد لإخفاء وكتمان هذه النصوص ، أنّ الباري عز وجلّ أنعم على هذه الأمة أن حفظ لها كثير من تلك النصوص لتكون سبباًًً في هداية الذين يجاهدون في سبيل الله من أجل الوصول إلى الحقيقة.

مؤلفاته :

(1) - " المسح في وضوء الرسول (ص) " : صدر عن دار المصطفى لإحياء التراث ـ قم ـ الطبعة الأولى ـ عام 1420 ، دراسة مقارنة بين المذاهب الإسلامية حول إختلاف الفقهاء في مسألة المسح في الوضوء ، أورد فيه المؤلف العديد من الأقوال المنسوبة إلى أئمة المذاهب وآراء أكابر العلماء والتابعين وغيرهم من مصادر أهل السنة والجماعة ، وإتبع فى طريقة بحثه ذكر أدلة كل قول والمبادرة إلى مناقشة بعض هذه الأدلة.
وقد قسّم المؤلف دراسته إلى مبحثين أساسيين ، وأورد في ذيل كل منهما ، مجموعة من المسائل كما يلي:

المبحث الأول : في طهارة الرأس.
ـ معنى المسح في اللغة والاصطلاح ـ المسألة الأولى: في القدر المجزيء منه.
ـ المسألة الثانية : في مشروعية تكرار المسح أو عدمها.
ـ المسألة الثالثة : في المسح بالبلل الباقي على الأعضاء.
ـ المسألة الرابعة : في إجزاء الغسل أو الرش ، عن المسح.
ـ المسألة الخامسة : في مشروعية طهارة الاذنين.
ـ المسألة السادسة : في المسح على العمامة.

المبحث الثاني : في طهارة الرجلين.
ـ المسألة الأولى : في كيفية طهارتهما.
ـ المسألة الثانية : في المسح على الخفَّين.

(2) - " الهجرة إلى الثقلين " : صدر ، عن مركز الأبحاث العقادية ـ قم ـ ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين ، الطبعة الأولى، عام 1421هـ ، يتضمن هذا الكتاب مباحث عديدة حول المسائل العقائدية التي كان يحسبها المؤلف من الحقائق والقضايا التاريخية التي كان يعدها من المسلمات ، والتي إكتشف بعد الفحص والتحقيق أن الحق خلاف ذلك ، وقد حاول المؤلف أن يقتصر على الجانب العلمي في تبيينه للمراحل التي إجتازها في رحلة بحثه من الشك إلى اليقين ومن الحيرة إلى الثبات والإستقرار ، فقسّم رحلته العقائدية إلى مرحلتين تحتوي كل منهما على أبحاث أهمها كما يلي :
المرحلة الأولى : مرحلة الشك والحيرة
أسباب ودواعي إبتعاد المسلمين ، عن الإسلام.
التعريف بأهل السنة.
ما جرى بعيد وفاة النبيّ (ص).
أسباب منع تدوين الحديث.
بعض مواقف أصحاب النبي (ص).
سمات أبوبكر وعمر وعثمان.
إجتهادات عمر في مقابل النص.
وضع الأخبار والأحاديث.
المرحلة الثانية : مرحلة اليقين بعد الشك.
فضائل الإمام عليّ (ع).
إثبات ولاية أمر الإمام عليّ والأئمة من ولده بعد النبي (ص).
ما خلّفه النبي (ص) : لأمته من بعده.
الفرقة الناجية.
التعريف بالأئمة الإثني عشر (ع).
(3) - " علي ميزان الحق " طبعه المجمع العالمي لأهل البيت (ع).
(4) - " حكم الأرجل في الوضوء " سيصدر ضمن " سلسلة الرحلة إلى الثقلين" عن مركز الأبحاث العقائدية.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 06:48 PM   #36
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( الأستاذ / محمّد الصغير الطيب السندي )

البطاقة الشخصية
مولده ونشاته : ولد الأخ محمد الصغير السندي بمدينة السند عام (1957م) في تونس ، وقد نشأ في أواساط عائلة محافظة ، فكان متديناً يحب العبادة منذ الصغر ، أما حصيلته الدراسية فهو في المرحلة الرابعة من الدراسة الثانوية المهينة.

البداية : لتعلق الأخ محمد الصغير السندي بالدين فقد كان كثير التردد على المساجد ، فيسمع الخطب والمواعظ و .. فيزداد إقباله على هذه الأماكن وهذه الأجواء ، وهذا ما جعله يتتبع - في بعض الأحيان - المناقشات والمناظرات التي تدور بين الأشخاص بين فترة وأخرى ، وكانت محاورها في مجالات العقائد ، الفقه ، التفسير ، .. فنشأ يعتقد ما يعتقده السواد الأعظم من المسلمين في تونس - وأكثرهم مالكية - من تقديس لما في الصحاح من أخبار وروايات ، مما ترك في نفسه محبة للصحابة ولأهل البيت (ع) خصوصاًً فاطمة الزهراء (ع).

وفي أحد الأيام التقى بأحد أقربائه - وكان قرينه هذا قد إستبصر منذ فترة - فدار بينهما حوار حول عدة مسائل منها عقائد الفريقين ، فجعله هذا الحوار يتأمل ويفكر ويطلب المزيد لأجل التعرف اكثرعلى مذهب التشيع.

يقول الأخ محمد : " بعد سفر الأستاذ التيجاني إلى النجف الأشرف ولقائه بالمرجع الديني السيد الخوئي " رحمه الله " وعودته إلى تونس وكان قد إستبصر ، وأحضر معه كتباً وأشرطة تتحدث عن مذهب أهل البيت (ع) وعقائد أتباعهم وتاريخهم وما جرى عليهم ، وقد أثّر بي أحد أشرطة الكاسيت ، وكان عبارة عن محاضرة للخطيب الشيخ الوائلي يتحدث فيها ، عن مظلومية فاطمة الزهراء (ع) وما جرى عليها من الصحابة.

فلقد كان لما ذكره الشيخ الوائلي وقع يشبه الصاعقة على قلبي ، لأننا كنّا نتصور أن هذه المرأة هي إمتداد النبي (ص) وفيها تنحصر ذريته فكيف يتصرف القوم معها بهذا الشكل الدنيئ " ، وأخذ يكرر سماع الشريط وفي كل مرة يبكي هو ومن معه سواء كانوا مستبصرين أم لا ، فالحادث مؤلم ومر فهذه بضعة النبي (ص) وأم العترة الطيبة.

بحث ومتابعة : ولأجل الوصول إلى الحقيقة بدأ ببحث واسع في كتب أهل السنة ، ووجد الطامة الكبرى عندما تأكد من جرأة القوم على دار الزهراء (ع) وإقتيادهم للإمام علي بن أبي طالب (ع) ، كما حيّره بحث الخلافة ، إذ وجدها مرددة بين النص والشورى والإنتخاب ، ففي كل مرة ضابط ! كما إن الفقه السني والتهافت الواضح والإختلاف البيّن في مسائله ، فالشوافع يرون ما لا يرى غيرهم ، وكذا الأحناف يحللون مايحرمه غيرهم ، وقس على ذلك الموالك والحنابل ، وكلهم يدّعي أخذه الأحكام من كتاب الله وسنّة رسوله (ص) ، ثم عدل الى ما متوفر من مصادر الشيعة وأخذ يقارن ، وإذا به يرى أن الحق معهم ولا وجود للعثرات والثغرات في عقائدهم وفقههم و .... ، وهكذا بدأت الفكرة تتبلور لديه بإعتناق مذهب أهل البيت (ع).

نقطة التحول : ثم أخذ يكوّن مكتبة في بيته تحوي مختلف الكتب ، وكان أول كتاب إشتراه ليضعه فيها هو كتاب نهج البلاغة الحاوي لخطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) والسبب في ذلك هوأنه أعجب به أيما إعجاب ، وكذلك للرد على السنة الذي يقولون : أن هذا الكتاب موضوع بإسم علي بن أبي طالب والخطب ليست له!!!
وهكذا توالت الكتب ، وتبدأ القراءة المعمقة ، وينفتح النقاش ، و تنكشف الحقائق .. علي إمام وخليفة بنص النبي (ص) : " إن هذا أخي و وصيي وخليفتي فيكم فإسمعوا له وأطيعوا " " هذا الحديث صحيح ، صححه أبو جعفر الإسكافي وإبن جرير الطبري كما ذكر ذلك السيوطي في جمع الجوامع: ج6 ص396 ورجاله كلهم ثقات "، وقد أرسل أئمة الحديث هذا الحديث إرسال المسلمات : " راجع ترجمة الإمام علي (ع) من تاريخ دمشق: ج1 ص102، وشرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد: ج3 ص251 "
.
وبيعة أبي بكر فلته : " قال عمر : " كانت بيعة أبي بكر فلتة ، وقى الله المسلمين شرها، فمن عاد الى مثلها فأقتلوه " " تاريخ الطبري: ج3 ص 205 ، الكامل في التاريخ: ج2ص 327 ، البداية والنهاية: ج5 ص245 ، النهاية لإبن الأثير: ج3 ص467 ، تاج العروس: ج1ص568 " وحقائق أخرى. فقرر ترك ما كان يعتقد وهجر المذهب المالكي والتحول إلى مذهب أهل البيت (ع) والتمسك بهم.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 06:48 PM   #37
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( الأستاذ / معروف عبد المجيد )

البطاقة الشخصية
مولده ونشاته : ولد في عام 1952م في مدينة القليوبية بمصر ، ونشأ في أسرة تعتنق المذهب الشافعي ، درس الآداب واللغات السامية في جامعة الأزهر في مصر ، والنقوش السامية في جامعة روما في ايطاليا ، والآثار الكلاسيكية اليونانيّة والرومانية في جامعتي زيوريخ في سويسرا وغوتنغن في ألمانيا ، يجيد عدداًً من اللغات الحية والقديمة ، عمل في الترجمة والتدريس الجامعي وهو يعمل الآن في الحقل الإعلامي في الصحافة والإذاعة والتلفزيون ، وكان إعتناقه لمذهب أهل البيت (ع) عام 1984م.

