Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > الحوار العقائدي > منتدى المستبصرون

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015/06/01, 01:24 AM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي الكذب على الشيعة هو الذي شيّعني

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


الكذب على الشيعة هو الذي شيّعني

أمّا محمد فقد قال : كنت إمرئاً متمنطقاً ومتعقلاً ، لا أُثبّتُ شيئاً ولا أنفيه إلّا بالدليل الحقيقي والحجّة التي تدحض الشكّ ، وتحوله إلى يقين ، ذلك لم أكن أعتبر نفسي منذ أن دخلت سنّ التكليف أنّني مالكيّ المذهب ، بل على العكس ، كنت أرى ذلك ترجيحاً بلا مرجح ، لأنّ الانتماء إلى فكرة تحتاج إلى إثباتها علميّاً وعمليّاً ، وهو أمر غير متوفّر في أغلب المتدينين بالوراثة ، وأنا أرفض هذا المنحى وأستهجنه ، فكان انتمائي إلى الإسلام بمفهومه العام ، وليس إلى مذهب معين من المذاهب المتداولة بين المسلمين.

وفوق ذلك ألزمت نفسي بأنْ أدرس التاريخ الإسلامي ، من أيّ مصدر إسلامي ، لعلّني أجد بين طيّاتها ما يرشدني إلى إتّباع الحقّ ، وكان تاريخ الأمم والملوك للطبري وتاريخ ابن الأثير ( الكامل ) وكتابه النهاية أيضاً ، ومروج الذّهب للمسعودي ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي ، باعتبارها أقدم الكتب التي اعتمد رواياتها القدامى والمتأخرون فقررت تتبع وقراءة تلك الكتب لعليّ أحصلُ على مبتغاي.

كان اهتمامي منحصراً في أحداث القرن الأول من الهجرة المباركة من بعثة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلى نهاية القرن الأول ، وكانت مسألة الحكومة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالنسبة لي محسومة بمبدأ الشورى ، فقد كنت أراها تتماشى وعقلية العصر في التنفر من كلّ ما يرمز من قريب أو بعيد لمبدأ الوراثة والملك ، ولأنّني لم أكن مطّلعاً على النصوص التي وردت في ديننا الإسلامي ، والتي كانت تخصّ الوصيّة والتعيين ، وكلّ ما استقرّ في ذهني منها مُأوّل تأويلاً خاطئاً من طرف علماء خطّ الشورى والخلافة ، كحديث منزلة علي عليه‌السلام من النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والتي حصروها في الخلافة في الأهل فقط.

استمررت في الدراسة والبحث إلى أن عثرتُ على ضالتي ، وحيث وجدتُ وثيقة هامة ، احتوت في مضمونها على الدليل الذي كشف التزييف والكذب في دين الله تعالى ، تقول الوثيقة :


« كتب معاوية بن أبي سفيان إلى عمّاله بعد عام الجماعة ( سُمّي ذلك العام بعام الجماعة لاستتباب الأمر إلى بني أمية بعد مقتل الإمام علي عليه‌السلام ، وخذلان الناس لابنه الحسن عليه‌السلام إلى درجة أجبرته على الصلح ) : أنْ برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته ، فقامت الخطباء في كلّ كورة وعلى كل منبر يلعنون عليّاً ، ويبرأون منه ، ويقعون فيه وفي أهل بيته ... وكتب معاوية إلى عمّاله في جميع الآفاق : ألا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة كتب إليهم : أنْ انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه ، فأدنوا مجالسهم وقرّبوهم وأكرموهم. ففعلوا ذلك حتّى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه ، لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات.. ثم كتب إلى عمّاله : إنّ الحديث في عثمان قد كثُر وفشا في كل مصر وفي كلّ وجه وناحيّة ، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين ، ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلّا وتأتوني بمناقض له في الصحابة ، فإنّ هذا أحبُّ إليّ وأقرُّ ليني ، وأدحض لحجّة أبي تراب وشيعته ، وأشدّ عليهم من مناقب عثمان وفضله ، فقرئت كتبه على الناس ، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها ، وجدّ الناس في رواية ما يجري هذا المجرى ، حتّى أشادوا بذكر ذلك على المنابر ، وأُلقي إلى معلمي

الكتاتيب ، فعلّموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع حتّى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن ، وحتّى علّموه بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم ، فلبثوا بذلك ما شاء الله » (١).

الكذب كما نعرف جميعا ، أسلوب بذيء قذر وخسيس ، حذّر منه النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله وشدّد على خطورته ، معتبراً أنّ المؤمن لا يكذب أبداً ، وإنّما هي ظاهرة كامنة في فئة المنافقين ، الذين ليس لهم همّ يحملونه غير قلب الحقائق ، وباعتبار أنّ المؤمن لا يكذب كما صرّح بذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد حكم الكاذب على نفسه بنفسه ، ونقلها من حالة الإيمان المرجو ، إلى مرض النفاق الذي لا دواء منه.

هالني الأمر ، وصدمت منه صدمةً شديدةً ، ليس ممّا اقترفه معاوية وحزبه من طلقاء بني أميّة ، فأولئك لا يجهل حالهم إلّا من كان مثلهم ، ولكن صدمتي جاءت من الأمّة ، التي انساقت وراء باطل صنعه أعداءها ، ومضت على السكوت عليه وقبوله ، وشخصُ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ما زال عالقاً في أذهان من بقي من الصحابة في ذلك العصر ، وصوته المبارك ما زال يتردّد صداه في آذانهم وحوافظهم. فأين هؤلاء في تلك الفترة ؟ ولماذا لم يفعلوا مثل ما فعل عمّار بن ياسر ، عندما قاتل معاوية وهو ابن تسعين سنة ، إلى أن استشهد ؟ أين أبناءهم الذين يفترض أنّهم تربّوا على أيد لامست براهين الوحي ، وعانقت قيم الدين الحنيف بدون واسطة ؟ أين التابعون لهم الذين عايشوا الظلم والظالمين ، وركُن من ركُن منهم إليه ، وسكت من سكت عنه ؟ لماذا ركنوا إلى زيف معاوية ؟ ولماذا سكتوا على ظلمه ؟ ولماذا نصروا باطله ولم يحاربوه ؟ لماذا تزلّف منهم متزلّف لمعاوية ؟ ولماذا وصل الأمر بعبيد الله بن عمر إلى أنْ قُتل في صفّ الذين أخبر عنهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّهم بغاة على
_________________

(١) شرح نهج البلاغة ١١ : ٤٤.


علي صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ وما قام به عمرو بن العاص ، والمغيرة بن شعبة ، وسمرة بن جندب ، وأبو هريرة ، لا يبعد عن ذلك الولاء الأعمى. ولماذا بلغت هشاشة العقيدة في ذلك العصر وما تلاه ، إلى أنْ يُسبّ علي عليه‌السلام وأهل بيته على منابر الإسلام ، والسابّ لعلي عليه‌السلام كالسابّ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد احتجّت أمّ المؤمنين أمّ سلمة على ذلك بقولها لأبي عبد الله الجدلي : « أيسبُّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيكم ؟ قلت معاذ الله أو سبحان الله أو كلمة نحوها ، قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول من سبّ علياً فقد سبني » (١).

ولماذا بلغ الحال بالأمّة إلى ذلك المستوى من التنكّر لعلي عليه‌السلام وحال علي عليه‌السلام من أوضح الواضحات عند من في قلبه مثقال ذرّة من إيمان ؟

أسئلة تقاطرت عليّ من كلّ جانب ، وألحّت في الإجابة التي لم تكن بالطبع عند أولئك المؤرخين الذين نقلوا جملة من الأخبار المتراوحة بين الصحيحة والمحرّفة ، والواقعة والموهومة ، والثابتة والواهية. هذا ولم يكن همّهم غير نقل الروايات التي مثلت انتماءهم الفكري والعقائدي ، وشحن كتبهم بها مهما كانت نسبة صحتها ، وقد أساء الطبريّ إلى نفسه ومن تبعه في اعتماد رواياته المتعلقة بأحداث ما اصطلح عليه بالردّة إلى ما بعد شهادة الإمام علي عليه السلام ، فقد كان عمدته في تلك الروايات ، عدد من الكذابين والوضاعين من المشهورين والمجهولين ، منهم سيف ابن عمر الضبيّ ، الذي أجمع علماء الجرح على أنّه كذّاب.

ثم انتقلت لمزيد من التأكد إلى الكتب الروائية ( البخاري ، مسلم ، الترمذي ، النسائي ، أبو داود ، ابن ماجة ) فحصلت عندي قناعة بعد ذلك ، بأن أرفض كلّ الكتب الروائية التي أُنزلت منزلة القداسة ، ووُصفت بأنّها أصحّ الكتب بعد كتاب
_________________

(١) مسند أحمد ٦ : ٣٢٣. وانظر سنن النسائي ٥ : ١٣٣ ، والمستدرك ٣ : ١٢١.


الله ، وقالوا بأنّ الأمّة قد تقبّلتها بالرضا والقبول ، وأتهمها جميعاً بنقل التحريف والترويج له ، والكذب على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنّ ناقل الكذب ومتبنية كقائله ، خاصّة المفضوح منه ، الذي يمسّ من مقام الخالق سبحانه وتعالى ، ويحطّ من منزلة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويشين الدين الإسلامي عقيدة وشريعة.

أمّا الأمثلة التي تشير بوضوح إلى بصمات تحريف معاوية ومَنْ جاء بَعده من بني أُميّة ، شجرة التحريف الملعونة في القرآن ، كثيرة لكنني سأقتصر على البعض منها إثباتاً للحجّة ، وطلباً للاختصار :

الصحيح : عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما » (١).

المكذوب عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأبي بكر وعمر : « هذان سيدا كهول أهل الجنّة من الأولين والآخرين إلّا النبيين والمرسلين » (٢).

الصحيح : عن ابن عباس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر بسد الأبواب إلّا باب علي (٣).

المكذوب : عن عروة عن عائشة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر بسد الأبواب إلا باب أبي بكر (٤).

الصحيح : عن ابن بريدة عن أبيه قال : « كان أحب النساء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة ، ومن الرجال علي » (٥).

المكذوب : عن أنس قال : قيل يا رسول الله من أحب الناس إليك ؟ قال : عائشة. قيل : من الرجال ؟ قال : أبوها (٦).


_________________

(١) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٦٧.

(٢) ضعفاء العقيلي ٢ : ٣٤٥.

(٣) سنن الترمذي ٥ : ٣٠٥ ، وعدّه الكتاني من الاحاديث المتواترة في نظم المتناثر من الحديث المتواتر : ١٩١.

(٤) سنن الترمذي ٥ : ٢٧٨.

(٥) سنن الترمذي ٥ : ٣٦٠ والمستدرك ٣ : ١٥٥.

(٦) سنن الترمذي ٥ : ٣٦٦.

يضيف محمد : إنّ من لم يقرأ ما أقدم عليه حزب الطلقاء الذي استولى على زمام الحكومة الإسلامية ، بعد تمهيد من أصحاب السقيفة ، من تحريف وكذب وتشويه للدين ، لا يمكنه أن يقف على حقيقة منشأ التحريف ، ففي النص الذي نقلته نجد أنّ معاوية من أجل أنْ يستتب له الأمر ، أقدم في مرحلة أولى على إشاعة ظاهرة سبّ علي عليه‌السلام وأهل بيته ، والساب لعلي هو ساب للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فتمّ له ذلك ، ثمّ أقدم على خلط النصوص الصحيحة بالوهم الذي شجّع عليه بالأموال ، ثمّ سعى في مرحلة ثالثة إلى منع النصوص الصحيحة التي كانت متعلقة بالإمام علي وأهل بيته عليهم‌السلام ، وفي مرحلة أخيرة إلى التنكيل بمن ثبت لدى السلطة أنّه من أهل بيت الإمام علي عليه‌السلام أو من شيعته ، في عصر لم يكن هناك سوى فريقين يسعيان إلى تحقيق غاياتيهما المتباينتين ، علي وشيعته ، ومعاوية وشيعته ، ولا اعتبار للفريق الثالث الذي لم يكن يمثّل شيئاً ، ولا وزن له ; لأنّ أفراده قّلة قليلة أسكنها الخوف واللامبالاة فتبنت السكوت والانطواء ، بل نجد إلى الآن في معسكر الشورى والخلافة ، من لا يزال رافعاً شعار العن يزيد ولا تزيد (١) ، وهو مستمر في اعتماد معاوية بن أبي سفيان صحابياً جليلاً يطلب له من الله الرضا ، وهو المحارب والساب والقاتل لقربى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ومواليهم.

أثناء بحثي عن الحقيقة ، التقيت بأحد زملاء الدراسة ، وكان معه كرّاس دفعني الفضول إلى سؤاله عنه ، فقال : هو كتاب قد سحبه أحد الأصدقاء من الانترنيت لأحد الكتاب ، فرجوته رجاءً حاراً أنْ يعيرني إيّاه ، ولمّا رأى اهتمامي وتشبثي بالكُرّاس ، لم يمانع من ذلك ، على شريطة أنْ لا أتأخر في قراءته ، فوافقته وأخذت منه الكرّاس شاكراً ، وانصرفت إلى البيت استعجل الخطى.

وفي البيت بدأت في تصفح الكُرّاس ، فذُهلت للمستوى التعيس الذي وصل
_________________

(١) بل نجد من يرفض لعن يزيد ويصفه بأمرة المؤمنين مع وضوح حاله.




إليه الكاتب والناقل من الانترنيت ، الكتاب عنوانه « الرافضة أو الإماميّة الاثني عشريّة أو الجعفريّة » ، لم يكن ذا منهجية محدّدة في تعامله مع أكثر الموضوعات التي تناولها ، ولا روعي فيه تثبيت المصادر الواردة فيه ; لأنّ كلّ صفحاته قد ذكرت مصادرها من (١) إلى (٥) تقريباً ، واشتركت تلك الترقيمات في فهرست المصادر ، فلم تعد تستطيع تمييز مصدر من غيره. هذا من الناحية الفنية ، أمّا من حيث المحتوى فلم أقرأ في حياتي مهزلة سُميّت كتاب غير ذلك الكرّاس.

للكراس سبعة مباحث ، ظاهرها يوحي بأنّ الكاتب وكتابه من أهل الاختصاص ، لكنّك عندما تقرأه لا تخرج بانطباع حسن عنهما ، لأنّك ستكتشف تهافت الكاتب على إثبات أنّ عقيدة المسلمين الشيعة ، هي إلى اليهود أقرب منها إلى الإسلام ، ومن أجل إضفاء التقوى وخشية الله تعالى على نفسه وعلى كتابه ، بثّ الكاتب عددا من الآيات القرآنية التي يستشفُّ القارئ منها بشكل إيحائي أنّ الكاتب على حقٍّ في جميع أقواله ، وأنّ من كتب عنهم على الباطل مطلقاً ، وكأنّ الآيات القرآنية التي ذكرها لا تعنيهم ، أو هي ليست في مصاحفهم.

سعى الكاتب إلى التأثير في محصّلة القارئ ، وجعلها تنساق معه في قناعاته ، التي ظهرت من كلامه أنها لا تتزحزح قيد أنملة ، فرأيه المسبق في تكفير المسلمين الشيعة ، لم يكن ليسمح له بأخذ آراء من ينتمون حتّى إلى مذهبه الأشعري ، فلا الدكتور طه حسين ، ولا الدكتور علي الوردي ، ولا الدكتور مصطفى كامل الشيبي ، ولا الدكتور علي النشّار ، ولا الدكتور حامد حفني داود ، ولا عبد الله فيّاض ، أقنعوه برأيهم الذي استقرّ على أنّ شخصيّة عبد الله بن سبأ اليهودي ، لا يمكن أنّ تكون حقيقيّة ، وقد اختلقها معاوية وحزب الطلقاء ، لتكون أكبر تشنيع على علي عليه‌السلام وشيعته ، وتشبّث المتشبثين بها إلى الآن ، وهي تحكي حالة الغريق الذي يسعى للنجاة بأيّ شكل ، ويروم الخلاص بأيّ طريق.

قلت له : لماذا تأنس في مطالعتك لكاتب مجهول لم يذكر صاحبه اسمه على الكتاب ؟

فقال لي : إنّ الموقع الذي سُحب منه الكتاب ، إسلامي فيه ما يحتاجه المسلم من تفاسير وتلاوات للقرآن ومصادر للسنّة النبوية.

قلت له : ومع ذلك فلا بد من أن تأنس إلى مصدرك بمعرفة هويّة الكاتب ، على الأقل ليطمئنّ قلبك وتعرف عمّن تقرأ.

التفت محمد إلى نصيحتي فوجدها منطقيّة فقال : كلامك صحيح مائة بالمائة ، أنا لم ألتفت إلى هذه الجزئية رغم أهميتها ، لقد أسهبتني المظاهر الإسلاميّة التي عليها الموقع على الانترنيت ، فنقلت الكتاب معتقداً أنّ فيه فائدة.

قلت له : لكنّك وقعت من حيث لا تعلم في شبكة من أدعياء العلم ، هدفها نشر الكذب بين أفراد الأمة الإسلامية ، وتعميق الهوّة الاعتقادية بينهم ، والتحريض على التكفير ، وأكثر من ذلك فقد صدرت فتاوى تبيح قتل المسلمين الشيعة باعتبارهم كفاراً ومشركين.

قال محمد : فبماذا تنصحني يا أخي ؟

قلت له : أنصحك وأنصح نفسي ، بأن نعطي لهؤلاء الذين اضطهدوا (١٥) قرناً فرصة ليَعبّروا عن فكرهم بمنتهى الحريّة ، فموائدهم في هذا المجال مفتوحة لكلّ من يروم الحقيقة ، نحن الآن في عصر العلوم والتكنولوجيا ، والقرآن الذي هو دستورنا الأصل ، يحثُّ على الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، والجدال بالتي هي أحسن ، وليس بالتي هي أخشن ، فلنستمع إليهم ، ولنقرأ عن تواريخهم وكتاباتهم من علمائهم ، وليس من أعدائهم ، ولنشاهد ما يُقدّمونه اليوم من أمثلة ونماذج قد تكون النواة لعودة الدين من غربته ، لنقول كلمة الحق والعدل فيهم.

وأضفت إليه قائلا : إنّ الكذب ، والادّعاء بالباطل على الشيعة هما اللذان أخذا بيدي إلى التشيّع ، ودعاوى الافتراء هذه قد استند عليها أغلب المحاربين لشيعة أهل البيت عليهم‌السلام ، وهي في مضامينها لا تستند إلى دليل منطقيّ ، ولا تقف بحجّة ثابتة ، كلّ ما تشتمل عليه هي جملة من الأباطيل الواهية ، والظنون التي لا ترقى إلى الحقيقة مهما خلصت ، والكذب الذي ينمّ عن نفاق دفين لا علاج له.

لعل أكبر أكاذيب هؤلاء الأدعياء ، التي يراد بها صرف المسلمين عن حقيقة التشيّع لأهل البيت عليهم‌السلام ، وإبعادهم نهائيّاً عن البحث والتساؤل والنظر ، في منهج أهل البيت عليهم‌السلام ـ والذي كان محلّ سخط وتبرّم ونقمة ، من قبل الطغاة والظالمين على مرّ العصور ـ كذبتان كبيرتان ، واحدة موجهة إلى البسطاء من قليلي الثقافة والعلم ، وترتكز على الادّعاء بأنّ جبريل أخطأ في الوحي ، وعوض أنْ ينزل على عليّ ، نزل على محمّد. نعوذ بالله تعالى من هذا البهتان ، ونبرأ إليه من مخترعه الأفّاك ، ولا أخاله إلّا شيطاناً إنسيّاً مقرّباً من إبليس لعنه الله ، جاء بهذه الفرية ليُنفّرَ الناس من موالاة أهل البيت عليهم‌السلام والتشيّع لهم.


أمّا الأخرى فهي موجّهة إلى الذين لهم ثقافة وعلم ، وتقول : إنّ عبد الله بن سبأ اليهوديّ هو الذي اخترع التشيّع عقيدة ، وإنّ ذلك حصل في عصر الإمام علي عليه‌السلام.

والظاهر أنّ أصحاب هذه الأكاذيب ومن يقف معهم فيها ، ليس لهم دين ولا عقل ; لأنّ الذي دفع الإمام عليّ عليه‌السلام إلى حمل السلاح ، والوقوف في وجه ثلاث فرق ، هو التحريف الذي بدأ يدبُّ في جسد الإسلام ، وينتقل إلى عقول المسلمين بكلّ خبث ودهاء ، فالناكثون وهم طلحة والزبير ، الذين بايعوا عليّاً عليه‌السلام ، ثمّ نكثوا بيعتهم ، واصطحبوا معهم في خروجهم على الإمام عليه‌السلام عائشة زوج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ليوهموا الناس بأنّهم على الحقّ ، وقد استطاعوا أنْ يخدعوا كثيراً من الأعراب ، ويستميلوهم إلى صفّهم في حربهم القذرة ، من أجل الاستيلاء على السلطة ،


والقاسطون وهم أصحاب معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ومروان بن الحكم وحزبهم لعنهم الله ، الذين قلبوا الحقائق ، واستبدلوا الفضائل الحقيقيّة للصفوة الطاهرة من أهل البيت عليهم‌السلام ، بفضائل زائفة لبعض الصحابة ، ليلبسوا على الناس دينهم فلا يهتدون سبيلا ، والمارقون هم أصحاب ذي الثدية من الخوارج ، الذين رأوا رأياً في الحكومة لم يكن صائباً ، ثمّ حمّلوه علياً عليه‌السلام وانقلبوا وحاسبوه عليه ، ليسوا أكثر جرماً من عبد الله بن سبا ، الذي ادعى مختلقوه أنّه دعا إلى عقيدة هي خليط من اليهوديّة والمجوسيّة ، على أساس أنّها الدين الحقّ ، على مرأى ومسمع من علي عليه‌السلام ، ولو كان ذلك الرجل الأسطورة موجوداً لاشتدّ في طلبه الإمام علي عليه‌السلام ،

ولقد قرأتُ بعد ذلك كتاب عبد الله بن سبا ، للباحث والمحقّق السيّد الجليل مرتضى العسكري ، فأثلج صدري بتحقيقه وبراهينه واستدلالاته ، وأتى على تلك الأسطورة فجعلها خاوية على عروشها. والكتاب متوفر ومتداول بين الناس اليوم.


أمّا ما قيل من أنّ الشيعة يسبّون الصحابة ، فهو مهزلة كمهزلة إخوة يوسف عليه‌السلام ، عندما جاؤوا أباهم بقميص أخيهم وعليه دم كذب زاعمين أنّ الذئب قد أكله ، أو كالذين رفعوا قميص الخليفة الثالث طالبين القصاص من قتلته ، وهم من حرّض عليه ، وسكت عن نصرته إلى أنْ قضى.

وإنّي أعجب من الذين يقرؤون القرآن آناء الليل وأطراف النهار ، فيمرّون بعديد من الآيات التي تفضح حال الكثير من الصحابة ، ولا يقولون إنّ القرآن يسبّ عدداً من الصحابة. وأزداد عجباً من الذين يمرّون على أحاديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله المتعلقة بالحوض ، والتي جاء في بعضها أنّ عدداً كبيراً من الصحابة سيكون مآلهم النار يوم القيامة ، ولا يقولون إنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يسبّ الصحابة ويضع من
مقامهم (١).

وأكثر من ذلك أقول لهؤلاء الذين جاؤوا بهذه الفرية والصقوها بالشيعة ، أيّهما أعظم جرماً ، وأكبر ذنباً ، سبّ صحابي أم سبّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

بالطبع سيقولون لك سبّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أعظم ، لكنّك عندما تُذكّرهم بأنّ عليّاً سُبّ على منابر المساجد الإسلامية دهراً طويلاً ، بتخطيط وتنفيذ من عدد ممن يسمونهم صحابة ، وسبّ علي عليه‌السلام ، هو سبّ للنبيّ بلا فرق حسب النصّ الذي ذكرته (٢) ، والسابّ للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، خارج عن ملّة الإسلام بلا شكّ ، فلماذا تتهمون الشيعة بسبّ الصحابة ، وأنتم تأوون وتباركون وتقدّسون وتطلبون الرضا من الله إلى البارزين للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته بالسبّ والحرب ؟

وإذا الذين أرادوا بالشيعة كيداً ، قد رُدّت مكائدهم إلى نحورهم ، وخابت جميع مساعيهم الباطلة ، كالزبد الذي يذهب دائماً جفاء ، وأمّا عليّ وشيعته فيمكثون في الأرض رواسي ينحدر عنها السيل ولا يرقى إليها الطير ، جيلاً بعد جيل ، وعصراً بعد عصر ، يُثبّتون للناس مقامات العزّة والشرف والتضحية والإباء ، تأصيلاً للقيم الإسلاميّة العليا ، وتحقيقاً لأمر الله تعالى في الثلّة المؤمنة ، التي ستبقى دوماً ظاهرة إلى أنْ يرث الله تعالى الأرض ومن عليها.

أبدى صديقي رغبة في اقتفاء اثري في البحث عن الحقيقة ، وأُعجب بالأدلة التي عرضتها عليه ، فزودته بكتاب الفصول المهمة في تأليف الأمة ; ليكون منطلقا له في معرفة الحقيقة ، والحمد لله رب العالمين أولاً وآخراً.


_________________

(١) انظر مثلا صحيح البخاري ٤ : ١١٠ ، ٧ : ٢٠٧ ، وصحيح مسلم ٧ : ٦٧ ـ ٦٨.

(٢) كما تقدم وهو في مسند أحمد ٦ : ٣٢٣ ، وسنن النسائي ٥ : ١٣٣ ، وغيرها.




hg;`f ugn hgadum i, hg`d ad~ukd



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس
قديم 2015/06/01, 02:40 AM   #2
عاشق نور الزهراء


معلومات إضافية
رقم العضوية : 1213
تاريخ التسجيل: 2013/03/14
الدولة: Canada
المشاركات: 14,823
عاشق نور الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : عاشق نور الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور عاشق نور الزهراء
افتراضي



توقيع : عاشق نور الزهراء
تفضلوا بزيارة صفحة منتدياتكم المباركة على الفايسبوك على الرابط التالي :
https://www.facebook.com/she3aalhsen?ref=hl
رد مع اقتباس
قديم 2015/06/01, 01:51 PM   #3
الملكه

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3130
تاريخ التسجيل: 2014/06/04
الدولة: البصره
المشاركات: 15,437
الملكه غير متواجد حالياً
المستوى : الملكه is on a distinguished road




عرض البوم صور الملكه
افتراضي

احسنتم
بارك الله بكم


توقيع : الملكه
http://up.harajgulf.com/do.php?img=1047340

[SIGPIC][/SIGPIC]احيانا نبتسم ليس جنونا ولكن لان اطياف من نحبهم مرت بنا
رد مع اقتباس
قديم 2016/07/14, 02:09 AM   #4
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وال محمد وعجل فرجهم يا كريم
حياكم الله تعالي وفقكم الله لكل خير


توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
100شيعي رجال السند لدى أهل السنة وكلهم ثقات1 الشيخ عباس محمد خيمة شيعة الحسين العالميه 2 2015/07/15 06:03 PM
مكانة المرأة في الإسلام2 الشيخ عباس محمد بنات الزهراء 1 2015/05/30 05:32 PM
شيّعني الأمل الحقيقي الذي يعيشه الشيعة بخصوص ظهور الدين على يد المصلح العظيم المهدي ع شجون الزهراء الحوار العقائدي 1 2015/05/18 05:26 PM
اتهام الشيعة بالقول بتحريف القرآن الجمال الرائع القران الكريم 6 2015/04/13 09:46 PM
مواضيع حسينية 2 الجمال الرائع عاشوراء الحسين علية السلام 4 2014/10/23 12:48 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |