Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > القران الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017/07/11, 05:18 AM   #1
الفاطمي

موالي نشيط

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3882
تاريخ التسجيل: 2015/06/29
المشاركات: 147
الفاطمي غير متواجد حالياً
المستوى : الفاطمي is on a distinguished road




عرض البوم صور الفاطمي
Sdrg ما المراد من الذكر في قوله تعالى : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ

ما المراد من الذكر في قوله تعالى : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

لسماحة الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني
و بعد أيها الإخوة و الأخوات الكرام فإن محل البحث في هذه المحاضرة إنما هو في المراد من الذكر ، في قوله تعالى [ إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون ] نريد هاهنا بعيدا عن كل تفسير و تأويل لنرى ما هو المراد من الذكر المحفوظ الذي اخذ الله على نفسه أن يحفظه لتكون له الحجة يوم الحساب على الخلائق لا للخلائق حجة عليه بأنهم ضاعوا لعدم السبيل إليه . و لنرى بعد الإستناد إلى القرآن المجيد نفسه ، قبل أن نذهب إلى تفسير مفسر و تأويل مأول و كلام من فلان و فلان لنرى ماذا قال لنا كتاب الله تعالى عن المراد من الذكر فإن تمسكنا بعيدا عن اتباع الرجال و الفقهاء والمؤولين و الفلاسفة و العرفاء و جعلنا نصب أعيننا الكتاب المجيد لأنه أساس كل شيء لفهم الحقائق ، ثم بعد ذلك إستندنا إلى عِدل الكتاب المجيد و هي السنة النبوية فإن إنتهى الأمر بواقع فُهم من الكتاب المجيد الذي هو الأصل لكل الحقائق و من عدله الذي هو بيان للكتاب المجيد فعلينا بعد ذلك أن لا نُصغي لكلمة من هنا أو هناك قالها مفسر أو غير مفسر و لذا نقول لنرى الحقيقة و نستطلعها من نفس الكتاب المجيد بآياته المختلفة لأن القرآن يفسر بعضه بعضا ، بعيدا عن تفسير و تأويل و إدعاءات ضرورات . الكثير من المواطن مع كل الأسف روح الاستبداد و حضارة الإستبداد ساقت الأمة ، يقول قائلها كلمة لشهرة أو لحكم إدعي عليها الإجماع ثم بعد فترة من الزمن صارت ضرورة من الضروريات و المخالف لها مرتد خارج من الدين . في الحقيقة و الواقع نجد الكثير من المواطن مع الأسف إدعاء إجماعات ، إدعاءات شهرة و إدعاءات جماعة و اللزوم الجماعة و ما شاكل هذه الأمور التي صارت بديلا عن الحق مع الأسف . ولنرى أيضا ما عليه الأمة من مسلمات نشأت عليها . نحن الآن نسمع الكثير الكثير هذا ما أجمعت عليه الأمة و هذا ما قام عليه الإجماع ، هذا ما كان لمنهج الجماعة ، صارت الجماعة و الكثرة و هذه الإدعاءات العجيبة الغريبة التي صارت بديلا عن الكتاب المجيد نفسه و السنة النبوية صارت هي الحكم فيما بيننا .
لنرى أن ما أصبح اليوم في كثير من المواطن من مسلمات شرع الله بتعب الموروث الحاصل من المتقدمين من العلماء او الصحابة حتى أصبح هذا الموروث الحاكم علينا اليوم واقع شرعٍ المتردد فيه خارج من الدين . يكفي أن يتكلم شخص كلاما لا يروق لحاكم او لحوزة أو لا يروق للأزهر أو لا يروق لمجمع العلماء و ماشاكل هذه الأمور ، كافي أن تصدر فيه فتوى من شخص كأنها كلمة من رسول الله (ص) حددنا فيها الدين و أخرجنا الآخرين و كفرناهم أو قتلناهم حتى راح و كأن فهم المراد من الدين كتابا أو سنة أو سيرة كأنها حِكر على المتقدمين . حتى أعلن أبناء السنة و الجماعة على أن هناك أربعة من الفقهاء على كل متأخر أن لا يتجاوز هؤلاء ، هكذا هي هذه الأمة تُصدق أمرا لا واقع له فتعتبره من المسلمات ثم تلتزم فيه و يكون الخارج عنه خارج من الدين .حتى أصبح فهم الشريعة على جميع الأصعدة فكرا و معتقدا في أصول الدين و فقها في أحكامه حِكرا على المتقدمين ، سواء كان هؤلاء المتقدمون صحابة او من القريبين منهم و لذا حُدد فهم الشرع في القرن الأول و القرن الثاني و أصبح من يدعي من المتأخرين فقها و إجتهادا و فهما و عقلا في الحقيقة و الواقع هو لا يتجاوز خطى المتقدمين مؤيدا لهم بكيفية من الكيفيات و إن عجز فقال هاهنا هي الشهرات . فنقول إن الكثير من المتأخرين حتى من الذين يدعي الإستقلال في فهمه للشريعة لم يستند في فهم الكتاب و السنة إلى نفس الكتاب و إلى نفس السنة بل راح ليستند إلى مقالة تقدمت فكرا أو عملا كفرع شرعي و لا يجرؤ الكثير منا أن يتكلم كلمة على خلاف المشهور أو على خلاف ما كان عليه المسلمون في القرن الأول .
من قال لنا أن الدين حكر على المتقدمين ؟ لا ندري . من قال لنا على أن إدعاءات جئنا بها من إجماع وشهرة و ... أن هذه يجب إتباعها ؟ لا ندري . و لكن أنّا لنا بمثل هذه الإدعاءات و الحال لو جئنا إلى الأمة الإسلامية و نظرنا إليها كأغلبية تسمي نفسها بأبناء السنة و الجماعة ، نريد أن نرى هذه السنة و الجماعة أهي بيان كتاب الله أو ماذا ؟ سنجد بكل وضوح إن إبتعدنا عن العصبيات على أن المراد من السنة مسلكان في المعقتد : مسلك المعتزلة و مسلك الجبر الأشعري و لما كان مسلك الجبر الأشعري قريب من روح الحكام و علماء البلاط ، يقوّي الحاكم و يُلغي الأمة و يجعل أخطاء الأمة أو الحاكم هو القدر الإلهي . حتى يصل الحال في هذه الأمة أن يقول قائلها من دون اختشاء من بشر و لا من عقل سيدنا أمير المؤمنين يزيد بن معاوية قتل سيدنا ريحانة رسول الله سيد شباب الجنة الحسين عليه السلام ، يتكلم بخلاف العقل و بخلاف الدين و بخلاف كل القيم و بدون أن يكون هناك حق أو باطل أبدا لأنه لم يعرف الحق و الباطل إلا من الحكام . هكذا وصلت هذه الأمة في مناهجها و فهمها و تبعيتها للغير . فإن نظرنا إلى أغلبية المسلمة المسماة بأبناء الجماعة أو السنة سنجدهم قد توقفوا توقفا تاما على أربعة فقهاء و لا ندري من أين هذا المستند أن يتوقفوا و هم لا يعلمون أيضا و توقفوا في مناهجهم العقلية على مسلكين و لما كان منهج المعتزلة فيه روح من التعقل و الحاكم لا يريد عقلا بل يريد أن يكون هو العقل للأمة و الأمة تنقاد بلا أي كلام له .
و لذا صارت الأمة أمة التبعية ، و صارت أمة توقف عقلها و توقف فكرها و توقفت إرادتها و توقف إحساسها بالمسؤولية إتجاه نفسها أو إتجاه المجتمع . حينما صار الأمر يدور مدار العقل الموحد العظيم لأمير المؤمنين و إذا وجد العلماء المنافقون الدجالون أن الحاكم هكذا يريد إبتعد العلماء الحقيقيون و ما سمعنا بهم و جاء هؤلاء فحفوا بالبلاط و أصبحوا أصحاب الألقاب الرنانة في التأريخ . هذا واقع أغلبية المسلمين .
لنرى ما هو واقعنا نحن الشيعة و الشيعة و إن فتح لهم أئمة الهدى عليهم السلام باب الإجتهاد في الفقه و صرحوا لهم و بكل قول و بكل وضوح على أنه من المحرم على الإنسان أن يقلد في أصول الدين . عليك أيها الإنسان أن تبحث بعقلك مستعينا بالشرع و العلم لتعرف حقيقة التوحيد و لتعرف حقيقة العدل و النبوة و ... هكذا هي المنهجية التي رسمها لنا ائمة الهدى ليتحرك العقل المسلم نحو ربه في صراط الله المستقيم . نريد أن نرى نحن بعد أن أسس لنا الشرع أساسا متينا مذا صنعنا، هذه هي روحنا التقليدية القبلية إذا قال شيخ العشيرة كلمة تُلغى العشيرة و إذا قال أمير المؤمنين كلمة تُلغى الأمة و إذا قال الأب كلمة تُلغى الأسرة هكذا نحن . الآن نريد أن نرى ماذا صنعنا نحن حتى لا نكون نُقادا و نحن نعيش الخطأ بنفسه . نقول إن الطائفة أكبرت رجالا من المتقدمين من كبار فقهاءها توقفت و صار المتأخر يدعي الإجتهاد و هو في الحقيقة و الواقع إلا ما ندر هو مقلد لفتاوى تقدمت . و راح عامة الشيعة إلا ما ندر منهم ليقلد ما يراه مرجعا . أين موطن التقليد؟ موطن التقليد فقط و فقط في كل موطن لا يتمكن الإنسان أن يصل إلى أمر لأن الجاهل عليه أن يتبع العالم . هذه هي قاعدة عقلية ، لو لم تأتي أي رواية أو آية تدل على لزوم التقليد لأن الكثير من الروايات التي تستند عليها الحوزات في التقليد هي ضعيفة دلالة و سندا لكن نحن لا نتردد بحكم العقل الذي لا شك و لا ريب فيه أن على الجاهل أن يتبع أهل الخبرة و العقل في كل شيء . فلا يجوز لإنسان أن يبني بيتا و هو ليس من أهل الهندسة و البناء و لا يجوز لإنسان و لو بدن نفسه أن يتدخل فيه بل يقال له بحكم العقل إذهب إلى الطبيب ، و هو بدنه و هو لا اختيار له أن يتصرف فيه لأنه ليس من أهل الخبرة . التقليد أين محله ؟ محل التقليد في فروع الفروع ، نحن لا يجوز لنا أن نُقلد في توحيد و لا نبوة و لا يجوز لنا أن نقلد في فهم السيرة لعالم ، نحن يجب أن نقرأ سيرة الرسول بأنفسنا بعد أن نثقف أنفسنا بثقافة الدين . فإذا ثقفنا أنفسنا بثقافة الدين كان علينا أن نقرأ السيرة بأنفسنا و قد نستعيد بإرشادات من هنا و هناك . فلا تقليد في أصول الدين و لا تقليد في فروع الدين ، نحن لا نقلد فقيها يذهب إلى النجف أو قم أو أي حوزة شيعية في العالم لنقول له ماذا استنبطت هل الصلاة واجبة أم لا ؟ هذه مسلمات الدين التي لا يتردد فيها متردد أن الصلاة واجبة و أن الحج واجب و أن الخمر من المحرمات . نحن ماذا صنعنا؟ العلماء أكبروا علماء تقدموا ففي الغالب الفتاوى هي تقليد لما تقدم حتى الروايات لا نراجعها ، الروايات التي استند إليها الفقهاء المتقدمون هي روايات معينة هذه محط الكلام لا الروايات بما هي روايات . و راح العلماء شبه مقلدين للمتقدمين .
الناس ماذا صنعت ؟ الناس أيضا سمعوا بالتقليد فتوقف الشيعي عن كل شيء لم يبحث لا في أصول دينه و لا في فروع دينه و لا في أي شيء آخر. فإن طرحت عليه شبهة أو سمع بكلمة أو مسته كلمة من ناصبي سني أو من خارج الدين راح يركض إلى المسجد . فإن وجد الخطيب أو إمام الجماعة و إلا حاول أن يقول له إكتب لي رسالة أو كلمة على أن المرجع ماذا يقول هنا . هكذا استسلم عقل المسلم إلى الغير فصارالذي يفطر هو الحاكم و الذي يفكر هو العالم و البقية تتبع حتى في المعتقدات . فإذن نقول راحت الطائفة الشيعية لتقلد و التقليد لا شك و لا ريب فيه لكن في مجاله الخاص و هو في فروع الفروع لا في الصلاة بل في حكم يعود إلى الصلاة ، هناك تقليد . لأنه ليس بمقدور كل إنسان أن يترك كل شيء و يذهب إلى الحوزة ليتعلم طريقة استنباط الأحكام الشرعية . فإذن في مجال واحد هناك تقليد . كما و أنه قد نُقلد في كثير من الأمور أهل الإختصاص . لكن نحن رحنا لنقلد في أصول الدين و فروعها و تجاوزنا ذلك إلى الأمور الخارجية . أمة لا تفكر ، مشكلة حدثت في بلاد معينة لا نريد أن نُسمي بلاد ، الشيعة لا يفكرون أن الحاكم سارق ظالم جائر يقول حقا أو يقول باطلا أبدا ، إشتدت الأزمات و إشتدت المشاكل فذهب إلى المرجع ليفهم حتى القضايا الخارجية من المرجع . الإحترام و التقدير حسن لكنه قائم على المشورة و الفكر و على معرفة الشرع . نحن بمعرفة الشرع و سيرة رسول الله كيف تفاعل مع الواقع الخارجي و سيرة الأئمة الأطهار كيف تفاعلوا مع الواقع الخارجي و إذ بنا لا نعرف من سيرة رسول الله (ص) و أهل بيته الكرام إلا أمر ، متى تولّد و متى توفى ، لنفرح في ولادته و لنبكي في وفاته و لنذكره مكررا لنحصل على الثواب إذا صلينا على محمد و آل محمد عشر مرات . هذه صارت سنة و سيرة لرسول الله (ص) فرحنا نقلد حتى في الأمور الخارجية .
أما قانون المشورة ، أمرهم شورى بينهم ، هكذا أرادهم الله . يتشاورون فيزدادون علما و يزدادون عقلا و يزدادون ثباتا و كمالا . جاء الحاكم بعد رسول الله فألغى المشورة و صارت هو الذي يحدد حدود المشورة ، ستة من بعد الرسول كان الرسول راض عنهم ثم يحدد هو بحسب مشتهياته و الأمة ترضى ، فإن قبل الكل بواحد فبها و إن لم يقبلوا و صاروا ثلاثة و ثلاثة فبالكفة التي فيها عبدالرحمن و إضربوا أعناق البقية . كيف مات الرسول و هو راض عنهم و كيف تأمر سيدنا و مولانا أيها الخليفة المبجل بضرب أعناق من كان رسول الله راض عنهم و هم من العشرة المبشرة ؟ المسلم لا يفكر أبدا . أمير المؤمنين رأى مصلحة أن يُسرع إلى هؤلاء الأبرار إلى الجنة .هكذا نحن ننقد قوما و نحن نفعل نفس الفعل . المشورة قوام التكامل ، نضيف على عقلنا عقلا و على علمنا علما . هذه ألغيت عن الطائفة الشيعية أيضا ، ليس هناك مجال للتبادل و لا للتشاور و لا لتبادل العقل و لا تبادل رأي ، يركض العامي بسرعة ليرى المجتهد الذي يرجع إليه بالتقليد ماذا يقول . و كل مجتهد هو يختلف عن الآخر و لم يكن حتى بين المراجع مشورة في الحقائق و كيفية التعامل مع الواقع الخارجي لاختلافات نشاهدها و كلٌ يعلم بها . ما رأينا في يوم الأيام إجتمع المراجع و كعلماء لدين في الأسبوع ليجتمعوا معا و ليصلوا وراء المرجع الفلاني . ثم المرجع الفلاني يتنازل عن كبريائه ، هو و بقية جماعته ليذهب إلى الحسينية الفلانية أو المسجد الفلاني الذي يصلي فيه المرجع الكذائي ليصلي وراءه لكي ترى الأمة أن هناك ثقة بين المراجع فيصلي بعضهم وراء بعض، من المستحيلات . و ما رأينا المرجعية في يوم من الأيام جلست بعد وفاة مرجع له الشهرة و قالت الأعلمية بعد التشاور هي لفلان و نحن نسنده . المرجعية كما ندعي الأعلمية لواحد و الرسائل المطبوعة تتجاوز المئات . أبالعقل هؤلاء جميعا لهم الأعلمية ؟ و هكذا نحن نصنع. فصار و كان رجال الدين أو الحكام يفكرون بالنيابة عن الأمة في فهم الشريعة و في الأمور الخارجية و في كل شيء و لقنت الأمة أن ليس من حقها أن تتكلم أين ذهبت ثرواتها و أين قسمت أخماسها و ما هو الداخل و ما هو الخارج و بأي مبرر قدم فلان على فلان ، فألغي فكر المسلم حتى فيما يرجع إليه فصار أمر التبعية في كل طوائفنا لحضارتنا و هي حضارة الإستبداد . كيف يمكن أن نخرج منها و نحن مستبدون في البيوت ، الأب يلغي بقية أهل البيت و اذا خرج الأم تلغي البقية و إذا خرجا معا الإبن الأكبر يلغي البقية . الذي يكون حاكما هو من هذه الأسرة و الذي يكون عالما هو من هذه الأسرة المستبدة فصار المسلم لا يفكر حتى فيما يرجع إليه و هي حياته الشخصية . تريد أن تعرف حكمك الشرعي تذهب إلى المرجع تريد أن تعرف حكمك السياسي تنظر إلى الدولة ماذا تعمل و لو نهب الحاكم الأمة بخيراتها و تعامل مع الأجانب و باعها بقممها ،الأمة ليست من وظيفتها أن تتكلم لأن هذه سياسة و خروج من الدين و كفر .
و هذا المسلم الإتكالي المسير لا المخير الذي يتبع إما الحكام الذين قال في حقهم القائل [ أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم ] أو يتبع المرجع في صغيرة و كبيرة ، هو لا يفكر يريد الغير أن يفكروا عنه بالنيابة . هذا المسلم الذي لا يحس بالمسؤولية حتى عن نفسه و ليس من حقه أن يفكر في نفسه يريد بالأماني أن يدخل جنان الخلد لا يتحرك لا يدا و لا سمعا و لا بصرا بل يريد بالأماني أن يدخل جنان الخلد و يسود العالم فكرا و علما ، يعيش السرور و إن أصيب بضنك الأيام و شدائدها راح لينتظر الفرج بمعجزة و ظن نفسه أنه من مصاديق إنتظار الفرج الذي هو من أعظم الإيمان . صبر مذلة صبر جهل و تبعية إعتبره عند الشدائد صبر الأبرار و المتقين فدعى ربه ، لكن دعوة مثل هذا الإنسان الذي لا يريد أن يغير أمرا و لا يريد أن يفهم أمرا إلا من وراء قنوات قوم آخرين ساقوه إلى الرشد أو ساقوه إلى الضلال ، يريد أن يأتيه الفرج بمعجزة فإن تأخر عليه الصبر قال المؤمن مبتلى ، جعل نفسه من مصاديق المؤمنين الذين ابتلاهم الله سبحانه و تعالى و لا يدري أن المؤمن مبتلى ليس بذل الصبر ، المؤمن مبتلى أيكون صبورا عزوما على تحقيق مطالب الشرع و العقل أم لا ؟ ذاك هو المؤمن المبتلى فإذا رآه الله تعالى آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر مميزا بين الحق و الباطل متبريا من الباطل ثابتا [ قالوا ربنا الله ثم استقاموا] إذا وجده الله بعشرين درجة من العلم و الثبات إبتلاه بالثلاثين و إذا وجده أهلا لهذه القمم إبتلاه بالأكثر من ذلك ، لا المؤمن الجاهل يعيش صبر المذلة . ثم راح عند إشتباك الأزمات و المحن يكرر دعاءه بالفرج و تغيير الواقع المأساوي بدون أن يرفع قدما نحو التغيير و بلا قدم نحو العلم و بلا قدم نحو الثبات .
تقسم الأمة بعد يأسها من الفرج إلى قسمين: إلى مؤمن لا تخرجه الأزمات من دينه و لو لصبر المذلة فعندها يقول ماذا نصنع و حكامنا ظلمة مستبدون و ماذا نصنع و علماءنا سكوت لا يتكلمون كأن المشكلة كلها و المسؤول في يوم القيامة هو الحاكم و العالم ، فلا يرى نفسه مقصرا لا في علم و لا في عمل و يعتبر نفسه من الأبرار الصابرين ، هكذا الكثير منا . و طائفة أخرى بعد أن كان هو جزء من هذا الواقع المأساوي بجهله و ذله و إستسلامه و عدم تفكره و ألف مشكلة و مشكلة . بعد أن ألقى باللائمة على الغير ثم قال و لعل رسول الله و أهل بيته -إن كان شيعيا- كانوا كهؤلاء العلماء سكوتا لا يتكلمون قد إشتغلوا بتسبيحهم و ذكرهم و ماشاكل هذه الأمور فخرج من الدين . فظن إن كان الدين هكذا فالخروج من الدين خير من هذه المذلة . هكذا نحن نصنع إن ثبتنا على الدين جئنا بحلول هي أقبح من فعلنا و إن خرجنا من الدين ألقينا باللائمة على الغير ثم شككنا بالأنبياء و أوصيائهم الكرام ثم تجاوزنا إن دخلنا إلى مجتمع مثقف باعتقادنا لا يعتقدون بالله فأنكرنا التوحيد أيضا. أما هو عليه أن يعرف أمور دينه أو ماشاكل هذه الأمور و لو لا جهله و ذله لما تسلط عليه العلماء المنافقون ولما تسلط عليه الحكام المستبدون الجهال ، هذه كلها لا يراها و لا يتكلم بها . و آخر راح ليعطي نفسه منازل القرب و أنه من الأبرار الصابرين و هو في واقع الأمر لم يرجع إلى كتاب الله ليراه بنفسه لا من خلال شاشات تبث له الحقائق من طريق الحكام أو بعض العلماء فهو لم يعرف كتاب الله و لم يعرف لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم و لم يعرف أنه عليه أن يعرف الحق ليعرف أهل الحق و لا يعرف كيفما تكونوا يولى عليكم .كل هذه القيم و السنن الإلهية و العقلية لم يفكر فيها و لم يسمعها و ليس حاضر أن يتأمل فيها و كذلك لم يرجع إلى فهم الشريعة فالشريعة سلسلة مترابطة كتابا و سنة و سيرة للمعصومين عليهم السلام . لكن مع كل الأسف نقول نحن هكذا في كل الأمور و جئنا بهذه كمقدمة لنقول لأنفسنا كفى أن نفهم حقائق الشرع من وراء فهم الغير فالله أعطانا عقلا و يحشرنا كل واحد فردا في يوم الحساب . قال مرجعي وقال أبي و قال شيخ عشيرتي و قال شيخ منبر حسينيتنا هذه كلها لا تكون مبررا يوم الحساب ، عقلك هو ميزانك يوم الرشاد معصوم لو سرت به الهدى . و لذا دفع الله إلى أمر و هو العقل و لو لا معصوم لما دفع الله سبحانه و تعالى إلى التفكر و العقل فإذن هو معصوم لو لا الشبهات . هو معصوم بالعلم بعد سلامته معصوم بالرشاد و الإستقامة على الصراط المستقيم ، هذه هي الأمور التي أرادها الله سبحانه و تعالى .
و كيف يجوز لعاقل أن يستسلم في فهم الشريعة في الأصول و في الفروع و في العدل و في كل شيء إلى غيره ظانا نفسه من الأبرار لأنه يقلد و ظانا نفسه من الأبرار لأنه يطيع من أمر الله بطاعتهم و هم الحكام . و لست أيها الأخوة و الأخوات هاهنا بصدد الإشارة إلى مواطن الإختلافات التي شتتت هذه الأمة و أضعفتها . كما أني لست بصدد بيان ما جرى من القرن الأول الإسلامي و الدواعي التي دعت أن يُعزل الإنسان المسلم مع واقع مصيره عقلا و دينا و فكرا و يصبح آلة بيد الحكام ، فهذا بحث آخر . و لكنني أريد أن أقول بأن الإستسلام بما رسمه لنا المتقدمون و اعتبرناه شرع الله المبين الذي لا نقاش فيه ساق هذه الأمة لتصبح مقلدة في كل شيء و على الإنسان بفكره الحر أن يقطع هذه القيود ليصبح حرا يفكر بعقله في كتاب الله لا بعقل الغير و يسير بعقله في سيرة الأنبياء و المرسلين و ليس بسيرة رسمها له زيد أو عمر لعله أراد أن يتخلى عن ثقل التكليف . كل هذا مقدمة لفهم الذكر ، ما هو المراد من الذكر هاهنا لنعرف الذكر ثم نتأمل هل من الممكن أن يكون الذكر هو فقط القرآن المجيد و أن بقية الكتب السماوية هي بحكم العدم كما نتوهم و إذا كانت بحكم العدم لأنها تغيرت و القرآن المجيد حفظه الله سبحانه و تعالى أو أن هناك واقعا موحدا لا تناله الأيدي و لا تناله سلطة الحكام و لا يناله تفسير المفسرين و لا يناله لعب المنافقين ، ما هو ؟ الذكر المحفوظ الذي سنتكلم عنه هو حقيقة شريعة السلام . حقيقة السلام هي تجسيد الفطرة هذا أمر مشترك و هذا محفوظ منذ بعث الله آدم عليه السلام إلى قيام الساعة . مها جئنا بالتوجيهات و الأعذار و ما شاكلها سنجد أنفسنا يوم القيامة أن هناك جامعا مشتركا هو واقع التوحيد و الإبتعاد عن الشرك و عدم جعل بعضنا بعضا أربابا كما تأتي في الآية الكريمة و سنبينها ، هذه هي الأصول الذي لو تأصلت عندنا توحيدا حقيقيا فمن فهم التوحيد فهم بتبعه النبوة و من فهم النبوة فهم بتبعه الإمامة و يفهم العدل و يفهم كيف يعيش و يفهم بقية الأمور . و من فهم التوحيد إبتعد عن الشرك و ظلماته في كل المجالات الشرك الواضح و المبطن كما سيأتي بيانه و من كان هكذا من المستحيل أن يجعل بعضنا بعضا أربابا و القرآن يشير على أن هذه الأمم الموحدة ضاعت بثلاثة أمور : لم تؤصل حقائق التوحيد في ضمائرها و لم تنزه النفوس من شركها ، الأمة تعيش السرور لأنها إبتعدت عن الشرك لأنها لا تعبد الأوثان لكنها صنعت لأنفسها أصناما فعبدتها من الرجال و كان الصنم أقل خطرا من عبادة الرجال و إن شالله سنبين ذلك مفصلا و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير خلقه محمد و آله الطيبين الطاهرين.


lh hglvh] lk hg`;v td r,gi juhgn : YAk~Qh kQpXkE kQ.~QgXkQh hg`~A;XvQ ,QYAk~Qh gQiE hg`;v hgohrhkd jtsdv



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الذكر الخاقاني تفسير

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير قوله تعالى ((كل نفس ذائقة الموت )) الرافضيه صبر السنين القران الكريم 2 2017/01/20 11:56 PM
تفسير قوله تعالى ((كل نفس ذائقة الموت )) الرافضيه صبر السنين القران الكريم 0 2017/01/17 02:37 PM
تفسير قوله تعالى ((لتركبن طبقاً عن طبق)) مهندس حسين القران الكريم 4 2015/11/16 05:44 AM
قوله تعالى (دراهم معدودات) هو الحق القران الكريم 4 2014/09/21 10:10 PM
قوله تعالى ((جبلا)) راجي الرحمة القران الكريم 2 2014/09/05 10:10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |