Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > الحوار العقائدي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012/11/17, 09:59 AM   #1
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
28 أسباب لزوم الفحص عن وجود الله تعالى





بسم الله الرحمن الرحيم
أسباب لزوم الفحص وجود الله

بقلم المرجع الديني السيد كاظم الحائري .
العقل يُلزم كلّ إنسان غير عالم بوجود الله بالفحص عن وجوده تعالى; لأحد أسباب ثلاثة:
الأوّل: دفع الضرر المحتمل، سواء فرض الضرر عبارةً عن العذاب المحتمل، أو فقدان الثواب المحتمل، أو فرض عبارةً عن أمر عرفانيّ هو الحجب عن الله تعالى، أو فقد رضوانه، أو فقد الالتذاذ بالنظر إليه بالمعنى المعقول من النظر إليه، قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}، وقال عزّ وجلّ: {كَلاّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذ لَّمَحْجُوبُونَ}، وقال عزّ من قائل: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَر}، وعن الصادق أنّه قال لابن أبي العوجاء: «إن يكن الأمر كما تقول ـ وليس كما تقول ـ نجونا ونجوت، وإن يكن الأمر كما نقول ـ وهو كما نقول ـ نجونا وهلكت».
الثاني: شكر المنعم; إذ على تقدير وجود المنعم الحقيقي يجب شكره عقلاً، ويتحقق شكره بمعرفته، واحتمال الوجوب العقلي ينجّز الفحص.
وأوّل النعم هو أصل الوجود، وثانيها الفهم والمعرفة، ووسائلهما التي زوّدنا الله بها، ثم باقي النعم التي لا تحصى، وقد ذكّر الله تعالى عباده في محكم كتابه مرّات كثيرة بنعمه، ومنها هذان المقطعان:
1- {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَة فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ * وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفٌْ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَد لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ * هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْم يَتَفَكَّرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الليْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَات لِّقَوْم يَعْقِلُونَ * وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْم يَذَّكَّرُونَ * وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَعَلامَات وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ * أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ * وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
2- {اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ * وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ الليْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}.
ومن الطريف أنّ كلا المقطعين خُتما بقوله تعالى: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} كما أنّ كلا المقطعين مشتملان على مسألة شكر النعمة وكفرانها، فالأوّل بتعبير: {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} والثاني بتعبير: {إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}.
ومن الطريف أيضاً في المقطع القرآنيّ الأوّل أنّه حثّ في ثلاثة مواضع من عدّه نعم الله تعالى على التفكّر تارة وعلى التعقّل اُخرى وعلى التذكّر ثالثة، فقال: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْم يَتَفَكَّرُونَ... إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَات لِّقَوْم يَعْقِلُونَ... إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْم يَذَّكَّرُونَ﴾.
وعلى أيّة حال فالآيات التي تذكّر الناس بنعم الله تعالى كثيرة، نختم الحديث عنها هنا بقوله سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الارْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْم وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَاب مُّنِير﴾.
وأمّا الروايات فأقتصر منها هنا على ذكر رواية واحدة تربط بين جسيم النعمة وبين الهداية، وهي المرويّة عن عليّ : «ولو فكّروا في عظيم القدرة وجسيم النعمة لرجعوا إلى الطريق وخافوا عذاب الحريق ولكنّ القلوب عليلة والبصائر مدخولة»
الثالث: مسألة المالكية والمملوكية، فإنّ جميع الملكيات العرفية والعقلائية والشرعية الإلهية والشرعيات الوضعية ليست عدا اعتبارات جعلية، والملكية الوحيدة التي هي بمعنى الجدة الحقيقية إنّما هي ملكية الخالق لمخلوقه إن كان هناك في الواقع خالق للعالم بما فيه من الموجودات، فعلى تقدير وجوده في واقع الأمر تجب معرفته وطاعته واتباعه اتباعَ المملوك لمالكه الحقيقي واحتمال ذلك يكون منجّزاً عقلاً.
والوجهان الأخيران يؤثّران في النفوس الشفّافة والقلوب الصافية، والأخير أرقّ من الثاني ويكون تأثيره بحاجة إلى صفاء أكثر، أمّا الأوّل وهو دفع الضرر المحتمل فهو الأمر العامّ المؤثّر في نفوس العقلاء الاعتياديين.
فطرية الإيمان بالله تعالى
يدلّ القرآن الكريم على أنّ الإيمان بالله أمر فطري للبشر، إمّا وحده وإمّا ضمن فطرية الدين، قال الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}، وقال عزّ من قائل: {صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ} فهاتان الآيتان المباركتان صريحتان في فطرية الدين أو الإيمان بالله عزّ وجلّ.
إلاّ أنّ هذه الفطرية يمكن تفسيرها بأحد تفسيرين:
الأوّل: الفطرية بمعنى البداهة، وهذا لا ينافي استبطانه للبرهان; فقد يحتاج حكم معيّن إلى البرهان إلاّ أنّ برهانه حاضر لدى فطرة العموم لا يغيب عن الذهن لدى تصور القضية، وعلى هذا الأساس سمّى أصحاب المنطق الصوري قسماً من البديهيات بـ «الفطريات» وهي التي قياساتها معها، بمعنى أنّ الحد الأوسط لا يغيب عن الذهن لدى تصور الأصغر والأكبر فتعتبر النتيجة بديهيّة.
الثاني: الفطرية بمعنى كون الإيمان بالله عن علم حضوري وعن إحساس باطنيّ فطريّ مباشر به سبحانه وتعالى بالرغم من أنّه قد يغيب عن الذهن بسبب تراكم العلائق المادّيّة.
وأيّ التفسيرين هو الصحيح؟
لا شكّ في صحة الفطرية بالمعنى الأوّل; لفطرية بعض براهين وجود الله سبحانه للكلّ، كبرهان النظم أو حساب الاحتمالات الذي سوف يأتي شرحه، وكبرهان الصديقين لدى بعض النفوس الذكيّة الوقّادة وسوف يأتي أيضاً بيانه إن شاء الله.
وأمّا الفطرية بمعنى الإحساس الحضوري فلا إشكال في أنّه لا يوجد الإحساس بها في الحالات الاعتيادية لدى الناس الاعتياديّين، وتفسير الآيات بها غير واضح بعد صدق الفطرية على البداهة أيضاً، وفي الفلسفة أيضاً لا نجد شاهداً على فطرية الإيمان بالله بمعنى الشهود والإحساس الحضوريين; لأنّ الفلسفة تقول: إنّ وجود الخالق هو الوجود المستقل، ووجود المخلوق هو عين الربط والتعلق، ولعله يأتي في المستقبل بيان ذلك إن نعم يبدو من القرآن حصول الشهود بعين القلب والإحساس الحضوري مرّتين لرسول الله على أحد التفسيرين لآيات سورة النجم، وكذلك يبدو منه ذلك للمؤمنين أو لبعضهم في يوم القيامة في قوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}.
وأمّا ثبوت ذلك ولو بمرتبة دنيا لعامّة الناس في هذا العالم فهذا ما لا يستفاد من آيات الفطرة، فمن أحسّ بحالة الشهود والعلم الحضوري بالله سبحانه وتعالى فهنيئاً له، سواء أكان هذا الإحساس بسبب شفّافية خاصّة لوجدانه وفطرته، أو بسبب ترويض النفس وتهذيبها وانقطاعها التربوي عن المادّيات، أو بسبب انقطاع علائقه بالمادّيات صدفة في حالة غرق مثلاً أو نحو ذلك.
أمّا من لم يحصل له شهود بسبب من الأسباب فمجرد آيات الفطرة لا تبرهن له على هذا الشهود; لإمكان حملها على البداهة.
وقد تلحق بآيات الفطرة آيات الالتجاء إلى الله لدى اليأس من الأسباب المادّية، ولعل أبرزها ثلاث مقاطع من القرآن الكريم:
1- {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَات لِّكُلِّ صَبَّار شَكُور * وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ كُلُّ خَتَّار كَفُور}.
2- {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيح طَيِّبَة وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَان وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}.
3- {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}.
وحاصل الفكرة التي يفترض إشارة هذه الآيات إليها هو أنّ الإنسان قد يبتعد عن الفطرة فيغطّي عينَ قلبه غشاءُ المادّيّات فيغفل عن الله تعالى، ولكن تنجلي فطرته لدى زوال هذا الغشاء بسبب انقطاعه عن المادّيّات بمثل عروض حالة الغرق على سفينة في البحر إذ لا منجي إلاّ الله تعالى، فتتيقّظ فطرته وتنفتح بصيرته ولا يرى إلاّ الله سبحانه وتعالى.
بل تلحق بهذه الآيات مطلق آيات الالتجاء إلى الله لدى الضرّ من قبيل:
1- {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ}.
2- {فَإِذَا مَسَّ الاِْنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْم}.
3- {وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.
ومن طرائف الروايات الدالة على فطرية وجود الله سبحانه وتعالى عن طريق بروز آياته كلام الإمام الصادق مع ابن أبي العوجاء المرويّ عن أبي منصور المتطبّب قال: «أخبرني رجل من أصحابي قال: كنت أنا وابن أبي العوجاء وعبدالله بن المقفّع في المسجد الحرام، فقال ابن المقفّع: ترون هذا الخلق؟ ـ وأومى بيده إلى موضع الطواف ـ ما منهم أحد اُوجب له اسم الإنسانية إلاّ ذلك الشيخ الجالس ـ يعني جعفر بن محمّد ـ فأمّا الباقون فرعاع وبهائم، فقال له ابن أبي العوجاء وكيف أوجبت هذا الاسم لهذا الشيخ دون هؤلاء؟ قال: لأنّي رأيت عنده ما لم أر عندهم، فقال ابن أبي العوجاء: مابدّ من اختبار ماقلت فيه منه، فقال له ابن المقفّع: لا تفعل فإنّي أخاف أن يفسد عليك ما في يدك، فقال: ليس ذا رأيك، ولكنك تخاف أن يضعف رأيك عندي في إحلالك إيّاه المحلّ الذي وصفت، فقال ابن المقفّع: أمّا إذا توهّمت عليّ هذا فقم إليه وتحفّظ ما استطعت من الزلل، ولا تثن عنانك إلى استرسال يسلمك إلى عقال، وسمه ما لك أو عليك، قال: فقام ابن أبي العوجاء وبقيت وابن المقفّع فرجع إلينا وقال: يابن المقفّع، ما هذا ببشر! وإن كان في الدنيا روحانيّ يتجسّد إذا شاء ظاهراً ويتروّح إذا شاء باطناً فهو هذا، فقال له: وكيف ذاك؟ قال: جلست إليه فلمّا لم يبق عنده غيري ابتدأني فقال: إن يكن الأمر على ما يقول هؤلاء وهو على ما يقولون ـ يعني أهل الطواف ـ فقد سلموا وعطبتم، وإن يكن الأمر كما تقولون ـ وليس كما تقولون ـ فقد استويتم وهم، فقلت له: يرحمك الله وأيّ شيء نقول؟ وأيّ شيء يقولون؟ ما قولي وقولهم إلاّ واحداً، فقال: كيف يكون قولك وقولهم واحداً وهم يقولون: إنّ لهم معاداً وثواباً وعقاباً، ويدينون بأنّ للسماء إلهاً، وأنّها عمران، وأنتم تزعمون أنّ السماء خراب ليس فيها أحد؟ قال: فاغتنمتها منه فقلت له: ما منعه إن كان الأمر كما تقول أن يظهر لخلقه ويدعوهم إلى عبادته حتى لا يختلف منهم اثنان، ولمَ احتجب عنهم وأرسل إليهم الرسل؟ ولو باشرهم بنفسه كان أقرب إلى الإيمان به. فقال لي: ويلك! وكيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك؟ نشوؤك ولم تكن، وكبرك بعد صغرك، وقوّتك بعد ضعفك وضعفك بعد قوّتك، وسقمك بعد صحّتك وصحّتك بعد سقمك، ورضاك بعد غضبك وغضبك بعد رضاك، وحزنك بعد فرحك وفرحك بعد حزنك، وحبّك بعد بغضك وبغضك بعد حبّك، وعزمك بعد إبائك وإباؤك بعد عزمك، وشهوتك بعد كراهتك وكراهتك بعد شهوتك، ورغبتك بعد رهبتك ورهبتك بعد رغبتك، ورجاؤك بعد يأسك ويأسك بعد رجائك، وخاطرك بما لم يكن في وهمك، وعزوب ما أنت معتقده من ذهنك. ومازال يعدّ عليّ قدرته التي في نفسي التي لا أدفعها حتّى ظننت أنّه سيظهر فيما بيني وبينه»
وختم الكلام: أنّه لا شك كتاباً وسنّة وعقلاً في فطرية وجود الله تعالى على مستوى فطرة العقل والقضايا التي تكون قياساتها معها، ولا أظنّ أنّه يختلف في ذلك اثنان من الموحّدين، وتبدو من بعض الآيات والروايات فطريته على مستوى فطرة القلب والإحساس والشهود، وسلام الله على الإمام المعصوم الحسين الشهيد الذي قال حسب ما ورد عنه في دعاء يوم عرفة: (كيف يستدلّ عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدلّ عليك، ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك، عميت عين لا تراك عليها رقيباً، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبّك نصيبا).
أسئلة الدرس الأول
س1: ما هي الاسباب الضرورية للبحث عن وجود الله تعالى؟
س2: إذا لم اكن أعلم بوجود الخالق، هل أستطيع دفع الضرر عن نفسي؟
س3: هل العقل يلزم الانسان البحث عن وجود الله أم المنافع المحتملة؟
س4: لماذا يذكرنا الله تعالى في القرآن الكريم بنعمه التي انعمها علينا؟
س5: إذكر بعض الآيات القرآنية التي تؤكد على فطرية الايمان بالله؟
س6: ما معنى فطرية الايمان بالله سبحانه تعالى؟
س7: ذكر القرآن الكريم أنه في حال إشراف الانسان العاصي على الهلاك بغرق او شيء آخر، يلتجئ مباشرة الى الله عند اليأس، هل هذا الالتجاء داخل في نطاق الفطرة؟
س8: إذكر رواية عن أهل البيت عليهم السلام تؤكد على فطرية الأيمان بالله سبحانه تعالى؟



Hsfhf g.,l hgtpw uk ,[,] hggi juhgn



توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/18, 07:58 PM   #2
ابراهيم العبيدي

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 456
تاريخ التسجيل: 2012/09/17
المشاركات: 2,551
ابراهيم العبيدي غير متواجد حالياً
المستوى : ابراهيم العبيدي is on a distinguished road




عرض البوم صور ابراهيم العبيدي
افتراضي

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه


توقيع : ابراهيم العبيدي
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

[hr]#ff0000[/hr]
[marq="3;right;3;scroll"]اضغط هنا صفحتي الشخصية[/marq]
https://www.facebook.com/sheaealkalus.ibrahem
رد مع اقتباس
قديم 2012/11/18, 08:08 PM   #3
ادركنايامهدي

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 379
تاريخ التسجيل: 2012/08/13
المشاركات: 2,357
ادركنايامهدي غير متواجد حالياً
المستوى : ادركنايامهدي is on a distinguished road




عرض البوم صور ادركنايامهدي
افتراضي

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه


توقيع : ادركنايامهدي


اشكر الاخ الياس الموالي على التوقيع الجميلض16ض16

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل نحن من أنصار الحجة عجل الله تعالى فرجه؟ فدك الزهراء الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) 5 2015/10/16 04:54 PM
الدعاء لغير الله تعالى احمد الكعبي المواضيع الإسلامية 3 2015/09/18 10:11 PM
وجود الله kh93lil القصة القصيرة 9 2012/10/22 05:49 PM
قال الله تبارك و تعالى البيرق المواضيع الإسلامية 9 2012/08/26 03:15 PM
دعوة لكل مؤمن .. تفكر في نعم الله تعالى عليك ... محمد التميمي المواضيع العامة 11 2012/07/26 10:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |