2012/08/27, 08:49 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
سياسة الإمام علي ( عليه السلام ) مع وُلاته وعُمّاله
احتاط الإمام ( عليه السلام ) أشدّ ما يكون الاحتياط في الولاة والعمّال ، فلم يستعمل أحداً على قطر من الأقطار الإسلامية أو يعهد إليه بعمل إلا بعد إحراز الثقة بدينه ، والكفاءة بقدراته الإدارية . ولم يستعمل ( عليه السلام ) أحداً مُحاباة ، وإنما استعمل خيار المسلمين ، أمثال مالك الأشتر ، ومحمد بن أبي بكر ، وسهل بن حنيف ، وحبر الأمة عبد الله بن عباس ، ونظرائهم من الذين توفّرت فيهم الخبرة التامة في شؤون الحكم والإدارة . وقد زوّدهم ( عليه السلام ) برسائل مهمّة عرض فيها لشؤون الحكم وسياسة الدولة ، كما حدّد من صلاحياتهم ومسؤولياتهم . وكان من أروع تلك الوثائق السياسية عهده ( عليه السلام ) لمالك الأشتر ، فقد حفل بتشريع ضخم لإصلاح الحياة السياسية والاقتصادية والعسكرية ، وهو أرقى وثيقة سياسية تهدف إلى ارتقاء المجتمع وتحقيق مصالحه . مراقبة الولاة : وكان ( عليه السلام ) يتفقّد شؤون ولاته وعمّاله ، ويرسل العيون لتحري أعمالهم ، فإن رأى منهم خيانة أو تقصيراً في واجبات أحد منهم عزله ، وأنزل به أقصى العقوبات . وقد تحرّى ( عليه السلام ) كل بادرة تصدر من ولاته ، وقد بلغه أن عامله على البصرة قد دعي إلى وليمة قوم من أهلها ، فكتب إليه يلومه على ذلك . وقد جاء في رسالته ( عليه السلام ) لابن حنيف : ( أما بعد : يا بن حنيف ، فقد بلغني أن رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة ، فأسرعت إليها تستطاب لك الألوان ، وتنقل إليك الجنان ، وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مَجفو ، وغَنيّهم مَدعو ، فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم ، فما اشتبه عليك علمه فَالفُظْهُ ، وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه ) . إقصاء الانتهازيّين : ولم يقرّب الإمام ( عليه السلام ) أحداً من الانتهازيين الذين لا يخلصون للحق ، وإنما يسعون وراء أطماعهم ومصالحهم ، ولا يفقهون المصالح العامة ، فإنهم عون للسلطة على الباطل لا على العدل . وكان المجتمع الكوفي يضم طائفة كبيرة منهم كالأشعث ، وعمرو بن حريث ، وشبث بن ربعي ، وأمثالهم من الذين ضربت مصالحهم في عهد الإمام ( عليه السلام ) . فاتصلوا بحكومة دمشق ، وقاموا بدور العمالة لها ، فراحوا يعقدون المؤامرات لإفساد جيش الإمام ( عليه السلام ) وشعبه ، مستهدفين من ذلك الإطاحة بحكومته . وقد كانوا – فيما يقول المؤرّخون – قادة الجيش الذي اقترف أبشع جريمة في التاريخ ، وهي قتل سيد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، فقد أيقنوا أنه إذا اسْتَتَبّ له الأمر فإنه سيدمّر مصالحهم . فإن سياسته ( عليه السلام ) إنما هي امتداد لسياسة أبيه ( عليه السلام ) التي لا ظل فيها للخونة والمجرمين . إبعاد الطامعين : ويرى الإمام ( عليه السلام ) أن الإمارة وسيلة من وسائل الإصلاح الاجتماعي ، ولا يجوز أن تمنح إلا للمتحرّجين في دينهم ، والذين لا يخضعون للرغبات والأهواء ، ويجب أن تُستغلّ لتحقيق ما ينفع الناس ، فلا يجوز أن تمنح مُحاباة . يقول الإمام ( عليه السلام ) في رسالته لقاضيه رفاعة بن شدّاد : ( واعلم يا رفاعة ، أن هذه الإمارة أمانة ، فمن جعلها خيانة فعليه لعنة الله إلى يوم القيامة ، ومن استعمل خائناً فإن محمدا ( صلى الله عليه وآله ) بريء منه في الدنيا والآخرة ) . وكان ( عليه السلام ) إذا شعر من أحد أن له ميل أو هوى في الإمارة فلا يرشحه لها ، لأنه يتخذ الحكم وسيلة لتحقيق مآربه وأطماعه . ولما أعلن طلحة والزبير عن رغبتهما المُلحّة في الولاية امتنع ( عليه السلام ) عن إجابتهما . الصراحة والصدق : والشيء البارز في سياسة الإمام ( عليه السلام ) هو التزام الصراحة والصدق في جميع شؤونه السياسية ، فلم يوارب ، ولم يخادع ، وإنما سلك الطريق الواضح الذي لا التِواء فيه ، وسار على منهج ابن عمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ومضى على طريقته ، وواكب جميع خطواته . ولو أنه التزم بالأعراف السياسية التي تبيح وسائل الغدر والنفاق في سبيل الوصول إلى الحكم لما آلت الخلافة إلى عثمان . فقد ألَحّ عليه عبد الرحمن بن عوف أن يبايعه شريطة أن يسير على سيرة الشيخين ، فامتنع ( عليه السلام ) من إجابته ، وصارحه ( عليه السلام ) أنه يسيّر الأمة على ضوء كتاب الله الذي وعاه ، وعلى ضوء سنة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وليس غيرهما رصيد يعتمد عليه في عالم التشريع ، والسياسة في الإسلام . فيقول ( عليه السلام ) : ( لولا أن المكر والخداع في النار لكنتُ أمكر الناس ) . وأنكر ( عليه السلام ) على من قال فيه أنه لا دراية له بالشؤون السياسية ، وأن معاوية خبير بها ، فقال ( عليه السلام ) : ( والله ما معاوية بِأَدهَى مني ، ولكنه يغدر ويفجر ، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس ) . وتحدّث ( عليه السلام ) عن الوسائل المنكرة التي يعتمد عليها بعض الناس في سبيل الوصول إلى أهدافهم ، من الغدر وما شَاكَلَهُ من المكر والنفاق ، وأنكر على الذين يبرّرون هذه الوسائل ويصفونها بحسن الحيلة . على هذا الخلق بنى الإمام ( عليه السلام ) سياسته التي أضاءت في دنيا الإسلام ، وكان السبب في خلوده ( عليه السلام ) ، واعتِزَاز الإنسانية به في جميع الأجيال والآباد . sdhsm hgYlhl ugd ( ugdi hgsghl ) lu ,Eghji ,uEl~hgi |
2012/08/27, 09:19 AM | #2 |
معلومات إضافية
|
يسلمووو ع الطرح نوارني
الله يعطيك العافيه في ميزان حسناتك قضاء الله حوائجنا وحوائجكم بحق محمد وال محمد |
2012/08/27, 09:34 AM | #3 |
معلومات إضافية
|
جزاكم الله خيراً ..
|
2012/08/27, 10:19 AM | #4 |
معلومات إضافية
|
سلام الله علية
موضوع قيم الف شكر اختي الكريمة |
2012/08/28, 10:23 AM | #5 |
معلومات إضافية
|
سلام عليك يا أمامي
جزاك الله جنات النعيم على المواضيع المباركة |
2012/09/02, 08:18 AM | #6 |
معلومات إضافية
|
يسلمووووو على المرور
|
2012/09/02, 02:33 PM | #7 |
معلومات إضافية
|
دُمتَمْ بِهذآ الع ـطآء أإلمستَمـرٍ
يُسع ـدني أإلـرٍد على مـوٍأإضيعكًـم وٍأإألتلـذذ بِمـآ قرٍأإتْ وٍشآهـدتْ تـقبلـوٍ خ ـآلص احترامي لآرٍوٍآح ـكُم أإلجمـيله |
2012/09/12, 11:10 AM | #8 |
معلومات إضافية
|
مواضيع قمة الابداع ووجدت الابداع عندك
تقبلي هذا المرور المتواضع وتذكري سننتظر القادم منك والجديد من ابداعتك الرااائعه |
2012/09/12, 12:20 PM | #9 |
معلومات إضافية
|
جزاكم الله خيراً
بارك الله بكم |
2012/09/22, 09:04 PM | #10 |
معلومات إضافية
|
نوتوا صفحتي
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
طول عمر الإمام المهدي ( عليه السلام ) | فدك الزهراء | الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) | 4 | 2015/08/23 01:40 PM |
غيبة الإمام المهدي في فكر الإمام الصادق عليه السلام | قل هو الله أحد | الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) | 8 | 2012/08/11 11:30 PM |
تربية الإمام علي ( عليه السلام ) في حجر النبي ( صلى الله عليه وآله ) | فدك الزهراء | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 7 | 2012/07/29 09:41 PM |
كرم الإمام الكاظم ( عليه السلام ) | فدك الزهراء | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 9 | 2012/07/04 03:58 AM |
| |