إهتمامه بالعقيدة : أدرك الأستاذ معروف خلال دراساته المتنوعة والموسوعية أنّ العقيدة ينبغي أن تبني على الوعي الكامل والقناعة التامة ، وينبغي أن يتوجه الإنسان ، إلى البحث في هذا المجال بصورة جادة كي يصل إلى العقيدة الصحيحة التي يطمئن إليها القلب وتسكن إليها النفس ، فبادر الأستاذ معروف من هذا المنطلق إلى البحث في مجال العقيدة ، وتوجه إلى قراءة العديد من الكتب العقائدية بروح بناءة وبنفس موضوعية.

نبذهُ للتعصب : إجتهد الأستاذ معروف خلال بحثه أن يزيل عن نفسه غيوم العصبية ليتمكن من إزالة الموانع التي تسلب منه إمكانية رؤية الحقيقة ، ثم توجه إلى البحث بقوة ليتحدّى كل العقبات التي تواجه حركته بإتجاه الحقيقة ، فوجد أن الأمر يتطلّب منه التحلي بالإنصاف والموضوعية في تقييمه للمدارس الفكرية المتضاربة ، فجاهد نفسه في هذا السبيل مؤملاً أن يهديه الله سبحانه وتعالى إلى سواء السبيل.

الصراع بين القوى النفسية : توصّل الأستاذ معروف خلال أبحاثه إلى أفكار ورؤى تخالف ما كان عليه ، وهنا دخل الأستاذ في ساحة الصراع مع نفسه ، لأنّ رأى أن تبنّيه لهذه الأفكار والمعتقدات يتطلب منه الكثير من التضحية ، لأنّ التزامه بما توصّل إليه جديداًًً قد يدفع الكثير ممن حوله إلى نبذه والإستهزاء به وطرده والإستخفاف به ، وقد يدفعه ذلك إلى تغيير مصيره وهدم الكثير مما بناه من مجد وعز بين أبناء مجتمعه ، ووجد الأستاذ معروف أن نفسه تجتذبه بإتجاه ما يتناغم مع مبتغياتها ومآربها ، لكنه سعى ليؤمّر العقل ويمنحه زمام القيادة في كيانه ، وبالفعل تمكّن من ذلك ، فجاهد نفسه ليوطّنها على الإذعان بالحق وإن كان الحق مغايراً لهواه ولما أعتاد عليه فيما سبق ، ومن هنا هاجر الأستاذ معروف إلى الله سبحانه وتعالى ، وهجر كل المعتقدات الموروثة والتي كشف خواءها وتوجه إلى المعتقدات الرصينة التي توصل إليها بالأدلة والبراهين.

إعتناقه لمذهب أهل البيت (ع) : من هذا المنطلق بدأ الأستاذ معروف خلال بحثه المقارن بين المذاهب الإسلامية ينتقي المعتقدات التي تدعمها الأدلة ويتخلّى بالتدريج عن معتقداته السابقة التي ما كان سبب إعتناقه له سوى وراثتها من الآباء والمجتمع ، ولم تمض فترة حتى وجد الأستاذ معروف نفسه معتقداً بكل أصول ومباني مذهب أهل البيت (ع) وجد نفسه أنه شيعي بالفعل ولا ينقصه شيء سوى الإجهار بذلك ، وهنا ثارت نفسه مرة أخرى ، وبدأ الأستاذ معروف يعاني من صراع عنيف في داخله بين عقيدة توارثها عن أهله وأخرى إختارها بنفسه عن قناعة ، بين عقيدة مترسّخة في ذهنه منذ الصغر وعقيدة جديدة ليس لها إلاّّّ القوة على إقناع العقل ، وكان الصراع الذي يعانيه الأستاذ معروف هذه المرة أشدّ وأعنف من قبل ، لأنه كان يواجه أمراًً خطيراً يحدّد مصيره ، وكان يعي الأستاذ عواقب الأمر والمتاعب التي سيتعرض لها بعد هذه الرحلة العقائدية ، وما سيلاقيه من إيذاء وإضطهاد وعدم إحترام وجفاء وشنّ الحملات المسعورة من قِبَل الذين لا يروق لهم إنفصاله ، عن الركب الذي هم فيه ، ولكنه رأى أنّ الحق أحق أن يتبع ، فتغلّب على كل الموانع التي وقفت بوجهه لتمنعه ، عن التوجه إلى الحق وقرر قراره النهائي وأعلن إستبصاره وإعتناقه لمذهب أهل البيت (ع) وكان ذلك عام 1984م ، ولم يكتف الأستاذ معروف بإنقاذ نفسه من الفهم الخاطىء الذي كان عليه ، بل توجه إلى العمل في مجال الصحافة والإذاعة والتلفاز ، ليجعلها ذريعة لايصال فكر أهل البيت (ع) إلى أوسع شريحة ممكنة، ولينوّر بذلك الأذهان المتلهفة لنور الحق ، كما إن الأستاذ إستغل موهبته الشعرية لخدمة مذهب أهل البيت ، وكتب الكثير من الشعر المتلوّن بأنوار الرسالة المحمدية والمتضمخ بأريج الولاية العلوية.

مؤلفاته :

1 - " أحجار لمن تهفو لها نفسي " : مجموعة شعرية صدرت 1418هـ ـ 1997م ، وهي سبعة عشر قصيدة موضوعها فلسطين والإنتفاضة والقدس ، نظمت هذه القصائد في فترات وأمكنة مختلفة ونشرت في الصحف والمجلات الصادرة بالعربية في المهجر ، جاء في المقدمة : " ليست هذه القصائد للحداثة أو العصرنة ولا للكلاسيكية أو التقليدية الراسخة ..! ولا لغيرها..! ، وإنما هي أحاسيس عفوية ينتظمها الإشراق من وحي بطل عفوي..! ، ذلك الشاب الفارع ، وتلك الفتاة السمراء ، وهؤلاء الصبية المعجزات .. الذين يقذفون حداثة الماكينة الحربية المحمومة بحجر .. وهم متفائلون بالغد الواعد ..! ومعطيات الوجود الأزلي البديعة ..! أنه الإيمان الكامل .. والنعمة التامة .. والثقة التي لا تنتهي .. والعزيمة التي لا تهون ولا تخور ، وإنها الكاشفة ، وسفر رفع الحجب بين الشعر والإنسان الرباني أو الربّ الإنساني .. بلا تقعر .. ولا طنطنة..!!.

2 - " أكاسيا للفراعنة " : مجموعة قصصية صدرت 1418هـ ـ 1997م ، وهي عشر قصص قصيرة ذات مواضيع مختلفة ، جاء في المقدمة : " هل أحكي لكم تاريخ القصة القصيرة ..؟ وهل أُحدد مسقط رأسها ..؟ وهل من المفترض أن أسجل بعض الأسماء اللاّمعة ، ولا سيما تلك التي تعد من خلصاء السيد " نوبل " لكي أبرهن إنني على شيء ما ..؟ ، وهل من الواجب أن أخوض غمار النقد الأدبي وأبدع عدداًً من التعابير والمصطلحات حول التراث والحداثة وما بعد الحداثة ..؟ أما ماذا ..؟ ، وهل من الضروري أن أكتب إيضاحاًً عن مذهبي في تأليف القصة القصيرة ..؟ وهل ..؟ وهل ..؟! كلا لن يكون شيء من ذلك بل ساترككم مع هذه الباقة النابتة من عمق أعماقي ، وأبقى وحدي مع نزيفي الذي لا يتوقف.. فلعلنا نلتقي يوماًًً ما في خميلة ما .. ذات ربيع قادم ".

3 - " معلقة على جدار الأهرام " : مجموعة شعرية صدرت عام 1418هـ ـ 1997م ، وهي أربعة عشر قصيدة ، واحدة منها بعنوان : " الهدايا العشر " هي في الواقع عشر قصائد : قدم لها بهذه الأبيات : يرحلُ الناس وتبقى الذكريات مثل شمس ... لا تغيب ، قد طواني القبرُ من قبل الممات مثل بستان .. جديب ، فإفتح الدفتر يوماًًً ... لتراني نهرَ ذكرى ، مرَ في حلم الرُبى مثل الأماني وإستقرا فوق هذي الصفحات.

4 - " وينصبون عندها سقيفة " : مجموعة شعرية صدرت 1418هـ ـ 1997م ، وهي ثلاثة عشر قصيدة ذات مواضيع مختلفة ، قدّم لها بهذه الأبيات : هل تأذنون لي بكلِمة ..؟ ، هل تسمعون مني عبرةً وحكمة ..؟ ، إن كان ذاك.. يا أعزتي الكرام ، فإنني أقولْ : لا خير في الكلام ما دام حدّ حرفِهِ ألمُفتَرِ أثلم الأسنان وليس من رصاصة .. تؤازر اللسان ..!.

5 - " بلون الغار .. بلون الغدير " : مجموعة شعرية صدرت عن مركز الأبحاث العقائدية ضمن سلسلتها : الرحلة إلى الثقلين سنة 1420هـ.
وهي إحدى وعشرون قصيدة تدور في فلك الولاء لأهل البيت(ع) جاء في المقدمة : " ويستمر الشعر سلاحاًً فتاكاً في سوح الصراع ، فيكون أولَ حِجَاج جاء لنصرة أهل البيت النبوي (ع) منطلقاًً من لسان شاعر مؤيد بروح القدس يحمل خشبته على ظهره ضارباً في طول البلاد وعرضها منتظراً لمن يصلبه عليها ..! فيسجل الشعر بذلك دوره الريادي في الولاء ويكون هو الصوت الوحيد الذي علا عندما خفتت كل الأصوات خشية التكميم والتعقيب والحبس والفتك والقتل ، ويكون الشاعر هو أول من قال : كلا للسلطات الغاشمة وحكام الباطل والطواغيت والمتحكيمن في رقاب عباد الله الأحرار ..! ".

وقفة مع كتابه : " بلون الغار .. بلون الغدير" ، هذا الكتاب يضأبين دفتيه مجموعة قصائد شعرية جميلة تلونت بأنوار الرسالة المحمدية ، وتضمخت باريج الولاية العلوية اللذين هما جوهرين فريدين من معدن مصطفاً واحداًًً ، أحدهما كان خاتم الرسالة ، والآخر كان أس الإمامة ، تعاصرا وتعانقا فكانا أبوا هذه الأمة المرحومة ، وركني آل بيت الله .. ، ومن هنا .. حق للشعراء أن يتغنوا بهما ما راق لهم الغناء ، وأن ينشدوا لهما ما طاب لهم الأنشاد ، فمن ذا الذي تشع عليه : أنوارهما ، ويتنشق روائحهما ، ولا تشتاق نفسه إلى الفناء فيهما ، فكيف بالشعراء ذوي الإحساس المرهف ، وأولي الأرواح التي تهيم بأول إشراقة جمال.

يقدم الشاعر لكتابه مقدمة يبين فيها بلاغة القرآن ودور الشعر في صدر الإسلام ، فيقول : " إستيقظ أهل مكة ذات صباح مشرق محمّل بعطر البنفسج ، فسمعوا كلاماًً لم يسمعوا مثله من قبل ، كلاماًً لم يصادفوه في ( سوق عكاظ ) ولا في أندية البيان في مكة! ، فأُسقط في أيديهم! ، وغرقوا في بحر الدهشة! ، ثم ذهبوا إلى كبير لهم في البلاغة والفصاحة والحكمة والمال والبنين ، فعرضوا عليه : أن يرى رأياًً ( نقديّا ً) في هذه ( الحداثة ) الوافدة إليهم من ( غار حراء ) دون أن يستطيعوا مجاراتها مع أنها مكونة من (ا ب ج د) و (ن) و (القلم) و (ما يسطرون)! ، إنه التحدي الصارخ بنفس الأداء وبنفس السلاح ، فما بالهم عجزوا عن المواجهة؟! ، فإستمع كبيرهم ، فدخله العجب! ، وإقشعر بدنه! ، ووقف شعره!! ، ولكنه جحد ، وإستكبر ، وتعملقت فيه صنميته التقليدية ، وتحركت بين أضلاعه وثنية الآباء الأولين ، ففكر وقدَّر ، ثمّ نظر ، ثم عبس وبسر ، ثم أدبر وإستكبر ، فقال : إن هذا إلاّّّ سحر يؤثر! ، بَيْد أن القرآن لم يكن سحراً ، وكانوا يعلمون أنه ليس بسحر ، وأن هذا ( الناقد ) العتيد ربما أصابه مس من الشيطان ، ولربما أسره سحر البيان ، فإعتمدوا صيغة ( النقد الجماعي ) ووقفوا معاًً وقالوا : بصوت واحد : بل هو شاعر!! ، وكانوا يظنون بذلك أنهم ربما إقتربوا من ( الموضوعية النقدية ) إذْ أن الشعر عندهم هو الكلام ، والشعراء عندهم سادة الكلام والشعر هو الصيغة المثلى للبيان اللغوي والفصاحة اللفظية ، وليس سوى الشعر بمقدوره أن يرسّخ قناعة ما في عقل ما..!!.

وهذه هي خطورة الشعر عند العرب ، فلا عجب إذاً أن يعتبرونه ديوانهم وصندوق عهدهم الذي تخرج منه المعجزات فيتحول اليابس إلى أخضر ، ويتحول الأخضر إلى أشجار تمشي ، ثم تتدلى أغصانها ... فتسبّح!! ، فهل المعجزة إلاّّّ هذا؟! ، ومنذ تلك اللحظة يحتل الشعر خندقاً في المواجهة ، وينتقي له دوراًً رسالياً ، ويغدو سلاحاًً أحدّ من السيف ، وأسنّ من الرمح ، وأبرى من السهم ..!

ثم ما تلبث أن تنزل سورة بإسم ( الشعراء ) ليصوغ القرآن الكريم للشاعر أسلوبه ويحدد له هدفه ، بل ويوضح للمتلقي طريقه ، فتنطلق الأشعار لتستقر في صدر الخصوم ، وتُرتجل الأرجاز في خضم المعركة لتزيدها حماسة وبأساًً وضراماً ، وتجعلها أشد شراسة وضراوة ، ثم تتولد أغراض جديدة لتضاف إلى أغراض الشعر التقليدية ، وليس الشعر هكذا عند العرب وحدهم ، فهو كذلك أيضاًًً عند الإغريق والرومان والفرس ، وهو كذلك في الهند والصين واليابان ، وهو الإطار الأوسع الذي بمقدوره أن يحتوي الملاحم التي أبدعتها شعوب المعمورة في الشرق والغرب ، قديماًً وحديثاًً ".

مقاطع من شعره : إخترنا للقارىء الكريم بعض المقاطع من قصائده التي يذوب فيها حباًً بآل البيت ، وتتلون كلماته فيها بلون الغار المحمدي الذي بات علي في فراش النبي (ص) فداءاً له ومقدمة لسلامة النبي في الغار بولاية علي وقد نصّبه الرسول (ص) إماماًًً للمسلمين بأمر من الله ، ولم يكن غيره ليليق بالإمامة ولا كرامة وأين الثريا من الثرى ، فهل يقاس بأهل البيت أحد.

ذكرى الخلود : عنوان قصيدته التي يناجي فيها الرسول الأكرم (ص) في ذكرى مولده الشريف ، وقد إقتطفنا منها هذه الأبيات العشرة التي وردت في مطلعها :

ذكراكَ باقية مدى الأعوامِ يا خيرَ مولود لخير أنامِ
الأرض حين وُلدْتَ حجّت للسما والكون منذ وُلِدْت في إحرامِ
والكعبة العصماء شعت بالسّنا من فيض نور الوحي والإلهامِ
يا مصطفى والمصطفوْن جميعهم خُتموا بأفضل مصطفى وختامِ
بشرى بمولدك الكريم وفرحة عمّت ربوع العُرْب والأعجامِ
الفارق التقوى، فكل من أتقى عند الإله يُخص بالأكرامِ
يا والدّ الزهراء أنقذتَ الدنَى من نعرة وجهالة وظلامِ
صلّى الإله عليك في عليائه وصلاته قد إتبعت بسلامِ
الدين قد أكملته ، ورضيته ديناًًً ، وتمّت نعمته بإمامِ
فمن إبتغى ديناًًً ، فدينك وحده لا يُبتغى دين سوى الإسلامِ
شايعت علياًً : عنوان قصيدته التي يتغنى فيها بحبه لأمير المؤمنين علي (ع) ويذكر بعضاًًً من خصائصه وفضائله ، وقد وجه هذه القصيدة تحية للسيد الحميري شاعر أهل البيت المشهور ، وقد إخترنا منها هذه الأبيات :

لا تحسبي أني جفوت ، وإنما آثرت أن أنسى هوى لم ينفعِ
وقصدْتُ وجه أحبة ، في حبهم هام الخلائق ، فاعذليني أوْ دَعي
أحببت صهر المصطفى ووصيّه ذاك الملقبَ بالبطين الأنزعِ
بعل البتول ، يزفّه ويزفّها ركبُ الملائك للمقام الأرفع
مولود بيت الله ، جاء يحفَّه نور الإمامة والتقى من أربعِ
هو من بمكةَ كان أول مسلم للاّت أولمناة لمّا يركعِ
وهو المراد بقول " كُرم وجهه ُ" قُصرت عليه ومالها من مدّعي
وهو الذي وإلى الرسول بمكة إذْ ناهضوه بكل فعل أشنعِ
وهو الذي ملأ الفراش بليلة حين القبائل أقبلت في مجمعِ
لتنال من طه وتطعن صدره شُلت يد الدهماء إن لم تُقطعِ
حتى إذا إنبلج الصباح بنورهِ وجدوا علياًً راقداً في المضجعِ
وأذكره في بدر يبارز جحفلا الجند فيه تدثّروا بالأدرعِ
واذكره في أُحد ، ودونك شأنها!! ثبتت جوانحه ولم يتزعزعِ
وبخندق الأحزاب جندل فارساًً يخشاه كل مدجّج ومدرعِ
وهو الذي في خيبر دانت له أعتى الحصون وأوذنت بتضعضعِ
وهو الذي حمل اللواء مؤذّنا في يوم فتح بيّن ومشعشعِ
فإذا أتى يوم الغدير تنزّلت آيات ربك كالنجوم اللمّعِ
قم يا محمد ، أنها لرسالة إن لم تبلّغها فسلت بصادعِ
وقف الرسول مبلّغاً ومنادياً في حَجة التوديع بين الأربُعِ
وأبو تراب في جوار المصطفى طلق المحيّا كالهلال الطالعِ
رفع النبيّ يد الوصيّ وقال في مرأى من الجمع الغفير ومسمعِ
من كنتُ مولاه فهذا المرتضى مول له "... فبخ بخ ٍ لسميدعِ..!
وسَعَتْ جموعُ الناس نحو أميرها ما بين مقطوع الرجا ، ومُبايعِ..!
وصَّى بها موسى ، وهذا أحمدٌ وصّى أخاه ، فذلَّ من لم يبخعِ..!!


برديات فاطميّة : عنوان قصيدته التي يمدح فيها فاطمة الزهراء (ع) وقد إخترنا منها :

زهراء يا أم الأئمهْ يا أمّةً في خير أمهْ
يا بضعه الهادي ، وصفــوته ، وفلذته ، وأمَّهْ
وكريمة إمرأة حَصان فاقت الذُّكْرانَ همَّهْ
أفلت نجوم بنات حواء ، وأنت طلعت نجمهْ
تتلألئين على الوجود ، فشعّ بعد طويل عتمهْ
وتنافسين سواك علماًً عزّ مطلبه وحكمهْ
يا من وُلدْتِ من الكمال ، فكنت سيدةً وقمّهْ
وخُلقت من أجل الخلود ، فكنت كنيته وإسمهْ
أعطاك ربك كوثراً للمصطفى المبعوث رحمَهْ
وحباك بعلا من به تمت على الثقلين نعمَهْ
قد خصك المولى بفضل أنت معدنه ، وعصمَهْ
فحظيت منه بكلْمتين ومريم حظيت بكلْمَهْ

فاجعة عاشوراء : عنوان القصيدة التي يناجي فيها الشهيد بكربلاء أبي عبدالله الحسين (ع) الذي ألهم الشعراء على مدى القرون ، وقد إخترنا منها هذه الأبيات :

طغى الحزن سيلاً فغطّى الحمى ودمع المحبين أمسى دَمَا
يعود المحرم في كل عام فنبكي عليك لحدّ العمى
فأنت المجدّل فوق الرمالِ وأنت القتيل ، قتيل الظما
وماء الفرات صداق الّتي تفوق بمن أنجبت مريما
نعبّ الدموع فلا نرتوي وقد أغلقوا دوننا زمزما
فديتك يا أعظم الأعظمِينَ ومن أصعد المرتقى هَاشما
تفضلْتَ فخراًً على العالمين بأصل وجذع وفرع سَمَا
فأنت الحسين وسبط الرسولِ به حُزْتَ مَحتدك الأكرما
أبوك عليٌّ وصيُّ النبيّ وأمّك من سُمّيَت فاطما
هما الأعليان ، هما الفإطمانِ وخيرُ البريّة طراً.. هُما
مدحتك شعراًً ، فتاه القريضُ بمدحك ، ثم إرتقى سلماًً
إلى المجد يا أمجد الأمجدينَ وبزّ الكواكبَ والأنجما
وأزهرتِ المفردات اللواتي صحون ، وكنّ مدىً نُوَّما
فواحدة قد غدت وردةً وأخرى غدت جنبها برعما
ولكنّ دمعي بذكر المصابِ تحدَّر كالغيث لمّا هَمَى
فناح قصيدي كمثل الثكالي وقافيتي أصبحت مأتما..!
غريب الغرباء : قصيدة جميلة يمدح فيها الإمام الرضا (ع) الذي مات في الغربة ، وفيها إشارات لطيفة يعرفها من زار الإمام الرضا (ع) وهذه هي القصيدة :

قطار الليل يحملني على زوج من القضبانْ..
كنجم طائر يسري ويعرج في دجى الأكوانْ..
يحرك فيّ أشواقي ويحرق فيّ أعماقي
ويُحيي فيّ ما قد كان ْ..: (جفاني الأهل والخلأنْ..
وعشاقي .. أعيش مقطّع الأغصانْ..
وحيداًً بين أوراقي. . وصارت دارنا قفراءَ
من فلّ ومن ريحانْ .. ومن صبح وإشراقِ
تزاحمني بها الغربإن من الباب..
إلى الطّاقِ.. فلا أرنو سوى الدنيا
غدت قبراًًً بأحداقي .. وعند الباب خلّفني
عليلاً .. ليس من راق ِ.. يضيف السم من حلقي
وخلفي يضحك الساقي ..! وساقي عظمة عرجاءُ
تلتفّ علي ساقي إمام عيادة الرحمنْ..!
وليَّ الله ، يا من عند حضرتهِ يزول الهمّ والكربهْ..
وتُمحى ظُلمة الآثامِ تحت جلالة القبّهْ..
إليك أتيت شيعياً لأرفع عندك التوبهْ..
شهيدَ الظلمِ ، والسلطانُ لفّ مراسه الدامي على الرقبهْ..!
أبا الغرباء .. يا من متَّ في الغربهْ..
"رضاً" قد عشتَ ، مرضياً بمهجة عابد رطبهْ..
يبللها ندى الإيمانْ فتورق روحنا الجدبهْ..
وتعلن ثورةَ العصيانْ على الأشباح ، والدبَبَهْ..!
غريباًً جئتُ ، يجذبني نداء غريبْ كئيباً ، هدّني حزني ، وأيّ كئيبْ..!!
شربت الدمع في مهدي وفي صغري جَلسْتُ بمأتمي
المنصوبْ وجاء العمر بشباب
به ضُرُ يمزقني ويستعصي على "أيوبْ"!
فجئت أزور من يشفي ـ بإذن الله ـ أدوائي
ويسمع دعوة المكروبْ.. سألت "ثلاثتي" ورجعت مقروراً
أرش الطيبْ.. على آثار من ذهبوا
وأرقب عودة المحبوبْ..!

موعد مع الشراع : عنوان قصيدته التي تغنى بها في ولادة الإمام الحسن (ع) وهي الولادة لأول معصوم من أبوين معصومين ، والتي فرح بها الرسول (ص) وعلي والزهراء (ع) فرحاًً شديداًًًًً ، والتي يحتفل بها المؤمنون ويجددون فيها الفرحة وخاصة أطفالهم بطقوس خاصة إمتداداً لأفراح آل البيت (ع) وحتى يصدق ( شيعتنا يفرحون لفرحنا ..) ، وكان من حق هذه القصيدة أن تُقدم ، ولكن أخرناها لإشارته في آخرها إلى إستبصاره نتيجة حبه لآل البيت (ع) والذي نريد أن نجعله خاتمة لوقفتنا هذه مع كتابه :

رقصت فوق شفاهي كلمات الولهِ
كغصن البانِ
تمايل.. وتثنَّى
حتى صار نسيماً.. فتكسَّرْ..
وتغنت بإسمك شمعات عيوني
وفراشاتُ الصبح الحالمِ
وسط الأنداء الفضيةِ
في صحو البلور ِ.. على طبق جفوني..
فتحول صوف الأعرابِ حريراًًً
وتبدل صخر البيداءِ
إلى مرمرْ..
أناطفل عشق اللهَ
فلما لم يره رأيَ العينِ
تملّى وجهكَ..
فتبدّى فيه جمال القدوسِ
وأشرق نور الملكوتِ
وأسفَرْ..
يا "حَسَنَ" العترةِ
وشبيهَ نبيِّ اللهِ
ويا مجد القربى والبيتِ الذاهبِ عنه
الرجسُ بكنْ فيكونُ
فكان الأزكى.. والأطهَرْ..
يا بكر الزهراءِ
ويا قُبلةَ حجج السُّبُّوحِ
على وجهة هارونَ الأمةِ
يا شُبَّرْ..!
ميلادك.. فَرَحٌ
فالفاء المفتوحة فاطمةٌ
والراء رسولُ اللهِ
وحاءهما حيدرْ..!!
سامحني أن غبت طويلاًً
عن محفل شيعتكِ..
وقد قاموا في محراب العشقِ
سكارى..
وعلى جبهة كل منهم
جُرحٌ أحمرْ..!
وحنانيكَ..
فهآنذا بين يديكَ..
أطأطىء رأسيَ مقلوب الترسِ
وحسبي أن أتمثل في زمن الذلة
(بالحُرُْ)..
لقد كنتُ نبياًً أبقالى الفلك المشحونِ
فساهم في الأنواءِ..
فأُدحضَ..
فالتقمته الفِرَقُ..
فنادى في الظلماتِ
فجاء إليه بشير الميلادِ
بريح قميصك..
فتفيأ شجرة يقطينِ..
وإرتد سليماً..
واستبصرْ..
وهكذا تكون ولاية أهل البيت (ع) شفاءاً للقلوب وسلامة من كل داء ، لكل من تتوق نفسه إلى معرفة الحق والإستبصار بالدين ، فهنيئاً له ولكل من عرف محمداًًً وآل محمد عليهم الصلاة والسلام ، وما ضاع الناس وتاهوا إلاّّّ لعدم معرفتهم لآل البيت (ع) ولو عرفوهم حق المعرفة لاتبعوهم ولنجوا من المهالك وضنك البعد عن دين الله الحق.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 06:49 PM   #38
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي

( الشيخ / محمد الريح حمد النيل )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولد الشيخ محمد الريح حمد النيل بمدينة أم درمان عام ( 1959م) في السودان ، وقبل دخوله إلى المدارس الأكاديمية ، أرسله أهله إلى إحدى جلسات القرآن الكريم لتعلم وحفظ كتاب الله العزيز ، بعد ذلك تدرج في المدارس الأكاديمية حتى تخرج من معهد أم درمان العلمي العالي ، وأما في المجال الديني فهو رئيس الطريقة العركية القادرية في ولاية الخرطوم ، كما إنه المؤسس والأمين العام لجمعية الثقلين الخيرية ، بالإضافة إلى كونه إمام وخطيب مسجد الشيخ إسحاق في مدينة أم درمان.
مع مؤلفاته : للشيخ محمد الريح عدة مؤلفات منها :

1 - أبوطالب (ع) مؤمن قريش.
2 - المهدي (ع).
3 - الحجج الباهرة في العترة الطاهر‎ة.
4 - الفرق بين الفرق/ الجزء الأول.
5 - الفرق بين الفرق/ الجزء الثاني.
6 ـ الزهراء (ع).
7 ـ الخطب المنبرية.
8 - بنو هاشم وبنو أمية.

وكنموذج من مؤلفاته نتصفح الجزء الأول من كتابه الفرق بين الفرق والذي يبحث فيه مميزات الشيعة - الإمامية والزيدية - من جهة ومميزات أهل السنة من جهة أخرى ، والفوارق بين الفريقين ، ويقول في هذا الصدد :
( لا نتكلف الأمر ، فنحن نعتمد أولاًًًً على العقل السليم والفهم القويم الذي ميز به الإنسان دون غيره من المخلوقات ... لابد من إعمال العقل السليم وتمحيص الحق لنعرفه من بين ركام الباطل ، ونزن الأمر بميزان العدل ، فنرجح كفة المعقول .. ) ، عن كتابه الفرق بين الفرق: ج1 ص 1 ، ثم يشرع بعد ذلك بشرح معنى كلمة ( الشيعة ) وكيفية نشوء التشيع والآراء المطروحة حوله .. ، ثم يعطي أبرز الفروق والتشابهات بين الشيعة والمعتزلة ، وبين الشيعة والأشاعرة.
ثم يرجع إلى التعريف بالشيعة الإمامية وإعطاء الفرق المائز بينهم وبين الزيدية.

المتعة بين التحريم والتحليل : يتناول الشيخ محمد الريح في الجزء الأول من كتاب الفرق بين الفرق إحدى المسائل الخلافية بين الشيعة والسنة ، إلاّ وهي مسألة زواج المتعة ، فالشيعة يرون حليته بينما يرى السنة حرمته! ، يعتمد السنة في تحريم زواج المتعة على تحريم عمر بن الخطاب الذي تواتر عنه القول : متعتان كانتا على عهد رسول الله (ص) وأنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما : متعة الحج ومتعة النساء ) ، وأدنى تدبر في هذه العبارة نجد أن هذا التحريم إجتهاد من قبل عمر مقابل النصوص القرآنية والنبوية الشريفة ، وهو يضاف لإجتهاداته وإبتداعاته العديدة كـ ( صلاة التراويح ، حذف حيّ على خيرالعمل من الأذان ، إضافة التثويب في أذان الفجر ، ... ).

ويذكرالشيخ محمد الريح بعض المصادر التي تؤكد وجود المتعة في زمن النبي (ص) ومن ثم حرمها عمر بن الخطاب فيما بعد ، مثل : [ تفسير السيوطي: ج3 ص 141. كنز العمال: ج8 ص 292 ، بداية المجتهد: ج1 ص 246 ، زاد المعاد: ج2 ص 205 ، المغني لإبدأمة: ج 7 ص527 ، المحلى لإبن حزم: ج7 ص 107 ، شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد: ج2 ص 167 ، أحكام القرآن: ج1 ص 279 ، تفسيرالنيشابوري: ج5 ص 17 ، تفسير الفخراًلرازي: ج2 ص 200 ، تفسير القرطبي: ج5:ص 120 ، صحيح مسلم: ج5 ص 14] ، وأما شيعة أهل البيت (ع) فيستندون في تحليل زواج المتعة إلى مصادر التشريع - القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة - قال : تعإلى : ( فما إستمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليماًً حكيماًً ) النساء: 24، وهذه الاية صريحة في جواز هذا النكاح ، ولم يثبت نسخ هذه الآية ، لأنه لو كان ثابت لإستدل به عمر ومن نهج نهجه ، ولما إعتمد هو وغيره على القوة والعنف في التحريم!

وكذلك يستند الشيعة إلى السنة النبوية ، يقول عبدالله بن مسعود : ( كنا نغزو مع رسول الله (ص) ليس لنا نساء ، فقلنا : ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك ، ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل ، ثم قرأ عبدالله ( يأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) [صحيح مسلم: كتاب النكاح: ح 1404 ص 1022 بأساليب متعددة ، صحيح البخاري: ج3 ص 85 و 159 ، مسند أحمد بن حنبل: ج1 ص 420 بإختصار ، سنن البيهقي: ج7 ص 200-202 ، تفسير إبن كثير: ج2 ص 87].

الخلاصة : يسجل الشيخ محمد الريح في كتابه خلاصة القول ، بأن حكم المتعة باقٍ وجارٍ وإن الذين يحرمونه ، فهم على غير هدى ، بل يغضون النظر عن كثير من المحظورات تحت ستار المدنية في صور شتى! ، ولذا يجب الأخذ بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه ونبذ ما سواهما ، يقول تعإلى : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فإنتهوا ) ( الحشر : 7 ).


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 06:50 PM   #39
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( الدكتورة / مونتسدات روفيرا )

البطاقة الشخصية
مولدها ونشأتها : ولدت الدكتورة مونتسدات بمدينة " برشلونة " في أسبانيا ، وترعرعت في أحضان عائلة مسيحية ، تشرفت بإعتناق مذهب أهل البيت (ع) خلال عقد الثمانينيات في بلادها ، وتسمت بإسم " زينب " لإعجابها بالسيدة زينب بنت الإمام عليّ (ع).
مرحلة الضياع الفكري والفراغ الديني : تقول الدكتورة مونتسدات : " قبل أن أهتدي للإسلام كنت أشعر دائماًً بأنّ شيئاًًً ما ينقصني ، وكنت أحس بوجود حجب وموانع تمنعني من التقدم والتكامل ، وتعيقني من التقرب إلى الله الذي كنت إعتقد به على ضوء الديانة المسيحية ، وكانت أمنيتي أن أتخلص من هذه الحجب ، لأنّ النظرة المسيحية لله تعالى لم تكن مقنعة بالنسبة لي ، ولم أكن أتقبل مسألة التثليث ، وربوبية عيسى (ع) ! ، فكنت دوماً أعيش في حيرة من أمر معتقداتي وأفكاري ، وكانت هذه الحيرة تحفزني للبحث والتساؤل ".

غموض عقيدة التثليث عند النصارى : في الحقيقة أنّ الباحث يجد أنّ الإضطراب سمة واضحة في تفسير المسيحيين لعقيدتهم في التثليث! ولايخرج المتأمل في أقوالهم بنتيجة تذكر ، وإليك بعض الأمثلة على ذلك :

1 ـ يقول " إكلمينص " مدير مدرسة اللاّهوت بالإسكندرية ـ القرن الثاني الميلادي ـ : " ليس كل أقنوم عين الآخر ، ومع ذلك فإنّ الأقانيم ليسوا ثلاث ذوات ، بل هم ذات واحدة ، لأنّ جوهرهم واحد وهو اللاّهوت ".
2 ـ يقول " آموري بين " ـ القرن الثالث عشر الميلادي ـ : " الأقانيم الثلاثة ليست هي الله ، بل هي كائنات سامية خلقها الله أولاًً ، لتقوم بتنفيذ أغراضه ".
3 ـ يقول " ديونسيوس " بطريرك الإسكندرية ـ القرن الرابع الميلادي ـ : " الأب والإبن والروح القدس هم الله ، لأن الله لاينقسم أو يتجزأ على الإطلاق ... لذلك لاينفصل أقنوم عن الآخر بأيّ حال من الأحوال ".
فهذه آراء وتفاسير بعض أعلام النصارى حول عقيدة التثليث وطبيعة الأقانيم ، وتوجد آراء أخرى لاتتفق معها بحال من الأحوال ، قد خبطوا فيها خبط عشواء ، وتقول الدكتورة مونتسدات : " كانت لي صديقة أسبانية مثقفة وواعية التجأت إليها لحلّ الأسئلة والإستفسارات التي كنت أعاني منها في معرفة معتقداتي ، فكانت تحدثني عن الإسلام والمسلمين ، وتشرح لي عقائدهم ومزاياهم وتسامحهم في التعامل ، لأنها كانت قد أسلمت من قبل ، وهذا ما غيّر الصورة المشوشة التي كانت عالقة في ذهني عن هذا الدين وأتباعه ، لأنّ نشأتي في الأوساط المسيحية لم تمكنني من الإطلاع التام على التاريخ الحافل للمسلمين في هذا البلد ـ أسبانيا ـ ".

آراء بعض النصارى حول تسامح المسلمين : قد شهد عدد من رجالات المسيحيين بسماحة المسلمين وحسن تعاملهم مع غيرهم من أهل الأديان الأخرى ، وكان منهم :

1 ـ " الكونت هنري دي كاسترو " حيث ذكر في كتابه ( الإسلام سوانح وخواطر ) : " لقد درست تاريخ النصارى في بلاد الإسلام ، فخرجت منه بحقيقة مشرقة ، وهي أنّ معاملة المسلمين للنصارى تدلّ على لطف في المعاشرة ، وترفّع عن الغلظة ، وعلى حسن مسايرة ، ورقة ومجاملة ، وهذا إحساس لم يؤثر عند غير المسلمين ، فإنّ الشفقة والحنان كانا يعتبران لدى إلاُّوربيين عنواناً على الضعف ، وهذه ملاحظة لا أرى وجهاً للطعن فيها ".
2 ـ المستشرق " أرنولد " الذي قال : " من الحق أن نقول : إنّ غير المسلمين نعموا في ظل الحكم الإسلامي بدرجة من التسامح لا نجد معادلا لها في أُوربا قبل الأزمنة الحديثة ".
3 ـ وقال : " غوبينو " في كتابه ( أديان آسيا الوسطى وفلسفتها ) : " أقول إلى حدّ الجزم : بأن لادين يضاهي الإسلام في التسامح ".
4 ـ وقال : بطريرك بيت المقدس : " إن المسلمين قوم عادلون ، ونحن لأنلقى منهم أي آذى أو تعنّت ".

تعامل المسيحيين مع المسلمين في القرون الوسطى : إنّ الناظر للتاريخ يجد تعامل بعض المسيحيين مع المسلمين يباين ويخالف تماماًً الروح الإنسانية ، خصوصاًً في المناطق التي خضعت للنفوذ المسيحي في القرون الوسطى ، فقد إرتكب المسيحيون مجازر رهيبة مع المسلمين ، وإستخدموا أساليب وحشية كانت وما تزال وصمة عار وخزي في تاريخ الكنيسة وزعامتها الدينية!.
فقد حفظ التاريخ في سجلاته قصص الموت الرهيب التي يتحاشاها أكثر المؤرخين والباحثين المسيحيين ، ويمرون بها مروراًً عابراً وسريعاً بإعتبارها حقبة سوداء في تاريخهم ، ولكن مع ذلك قد سجّل بعضهم هذه الأحداث الفظيعة التي جرت على المسلمين ، كان منهم :

1 ـ " غوستاف لوبون " ، حيث يقول : " كان بطرس الناسك على رأس أهم العصابات الزاحفة إلى الشرق ، ولكن لم تكد تصل إلى بلغاريا حتى بدأ أفرادها ينهبون القرى ، ويذبحون أهاليها ، ويأتون ما يفوق الوصف من الأعمال الوحشية ، فكإن من أجنّ ضروب الله وإليهم قتل من يلاقونهم من الأطفال المسلمين ، وتقطيعهم إرباً إرباً وشيّهم!! كما روت ( آن كومنين ) إبنة قيصر الروم ".
2 ـ " الراهب روبرت "، حيث يقول : "... أحضر ( يوهيمند ) جميع الذين إعتقلوا في برج القصر ، فأمر بضرب رقاب عجائزهم وشيوخهم وضعافهم ،
وبسوق فتيانهم وكهولهم إلى إنطاكية لكي يباعوا فيها! ".
وأضاف أيضاًًً : " حدث قتل المسلمين في يوم الأحد المصادف 16 ديسمبر ، وإذا لم يكن إنجاز كل شيء في ذلك اليوم ، قتل قومنا ما بقي من أولئك في اليوم التالي! ".

والجدير بالذكر : يقدّر كثير من العلماء عدد المسلمين الذين قتلوا وذبحوا وأحرقوا منذ دخل " فرديناند " غرناطة ، وحتى أجلاءهم الأخير بثلاثة ملايين مسلم ، ولقد شن هؤلاء حرباًً ـ يزعمون أنّها مقدسة ـ باركها ودعمها رجال الكنيسة بشتى الصور! لإستئصال شأفة الإسلام والمسلمين ، ولكنهم فشلوا مع ذلك في تحقيق أغراضهم ، وقد أقر بذلك المبشّر " غاردنر " بقوله : " لقد خاب الصليبيون في إنتزاع القدس من أيدي المسلمين ، ليقيموا دولة مسيحية في قلب العالم الإسلامي ، والحروب الصليبية لم تكن لأنقاذ هذه المدينة ، بقدر ما كانت لتدمير الإسلام ".

التحرر من التيه المظلم : تقول الدكتورة مونتسدات : " لقد كنت إحمل نظرة مشوهة عن المسلمين ، شأني في ذلك شأن بقية الأوربيين بشكل عام! إلاّ أنّ إنكشاف الحقائق وتعرفي علي بعض الوقائع التاريخية من قبل صديقتي ، غيّرا كل ذلك.
وإستمرت اللقاءات بيني وبين صديقتي ، وبمرور الزمان إزدادت معرفتي بالإسلام ، وكانت صديقتي تحمل معها نسخة من القرآن الكريم ، وكانت تستشهد بآياته أثناء الكلام ، وأهدتني مصحفاًً وبعض الكتب الإسلامية ، فبدأت أقارن بين القرآن والإنجيل ، فعرفت خلال ذلك جملة من الأمور ، منها إنسانية عيسى المسيح (ع) وعدم الوهيته! ".

ومن العجب! أن يدّعي النصارى أن النبيّ عيسى (ع) هو الأب ـ الذي هو الخالق عندهم ـ في حين أننا نجد أنّ الإنجيل يقرر حقيقة كونه رجلاًًًً مخلوقاً قد منّ الله عليه بالكرامة ، حيث يؤكد بطرس ذلك بقوله : " يا بني إسرائيل ، أسمعوا هذا الكلام : إنّ يسوع الناصري رجل أيده الله بمعجزات وعجائب أجراها على يده بينكم ، كما تعلمون ".
لكنهم يناقضون أنفسهم بأنفسهم! لأنّ أي شخص ولدته أمه لايمكن أن يكون إلهاً ، وهذا ما يقول به الإنجيل أيضاًًً ، ونبيّ الله عيسى (ع) أمهُ السيدة مريم بنت عمر إن ، فأين إلوهيته من هذا القول؟! ، وتناقضاتهم بوصفهم لعيسى (ع) تارة بـ ( إبن الإنسان )! وأخرى بـ ( إبن الله )! ، حيث جاء وصفه بأنه إبن الإنسان 83 مرة ، وأنّه إبن الله 13 مرة في العهد الجديد!.

وفي الحقيقة أن النبيّ عيسى (ع) مبعوث من قبل الله تعالى ، والإدعاء بأنه ربّ أو شريك له يفنده الواقع ، وقد أبطله عيسى (ع) بنفسه عندما أقر بعدم علمه بيوم القيامة ، حيث جاء في الإنجيل عنه (ع) : " وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ، لا الملائكة الذين في السماء ولا الإبن إلاّّ الأب ".

الكنيسة وطقوسها المبهمة : تقول الدكتورة مونتسدات : " بدأت تتضح لي الحقائق أكثر فأكثر يوماًًً بعد آخر ، وبقدر ماكانت تتسع مطالعاتي ومناقشاتي كنت أصل إلى حلول مقنعة للأسئلة والإستفسارات في خلدي من مسائل وإستفسارات ، كما تبيّن لي أنّ العقيدة الإسلامية عقيدة سهلة سمحاء ، لا يشوبها ذلك التعقيد الذي تلبست به المسيحية " ، وقد أقر بهذا التعقيد المسيحيون أنفسهم!.
إذ يقول " رونالد بنتون " صاحب كتاب ( الكنيسة من النشوء إلى القرن العشرين ) : " وتكاد تكون أكثر الأديان السماوية والوضعية تعقيداًً ، وقد علّمها عيسى (ع) ديناًًً بسيطاً سهلاً ، ولكن التعقيد طرأ عليها بعد ذلك ، حتى أصبح عسيراً جداًً فهم كثير من مبادئها ، وحتى أصبح غموضها طبيعة واضحة فيها.

ويقول أيضاًًً : إنّ المسيحية بدأت بسيطة ولكن الناس عقّدوها بعقائد صعبة عصفت بها ".
ولكثرة تعقيد المسيحية أصبحت لاتوضّح مقصوداً ، فهي عبارات وفقرات إنشائية غامضة لا أكثر! ، وخلاصة القول بخصوص العقيدة المسيحية في التثليث كما يقول القس وهيب عطا الله : " إنّ التجسيد قضية فيها تناقض مع العقل والمنطق والحس والمادة والمصطلحات الفلسفية ، ولكننا نصدّق ونؤمن أنّ هذا ممكن حتى ولو لم يكن معقولاً! ".

إنتشال النفس من الأوهام : ومن هذا المنطلق تقول الدكتورة مونتسدات : " إعتنقت الإسلام ، عن وعي وبصير ، فأحسست بعد ذلك بالراحة النفسية عندما لامست روحي شفافية هذا الدين ، المتجلية في عقيدته السمحاء ، وعبادته التي تنمي الروح الخيرة المحبّة الصادقة في الإنسان ، فتغيرت نظرتي للمجتمع وللكون والحياة تبعاًً لذلك ، وإنّي أحمد الله تعالى إذ هداني للدين الحقّ ، وأنقذني من ظلمات الشرك والظلال ".


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 06:50 PM   #40
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( الدكتور / نور الدين الدغير الهاشمي )

البطاقة الشخصية
مولده ونشاته : ولد عام 1973م في المغرب بمدينة مكناس في أسرة مالكية المذهب ، واصل دراسته الأكاديمية حتى حصل على الإجازة في علوم البيولوجيا ـ تخصص علم النباتات ـ وهو حالياً يحضّر للماجستير ، ترعرع الأخ نور الدين في أجواء تسودها الحرية والإنفتاح ، ونشأ في أجواء تمنح كل شخص حقه الطبيعي في حرية الإطلاع على مختلف المعطيات المعرفية ، فلهذا غداً صاحب عقلية متفتحة لا تقبل أي معتقد عن تقليد أعمى أو إتباع عشوائي ، بل كان دأبه البحث عن العقيدة التي تفرض نفسها بالأدلة والبراهين.

بداية التفاته إلى مذهب التشيّع : يقول الأخ نور الدين حول أول قضية أخذت بيده إليّ عالم التشيع شاهدت ذات يوم عبر إحدى القنوات التلفزيونية الفضائية تشييع جثمان شارك فيه الملايين من الناس ، فلما إستفسرت حول ذلك ، عرفت أنّه تشييع جثمان الإمام الخميني (ر) ، فإستغربت من الموقف ودارت في ذهني تساؤلات كثيرة ، ومن هنا أحسست بدافع وجداني يدفعني للإستطلاع حول المذهب الإسلامي الذي يتبنّاه هؤلاء ، وكنت لا أعرف عن الشيعة الإمامية الإثنى عشرية سوى أنّهم يؤلّهون الإمام علي (ع) وأن لهم قرآناًًً خاصاًً ، وأمور أخرى كنت قد سمعتها ممن حولي ، ولكنني بعد إتخاذي قرار البحث بموضوعية ، رأيت أن جميع معلوماتي حول هذه الطائفة لا تستند على الأدلة العلمية ، ورأيت أن الأمر يتطلّب مني التوجّه إلى البحث الجاد والمبتني على إلاُّسس والمباني العلمية والموضوعية.

منهجه في البحث عن الحقيقة : ومن هنا شرع الأخ نور الدين في البحث حول مذهب أهل البيت (ع) وحاول أن لا يستند إلى قول أو معتقد إلاّّّ بعد الحصول على الحجة والبرهان ، ثم وطّن نفسه لقبول النتائج وإن كانت مخالفة لما هو عليه ، وقرر مع نفسه أن يتبع الموضوعية والإنصاف خلال البحث ، وإستمر الأخ نور الدين على هذا المنوال ، وبدأ بالبحث عن معتقدات ورؤى مذهب أهل البيت (ع) وحاول خلال ذلك أن تكون له مراجعة لأدلة مذهبه المالكي ، لئلا يقع ضحية الرأي الواحد ، وإجتهد أن يتحلّى حين البحث بالرؤية الشمولية ، وأن يوفّر لنفسه الأجواء النقية التي لا تحجب بصيرته عن رؤية الواقع كما هو عليه.

على أعتاب الإستبصار : ولم تمض فترة والأخ نور الدين مشغول بتجميع الأدلة والبراهين التي يعتمد عليها طرفي السني والشيعي إلاّّّ ووجد الأخ نور الدين أنّه على أعتاب تحول مذهبي يأخذ بيده مما كان عليه ويدخله في مذهب أهل البيت (ع) ويصف الأخ نور الدين ما واجهه خلال البحث رويداًًً رويداًًً أخذت تتساقط صروح مدرسة الخلفاء لتحلّ محلها فكرة الإرتباط بآل البيت (ع) وكان محفّزي في ذلك الأدلة الهائلة التي تفاجأت بها وكنت غافلاً عنها فيما سبق.

ويضيف الأخ نور الدين : ومن هنا بدأت إدخل في رحاب مدرسة أهل البيت (ع) خطوة خطوة ، وبالتدريج نتيجة إتجاهي نحو قراءة كتب الشيعة إرتقى مستوى وعيي بأصول ومبادى مذهب التشيع ، وكانت من جملة الكتب التي تأثرت بها وكان لها الدور الكبير في تغيير مرتكزاتي الفكرية هي بعض كتب الدكتور التيجاني السماوي ، وكتب الشيخ محمد جواد مغنية ، وبعض الكتب الحديثية من قبيل الكافي للكليني ، ومن لا يحضره الفقيه لإبن بابويه القمي وغيرها ، حتى ثبت عندي بالقطع أحقية مذهب أهل البيت (ع) فأعلنت بعد ذلك عام 1991م إستبصاري وإعتناقي لمذهب أهل البيت (ع).

مرحلة العمل التوجيهي : تتالت على الأخ نور الدين الإسئلة والإستفسارات من كل حدب وصوب بعد إعلانه التشيع والموالاة لأهل البيت (ع) فدفعه هذا الأمر للدخول في مرحلة التبليغ والدعوة ، ونشر الأدلة التي دفعته إلى تغيير انتمائه المذهبي ، ثم حدث بين الأخ نور الدين ، والأستاذ " إدريس الحسيني " صاحب كتاب " لقد شيعني الحسين " إتصال ، فإستفاد الأخ نور الدين كثيراًًً من معلومات الأستاذ إدريس الحسيني ، وتفتح ذهنه من خلال ذلك على الكثير من الأدلة المثبتة لأحقية مذهب التشيع ، فزاده ذلك رسوخاً وثباتاً على مذهب أهل البيت (ع).

مؤلفاته :
1 - " التاريخ بين الحقيقة والمؤرخ " : مخطوط : سيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين : يقول المؤلف في المقدمة : المباحث المدروجة في الكتاب هي محاولة للثورة على المعتقد القديم والسائد ، وكمحاولة لإخراج دراسة تاريخ الإسلام من الحالة التي وجد عليها إلى حالة أكثر دينامية ، تكشف القناع عن المستور وتفعله كي تهتز الأسس المهترئة والتي وقعت تحت تعسّف التاريخ ، ومطارحة جديدة لفكر ظل طوال التاريخ يمارس حالة المعارضة على كل الأصعدة سواءاً منها السياسية أو الثقافية ، ومحاولة إبراز بعض المعالم المعرفية التي حاول التاريخ الرسمي تهميشها وآخراًجها من دائرة الفكر الإسلامي ، كي نستطيع الوصول إلى تاريخ جماعي تسوده سلطة المعرفة ... ، إن هذه الدراسة حاولت ملامسة بعض الجوانب الغامضة من التاريخ الإسلامي ، من خلال موسوعتين تاريخيتين ، وهما البداية والنهاية ، وموسوعة التاريخ الإسلامي ، وهي ليست كافية بالشكل الذي نجيب فيه عن الثغرات الموجودة ، لكن هي محاولة جادة للخروج من المألوف ، وإحداث نمط خاص وهو الوقوف عند علل هذا الخلل التاريخي ، ويحتوي هذا الكتاب على ستة فصول وهي:
الفصل الأول : الخطاب التاريخي من أين؟.
الفصل الثاني : إبن كثير والتاريخ.
الفصل الثالث : إبن كثير... الوهم والحقيقة.
الفصل الرابع : قراءة نقدية ـ نموذج أحمد شلبي.
الفصل الخامس : التشيع.. تاريخ مذهب.
الفصل السادس : النظام السياسي ـ نظرية الولاية في ألفكر السياسي الإسلامي.

وقفة مع كتابه : " التاريخ بين الحقيقة والمؤرخ " : يتناول الكاتب في كتابه هذا التاريخ كعلم أسسه وقوانينه ومنهجه ، فيبين أهمية التاريخ بالنسبة لحياة الشعوب حيث يقول عن التاريخ بأنه " يعكس تلك الصيرورة البشرية والتطور الناتج عنها ، من ذلك المجتمع البدائي الذي كان الإنسان فيه بالكاد يجد قوت يوم حيث كان يصارع قساوة الطبيعة وظروف الحياة إلى زمان صارت فيه إمكانية الراحة المادية متاحة ، لتظهر لنا بذلك التفوق البشري علي معطيات الطبيعة تحت عامل الحاجة ، والبحث عن إمكانيات أفضل وطريقة عيش أحسن.
ثم يبين العلاقة بين التاريخ والمؤرخ وعلاقتهما بالحقيقة ، فالتاريخ هو ما يكتبه المؤرخ وفق ما يراه ويفهمه من أحداث الواقع لا هو أحداث الواقع بعينها ، يقول الكاتب في هذا المجال : قد يكون هذا منطق المؤرخ ، أي أنه ينسجم وذاته بحيث يعكس واقعه كمؤرخ ناطق بإسم الجهة التي ينتسب إليها سواء كانت سياسية ، وتتمثّل خصوصاًً في النظام الحاكم بحيث صارت أغلب التواريخ السائدة معبرة عن منتجاتها والحامية لها ، أو كتيار فكري يظل المؤرخ في أغلب الأوقات محروم الجماهير وأسير النخبة المتبنية له.

وقد تجلى هذا بوضوح في التاريخ الإسلامي ، حيث لم يلعب المؤرخ دور الباحث عن أحداث التاريخ ، بل حاول إضفاء الشرعية على الواقع الموجود ، وقد ساعد على ذلك عدم التخصص ، بل ممارسة التاريخ بالإضافة إلى الفقه والقضاء كما هو عند الطبري أو إبن كثير مثلاًً ، أضف إلى ذلك التقديس والتقليد الذي أفرزه الواقع الإسلامي ، والذين وقفا حجر عثرة إمام تحرر الفكر والبحث عن الحقيقة ، " إذ تعرض التاريخ الإسلامي لعملية تحوير ، فأُلحق بالمقدس من الدين مقدسات تاريخية لها نفس الأثر الذي لعبته الخرافات التي كانت تحبس الفكر المسيحي ، عن التحرك " ، وللخلاص من الجمود في التاريخ الإسلامي لابد من الفصل بين ما هو مقدس وما هو غير مقدس ، وتحديد المقصود بالمقدس الإسلامي بالضبط دون تداخل في حدوده ، إذ يقول الكاتب " إن هذه النقطة جوهرية ، بحيث أن مجموعة من الأشياء إكتسبت قدسيتها من قوتها كواقع ، سواء كأشخاص ، وهذا ما أظهر لنا مثلاًً عدالة الصحابة رغم أن هذا المبدأ يخالف الطبيعة البشرية " ، ثم يضيف " إن الإشكالية التي يمكن أن نخلص إليها من خلال الإطلاع على المدوّنات التاريخية ، وخصوصاًً منها التي كرست تاريخ الإفراد تتمثّل في تكريس حتمية النص الرسمي وإصباغه بصبغة الإجماع ، كي يتم التوافق على حقيقته وواقعيته ، لذا يبقى المخرج الوحيد لهذه الإشكالية هو رفض هذه الحتمية وإدخال المبحث التاريخي موقع الشك حتى يتسنّى التعامل معه من جميع النواحي.

إبن كثير والتاريخ : تعرض الكاتب إلى كتاب البداية والنهاية لإبن كثير كمثال للموسوعة التاريخية التي تدون التاريخ الإسلامي الرسمي بطريقة تحفظ من خلالها كرامة هذا التاريخ وعزته ، إذ أن إبن كثير الذي يلبس رداء المسلم الذي أشبع بالمؤثرات السلفية يصبغ المرحلة الأولى من التاريخ الإسلامي رجالاتها بقداسة خارقة يتوقف فيها العقل عن ممارسة فعله الحقيقي في البحث والتنقيب.
يرى إبن كثير أن القرن الأول هو خير القرون ورجاله خير الرجال ، لأن الحديث المنسوب للنبي (ص) : يقول : خير القرون قرني هذا ثم الذي يليه ثم الذي يليه ، " ومن هنا ندخل في النقطة الحساسة وهي هذه القداسة المفتعلة التي حاول صبغ التاريخ بها ، حيث لم يكن ذلك المؤرخ الذي يعمل على توثيق الأحداث التاريخية بضرب بعضها ببعض ، بل التعامل مع الحدث التاريخي من خلال وضعيته العلمية والتي يطغى عليها المحدث على المؤرخ ، إذا إهتم في تاريخه بالرواية تماشياً مع صبغته كامام محدّث يكره الإجتهاد وإبدأء الرأي.

ويوضّح الكاتب إسلوب إبن كثير في كتابة التاريخ بالقول : " إن عملية نقد الروايات والأخبار لم تكن واردة في ذهن إبن كثير بقدر ما كان الهم الكبير هو جمع عدد كبير من الروايات والأحداث ومحاولة إخراجها بشكل يساير طابعه الإيديولوجي الطاغي عليه ، حيث أن النظر عنده في الرواية أو الحدث التاريخي لا يخرج عن اطارين هما تمجيد مرحلة الصحابة والتابعين ، والإنتصار لهذا التاريخ الملغوم ، فيقبل كل ما روي حتى ولو عن كذّاب مشهود عليه بالكذب ، كمثال روايات سيف بن عمر التميمي ... وكما إنه يرفض روايات [الوضاعين] التي قد تمس ببعض شخصيات هذا التاريخ ، وقد يكون سبب رفضه الرواية هو التوجه المذهبي للراوي".

ويوضّح الكاتب بعد ذلك إسلوبه الإنتقائي وتجاهله لكثير من أحداث التاريخ كرواية أسامة ، أو تزويرها بالشكل الذي يخدم ما يراه صحيحياً كحادثة رزية الخميس ، ثم يضيف : " أن عملية التاريخ عنده لم تكن إلاّّّ حالة من محاولات الإنتصار المذهبية العقيمة التي لا تفيد العلم في شيء بقدر ما هي محاولات لتكريس التخلف " ، ثم يورد الكاتب أمثلة كثيرة توضّح تناقضات إبن كثير في تاريخه للأحداث المهمة كأحداث السقيفة وتاريخ الخلفاء الأربعة.

موسوعة التاريخ الإسلامي لأحمد شلبي : ثم يتناول الكاتب هذه الموسوعة كمثال لما كتب حديثاًًًًً عن التاريخ الإسلامي ، والذي إدعى كاتبها أن يعيد كتابة التاريخ بطريقة تتجاوز ركام التخلف التاريخي ، ويحاول إستخلاص العبر من التاريخ بحيث تصبح الموضوعية هي المطلب الرئيسي للمؤرخ ، وقد لاحظ الكاتب إنه رغم الدقة العلمية والمنهجية الظاهريتين في كتابته للتاريخ لكنه يتعثر كثيراًًً عندما يصل إلى النقاط الحساسة ، فتضيع الموضوعية والعلمية كما في تناوله لشخصية عبدالله بن سبأ ، أو تجاهله تماماًً لا حداًًث مهمة كحادثة رزية الخميس ، وسرية أسامة وغيرها ، أو تجاهله المتعمد لكل فضيلة للإمام علي (ع) أو أهل بيته الكرام فإنتفت نزاهة هذا المؤرخ وظهرت إنتقائيته ، وتعامله اللاّعلمي مع الحدث التاريخي.

التاريخ أسباب ونتائج : لكي يتوصل الباحث في التاريخ ـ شأنه شأن البحث في أي علم ـ إلى نتائج صحيحة يمكن قبولها والإعتماد عليها لابد أن يتوفر على دراسة موضوعية للأسباب الممهدة لمثل هذه النتائج ، وبدون ذلك لا يمكن الإعتماد والإطمئنان إلى مثل هذه النتائج لأنها لا يمكن أن تصمد إمام البحث العلمي أو الواقع الخارجي ، وهذا الأمر شبه البديهي الذي يورده الكاتب يضيف إليه أنّ : " هذه العملية مهمة في دراسة التاريخ الإسلامي ، لأنني بإستطاعتي أن أعطي حكماًً قيمياً أصلُ من خلاله إلى حكم يخالف الواقع وما جرت به الأحداث ... وهو ما سيترتب عليه التعامل مع باقي الفرق الأخرى بشكل متطرف وإخراجها عن ملة الإسلام.

ويلاحظ الكاتب إن هذا هو ما حدث مع كاتب موسوعة التاريخ الإسلامي ، الدكتور أحمد شلبي في تفسيره للأحداث التاريخية المهمة كخلافة أبي بكر بعد وفاة الرسول (ص) الذي أدعى أنها كانت بالإجماع دون أن يقدم أي مقدمات تؤيد الوصول إليه ، وهو مسألة خلافية مهمة بين المسلمين ، وهكذا كان الأمر مع أحداث أخرى أشار الكاتب إلى بعضها.

القرآن والتاريخ : يشير الكاتب إلى نقطتين مهمتين في هذا المجال ، ويقول : " إن الإعتبار من التاريخ كان جزءاًً مهماً في الطرح القرآني ، بحيث تناول أغلب الموضوعات ، وصدر مفهوماً لتطور الأحداث والتواريخ وسمّاه بالقصص ، حيث قال تعالى : ( نحن نقص عليك أحسن القصص ) ، مما يعطي للحدث التاريخي مفهوماً من خلال معنى القصة التي يتوخى منها العبرة ".
وهذا وقد دعا القرآن إلى الإعتبار صريحاًًً في قوله تعالى : ( قل سيروا فى الأرض ثم إنظروا كيف كان عـقبة المكذبين ) ، مما يعطي القرآن بعداًً تاريخاً في تتبع الوقائع وإعطاء الأسباب وإستخلاص النتائج.

ويضيف الكاتب قائلاً إن هذا : مما يلزمنا بنهج منهج القرآن ، وهو تقفي الآثار ، وطرح التساؤلات والإجابة عن الإشكالات ، كي ترجع للأمة هويتها المفقودة في ظل فكر إسلامي منسجم من أجل البناء المستقبلي لدولة العدل الإلهي و ( أن الأرض يرثها عبادى الصالحون ).


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
( أقوال علماء السنة والجماعة في يزيد ) بشار الربيعي الحوار العقائدي 2 2012/11/29 09:56 PM
ظاهرة تشيع علماء السنة ومثقفيهم . بشار الربيعي الحوار العقائدي 3 2012/11/17 09:30 PM
رئيس علماء السنة في فرنسا يعتنق التشيع بعد زيارته كربلاء المقدسة بشار الربيعي السياسة 1 2012/11/17 06:22 AM
رئيس علماء اهل السنة في فرنسا يعلن تشيعه البيرق الحوار العقائدي 8 2012/08/13 11:46 PM
ناقشة لأحد علماء الشام من أهل السنة - الشيخ حسن الصفار ابوشهد الصوتيات والمرئيات والرواديد 3 2012/07/28 11:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |