|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2015/08/01, 01:44 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
أحاديث لكل لبيب حول العلم والتعلم والعلماء والعقل والعقلاء
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم {... وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} (114) سورة طـه {... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (28) سورة فاطر فهذه مجموعة من الأحاديث المختارة عن الرسول محمّد صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطيبين الطاهرين، في مواضيع العلم والعلماء والتعلّم والعقل والعقلاء والتعقّل وما يرتبط بها من مواضيع، كي يستفيد منها كل ذي لبّ وحجى .. والله الموفّق. أيمن السيهاتي 1- قال أبوعبدالله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: طلب العلم فريضة على كل مسلم، ألا وإنّ الله يحب بُغاة (1) العلم. (2) 2- قال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب –عليه السلام-: أيّها النّاس اعلموا أنّ كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم، قد قسمه عادل بينكم، وضمنه وسيفي لكم، والعلم مخزون عند أهله، وقد أُمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه. (3) 3- قال الإمام الصادق عليه السلام: عليكم بالتفقه في دين الله ولا تكونوا أعرابا، فإنّه من لم يتفقّه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يُزك له عملاً. (4) 4- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لوددت أنّ أصحابي ضُربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقهوا.(5) 5- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن العلماء ورثة الانبياء وذاك أن الانبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا، وانما أُورثوا أحاديث من أحاديثهم، فمن أخذ بشيء منها فقد أخذ حظاً وافرا، فانظروا علمكم هذا عمّن تأخذونه؟ فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين.(6) 6- عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال: الكمال كل الكمال التفقه في الدين، والصبر على النائبة وتقدير المعيشة. (7) 7- عن بشير الدهان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لا خير فيمن لا يتفقه من أصحابنا يا بشير ! إن الرجل منهم إذا لم يستغن بفقهه احتاج إليهم (8) فإذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضلالتهم وهو لا يعلم. (9) 8- عن معاوية ابن عمار قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: رجل راوية لحديثكم يبث ذلك في الناس ويشدده في قلوبهم وقلوب شيعتكم ولعل عابدا من شيعتكم ليست له هذه الرواية أيهما أفضل؟ قال: الرواية لحديثنا يشد به قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد. (10) 9- عن جميل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول يغدوا الناس على ثلاثة أصناف: عالم ومتعلم وغثاء، فنحن العلماء وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء. (11) 10- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سلك طريقا يطلب فيه علماً سلك الله به طريقا إلى الجنّة وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به، وإنه يستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتى الحوت في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر، وإن العلماء ورثة الانبياء إن الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر.(12) 11- عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: اطلبوا العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار، وتواضعوا لمن تعلمونه العلم، وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم، ولا تكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم. (13) 12- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ألا اخبركم بالفقيه حق الفقيه؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفكر، وفي رواية اخرى: ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر، ألا لا خير في عبادة لا فقه فيها، ألا لا خير في نسك لا ورع فيه. (14) 13- عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: إنّ من علامات الفقه الحلم والصمت. (15) 14- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: يا طالب العلم ! إن للعالم ثلاث علامات: العلم والحلم والصمت، وللمتكلف ثلاث علامات: ينازع من فرقه بالمعصية، ويظلم من دونه بالغلبة، ويظاهر(16) الظلمة. (17) 15- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها شيء. (18) 16- قال لقمان لابنه: يا بني اختر المجالس على عينك فإن رأيت قوما يذكرون الله عزوجل فاجلس معهم فإن تكن عالما نفعك علمك، وإن تكن جاهلا علموك، ولعل الله أن يظلهم برحمته فيعمك معهم، وإذا رأيت قوما لا يذكرون الله فلا تجلس معهم، فإن تكن عالما لم ينفعك علمك، وإن كنت جاهلا يزيدوك جهلا، ولعل الله أن يظلهم بعقوبة فيعمك معهم. (19) 17- عن أبي الحسن موسى ابن جعفر عليه السلام قال: محادثة العالم على المزابل خير من محادثة الجاهل على الزرابي(20). (21) 18- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والآخرة. (22) 19- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أف لرجل لا يفرغ نفسه في كل جمعة لامر دينه فيتعاهده ويسأل عن دينه، وفي رواية اخرى لكل مسلم. (23) 20- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تذاكروا وتلاقوا وتحدثوا فإن الحديث جلاء للقلوب، إن القلوب لترين(4) كما يرين السيف جلاؤها الحديث. (25) 21- عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أفتى الناس بغير علم ولا هدى لعنته ملائكة الرحمة، وملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه. (26) 22- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من عمل بالمقائيس فقد هلك وأهلك، ومن أفتى الناس بغير علم وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد هلك وأهلك. (27) 23- قال الإمام الصادق –عليه السلام-: العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السير إلا بعدا. (28) 24- قال الإمام الصادق –عليه السلام-: لا يقبل الله عملا إلا بمعرفة ولا معرفة إلا بعمل، فمن عرف دلته المعرفة على العمل، ومن لم يعمل فلا معرفة له، ألا إن الايمان بعضه من بعض. (29) 25- أوحى الله إلى داود عليه السلام: لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي، فإن اولئك قطاع طريق عبادي المريدين، إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي عن قلوبهم. (30) 26- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الفقهاء امناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا قيل يا رسول الله: وما دخولهم في الدنيا؟ قال: اتباع السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم. (31) 27- عن أبي جعفر عليه السلام قال: من طلب العلم ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، فليتبوء مقعده من النار، إن الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها. (32) 28- عن سليم بن قيس قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: منهومان لا يشبعان طالب دنيا وطالب علم، فمن اقتصر من الدنيا على ما أحل الله له سلم، ومن تناولها من غير حلها هلك، إلا أن يتوب أو يراجع، ومن أخذ العلم من اهله وعمل بعلمه نجا، ومن أراد به الدنيا فهي حظه. (33) 29- قال أبوعبدالله عليه السلام: قال عيسى ابن مريم على نبينا وآله وعليه السلام: ويل للعلماء السوء كيف تلظى عليهم النار؟ !. (34) 30- عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إذا بلغت النفس ههنا - وأشار بيده إلى حلقه - لم يكن للعالم توبة، ثم قرأ: " إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة –سورة النساء آية 17-"(35). 31- كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: روحوا أنفسكم ببديع الحكمة، فإنها تكل كما تكل الأبدان. (36) 32- عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: يا طالب العلم إن العلم ذو فضائل كثيرة: فرأسه التواضع، وعينه البراءة من الحسد، واذنه الفهم، ولسانه الصدق، وحفظه الفحص، وقلبه حسن النية، وعقله معرفة الاشياء والامور، ويده الرحمة، ورجله زيارة العلماء، وهمته السلامة، وحكمته الورع، ومستقره النجاة، وقائده العافية، ومركبه الوفاء، و سلاحه لين الكلمة، وسيفه الرضا، وقوسه المداراة، وجيشه محاورة العلماء، و ماله الادب، وذخيرته اجتناب الذنوب، وزاده المعروف، وماؤه الموادعة، ودليله الهدى، ورفيقه محبة الاخيار. (37) 33- عن أبي عبدالله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ما العلم؟ قال: الانصات، قال: ثم مه؟ قال: الاستماع، قال: ثم مه؟ قال: الحفظ، قال: ثم مه؟ قال: العمل به، قال: ثم مه يا رسول الله؟ قال: نشره. (38) 34- قال الصادق –عليه السلام-: طلبة العلم ثلاثة فاعرفهم بأعيانهم وصفاتهم: صنف يطلبه للجهل والمراء، وصنف يطلبه للاستطالة والختل، وصنف يطلبه للفقه والعقل، فصاحب الجهل والمراء موذ ممار متعرض للمقال في أندية الرجال بتذاكر العلم وصفة الحلم، قد تسربل بالخشوع وتخلى من الورع فدق الله من هذا خيشومه، وقطع منه حيزومه(39) وصاحب الاستطالة والختل، ذو خب(40) وملق، ويستطيل على مثله من أشباهه، ويتواضع للاغنياء، من دونه، فهو لحلوائهم هاضم، ولدينه حاطم، فأعمى الله على هذا خبره وقطع من آثار العلماء أثره، وصاحب الفقه والعقل ذو كآبة وحزن وسهر، قد تحنك في برنسه(41)، وقام الليل في حندسه، يعمل ويخشى وجلا داعيا مشفقا، مقبلا على شأنه، عارفا بأهل زمانه، مستوحشا من أوثق إخوانه، فشد الله من هذا أركانه، وأعطاه يوم القيامة أمانه. (42) 35- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من حفظ من أحاديثنا أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة عالما فقيها. (43) 36- قال الصادق عليه السلام: وجدت علم الناس كله في أربع أولها أن تعرف ربّك، والثاني أن تعرف ما صنع بك، والثالث أن تعرف ما أراد منك، و الرابع أن تعرف ما يخرجك من دينك. (44) 37- وقال الصادق عليه السلام: اعرفوا منازل الناس على قدر روايتهم عنّا. (45) 38- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا ظهرت البدع في امتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله. (46) 39- عن عمر بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا يحتاج إليه الامة إلا أنزله في كتابه وبينه لرسوله صلى الله عليه وآله وجعل لكل شئ حدا وجعل عليه دليلا يدل عليه، وجعل على من تعدى ذلك الحد حدا. (47) 40- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن على كل حق حقيقة، وعلى كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه. (48) 41- قال رسول الله محمّد صلى الله عليه وآله: من تعلّم حديثين ينفع بهما نفسه أو يعلّمهما غيره فينتفع بهما كان خيرا له من عبادة ستين سنة. (49) 42- عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله . المؤمن إذا مات وترك ورقة واحدة عليها علم تكون تلك الورقة يوم القيامة سترا فيما بينه وبين النار ، وأعطاه الله تبارك وتعالى بكل حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرات وما من مؤمن يقعد ساعة عند العالم إلا ناداه ربه عزوجل : جلست إلى حبيبي وعزتي وجلالي لاسكننك الجنة معه ولا أبالي . (50) 43- قال الرضا عليه السلام : من جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب. وقال عليه السلام: من تذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون ، ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب . (51) 44- عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المتقون سادة، و الفقهاء قادة، والجلوس إليهم عبادة . (52) 45- روي عن الصادق عليه السلام أنه قال : تلاقوا وتحادثوا العلم فإن بالحديث تجلى القلوب الرائنة ، وبالحديث إحياء أمرنا فرحم الله من أحيا أمرنا . (53) 46- روى عدة من المشائخ بطريق صحيح عن الصادق عليه السلام أنه قال : إن الله عزوجل يقول لملائكته عند انصراف أهل مجالس الذكر والعلم إلى منازلهم : اكتبوا ثواب ما شاهدتموه من أعمالهم فيكتبون لكل واحد ثواب عمله ، ويتركون بعض من حضر معهم فلا يكتبونه ، فيقول الله عزوجل : ما لكم لم تكتبوا فلانا أليس كان معهم ؟ وقد شهدهم فيقولون : يا رب إنه لم يشرك معهم بحرف ولا تكلم معهم بكلمة فيقول الجليل جل جلاله : أليس كان جليسهم ؟ فيقولون : بلى يا رب فيقول : اكتبوه ، معهم إنهم قوم لا يشقى بهم جليسهم فيكتبونه معهم . فيقول تعالى : اكتبوا له ثوابا مثل ثواب أحدهم . بيان : قوله عليه السلام : لا يشقى بهم جليسهم أي ببركتهم لا يخيب جليسهم عن كرامتهم فيشقى ، أو أن صحبتهم مؤثرة في الجليس فاستحق بسبب ذلك الثواب و السعادة . (54) 47- عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أبا ذر الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب إلى الله من قيام ألف ليلة يصلي في كل ليلة ألف ركعة ، والجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب إلى الله من ألف غزوة وقراءة القرآن كله . قال : يا رسول الله مذاكرة العلم خير من قراءة القرآن كله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أبا ذر الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب إلى الله من قراءة القرآن كله إثنا عشر ألف مرة ! عليكم بمذاكرة العلم ، فإن بالعلم تعرفون الحلال من الحرام . يا أبا ذر الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم خير لك من عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها ! والنظر إلى وجه العالم خير لك من عتق ألف رقبة . (55) 48- قال لقمان لابنه يا بني جالس العلماء ، وزاحمهم بركبتيك فإن الله عزوجل يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الارض بوابل السماء . وقال أيضا: أي بني صاحب العلماء وجالسهم ، وزرهم في بيوتهم ، لعلك أن تشبههم فتكون منهم . (56) 49- جاء رجل من الانصار إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله إذا حضرت جنازة ومجلس عالم أيهما أحب إليك أن أشهد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: إن كان للجنازة من يتبعها ويدفنها فإن حضور مجلس عالم أفضل من حضور ألف جنازة، ومن عيادة ألف مريض، ومن قيام ألف ليلة، ومن صيام ألف يوم، ومن ألف درهم يتصدق بها على المساكين، ومن ألف حجة سوى الفريض ، ومن ألف غزوة سوى الواجب تغزوها في سبيل الله بمالك ونفسك وأين تقع هذه المشاهد من مشهد عالم؟ أما علمت ان الله يطاع بالعلم ويعبد بالعلم؟ وخير الدنيا والآخرة مع العلم، وشر الدنيا والآخرة مع الجهل؟. (57) 50- قال أمير المؤمنين عليه السلام: من جالس العلماء وقر، ومن خالط الانذال حقر. (58) 51- عن علي عليه السلام قال : جلوس ساعة عند العلماء أحب إلى الله من عبادة ألف سنة ، والنظر إلى العالم أحب إلى الله من اعتكاف سنة في البيت الحرام ، وزيارة العلماء أحب إلى الله تعالى من سبعين طوافا حول البيت وأفضل من سبعين حجة وعمرة مبرورة مقبولة ، ورفع الله له سبعين درجة ، وأنزل الله عليه الرحمة ، وشهدت له الملائكة أن الجنة وجبت له . (59) 52- قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا مررتم في رياض الجنة فارتعوا قالوا : يا رسول الله وما رياض الجنة ؟ قال : حلق الذكر فإن لله سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر ، فإذا أتوا عليهم حفوا بهم . قال بعض العلماء : حلق الذكر هي مجالس الحلال والحرام كيف يشتري و يبيع ويصلي ويصوم وينكح ويطلق ويحج وأشباه ذلك . (60) 53- وخرج صلى الله عليه وآله فإذا في المسجد مجلسان : مجلس يتفقهون ، ومجلس يدعون الله ويسألونه ، فقال : كلا المجلسين إلى خير ، أما هؤلاء فيدعون الله ، وأما هؤلاء فيتعلمون ويفقهون الجاهل ، هؤلاء أفضل ، بالتعليم أرسلت ، ثم قعد معهم (61) 54- قال الإمام الباقر عليه السلام: تذاكر العلم دراسة ، والدراسة صلاة حسنة . (62) 55- في الزبور : قل لاحبار بني إسرائيل ورهبانهم: حادثوا من الناس الاتقياء، فإن لم تجدوا فيهم تقيا فحادثوا العلماء، وإن لم تجدوا عالما فحادثوا العقلاء فإن التقى والعلم والعقل ثلاث مراتب، ما جعلت واحدة منهن في خلقي وأنا أريد هلاكه. (63) 56- عن جعفر، عن أبيه، عن علي عليه السلام قال: إياكم والجهال من المتعبدين والفجار من العلماء فإنهم فتنة كل مفتون . (64) 57- قال الصادق عليه السلام : أحسنوا النظر فيما لا يسعكم جهله، وانصحوا لأنفسكم ، وجاهدوها في طلب معرفة ما لا عذر لكم في جهله، فإنّ لدين الله أركاناً لا ينفع مَن جهلها شدة اجتهاده في طلب ظاهر عبادته، ولا يضرّ من عرفها، فدان بها حسن اقتصاده، ولا سبيل لأحد إلى ذلك إلا بعون من الله عزّ وجل . (65) 58- عن أبي عبدالله عليه السلام قال : حديث في حلال وحرام تأخذه من صادق خير من الدنيا وما فيها من ذهب أو فضة . وقال أبوعبدالله و أبوجعفر عليهما السلام: لو أتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه لأدّبته، قال: وكان أبوجعفر عليه السلام يقول: تفقّهوا وإلا فأنتم أعراب. (66) 59- قال الصادق عليه السلام: الحكمة ضياء المعرفة، وميراث التقوى، وثمرة الصدق ، وما أنعم الله على عبد من عباده نعمة أنعم وأعظم وأرفع وأجزل وأبهى من الحكمة قال الله عزوجل : يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الالباب . (67) 60- عن أبي محمد العسكري عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : ما أنعم الله عزوجل على عبد بعد الايمان بالله أفضل من العلم بكتاب الله ومعرفة تأويله ، ومن جعل الله له من ذلك حظا ثم ظن أن أحدا لم يفعل به ما فعل به وقد فضل عليه فقد حقر نعم الله عليه . (68) 61- عن الكاظم عليه السلام قال : من تكلف ما ليس من علمه ضيع عمله وخاب أمله . (69) 62- وقال الجواد عليه السلام : التفقه ثمن لكل غال وسلم إلى كل عال. (70) 63- قال أمير المؤمنين عليه السلام : العلوم أربعة : الفقه للأديان ، والطب للأبدان ، والنحو للسان ، والنجوم لمعرفة الأزمان . (71) 64- قال أمير المؤمنين عليه السلام : العلم علمان : مطبوع ومسموع ، ولا ينفع المسموع إذا لم يكن المطبوع . وقال عليه السلام : الناس أعداء ما جهلوا . و وقال عليه السلام : لا تكونوا كجفاة الجاهلية ، لا في الدين تتفقهون ، ولا عن الله تعقلون كقيض بيض في أداح يكون كسرها وزرا ويخرج حضانها شرا . (72) 65- قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خمس لا يجتمعن إلا في مؤمن حقا يوجب الله له بهن الجنة : النور في القلب ، والفقه في الاسلام ، والورع في الدين ، والمودة في الناس ، وحسن السمت في الوجه . (73) 66- وقال صلى الله عليه وآله : العلم أكثر من أن يحصى فخذ من كل شئ أحسنه . (74) 67- قال لقمان لابنه: يا بني تعلم الحكمة تشرف، فإن الحكمة تدل على الدين ، وتشرف العبد على الحر، وترفع المسكين على الغني، وتقدم الصغير على الكبير: وتجلس المسكين مجالس الملوك، وتزيد الشريف شرفا، والسيد سوددا، والغني مجدا ، وكيف يظن ابن آدم أن يتهيأ له أمر دينه ومعيشته بغير حكمة ولن يهيئ الله عزوجل أمر الدنيا والآخرة إلا بالحكمة ؟! ومثل الحكمة بغير طاعة مثل الجسد بلا نفس، أو مثل الصعيد بلا ماء ، ولا صلاح للجسد بغير نفس، ولا للصعيد بغير ماء، ولا للحكمة بغير طاعة . (75) 68- قال العالم والعبد الصالح موسى بن جعفر عليهما السلام : أولى العلم بك ما لا يصلح لك العمل إلا به ، و أوجب العلم عليك ما أنت مسؤول عن العمل به ، وألزم العلم لك ما دلّك على صلاح قلبك وأظهر لك فساده ، وأحمد العلم عاقبة ما زاد في عملك العاجل . (76) 69- وفي التوراة : عظم الحكمة فإني لا أجعل الحكمة في قلب أحد إلا و أردت أن أغفر له ، فتعلمها ثم اعمل بها ، ثم ابذلها كي تنال بذلك كرامتي في الدنيا والآخرة . (77) 70- قال الباقر عليه السلام : إذا جلست إلى عالم فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول ، وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن القول ، ولا تقطع على أحد حديثه . (78) 71- عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من تعلم في شبابه كان بمنزلة الرسم في الحجر ، ومن تعلم وهو كبير كان بمنزلة الكتاب على وجه الماء. وقال أمير المؤمنين عليه السلام : العلم من الصغر كالنقش في الحجر . (79) 72- قال أمير المؤمنين عليه السلام: سل تفقهاً، ولا تسأل تعنتاً فإن الجاهل المتعلم شبيه بالعالم، وإن العالم المتعسّف شبيه بالجاهل. وقال عليه السلام في ذم قوم: سائلهم متعنت ومجيبهم متكلف. وقال عليه السلام: لا تسأل عما لم يكن ففي الذي قد كان لك شغل. (80) 73- قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام في وصيته للحسن عليه السلام: إنّما قلب الحدث (81) كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته، فبادرتُك بالأدب قبل أن يقسو قلبك، ويشتغل لبّك... إلى قوله عليه السلام: واعلم يا بُنيّ أنّ أحبّ ما أنت آخذ به من وصيّتي تقوى الله، والاقتصار على ما افترضه الله عليك، والأخذ بما مضى عليه الأوّلون من آبائك، والصالحون من أهل بيتك، فإنّهم لم يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر، وفكروا كما أنت مفكر، ثم ردهم آخر ذلك إلى الأخذ بما عرفوا، والامساك عمّا لم يكلفوا، فإن أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم كما علموا فليكن طلبك ذلك بتفهّم ، وتعلّم، لا بتورط الشبهات، وعلو الخصومات، وابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة عليه بإلهك، والرغبة إليه في توفيقك، وترك كل شائبة أو لجتك (82) في شبهة، أو أسلمتك إلى ضلالة فإذا أيقنت أن صفا قلبك فخشع، وتمّ رأيك واجتمع، وكان همّك في ذلك هماً واحداً فانظر فيما فسرت لك، وإن أنت لم يجتمع لك ما تحب من نفسك، وفراغ نظرك و فكرك فاعلم أنّك إنّما تخبط العشواء (83) أو تتورط الظلماء (84 )، وليس طالب الدين من خبط ولا خلط، والامساك عن ذلك أمثل. إلى قوله عليه السلام: فإن أشكل عليك شيء من ذلك فاحمله على جهالتك به فإنّك أوّل ما خلقت خلقت جاهلاً ثم علمت وما أكثر ما تجهل من الأمر، ويتحيّر فيه رأيك، ويضلّ فيه بصرك ثم تبصره بعد ذلك، فاعتصم بالذي خلقك ورزقك وسوّاك، وليكن له تعبّدك، وإليه رغبتك، ومنه شفقتك... إلى قوله عليه السلام: فإذا أنت هديت لقصدك فكن أخشع ما تكون لربّك. (85) 74- عن النبي صلى الله عليه وآله قال : أوحى الله إلى بعض أنبيائه قل: للذين يتفقهون لغير الدين، ويتعلمون لغير العمل، ويطلبون الدنيا لغير الآخرة، يلبسون للناس مسوك –أي جلود- الكباش وقلوبهم كقلوب الذئاب، ألسنتهم أحلى من العسل وأعمالهم أمرّ من الصبر: إياي يخادعون؟ وبي يستهزؤون؟ لأتيحن لهم فتنة تذر الحكيم حيرانا . (86) 75- عن النبي صلى الله عليه وآله : أنّ موسى عليه السلام لقى الخضر عليه السلام، فقال: أوصني، فقال الخضر: يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع، فلا تمل جلساءك إذا حدّثتهم، واعلم أنّ قلبك وعاء فانظر ماذا تحشو به وعاءك؟ واعرف الدّنيا وانبذها وراءك، فإنّها ليست لك بدار، ولا لك فيها محل قرار، وإنها جعلت بلغة للعباد ليتزوّدوا منها للمعاد، يا موسى وطّن نفسك على الصبر تلقى الحلم، وأشعر قلبك بالتقوى تنل العلم، ورضّ نفسك على الصبر تخلص من الإثم . يا موسى تفرّغ للعلم إن كنت تريده فإنّما العلم لمن تفرّغ له ، ولا تكونن مكثارا (87) بالمنطق مهذارا (88) إنّ كثرة المنطق تشين العلماء، وتبدي مساوي السخفاء ولكن عليك بذي اقتصاد فإنّ ذلك من التوفيق والسداد، وأعرض عن الجُهّال، واحلم عن السفهاء فإنّ ذلك فضل الحلماء وزين العلماء، وإذا شتمك الجاهل فاسكت عنه سلماً، وجانبه حزماً فإن ما بقي من جهله عليك وشتمه إيّاك أكثر. يا ابن عمران لا تفتحنّ باباً لا تدري ما غلقه، ولا تغلقنّ بابا لا تدري ما فتحه، يا ابن عمران من لا ينتهي من الدنيا نهمته ولا تنقضي فيها رغبته كيف يكون عابدا؟ ومن يُحقّر حاله ويتهم الله بما قضى له كيف يكون زاهدا؟ يا موسى تعلّم ما تعلم لتعمل به ولا تعلّم لتُحدّث به فيكون عليك بوره، ويكون على غيرك نوره. (89) 76- عن عبدالمؤمن الانصاري، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: إن قوماً يروون أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اختلاف أمّتي رحمة، فقال: صدقوا. فقلت: إنْ كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب؟ قال: ليس حيث تذهب وذهبوا، إنّما أراد قول الله عزّ وجلّ: فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون. فأمرهم أن ينفروا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ويختلفوا إليه، فيتعلّموا ثم يرجعوا إلى قومهم فيُعلّموهم، إنّما أراد اختلافهم من البلدان اختلافاً في دين الله، إنّما الدين واحد. (90) 77- وقال الصادق عليه السلام : ما كلم رسول الله صلى الله عليه وآله العباد بكنه عقله قط . قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنا معاشر الانبياء امرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم . (91) 78- أوصى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إلى الحسن بن علي عليه السلام فقال فيما أوصى به إليه : يا بني لا فقر أشد من الجهل ، ولا عدم أشد من عدم العقل ، ولا وحدة ولا وحشة أوحش من العجب ، ولا حسب كحسن الخلق ، ولا ورع كالكف عن محارم الله ، ولا عبادة كالتفكر في صنعة الله عزوجل يا بني العقل خليل المرء ، والحلم وزيره ، والرفق والده ، والصبر من خير جنوده . يا بني إنه لابد للعاقل من أن ينظر في شأنه فليحفظ لسانه ، وليعرف أهل زمانه . يا بني إن من البلاء الفاقة ، وأشد من ذلك مرض البدن ، وأشد من ذلك مرض القلب ، وإن من النعم سعة المال ، وأفضل من ذلك صحة البدن ، وأفضل من ذلك تقوى القلوب . يا بني للمؤمن ثلاث ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يخلو فيها بين نفسه ولذتها فيما يحل ويحمد ، وليس للمؤمن بد من أن يكون شاخصا في ثلاث : مرمة لمعاش: أو خطوة لمعاد أو لذة في غير محرم . (92) 79- عن أبي عبدالله عليه السلام قال : دعامة الانسان العقل ، ومن العقل الفطنة ، والفهم ، والحفظ والعلم ، فإذا كان تأييد عقله من النور كان عالما حافظا زكيا فطنا فهما ، وبالعقل يكمل ، وهو دليله ومبصره ومفتاح أمره . (93) 80- عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : إن الله تبارك وتعالى يبغض الشيخ الجاهل ، والغني الظلوم ، والفقير المختال . (94) 81- قال أبوعبدالله عليه السلام : من كان عاقلا كان له دين ، ومن كان له دين دخل الجنة . (95). 82- عن أبي عبدالله ، عن آباءه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا بلغكم عن رجل حسن حاله فانظروا في حسن عقله فإنما يجازى بعقله . (96) 83- عن أبي محمد عليه السلام ، قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام : من لم يكن عقله أكمل ما فيه ، كان هلاكه من أيسر ما فيه . و قال أمير المؤمنين عليه السلام صدر العاقل صندوق سره ، ولا غنى كالعقل ، و لا فقر كالجهل ، ولا ميراث كالادب ، ولا مال أعود من العقل ، ولا عقل كالتدبير. (97) 84- قال الصادق عليه السلام: إذا أراد الله أن يزيل من عبد نعمة كان أول ما يغير منه عقله. وقال عليه السلام: يغوص العقل على الكلام فيستخرجه من مكنون الصدر، كما يغوص الغائص على اللؤلؤ المستكنة في البحر. (98) 85- وقال أبومحمد العسكري عليه السلام : حسن الصورة جمال ظاهر، وحسن العقل جمال باطن. (99) 86- قال أمير المؤمنين عليه السلام : ليس الرؤية مع الابصار ، وقد تكذب العيون أهلها ، ولا يغش العقل من انتصحه . (100) 87- وقال عليه السلام : أغنى الغنى العقل ، وأكبر الفقر الحمق . (101) 88- قال النبي صلى الله عليه وآله : لكل شيئ آلة وعدة وآلة المؤمن و عدته العقل ، ولكل شيئ مطية ومطية المرء العقل ، ولكل شيئ غاية وغاية العبادة العقل ، ولكل قوم راع وراعي العابدين العقل ، ولكل تاجر بضاعة ، وبضاعة المجتهدين العقل ، ولكل خراب عمارة وعمارة الآخرة العقل ، ولكل سفر فسطاط يلجئون إليه و فسطاط المسلمين العقل. (102) 89- وقال أمير المؤمنين عليه السلام: الجمال في اللسان، والكمال في العقل، ولا يزال العقل والحمق تيغالبان على الرجل إلى ثماني عشرة سنة، فإذا بلغها غلب عليه أكثرهما فيه. وقال عليه السلام: العقول أئمة الافكار، والافكار أئمة القلوب، والقلوب أئمة الحواس، والحواس أئمة الاعضاء. (103) 90- وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: استرشدوا العقل ترشدوا، ولا تعصوه فتندموا. وقال صلى الله عليه وآله: سيد الاعمال في الدارين العقل، ولكل شئ دعامة ودعامة المؤمن عقله، فبقدر عقله تكون عبادته لربه. وقال أمير المؤمنين عليه السلام: العقول ذخائر، والأعمال كنوز. (104) 91- عن الباقر عليه السلام قال: لمّا خلق الله العقل استنطقه، ثم قال له أقبل فأقبل، ثم قال له أدبر فأدبر، ثم قال له: وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ مِنك، ولا أُكملك إلا فيمن أحب أما إنّي إيّاك آمر، وإياك أنهى، وإيّاك أُثيب. (105) 92- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خلق الله العقل فقال له أدبر فأدبر، ثم قال له أقبل فأقبل، ثم قال: ما خلقت خلقا أحب إلي منك، فأعطى الله محمدا صلى الله عليه وآله تسعة وتسعين جزءا، ثم قسم بين العباد جزءا واحدا. قال النبي صلى الله عليه وآله: أول ما خلق الله نوري . (106) 93- عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الغلظة في الكبد ، والحياء في الريح ، والعقل مسكنه القلب . (107) 94- عن يزيد الرزاز، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أبوجعفر عليه السلام: يا بني اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم، فإن المعرفة هي الدراية للرواية، وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الايمان، إني نظرت في كتاب لعلي عليه السلام فوجدت في الكتاب أن قيمة كل امرئ وقدره معرفته، إن الله تبارك وتعالى يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا. عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنما يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا . (108) 95- قال رسول الله صلى الله عليه وآله : قسم العقل على ثلاثة أجزاء فمن كانت فيه كمل عقله ، ومن لم تكن فيه فلا عقل له : حسن المعرفة بالله عزوجل ، وحسن الطاعة له ، وحسن الصبر على أمره . (109) 96- عن سماعة قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام وعنده جماعة من مواليه فجرى ذكر العقل والجهل ، فقال أبوعبدالله عليه السلام: اعرفوا العقل وجنده، والجهل وجنده تهتدوا، قال سماعة: فقلت جعلت فداك لا نعرف إلا ما عرّفتنا، فقال أبوعبدالله عليه السلام: إن الله جل ثناؤه خلق العقل وهو أول خلق خلقه من الروحانيين عن يمين العرش من نوره فقال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، فقال الله تبارك وتعالى: خلقتك خلقا عظيما ، وكرمتك على جميع خلقي. قال: ثم خلق الجهل من البحر الأُجاج ظلمانيا، فقال له أدبر فأدبر، ثم قال له أقبل فلم يقبل، فقال له: استكبرت؟ فلعنه، ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جندا، فلمّا رأى الجهل ما أكرم به العقل وما أعطاه، أضمر له العداوة، فقال الجهل يا رب هذا خلق مثلي خلقته وكرّمته وقويّته، وأنا ضدّه ولا قوّة لي به، فأعطني من الجند مثل ما أعطيته، فقال نعم، فإن عصيت بعد ذلك أخرجتك وجندك من رحمتي قال: قد رضيت ، فأعطاه خمسة وسبعين جندا. فكان ممّا أعطى العقل من الخمسة والسبعين الجند: الخير وهو وزير العقل، وجعل ضده الشر وهو وزير الجهل، والايمان وضده الكفر، والتصديق وضده الجحود، والرجاء وضده القنوط، و العدل وضده الجور، والرضاء وضده السخط، والشكر وضده الكفران، والطمع و ضده اليأس، والتوكل وضده الحرص ، والرأفة وضدها الغرة، والرحمة وضدها الغضب، والعلم وضده الجهل ، والفهم وضده الحمق، والعفة وضدها التهتّك، والزهد وضده الرغبة، والرفق وضده الخرق، والرهبة وضدها الجرأة، والتواضع وضده التكبر والتؤدة وضدها التسرّع، والحلم وضده السفه ، والصمت وضده الهذر ، والاستسلام وضده الاستكبار، والتسليم وضده التجبّر، والعفو وضده الحقد، والرقة و ضدها القسوة، واليقين وضده الشك، والصبر وضده الجزع، والصفح وضده الانتقام، والغنى وضده الفق، والتفكر وضده السهو، والحفظ وضده النسيان، والتعطف وضده القطيعة، والقنوع وضده الحرص، والمواساة وضدها المنع ، والمودة وضدها العداوة ، والوفاء وضده الغدر، والطاعة وضدها المعصية ، والخضوع و ضده التطاول ، والسلامة وضدها البلاء ، والحب وضده البغض، والصدق وضده الكذب ، والحق وضده الباطل ، والامانة وضدها الخيانة ، والاخلاص وضده الشوب والشهامة وضدها البلادة، والفهم وضده الغباوة، والمعرفة وضدها الانكار، والمداراة وضدها المكاشفة ، وسلامة الغيب وضدها المماكرة ، والكتمان وضده الافشاء والصلاة وضدها الاضاعة ، والصوم وضده الافطار ، والجهاد وضده النكول ، والحج وضده نبذ الميثاق ، وصون الحديث وضده النميمة ، وبر الوالدين و ضده العقوق ، والحقيقة وضدها الرياء ، والمعروف وضده المنكر ، والستر وضده التبرج ، والتقية وضدها الاذاعة ، والانصاف وضده الحمية ، والمهنة وضدها البغي والنظافة وضدها القذر ، والحياء وضده الخلع ، والقصد وضده العدوان، والراحة وضدها التعب، والسهولة وضدها الصعوبة ، والبركة وضدها المحق ، والعافية وضدها البلاء ، والقوام وضده المكاثرة، والحكمة وضدها الهوى ، والوقار وضده الخفة ، والسعادة وضدها الشقاء، والتوبة وضدها الاصرار ، والاستغفار وضده الاغترار ، والمحافظة وضدها التهاون ، والدعاء وضده الاستنكاف، والنشاط وضده الكسل، والفرح وضده الحزن، والالفة وضدها الفرقة، والسخاء وضده البخل . فلا تجتمع هذه الخصال كلها من أجناد العقل إلا في نبي أو وصي نبي أو مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان، وأما سائر ذلك من موالينا فإن أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود حتى يستكمل ويتقي من جنود الجهل فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، وإنّما يدرك الفوز بمعرفة العقل و جنوده ومجانبة الجهل وجنوده. وفقنا الله وإيّاكم لطاعته ومرضاته . (110) 97- قال أبوعبدالله عليه السلام: يستدل بكتاب الرجل على عقله وموضع بصيرته، وبرسوله على فهمه وفطنته. (111) 98- قال الصادق عليه السلام: العاقل من كان ذلولا عند إجابة الحق، منصفا بقوله، جموحا عند الباطل، خصما بقوله: يترك دنياه، ولا يترك دينه، ودليل العاقل شيئان: صدق القول، وصواب الفعل، والعاقل لا يتحدث بما ينكره العقل ، ولا يتعرض للتهمة ، ولا يدع مداراة من ابتلى به ، ويكون العلم دليله في أعماله ، والحلم رفيقه في أحواله، والمعرفة تعينه في مذاهبه . والهوى عدو العقل ، ومخالف الحق، وقرين الباطل ، وقوة الهوى من الشهوة، وأصل علامات الشهوة أكل الحرام، والغفلة عن الفرائض، والاستهانة بالسنن والخوض في الملاهي . (112) 99- وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله مر بمجنون ، فقال : ما له ؟ فقيل : إنه مجنون فقال : بل هو مصاب ، إنما المجنون من آثر الدنيا على الآخرة. (113) 100- قال الصادق عليه السلام : أفضل طبائع العقل العبادة ، وأوثق الحديث له العلم ، وأجزل حظوظه الحكمة ، وأفضل ذخائره الحسنات. وقال عليه السلام: يزيد عقل الرجل بعد الاربعين إلى خمسين وستين ، ثم ينقص عقله بعد ذلك. وقال: إذا أردت أن تختبر عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه في خلال حديثك بما لا يكون ، فإن أنكره فهو عاقل، وإن صدقه فهو أحمق. (114) 101- قال أمير المؤمنين عليه السلام : العاقل من رفض الباطل . وقال أمير المؤمنين عليه السلام ، لسان العاقل وراء قلبه ، وقلب الاحمق وراء لسانه . وقال عليه السلام : إذا تم العقل نقص الكلام . وقال عليه السلام : لا يرى الجاهل إلا مفرطا أو مفرطا . و قيل له عليه السلام : صف لنا العاقل فقال : هو الذي يضع الشئ مواضعه قيل له : فصف لنا الجاهل قال: قد فعلت. و قال عليه السلام: كفاف من عقلك ما أوضح لك سبيل غيّك من رشدك. وقال عليهم السلام : من صحب جاهلا نقص من عقله. وقال عليه السلام: التثبّت رأس العقل والحدّة رأس الحمق. وقال عليه السلام : غضب الجاهل في قوله ، وغضب العاقل في فعله . وقال عليه السلام : العقول مواهب والآداب مكاسب . وقال عليه السلام : فساد الاخلاق معاشرة السفهاء ، وصلاح الاخلاق معاشرة العقلاء . وقال عليه السلام : العاقل من وعظته التجارب . وقال عليه السلام : رسولك ترجمان عقلك . وقال عليه السلام : من ترك الاستماع عن ذوي العقول مات عقله . وقال عليه السلام : من جانب هواه صح عقله . وقال عليه السلام : من أعجب برأيه ضل ، ومن استغنى بعقله زل ، ومن تكبر على الناس ذل . وقال عليه السلام : إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله . وقال عليه السلام : عجبا للعاقل كيف ينظر إلى شهوة يعقبه النظر إليها حسرة . وقال عليه السلام: همة العقل ترك الذنوب وإصلاح العيوب . (115) 102- قال الصادق عليه السلام : كثرة النظر في العلم يفتح العقل . (116) 103- قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن العاقل من أطاع الله وإن كان ذميم المنظر حقير الخطر ، وان الجاهل من عصى الله ، وإن كان جميل المنظر عظيم الخطر ، أفضل الناس أعقل الناس . (117) 104- عن الصادق عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : أعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه ، وأكثر الناس قيمة أكثرهم علما وأقل الناس قيمة أقلهم علما . (118) 105- عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان فيما وعظ لقمان ابنه . أنه قال له : يا بني اجعل في أيامك ولياليك وساعاتك نصيبا لك في طلب العلم ، فإنك لن تجد له تضييعا مثل تركه . (119) 106- عن محمد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، قال : حدثني الرضا علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : طلب العلم فريضة على كل مسلم ، فاطلبوا العلم من مظانه ، واقتبسوه من أهله فإن تعليمه لله حسنة ، وطلبه عبادة ، والمذاكرة به تسبيح ، والعمل به جهاد ، وتعليمه من لا يعلمه صدقة ، وبذله لاهله قربة إلى الله تعالى لانه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبل الجنة ، والمونس في الوحشة ، والصاحب في الغربة والوحدة ، والمحدث في الخلوة ، والدليل على السراء والضراء ، والسلاح على الاعداء ، والزين عند الاخلاء ، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة تقتبس آثارهم ، ويهتدى بفعالهم ، وينتهى إلى رأيهم ، وترغب الملائكة في خلتهم ، وبأجنحتها تمسحهم ، وفي صلاتها تبارك عليهم ، يستغفر لهم كل رطب ويابس حتى حيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وأنعامه ، إن العلم حياة القلوب من الجهل . وضياء الابصار من الظلمة ، وقوة ، الابدان من الضعف ، يبلغ بالعبد منازل الاخيار ، ومجالس الابرار ، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة ، الذكر فيه يعدل بالصيام ، ومدارسته بالقيام ، به يطاع الرب ويعبد ، وبه توصل الارحام ، وبه يعرف الحلال والحرام ، العلم امام العمل ، والعمل تابعه ، يلهمه السعداء ، ويحرمه الاشقياء ، فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظه . (120) 107- قال النبي صلى الله عليه وآله : طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة . وعن أبي عبدالله عليه السلام قال : طلب العلم فريضة في كل حال . وقال الصادق عليه السلام : لو علم الناس ما في العلم لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللجج . (121) 108- عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : العالم والمتعلم شريكان في الاجر للعالم أجران وللمتعلم أجر ، ولا خير في سوى ذلك . عن أبي جعفر عليه السلام قال : ما من عبد يغدو في طلب العلم ويروح إلا خاض الرحمة خوضا . (122) 109- عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الذي تعلم العلم منكم له مثل أجر الذي يعلمه ، وله الفضل عليه ، تعلموا العلم من حملة العلم ، وعلموه إخوانكم كما علمكم العلماء . (123) 110- وقال صلى الله عليه وآله : من لم يصبر على ذل التعلم ساعة بقي في ذل الجهل أبدا . (124) 111- وقال صلى الله عليه وآله : اطلبوا العلم ولو بالصين . وقال صلى الله عليه وآله : ما على من لا يعلم من حرج أن يسأل عما لا يعلم . (125) 112- عن ابن زياد قال: سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام وقد سئل عن قوله تعالى: فلله الحجة البالغة . فقال: إن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: أكنت عالما؟ فإن قال: نعم قال له: أفلا عملت بما علمت؟ وإن قال: كنت جاهلا قال له: أفلا تعلّمت حتى تعمل؟ فيخصمه وذلك الحجة البالغة. (126) 113- قال أمير المؤمنين عليه السلام : الشاخص في طلب العلم كالمجاهد في سبيل الله ، إن طلب العلم فريضة على كل مسلم ، وكم من مؤمن يخرج من منزله في طلب العلم فلا يرجع إلا مغفورا . (127) 114- قال أمير المؤمنين عليه السلام : يا مؤمن إن هذا العلم والادب ثمن نفسك فاجتهد في تعلمهما ، فما يزيد من علمك وأدبك يزيد في ثمنك وقدرك ، فإن بالعلم تهتدي إلى ربك ، وبالادب تحسن خدمة ربك ، وبأدب الخدمة يستوجب العبد ولايته وقربه ، فاقبل النصيحة كي تنجو من العذاب . (128) 115- وقال صلى الله عليه وآله : من تعلم مسألة واحدة قلده الله يوم القيامة ألف قلائد من النور ، وغفر له ألف ذنب ، وبنى له مدينة من ذهب ، وكتب له بكل شعرة على جسده حجة . (129) 116- قال النبي صلى الله عليه وآله : من تعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل كان أفضل من أن يصلي ألف ركعة تطوعا . (130) 117- أبوحمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده أمير المؤمنين عليهم السلام قال : والله ما برأ الله من برية أفضل من محمد ومني وأهل بيتي ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطلبة العلم من شيعتنا . (131) 118- قال الباقر عليه السلام : الروح عماد الدين ، والعلم عماد الروح ، والبيان عماد العلم . (132) 119- عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طالب العلم بين الجهال كالحي بين الاموات . (133) 120- عن علي عليه السلام وعبدالله بن مسعود ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : من خرج يطلب بابا من علم ليرد به باطلا إلى حق أو ضلالة إلى هدى كان عمله ذلك كعبادة متعبد أربعين عاما . (134) 121- عن الصادق ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال أبوذر رضي الله عنه في خطبته : يا مبتغي العلم لا تشغلك الدنيا ولا أهل ولا مال عن نفسك أنت يوم تفارقهم كضيف بت فيهم ثم غدوت عنهم إلى غيرهم ، الدنيا والآخرة كمنزل تحولت منه إلى غيره ، وما بين البعث والموت إلا كنومة نمتها ثم استيقظت عنها ، يا جاهل تعلم العلم فإن قلبا ليس فيه شئ من العلم كالبيت الخراب الذي لا عامر له . (135) 122- سئل الإمام علي عليه السلام عن الخير ما هو ؟ فقال : ليس الخير أن يكثر مالك و ولدك ، ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك . وقال عليه السلام : قيمة كل امرئ ما يحسن . وقال عليه السلام : إن هذه القلوب تمل كما تمل الابدان فابتغوا لها طرائف الحكمة . وقال عليه السلام: العلم وراثة كريمة ، والفكر مرآة صافية . وقال عليه السلام : كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلا وعاء العلم فإنه يتسع . وقال عليه السلام : الناس أبناء ما يحسنون. وقال عليه السلام: الجاهل صغير وإن كان شيخا ، والعالم كبير وإن كان حدثا. وقال عليه السلام : من عُرف بالحكمة لحظته العيون بالوقار . وقال عليه السلام : الشريف من شرفه علمه . وقال عليه السلام : من عرف الحكمة لم يصبر من الازياد منها . (136) 123- وقال الصادق عليه السلام : الملوك حكام على الناس ، والعلماء حكام على الملوك . (137) 124- وقال أمير المؤمنين عليه السلام: الكلمة من الحكمة يسمعها الرجل فيقول أو يعمل بها خير من عبادة سنة. و قال النبي صلى الله عليه وآله : من طلب علما فأدركه كتب الله له كفلين من الاجر ، ومن طلب علما فلم يدركه كتب الله له كفلا من الاجر . وقال صلى الله عليه وآله : من أحب أن ينظر إلى عتقاء الله من النار فلينظر إلى المتعلمين فو الذي نفسي بيده ما من متعلم يختلف إلى باب العالم إلا كتب الله له بكل قدم عبادة سنة ، وبنى الله بكل قدم مدينة في الجنة ويمشي على الارض وهي تستغفر له ، ويمسي ويصبح مغفورا له ، وشهدت الملائكة أنهم عتقاء الله من النار . وقال صلى الله عليه وآله : من طلب العلم فهو كالصائم نهاره ، القائم ليله ، وإن بابا من العلم يتعلمه الرجل خير له من أن يكون له أبوقبيس ذهبا فأنفقه في سبيل الله . وقال صلى الله عليه وآله : من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الاسلام كان بينه وبين الانبياء درجة واحدة في الجنة . وقال صلى الله عليه وآله : لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير من أن يكون لك حمر النعم . وفي رواية اخرى : خير لك من الدنيا وما فيها . وقال صلى الله عليه وآله : من غدا في طلب العلم أظلت عليه الملائكة ، وبورك له في معيشته ، ولم ينقص من رزقه . (138) 125- وقال صلى الله عليه وآله: إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا ، وكان منها طائفة طيبة فقبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس وشربوا منها، وسقوا وزرعوا، و أصاب طائفة منها اخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءا ولا تنبت كلا فذلك مثل من فقه في دين الله، وتفقه ما بعثني الله به ، فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به. (139) 126- وقال صلى الله عليه وآله: نوم مع علم خير من صلاة مع جهل. وقال صلى الله عليه وآله: أيّما ناش نشأ في العلم والعبادة حتى يكبر أعطاه الله يوم القيامة ثواب إثنين وسبعين صديقا. وقال صلى الله عليه وآله : قليل من العلم خير من كثير العبادة. وقال صلى الله عليه وآله : من غدا إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو ليعلمه كان له أجر معتمر تام العمرة، ومن راح إلى المسجد لا يريد إلا ليتعلم خيرا أو ليعلمه فله أجر حاج تام الحجة. (140) 127- وقال أمير المؤمنين عليه السلام : كفى بالعلم شرفا أن يدعيه من لا يحسنه ، و يفرح إذا نسب إليه ، وكفى بالجهل ذما يبرا منه من هو فيه . (141) 128- أوحى الله تعالى لداود –عليه السلام-: يا داود إنّي وضعت خمسةً في خمسة، والنّاس يطلبونها في خمسة غيرها، فلا يجدونها: وضعت العلم في الجوع والجهد، وهم يطلبونه في الشبع والراحة فلا يجدونه! وضعت العزّ في طاعتي، وهم يطلبونه في خدمة السلطان فلا يجدونه! وضعت الغنى في القناعة، وهم يطلبونه في كثرة المال فلا يجدونه! وضعت رضائي في سخط انفس، وهم يطلبونه في رضا النفس فلا يجدونه! وضعت الراحة في الجنّة، وهم يطلبونه في الدنيا فلا يجدونه. (142) 129- عن أبي محمد العسكري عليه السلام قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام : من كان من شيعتنا عالما بشريعتنا فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلمة جهلهم إلى نور العلم الذي حبوناه به جاء يوم القيامة وعلى رأسه تاج من نور يضيئ لاهل جميع العرصات ، وعليه حلة لايقوم لاقل سلك منها الدنيا بحذافيرها ، ثم ينادي مناد يا عبادالله هذا عالم من تلامذة بعض علماء آل محمد ألا فمن أخرجه في الدنيا من حيرة جهله فليتشبث بنوره ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزه الجنان فيخرج كل من كان علمه في الدنيا خيرا أو فتح عن قلبه من الجهل قفلا ، أو أوضح له عن شبهة . (143) 130- عن أبي محمد العسكري عليه السلام قال : حدثني أبي ، عن آبائه ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : أشد من يتم اليتيم الذي انقطع عن أبيه يتم يتيم انقطع عن إمامه ولايقدر على الوصول إليه ، ولايدري كيف حكمه فيما يبتلي به من شرائع دينه ، ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا وهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الاعلى . (144) 131- عن أبي محمد العسكري عليه السلام قال : قال محمد بن علي الباقر عليهما السلام : العالم كمن معه شمعة تضيئ للناس ، فكل من أبصر شمعته دعا له بخير ، كذلك العالم مع شمعة تزيل ظلمة الجهل والحيرة . فكل من أضاءت له فخرج بها من حيرة أو نجا بها من جهل فهو من عتقائه من النار ، والله يعوضه عن ذلك بكل شعرة لمن أعتقه ماهو أفضل له من الصدقة بمائة ألف قنطار على غيرالوجه الذي أمرالله عزوجل به ، بل تلك الصدقة وبالٌ على صاحبها لكن يعطيه الله ماهو أفضل من مائة ألف ركعة بين يدى الكعبة . (145) 132- عن أبي محمد العسكري عليه السلام . قال : قال جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام : علماء شيعتنا مرابطون بالثغر الذي يلي إبليس وعفاريته ، يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا ، وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته النواصب ، ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة لانه يدفع عن أديان محبينا ، وذلك يدفع عن أبدانهم . (146) 133- عن أبي محمد العسكري عليه السلام قال: قال موسى بن جعفر عليهما السلام: ففيه واحد ينقذ يتيماً من أيتامنا المنقطعين عنّا وعن مشاهدتنا بتعليم ماهو محتاج إليه أشد على إبليس من ألف عابد لأنّ العابد همّه ذات نفسه فقط، وهذا همّه مع ذات نفسه ذات عباد الله وإمائه لينقذهم من يد إبليس ومردته، فذلك هو أفضل عند الله من ألف ألف عابد، وألف ألف عابدة. (147) 134- عن أبي محمد العسكري عليه السلام قال: قال علي بن موسى الرضا عليهما السلام: يقال للعابد يوم القيامة: نِعم الرجل كنت همّتك ذات نفسك وكفيت الناس مؤونتك فادخل الجنة، ألا إنّ الفقيه من أفاض على الناس خيره، وأنقذهم من أعدائهم، ووفّرعليهم نِعم جنان الله وحصل لهم رضوان الله تعالى. ويُقال للفقيه: يا أيّها الكافل لأيتام آل محمد الهادي لضعفاء محبّيهم ومواليهم قف حتى تشفع لمن أخذ عنك، أو تعلّم منك فيقف فيدخل الجنة معه فئاما وفئاما وفئاما حتى قال عشرا، وهم الذين أخذواعنه علومه، وأخذوا عمّن أخذ عنه، وعمّن أخذ عمّن أخذ عنه إلى يوم القيامة، فانظروا كم فرق بين المنزلتين؟! (148) بيان : الفئام بالهمزو كسر الفاء : الجماعة من الناس ، وفسرفي خطبة أميرالمؤمنين عليه السلام في يوم الغدير بمائة ألف . 135- أبي محمد عليه السلام قال : قال علي بن محمد عليهما السلام : لو لا من يبقى بعد غيبة قائمنا عليه السلام من العلماء الداعين إليه ، والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله ، والمنقذين لضعفاء عبادالله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لمابقي أحد إلا ارتد عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة ، كما يمسك صاحب السفينة سكانها اولئك هم الافضلون عندالله عزوجل . (148) 136- وقال أبومحمد الحسن العسكري عليه السلام : إن من محبي محمد وآل محمد صلوات الله عليهم مساكين مواساتهم أفضل من مساواة مساكين الفقراء وهم الذين سكنت جوارحهم ، وضعفت قواهم عن مقابلة أعداء الله الذين يعيرونهم بدينهم ، ويسفهون أحلامهم، ألا فمن قواهم بفقهه وعلمه حتى أزال مسكنتهم ثم سلطهم على الاعداء الظاهرين النواصب، وعلى الاعداء الباطنين إبليس ومردته ، حتى يهزموهم عن دين الله، ويذودوهم عن أولياء آل رسول الله صلى الله عليه وآله، حول الله تعالى تلك المسكنة إلى شياطينهم فأعجزهم عن إضلالهم، قضى الله تعالى بذلك قضاء حق على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله . (149) 137- عن أبي محمد عليه السلام قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام : من قوى مسكينا في دينه ضعيفا في معرفته على ناصب مخالف فأفحمه لقّنه الله يوم يدلى في قبره أن يقول : الله ربي ، ومحمد نبيي ، وعلي وليي ، والكعبة قبلتي ، والقرآن بهجتي وعدتي ، والمؤمنون إخواني . فيقول الله : أدليت بالحجة فوجبت لك أعالي درجات الجنة فعند ذلك يتحول عليه قبره أنزه رياض الجنة . (150) 138- عن أبي محمد العسكري عليه السلام . قال قالت فاطمة عليها السلام - وقد اختصم إليها إمرأتان فتنازعتا في شئ من أمرالدين ، إحديهما معاندة ، والاخرى مؤمنة ففتحت على المؤمنة حجتها فاستظهرت على المعاندة ففرحت فرحاشديدا - فقالت فاطمة عليها السلام : إن فرح الملائكة باستظهارك عليهاأشد من فرحك ، وإن حزن الشيطان ومردته بحزنها أشد من حزنها ، وإن الله تعالى قال لملائكته : أوجبوا لفاطمة بمافتحت على هذه المسكينة الاسيرة من الجنان ألف ألف ضعف مماكنت أعددت لها ، واجعلوا هذه سنة في كل من يفتح على أسير مسكين فيغلب معاندا مثل ألف ألف ماكان معدا له من الجنان . (151) 139- قال أبومحمد عليه السلام: قال علي بن الحسين عليهما السلام لرجل: أيّهما أحبّ إليك صديق كلمّا رآك أعطاك بدرة دنانير، أو صديق كلما رآك نصرك لمصيدة من مصائد الشيطان، وعرّفك ما تُبطل به كيدهم، وتخرق شبكتهم، وتقطع حبائلهم؟ قال: بل صديق كلمّا رآني علّمني كيف أُخزي الشيطان عن نفسي فأدفع عنّي بلاءه. قال: فأيّهما أحبّ إليك استنقاذك أسيرا مسكينا من أيدي الكافرين أو استنقاذك أسيرا مسكينا من أيدي الناصبين؟ قال: ياابن رسول الله سل الله أن يوفقني للصواب في الجواب. قال : اللهم وفقه قال : بل استنفاذي المسكين الأسيرمن يدى الناصب، فإنه توفير الجنّة عليه وإنقاذه من النار، وذلك توفير الروح عليه في الدنيا، ودفع الظلم عنه فيها، والله يعوّض هذا المظلوم بأضعاف مالحقه من الظلم، وينتقم من الظالم بما هو عادل بحكمه. قال: وفقت لله أبوك! أخذته من جوف صدري لم تخرم ممّا قاله رسول الله صلى الله عليه واله حرفا واحدا. (152) 140- قال جعفر بن محمد عليهما السلام : من كان همه في كسر النواصب عن المساكين من شيعتنا الموالين لنا أهل البيت يكسرهم عنهم ، ويكشف عن مخازيهم ، ويبين عوراتهم ويفخم أمرمحمد وآله صلوات الله عليهم جعل الله همه أملاك الجنان في بناء قصوره ودوره يستعمل بكل حرف من حروف حججه على أعداء الله أكثر من عدد أهل الدنيا أملاكا قوة كل واحد تفضل عن ؟ ؟ السماوات والارض ، فكم من بناء وكم من نعمة وكم من قصور لايعرف قدرها إلا رب العالمين ؟ . (153) 141- قال أبومحمد عليه السلام : قال موسى بن جعفر عليهما السلام: من أعان محبا لنا على عدو لنا فقواه وشجعه حتى يخرج الحق الدال على فضلنا بأحسن صورته، ويخرج الباطل الذي يروم به أعداؤنا ودفع حقنا في أقبح صورة ، حتى ينبه الغافلين، ويستبصر المتعلمون ويزداد في بصائرهم العالمون، بعثه الله تعالى يوم القيامة في أعلى منازل الجنان ، ويقول : يا عبدي الكاسر لاعدائي ، الناصر لاوليائي ، المصرح بتفضيل محمد خير أنبيائي ، وبتشريف علي أفضل أوليائي، ويناوي من ناواهما، ويسمى بأسمائهما وأسماء خلفائهما ويلقب بألقابهم، فيقول ذلك ويبلغ الله جميع أهل العرصات فلا يبقى كافر ولا جبار ولاشيطان إلا صلى على هذا الكاسر لاعداء محمد عليه السلام، ولعن الذين كانوا يناصبونه في الدنيا من النواصب لمحمد وعلي صلوات الله عليهما. (154) 142- قال علي بن موسى الرضا عليه السلام: أفضل ما يقدمه العالم من محبينا وموالينا أمامه ليوم فقره وفاقته وذله ومسكنته أن يغيث في الدنيا مسكينا من محبينا من يد ناصب عدو لله ولرسوله، يقوم من قبره و الملائكة صفوف من شفير قبره إلى موضع محله من جنان الله فيحملونه على أجنحتهم، ويقولون: طوباك طوباك يادافع الكلاب عن الأبرار، ويا أيّها المُتعصّب للائمّة الأخيار. (155) 143- عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل النّاس في صعيد واحد، و وضعت الموازين فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء. وعن الصادق ، عن آبائه عن علي عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إذا كان يوم القيامة وزن مداد العلماء بدماء الشهداء فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء . (156) 144- عن عبدالعظيم الحسني ، عن علي بن محمد الهادي ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : لما كلم الله موسى بن عمران عليه السلام قال موسى : إلهي ماجزاء من دعا نفسا كافرة إلى الاسلام ؟ قال : ياموسى آذن له في الشفاعة يوم القيامة لمن يريد . (157) 145- عن داود بن كثير، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عز وجل: قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله. قال: قل للذين مَننّا عليهم بمعرفتنا أن يعرفوا الذين لا يعلمون، فإذا عرفوهم فقد غفروا لهم. (158) 146- عن ابن صدقة، عن الصادق، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه واله قال: ثلاثة يشفعون إلى الله يوم القيامة فيُشفّعهم: الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء. (159) 147- عن يونس، يرفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: كان فيما أوصى به رسول الله صلى الله عليه واله عليا: ياعلي ثلاث من حقائق الإيمان: الانفاق من الاقتار، وإنصاف الناس من نفسك، وبذل العلم للمتعلّم. (160) بيان: الاقتار التضيق في المعاش . 148- عن الرضا، عن آبائه، عن رسول الله صلوات الله عليه وعليهم قال: من حسن فقهه فله حسنة . (161) 149- عن سماعة قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: أنزل الله عزّ وجل: من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعا. قال: من أخرجها من ضلال إلى هدى فقد أحياها، ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد والله أماتها. (162) 150- عن الرضا، عن آبائه، عن أميرالمؤمنين عليهم السلام قال: فقيه واحد أشد على إبليس من ألف عابد. (163) 151- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة بعث الله عزّ وجل العالم والعابد فإذا وقفا بين يدى الله عزوجل قيل للعابد: انطلق إلى الجنة، وقيل للعالم : قف تشفع للناس بحسن تأديبك لهم . (164) 152- عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: إنّ الله عزّ وجلّ يجمع العلماء يوم القيامة ويقول لهم: لم أضع نوري وحكمتي في صدوركم إلا وأنا أريد بكم خير الدنيا والآخرة، اذهبوا فقد غفرت لكم على ما كان منكم. (165) 153- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: المؤمن العالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله، وإذا مات ثلم في الاسلام ثلمة لايسدها شيء إلى يوم القيامة. (166) 154- عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: من علّم خيراً فله بمثل أجر من عمل به. قلت: فإن علمه غيره يجري ذلك له؟ قال: إن علمه الناس كلهم جرى له. قلت: فإن مات؟ قال: وإن مات. (167) 155- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يجيئ الرجل يوم القيامة وله من الحسنات كالسحاب الركام أو كالجبال الرواسي فيقول: يارب أنّى لي هذا ولم أعملها؟ فيقول: هذا علمك الذي علّمته النّاس يعمل به من بعدك. (168) 156- عن أبي جعفر عليه السلام قال: عالم ينتفع بعلمه أفضل من عبادة سبعين ألف عابد. وعن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: يأتي صاحب العلم قدّام العابد بربوة مسيرة خمسمائة عام. وعن أبي عبدالله عليه السلام قال: عالم أفضل من ألف عابد ومن ألف زاهد. وعن أبي عبدالله عليه السلام قال : ركعة يصليها الفقيه أفضل من سبعين ألف ركعة يصليها العابد. (169) 157- قال أبوعبدالله عليه السلام: لايتكلم الرجل بكلمة حق يؤخذ بها إلا كان له مثل أجر من أخذ بها، ولايتكلم بكلمة ضلال يؤخذ بها إلا كان عليه مثل وزر من أخذ بها. (170) 158- عن أبي جعفر عليه السلام قال: من علم باب هدى كان له أجرمن عمل به، ولاينقص اولئك من اجورهم، ومن علم باب ضلال كان له وزر من عمل به، ولا ينقص اولئك من اوزارهم. (171) 159- عن سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: إنّ لي أهل بيت وهم يسمعون مِنّي أفأدعوهم إلى هذالأمر؟ قال: نعم إنّ الله يقول في كتابه: يا أيّها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة. (172) 160- عن الفضل، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: قال لي: أبلغ خيرا وقل خيرا، ولا تكوننّ إِمّعَة قال: وماالإمّعة؟ قال: لاتقولنّ: أنا مع النّاس، وأنا كواحد مِن النّاس، إنّ رسول الله صلى الله عليه واله قال: أيّها النّاس إنّما هما نجدان: نجد خير، ونجد شر، فما بال نجد الشر أحبّ إليكم من نجد الخير؟!. (173) 161- عن الصادق ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : من دعى إلى ضلال لم يزل في سخط الله حتى يرجع منه . (174) 162- وقال صلى الله عليه واله: ياعلي نوم العالم أفضل من ألف ركعة يُصلّيها العابد، يا علي لا فقر أشدّ من الجهل، ولاعبادة مثل التفكّر. (175) 163- وقال صلى الله عليه واله : علماء امتي كأنبياء بنى إسرائيل . (176) 164- قال النبي صلى الله عليه واله: ساعة من عالم يتكئ على فراشه ينظر في عمله خير من عبادة العابد سبعين عاما. (177) 165- وقال صلى الله عليه واله: فضل العالم على العابد سبعين درجة بين كل درجتين حضر الفرس سبعين عاما، وذلك أن الشيطان يدع البدعة للناس فيبصرها العالم فينهى عنها والعابد مقبل على عبادته لايتوجه لها ولايعرفها. (178) 166- قال النبي صلى الله عليه واله: ألا أُحدّثكم عن أقوام ليسوا بأنبياء ولاشهداء يغبطهم يوم القيامة الأنبياء والشهداء بمنازلهم من الله على منابر من نور، فقيل: من هم يارسول الله؟ قال: هم الذين يُحبّبون عباد الله إلى الله، ويُحبّبون عباد الله إليّ، قال: يأمرونهم بما يُحبّ الله وينهونهم عمّا يكره الله، فإذا أطاعوهم أحبّهم الله . (179) 167- قال النبي صلى الله عليه واله: إن الله لاينتزع العلم انتزاعا ولكن ينتزعه بموت العلماء، حتى إذا لم يبق منهم أحد اتّخذ الناس رؤساء جهالا، فأفتوا النّاس بغيرعلم فضلّوا وأضلّوا. (180) 168- عن النبي صلى الله عليه واله قال: من الصدقة أن يتعلم الرجل العلم ويعلمه الناس. وقال صلى الله عليه واله: زكاة العلم تعليمه من لا يعلمه. وعن الصادق عليه السلام لكل شئ زكاة وزكاة العلم أن يعلمه أهله. وقال صلى الله عليه واله: ياعلي نوم العالم أفضل من عبادة العابد، ياعلي ركعتان يصليهما العالم أفضل من سبعين ركعة يصليها العابد. (181) 169- قال رسول الله صلى الله عليه واله: رحم الله خلفائي. فقيل: يارسول الله ومن خلفاؤك؟ قال: الذين يحيون سنتي، ويعلمونها عباد الله. (182) 170- وقال صلى الله عليه واله: ما تصدق الناس بصدقة مثل علم ينشر. وقال صلى الله عليه واله: ما أهدى المرء المسلم على أخيه هدية أفضل من كلمة حكمة يزيده الله بها هدى ويردّه عن ردى. (183) 171- قال النبي –صلى الله عليه وآله-: إذا مات الانسان انقطع عمله إلا من ثلاث: من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له. (184) 172- عن حفص، قال قال أبوعبدالله عليه السلام: ياحفص ما أنزلت الدنيا من نفسي إلا بمنزلة الميتة إذا اضطررت إليها أكلت منها، ياحفص إن الله تبارك وتعالى علم ما العباد (عليه) عاملون، وإلى ماهم صائرون، فحلم عنهم عند أعمالهم السيئة لعلمه السابق فيهم، فلا يغرنّك حسن الطلب ممّن لايخاف الفوت. ثم تلى قوله تعالى: تلك الدار الآخرة...الآية. وجعل يبكي ويقول: ذهبت والله الأماني عند هذه الآية، ثم قال: فاز والله الأبرار، تدري من هم؟ (هم) الذين لايؤذون الذر كفى بخشية الله علماً، وكفى بالاغترار بالله جهلاً، ياحفص إنّه يغفر الجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد، ومن تعلّم وعمل وعلّم لله دُعي في ملكوت السماوات عظيماً، فقيل: تعلّم لله، وعمل لله، وعلّم لله. قلت: جُعلت فداك فما حدّ الزهد في الدّنيا؟ فقال: فقد حدّ الله في كتابه فقال عزّ وجل: (لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم). إنّ أعلم النّاس بالله أخوفهم لله، وأخوفهم له أعلمهم به، وأعلمهم به أزهد هم فيها. فقال له رجل: يابن رسول الله أوصني ، فقال: اتّق الله حيث كنت فإنك لاتستوحش. (185) 173- قال أبوعبدالله عليه السلام: أبلغ موالينا عنّا السلام وأخبرهم أنّا لانُغني عنهم مِن الله شيئاً إلا بعمل، وأنّهم لن ينالوا ولايتنا إلا بعمل أو ورع، و أنّ أشدّ النّاس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره. (186) 174- عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه،عن أميرالمؤمنين عليهم السلام أنّه قال: الدّنيا كلّها جهل إلا مواضع العلم، والعلم كلّه حُجّة إلا ماعُمل به، والعمل كلّه رياء إلا ماكان مخلصا والاخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يُختم له. (187). أقول: اللهم ارزقنا حسن الخاتمة. 175- عن الهروي قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: رحم الله عبدا أحيا أمرنا فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟ قال: يتعلّم علومنا ويعلّمها النّاس، فإنّ النّاس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا، قال: قلت: ياابن رسول الله فقد رُوي لنا عن أبي عبدالله عليه السلام أنّه قال: من تعلّم علماً ليُماري بِه السفهاء، أويُباهي به العلماء، أو ليُقبل بوجوه النّاس إليه فهو في النار. فقال عليه السلام: صدق جدي عليه السلام أفتدري من السفهاء؟ فقلت: لا ياابن رسول الله، قال: هم قصاص مخالفينا، وتدري من العلماء؟ فقلت: لا ياابن رسول الله، فقال: هم علماء آل محمد عليهم السلام الذين فرض الله طاعتهم وأوجب مودتهم، ثم قال: وتدري مامعنى قوله: أوليقبل بوجوه الناس إليه؟ قلت: لا، قال: يعني والله بذلك ادّعاء الإمامة بغير حقّها، ومن فعل ذلك فهو في النّار. (188) 176- عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من عَمِل بما عَلم كُفي مالم يعلم. وقال الصادق عليه السلام: العلم أصل كل حال سَنِي، ومُنتهى كل منزلة رفيعة، لذلك قال النبي صلى الله عليه واله: طلب العلم فريضة على كل مسلم ومُسلمة. قال النبي صلى الله عليه واله : نعوذ بالله من علم لاينفع ، وهو العلم الذي يضاد العمل بالاخلاص، واعلم أن قليل العلم يحتاج إلى كثيرالعمل لأن علم ساعة يلزم صاحبه استعماله طول عمره. (189) 177- قال عيسى عليه السلام: رأيت حجرا مكتوبا عليه: قلّبني، فقلّبته فإذا على باطنه: من لا يعمل بما يعلم مشوم عليه طلب ما لا يعلم، ومردود عليه ماعلم . (190) 178- أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السلام: إنّ أهون ما أنا صانع بعالم غير عامل بعلمه أشدّ من سبعين عقوبة أن أُخرج من قلبه حلاوة ذكري، وليس إلى الله عزّ وجل طريق يسلك إلا بعلم، والعلم زين المرء في الدنيا وسائقه إلى الجنّة، وبه يصل إلى رضوان الله تعالى، والعالم حقا هو الذي ينطق عنه أعماله الصالحة، وأوراده الزاكية وصدقه وتقواه، لا لسانه وتصاوله ودعواه، ولقد كان يطلب هذا العلم في غير هذا الزمان من كان فيه عقل ونسك وحكمة وحياء وخشية، وأنا أرى طالبه اليوم من ليس فيه من ذلك شيء، والعالم يحتاج إلى عقل ورفق وشفقة ونصح وحلم وصبر وبذل وقناعة، والمتعلم يحتاج إلى رغبة وإرادة وفراغ ونُسك وخشية وحفظ وحزم. (191) 179- عن النبي صلى الله عليه وآله العلم علمان: علم على اللسان فذلك حجة على ابن آدم، وعلم في القلب فذلك العلم النافع. وعن أبي عبدالله عليه السلام قال: من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها، وأخرجه الله من الدنيا سالما إلى دارالسلام. (192) 180- عن النبي صلى الله عليه واله قال: إن العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل عنه. وعن أبي ذر رضوان الله عليه، قال: من تعلم علماً من علم الآخرة يريد به الدنيا عرضا من عرض الدنيا لم يجد ريح الجنة. (193) 181- قال النبي صلى الله عليه واله : العلم وديعة الله في أرضه ، والعلماء امناؤه عليه ، فمن عمل بعلمه أدى أمانته ، ومن لم يعمل بعلمه كتب في ديوان الخائنين . (194) 182- وقال صلى الله عليه واله : من ازداد في العلم رشدا فلم يزدد في الدنيا زهدا لم يزدد من الله إلا بعدا. وقال أميرالمؤمنين عليه السلام : لوأن حملة العلم حملوه بحقه لاحبهم الله وملائكته وأهل طاعته من خلقه ، ولكنهم حملوه لطلب الدنيا فمقتهم الله وهانوا على الناس . وروى حفص بن البختري قال: سمعت أباعبدالله يقول: حدثني أبي عن آبائه عليهم السلام أن أميرالمؤمنين عليه السلام قال لكميل بن زياد النخعي: تبذل ولا تشهر، ووار شخصك ولا تذكر، وتعلّم واعمل، واسكت تسلم، تسرّ الأبرار، وتُغيظ الفجار، ولا عليك إذا عرّفك الله دينه أن لاتعرف النّاس ولا يعرفوك. (195) 183- قال الإمام السجّاد –عليه السلام-: (إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديُه، وتماوت في منطقه، وتخاضع في حركاته، فرويداً لا يغرّنكم، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا وركوبالحرام منها، لضعف نيته ومهانته وجبن قلبه، فنصب الدين فخاً لها، فهو لا يزاليختل الناس بظاهره، فإن تمكن من حرام إقتحمه. وإذا وجدتموه يعفّ عن المالالحرام، فرويداً لا يغرّنكم، فإنّ شهوات الخلق مختلفة، فما أكثر من ينبو ( أييرجع ) عن المال الحرام وإن كثر، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة، فيأتي منهامحرّمًا، فإذا وجدتموه يعفّ عن ذلك فرويداً لا يغرّكم حتى تنظروا ما عقده عقله، فما أكثر من ترك ذلك أجمع ثم لا يرجع إلى عقل متين، فيكون ما يفسده بجهله أكثرمما يصلحه بعقله. فإذا وجدتم عقله متيناً، فرويداً لا يغرّكم حتى تنظروا أمعهواه يكون على عقله، أو يكون مع عقله على هواه ؟ وكيف محبته للرئاسات الباطلةوزهده فيها ؟ فإن في الناس من خسر الدنيا والآخرة، يترك الدنيا للدنيا، ويرى أن لذة الرئاسة الباطلة أفضل من لذة الأموال والنعم المباحة المحلّلة، فيترك ذلك أجمع طلباً للرئاسة حتى إذا قيل له: إتق الله أخذته العزة بالإثمفحسبه جهنم ولبئس المهاد. فهو يخبط خبط عشواء يقوده أول باطل إلى أبعد غاياتالخسارة، ويمده ربه بعد طلبه لما لا يقدر عليه في طغيانه، فهو يحل ما حرّم اللهويحرّم ما أحلّ الله، لا يبالي بما فات من دينه إذا سلمت له رئاسته التي قديتّقي من أجلها، فأولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم عذابا مهينًا، ولكن الرجل كل الرجل نِعْمَ الرجل، هو الذي جعل هواه تبعًا لأمر الله، وقواهمبذولة في رضى الله، يرى الذلّ مع الحق أقرب إلى عزّ الأبد من العزّ في الباطل، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرّائها يؤديه إلى دوام النعيم في دار لا تبيد ولاتنفد، وإنّ كثير ما يلحقه من سرّائها إن اتبع هواه، يرديه إلى عذاب لا إنقطاعله ولا يزول، فذلكم الرجل نِعْمَ الرجل، فبه فتمسّكوا، وبسنّته فإقتدوا، وإلىربكم به فتوسّلوا، فإنه لا تُردّ له دعوة، ولا تخيب له طلبه. (196) 184- عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ثلاثة يشكون إلى الله عزوجل : مسجد خراب لايصلي فيه أهله ، وعالم بين جهال ، ومصحف معلق قد وقع عليه غبار لايقرافيه . (197) 185- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إنّي لأرحم ثلاثة وحق لهم أن يُرحموا: عزيز أصابته مذلة بعد العز، وغني أصابته حاجة بعد الغنى، وعالم يستخفّ به أهله و الجهلة. وعن ابن صدقة، عن جعفر، عن آبائه عليهم السلام أن النبي صلى الله عليه واله قال: ارحموا عزيزا ذلّ، وغنياً افتقر، وعالماً ضاع في زمان جُهّال. (198) 186- عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: غريبتان فاحتملوهما: كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها. (199) 187- قال رسول الله صلى الله عليه واله: إنّما الخوف على أمّتي من بعدي ثلاث خصال: أن يتأوّلوا القرآن على غير تأويله، أو يتّبعوا زلّة العالم، أو يظهر فيهم المال حتى يطغوا ويبطروا، وسأنبّئكم المخرج من ذلك: أمّا القرآن فاعملوا بمُحكمه وآمنوا بمتشابهه، وأما العالم فانتظروا فيئه ولا تتّبعوا زلّته، وأمّا المال فإنّ المخرج منه شكر النّعمة وأداء حقّه. (200) 188- عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان علي عليه السلام يقول: إن من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال، ولاتجر بثوبه، وإذا دخلت عليه وعنده قوم فسلّم عليهم جميعا، وخصه بالتحية دونهم، واجلس بين يديه، ولاتجلس خلفه، ولا تغمز بعينيك، ولا تشر بيدك، ولا تُكثر من قول قال فلان وقال فلان خلافاً لقوله، ولا تضجر بطول صحبته، فإنّما مثل العالم مثل النخلة ينتظر بها متى يسقط عليك منها شيء، والعالم أعظم أجراً من الصائم القائم الغازي في سبيل الله، وإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لايسدّها شيء إلى يوم القيامة . (201) 189- عن إسحاق بن عمار قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : من قام من مجلسه تعظيما لرجل ؟ قال : مكروه إلا لرجل في الدين . (202) 190- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من طلب الرئاسة هلك. و عن عبدالله بن مسكان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إياكم وهؤلاء الرؤساء الذين يترأسون، فو الله ما خفقت النعال خلف رجل إلا هلك وأهلك. (203) 191- عن أبي الربيع الشامي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: ويحك يا أبا الربيع لا تطلبن الرئاسة ولا تكن ذئبا ولا تأكل بنا الناس فيفقرك الله ولا تقل فينا مالا نقول في أنفسنا فإنك موقوف ومسؤول لا محالة فإن كنت صادقا صدّقناك وإن كنت كاذبا كذّبناك. (204) 192- عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: إيّاك والرئاسة وإيّاك أن تطأ أعقاب الرّجال، قال: قلت: جُعلت فداك أمّا الرئاسة فقد عرفتها وأمّا أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا ما في يدي إلا ممّا وطئت أعقاب الرجال، فقال لي: ليس حيث تذهب، إيّاك أن تنصب رجلاً دون الحُجّة، فتُصدّقه في كلّ ما قال. (205) 193- عن الصادق، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ما جمع شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم. (206) 194- عن البزنطي قال: قال أبوالحسن عليه السلام: من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت، إنّ الصمت باب من أبواب الحكمة، إنّ الصمت يُكسب المحبّة، إنّه دليل على كلّ خير. عن الرضا، عن آبائه، عن الحسين عليهم السلام قال: سمعت أميرالمؤمنين عليه السلام يقول: الملوك حكام على الناس، والعلم حاكم عليهم، وحسبك من العلم أن تخشى الله، وحسبك من الجهل أن تعجب بعلمك. وعن الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: ألا أخبركم بالفقيه حقا؟ قالوا: بلى يا أميرالمؤمنين، قال: منْ لم يقنط النّاس من رحمة الله ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، ألا لاخيرفي علم ليس فيه تفهّم، ألا لاخيرفي قراءة ليس فيها تدبّر، ألا لاخيرفي عبادة ليس فيها تفقّه. (207) 195- عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: صنفان من أمّتي إذا صلحا صلحت أمّتي، وإذا فسدا فسدت أمّتي، قيل: يارسول الله ومن هما؟ قال: الفقهاء والأمراء. وقال أبي عبدالله عليه السلام: لايكون الرجل فقيها حتى لا يُبالي أيّ ثوبيه ابتذل؟، وبما سدّ فَوْرة الجوع؟ (208). 196- عن موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام قال: النّاس على أربعة أصناف: جاهل متردّي معانق لهواه، وعابد متقوّي كلّما ازداد عبادة ازداد كبراً، وعالم يريد أن يوطأ عقباه ويحبّ محمدة الناس، وعارف على طريق الحق يحبّ القيام به فهو عاجز أومغلوب، فهذا أمثل أهل زمانك وأرجحهم عقلا. (209) 197- عن يحيي بن عمران الحلبي، قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول: سبعة يفسدون أعمالهم: الرجل الحليم ذوالعلم الكثير لايعرف بذلك ولايذكر به، والحكيم الذي يدبر ماله كل كاذب منكر لما يؤتي إليه، والرجل الذي يأمن ذا المكر والخيانة، والسيّد الفظ الذي لارحمة له، والأم التي لاتكتم عن الولد السر وتفشي عليه، والسريع إلى لائمة إخوانه، والذي يجادل أخاه مخاصما له. (210) 198- عن أبي الحسن الاول ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : عشرة يعنتون أنفسهم وغيرهم : ذوالعلم القليل يتكلف أن يعلم الناس كثيرا ، والرجل الحليم ذوالعلم الكثير ليس بذى فطنة ، والذي يطلب مالايدرك ولاينبغي له ، والكاد غيرالمتئد ، والمتئد : الذى ليس له مع تؤدته علم ، وعالم غيرمريد للصلاح ، ومريد للصلاح وليس بعالم ، والعالم يحب الدنيا ، والرحيم بالناس يبخل بماعنده ، وطالب العلم يجادل فيه من هو أعلم فإذا علمه لم يقبل منه . (211) 199- عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن أباجعفر عليه السلام سئل عن مسألة فأجاب فيها ، فقال الرجل : إن الفقهاء لايقولون هذا ، فقال له أبي : ويحك إن الفقيه : الزاهد في الدنيا ، الراغب في الآخرة ، المتمسك بسنة النبي صلى الله عليه واله . (212) 200- قال الصادق عليه السلام: الخشية ميراث العلم ، والعلم شعاع المعرفة وقلب الايمان ، ومن حرم الخشية لايكون عالما وإن شق الشعر في متشابهات العلم. قال الله عزّ وجل: إنما يخشى الله من عباده العلماء. وآفة العلماء ثمانية أشياء: الطمع، و البخل، والرياء، والعصبية. وحب المدح ، والخوض فيما لم يصلوا إلى حقيقته، والتكلف في تزيين الكلام بزوائد الالفاظ، وقلة الحياء من الله، والافتخار، وترك العمل بما علموا . (213) 201- قال النبى صلى الله عليه واله : لاتجلسوا عند كل داع مدع يدعوكم من اليقين إلى الشك ، ومن الاخلاص إلى الرياء ، ومن التواضع إلى الكبر ، ومن النصيحة إلى العداوة ، ومن الزهد إلى الرغبة . وتقربوا إلى عالم يدعوكم من الكبر إلى التواضع ، ومن الرياء إلى إلاخلاص ، ومن الشك إلى اليقين ، ومن الرغبة إلى الزهد ، ومن العداوة إلى النصيحة . ولا يصلح لموعظة الخلق إلا من خاف هذه الآفات بصدقه ، وأشرف على عيوب الكلام ، وعرف الصحيح من السقيم وعلل الخواطر وفتن النفس والهوى . (214) 202- عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: إن صاحب الدين فكر فعلته السكينة، واستكان فتواضع، وقنع فاستغنى، ورضي بما اعطى، وانفرد فكفى الاحزان، ورفض الشهوات فصار حرا، وخلع الدنيا فتحامى الشرور ، وطرح الحقد فظهرت المحبة ، ولم يخف الناس فلم يخفهم ، ولم يذنب إليهم فسلم منهم، وسخط نفسه عن كل شيء ففاز واستكمل الفضل، وأبصر العاقبة فآمن الندامة. (215) 203- كان أميرالمؤمنين عليه السلام يقول: لا ترتابوا فتشكوا، ولا تشكوا فتكفروا، ولا ترخصوا لانفسكم فتدهنوا ، ولا تداهنوا في الحق فتخسروا ، وإن من الحزم أن تتفقهوا، ومن الفقه أن لا تغتروا ، وإن أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه ، وإن أغشكم لنفسه أعصاكم لربه ، من يطع الله يأمن ويرشد، ومن يعصه يخب ويندم ، واسألوا الله اليقين، وارغبوا إليه في العافية، و خيرمادار في القلب اليقين، أيها الناس إياكم والكذب، فإن كل راج طالب وكل خائف هارب. (216) 204- عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من فقه الرجل قلّة كلامه فيما لا يعينه. وعن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يبعث الله المقنطين يوم القيامة مغلبة وجوههم يعني غلبة السواد على البياض فيقال لهم: هؤلاء : المقنطون من رحمة الله. (217) 205- عن زيد ، عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام قال : سئل علي بن أبي طالب عليه السلام : من أفصح الناس ؟ قال : المجيب المسكت عند بديهة السؤال . (218) 206- قال أميرالمؤمنين عليه السلام في كلام له: والناس منقوصون مدخولون إلا من عصم الله، سائلهم متعنت، ومجيبهم متكلف ، يكاد أفضلهم رأيا يرده عن فضل رأيه الرضاء والسخط، ويكاد أصلبهم عودا تنكاه اللحظة وتستحيله الكلمة الواحدة. وقال عليه السلام: من نصب نفسه للناس إماما فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ، ومعلم نفسه ومؤد بها أحق بالاجلال من معلم الناس ومؤدبهم . وقال عليه السلام : إن أوضع العلم ما وقف على اللسان ، وأرفعه ماظهر في الجوارح والاركان. وقال عليه السلام: العالم من عرف قدره ، وكفى بالمرء جهلا أن لايعرف قدره، وإن أبغض الرجال إلى الله العبد وكله الله إلى نفسه جائرا عن قصد السبيل سائرا، إن دعي إلى حرث الدنيا عمل، وإلى حرث الآخرة كسل، كأن ماعمل له واجب عليه ، وكأن ماونى فيه ساقط عنه. وقال عليه السلام: رأس العلم الرفق ، وآفته الخرق. وقال أيضا: زلّة العالم كانكسار السفينة تغرق وتُغرِق. وقال عليه السلام: الآداب تلقيح الافهام ، ونتائج الاذهان. (219) 207- وقال رسول الله صلى الله عليه واله لأصحابه: إن النّاس لكم تبع وإنّ رجالاً يأتونكم من أقطار الأرض يتفقّهون في الدّين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيراً. (220) 208- وعن النبي صلى الله عليه واله: لينوا تعلّمون ولمن تتعلّمون منه. و عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : لعن رسول الله صلى الله عليه واله من نظر إلى فرج إمرأة لاتحل له، ورجلا خان أخاه في إمرأته ، ورجلا احتاج الناس إليه ليفقّههم فسألهم الرشوة . (221) 209- قال الصادق عليه السلام: من أخلاق الجاهل الاجابة قبل أن يسمع، والمعارضة قبل أن يفهم، والحكم بما لا يعلم . (222) 210- وينصح العلماء عند الخروج للدرس بالدعاء المروي عن النبي صلى الله عليه واله اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو اضل ، وأزل أو ازل ، وأظلم أو اظلم ، وأجهل أو يجهل علي ، عز جارك ، وتقدست أسماؤك ، وجل ثناؤك ، ولا إله غيرك . ثم يقول : بسم الله ، حسبي الله ، توكلت على الله ، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، اللهم ثبت جناني ، وأدر الحق على لساني . (223) 211- قال أميرالمؤمنين عليه السلام: من كتم علما فكأنّه جاهل. وقال عليه السلام : الجواد من بذل ما يضن بمثله. وعن مدرك بن الهزهاز قال: قال أبوعبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام: يا مدرك إن أمرنا ليس بقبوله فقط، ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله، اقرأ أصحابنا السلام ورحمة الله وبركاته، وقل لهم: رحم الله امرءا اجترّ مودّة النّاس إلينا فحدّثهم بما يعرفون وترك مايُنكرون. (224) 212- قال رسول الله صلى الله عليه واله : تناصحوا في العلم فإن خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانته في ماله ، وإن الله مسائلكم يوم القيامة . (225) 213- قال أبوعبدالله عليه السلام : إن أمرنا هوالحق، وحق الحق، وهو الظاهر، وباطن الظاهر، وباطن الباطن، وهو السر، وسرالسر، وسر المستسر، وسرمقنع بالسر. (226) 214- قال رسول الله صلى الله عليه واله إذا ظهرت البدعة في امتي فليظهر العالم علمه ، فإن لم يفعل فعليه لعنة الله . (227) 215- قال أبومحمد العسكري عليه السلام: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: من سُئل عن علم فكتمه حيث يجب إظهاره، وتزول عنه التقية جاء يوم القيامة ملجما بلجام من النار، وقال أميرالمؤمنين: إذا كتم العالم العلم أهله، وزها الجاهل في تعلم ما لابد منه، وبخل الغني بمعروفه، وباع الفقير دينه بدنيا غيره جل البلاء وعظم العقاب. (228) 216- عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الرجل ليتكلم بالكلمة فيكتب الله بها إيمانا في قلب آخر ، فيغفرلهما جميعا . (229) 217- قال الصادق عليه السلام : اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا ، فإنا لانعد الفقيه منهم فقيها حتى يكون محدثا، فقيل له: أو يكون المؤمن محدثا؟ قال: يكون مفهما، والمفهم محدث. و عن علي بن سويد السائي قال: كتب إلى أبوالحسن الاول وهو في السجن: وأمّا ماذكرت ياعلي ممن تأخذ معالم دينك؟ لا تأخذن معالم دينك عن غيرشيعتنا فإنك إن تعدّيتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم، إنهم اؤتمنوا على كتاب الله جل وعلا فحرّفوه وبدّلوه، فعليهم لعنة الله ولعنة رسوله وملائكته ولعنة آبائي الكرام البررة ولعنتي ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة. (230) 218- عن أحمد بن حاتم بن ماهويه قال: كتبت إليه يعني أباالحسن الثالث عليه السلام أسأله عمّن آخذ معالم ديني ؟ وكتب أخوه أيضا بذلك، فكتب إليهما: فهمت ما ذكرتما، فاعتمدا في دينكما على مسن في حبّكما وكلّ كثيرالقدم في أمرنا، فإنّهم كافوكما إن شاءالله تعالى . (231) 219- وقال أميرالمؤمنين عليه السلام : يا معشر شيعتنا والمنتحلين مودتنا ، إياكم وأصحاب الرأى فإنهم أعداء السنن ، تفلتت منهم الاحاديث أن يحفظوها ، وأعيتهم السنة أن يعوها ، فاتخذوا عبادالله خولا ، وماله دولا ، فذلت لهم الرقاب ، وأطاعهم الخلق أشباه الكلاب ، ونازعوا الحق أهله ، وتمثلوا بالائمة الصادقين وهم من الكفار الملاعين ، فسئلوا عما لا يعملون فأنفوا أن يعترفوا بأنهم لايعلمون ، فعارضوا الدين بآرائهم فضلوا وأضلوا . أما لوكان الدين بالقياس لكان باطن الرجلين أولى بالمسح من ظاهرهما . (232) 220- قال أبوجعفر عليه السلام : لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة: شرّقا وغرّبا لن تجدا علما صحيحا إلا شيئا يخرج من عندنا أهل البيت . (233) 221- عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الحكمة لتكون في قلب المنافق فتجلجل في صدره حتى يخرجها فيوعيها المؤمن ، وتكون كلمة المنافق في صدر المؤمن فتجلجل في صدره حتى يخرجها فيعيها المنافق. (234) 222- عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال : من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق عن الله فقد عبدالله ، وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس . (235) 223- عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن رجلا دخل على أبي عليه السلام فقال : إنكم أهل بيت رحمة اختصكم الله بذلك . قال : نحن كذلك والحمد لله ، لم ندخل أحدا في ضلالة ، ولم نخرج أحدا من باب هدى نعوذ بالله أن نضل أحدا . (236) 224- عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال أما أنه ليس عند أحد من الناس حق ولاصواب إلا شئ أخذوه منا أهل البيت ، ولا أحد من الناس يقضي بحق وعدل وصواب إلا مفتاح ذلك القضاء وبابه وأوله وسببه علي بن أبي طالب عليه السلام فإذا اشتبهت عليهم الامور كان الخطأ من قبلهم إذا أخطأوا ، والصواب من قبل علي بن أبي طالب عليه السلام . و عن فضيل، قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: كل مالم يخرج من هذالبيت فهو باطل. (237) 225- قال أبوعبدالله عليه السلام : من دان الله بغيرسماع من عالم صادق ألزمه الله التيه إلى الفناء ، ومن ادعى سماعا من غير الباب الذي فتحه الله لخلقه فهو مشرك ، وذلك الباب هو الامين المأمون على سرالله المكنون . (238) 226- قال عيسى ابن مريم عليه السلام : الدينار داء الدين ، والعالم طبيب الدين فإذا رأيتم الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاتهموه واعلموا أنه غيرناصح لغيره . و عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا رأيتم العالم محبا للدنيا فاتهموه على دينكم فإن كل محب يحوط ماأحب (239) 227- عن جعفربن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام : أن عليا عليه السلام قال : إن في جهنم رحى تطحن أفلا تسألوني ماطحنها ؟ فقيل له : وماطحنها يا أميرالمؤمنين ؟ قال : العلماء الفجرة ، والقراء الفسقة ، والجبابرة الظلمة ، والوزراء الخونة ، والعرفاء الكذبة . وإن في النار لمدينة يقال لها : الحصينة أفلا تسألوني ما فيها ؟ فقيل : وما فيها يا أميرالمؤمنين ؟ فقال : فيها أيدي الناكثين . (240) 228- عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل : والشعراء يتبعهم الغاوون قال : هل رأيت شاعرا يتبعه أحد ؟ إنما هم قوم تفقهوا لغيرالدين فضلوا وأضلوا . وقال أبوعبدالله عليه السلام إن من العلماء من يحب ان يخزن علمه ولايؤخذ عنه فذاك في الدرك الاول من النار ، ومن العلماء من إذا وعظ أنف وإذا وعظ عنف فذاك في الدرك الثاني من النار ، ومن العلماء من يرى أن يضع العلم عند ذوي الثروة والشرف ولايرى له في المساكين وضعا فذاك في الدرك الثالث من النار ، ومن العلماء من يذهب في علمه مذهب الجبابرة والسلاطين فإن رد عليه شئ من قوله أو قصر في شئ من أمره غضب فذاك في الدرك الرابع من النار ، ومن العلماء من يطلب أحاديث اليهود والنصارى ليغزر به علمه ويكثر به حديثه فذاك في الدرك الخامس من النار ، ومن العلماء من يضع نفسه للفتيا ويقول : سلوني ولعله لا يصيب حرفا واحدا والله لايحب المتكلفين فذاك في الدرك السادس من النار ، ومن العلماء من يتخذ علمه مروة وعقلا فذاك في الدرك السابع من النار . (241) 229- عن الصادق ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إذا ظهر العلم ، واحترز العمل ، وائتلفت الالسن ، واختلفت القلوب ، وتقاطعت الارحام ، هنالك لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم . و قال رسول الله صلى الله عليه واله : سيأتي على امتي زمان لايبقى من القرآن إلا رسمه ، ولا من الاسلام إلا اسمه ، يسمون به وهم أبعد الناس منه ، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى ، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء ، منهم خرجت الفتنه وإليهم تعود . و قال أميرالمؤمنين عليه السلام : أشد الناس بلاءا وأعظمهم عناءا من بلي بلسان مطلق ، وقلب مطبق ، فهو لا يحمد إن سكت ولايحسن إن نطق . وقال صلى الله عليه واله: من قال: أنا عالم فهو جاهل. (242) 230- وقال صلى الله عليه واله : يظهرالدين حتى يجاوز البحار ، ويخاض في سبيل الله ثم يأتي من بعد كم أقوام يقرؤون القرآن يقولون : قرأنا القرآن ، من أقرأ منا ؟ ومن أفقه منا؟ ومن أعلم منا؟. ثم التفت إلى أصحابه فقال : هل في اولئك من خير؟ قالوا: لا. قال: اولئك منكم من هذه الآية: واولئك هم وقود النار. وقال أميرالمؤمنين عليه السلام قسم ظهري عالم متهتك ، وجاهل متنسك فالجاهل يغش الناس بتنسكه ، والعالم يغرهم بتهتكه. (243) 231- قال الإمام العسكري –عليه السلام-: سيأتي زمانٌ على الناس وجوههم ضاحكة مستبشرة وقلوبهم مظلمة منكدرة، والسُنّة فيهمبدعة، والبدعة فيهم سُنّة، المؤمن بينهم محقَّر والفاسق بينهم موقَّر، أمراؤهمجائرون وعلماؤهم في أبواب الظلمة سائرون، وأغنياؤهم يسرقون زاد الفقراء، واصاغرهميتقدمون على الكبراء، كلّ جاهل عندهم خبير، وكلّ محيل عندهم فقير، لا يميزون بينالمخلص والمرتاب، ولا يعرفون الضأن من الذئاب، علماؤهم شرار خلق الله على وجه الأرضلأنهم يميلون إلى الفلسفة والتصوف، وأيم الله إنهم من أهل العدوان والتحريف يبالغونفي حبّ مخالفينا ويضلون شيعتنا وموالينا فإنْ نالوا منصباً لم يشبعوا عن الرشا،وإنْ خذلوا عبدوا الله على الرياء، ألاَ إنهم قطّاع طريق المؤمنين والدّعاة إلىنحلة الملحدين، فمَن أدركهم فلْيحذرْهم وليصنْ دينَه وإيمانه. (244) 232- عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الكذب على الله عزوجل وعلى رسوله وعلى الاوصياء عليهم الصلاة والسلام من الكبائر. وقال رسول الله صلى الله عليه واله : من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار . وعن الرضا عليه السلام قال : والله ماأحد يكذب علينا إلا ويذيقه الله حر الحديد. وعن أبي سخيلة قال: سمعت عليا عليه السلام على منبر الكوفة يقول: أيها الناس ثلاث لادين لهم: لادين لمن دان بجحود آية من كتاب الله، ولادين لمن دان بفرية باطل على الله، ولادين لمن دان بطاعة من عصى الله تبارك وتعالى، ثم قال: أيها الناس لاخير في دين لاتفقه فيه، ولاخير في دنيا لاتدبر فيها ، ولا خير في نسك لاورع فيه . وعن زرارة قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : ما حق الله على خلقه ؟ قال : خق الله على خلقه أن يقولوا ما يعلمون ويكفوا عما لايعلمون ، فإذا فعلوا ذلك فقد والله أدوا إليه حقه . (245) 233- قال الإمام العسكري –عليه السلام-: من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه،فللعوام أن يقلدوه. ،وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لاجميعهم .. فأما من ركب من القبائح والفواحش مراكب فسقةفقهاء العامة، فلا تقبلوا منهم عنا شيئا ولا كرامة،وإنما كثر التخليط فيمايتحمّل عنا أهل البيت لذلكلأن الفسقة يتحملون عنا فيحرّفونهبأسره لجهلهم، و يضعون الأشياء على غير وجوهها لقلة معرفتهم،وآخرين يتعمّدون الكذب علينا، ليجرّوا من عرض الدنيا ما هو زادهم إلىنار جهنم. ومنهم قوم نصّاب لا يقدرون على القدح فينا،فيتعلمون بعض علومنا الصحيحة فيتوجّهون به عند شيعتنا، وينتقصون بنا عند نصّابنا،ثم يضيفون إليه أضعافه وأضعاف أضعافه من الأكاذيب علينا التي نحن براءٌ منها،فيقبلهالمستسلمون من شيعتناعلى أنه من علومنا، فضلّواوأضلّوا، وهم أضرّ على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد - عليه اللعنة - على الحسين بن علي-عليهما السلام- وأصحابه، فإنّهم يسلبونهم الأرواح والأموال. وهؤلاء علماء السوء الناصبونالمتشبّهون بأنّهم لنا موالون ولأعدائنا معادون، يُدخلون الشك والشبهة على ضعفاءشيعتنا، فيضلّونهم ويمنعونهم عن قصد الحق المصيب،لا جرم أنّ من علِم الله منقلبه من هؤلاء العوام، أنّه لا يريد إلا صيانة دينه وتعظيم وليّه، لم يتركه في يدهذا المتلبّس الكافر، ولكنّه يقيّض له مؤمناً يقف به على الصواب ثم يوفّقه اللهللقبول منه، فيجمع الله له بذلك خير الدنيا والآخرة، و يجمع على من أضلّه لعن الدنياوعذاب الآخرة. ثم قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وآله-: شرار علماء أمتنا المضلّون عنا، القاطعونللطرق إلينا، المسمّون أضدادنا بأسمائنا، الملقّبون أندادناً بألقابنا، يصلّونعليهم وهم للّعن مستحقّون، ويلعنونا ونحن بكرامات الله مغمورون، وبصلوات الله وصلوات ملائكته المقرّبين علينا عن صلواتهم علينا مستغنون، ثم قال: قيل لأميرالمؤمنين –عليه السلام-: مَن خير خلق الله بعد أئمة الهدى ومصابيح الدجى؟ قال: العلماء إذاصلحوا، قيل: ومَن شرّ خلق الله بعد إبليس وفرعون ونمرود وبعد المتسمّين بأسمائكم،وبعد المتلقّبين بألقابكم، والآخذين لأمكنتكم، والمتأمرين في ممالككم؟ قال:العلماء إذا فسدوا، هم المظهرون للأباطيل، الكاتمون للحقائق، وفيهم قال الله عزّوجلّ : (أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا(. (246) 234- قال الإمام الصادق –عليه السلام-: ( بادروا إلى أولادكم بالحديث قبل أن يسبقكم إليهم المُرجِئة [المخالفون]) (247). ويُنسب له عليه السلام –قوله-: (الأدب عندالأحمق كالماء في أصول الحنظل كلّما ازداد رياً زاد مرارة). 235- قال أمير المؤمنين عليه السلام: الأدب حُلل جدد. ومرتبة الرجل عقله. وصدره خزانة سره. والتثبت حزم. والفكر مرآة صافية.وقال عليه السلام: قرنت الهيبة –أي المخافة- بالخيبة. والحياء بالحرمان. والحكمة ضالة المؤمن فليطلبها ولو في أيدي أهل الشر. (248) 236- عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الناس اثنان عالم ومتعلم، وسائر الناس همج والهمج في النار. و عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان أكثر عبادة أبي ذر - رحمة الله عليه - خصلتين: التفكر والاعتبار. (249) 237- وقال -صلى الله عليه وآله-: (قيّدوا العلم بالكتاب) (250). وقال -صلى الله عليه وآله-: (قيّدوا العلم) قيل: وما تقييده؟ قال: (كتابته) (251). 238- وقال صلى الله عليه وآله: (الحياء حياءان: حياء عقل وحياء حمق، فحياء العقل العلم، وحياء الحمق الجهل.) (252) Hph]de g;g gfdf p,g hgugl ,hgjugl ,hguglhx ,hgurg ,hgurghx |
2015/08/01, 02:44 AM | #2 |
معلومات إضافية
|
بارك الله بكم
|
2015/08/01, 03:36 PM | #3 |
معلومات إضافية
|
ربي يبارك فيكم تسلمو وشكرا لحضوركم خيتي ملكة الفاضله
|
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
وصية الإمام علي عليه السلام إلى كميل بن زياد رضوان الله عليه في فضل العلم والعلماء | أسد العراق | الحوار العقائدي | 6 | 2015/02/02 01:11 PM |
نية المؤمن خير من العمل | شجون الزهراء | القران الكريم | 2 | 2014/11/26 06:22 PM |
أحاديث صحيحة من كتاب الكافي عن الظلم | علي الأكبر | المواضيع الإسلامية | 3 | 2014/10/31 11:37 AM |
| |