Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > شهر رمضان المبارك

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016/06/21, 03:01 PM   #11
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي


إمساك الضيف حبّا لأمر صاحب البيت

قد لا يصدّق أحد وهو أن الله نفسه قد أمر ضيوفه الذين يعيشون بحبّه وقد أتوا هذا المجلس بأمنية وصاله، بتحمّل الجوع والعطش. والجدير بالذكر هو أنه لا اعتراض لأحد بل قد امتثلوا أمر صاحب البيت عن رضا. فكأنهم يريدون أن يساهموا في مباهاة الحبيب، ويكونوا دليلا على أهليته للعبادة. بودّهم أن يكونوا آية لحكومته على العالم، وأن ينهضوا بأمره في هذه الدنيا قبل يوم القيامة.
إن حقيقة الأمر هي أن المهم في هذه المدينة هو علاقة الضيوف مع صاحب البيت. وإنه من الأهمية بمكان بحيث إذا كان الجوع يساعد في تعزيز هذه العلاقة، يخضع له الجميع بكل رحابة صدر.

استعراض ملكية الله في قيامة مبكرة

كأن القيامة قد قامت في هذه المدينة. فمع أن قوله «الْمُلْكُ يوْمَئِذٍ لِلَّه» [الحج/56] هو حول يوم القيامة، غير أنه بإمكانكم أن تشاهدوا مصغّرا من يوم القيامة قبل تحقّقه. إذ أن الملك في هذه المدينة أيضا للّه وبموجب قوله: «لا يتَکَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَ قَالَ صَوَاباً» [النبأ/38] لا ينطق أحد إلا بإذن الله ولا يجري على لسانه غير صواب. ولعلّ صاحب البيت قد سلب رمق الضيوف بالصوم ولم يبق لهم طاقة لفضول الكلام.
إن إيمان أهالي هذه المدينة بيوم القيامة من الشدّة بمكان، بحيث لا يقعدون ساعة ويقضون أيام صيامهم ولياليه قائمين، والحال أنه لا أحد قد فرض عليهم ذلك. كلٌّ يحاسب نفسه ويدين نفسه قبل أن يحاكمه أحد، ويطلب العفو والمغفرة بجانب مشنقته التي تصوّرها بخياله. فكأنهم واقفون في يوم القيامة وقد انتهوا إلى نهاية الطريق. يجهشون بالبكاء وتجري الدموع على وجوههم.
عندما يقفون للصلاة، يناجون ربّهم بأروع مناجاتهم ويبرزون أقصى مشاعرهم بين يدي ربّهم، ثم يودّعون سجادتهم ويناجون اللّه مودّعين. ثم كلّما يوفّقون للمناجاة، كأنهم يقفون بين يدي الله لأوّل مرّة، ولا يستذكرون أنهم قد استغفروا ربّهم مرارا وتكرارا. كلّما تسمع صوت بكائهم، تشعر كأن الله قال لهم: كلا! فلا أغفر لكم بعد. ثم يعلو منهم أنين ونحيب جارح ليجلبوا رضا الله. والحال هو أنك إذا رأيت بتمعّن تجد أن حالاتهم تعبّر عن لحظات تحنّن الله عليهم وضمّهم إلى دفئ قربه ورحمته.
إحدى خصائص مناجاتهم في هذه الضيافة هي أنك لا تستطيع أن تشخّص هل أنهم يناجون الله حبّا له ويبكون شوقا إليه، أم يئنّون ويبكون خوفا وخشية منه. فبالرغم من أنهم يهابونه ولكنّهم لا يفرّون منه. وبالرغم من كونهم سارين نحوه وقد نالوا لقائه، غير أنه لا نهاية لهذا اللقاء ولا يملّ العبد منه.

أوصاف الضيوف

إن رأيت ضيوف هذه المدينة، لا يتكاسلون، فإنهم لم يقوموا بعمل جبّار، بل نشطوا لكونهم مُخِفّين، وإن رأيتهم لا يتوقّفوا عن العمل فلكونهم لا يتعبون أبدا. وإذا رأيتهم دقيقين في أعمالهم فلكونهم غير مشغولين بعمل آخر. وإن كانوا قد رأوا جمال يوم الغد، فلكونهم قد غضّوا أنظارهم عن اليوم.
إنهم إن طاروا وحلّقوا فلأن الأرض لا تسعهم، وإن كانوا بصدد العروج فلأنهم يحبّون الطيران. إن كانوا ترابيّين، فلأن لهم مقاما في الأفلاك فلم يهتمّوا إن جلسوا على التراب أياما قليلة. إن كانت أعينهم تمطر دموعا، فلأن مناخ قلوبهم ربيعي، وقد نشأت السحب من محيط حزنهم الرائع والمتلاطم. فلم ينجزوا بعمل جبّار إن كانوا أخيارا صالحين، ولكنّهم رائعون ويستحقون المدح والثناء.
يطيعون الله ويعبدونه وكأنهم قد ضيّعوا كلّ عمرهم بالبطالة، فعادوا ليتداركوا ما فرّطوا به من قبل. ويخافون من الذنب بشدّة وكأنهم قد سلبوا الفرص كلّها، أي ما إن ارتكبوا ذنبا واحدا، ساءت عاقبتهم وحرموا السعادة. لا يسجّلون في دفتر مذكراتهم إلا ذنوبهم ولا يضيّعون وقتهم في تسجيل حسناتهم وأعمالهم الصالحة.

أهل التشدد مع أنفسهم، والتساهل والرفق مع الآخرين

لقد ملأت أرجاء هذه المدينة شميم الرأفة وعطر الجنّة. فمهما كان ضيوف هذه المدينة متشدّدين مع أنفسهم، كانوا متساهلين ورافقين مع غيرهم. فقد يشعر الإنسان بأنهم قد خلطوا بين أنفسهم والملائكة الموكّلين لخدمتهم. يشعرون بأنهم مدينون للجميع وليس لهم أي طلب من الله. لا تفارق البسمة شفاههم ويتعاملون برأفة ورحمة مع الجميع وبشكل سواء، حتى قد يشعر الإنسان من حميمية معاشرتهم بأنه من أصدقائهم القدامى. فمع أنهم متشدّدون على أنفسهم ولكن يشعر الإنسان بالراحة عندهم.
كلما ازدادوا جوعا، يزدادون اندفاعا لإشباع الآخرين، وإن شبعوا، يؤنّبهم ضميرهم ويعتريهم الخجل. بالرغم من كونهم ضيوفا في هذه المدينة ولكنهم يسعدون بنزول الضيف عندهم، إنهم يتمتّعون بالإطعام أكثر من الطعام.

الحي المركزي في المدينة

أنصحكم أن لا تسافروا إلى هذه المدينة، إذ لو اقتربتم إلى حصن النور الواقع في مركز المدينة، تعمى أعينكم عن مشاهدة الغير، وسوف لا تنظروا إلّا إلى ذاك الحبيب المستور، وسوف يراكم الجميع دوما وأعينكم مغرورقة بالدموع.
إنها المنطقة الشامخة من المدينة. اسم زقاقها الرئيس زقاق بني هاشم. ولابدّ أن قد طرق اسمه أسماعكم. لا تخشوا! فإن في هذه المدينة السماوية لن تعتري هذا الزقاق أيدي الفجرة أبدا. يلوح لك بيت الأحرار من بين النخيل الباسقات، وتفوح منه رائحة يد أمّ حنون تدير الملائكة رحاها لتعينها على الخَبز. إن موطئ أقدام أهل هذا الزقاق موطن تقبيل أولياء الله.
إن كنتم لا تخافون على أرواحكم، فلأزدكم عن هذا البيت المركزي. يلوح بيت أمير المؤمنين(ع) في مركز المدينة وفي تلك المنطقة المشرقة، عن بعد مسافة طويلة. لقد أحاط بيته ببيت رسول الله(ص) وكأنه مدينة في داخل هذه المدينة.
فكلّ من أراد بيت رسول الله(ص)، لابدّ أن يمرّ من بيت أمير المؤمنين(ع)، وكلّ من يطرق باب علي(ع)، عادة ما يسمع صوت فاطمة الزهراء(س) من داخل البيت. إنها تعرف المراجعين جميعا، وتنادي كلّا باسمه بصوتها الحنين. لو خطوت صوب ذاك البيت الرفيع الذي هو مصدر كل اعتبار الأنبياء والأولياء، فيخشى على روحك إن رأت ربّة بيت عليّ(ع) أن يضيق بها بدنك وتفارقك.

إحرام قبل اللقاء، وحلم بعد الفراق

من أجل كلّ الهدايا والعطايا التي حظيت بها في مدينة الله هذه، حريّ بك أن تقبّل وجه هذا الشهر الكريم، وتشمّ زهرة وجوده. لابدّ من إضاءة ليل وجودنا المظلم بنوره، ووجْد طرق السماء عبر نور بدره المشرق. ينبغي أن يدخل الإنسان بطهارة في مدينة الله ويسجد على تربتها بكلّ وجوده. يجب تعظيم مدينة الله كما نعظّم بيته، وأن يحرم الإنسان عند الدخول فيها. إنها لمدينة مترعة بالعطف والحنان وهي مصدر المعرفة ومأوى الأبرار والمقرّبين في العالم.
إن الحضور في مدينة الله لفرصة عظيمة، فإذا نسمت عليك نسمة واحتوتك بين جنبيها، يخيّل إليك أنها لن تنفك عنك بعد، ولكن سرعان ما ترتحل وتعبر وتتركك في حلم جميل، فتذهب مسرعة ولا يبقى منها سوى خيال من بردها ولطافتها ثمّ تضمحلّ في خضمّ رتابة الحياة. إن ليل وصاله قصير ويوم فراقه طويل...


توقيع : السيد مرتضي
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لنذق, الله, بناهيان, حلاوة, ضيافة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سماحة الشيخ بناهيان: الهداية بيد الله السيد مرتضي المواضيع الإسلامية 1 2016/04/10 04:30 PM
سماحة الشيخ بناهيان: المتملقون للكفار من دون مصلحة السيد مرتضي المواضيع الإسلامية 3 2016/02/24 05:45 PM
بقلم سماحة الشيخ بناهيان على أثر استشهاد آية الله النمر السيد مرتضي السياسة 4 2016/01/06 07:10 PM
سماحة الشيخ بناهيان: إن سنحت لكم فرصة الهجرة في سبيل الله فلا تفوّتوها! السيد مرتضي المواضيع الإسلامية 3 2015/12/16 05:17 AM
تحليل سماحة الشيخ بناهيان لحادثة منى السيد مرتضي السياسة 1 2015/09/27 04:03 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |