Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > الحوار العقائدي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013/03/09, 03:07 PM   #1
شيعة الحسين

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 788
تاريخ التسجيل: 2012/10/17
المشاركات: 14,425
شيعة الحسين غير متواجد حالياً
المستوى : شيعة الحسين will become famous soon enough




عرض البوم صور شيعة الحسين
افتراضي الاحتجاج بحديث الغدير



بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وارحمنا بهم


الكثير من المخالفين من باب الطعن بحديث الغدير يقولون .. لِم لَم يحتج الامام علي عليه السلام بيوم الغدير على الخلفاء ؟؟؟

ومن قال لكم انهم لم يحتج بل احتج هو واحتج غيره بهذا اليوم على الخلفاء وغيرهم واليكم ذلك




مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام يوم الشورى
مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام ايام عثمان بن عفان
مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام يوم الرحبة
مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل
مناشدة أمير المؤمنين عليه السللام يوم صفين
احتجاج الصديقة فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله
احتجاج الامام السبط أبي محمد الحسن عليه السلام
مناشدة الإمام السبط الحسين عليه السلام بحديث الغدير
احتجاج عبد الله بن جعفر على معاوية بعد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام
احتجاج برد على عمرو بن العاص بحديث الغدير
احتجاج عمرو بن العاص على معاوية بحديث الغدير
احتجاج عمار بن ياسر يوم صفين على عمر بن العاص
احتجاج أصبغ بن نباتة بحديث الغدير في مجلس معاوية
مناشدة شاب أبا هريرة بحديث الغدر في مسجد الكوفة
مناشدة رجل زيد بن أرقم بحديث الغدير
مناشدة رجل عراقي جابر الانصاري بحديث الغدير
احتجاج قيس بن سعد بحديث الغدير على معاوية
احتجاج دارمية الحجونية على معاوية
احتجاج عمرو الأودي على مناوئي أمير المؤمنين عليه السلام
احتجاج عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي
احتجاج المأمون الخليفة على الفقهاء لحديث الغدير





مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام
يوم الشورى سنة (23 هـ) أو أول (24)

قال أخطب الخطباء الخوارزمي الحنفي في المناقب (2) (ص 217):

أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبو النجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني ـ المعروف بالمروزي ـ فيما كتب إلي من همدان، أخبرني الحافظ

____________

(1) كتاب سليم بن قيس: 2 / 780 ح 39.

(2) المناقب: ص 313 ج 314، وكل ما بين المعقوفين في سلسلة السند منه. الصفحة 4

أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن [ الحداد بأصبهان ] فيما أذن لي في الرواية عنه، أخبرنا الشيخ الأديب أبو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه [ الأصبهاني ]. قال الشيخ الإمام شهاب الدين أبو النجيب سعد بن عبد الله الهمداني، وأخبرنا بهذا الحديث عاليا الإمام الحافظ سليمان بن [ إبراهيم الأصفهاني في كتابه إلي من أصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه، حدثنا سليمان ] بن أحمد، حدثني علي بن سعيد الرازي، حدثني محمد بن حميد، حدثني زافر بن سليمان، حدثني الحارث بن محمد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، قال:

كنت على الباب يوم الشورى مع علي عليه السلام في البيت، وسمعته يقول لهم: «لأحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم تغيير ذلك. ثم قال:

أنشدكم الله أيها النفر جمعيا: أفيكم أحد وحد الله قبلي ؟ قالوا: لا. قال: فأنشدكم الله: هل منكم أحد له أخ مثل جعفر الطيار في الجنة مع الملائكة ؟ قالوا: اللهم لا، قال: فأنشدكم الله: هل فيكم أحد له عم كعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله سيد الشهداء غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم الله: هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمد سيدة نساء أهل الجنة، غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: أنشدكم بالله: هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة غيري ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله: هل فيكم أحد ناجى رسول الله مرات ـ قدم بين يدي نجواه صدقة ـ قبلي ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فأنشدكم بالله: هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، ليبلغ الشاهد الغائب، غيري ؟» قالوا: اللهم لا.

وأخرجه الإمام الحموئي في فرائد السمطين في الباب الثامن والخمسين (1) قال:

____________

(1) فرائد السمطين: 1 / 319 ح 251. الصفحة 5


أخبرني الشيخ الإمام تاج الدين علي بن أنجب بن عبد الله الخازن البغدادي ـ المعروف بابن الساعي ـ قال: أنبأ الإمام برهان الدين أبو المظفر ناصر بن أبي المكارم المطرزي الخوارزمي قال: أنبأ أخطب خوارزم ضياء الدين أبو المؤيد الموفق ابن أحمد المكي... إلى آخر السند بطريقيه المذكورين.

ورواه ابن حاتم الشامي في الدر النظم (1) من طريق الحافظ ابن مردويه بسند آخر له، قال: حدث أبو المظفر عبد الواحد بن حمد بن محمد بن شيذه المقرئ، قال: حدثنا عبد الرزاق بن عمر الطهراني، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ ـ ابن مردويه ـ قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي دام (2)، قال: حدثنا المنذر بن محمد، قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي، عن أبان بن تغلب، عن عامر بن واثلة، قال: كنت على الباب يوم الشورى وعلي في البيت، فسمعته يقول... باللفظ المذكور إلى أن قال: قال: «أنشدكم بالله أمنكم من نصبه رسول الله يوم غدير خم للولاية غيري ؟» قالوا: اللهم لا.

وحديث الشورى هذا أخرجه الحافظ الكبير الدارقطني، ينقل عنه بعض فصوله ابن حجر في الصواعق (3)، قال (ص 75): أخرج الدارقطني: أن عليا قال للسنة الذين جعل عمر الأمر شورى بينهم كلاما طويلا من جملته:

«أنشدكم الله: هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة، غيري ؟» قالوا: اللهم لا.

وقال (ص 93): أخرج الدارقطني: أن عليا يوم الشورى احتج على أهلها، فقال لهم:

____________

(1) الدر النظيم: 1 / 116.

(2) كذا في النسخ، والصحيح: أبي دارم، هو ابن أبي دارم الكوفي، سمع منه التلعكبري سنة (330)، وله منه إجازة. (المؤلف).

(3) الصواعق المحرقة: ص 126. الصفحة 6


«أنشدكم بالله: هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الرحم مني ؟» (1).

وأخرجه الحافظ الأكبر ابن عقدة قال: حدثنا علي بن محمد بن حبيبة الكندي ن قال: حدثنا حسن بن حسين، حدثنا أبو غيلان سعد بن طالب الشيباني، عن إسحاق، عن أبي الطفيل، قال: كنت في البيت يوم الشورى، وسمعت عليا يقول.... الحديث. ومنه المناشدة بحديث الغدير.

وقال الحافظ ابن عقدة أيضا: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا الأزدي الصوفي، قال: حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي، عن معروف بن خربوذ، وزياد بن المنذر، وسعيد بن محمد الأسلمي، عن أبي الطفيل قال:

لما احتضر عمر بن الخطاب جعلها ـ الخلافة ـ شورى بين ستة: بين علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم، وعبد الله بن عمر فيمن يشاور ولا يولى.

قال أبو الطفيل: فلما اجتمعوا أجلسوني على الباب أرد عنهم الناس، فقال علي... الحديث، وفيه المناشدة بحديث الغدير (2).

وأخرجه الحافظ العقيلي (3)، قال: حدثنا محمد بن أحمد الوراميني، حدثنا يحيى ابن المغيرة الرازي، حدثنا زافر، عن رجل، عن الحارث بن محمد، عن أبي الطفيل،

____________

(1) الصواعق المحرقة: ص 156.

(2) نقله عن ابن عقدة شيخ الطائفة في أماليه: ص 7 و 212 [ ص 332 ح 667، ص 554 ح 1169 ]. (المؤلف).

(3) أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى صاحب كتاب الضعفاء. قال الحافظ القطان: أبو جعفر ثقة جليل القدر عالم بالحديث مقدم في الحفظ توفي (322)، ترجمة الذهبي في التذكرة: 3 / 52 [ 3 / 833 رقم 814 ]. (المؤلف). الصفحة 7

قال: كنت على الباب يوم الشورى... (1)، وذكر من الحديث جملة ضافية (2).

وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (3) (2 / 61): نحن نذكر في هذا الموضع ما استفاض في الروايات من مناشدته أصحاب الشورى، وتعديده فضائله وخصائصه التي بان بها منهم ومن غيرهم، قد روى الناس ذلك فأكثروا، والذي صح عندنا أنه لم يكن الأمر كما روي من تلك التعديدات الطويلة، ولكنه قال لهم بعد أن بايع عبد الرحمن والحاضرون عثمان وتلكأ هو عليه السلام عن البيعة: «إن لنا حقا إن نعطه نأخذه، وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل وإن طال السرى...» في كلام قد ذكره أهل السيرة، وقد أوردنا بعضه فيما تقدم، ثم قال لهم:

«أنشدكم الله: أفيكم أحد آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين نفسه، حيث آخى بين بعض المسلمين وبعض، غيري ؟ فقالوا: لا. قال: أفيكم أحد قال له رسول الله: من كنت مولاه فهذا مولاه، غيري ؟» فقالوا: لا.

وذكر شطرا منه ابن عبد البر في الاستيعاب (4) (3 / 35) هامش الإصابة مسندا قال: حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا عمرو بن حماد القناد قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي عن معروف بن خربوذ عن زياد بن المنذر عن سعيد بن محمد الأزدي عن أبي الطفيل... (5)

____________

(1) الضعفاء الكبير: 1 / 211 ح 258.

(2) حكاه عن القيلي الذهبي في ميزانه: 1 / 205 [ 1 / 441 رقم 1634 ]، وابن حجر في لسانه: 2 / 157 [ 2 / 198 رقم 2212 ]. (المؤلف).

(3) شرح نهج البلاغة: 6 / 167 خطبة 73.

(4) الاستيعاب: القسم الثالث / 1098 رقم 1855.

(5) حديث مناشدة يوم الشورى أخرجه عدة من الحفاظ بطرق شتى تنتهي إلى أبي ذر وأبي الطفيل، إلا أن منهم من أوعز إليه إيعازا كالبخاري في التاريخ الكبير: 2 / 382، ومنهم من اقتطع منه محل حاجته كالذهبي في كتاب الغدير، روى منه ما يخص حديث الغدير كما يأتي، ومنهم من رواه بطوله على اختلاف يسير في اللفظ، شأن سائر الأحاديث.

وممن أخرجه ـ عدا من تقدموا ـ ابن جرير الطبري في كتابه في الغدير، رواه عنه الذهبي كما يأتي، ورواه الحافظ الطبراني بطوله، وعنه الخوارزمي في المناقب: ح 314، ورواه الحافظ الدارقطني، ومن طريقه أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه: رقم 1140.

وأخرجه بطوله القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي المتوفى سنة 398 في المجلس 61 من أماليه: ق 140، الموجود بطوله في المجموع 22 في المكتبة الظاهرية.

ومن رواه الحاكم النيسابوري في كتابه في حديث الطير، ومن طريقه أخرجه الكنجي في الباب المائة من كفاية الطالب: ص 386، ورواه الحافظ ابن مردويه، ومن طريقه أخرجه الخوارزمي في المناقب: 314.

وأخرجه أبو الحسن علي بن عمر القزويني في أماليه الموجود في مجاميع الظاهرية، وأخرجه بطوله ابن المغازلي في كتاب المناقب: ح 155.

وأخرجه بطوله الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام بعدة طرق بالأرقام 1140 و 1141 و 1142 تنتهي إلى أبي الطفيل، كما أخرجه بطوله في تاريخه أيضا في ترجمة عثمان ص 187 ـ 192 ـ طبعة المجمع السوري ـ وأخرجه الكنجي في كفاية الطالب ص 386.

وأخرجه الذهبي في كتابه في الغدير برقم 37 من طريق الطبري في كتاب الغدير (طرق الحديث من كنت مولاه)، مقتصرا منه على ما يخص حديث الغدير، فقال: حدثنا ابن جرير في كتاب غدير خم، حدثني عيسى بن عبد الرحمن، أنبأنا عمرو بن حماد بن طلحة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي، عن معروف بن خربوذ وزياد بن المنذر وسعيد بن محمد الأسدي، عن أبي الطفيل، قال: قال علي لعثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين «أنشدكم بالله: هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الغدير: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه غيري ؟» قالوا: اللهم لا.

وأورده السيوطي بطوله عن أبي ذر في جمع الجوامع: 2 / 165 ـ 166 وعن أبي الطفيل: 2 / 166 ـ 167، وفي مسند فاطمة: ص 21، والهندي في كنز العمال: 5 / 717 ـ 726 ح 14241 و 14243. (الطباطبائي). الصفحة 8









ـ 2 ـ
مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام


أيام عثمان بن عفان

روى شيخ الإسلام أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الدين بن حمويه ـ المترجم (ص 123) ـ بإسناده في فرائد السمطين (6) في السمط الأول في الباب الثامن والخمسين عن التابعي الكبير سليم بن قيس الهلالي، قال:

رأيت عليا ـ صلوات الله عليه ـ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خلافة عثمان وجماعة يتحدثون ويتذاكرون العلم والفقه، فذكروا قريشا وفضلها وسوابقها وهجرتها، وما قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضل، مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «الأئمة من

____________

(1) العلل ومعرفة الرجال: 2 / 381 رقم 2699.

(2) الجرح والتعديل: 3 / 624 رقم 2825.

(3) راجع تهذيب التهذيب: 3 / 304 [ 3 / 262 ]. (المؤلف).

(4) ميزان الاعتدال: 1 / 441 رقم 1643.

(5) لسان الميزان: 2 / 198 ـ 199 رقم 2212.

(6) فرائد السمطين: 1 / 312 ح 250. الصفحة 11

قريش»، وقوله: «الناس تبع لقريش»، «وقريش أئمة العرب...» إلى أن قال ـ بعد ذكر مفاخرة كل حي برجال قومه ـ:

وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل فيهم علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة والزبير، والمقداد، وهاشم بن عتبة، وابن عمر، والحسن، والحسين، وابن عباس، ومحمد بن أبي بكر، وعبد الله بن جعفر.

ومن الأنصار أبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو الهيثم ابن التيهان، ومحمد بن سلمة، وقيس بن سعد بن عبادة، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وزيد بن أرقم، وعبدا لله بن أبي أوفى، وأبو ليلى ومعه ابنه عبد الرحمن قاعد بجنبه، غلام صبيح الوجه أمرد، فجاء أبو الحسن البصري ومعه الحسن البصري، غلام أمرد صبيح الوجه معتدل القامة، قال: فجعلت أنظر إليه وإلى عبد الرحمن بن أبي ليلى، فلا أدري أيهما أجمل، غير أن الحسن أعظمهما وأطولهما، فأكثر القوم، وذلك من يكره إلى حين الزوال، وعثمان في داره لا يعلم بشيء مما هم فيه، وعلي بن أبي طالب عليه السلام ساكت لا ينطق ولا أحد من أهل بيته، فأقبل القوم عليه، فقالوا: يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم ؟

فقال: «ما من الحيين إلا وقد ذكر فضلا، وقال حقا، فأنا أسألكم يا معشر قريش والأنصار: بمن أعطاكم الله هذا الفضل بأنفسكم وعشائركم وأهل بيوتاتكم أم بغيركم ؟».

قالوا: بل أعطانا الله ومن به علينا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وعشيرته، لا بأنفسنا وعشائرنا ولا بأهل بيوتاتنا.

قال: «صدقتم يا معشر قريش والأنصار، ألستم تعلمون أن الذي نلتم من خير الدنيا والآخرة منا أهل البيت خاصة دون غيرهم ؟ وأن ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: وإني وأهل بيتي كنا نورا يسعى بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق الله عز وجل الصفحة 12

آدم عليه السلام بأربعة عشر ألف سنة، فلما خلق الله تعالى آدم عليه السلام وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض، ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السلام، ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه السلام، ثم لم يزل الله عز وجل ينقلنا في الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة من الآباء والأمهات، لم يلق واحد منهم على سفاح قط ؟».

فقال أهل السابقة والقدمة (1) وأهل بدر وأهل أحد: نعم قد سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ثم قال: «أنشدكم الله: إن الله عز وجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية، وإني لم يسبقني إلى الله عز وجل وإلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحد من أهل الأمة». قالوا: اللهم نعم.

قال: فأنشدكم الله: أتعلمون حيث نزلت (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار...) (2)، (والسابقون السابقون * أولئك المقربون) (3) سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم، فأنا أفضل أنبياء اله ورسله، وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء ؟» ثم قالوا: اللهم نعم.

قال: «فأنشدكم الله: أتعلمون حيث نزلت (يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطبعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (4)، وحيث نزلت (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة...) (5)، وحيث نزلت (... ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة...) (6) قال الناس: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخاصة في

____________

(1) أي السابقة في الأمر.

(2) التوبة: 100.

(3) الواقعة: 10 ـ 11.

(4) النساء: 59.

(5) المائدة: 55.

(6) التوبة: 16. الصفحة 13

بعض المؤمنين، أم عامة لجميعهم ؟ فأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يعلمهم ولاة أمرهم، وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجهم، بنصبي للناس بغدير خم، ثم خطب، وقال:

أيها الناس إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبي، فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني. ثم أمر، فنودي بالصلاة جامعة، ثم خطب، فقال:

أيها الناس أتعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: قم يا علي، فقمت، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم والي من والاه، وعاد من عاداه.

فقام سلمان، فقال: يا رسول الله ولاء كماذا ؟ فقال: ولاء كولاي، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه.

فأنزل الله ـ تعالى ذكره ـ: (... اليوم أكملت لكم دينكم...) (1) الآية.

فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: الله أكبر، تمام نبوتي وتمام دين الله ولاية علي بعدي.

فقام أبو بكر وعمر، فقالا: يا رسول الله هؤلاء الآيات خاصة في علي عليه السلام ؟ قال: بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة. قالا: يا رسول الله بينهم لنا. قال: علي أخي ووزيري ووارثي ووصيي، وخليفتي في أمتي، وولي كل مؤمن بعدي، ثم ابني الحسن، ثم الحسين، ثم تسعة من ولد ابني الحسين، واحد بعد واحد، القرآن معهم، وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي الحوض». فقالوا كلهم: اللهم نعم، قد سمعنا ذلك، وشهدنا كما قلت. وقال بعضهم: قد حفظنا جل ما قلت، ولم نحفظ كله ! وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا.

____________

(1) المائدة: 3. الصفحة 14


فقال علي عليه السلام: «صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ، أنشد الله عز وجل من حفظ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما قام فأخبر به».

فقام زيد بن أرقم، والبراء بن عازب، وسلمان، وأبو ذر، والمقداد، وعمار، فقالوا: نشهد لقد حفظنا قول رسول الله، وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه، وهو يقول:

«أيها الناس إن الله عز وجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي وخليفتي، والذي فرض الله عز وجل على المؤمنين في كتابه طاعته فقرن بطاعته طاعتي، وأمركم بولايته، وإني راجعت ربي، خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم، فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني.

يا أيها الناس إن الله أمركم في كتابه بالصلاة، فقد بينا لكم، والزكاة والصوم والحج، فبينتها لكم، وفسرتها، وأمركم بالولاية، وإني أشهدكم أنها لهذا خاصة، ـ ووضع يده على علي بن أبي طالب ـ ثم لابنيه بعده، ثم للأوصياء من بعدهم من ولدهم، لا يفارقون القرآن، ولا يفارقهم القرآن، حتى يردوا علي حوضي.

أيها الناس قد بينت لكم مفزعكم بعدي وإمامكم ووليكم وهاديكم، وهو أخي علي بن أبي طالب، وهو فيكم بمنزلتي فيكم، فقلدوه دينكم، وأطيعوه في جميع أموركم، فإن عنده جميع ما علمني الله من علمه وحكمته، فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده، ولا تعلموهم، ولا تتقدموهم، ولا تخلفوا عنهم، فإنهم مع الحق والحق معهم، لا يزايلونه ولا يزايلهم، ثم جلسوا». الحديث.

هذا لفظ الحموئي، وفي كتاب سليم (1) نفسه اختلاف يسير وزيادات. ويأتيك كلامنا حول سليم وكتابه.

____________

(1) كتاب سليم بن قس: 2 / 636 ح 11. الصفحة 15







مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام
يوم الرحبة سنة (35)

إن أمير المؤمنين عليه السلام لما بلغه اتهام الناس له فيما كان يرويه من تقديم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إياه على غيره، ونوزع في خلافته، حضر في مجتمع الناس بالرحبة في الكوفة، واستنشدهم بحديث الغدير، ردا على من نازعه فيها، وقد بلغ الاهتمام بهذه المناشدة إلى أن رواها غير يسير من التابعين، وتظافرت إليها الإسانيد في كتب العلماء، ونحن وقفنا على رواية أربعة صحابيين، وأربعة عشر تابعيا (2)، فإلى الملتقى:
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (3) (1 / 362) روى أبو إسرائيل (4)، عن الحكم (5)، عن أبي سليمان المؤمن ـ هذا سند أحمد الآتي ـ:

أن عليا عليه السلام نشد الناس: «من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه ؟» فشهد له قوم، وأمسك زيد بن أرقم، ـ فلم يشهد، وكان يعلمها ! ـ فدعا علي عليه السلام عليه بذهاب البصر فعمي، فكان يحدث الناس بالحديث بعد ما كف بصره.

ويأتي بطرق أخرى عنه عن زيد بن أرقم، ولعل هذا من ذلك، وفيه سقط (6).

____________

(1) وقع النص بها في حديث أبي الطفيل الآتي، وفي رواية يعلى بن مرة: أن عليا لما قدم الكوفة نشد الناس، ومعلوم أن أمير المؤمنين عليه السلام قدمها سنة (35). (المؤلف).

(2) كثير من طرق هذه المناشدة صحيح رجاله ثقات. (المؤلف).

(3) شرح نهج البلاغة: 4 / 74 خطبة 56.

(4) إسماعيل بن خليفة الملاتي المتوفى (169)، وثقه الحافظ الهيثمي في مجمعه وصحح حديثه. (المؤلف).

(5) هو ابن عتيبة الثقة، المترجم (ص 63). (المؤلف).

(6) بل السقط متيقن، فالطرق والمصادر الكثيرة الآتية في زيد بن أرقم فيها كلها عن أبي سلمان عن زيد بن أرقم، فما ورد عند ابن أبي الحديد وعند الذهبي في كتابه الغدير برقم 14 مما ليس فيه عن زيد بن أرقم يحمل على السقط.

ويدل عليه أن الذهبي رواه عن الغيلانيات، ورواية الغيلانيات عن أبي سلمان عن زيد بن أرقم.

والصواب في كنيته المؤذن أبو سلمان، كما هو في المصادر الرجالية وورد في الطرق والأسانيد.

الطباطبائي
الصفحة 16


2 ـ أبو القاسم أصبغ بن نباتة ـ المترجم (ص 62) ـ: روى ابن الأثير في أسد الغابة (1) (3 / 307 و 5 / 205) عن الحافظ ابن عقدة عن محمد بن إسماعيل بن إسحاق الراشدي، حدثنا محمد بن خلف النميري، حدثنا علي بن الحسن العبدي عن الأصبغ قال:

نشد علي الناس في الرحبة: «من سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم ما قال إلا قام، ولا يقوم إلا من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول».

فقام بضعة عشر رجلا فيهم أبو أيوب الأنصاري، وأبو عمرة بن عمرو بن محصن، وأبو زينت ـ بن عوف الأنصاري ـ وسهل بن حنيف، وخزيمة بن ثابت، وعبد الله بن ثابت الأنصاري، وحبشي بن جنادة السلولي، وعبيد بن عازب الأنصاري، والنعمان بن عجلان الأنصاري، وثابت بن وديعة الأنصاري، وأبو فضالة الأنصاري، وعبد الرحمن بن عبد رب الأنصاري، فقالوا:

نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «ألا من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وأعن من أعانه».

وفي أسد الغابة (2) عن الأصبغ بن نباتة: قال:

____________

(1) أسد الغابة: 3 / 469 رقم 3341.

(2) المصدر السابق: 6 / 130 رقم 5926. الصفحة 17


نشد علي الناس من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام.

فقام بضعة عشر فيهم أبو أيوب الأنصاري، وأبو زينب، فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخذ بيدك يوم غدير خم، فرفعها، فقال:

«ألستم تشهدون أني بلغت ونصحت ؟ [ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت. ] (1) قال: ألا إن الله عز وجل وليي وأنا ولي المؤمنين، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأعن من أعانه، وأبغض من أبغضه». أخرجه أبو موسى.

ورواه ابن حجر العسقلاني في الإصابة (2 / 408) من طريق ابن عقدة عن الأصبغ قال:

لما نشد علي الناس في الرحبة من سمع [ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام، ولا يقوم إلا من سمع ] (2)، فقام بضعة عشر رجلا، منهم: أبو أيوب، وأبو زينب، وعبد الرحمن بن عبد رب، فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول وأخذ بيدك يوم غدير خم فرفعها فقال: «ألستم تشهدون أني قد بلغت ؟» قالوا: نشهد.

قال: «فمن كنت مولاه فعلي مولاه».

ورواه في الإصابة (4 / 80) وقال: قال أبو موسى: ذكره أبو العباس بن عقدة في كتاب الموالاة من طريق علي بن الحسن العبدي، عن سعد هو الإسكاف، عن الأصبغ ابن نباتة، قال:

نشد علي الناس في الرحبة من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم ما قال، إلا قام، فقام بضعة عشر رجلا منهم أبو أيوب، وأبو زينب بن عوف، فقالوا:

____________

(1) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

(2) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر. الصفحة 18


نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول، وأخذ بيدك يوم غدير خم فرفعها، فقال: «ألستم تشهدون أني قد بلغت ؟» قالوا: نشهد. قال: «فمن كنت مولاه فعلي مولاه»). (1).

3 ـ حبة بن جوين العرني، أبو قدامة البجلي، الصحابي: المتوفى (76، 79).

روى الحافظ ابن المغازلي الشافعي في المناقب (2) عن أبي طالب محمد بن أحمد بن عثمان، عن أبي عيسى الحافظ، يرفعه إلى حبة العرني، يذكر يوم الغدير واستنشاد علي به، فقال: فقام اثنا عشر رجلا من أهل بدر منهم: زيد بن أرقم فقالوا: نشهد إنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم: «من كنت مولاه فعلي مولاه». الحديث.

ومر (ص 24) عن الدولابي بإسناده عن أبي قدامة، قال: نشد الناس علي في الرحبة، فقام بضعة عشر رجلا، فيهم رجل عليه جبة عليها إزار حضرمية، فشهدوا.... الحديث. (3)

4 ـ زاذان بن عمر ـ المترجم (ص 64) ـ:

أخرج أحمد إمام الحنابلة في مسنده (4) (1 / 84) قال: حدثنا ابن نمير، حدثنا

____________

(1) وأخرجه عنه الذهبي في كتابه في الغدير: برقم 123 وهو قبل آخر الكتاب بحديث قال:

أنبأ أحمد بن أبي الخير عن عبد الغني بن سرور الحافظ... عن الأصبغ بن نباتة قال: نشد علي الناس في الرحبة... (الطباطبائي).

(2) مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام: ص 20 ح 27.

(3) وممن أخرج حديث المناشدة عن حبة بن جوين العرني الحافظ الطبراني في المعجم الكبير: ح 5058، والدارقطني في العلل: 3 / 225 سؤال 375 وفي ص 226 أيضا.

وأخرجه ابن عدي في الكامل: ص 2222 في ترجمة محمد بن سلمة بن كهيل بإسناده عنه، عن أبيه، عن حبة.

ولا يضرنا تضعيف القوم لبعض هؤلاء، فقد قال الذهبي في تاريخ الإسلام في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام بعد إيراد حديث الغدير والمناشدة بعدة طرق قال في ص 632: وله طرق أخرى ساقها الحافظ ابن عساكر في ترجمة علي يصدق بعضها. (الطباطبائي).

(4) مسند أحمد: 1 / 135 ح 642. الصفحة 19

عبد الملك، عن أبي عبد الرحيم الكندي، عن زادان بن عمر، قال:

سمعت عليا في الرحبة، وهو ينشد الناس من شهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال:

فقام ثلاثة عشر رجلا، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه».

ورواه عن زادان (1) الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 107) من طريق أحمد باللفظ المذكور، وأبو الفرج ابن الجوزي في صفة الصفوة (1 / 121)، وأبو سالم محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول (ص 54) ـ المطبوع سنة (1302) ـ وابن كثير الشامي في البداية والنهاية (5 / 210، 7 / 348) من طريق أحمد، وسبط ابن الجوزي في تذكرته (ص 17)، والسيوطي في جمع الجوامع نقلا عن أحمد، وابن أبي عاصم في السنة، كما في كنز العمال (6 / 407). (2).

____________

(1) صفة الصفوة: 1 / 313، مطالب السؤول: ص 16، البداية والنهاية: 5 / 229 حوادث سنة 10 هـ و 7 / 385 حوادث سنة 40 هـ، تذكرة خواص الأمة: ص 28 باب 2، جامع الأحاديث: 16 / 271 ح 7925، كتاب السنة: ص 593 ح 1372 باب 202، كنز العمال: 13 / 170 ح 36514.

(2) زادان بن عمر:

صوابه: زادان أبو عمر، وهو ثقة من رجال مسلم والأربعة والبخاري في الأدب المفرد، توفي سنة 82.

راجع تهذيب الكمال: 9 / 263، تاريخ الإسلام: 6 / 62.

وممن أخرج عنه حديث المناشدة أحمد بن حنبل في مناقب علي: ح 115، وفي فضائل الصحابة: ح 991، وقال محققه: إسناده صحيح.

وابن عساكر في تاريخه: رقم 524، وابن سيد الكل في الأنباء المستطابة: ص 60، والذهبي في كتابه في الغدير: ح 45 و 46.

والسيوطي في مسند علي: ح 144، وفي جمع الجوامع، والمتقي في كنز العمال: 13 / 170 والشوكاني في در السحابة: ص 211. (الطباطبائي). الصفحة 20


5 ـ زر بن حبش الأسدي ـ المترجم (ص 64) ـ:

قال الحافظ أبو عبد الله الزرقاني المالكي في شرح المواهب (7 / 13): أخرج ابن عقدة عن زر بن حبش قال:

قال علي: «من ها هنا من أصحاب محمد ؟» فقام اثنا عشر رجلا، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه» (1).

6 ـ زياد بن أبي زياد ـ المترجم (ص 64) ـ:

أخرج أحمد بن حنبل في مسنده (2) (1 / 88) قال: حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا الربيع ـ يعني ابن أبي صالح الأسلمي ـ حدثنا زياد بن أبي زياد:

سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام ينشد الناس فقال: «أنشد الله رجلا مسلما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم ما قال». قال: فقام اثنا عشر بدريا، فشهدوا.

ورواه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 106) من طريق أحمد، وقال: رجاله ثقات، وابن كثير في البداية (3) (7 / 348) عن أحمد، والحافظ محب الدين الطبري في الرياض النضرة (4) (2 / 170) وذخائر العقبى (ص 67). (5)

7 ـ زيد بن أرقم الأنصاري، الصحابي:

أخرج أحمد (6)، عن أسود بن عامر، عن أبي إسرائيل، عن الحكم، عن أبي

____________

(1) وممن روى حديث المناشدة عن زر بن حبيش أبو موسى المديني في أسماء الصحابة وعنه ابن الأثير في أسد الغابة: 1 / 441، وابن حجر في الإصابة: 1 / 305، وعطاء الله بن فضل الله الهروي في الأربعين حديثا: ح 13، والسيوطي في قطف الأزهار المتناثرة: ص 278. (الطباطبائي).

(2) مسند أحمد: 1 / 142 ح 672.

(3) البداية والنهاية: 7 / 384 حوادث سنة 40 هـ.

(4) الرياض النضرة: 3 / 114.

(5) وممن أخرجه عن زياد، الحافظ ابن عساكر في تاريخه: رقم 532، والحافظ الضياء في المختارة: 2 / 80 ح 458، والشوكاني في در السحابة: ص 211. (الطباطبائي).

(6) مسند أحمد: 6 / 510 ح 22633. وفيه: فقام ستة عشر رجلا فشهدوا. الصفحة 21

سليمان، عن زيد بن أرقم قال:

نشد علي الناس فقال: «أنشد الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه».

فقام اثنا عشر رجلا بدريا، فشهدوا بذلك، وكنت فيمن كتم، فذهب بصري.

وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 106) عن أحمد والطبراني في الكبير (1) باللفظ المذكور، ووثق رجاله، وقال: وفي رواية عنده: وكان علي دعا على من كتم (2).

ورواه ابن المغازلي في المناقب (3) عن أبي الحسين علي بن عمر بن عبد الله بن شوذب، عن أبيه، عن محمد بن الحسين الزعفراني، عن أحمد (4) بن يحيى بن عبد الحميد، عن أبي إسرائيل، عن الحكم، عن أبي سليمان، عن زيد باللفظ المذكور، وفيه:

وكنت أنا ممن كتم، فذهب الله ببصري، وكان علي ـ كرم الله وجهه ـ دعا على من كتم.

ورواه الشيخ إبراهيم الوصابي في الاكتفاء باللفظ المذكور عن الطبراني في المعجم الكبير.

وروى الحافظ محب الدين الطبري في ذخائر العقبى (ص 67) عن زيد أنه قال:

نشد علي الناس فقال: «أنشد الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم: من

____________

(1) المعجم الكبير: 5 / 175 ح 4996.

(2) المصدر السابق: 5 / 171 ح 4985.

(3) مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام: ص 23 ح 33.

(4) الإسناد محرف، وصوابه أحمد بن يحيى... وأحمد هذا هو ابن أبي خيثمة النسائي المتوفى سنة 279 من شيوخ الزعفراني. (الطباطبائي). الصفحة 22

كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه».

فقام ستة عشر رجلا فشهدوا بذلك.

وبهذا اللفظ رواه الهيثمي في مجمعه (ص 107) من طريق أحمد، ورواه السيوطي في جمع الجوامع كما في كنز العمال (1) (6 / 403) نقلا عن المعجم الأوسط للطبراني (2)، وفيه: فقام اثنا عشر رجلا، فشهدوا بذلك.

وأخرج الحافظ محمد بن عبد الله (3) ـ المترجم (ص 104) ـ في فوائده ـ الموجودة في مكتبة الحرم الإلهي ـ قال:

حدثنا محمد بن سليمان بن الحرث، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا أبو إسرائيل الملائي، عن الحكم، عن أبي سليمان المؤذن، عن زيد:

أن عليا انتشد الناس من سمع رسول الله يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه».

فقام ستة عشر رجلا، فشهدوا بذلك وكنت فيهم (4).

____________

(1) كنز العمال: 13 / 157 ح 36485.

(2) المعجم الأوسط: 2 / 576 ح 1987.

(3) هو أبو بكر الشافعي المتوفى سنة 354 وفوائد هي المعروفة بالغيلانيات، مخطوطة منها في مكة المكرمة في مكتبة الحرم المكي من مخطوطات القرن السادس مقروة على الوزير ابن هبيرة، ومنها مخطوطة في المكتبة الطاهرية في المجموع رقم 49، قرأها كلها شيخنا المؤلف رحمه الله، واستخرج فوائدها وأدرجها في كتابه القيم: ثمرات الأسفار.

وهنا علق شيخنا المؤلف رحمه الله بخطه في نسخته الخامسة ما يلي: هذه الفوائد في أحد عشر جزءا تعرف بالغيلانيات لكونها مستفادة من رواية أبي طالب محمد بن محمد بن ابرهيم بن غيلان البزاز، سمع منه سنة 352، وقد وقفنا عليها ـ ولله الحمد ـ في المكتبة الظاهرية بدمشق. (الطباطبائي).

(4) المراد من قوله: وكنت فيهم: أنه كان في المخاطبين المقصودين بالمناشدة، لا في الشهود منهم، لما مر عن زيد نفسه من أنه كان ممن كتم، وأنه من جراء ذلك ذهب بصره، فما يؤثر عنه من روايته للحديث فهو بعد إصابة الدعوة، كما سيأتي تفصيله، أو قبل أن تخالجه الهواجس المردية. (المؤلف). الصفحة 23


وحكاه عنه ابن كثير في البداية والنهاية (1) (7 / 346) (2).

8 ـ زيد بن يثيع ـ المترجم (ص 64) ـ:

أخرج أحمد بن حنبل في المسند (3) (1 / 118) قال: حدثنا علي بن حكيم الأودي، أنبأنا شريك عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب وزيد بن يثيع قالا:

نشد علي الناس في الرحبة: «من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم إلا قام».

____________

(1) البداية والنهاية: 7 / 383 حوادث سنة 40 هـ.

(2) وتجد حديث المناشدة من رواية زيد بن أرقم في مسند أحمد بن حنبل: 1 / 118 من زيادات ابنه عبد الله، وفي طبعة أحمد شاكر، برقم 952 وقال: إسناده صحيح.

وأخرجه ابن جرير الطبري في كتابه في حديث الغدير، وعنه الذهبي في كتابه في الغدير: برقم 21.

وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الأوسط: ح 1987 وفي الكبير: ح 5058 و 4996 وفيه: فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا... وكنت فيمن كتم، فذهب بصري [ وكان علي عليه السلام دعا على من كتم ]. انتهى.

وأخرجه أبو القاسم هبة الله بن الحصين في الجزء الثاني من أماليه الموجود في المجموع 98 من مجاميع الظاهرية في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق، وقال: هذا حديث حسن صحيح المتن واسناده عال.

وأخرجه السند أبو المعالي العلوي السمرقندي في عيون الأخبار: ق 25 ظ وفيه: وكنت أنا ممن كتم ! قال أبو إسرائيل: فبلغني أنه عليه السلام دعا عليه فذهب بصره.

وأخرجه إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي في فضائل الصحابة الموجود في المجموع 91 من مجاميع المكتبة الظاهرية في مكتبة الأسد، وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه، برقم 503 و 519، والمزي في تهذيب الكمال: 33 / 368 في ترجمة أبي سلمان في الكنى، وابن العديم في بغية الطلب: 9 / 3965، وفيه: فقام ستة عشر رجلا فشهدوا.

والباعوني في جواهر المطالب: ق 86 / ب، والشهاب الإيجي في توضيح الدلائل: ق 197.

وأخرجه الذهبي في كتابه في الغدير: ح 21، 68، 69، وأورده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: 4 / 333. (الطباطبائي).

(3) مسند أحمد: 189 ح 953. الصفحة 24


قال: فقام من قبل سعد ستة، ومن قبل زيد ستة، فشهدوا انهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي يوم غدير خم: «أليس رسول الله أولى بالمؤمنين ؟ قالوا: بلى.

قال: أللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه».

ورواه من طريق أحمد بهذا اللفظ ابن كثير في البداية والنهاية (1) (5 / 210)، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب (2) (ص 17)، والجزري في أسنى المطالب (3) (ص 4).

وروى النسائي في الخائص (4) (ص 22) عن القاضي علي بن محمد بن علي، عن خلف ـ بن تميم ـ عن شعبة (5)، عن أبي إسحاق، عن سعيد وزيد. وفي (ص 23) عن أبي داود ـ سليمان الحراني ـ، عن عمران بن أبان المتوفى (205) عن شريك، عن أبي إسحاق، عن زيد قال:

سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول على منبر الكوفة: «إني أنشد الله رجلا ـ ولا يشهد إلا أصحاب محمد ـ سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه».

فقام ستة من جانب المنبر الآخر (6)، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ذلك.

قال شريك: فقلت لأبي إسحاق: هل سمعت البراء بن عازب يحدث بهذا عن

____________

(1) البداية والنهاية: 5 / 229 حوادث سنة 10 هـ.

(2) كفاية الطالب: ص 63.

(3) أسنى المطالب: ص 49.

(4) خصائص أمير المؤمنين: ص 101 ح 87، ص 102 ح 88، وفي السنن الكبرى: 5 / 131 ح 8472، 132 ح 8473.

(5) في الطبعة التي بين أيدينا من السنن الكبرى... عن خلف عن إسرائيل عن أبي إسحاق...

(6) فيه سقط ولعله كذا: فقام ستة من جانب المنبر، وستة من جانبه الآخر. (المؤلف). الصفحة 25

رسول الله ؟ قال: نعم.

وأخرج ابن جرير الطبري، عن أحمد بن منصور، عن عبيد الله بن موسى، عن فطر بن خليفة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب وزيد بن يثيع وعمرو ذي مر:

أن عليا أنشد الناس بالكوفة... وذكر الحديث. حكاه عن ابن جرير ابن كثير في تاريخه (1) (5 / 210).

وأخرجه الحافظ ابن عقدة، عن الحسن بن علي بن عفان العامري، عن عبيد الله بن موسى، عن فطر، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن مرة وسعيد بن وهب وزيد بن يثيع، قالوا: سمعنا عليا يقول في الرحبة... فذكر الحديث، وفيه.

فقام ثلاثة عشر رجلا، فشهدوا أن رسول الله قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله».

قال أبو إسحاق حين فرغ من هذا الحديث: يا أبا بكر أي أشياخ هم ؟ !

رواه عن ابن عقدة، ابن كثير في تاريخه (2) (7 / 347).

ورواه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 105) من طريق البزار وقال: رجاله رجال الصحيح غير فطر وهو ثقة، وفي (ص 107) رواه من طريق البزاز وعبد الله بن أحمد.

ورواه السيوطي في جمع الجوامع (3) كما في كنز العمال (4) (6 / 403)

____________

(1) البداية والنهاية: 5 / 229 حوادث سنة 10 هـ.

(2) المصدر السابق: 7 / 384 حوادث سنة 40 هـ.

(3) جامع الأحاديث: 16 / 263 ح 7899.

(4) كنز العمال: 13 / 158 ح 36487. الصفحة 26



وذكره الشيخ يوسف النبهاني في الشرف المؤيد (1) (ص 113) من طريق ابن أبي شيبة (2)، عن زيد بن ثيع. (3)

____________




9 ـ سعيد بن أبي حدان ـ المترجم (ص 65) ـ:

روى شيخ الإسلام الحموئي في فرائد السمطين في الباب العاشر
ح 34.



11 ـ أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي الصحابي: المتوفى (100، 102، 108، 110).

روى أحمد في مسنده (1) (4 / 370)، عن حسين بن محمد وأبي نعيم المعني، قالا: حدثنا فطر، عن أبي الطفيل قال: جمع علي عليه السلام الناس في الرحبة، ثم قال لهم: «أنشد الله كلي امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام» فقام ثلاثون من الناس.

وقال أبو نعيم ـ المترجم (ص 85) ـ: فقام ناس كثير، فشهدوا حين أخذه بيده، قال للناس: «أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا: نعم يا رسول الله.

قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه».

____________

(1) مسند أحمد: 5 / 498 ح 18815. الصفحة 32


قال: فخرجت وكأن في نفسي (1) شيئا، فلقيت زيد بن أرقم، فقلت له: إني سمعت عليا ـ رضي الله عنه ـ يقول: كذا وكذا. قال: فما تنكر ؟ قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول له ذلك.

وحكاه عن أحمد سندا ومتنا الحافظ الهيثمي في مجمعه (9 / 104)، ثم قال: رجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة، وهو ثقة. وأخرجه النسائي في الخصائص (2) (ص 17)، قال: أخبرني هارون بن عبد الله البغدادي الحمال، قال: حدثنا مصعب بن المقدام، قال: حدثنا فطر بن خليفة، عن أبي الطفل.



12 ـ أبو عمارة عبد خير بن يزيد الهمداني، الكوفي ـ المترجم (ص 67) ـ:

أخرج الخوارزمي في المناقب (1) (ص 94) بإسناده عن الحافظ أحمد بن الحسين البيهقي، قال: أخبرني أبو محمد عبد الله بن يحيى بن هارون بن عبد الجبار السكري ببغداد، أخبرني إسماعيل بن محمد الصفار، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثني عبد الرزاق، حدثني إسرائيل عن أبي إسحاق قال: حدثني سعيد بن وهب وعبد خير...، إلى آخر ما مر (ص 174) ومر هناك عن ابن كثير من طريق ابن جرير، عن سعيد وعبد خير، فراجع. (2)

____________

(1) المناقب: ص 156 ح 185.

(2) وأخرج حديث المناشدة عن عبد خير، الطبري في كتاب الغدير، وعنه ابن كثير في البداية والنهاية 5 / 210: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق...



13 ـ عبد الرحمن بن أبي ليلى ـ المترجم (ص 67) ـ: أخرج أحمد بن حنبل في مسنده (1) (1 / 119)، عن عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا يونس بن أرقم، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال:

شهدت عليا عليه السلام في الرحبة ينشد الناس: «أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، لما قام فشهد».

قال عبد الرحمن: فقام اثنا عشر بدريا كأني أنظر إلى أحدهم (2)، فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم:

«ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم ؟

فقلنا: بلى يا رسول الله.

قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه».

وأخرج أيضا (3) (ص 119) عن أحمد بن عمر الوكيعي، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا الوليد بن عقبة بن نزار العيسي، حدثني سماك بن عبيد بن الوليد العيسي، قال: دخلت على عبد الرحمن بن أبي ليلى، فحدثني: أنه شهد عليا عليه السلام في الرحبة، قال: «أنشد الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشهده يوم غدير خم إلا قام، ولا يقوم إلا من قد رآه».

فقام اثنا عشر رجلا، فقالوا: قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول: «أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله».

____________

(1) مسند أحمد: 1 / 191 ح 964.

(2) في اللفظ سقط، راجع ما يأتي بعيد هذا حكاية عن ابن الأثير في أسد الغابة: 4 /28 [ 4 / 108 رقم 3783 ]. (المؤلف). الصفحة 38


فقام (1) إلا ثلاثة لم يقوموا، فدعا عليهم، فأصابتهم دعوته.




14 ـ عمرو ذي مر ـ المترجم (ص 69) ـ:

أخرج أحمد بن حنبل مسنده (1) (1 / 118) قال: حدثنا علي بن حكيم، أنبأنا شريك عن أبي إسحاق، عن عمرو بمثل حديث أبي إسحاق عن سعيد وزيد المذكور (ص 171)، وزاد فيه: «وانصر من نصره، واخذل من خذله».

وروى النسائي في الخصائص (2) (ص 19) ـ وفي طبعة (ص 26) ـ قال:

أخبرنا علي بن محمد بن علي، قال: حدثنا خلف بن تميم، قال: حدثنا إسرائيل، حدثنا أبو إسحاق، عن عمرو ذي مر، قال: ً شهدت عليا بالرحبة ينشد أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم: «أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم ما قال ؟».

فقام أناس، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره» ز

ورواه في (3) (ص 41) بإسناد آخر عنه.

ورواه الحموئي في فرائد السمطين (4) الباب العاشر عنه بالسند واللفظ

____________

(1) مسند أحمد: 1 / 189 ح 954.

(2) خصائص أمير المؤمنين: ص 117 ح 99، وفي السنن الكبرى: 5 / 136 ح 8484.

(3) المصدر السابق: ص 101 ح 87، وفي السنن الكبرى: 5 / 154 ح 8542.

(4) فرائد السمطين: 1 / 68 ح 34. الصفحة 43

المذكورين (ص 171) والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 105) عنه وعن زيد بن يثيع وسعيد بلفظ ابن عقدة المذكور (ص 171) من طريق البزاز، ومر هناك قوله: رجاله رجال الصحيح... والكنجي الشافعي في كفايته (1) (ص 17) بإسناد عن عمرو، وزيد بن يثيع، وسعيد بن وهب، والذهبي في ميزانه (2) (2 / 303) عن أبي إسحاق عن عمرو، وابن كثير في تاريخه (3) (5 / 211) من طريق أحمد والنسائي وابن جرير، و (7 / 347) من طريق ابن عقدة عن الحسن بن علي بن عفان العامري، عن عبيد الله بن موسى، عن فطر، عن عمرو بلفظه المذكور (ص 171)، وذكر قول أبي إسحاق: يا أبا بكر أي أشياخ هم !.. والسيوطي في تاريخ الخلفاء (4) (ص 114)، وجمع الجوامع كما في كنز العمال (5) (6 / 403) عن أبي إسحاق عن عمرو وسعيد وزيد بلفظ أسلفناه، عن طريق البزاز (6) وابن جرير والخلعي، والجزري في أسنى المطالب (7) (ص 4) بلفظ أحمد. (8)

____________

(1) كفاية الطالب: ص 63.

(2) ميزان الاعتدال: 3 / 294 رقم 6481.

(3) البداية والنهاية: 5 / 230 حوادث سنة 10 هـ، 7 / 384 حوادث سنة 40 هـ.

(4) تاريخ الخلفاء: ص 158.

(5) كنز العمال: 13 / 158 ح 36487.

(6) مسند البزاز: 3 / 35 رقم 766.

(7) أسنى المطالب: ص 49.

(8) وأخرج حديث المناشدة عن عمرو ذي مر، أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة: 1022 وفي كتاب مناقب علي: رقم 144.

وأخرجه البزاز في مسنده: رقم 786، كشف الأستار: ح 2542. وفي مجمع الزوائد: 9 / 105 قال: أخرجه البزاز، ورجاله رجال الصحيح.

وأخرجه النسائي في السنن الكبرى: ح 8483 و 8484. وفي الخصائص: ح 98 و 99 و 157.

وأخرجه الطبري بعدة طرق وعنه الذهبي في كتابه في الغدير برقم: 19 و 20 و 41 و 107، وأورده عن الطبري ابن كثير أيضا في البداية والنهاية: 5 / 210 و 7 / 347.

وأخرجه الطبراني في الكبير: ح 5059 والأوسط: ح 2130 و 5301، والدارقطني في الملل: 3 / 224 و 226.

وأخرجه أبو محمد الخلدي الخواص في فوائده في الورقة 154، وعنه في تعاليق علل الدارقطني: 3 / 226.

وأخرجه الحسن بن رشق العسكري في المنتقى من حديثه عن شيوخه الموجود في المجموع 115 من مخطوطات الظاهرية في مكتبة الأسد الوطنية.

وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه رقم:515 و 516، أخرجه الذهبي في كتابه في الغدير بعدة طرق بالأرقام: 16، 17، 18، 19، 20، 23،41، 107.

وأورده السيوطي في جمع الجوامع: 2 / 72، والشوكاني في در السحابة: ص 209. (الطباطبائي). الصفحة 44



15 ـ عميرة بن سعد ـ المترجم (ص 69) ـ:

أخرج الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء (5 / 26)


[color="rgb(153, 50, 204)"]أعلام الشهود لأمير المؤمنين عليه السلام
يوم الرحبة بحديث الغدير

1 ـ أبو زينب بن عوف الأنصاري.

2 ـ أبو عمرة بن عمرو بن محصن الأنصاري.

3 ـ أبو فضالة الأنصاري: استشهد بصفين مع أمير المؤمنين عليه السلام ـ بدري.

4 ـ أبو قدامة الأنصاري:الشهيد بصفين مع أمير المؤمنين عليه السلام.

5 ـ أبو ليلى الأنصاري: يقال: استشهد بصفين. (1)

6 ـ أبو هريرة الدوسي: المتوفى (57، 58، 59).

7 ـ أبو الهيثم بن التيهان: الشهيد بصفين ـ بدري.

8 ـ ثابت بن وديعة الأنصاري، الخزرجي، المدني.

9 ـ حبشي بن جنادة السلولي: شهد مع علي مشاهده.

10 ـ أبو أيوب خالد الأنصاري: المستشهد غازيا بالروم (50، 51، 52) ـ بدري.

11 ـ خزيمة بن ثابت الأنصاري، ذو الشهادتين: الشهيد يصفين ـ بدري.

12 ـ أبو شريح خويلد بن عمرو الخزاعي: المتوفى (68).

13 ـ زيد أو يزيد بن شراحيل الأنصاري.

14 ـ سهل بن حنيف الأنصاري، الأوسي: المتوفى (38) ـ بدري.

15 ـ أبو سعيد سعد بن مالك الخدري الأنصاري: المتوفى (63، 64، 65).

16 ـ أبو العباس سهل بن سعد الأنصاري المتوفى (91).

17 ـ عامر بن ليلى الغفاري.

18 ـ عبد الرحمن بن عبد رب الأنصاري.

19 ـ عبد الله بن ثابت الأنصاري: خادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

20 ـ عبيد بن عازب الأنصاري: من العشرة الدعاة إلى الإسلام (12).

____________[/color]

1 ـ في بعض الألفاظ: أبو يعلى الأنصاري، وهو شداد بن أوس، المتوفى (58). (المؤلف).

2 ـ الذين وجههم عمر إلى الكوفة مع عمار بن ياسر. (المؤلف). الصفحة 53


[color="rgb(153, 50, 204)"]21 ـ أبو طريف عدي بن حاتم: المتوفى (68) عن (100) عام.

22 ـ عقبة بن عامر الجهني: المتوفى قرب الـ (60)، كان ممن يمت إلى معاوية.

23 ـ ناجية بن عمرو الخزاعي.

24 ـ نعمان بن عجلان الأنصاري: لسان الأنصار وشاعرهم.[/color]

هذا ما أوقفنا السير عليه من أعلام الشهود لأمير المؤمنين عليه السلام بحديث الغدير يوم مناشدة الرحبة حسب ما مر من الأحاديث المتقدمة.

وقد نص الإمام أحمد في حديث مر (ص 174) على أن عدة الشهود في ذلك اليوم كانت ثلاثين، وأخرجه الحافظ الهيثمي في مجمعه (1) ـ كما مر ـ وصححه، وتجده في تذكره سبط ابن الجوزي (2) (ص 17)، وتاريخ الخلفاء للسيوطي (3) (ص 65)، والسيرة الحلبية (4) (3 / 302)، وفي لفظ أبي نعيم ـ فضل بن دكين ـ: فقام ناس كثير فشهدوا، كما مر (ص 174).


____________

(1) مجمع الزوائد: 9 / 104.

(2) تذكرة الخواص: ص 29.

(3) تاريخ الخلفاء: ص 158.

(4) السيرة الحلبية: 3 / 274. الصفحة 54



[color="rgb(255, 0, 255)"]لفت نظر:

وأنت جد عليم بأن تاريخ هذه المناشدة ـ وهو السنة الـ (35) الهجرية ـ كان بعد عن وقت صدور الحديث بما يربو على خمسة وعشرين عاما، وفي خلال هذه المدة كان كثير من الصحابة الحضور يوم الغدير قد قضوا تحبهم، وآخرون قتلوا في المغازي، وكثيرون منهم مبثوثين في البلاد، وكانت الكوفة بمنتأى عن مجتمع الصحابة ـ المدينة المنورة ـ ولم بك فيها إلا شراذم منهم تبعوا الحق، فهاجروا إليها في العهد العلوي.

وكانت هذه القصة من ولائد الاتفاق من غير إنه سابقة لها، حتى بقصدها القاصدون، فتكثر الشهود، وتتوفر الرواة.
وكان في الحاضرين من يخفي شهادته حنقا أو سفها، كما مرت الإشارة إليه في غير واحد من الأحاديث وسيمر عليك التفصيل، وقد بلغ من رواه ـ والحال هذه ـ هذه العدد الجم، فكيف به لو تزاح عنه تلكم الحواجز ؟ ! فبذلك كله تعلم مقدار شهرة الحديث وتواتره في هاتيك العصور المتقادمة.

وأما اختلاف عدد الشهود في الأحاديث فيحمل على أن كلا من الرواة ذكر من عرفه أو التفت إليه، أو من كان إلى جنبه، أو أنه ذكر من كان في جانبي المنبر، أو في أحدهما ولم يلتفت إلى غيرهم، أو أنه ذكر من كان بدريا، أو أراد من كان من الأنصار، أو أنه لما علت عقيرة القوم بالشهادة، وشخصت الأبصار والأسماع للتلقي، ووقعت الجبة (1)، كما هو طبع الحال في أمثاله من المجتمعات، ذهل بعض عن بعض، وآخر عن آخرين، فنقل كل من يضبطه من الرجال.[/color]



للموضوع تكمله



hghpj[h[ fp]de hgy]dv



توقيع : شيعة الحسين



كروب منتديات شيعة الحسين العالمية على الفيس بوك





عن الهروي قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول :

(( رحم الله عبدا أحيا أمرنا)) .

فقلت له : وكيف يحيي أمركم ؟
قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا.
قال : قلت يا ابن رسول الله فقد روي لنا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال :
من تعلم علما ليماري به السفهاء ، أو يباهي به العلماء ، أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار .
فقال عليه السلام : صدق جدي عليه السلام أفتدري من السفهاء ؟
فقلت : لا يا ابن رسول الله .
قال : هم قصاص مخالفينا . وتدري من العلماء ؟
فقلت : لا يا ابن رسول الله .
فقال : هم علماء آل محمد عليهم السلام الذين فرض الله طاعتهم وأوجب مودتهم ، ثم قال : وتدري ما معنى قوله : أو ليقبل بوجوه الناس إليه ؟
قلت : لا .
قال : يعني والله بذلك ادعاء الإمامة بغير حقها ، ومن فعل ذلك فهو في النار )) .
صدق ولي الله وأمام الهدى .

رد مع اقتباس
قديم 2013/03/09, 03:11 PM   #2
شيعة الحسين

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 788
تاريخ التسجيل: 2012/10/17
المشاركات: 14,425
شيعة الحسين غير متواجد حالياً
المستوى : شيعة الحسين will become famous soon enough




عرض البوم صور شيعة الحسين
افتراضي

4 ـ
مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام
يوم الجمل سنة (36) على طلحة

أخرج الحافظ الكبير أبو عبد الله الحاكم في المستدرك (3) (3) (2 / 11) ولفظه: ثم نادى علي رضي الله عنه طلحة ـ حين رجع الزبير ـ: «يا أبا محمد ما الذي أخرجك ؟».

قال: الطلب بدم عثان !!

قال علي: «قتل الله أولانا بدم عثمان، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ؟ وأنت أول من بايعني، ثم نكثت، وقد قال الله عز وجل: (فمن نكث فإنما ينكث علي نفسه) (4)».

فقال: أستغفر الله، ثم رجع.

ورواه الخطيب الخوارزمي الحنفي في المناقب (5) (ص 112) بإسناده من طريق الحافظ أبي عبد الله الحاكم، عن رفاعة، عن أبيه، عن جده قال:

____________

(1) كذا في النسخ، والصحيح ـ بمكان رفاعة ـ: حسين بن حسن الأشقر المترجم (ص 83)، [ وكما هو في إسناد ابن عساكر في ترجمة طلحة ]. (ا لمؤلف).

هو نذير ـ بالتصفير ـ الضبي الكوفي: من كبار التابعين، وحفيده رفاعة المذكور، ثقة، كما في التقريب [ 1 / 251 رقم 94 ]: توفي بعد (180) ـ (المؤلف).

(3) مروج الذهب: 3 / 382.

(4) الفتح: 10.

(5) المناقب: ص 182 ح 221. الصفحة 56


كنا مع علي يوم الجمل، فبعث إلى طلحة بن عبيد الله التيمي، فأتاه، فقال:

«نشدتك الله هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأخذل من خذله، وانصر من نصره ؟».

قال: نعم، قال: «فلم تقاتلني ؟» قال: نسيت ولم أذكر. قال: فانصرف طلحة ولم يرد جوابا.

ورواه (1) الحافظ الكبير ابن عساكر في تاريخ الشام (7 / 83)، وسبط ابن الجوزي في تذكرته (ص 42)، والحافظ أبو بكر الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 107) من طريق البزار، وابن حجر في تهذيبه (1 / 391) بإسناده من طريق النسائي، والسيوطي في جمع الجوامع كما في كنز العمال (6 / 83) قريبا من لفظ الخوارزمي من طريق اين عساكر، وأبو عبد الله محمد بن محمد بن يوسف السنوسي في شرح مسلم (6 / 236)، وأبو عبد الله محمد بن خليفة الوشتاني المالكي في شرح مسلم (6 / 236)، والشيخ إبراهيم الوصابي في الاكتفاء من طريق ابن عساكر. (2)

____________

(1) تاريخ مدينة دمشق: 8 / 568، وفي مختصر تاريخ دمشق: 11 / 204، تذكرة الخواص: ص 72، تهذيب التهذيب: 1 / 342، كنز العمال: 11 / 332 ح 31662.

(2) وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة: 1358 موجزا، ولفظه: أن عليا عليه السلام قال لطلحة: «أنشدك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه ؟» قال: نعم.

وأخرجه البزار في مسنده: رقم 958 وقال محققه: هو حديث صحيح، وأخرجه النسائي في مسند علي عليه السلام كما في تهذيب الكمال: 3 / 440 و 9 / 200، والبيهقي في الاعتقاد: ص 195، وابن عساكر في تاريخه في ترجمة طلحة: 8 / 568 وفي ترجمة أميرالمؤمنين عليه السلام: رقم 555.

وأخرجه المزي في تهذيب الكمال: 3 / 340 و 9 / 200 و 29 / 333، والذهبي في تلخيص المستدرك: 3 / 371 وفي كتابه الغدير ـ جزء في حديث من كنت مولاه ـ برقم 49.

وأورده منظور في مختصر تاريخ دمشق: 11 / 204، وابن حجر في مختصر زوائد مسند البزار: رقم 1905، والهيثمي في كشف الأستار: ح 2528، والسيوطي في جمع الجوامع: 1 / 831 و 2 / 95.



للموضوع تكمله



توقيع : شيعة الحسين



كروب منتديات شيعة الحسين العالمية على الفيس بوك





عن الهروي قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول :

(( رحم الله عبدا أحيا أمرنا)) .

فقلت له : وكيف يحيي أمركم ؟
قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا.
قال : قلت يا ابن رسول الله فقد روي لنا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال :
من تعلم علما ليماري به السفهاء ، أو يباهي به العلماء ، أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار .
فقال عليه السلام : صدق جدي عليه السلام أفتدري من السفهاء ؟
فقلت : لا يا ابن رسول الله .
قال : هم قصاص مخالفينا . وتدري من العلماء ؟
فقلت : لا يا ابن رسول الله .
فقال : هم علماء آل محمد عليهم السلام الذين فرض الله طاعتهم وأوجب مودتهم ، ثم قال : وتدري ما معنى قوله : أو ليقبل بوجوه الناس إليه ؟
قلت : لا .
قال : يعني والله بذلك ادعاء الإمامة بغير حقها ، ومن فعل ذلك فهو في النار )) .
صدق ولي الله وأمام الهدى .

رد مع اقتباس
قديم 2013/03/09, 03:17 PM   #3
شيعة الحسين

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 788
تاريخ التسجيل: 2012/10/17
المشاركات: 14,425
شيعة الحسين غير متواجد حالياً
المستوى : شيعة الحسين will become famous soon enough




عرض البوم صور شيعة الحسين
افتراضي

ـ 6 ـ
مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام
يوم صفين سنة (37)

قال أبو صادق سليم بن قيس الهلالي (4) التابعي الكبير في كتابه (5).

____________

(1) جعفر بن محمد النسقي المستغفري ـ المولود (350) والمتوفى (432) ـ صاحب التأليف القيمة. ترجمة الذهبي في تذكرته: 3 / 300 [ 3 / 1102 رقم 996 ] ـ (المؤلف).

(2) الصواعق المحرقة: ص 129.

(3) منهم عبد الله بن أحمد بن حنبل في زياداته في فضائل الصحابة لأبيه: 900. وفي كتاب الزهد له ص 132، وفي كتاب مناقب عليه عليه السلام له: برقم 23.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب مجابي الدعوة، والحافظ أبو نعيم في أخبار أصبهان: 1 / 210.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه: 1272 و 1273، والمحب الطبري في ذخائر العقبى: ص 96.

الطباطبائي

(4) كتاب سليم بن قيس: 2 / 757 ح 25.

(5) كتاب سليم من الأصول المشهورة المتداولة في العصور القديمة المعتمد عليها عند محدثي الفريقين وحملة التاريخ.

قال ابن النديم في الفهرست: ص 307 [ ص 275 ] إن سليما لما حضرته الوفاة قال لأبان: إن لك علي حقا، وقد حضرتني الوفاة، يا ابن أخي إنه كان من أمر رسول الله كيت وكيت، وأعطاه كتابا، وهو كتاب سليم بن قيس الهلالي المشهور... ـ إلى أن قال ـ: وأول كتاب ظهر للشيعة كتاب سليم.

وفي التنبيه والأشراف للسمعودي، ص 198 ما نصه: والقطيعة بالإمامة الاثنا عشرية منهم الذين أصابهم في حصر العدد ما ذكره سليم بن قيس الهلالي في كتابه.

وقال السبكي في محاسن الرسائل في معرفة الأوائل: إن أول كتاب صنف للشيعة هو كتاب سليم.

واللام في كلام ابن النديم والسبكي للمنفعة، فمفادها أنهم كانوا يحتجون به، فيخصمون المجادل لاقتناعه بما فيه ثقة بأمانة سليم في النقل، لا محض أن الشيعة تقتنع بما فيه، وهو الذي يعطيه كلام المسعودي حيث أسند احتجاج الإمامية الاثني عشرية في حصرالعدد بما فيه، فإن الاقتناع بمجرده غير مجد في عصور قام الحجاج فيها على أشده، ولذلك أسند إليه وروى عنه غير واحد من أعلام العامة: منهم الحاكم الحسكاني ـ المترجم (ص 112) ـ في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل [ 1 / 47 ح 41 ]، والإمام الحموئي ـ المترجم (ص 123) ـ في فرائد السمطين [ 1 / 312 ح 250 ]، والسيد ابن شهاب الهمداني (المذكور ص 127) في مودة القربى [ المودة العاشرة ]، والقندوزي الحنفي ـ المترجم (ص 147) ـ في ينابيع المودة [ 1 / 27 ـ 32، 114 باب 38 ]، وغيرهم، وحول الكتاب كلمات درية أفردناها في رسالة، وإنما ذكرنا هذا الإجمال لنعلم أن التعويل على الكتاب مما تسالم عليه الفريقان، وهو الذي حدانا إلى النقل عنه في كتابنا هذا. (المؤلف). الصفحة 71


صعد علي عليه السلام المنبر ـ في صفين ـ في عسكره، وجمع الناس ومن بحضرته من النواحي والمهاجرين والأنصار، ثم حمد الله وأثنى عليه، ثم قال:

«معاشر الناس، إن مناقبي أكثر من أن تحصى، وبعدما أنزل الله في كتابه من ذلك، وما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أكتفي بها عن جميع مناقبي وفضلي:

أتعلمون أن الله فضل في كتابه السابق على المسبوق، وأنه لم يسبقني إلى الله ورسوله أحد من الأمة ؟ قالوا: نعم.

قال: أنشدكم الله: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله: (السابقون السابقون * أولئك المقربون) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنزلها الله في الأنبياء وأوصيائهم، وأنا أفضل أنبياء الله، ورسله، ووصيي علي بن أبي طالب أفضل الأوصياء ؟».

فقام نحو من سبعين بدريا جلهم من الأنصار وبقيتهم من المهاجرين، منهم: أبو الهيثم بن التيهان، وخالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري، وفي المهاجرين عمار بن ياسر، فقالوا: نشهد أنا قد سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك.

قال: «فأنشدكم بالله في قول الله: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وقوله: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا...) الآية، ثم الصفحة 72

قال: (ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة). فقال الناس: يارسول الله، أخاص لبعض المؤمنين، أم عام لجميعهم ؟

فأمر الله عز وجل رسوله أن يعلمهم، وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وصيامهم وزكاتهم وحجهم، فنصبني بغدير خم، وقال:

إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبي، فأوعدني: لأبلغها أو يعذبني، قم يا علي، ثم نادى بالصلاة جامعة فصلى بهم النظر، ثم قال:

أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأولى بهم من أنفسهم، من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فقام إليه سلمان الفارسي، فقال: يارسول الله ولاء كماذا ؟ فقال: ولاء كولاي، من كنت أولى به من نفسه، فعلي أولى به من نفسه، وأنزل الله (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)...» إلى أن قال:

فقام اثنا عشر رجلا من البدريين، فقالوا: نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول الله كما قلت... الحديث، وهو طويل، وفيه فوائد جمة.


ـ 7 ـ
احتجاج الصديقة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

قال شمس الدين أبو الخير الجزري الدمشقي المقري الشافعي ـ المترجم (ص 129) ـ في كتابه أسنى المطالب (1) في مناقب علي بن أبي طالب (2):

وألطف طريق وقع لهذا الحديث ـ يعني حديث الغدير ـ وأغربه ما حدثنا به

____________

(1) أسنى المطالب: ص 49.

(2) ذكره له السخاوي في الضوء اللامع: 9 / 256 [ رقم 806 ]، والشوكاني في البدر الطالع: 2 / 297 [ رقم 513 ]. (المؤلف).



الصفحة 73

شيخنا خاتمة الحفاظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن المحب المقدسي مشافهة، أخبرتنا الشيخة أم محمد زينب ابنة أحمد بن عبد الرحيم المقدسية، عن أبي المظفر محمد بن فتيان بن المثنى، أخبرنا أبو موسى محمد بن أبي بكر الحافظ، أخبرنا ابن عمة والدي القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد المدني بقراءتي عليه، أخبرنا ظفر بن داعي العلوي باستراباد، أخبرنا والدي وأبو أحمد بن مطرف المطرفي قالا: حدثنا أبو سعيد الإدريسي إجازة فيما أخرجه في تاريخ استراباد، حدثني محمد بن محمد بن الحسن أبو العباس الرشيدي من ولد هارون الرشيد بسمرقند ـ وما كتبناه إلا عنه ـ حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر الحلواني، حدثنا علي بن محمد بن جعفر الأهوازي مولى الرشيد، حدثنا بكر بن أحمد القصري، حدثنا فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر عليه السلام، قلن: حدثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد الصادق، حدثتني فاطمة بنت محمد بن علي، حدثتني فاطمة بنت علي بن الحسين، حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن علي، عن أم كلثوم بنت فاطمة بنت النبي، عن فاطمة بنت رسول الله ـ صلى الله عليه ورضي عنها ـ قالت:


«أنسيتم قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، وقوله عليه السلام: أنت مني بمنزلة هارون من موسى عليهما السلام ؟».

وهكذا أخرجه الحافظ الكبير أبو موسى المديني في كتابه المسلسل بالأسماء، وقال: هذا الحديث مسلسل من وجه، وهو أن كل واحدة من الفواطم تروي عن عمة لها، فهو رواية خمس بنات أخ، كل واحدة منهن عن عمتها.


ـ 8 ـ
احتجاج الإمام السبط
أبي محمد الحسن عليه السلام سنة (41)

أخرج الحافظ الكبير أبو العباس بن عقدة: أن الحسن بن علي عليهما السلام لما أجمع على صلح معاوية قام خطيبا، وحمد الله وأثنى عليه، وذكر جده المصطفى بالرسالة الصفحة 74

والنبوة، ثم قال:

«إنا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام واختارنا واصطفانا، وأذهب عنا الرجس وطهرنا تطهيرا، لم تفترق الناس فرقتين إلا جعلنا الله في خيرهما من آدم إلى جدي محمد.

فلما بعث الله محمدا للنبوة واختاره للرسالة، وأنزل عليه كتابه، ثم أمره بالدعاء إلى الله عز وجل، فكان أبي أول من استجاب لله ولرسوله، وأول من آمن وصدق الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد قال الله في كتابه المنزل على نبيه المرسل: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) (1)، فجدي الذي على بينة من ربه، وأبي الذي يتلوه وهو شاهد منه... ـ إلى أن قال ـ:

وقد سمعت هذه الأمة جدي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ما ولت أمة أمرها رجلا وفيهم من هو أعلم منه، إلا لم يزل يذهب أمرهم سفالا حتى يرجعوا إلى ما تركوه.

وسمعوه يقول لأبي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

وقد رأوه وسمعوه حين أخذ بيد أبي بغدير خم وقال لهم: من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب».

وذكر شطرا من هذه الخطبة القندوزي الحنفي في ينابيع المودة (2) (ص 482)، وفيه الحجاج بحديث الغدير.


ـ 9 ـ
مناشدة الإمام السبط الحسين عليه السلام
بحديث الغدير سنة (58 ـ 59)

ذكر التابعي الكبير أو صادق سليم بن قيس الهلالي في كتابه (3) جملا ضافية

____________

(1) هود: 17.

(2) ينابيع المودة: 3 / 150 باب 90.

(3) كتاب سليم بن قيس: 2 / 788 ح 26. الصفحة 75

حول شدة نكير معاوية بن أبي سفيان على شيعة أمير المؤمنين عليه السلام ومواليه بعد شهادته ثم قال:

فلما كان قبل موت معاوية بسنتين (1) حج الحسين بن علي عليهما السلام، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن جعفر، فجمع الحسين عليه السلام بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم وشيعتهم، من حج منهم ومن لم يحج، ومن الأنصار ممن يعرف الحسين وأهل بيته، ثم لم يترك أحدا حج ذلك العام من أصحاب رسول الله ومن التابعين من الأنصار المعروفين بالصلاح، والنسك إلا جمعهم، واجتمع عليه بمنى أكثر من سبعمائة رجل، وهم في سرادقة عامتهم من التابعين، ونحو من مائتي رجل من أصحاب النبي، فقام فيهم، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال:

«وأما بعد: فإن هذا الطاغية قد صنع بنا وبشيعتنا ماعلمتم ورأيتم وشهدتم وبلغكم، وإني أريد أن أسألكم عن شيء فإن صدقت فصدقوني، وإن كذبت فكذبوني، واسمعوا مقالتي، واكتبوا قولي، ثم ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم، ومن ائتمنتموه من الناس ووثقتم به، فادعوه إلى ما تعلمون من حقنا فإنا نخاف أن يدرس (2) هذا الحق، ويذهب ويغلب، (... والله متم نوره ولو كره الكافرون) (3)».

وما ترك شيئا مما أنزل الله في القرآن فيهم إلا تلاه وفسره، ولا شيئا مما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أبيه وأمه ونفسه وأهل بيته إلا رواه، وكذلك يقولون: أللهم نعم قد سمعنا وشهدنا، ويقول التابعون: أللهم نعم قد حدثني به من أصدقه وأئتمنه من الصحابة...

إلى أن قال: قال عليه السلام:

____________

(1) في بعض النسخ: بسنة.

(2) درس الأثر: إمحى.

(3) الصف: 8. الصفحة 76


«وأنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله نصبه يوم غدير خم، فنادى له بالولاية، وقال: ليبلغ الشاهد الغائب ؟» قالوا: أللهم نعم... الحديث.





توقيع : شيعة الحسين



كروب منتديات شيعة الحسين العالمية على الفيس بوك





عن الهروي قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول :

(( رحم الله عبدا أحيا أمرنا)) .

فقلت له : وكيف يحيي أمركم ؟
قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا.
قال : قلت يا ابن رسول الله فقد روي لنا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال :
من تعلم علما ليماري به السفهاء ، أو يباهي به العلماء ، أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار .
فقال عليه السلام : صدق جدي عليه السلام أفتدري من السفهاء ؟
فقلت : لا يا ابن رسول الله .
قال : هم قصاص مخالفينا . وتدري من العلماء ؟
فقلت : لا يا ابن رسول الله .
فقال : هم علماء آل محمد عليهم السلام الذين فرض الله طاعتهم وأوجب مودتهم ، ثم قال : وتدري ما معنى قوله : أو ليقبل بوجوه الناس إليه ؟
قلت : لا .
قال : يعني والله بذلك ادعاء الإمامة بغير حقها ، ومن فعل ذلك فهو في النار )) .
صدق ولي الله وأمام الهدى .

رد مع اقتباس
قديم 2013/03/09, 03:21 PM   #4
شيعة الحسين

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 788
تاريخ التسجيل: 2012/10/17
المشاركات: 14,425
شيعة الحسين غير متواجد حالياً
المستوى : شيعة الحسين will become famous soon enough




عرض البوم صور شيعة الحسين
افتراضي



ـ 10 ـ
احتجاج عبد الله بن جعفر على معاوية
بعد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام

قال عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: كنت عند معاوية ومعنا الحسن والحسين عليهما السلام، وعنده عبد الله بن العباس والفضل بن عباس، فالتفت إلى معاوية، فقال:

يا عبد الله ما أشد تعظيمك للحسن والحسين وما هما منك، ولا أبوهما خير من أبيك، ولولا أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقلت: ما أمك أسماء بنت عميس بدونها.

فقلت: والله إنك لقليل العلم بهما وبأبيهما وبأمهما، بل والله لهما خير مني، وأبوهما خير من أبي، وأمهما خير من أمي. يا معاوية إنك لغافل عما سمعته أنا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول فيهما وفي أبيهما وأمهما، قد حفظته ووعيته ورويته.

قال: هات يا ابن جعفر، فو الله ما أنت بكذاب ولا متهم.

فقلت: إنه أعظم مما في نفسك.

قال: وإن كان أعظم من أحد وجراء ـ بكسر المهملة ـ جميعا، فلست أبالي إذا قتل الله صاحبك، وفرق جمعكم، وصار الأمر في أهله، فحدثنا فما نبالي بما قلتم ولا يضرنا ما عددتم.

فقلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد سئل عن هذه الآية (وما جعلنا الرؤيا التي الصفحة 77

أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن) (1) فقال:

«إني رأيت اثني عشر رجلا من أئمة الضلالة يصعدون منبري، وينزلون، يردون أمتي على أدبارهم القهقري».

وسمعته يقول: «إن بني أبي العاص إذا بلغوا خمسة عشر رجلا جعلوا كتاب الله دخلا، وعباد الله خولا، ومال الله دولا».

يا معاوية إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول على المنبر وأنا بين يديه وعمر بن أبي سلمة، واسامة بن يزيد، وسعد بن أبي وقاص، وسلمان الفارسي، وأبو ذر، والمقداد، والزبير بن العوام، وهو يقول:

«ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ فقلنا: بلى يا رسول الله. قال: أليس أزواجي أمهاتكم ؟ قلنا: بلى يا رسول الله.

قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، أولى به من نفسه، وضرب بيده على منكب علي، فقال: أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

أيها الناس أنا أولى المؤمنين من أنفسهم ليس لهم معي أمر، وعلي من بعدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه أمر، ثم أبني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه أمر».

ثم عاد فقال: «أيها الناس إذا أنا استشهدت فعلي أولى بكم من أنفسكم، فإذا استشهد علي فابني الحسن أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم، وإذا استشهد الحسن فابني الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم...» إلى أن قال:

فقال معاوية: يا ابن جعفر لقد تكلمت بعظيم، ولئن كان ما تقول حقا لقد هلكت أمة محمد من المهاجرين والأنصار غيركم ـ أهل البيت ـ وأوليائكم وأنصاركم. الصفحة 87


فقلت: والله إن الذي قلت حق سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

قال معاوية: يا حسن ويا حسين ويا ابن عباس ما يقول ابن جعفر ؟

فقال ابن عباس: إن كنت لا تؤمن بالذي قال، فأرسل إلى الذين سماهم فاسألهم عن ذلك.

فأرسل معاوية إلى عمر بن أبي سلمة وإلى أسامة بن زيد، فسالهما فشهدا أن الذي قال ابن جعفر قد سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما سمعه... إلى أن قال ـ من كلام ابن جعفر ـ:

ونبينا صلى الله عليه وآله وسلم قد نصب لأمته أفضل الناس وأولاهم وخيرهم بغدير خم وفي غير موطن، واحتج عليهم به وأمرهم بطاعته، وأخبرهم أنه منه بمنزلة هارون من موسى، وأنه ولي كل مؤمن من بعده، وأنه كل من كان هو وليه فعلي وليه، ومن كان أولى به من نفسه فعلي أولى به، وأنه خليفته فيهم ووصيه، وأن من أطاع الله ومن عصاه عصى الله. ومن والاه والى الله ومن عاداه عادى الله. الحديث، وفيه فوائد كثيرة قيمة جدا. كتاب سليم (1).




ـ 11 ـ
احتجاج برد على عمرو بن العاص
بحديث الغدير

قال أبو محمد بن قتيبة ـ المترجم (ص 96) ـ في الإمامة والسياسية (2) (ص 93):

وذكروا أن رجلا من همدان يقال له: برد، قدم على معاوية فسمع عمرا يقع في علي عليه السلام فقال له: يا عمرو إن أشياخنا سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، فحق ذلك أم باطل ؟

____________

(1) كتاب سليم بن قيس: 2 / 834 ح 42.

(2) الإمامة والسياسة: 1 / 97. الصفحة 78


فقال عمرو: حق وأنا أزيدك: إنه ليس أحد من صحابة رسول الله له مناقب مثل مناقب علي !

ففزع الفتى. فقال عمرو: إنه أفسدها بأمره في عثمان. فقال برد: هل أمر أو قتل ؟ قال: لا، ولكنه آوى ومنع. قال: فهل بايعه الناس عليها ؟ قال: نعم. قال: فما أخرجك من بيعته ؟ قال: اتهامي إياه في عثمان. قال له: وأنت ـ أيضا ـ قد اتهمت. قال: صدقت، فيها خرجت إلى فلسطين.

فرجع الفتى إلى قومه، فقال: إنا أتينا قوما أخذنا الحجة عليهم من أفواههم، علي على الحق فاتبعوه.


ـ 12 ـ
احتجاج عمرو بن العاص على معاوية
بحديث الغدير

ذكر الخطيب الخوارزمي الحنفي في المناقب (1) (ص 124) كتابا لمعاوية كتبه إلى عمرو بن العاص يستهويه لنصرته في حرب صفين، ثم ذكر كتابا لعمرو مجيبا به معاوية ـ وستقف على الكتابين في ترجمة عمرو بن العاص ـ ومن كتاب عمرو قوله:

وأما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله ووصيه إلى البغي والحسد على عثمان وسميت الصحابة فسقة، وزعمت أنه أشلاهم (2) على قتله، فهذا كذب وغواية.

ويحك يا معاوية، أما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبات على فراشه ؟ ! وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة، وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «هو مني وأنا منه». «وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».

وقال في يوم غدير خم: «ألا من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه،

____________

(1) المناقب: ص 199 ح 240.

(2) أشلاهم عليه: أغراهم به. الصفحة 80

وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأخذل من خذله».


ـ 13 ـ

احتجاج عمار بن ياسر يوم صفين على
عمرو بن العاص سنة (37)

روى نصر بن مزاحم الكوفي (1) في كتاب صفين (2) (ص 176) في حديث طويل عن عمار بن ياسر يخاطب عمرو بن العاص يوم صفين، قال:

أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أقاتل الناكثين، وقد فعلت، وأمرني أن أقاتل القاسطين، فأنتم هم، وأما المارقون فما أدري أدركهم أم لا، أيها الأبتر ألست تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي: «من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم واله من والاه، وعاد من عاداه» وأنا مولى الله ورسوله علي بعده، وليس لك مولى. فقال له عمرو: لم تشتمني يا أبا اليقظان ؟ يأتي تمام الحديث في ترجمة عمرو بن العاص فراجع، وذكره ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (3) (2 / 273).


ـ 14 ـ
احتجاج أصبغ بن نباتة بحديث الغدير
في مجلس معاوية سنة (37)

كتب أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ أيام صفين كتابا إلى معاوية بن أبي سفيان، وأرسله إليه بيد أصبغ بن نباته ـ المترجم (ص 62) ـ قال الأصبغ:

____________

(1) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 1 / 183 [ 2 / 206 خطبة 35 ]: ونحن نذكر ما أورده نصر بن مزاحم من كتاب صفين في هذا المعنى، فهو ثقة ثبت صحيح الثقل غير منسوب إلى هوى ولا إدغال، وهو من رجال أصحاب الحديث. (المؤلف).

(2) وقعة صفين: ص 338.

(3) شرح نهج البلاغة: 8 / 21 خطبة 124. الصفحة 81


فدخلت على معاوية وهو جالس على نطع من الأدم متكئا على وسادتين خضراوين، وعن يمينه عمرو بن العاص، وحوشب، وذو الكلاع (1)، وعن شماله أخوه عتبة المتوفى (43، 44) وابن عامر بن كريز عبد الله المتوفى (57، 58) والوليد أبن عقبة الفاسق بنص القرآن، وعبد الرحمن بن خالد المتوفى (47)، وشرحبيل بن السمط المتوفى (40، 41)، وبين يديه أبو هريرة، وأبو الدرداء (2) والنعمان بن بشير المتوفى (65)، وأبو أمامة الباهلي صدي المتوفى (81) فلما قرأ الكتاب قال: إن عليا لا يدفع إلينا قتلة عثمان.

قال الأصبغ: فقلت له: يا معاوية لا تعتل بدم عثمان، فإنك تطلب الملك والسلطان، ولو كنت أردت نصره حيا لنصرته، ولكنك تربصت به، لتجعل ذلك سببا إلى وصول الملك. فغضب من كلامي، فأردت أن يزيد غضبه، فقلت: لأبي هريرة:

يا صاحب رسول الله إني أحلفك بالذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة، وبحق حبيبه المصطفى ـ عليه وآله السلام ـ إلا أخبرتني أشهدت يوم غدير خم ؟

قال: بلى شهدته. قلت: فما سمعته يقول في علي ؟

قال: سمعته يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله».

فقلت له: فإذا أنت ـ يا أبا هريرة ـ واليت عدوه، وعاديت وليه.

فتنفس أبو هريرة الصعداء، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون.

رواه الحنفي في مناقبه (3) (ص 130)، وسبط ابن الجوزي في تذكرته (4) (ص 48).

____________

(1) حوشب الحميري وذو الكلاع كانا مع معاوية في حرب صفين وقتلا بها. (المؤلف).

(2) عويمر الأنصاري: قال ابن عبد البر في الاستيعاب في الكنى [ القسم الثالث / 1229 رقم 2006 ]: قال أهل الأخبار: إنه توفي بعد صفين. (المؤلف).

(3) مناقب الخوارزمي: ص 205 ح 240.

(4) تذكرة الخواص: ص 85. الصفحة 82


ـ 15 ـ
مناشدة شاب أبا هريرة بحديث الغدر
في مسجد الكوفة (*)

أخرج الحافظ أبو يعلى الموصلي (1) ـ المترجم (ص 100) ـ قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، أنبأنا شريك، عن أبي يزيد داود الأودي المتوفى (150) عن أبيه يزيد الأودي.

وأخرج الحافظ ابن جرير الطبري، عن أبي كريب، عن شاذان، عن شريك، عن إدريس وأخيه داود، عن أبيهما يزيد الأودي قال:

دخل أبو هريرة المسجد فاجتمع إليه الناس، فقام إليه شاب، فقال: أنشدك بالله سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» ؟

قال: فقال: إني أشهد أني سمعت رسول الله يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه».

ورواه الحافظ أبو بكر الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 105) نقلا عن أبي يعلى والطبراني والبزاز بطريقيه، وصحح أحدهما ووثق رجاله، وذكره ابن كثير في تاريخه (2) (5 / 213) من طريق أبي يعلى الموصلي، وابن جرير الطبري.

وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (3) (1 / 360): روى سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عمر بن عبد الغفار: أن أبا هريرة لما قدم الكوفة مع

____________

(*) إسناد هذه المناشدة من طريق إدريس بن يزيد صحيح، رجاله كلهم ثقات. (المؤلف).

(1) مسند أبي يعلى الموصلي: 11 / 307 ح 6423.د

(2) البداية والنهاية: 5 / 232 حوادث سنة 10 هـ.

(3) شرح نهج البلاغة: 4 / 68 خطبة 56. الصفحة 83

معاوية كان يجلس بالعشيات بباب كندة، ويجلس الناس إليه، فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه فقال:

يا أبا هريرة أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي بن أبي طالب: «أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» ؟.

فقال: أللهم نعم. قال: فأشهد بالله لقد واليت عدوه وعاديت وليه. ثم قام عنه. (1)

وروت الرواة أن أبا هريرة كان يؤاكل الصبيان في الطريق ويلعب معهم، وكان يخطب وهو أمير المدينة، فيقول: الحمد لله الذي جعل الدين قياما، وأبا هريرة إماما، يضحك الناس بذلك. وكان يمشي وهو أمير المدينة في السوق، فإذا انتهى إلى رجل يمشي أمامه ضرب برجليه الأرض ويقول: الطريق الطريق، قد جاء الأمير. يعني نفسه.

____________

(1) وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: ح 12141، والبزار في مسنده كشف الأستار: ح 2531، وأخرجه الحافظ الطبراني، وعنه في مجمع الزوائد: 9 / 105.

وأخرجه المبارك بن عبد الجبار الصيرفي في الطيوريات: ج 9 / ق 160 / ب، وأخرجه الذهبي في كتابه الغدير ـ جزء في حديث من كنت مولاه ـ بالأرقام: 82 ـ 88، وابن حجر العسقلاني في المطالب العالية: ح 3958، وفي مختصر زوائد مسند البزار: ح 1903، والبوصيري في إتحاف السادة المهرة: ج 3 ق 56 / أ.

وفي رواية الذهبي في غديره رقم 84: قدم علينا معاوية [ الكوفة] فنزل النخيلة، فدخل أبو هريرة المسجد بالكوفة، فكان يقص على الناس ويذكرهم ! فقام إليه شاب، فقال: يا أبا هريرة نشدتك بالله أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي: «من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه» ؟ قال: اللهم نعم.

وفي مصنف ابن أبي شيبة: ح 12141: فقال الشاب: أنا منك برئ، أشهد أنك قد عاديت من والاه، وواليت من عاداه، قال: فحصيه الناس بالحصى.

فيبدو أن معاوية لما قدم الكوفة بعث جهاز إعلامه شيخ المضيرة إلى المسجد يمجده ويطريه ويحرض الناس على إكرامه وتبجيله ! ولعله نال من أمير المؤمنين عليه السلام وتنقصه !! مما أثار حفيظة هذا الشاب، فقام إليه وناشده وأفحمه، وقال له: فأشهد بالله لقد واليت عدوه وعاديت وليه.

وأنت تعلم أن مجرد القصص والتذكير لا يؤدي إلى مثل هذا. (الطباطبائي). الصفحة 84


قلت: قد ذكر ابن قتيبة هذا كله في كتاب المعارف (1) في ترجمة أبي هريرة، وقوله فيه حجة لأنه غير متهم عليه.

قال الأميني: هذا كله قد أسقطته عن كتاب المعارف ـ طبعة مصر (1353 هـ) ـ يد التحريف اللاعبة به، وكم فعلت هذه اليد الأمينة لدة (2) هذه في عدة موارد منه، كما أنها أدخلت فيها ما ليس منه، وقد مر الإيعاز إليه (ص 192).


ـ 16 ـ
مناشدة رجل زيد بن أرقم
بحديث الغدير

روي عن أبي عبد الله الشيباني رضي الله عنه (3) قال: بينما أنا جالس عند زيد بن أرقم إذ جاء رجل، فقال: أيكم زيد بن أرقم ؟ فقال القوم: هذا زيد.

فقال: أنشدك بالذي لا إله إلا هو سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» ؟ قال: نعم.

مودة القربى (4)، وينابيع المودة (5) (ص 249). (6)

____________

(1) المعارف: ص 277 ـ 278.

(2) لدة الصبي: من ولد أو تربى معه.

(3) كذا في النسخ ولعل الصحيح: أبو عمرو الشيباني، وهو التابعي الكبير [ سعد بن إياس من بني ] شيبان بن ثعلبة، الكوفي المتوفى (98)، كان يقرأ القرآن في المسجد الأعظم بالكوفة، ترجمة الذهبي في تذكرته: 1 / 59 [ 1 / 68 رقم 62 ]. (المؤلف).

(4) أنظر المودة الخامسة.

(5) ينابيع المودة: 2 / 73 باب 56.

(6) وأخرجه الحافظ أبو يعلى، ومن طريقه أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه: 537، وأخرجه الحافظ الطبراني في المعجم الكبير: ح 5065. وهناك صورة أخرى وسؤال آخر رواه القطيعي في زياداته في كتاب مناقب علي عليه السلام لأحمد بن حنبل برقم 170 وفي فضائل الصحابة له برقم 1048 عن أبي ليلى الكندي أنه حدثه، قال: سمعت زيد بن أرقم يقول ـ ونحن ننتظر جنازة ـ فسأله رجل من القوم فقال: أبا عامر أسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم لعلي: «من كنت مولاه فعلي مولاه» ؟ قال: نعم.

قال أبو ليلى: فقلت لزيد بن أرقم: قالها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قال: نعم، قد قالها له، أربع مرات، قال: نعم.

صورة ثالثة أخرجها أحمد في المسند: 4 / 372.

عن ميمون أبي عبد الله قال: كنت عند زيد بن أرقم، فجاء رجل من أقصى الفسطاط فسأله عن ذا، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا: بلى، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه...».

وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام برقم 544.

وصورة رابعة أخرجها أحمد في المسند: 4 / 368، وفي فضائل الصحابة: ح 992، وفي كتاب مناقب علي عليه السلام برقم 116 عن عطية العوفي قال: سألت زيد بن أرقم، فقلت له: إن ختنا حدثني عنك بحديث في شأن علي ؟... فأنا أحب أن أسمعه منك فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم، فقلت: ليس عليك مني بأس، فقال: نعم كنا بالجحفة... (الطباطبائي). الصفحة 85


ـ 17 ـ
مناشدة رجل عراقي جابر الأنصاري
بحديث الغدير (*)

أخرج العلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (1) (ص 16) قال:

أخبرني بذلك ـ عاليا ـ المشايخ منهم: الشريف الخطيب أبو تمام علي بن أبي الفخار بن أبي منصور الهاشمي بكرخ بغداد، وأبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن علي بن حمزة القبيطي بنهر معلى، وإبراهيم بن عثمان بن يوسف بن أيوب الكاشغري، قالوا جميعا:

أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سليمان المعروف بنسيب ابن البطي، وقال الكاشغري أيضا: أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي القاسم الطوسي المعروف بابن تاج

____________

(*) سند هذه المناشدة صحيح رجاله كلهم ثقات. (المؤلف).

(1) كفاية الطالب: ص 61. الصفحة 86

القراء، قالا: أخبرنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي اليانياسي، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت، حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا مطلب بن زياد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: كنت عند جابر بن عبد الله في بيته و[ عنده ] علي بن الحسين، ومحمد بن الحنفية، وأبو جعفر، فدخل رجل من أهل العراق، فقال: بالله (1) إلا ما حدثتني ما رأيت وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسملم، فقال:

كنا بالجحفة بغدير خم، وثم ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خباء ـ في الفرائد: أو فسطاط ـ فأشار بيده ثلاثا، فأخذ بيد علي بن أبي طالب، وقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه».

ورواه الحموئي في فرائد السمطين في الباب التاسع (2) قال: أخبرني الشيخ مجد الدبن عبد الله بن محمود بن مودود الحنفي بقراءتي عليه ببغداد ثالث رجب سنة اثنتين وسبعين وستمائة، قال: أنبأنا الشيخ أبو بكر المسمار بن عمر بن العويس البغدادي سماعا عليه، قال: أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطي سماعا عليه.

وأخبرنا الإمام الفقيه كمال الدين أبو غالب هبة الله [ بن أبي القاسم بن أبي غالب ] (3) السامري بقراءتي علهي بجامع النصر (4) ببغداد ليلة الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين وستمائة، قال: أنبأنا الشيخ محاسن بن عمر بن رضوان الخزائني سماعا علهي في الحادي والعشرين من المحرم سنة اثنتين وعشرين

____________

(1) في لفظ شيخ الإسلام الحموئي، أنشدك الله الأحد. (المؤلف).

(2) فرائد السمطين: 1 / 62 ح 29، وذكره الذهبي في معجم شيوخه: ص 532 رقم 793.

(3) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

(4) كتب إلينا الدكتور مصطفى جواد البغدادي: والصواب: بجامع القصر، وهو جامع سوق الغزل الحالي. (المؤلف). الصفحة 87

وستمائة، قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر الزاغوني سماعا عليه في السادس عشر من شهر رجب سنة خمسين وخمسمائة، قالا (1): أنبأنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي بن إبراهيم الفرا البانياسي سماعا عليه، قال: أنبأنا ابن الزاغوني (2) ـ المترجم (ص 113) ـ في شهر شعبان سنة ثلاث وستين (3) وأربعمائة، قال: أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت قراءة عليه وأنا أسمع في رجب ثالث عشر من الشهر سنة خمس وأربعمائة، قال: أنبأنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي المكنى بأبي إسحاق، قال: أنبأنا أبو سعيد الأشج، قال: أنبأنا أبو طالب بن زياد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: كنت عند جابر... الحديث بلفظه.

ورواه ابن كثير في تاريخه (4) (5 / 213) قال: قال المطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل، سمع جابر بن عبد الله يقول:

كنا بالجحفة بغدير خم، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خباء أو فساط، فأخذ بيد علي، فقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه». قال: شيخنا الذهبي: هذا حديث حسن. (5)

قال الأميني: لا يهمنا إسقاط ابن كثير من الحديث شطرا فيه الجمع الحضور عند جابر ومناشدة العراقي إياه، وذكره الحديث بصورة مصغرة، إذ صحائف تاريخه

____________

(1) هما ابنا البطي والزاغوني.

(2) راجع ترجمته ص 248.

(3) التاريخ مصحف، فأين الزاغوني ولد سنة 468 والبانباسي توفي سنة 485، فيبدو أن سماع ابن الزاغوني من البانباسي كان سنة 483، فصحف ثمانين إلى ستين. (الطباطبائي).

(4) البداية والنهاية: 5 / 232 حوادث سنة 10 هـ.

(5) وأخرجه ابن الأبار في معجم الشيوخ: ص 325 رقم 384، والذهبي في سير أعلام النبلاء، 8 / 296، وفي معجم شيوخه: 2 / 234، كل منهما عن عدة من شيوخه بطرقهم.

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه بعدة طرق: 558 و 559 و 560 عن عدة من شيوخه.

(الطباطبائي)
الصفحة 88

ـ البداية والنهاية ـ تنم عن لسانه البذي، ويده الجانية على ودائع النبي الأعظم فضائل آل الله، وعن قلبه المحتدم بعداتهم، فتراه يسب ويشتم من والاهم ويمدح ويثني على من ناواهم، وينبز الصحاح من مناقبهم بالوضع، ويقذف الراوي لها على ثقته بالضعف، كل ذلك تحكما منه بلا دليل،ويحرف الكلم عن مواضعها، ولو ذهبنا لنذكر كل ما فيه من هذا القبيل لجاء منه كتاب ضخم، وحسبك من تحريفه ما ذكره من حديث بدء الدعوة النبوية عند نزول قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) (1) قال في تاريخه (2) (3 / 40) بعد ذكر الحديث الوارد في الآية الشريفة من طريق البيهقي.

وقد رواه أبو جعفر بن جرير عن محمد بن حميد الرازي... وساق إلى آخر السند ثم قال: وزاد بعد قوله:

«وإني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وكذا وكذا ؟ قال:

فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت ـ ولأني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا ـ: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي، فقال: إن هذا أخي وكذا وكذا، فاسمعوا له وأطيعوا.

قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع».

وبهذا اللفظ ذكره في تفسيره (3 / 351)، وقال: وقد رواه أبو جعفر بن جرير عن ابن حميد... إلى آخره حرفيا.

وها نحن نذكر لفظ الطبري بنصه حتى يتبين الرشد من الغي.

____________

(1) الشعراء: 214.

(2) البداية والنهاية: 3 / 53. الصفحة 89


قال في تاريخه (1) (2 / 217) من الطبعة الأولى:

«إني قد جئتكم بخيرالدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت: ـ وإني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا ـ: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي، ثم قال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا.

قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع». فإلى الله المشتكى.

نعم، رواه الطبري في تفسيره (2) (19 / 74) محرفا، فهلا وقف ابن كثير على ما في تاريخه وقد أخرجه غير محرف، أو على ما أخرجه غير الطبري من أئمة الحديث والتاريخ في تآليفهم، أوحدته ضغينته على اختيار المحرف من الكلم، والله يعلم ما تكن صدورهم. (3)

____________
(1) تاريخ الأمم والملوك: 2 / 321.
(2) جامع البيان: مج 11 / ج 19 / 122.
(3) وأخرجه الطبري في تهذيب الآثار في مسند علي بن أبي طالب وصحح سنده.

قل في ص 60: حدثنا أحمد بن منصور. قال: حدثنا الأسود بن عامر، قال: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي قال:
لما نزلت هذه الآية (وأنذر عشيرتك الأقربين) قال: جمع رسلو الله صلى الله عليه وآله وسلم عليه أهل بيته فاجتمعوا ثلاثين رجلا، فأكلوا وشربوا وقال لهم: «من يضمن عني ذمتي ومواعيدي وهو معي في الجنة، ويكون خليفتي في أهلي».
قال: فعرض ذلك عليهم، فقال رجل: أنت يا رسول الله كنت بحرا، من يطيق هذا ؟ حتى عرض على واحد واحد. فقال علي: «أنا».
وأخرج في ص 62: حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن عبد الغفار بن القاسم، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، عن عبد الله بن عباس، عن علي بن أبي طالب قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا: وقلت: أنا با نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي وقال: هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا». (الطباطبائي). الصفحة 90
احتجاج قيس بن سعبد بحديث الغدير على معاوية سنة (50، 56)
قدم معاوية بن أبي سفيان حاجا إلى المدينة في أيام خلافته بعد ما توفي الإمام السبط الحسن ـ صلوات الله عليه ـ فاستقبله أهل المدينة، فجرى بينه وبين قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي الصحابي الكبير حديث يأتي ذكره بطوله في ترجمة قيس في شعراء القرن الأول، وفيه بعد قول قيس: ولعمري ما لأحد من الأنصار ولا لقريش ولا أحد من العرب في الخلافة حق مع علي وولده من بعده ما نصه:
فغضب معاوية، وقال: يا ابن سعد ممن أخذت هذا ؟ وعمن رويته ؟ وععن سمعته ؟ أبوك أخبرك بذلك وعنه أخذته ؟ فقال قيس: سمعته وأخذته ممن هو خيرمن أبي وأعظم حقا من أبي. قال: من ؟
قال: علي بن أبي طالب عالم هذه الأمة وصديقها الذي أنزل الله فيه (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) فلم يدع آية نزلت في عليه عليه السلام إلا ذكرها.
قال معاوية: فإن صديقها أبو بكر، وفاروقها عمر، والذي عنده علم الكتاب
____________
(1) الرعد: 42. الصفحة 91


عبد الله بن سلام.
قال قيس: أحق هذه (1) الأسماء أولى بها الذي أنزل الله فيه: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) (2)، والذي نصبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغدير خم، فقال:
«من كنت مولاه أولى به من نسه فعلي أولى به من نفسه»، وفي غزوة تبوك:
«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»، كتاب سليم الهلالي (3).
احتجاج دارمية الحجونية على معاوية سنة (50، 56)
قال الزمخشري ـ المترجم (ص 114) ـ في ربيع الأبرار في الباب الحادي والأربعين (4).
حج معاوية، فطلب امرأة يقال لها: «دارمية (5) الحجونية من شيعة علي، وكانت سوداء ضخمة، فقال: كيف حالك يا بنت حام ؟ فقالت: بخير ولست بحام، إنما أنا امرأة من بني كنانة.
فقال: صدقت، هل تعلمين لم دعوتك ؟ قالت: يا سبحان الله، وإني لم أعلم
____________
(1) كذا في المصدر أيضا.
(2) هود: 17.
(3) كتاب سليم بن قيس: 2 / 777 ح 26.
(4) ربيع الأبرار: 2 / 599.
(5) نسبة إلى (داروم) قلعة بعد غزة للقاصد إلى مصر على ساحل البحر، نزل بها بنو حام، كما يظهر من قول معاوية: يا بنت حام. والحجون مكان معروف بمكة [ معجم البلدان: 2 / 225 ]، كانت دارمية تنزل بها، فنسبت إليها. (المؤلف). الصفحة 92


الغيب. قال: لأسألك لم أحببت عليا وأبغضتني، وواليته وعاديتني ؟ قالت: أو تعفني ؟ قال: لا.
قالت: أما إذا أبيت فإني أحببت عليا على عدله في الرعية، وقسمه بالسوية، وأبغضتك على قتال من هو أولى بالأمر منك، وطلبك ما ليس لك، وواليت عليا على ما عقد له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الولاية يوم خم بمشهد منك، وحبه للمساكين، وإعظامه لأهل الدين، وعاديتك على سفكك الدماء، وشقك العصا، وجورك في القضاء، وحكمك بالهوى، الحديث (1).

احتجاج عمرو الأودي على مناوئي أمير المؤمنين عليه السلام
روى مفتي الكوفة وقاضيها شريك بن عبد الله النخعي ـ المترجم (ص 78) ـ عن أبي إسحاق السبيعي ـ المترجم (69) عن عمرو بن ميمون الأودي ـ المترجم (ص 69) ـ أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، فقال:
إن قوما ينالون منه أولئك هم وقود النار، ولقد سمعت عدة من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم منهم: حذيفة بن اليمان، وكعب بن عجرة، يقول كل رجل منهم: لقد أعطي علي ما لم يعطه بشر: هو زوج فاطمة سيدة نساء الأولين والآخرين، فمن رأى مثلها ؟ أو سمع أنه تزوج بمثلها أحد الأولين والآخرين ؟ وهو أبو الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين ؟ وهو أبو الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين، فمن له ـ أيها الناس ـ مثلهما ؟ ورسول الله حموه وهو وصي رسول الله في أهله وأزواجه، وسدت الأبواب التي في المسجد كلها غير بابه، وهو صاحب باب خيبر، وهو صاحب الراية يوم خيبر، ونقل رسول الله
____________
(1) يوجد هذا الاحتجاج بألفاظ أخرى في بلاغات النساء: ص 72 [ ص 105 ]، والعقد الفريد: 1 / 162 [ 1 / 222 ]، وصبح الأعشى: 1 / 259 [ 1 / 306 ]. (المؤلف). الصفحة 93


ـ يؤمئذ ـ في عينيه وهو أرمد، فما اشتكاهما من بعد، ولا وجد حرا ولا بردا بعد يوم ذلك، وهو صاحب يوم الغدير إذ نوه رسول الله باسمه وألزم أمته ولايته وعرفهم بخطره، وبين لهم مكانه، فقال:
«أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم ؟» قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: «فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه». الكلام.




احتجاج عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي المتوفى (101)
روى الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء (5 / 364) عن أبي بكر محمد التستري عن يعقوب، وعن عمر بن محمد السري ـ المتوفى (378) ـ عن ابن أبي داود، قالا: حدثنا عمر بن شبة، عن عيسى، عن يزيد بن عمر بن مورق قال:
كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يعطي الناس، فتقدمت إليه، فقال لي: ممن أنت ؟ قلت: من قريش. قال: من أي قريش ؟ قلت: من بني هاشم [ قال: من أي بني هاشم ؟ ] (1) قال: فسكت. فقال: من أي بني هاشم ؟ قلت: مولى علي. قال: من علي ؟
فسكت، قال: فوضع يده على صدره، فقال: وأنا والله مولى علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه ـ.
ثم قال: حدثني عدة أنهم سمعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه».
ثم قال: يا مزاحم (2) كم تعطي أمثاله ؟ قال: مائة أو مائتي درهم. قال: أعطه خمسين دينارا.
____________
(1) ما بين المعقوفين غير موجود في طبعتي (الغدير)، وأثبتناه من المصدر.
(2) مزاحم بن أبي مزاحم المكي مولى عمر بن عبد العزيز، وثقة ابن حبان [ الثقات 7 / 511 ]. . الصفحة 94


وقال ابن أبي داود: ستين دينارا لولايته علي بن أبي طالب، ثم قال: إلحق ببلدك، فسيأتيك مثل ما يأتي نظراءك (1).
وأخرجه أبو الفرج في الأغاني (2) (8 / 156) من طريق عمر بن شبة، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن يزيد بن عيسى بن مورق.
وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (3) (5 / 320) عن رزيق القرشي المدني مولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
ورواه الحموئي في فرائد السمطين في الباب العاشر (4) عن شيخه أبي عبد الله بن يعقوب الحنبلي بإسناده عن الحافظ أبي نعيم بالسند واللفظ المذكورين، وذكره الحافظ جمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين (5)، والسمهودي في جواهر العقدين (6)، عن يزيد بن عمرو بن مرزوق ـ فيه تصحيف.




احتجاج المأمون الخليفة على الفقهاء
بحديث الغدير
روى أبو عمر بن عبد ربه ـ المترجم (ص 102) ـ في العقد الفريد (7) (3 / 42) عن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن حماد بن زيد قال: بعث إلي يحيى بن أكثم وإلى عدة من أصحابي وهو ـ يومئذ ـ قاضي القضاة، فقال:
____________
(1) في نسخة الحلية أغلاط لا تخفى على من راجع، فقد صححناها من لفظ الحموئي.
(2) الأغاني: 9 / 301.
(3) تاريخ مدينة دمشق: 6 / 251.
(4) فرائد السمطين: 1 / 66 ح 32.
(5) نظم درر السمطين: ص 112.
(6) جواهر العقدين: الورقة 303.
(7) العقد الفريد: 5 / 56 ـ 61. الصفحة 95


إن أمير المؤمنين أمرني أن أحضر معي غدا مع الفجر أربعين رجلا، كلهم فقيه يفقه ما يقال له، ويحسن الجواب، فسموا من تظنونه يصلح لما يطلب أمير المؤمنين، فسمينا له عدة، وذكر هو عدة، حتى تم العدد الذي أراد، وكتب تسمية القوم وأمر بالبكور في السحر، وبعث إلى من يحضر فأمره بذلك، فغدونا عليه قبل طلوع الفجر، فوجدناه قد لبس ثيابه وهو جالس ينتظرنا، فركب وركبنا معه حتى صرنا إلى الباب، فإذا بخادم واقف، فلما نظر إلينا قال: يا أبا محمد أمير المؤمنين ينتظرك، فأدخلنا، فأمرنا بالصلاة فأخذنا فيها، فلم نستتمها حتى خرج الرسول، فقال: ادخلوا، فدخلنا فإذا أمير المؤمنين جالس على فراشه... إلى أن قال: ثم قال: إني لم أبعث فيكم لهذا، ولكنني أحببت أن أبسطكم أن أمير المؤمنين أراد مناظرتكم في مذهبه الذي هو عليه، والذي يدين الله به. قلنا: فليفعل أمير المؤمنين وفقه الله.
فقال: إن أمير المؤمنين يدين الله على أن علي بن أبي طالب خير خلفاء الله بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأولى الناس بالخلافة له. قال إسحاق: فقلت: يا أمير المؤمنين إن فينا من لا يعرف ما ذكر أمير المؤمنين في علي، وقد دعانا أمير المؤمنين للمناظرة.
فقال: يا إسحاق اختر، إن شئت سألتك أسألك، وإن شئت أن تسأل فقل.
قال إسحاق: فاغتنمتها منه، فقلت: بل أسألك يا أمير المؤمنين. قال: سل.
قلت: من أين قال أمير المؤمنين: إن علي بن أبي طالب أفضل الناس بعد رسول الله وأحقهم بالخلافة بعده ؟ قال: يا إسحاق خبرني عن الناس بم يتفاضلون، حتى يقال: فلان أفضل من فلان ؟ قلت: بالأعمال الصالحة. قال: صدقت. الصفحة 96
قال: فأخبرني عمن فضل صاحبه على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم إن المفضول إن عمل بعد وفاة رسول الله بأفضل من عمل الفاضل على عهد رسول الله أيلحق به ؟ قال: فأطرقت، فقال لي: يا إسحاق لا تقل: نعم، فإنك إن قلت: نعم، أوجدتك في دهرنا هذا من هو أكثر منه جهادا وحجا وصياما وصلاة وصدقة. فقلت: أجل، يا أمير المؤمنين لا يلحق المفضول على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الفاضل أبدا.
قال: يا إسحاق هل تروي حديث الولاية ؟ قلت: نعم، يا أمير المؤمنين. قال: اروه، ففعلت. قال: يا إسحاق أرأيت هذا الحديث هل أوجب على أبي بكر وعمر ما لم يوجب لهما عليه ؟ قلت: إن الناس ذكروا أن الحديث إنما كان بسبب زيد بن حارثة لشيء جرى بينه وبين علي، وأنكر ولاء علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه».
قال: في أي موضع قال هذا ؟ أليس بعد منصرفه من حجة الوداع ؟ قلت: أجل.
قال: فإن قتل زيد بن حارثة قبل الغدير، كيف رضيت لنفسك بهذا ؟ !
أخبرني لو رأيت ابنا لك قد أتت عليه خمس عشر سنة يقول: مولاي مولى ابن عمي، أيها الناس فاعلموا ذلك. أكنت منكرا ذلك عليه تعريفه الناس ما لا ينكرون ولا يجهلون ؟
فقلت: أللهم نعم. قال: يا إسحاق أفتنزه ابنك عما تنزه عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟
ويحكم لا تجعلوا فقهاءكم أربابكم، إن الله ـ جل ذكره ـ قال في كتابه: (اتخذوا أخبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) (1)، ولم يصلوا لهم ولا صاموا ولا زعموا أنهم أرباب، ولكن أمروهم فأطاعوا أمرهم (2).
____________
(1) التوبة: 31.



وروى ابن مسكوية ـ المترجم (ص 108) ـ للمأمون الخليفة في تأليفه نديم الفريد كتابا إلى بني هاشم، وذكر منه قوله:
فلم يقم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحد من المهاجرين كقيام علي بن أبي طالب، فإنه أزره ووقاه بنفسه، ونام في مضجعه، ثم لم يزل بعد متمسكا بأطراف الثغور، ينازل الأبطال، ولا ينكل عن قرن، ولا يولي عن جيش، منيع القلب، يؤمر على الجميع، ولا يؤمر عليه أحد، أشد الناس وطأة على المشركين، وأعظمهم جهادا في الله، وأفقههم في دين الله، وأقرأهم لكتاب الله، وأعرفهم بالحلال والحرام، وهو صاحب الولاية في حديث غدير خم. وصاحب قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» (1).

كلمة المسعودي:
قال أبو الحسن المسعودي الشافعي ـ المترجم (ص 103) ـ في مروج الذهب (2) (2 / 49).
والأشياء التي استحق بها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الفضل هي السبق إلى الإيمان والهجرة، والنصرة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والقربى منه، والقناعة، وبدل النفس له، والعلم بالكتاب والتنزيل، والجهاد في سبيل الله، والورع، والزهد، والقضاء، والحكم، والعفة، والعلم، وكل ذلك لعلي عليه السلام منه النصيب الأوفر والحظ الأكبر، إلى ما ينفرد به من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين أخى بين أصحابه: «أنت أخي»، وهو صلى الله عليه وآله وسلم لا ضد له ولا ند.
وقوله ـ صلوات الله عليه ـ: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي
____________
(1) ينابيع المودة: ص 484 [ 3 / 157 باب 92 ]، والعبقات: 1 / 147 [ 6 / 285، وفي نفحات الأزهار: 8 / 119 رقم 68 ]. (المؤلف).
(2) مروج الذهب: 2 / 445. الصفحة 98


بعدي»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «من كنت مولاه فعلي مولاه، أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه».
ثم دعاؤه عليه السلام وقد قدم إليه أنس الطائر: «أللهم أدخل إلي أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر»، فدخل علي.... الكلام. (إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا) (1)
____________
(1) المزمل: 19.




توقيع : شيعة الحسين



كروب منتديات شيعة الحسين العالمية على الفيس بوك





عن الهروي قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول :

(( رحم الله عبدا أحيا أمرنا)) .

فقلت له : وكيف يحيي أمركم ؟
قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا.
قال : قلت يا ابن رسول الله فقد روي لنا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال :
من تعلم علما ليماري به السفهاء ، أو يباهي به العلماء ، أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار .
فقال عليه السلام : صدق جدي عليه السلام أفتدري من السفهاء ؟
فقلت : لا يا ابن رسول الله .
قال : هم قصاص مخالفينا . وتدري من العلماء ؟
فقلت : لا يا ابن رسول الله .
فقال : هم علماء آل محمد عليهم السلام الذين فرض الله طاعتهم وأوجب مودتهم ، ثم قال : وتدري ما معنى قوله : أو ليقبل بوجوه الناس إليه ؟
قلت : لا .
قال : يعني والله بذلك ادعاء الإمامة بغير حقها ، ومن فعل ذلك فهو في النار )) .
صدق ولي الله وأمام الهدى .


التعديل الأخير تم بواسطة شيعة الحسين ; 2013/03/09 الساعة 03:35 PM
رد مع اقتباس
قديم 2013/03/09, 06:58 PM   #5
ابو مرام

موالي برونزي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1176
تاريخ التسجيل: 2013/03/08
المشاركات: 653
ابو مرام غير متواجد حالياً
المستوى : ابو مرام is on a distinguished road




عرض البوم صور ابو مرام
افتراضي



توقيع : ابو مرام
يا بني المختار من مضر .... كلها والعترة البرره
ليس يخفي فضلكم أحد .... غير من أعمى الهوى بصره
رد مع اقتباس
قديم 2013/03/09, 08:45 PM   #6
شيعة الحسين

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 788
تاريخ التسجيل: 2012/10/17
المشاركات: 14,425
شيعة الحسين غير متواجد حالياً
المستوى : شيعة الحسين will become famous soon enough




عرض البوم صور شيعة الحسين
افتراضي

منور اخي ابو مرام


توقيع : شيعة الحسين



كروب منتديات شيعة الحسين العالمية على الفيس بوك





عن الهروي قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول :

(( رحم الله عبدا أحيا أمرنا)) .

فقلت له : وكيف يحيي أمركم ؟
قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا.
قال : قلت يا ابن رسول الله فقد روي لنا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال :
من تعلم علما ليماري به السفهاء ، أو يباهي به العلماء ، أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار .
فقال عليه السلام : صدق جدي عليه السلام أفتدري من السفهاء ؟
فقلت : لا يا ابن رسول الله .
قال : هم قصاص مخالفينا . وتدري من العلماء ؟
فقلت : لا يا ابن رسول الله .
فقال : هم علماء آل محمد عليهم السلام الذين فرض الله طاعتهم وأوجب مودتهم ، ثم قال : وتدري ما معنى قوله : أو ليقبل بوجوه الناس إليه ؟
قلت : لا .
قال : يعني والله بذلك ادعاء الإمامة بغير حقها ، ومن فعل ذلك فهو في النار )) .
صدق ولي الله وأمام الهدى .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عيد الغدير عيد الولايه عاشقة الحسين سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 4 2015/09/12 06:50 PM
تحديث الصفحة مكة في المستقبل ... ! فدك-الزهراء السياسة 2 2013/02/27 12:25 AM
عيد الغدير اهات الانتظار علي الدلفي 5 2012/11/28 08:24 AM
مستحبات عيد الغدير بسمة الفجر المواضيع الإسلامية 4 2012/11/03 11:06 AM
قصة عيد الغدير بسمة الفجر سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 2 2012/11/02 09:38 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |