![]() |
#1 |
معلومات إضافية
![]() |
![]() ![]() ![]() الدعوة إلى المناظرة قال الحسن بن محمد النوفلي: لما قدم الإمام الرضا على المأمون أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق ورأس الجالوت ورؤساء الصابئين والهربذ الأكبر وأصحاب زرادشت ونسطاس الرومي والمتكلمين ليسمع كلامه وكلامهم فجمعهم الفضل بن سهل، ثم أعلم المأمون باجتماعهم فقال: أدخلهم عليّ ففعل فرحّب بهم المأمون، ثم قال لهم: إنّي إنّما جمعتكم لخير وأحببت أن تناظروا ابن عمّي المدني القادم عليّ فإذا كان بكرة فاغدوا علي ولا يتخلّف منكم أحد فقالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين، نحن مبكرون إنّ شاء الله قال، الحسن بن محمد النوفلي: بينما نحن في حديث لنا عند أبي الحسن إذ دخل علينا ياسر الخادم، وكان يتولّى أمر أبي الحسن ( ![]() فقال أبو الحسن أبلغه السلام وقل له: قد علمت ما أردت وإنّي صائر إليك بكرة إن شاء الله، فقال الحسن بن محمد النوفلي: فلما مضى ياسر التفت إلينا ثم قال: يا نوفلي أنت عراقي ورقّة العراقي غير غليظة فما عندك في جمع ابن عمّي علينا أهل الشرك وأصحاب المقالات فقلت: جعلت فداك، يريد الامتحان ويجب أن يعرف ما عندك؟ ولقد بنى على أساس غير وثيق وبئس والله ما بنى، فقال لي: وما بناؤه في هذا الباب؟ قلت: إنّ أصحاب الكلام والبدعة خلاف العلماء ذلك أن العالم لا ينكر غير المنكر وأصحاب المقالات والمتكلمون وأهل الشرك أصحاب إنكار ومباهتة، إن احتججت عليهم بأنّ الله واحد قالوا صحّح وحدانيته، وإن قلت: إنّ محمداً رسول الله ( ![]() قال: فتبسّم، ثم قال لي: يا نوفلي أفتخاف أن يقطعوا عليّ حجتي؟ فقلت: لا والله ما خفت عليك قط وإنّي لأرجو أن يظفرك الله بهم إن شاء الله. فقال: يا نوفلي أتحب أن تعلم متى يندم المأمون. قلت نعم. قال: إذا سمع احتجاجي على أهل التوراة بتوراتهم وأهل الإنجيل بإنجيلهم وعلى أهل الزبور بزبورهم وعلى الصابئين بعبرانيتهم وعلى أهل الهرابذة بفارسيتهم وعلى أهل الروم بروميتهم وعلى أصحاب المقالات بلغاتهم. فإذا قطعت كل صنف ودحضت حجته وترك مقالته ورجع إلى قولي علم المأمون الموضع الذي هو بسبيله ليس بمستحق له، فعند ذلك يكون الندامة ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم. فلما أصبحنا وأتانا الفضل بن سهل فقال له: جعلت فداك إن ابن عمّك ينتظرك وقد اجتمع القوم فما رأيك؟ في إتيانه؟ فقال له الرضا تقدمني فإنّي صائر إلى ناحيتكم إن شاء الله. ثم توضأ للصلاة وشرب شربة سويق وسقانا منه ثم خرج وخرجنا معه حتى دخلنا على المأمون وإذا المجلس غاصّ بأهله ومحمد بن جعفر وجماعة من الطالبيين والهاشميين والقوّاد حضور، فلما دخل الرضا ( ![]() ![]() قال الجاثليق: وهل أقدر على دفع ما نطق به الإنجيل. نعم والله أقرّ به رغم أنفي! فقال الرضا: سلّ عمّا بدا لك واسمع الجواب. فقال الجاثليق: ما تقول في نبوّة عيسى وكتابه هل تنكر منهما شيئاً؟ قال الرضا: أنا مقرّ بنبوّة عيسى وكتابه وما بشرّ به أمّته وأقرّ به الحواريون، وكافر بنبوّة كل عيسى لم يقرّ بنبوّة محمد ( ![]() قال الجاثليق: أليس إنّما نقطع الأحكام بشاهدي عدل. قال بلى. قال: فأقم شاهدين من غير أهل ملتك على نبوّة محمد ( ![]() قال الرضا ( ![]() قال الجاثليق: ومن هذا العدل؟ سمّه لي. قال: فأقسمت عليك هل نطق الإنجيل أن يوحنا قال: إنّما المسيح أخبرني بدين محمد العربي وبشّرني به أنّه يكون من بعده فبشّرت به الحواريون فآمنوا به. قال الجاثليق: قد ذكر ذلك يوحنا عن المسيح وبشّر بنبوّة رجل وبأهل بيته وأمّته أتؤمن به؟ قال سديد: قال الرضا لنسطاس الرومي: كيف حفظك للسفر الثالث. قال: ما أحفظني له، ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال: ألست تقرأ الإنجيل؟ قال: بلى لعمري. قال: فخذ علي السفر فإن كان فيه ذكر محمد وأهل بيته وأمّته فاشهدوا لي وإن لم يكن فيه ذكر فلا تشهدوا لي ثم قرأ ( ![]() ![]() قال: نعم، ثم تلا علينا ذكر محمد وأهل بيته وأمّته. ثم قال: ما تقول يا نصراني هذا قول عيسى ابن مريم ( ![]() ![]() قال الجاثليق: لا أنكر ما قد بان لي في الإنجيل وإنّي لمقرّ به. قال الرضا ( ![]() قال الجاثليق: أخبرني عن حواري عيسى ابن مريم ( ![]() قال الرضا ( ![]() ![]() ثم قال له: يا نصراني والله إنّا لنؤمن بعيسى الذي آمن بمحمد (صلى الله عليه وآله) وما ننقم على عيساكم شيئاً إلاّ ضعفه وقلّة صيامه وصلاته. قال الجاثليق: أفسدت والله علمك وضعفت أمرك وما كنت ظننت إلاّ أنّك أعلم أهل الإسلام. قال الرضا ( ![]() قال الجاثليق: من قولك: إنّ عيسى كان ضعيفاً قليل الصيام قليل الصلاة، وما أفطر عيسى يوماً قط ولا نام بليل قط ومازال صائم الدهر وقائم الليل. قال الرضا ( ![]() ![]() ![]() قال الجاثليق: أنكرت ذلك من أجل أنّ من أحيى الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص، فلم تتخذه أمّته ربّاً ولم يعبده أحد من دون الله عزّ وجل، ولقد صنع حزقيل، النبي ( ![]() يا رأس الجالوت أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في التوراة اختارهم بخت نصر من سبي بني إسرائيل حين غزا إليهم فأحياهم، هذا في التوراة لا يدافعه إلاّ كافر منكم. قال رأس الجالوت: قد سمعنا به وعرفناه قال: صدقت. ثم قال: يا يهودي خذ هذا السفر من التوراة فتلا ( ![]() يا نصراني، أفهؤلاء كانوا قبل عيسى أم عيسى كان قبلهم؟ قال: بل كانوا قبله، فقال الرضا ( ![]() فسألوه: أن يحيي لهم موتاهم فوّجه معهم علي بن أبي طالب ( ![]() ![]() ثم أخبروهم أن محمداً قد بعث نبيّاً فقالوا: وددنا أنّا أدركناه فنؤمن به. ولم نتخذه ربّاً من دون الله عزّ وجل ولم ننكر لأحد من هؤلاء فضلهم، فمتى اتخذتم عيسى ربّاً، جاز لكم أن تتخذوا اليسع وحزقيل ربّاً لأنّهما قد صنعا مثل ما صنع عيسى ابن مريم (عليه السلام) من إحياء الموتى وغيره. وإنّ قوماً من بني إسرائيل خرجوا من بلادهم من الطاعون ولم ألوف حذر الموت فأماتهم الله في ساعة واحدة، فعمد أهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة، فلم يزالوا فيها حتى نخرت عظامهم وصاروا رميماً فمرّ بهم نبياً من أنبياء بني إسرائيل فتعجب منهم ومن كثرة العظام البالية فأوحى الله عزّ وجل إليه: أتحب أن أحييهم لك، فتُنذرهم قال: نعم يا ربّ، فأوحى الله عزّ وجل إليه: أن نادهم. فناداهم فقال: أيتها العظام الباليةّ قومي بإذن الله عز وجل، فقاموا أحياء أجمعون، ينفضون التراب عن رؤوسهم. ثم إبراهيم خليل الرحمن ( ![]() فقال: يا ربّ اخترت سبعين رجلاً من بني إسرائيل فجئت بهم وأرجع وحدي فكيف يصدقني قومي بما أخبرهم به، فلو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منّا؟ فأحياهم الله عزّ وجل من بعد موتهم. وكل شيء ذكرته لك من هذا لا تقدر على دفعه لأنّ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان قد نطقت به.. فإن كان كل من أحيا الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص والمجانين يتّخذ ربّاً من دون الله، فاتخذ هؤلاء كلهم أرباباً. ما تقول يا يهودى؟ فقال الجاثليق: القول قولك ولا إله إلاّ الله. ثم التفت إلى رأس الجالوت، فقال: يا يهودي أقبل عليّ أسألك بالعشر الآيات التي أنزلت على موسى بن عمران ( ![]() ![]() قال رأس الجالوت: نعم إنّا لنجده كذلك. ثم قال للجاثليق: كيف علمك بكتاب شعيا قال: أعرفه حرفاً حرفاً. قال لهما: أتعرفان هذا من كلامه يا قوم: أنّي رأيت صورة راكب الحمار لابساً جلابيب النور ورأيت راكب البعير مثل ضوء القمر. فقالا: قد قال ذلك شعيا ( ![]() ![]() ![]() فقال الجاثليق: ما ذكرت شيئاً بالإنجيل إلاّ ونحن مقرّون به فقال: أتجد هذا ثابتاً في الأناجيل يا جاثليق: قال: نعم. قال الرضا ( ![]() ![]() فإن كان هذا كما تزعم فلم اختلفتم في الإنجيل، وإنما وقع الاختلاف في هذا الإنجيل الذي في أياديكم اليوم فلو كان على العهد الأول لم تختلفوا فيه ولكني مفيدك علم ذلك. اعلم أنّه لما افتقد الإنجيل اجتمعت النصارى إلى علمائهم فقالوا لهم: قتل عيسى ابن مريم ( ![]() وإنّما كان هؤلاء الأربعة تلاميذ، تلاميذ الأولين أعلمت ذلك؟ فقال الجاثليق: أمّا هذا فلم أعلمه، وقد علمته الآن، وقد كان لي من فضل علمك بالإنجيل وسمعت أشياء ممّا علمته، شهد قلبي أنّها حق فاستزدت كثيراً من الفهم. فقال له الرضا ( ![]() قال الرضا ( ![]() ثم قال ( ![]() ![]() ثم إنّك تقول من شهادة عيسى على نفسه حقّاً: أقول لكم يا معشر الحواريين إنّه لا يصعد إلى السماء إلاّ من نزل منها، إلاّ راكب البعير خاتم الأنبياء، فإنّه يصعد إلى السماء وينزل فما تقول في هذا القول؟ قال الجاثليق: هذا قول عيسى لا ننكره. فقال الرضا ( ![]() قال الجاثليق: كذبوا على عيسى، فقال الرضا ( ![]() فقال الجاثليق: يا عالم المسلمين أحب أن تعفيني من أمر هؤلاء، قال الرضا ( ![]() قال الجاثليق: ليسألك غيري فلا وحق المسيح ما ظننت أنّ في علماء المسلمين مثلك. ثم تنحى الجاثليق وبدأ الإمام جولة جديدة من المناظرة مع بقية العلماء فأفحمهم جميعاً حتى اندهش المأمون من معلومات الإمام وسعة أفقه وبيان حديثه وعظيم حجته. وبهذه المناظرة ذاع صيت الإمام أكثر فأكثر بأنّه هو العالم الروحاني الذي يجب أن يحل محلّ رسول الله ( ![]() ![]() لقد كان ظنّ المأمون أن يحطّ من قدره ولكن الله رفع قدر الإمام بهذه المناظرة وأمثالها. هذا قسم من هذه المناظرة الكبيرة ومن أراد التفاصيل فعليه بمراجعة البحار أو عيون أخبار الرضا فإنّه يجدها كاملة وقد اختصرت هذا القسم منها رحمة بالقارئ الذي لا يملك وقتاً طويلاً hg]u,m Ygn hglkh/vm ![]() |
![]() |
![]() |
#2 |
معلومات إضافية
|
![]()
يسلموووووو على الموضوع المبارك
|
![]() |
![]() |
#3 |
معلومات إضافية
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكراً لابداع الاكثر من رائع أنت راقِ في اختيار مواضيعك دائماً ومميز في كل ماتأتي به شكراً لك اخي العزيز تحياتي لك |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
| |