Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > خيمة شيعة الحسين العالميه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016/10/29, 10:50 PM   #1
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي الشيعة / اسئلة واجوبة

السؤال: لفظ الشيعة في اللّغة
ما هو معنى لفظ الشيعة في اللّغة؟
الجواب:

الشيعة لغة: الفرقة والأتباع والأعوان ، اُخذت من الشياع والمشايعة بمعنى المتابعة والمطاوعة.
قال ابن منظور:
الشيعة كل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة ، وكلّ قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعض فهم شيعة ، والجمع شيع (لسان العرب، 8، 188، مادة : شيع) .
وقال الطريحي:
الشيعة الأتباع والأعوان والأنصار، مأخوذ من الشياع وهو الحطب الصغار التي تشتعل بالنار، وتعين الحطب الكبار على إيقاد النار، وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة. ثمّ صارت الشيعة جماعة مخصوصة (مجمع البحرين ، 4، 356، مادة : شيع).
وفي النهاية : أصل ((الشيعة)) الفرقة من الناس، وتقع على الواحد والاثنين ، والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد ومعنى واحد، وغلّب هذا الاسم على كل من يزعم أنّه يوالي علياً عليه السلام وأهل بيته ، حتـّى صار لهم إسما خاصاً، فإذا قيل فلانٌ من الشيعة ، عرف أنّه منهم ، وفي مذهب الشيعة كذا أي عندهم ، وأصلها من المشايعة وهي المتابعة والمطاوعة (لسان العرب 8، 189).
قال الراغب الإصفهاني:
الشياع : الانتشار والتقوية ، ويقال شاع الخبر أي كثر وقوى ، وشاع القوم، انتشروا وكثروا، وشيعت النار بالحطب: قوّتها، والشيعة من يتقوّى بهم الانسان وينشرون عنه، ومنه قيل للشجاع مَشِيعُ (المفردات 271).
وشايع فلان فلانا : والاه وتابعه على أمر وهو من الشيعة كما يقال: والاه من الولي أو الولاء (لسان العرب 8، 188).
وورد لفظ الشيعة في القرآن الكريم بمعنيين:
الأوّل: بمعنى الفرقة من الناس كقوله تعالى : (( ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ )) (مريم:69) أي من كل فرقة . وقوله تعالى : (( وَلَقَد أَرسَلنَا مِن قَبلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ )) (الحجر:10) أي فرقهم وطوائفهم.
الثاني: بمعنى الأعوان والأنصار كقوله تعالى : (( فَاستَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِن عَدُوِّهِ )) (القصص:15).
وقوله تعالى : (( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبرَاهِيمَ )) (الصافات:83) .




السؤال: المعنى الاصطلاحي للفظ الشيعة
ما هو المعنى الاصطلاحي للفظ الشيعة؟
الجواب:
يراد من كلمة ((شيعة)) كل من اتّبع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ونصره وقدّمه على غيره ممّن اغتصب الخلافة منه.
قال الأزهري : ((الشيعة قوم يهوون عترة النبي صلى الله عليه وآله ويوالونهم)) ولو أطلق لفظ ((الشيعة)) بأداة التعريف فهو على التخصيص ـ لا محالة ـ لأتباع أمير المؤمنين عليه السلام على سبيل الولاء والاعتقاد بإمامته بعد الرسول بلا فصل، ونفي الإمامة عمّن تقدمه في مقام الخلافة، ولو أسقطت الأداة من الكلمة مع إضافة ((من)) التبعيضية فيفيد كونه غير مخصص بمن تبع أمير المؤمنين فيقال حينئذٍ : هؤلاء من شيعة بني أمية أو شيعة بني العبّاس أو من شيعة فلان وفلان.
قال ابن منظور : ((قد غلّب هذا الاسم على من يتولى علياً وأهل بيته رضوان الله عليهم أجمعين حتـّى صار اسماً خاصاً، فإذا قيل : فلان من الشيعة عرف أنّه منهم ، وفي مذهب الشيعة كذا أي عندهم))(لسان العرب 8: 189).
وقال الشهرستاني معرفاً الشيعة: ((الشيعة هم الذين شايعوا علياً عليه السلام على الخصوص وقالوا بإمامته وخلافته نصاً ووصيّتة، إما جليا وإما خفياً، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره أو تقية من عنده ، وقالوا : ليست الإمامة قضية مصلحية تناط باختيار العامة، وينتصب الإمام بنصبهم ، بل هي قضية أصولية ، وهي ركن الدين لا يجوز للرسل إغفاله وإهماله ، ولا تفويضه إلى العامة وإرساله)) (الملل والنحل للشهرستاني 1: 146).
ولفظ ((الشيعة)) إصطلاحاً وإن صدق مجازاً على غير المعتقدين بإمامة باقي الأئمّة (عليهم السلام) كفرقة الزيدية والإسماعيليّة والفطحية وغيرهم من الواقفية ، إلاّ أنّه حقيقة مختص بمن اعتقد بالأئمّة الاثنى عشر، أولهم مولى الثقلين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وآخرهم مهدي الأمم صاحب الزمان (عليه السلام) ويعتقد الشيعة الإمامية أن كل من لم يوال بقية الأئمّة بعد الإمام علي (عليه السلام) هو كمن لم يعتقد به (عليه السلام) وذلك للأحاديث المتواترة عن أئمتهم (عليهم السلام).
قال الشيخ الفيد رحمه الله: واتفقت الإمامية على أن النبي (صلى الله عليه وآله) نص على إمامة الحسن والحسين بعد أمير المؤمنين (عليه السلام) وأن أمير المؤمنين (عليه السلام) أيضاً نص عليهما كما نص الرسول (صلى الله عليه وآله)، واجتمعت المعتزلة ومن عددناه من الفرق سوى الزيدية والجارودية على خلاف ذلك ، وأنكروا أن يكون للحسن والحسين (عليهما السلام) إمامة بالنص والتوقيف.
واتفقت الإمامية على أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نص على علي بن الحسين وأنّ أباه وجدّه نصّ عليه كما نص عليه الرسول (صلى الله عليه وآله) وأنّه كان بذلك إماماً للمؤمنين ، واجمعت المعتزلة والخوارج والزيدية والمرجئة والمنتمون إلى أصحاب الحديث على خلاف ذلك ، وأنكروا بأجمعهم أن يكون علي بن الحسين (عليه السلام) إماماً للأمّة بما توجب به الإمامة لأحد من أئمة المسلمين.
اتفقت الإمامية على أن الأئمّة بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) إثنا عشر إماماً، وخالفهم في ذلك كل من عداهم من أهل الملّة وحججهم على ذلك خلاف الجمهور ظاهرة من جهة القياس العقلي والسمع المرضي والبرهان الجلي الذي يفضي التمسك به إلى اليقين. (أوائل المقالات 40 ـ 41).





السؤال: المقصود بالتشيع والشيعة

ما هو المقصود بالتشيع؟ ومن هم الشيعة؟
الجواب:
الشيعة لغة: قال في القاموس المحيط وغيره: شيعة الرجل بالكسر أتباعه وأنصاره والفرقة على حدة ، ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث، وقد غلب هذا الاسم على من يتولى علياً وأهل بيته حتى صار اسماً لهم خاصاً.
وقال الشيخ جعفر السبحاني: الشيعة لغة هم الجماعة المتعاونون على أمر واحد في قضاياهم، يقال تشايعَ القوم: إذا تعاونوا، وربما يطلق على مطلق التابع، قال تعالى: (( وإنّ من شيعته لإبراهيم * إذ جاء ربّه بقلب سليم )) (الصافات:83-84).
وأما اصطلاحاً: فتطلق على من يشايع علياً والأئمة (عليهم السلام) من بعده باعتبار أنهم خلفاءَ الرسول (صلى الله عليه وآله) نصبهم لهذا المقام بأمر من الله سبحانه (يعني بالنص).
فالتشيع عبارة عن إستمرار قيادة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد وفاته بمن نصبه للناس إماماً وقائداً للأمة.
وقال السيد محسن الأمين: وكانت هذه اللفظة تقال على من شايع علياً (عليه السلام) قبل موت النبي (صلى الله عليه وآله) وبعده.
أما تاريخ الشيعة والتشيع فقال عنه السيد الأميني: وسواء أكان إطلاق هذا الاسم عليهم يوم الجمل أم في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو بعد يوم الجمل فالقول بتفضيل عليّ (عليه السلام) وموالاته الذي هو معنى التشيع كان موجوداً في عهد الرسول (صلى الله عليه وآله) واستمر بعده إلى اليوم.
وأماالعلامة السبحاني فقال عنه: وأما تاريخاً: فالشيعة ثلة من المسلمين الاوائل الذين عاصروا الرسول (صلى الله عليه وآله) وآزروه وعاضدوه في مواقف عصيبة، فلما مضى الرسول (صلى الله عليه وآله) الى الرفيق الأعلى انطووا تحت قيادة علي (عليه السلام) وأولاده باعتباره الممثل الشرعي للخلافة والمنصوص عليه من قبل النبي (صلى الله عليه وآله). فليس للتشيع تاريخ وراء تاريخ الاسلام، ولا للشيعة أصول سوى أنهم رهط من المسلمين الأوائل في عصر الرسول (صلى الله عليه وآله) ومن جاء بعدهم عبرالقرون، وجاء في مدح هذه التسمية ما أخرجه باسناده الشيخ الطبرسي في مجمع البيان قال: روى أبو بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ليهنئكم الإسم، قلت: وما هو؟ قال: الشيعة، قلت: الناس يعيروننا بذلك، قال: أما تسمع قوله سبحانه: (( وإنَّ من شيعته لإبراهيم )) وقوله: (( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه )) .
والشيعة فرق ومذاهب شتى، فمنها نحن الامامية الاثنا عشرية، ومنها الزيدية، والاسماعيلية، والواقفية، والفطحية، والكيسانية، والناووسية، وغيرهم... فإذا أطلق لفظ الشيعة أو الرافضة أو الامامية فانما يقصدون الطائفة المنصورة والفرقة الناجية الامامية الاثنى عشرية أول أئمتهم أمير المؤمنين(عليه السلام) ونفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزوج ابنته سيدة نساء العالمين وأبو سبطي وريحانتي رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيد شباب أهل الجنة علي بن أبي طالب (عليه السلام) وآخرهم الامام المهدي المنتظر(عليه السلام) الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجَورا.





السؤال: التشيع بالمعنى الأعم والأخص
هل صحيح أن جيش عمر بن سعد الذي حارب الحسين (ع) في الطف كان يتكون من أهل الكوفة , أي من شيعة أمير المؤمنين (ع) وممن بايعوا الحسين في بادئ الأمر ؟ وكم كانت نسبتهم في الجيش ؟
الجواب:

شيعة الإمام الحسين (عليه السلام) من أهل الكوفة, على قسمين :
أولاً: شيعة بالمعنى الأخص, يعني يعتقدون بالتولي والتبري, وهؤلاء لم يكونوا في جيش عمر بن سعد الذي حارب الامام الحسين (عليه السلام), بل إما استشهدوا مع الحسين (عليه السلام), أو كانوا في السجون, أو وصلوا إلى كربلاء بعد شهادة الحسين (عليه السلام).
ثانياً: شيعة بالمعنى الأعم, يعني يحبون أهل البيت (عليهم السلام), يعني يعتقدون بالتولي ولا يعتقدون بالتبري, ولا يرون أن الإمامة الهية وبالنصّ, وهؤلاء كان منهم من بايع الامام الحسين (عليه السلام) في أول الأمر وصار إلى جيش عمر بن سعد .
وكل ما ورد من روايات ونصوص تاريخية فيها توبيخ لأهل الكوفة, فانما تحمل على الشيعة بالمعنى الثاني, أي بالمعنى الأعم, أي الذين كانوا يتشيعون بلا رفض وبلا اعتقاد بالامامة الالهية وما إلى ذلك من أصول التشيع .




السؤال: الشيعة بالمعنى الأخص

الكثير من المؤمنين يقولون لي نحن محبين ولسنا شيعة فما معنى هذا الكلام؟
الجواب:

هناك روايات تشير إلى أن الشيعة هم من كانت فيه خصوصيات تشير لها تلك الروايات، ولكن المقصود من الشيعة في هذه الروايات الشيعة بالمعنى الأخص، وإلا فجميع من يوالي أمير المؤمنين والأئمة من بعده (عليهم السلام) يُطلق عليهم شيعة بالمعنى الأعم، بل هناك معنى أعم من ذلك أيضاً، وهو موالاة بعض الأئمة (عليهم السلام) فيدخل بذلك الزيدية والإسماعيلية. ومن الروايات التي تشير إلى الشيعة بالمعنى الأخص ما روي عن أبي جعفر (عليه السلام) حيث قال: إنما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، وإذا خفنا خاف وإذا آمنا آمن فاؤلئك شيعتنا حقاً.
وكذلك ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث رفض بعض من ادّعى أنه من شيعته وقال: إني ما أعرفكم ولا أرى عليكم أثراً مما تقولون إنما شيعتنا من آمن بالله ورسوله وعمل بطاعته واجتنب معاصيه وأطاعنا فيما أمرنا به ودعونا إليه شيعتنا رعاة الشمس والقمر والنجوم يعني صلوات الله عليه للوقوف على مواقيت الصلاة شيعتنا ذبل الشفاه خمص بطونهم تعرف الرهبانية في وجوهم ليس من شيعتنا من أخذ غير حقه ولا من ظلم الناس ولا من تناول ما ليس له،وكذلك ما ورد عن الإمام زين العابدين حيث رفض بعض من أدعى أنه من شيعته وقال: كذبوا اين السمت في الوجوه أين أثر العبادة أين سيماء السجود إنما شيعتنا يعرفون بعبادتهم وشعثهم قد قرحت العبادة منهم الأناف ودثرت الجباة والمساجد خمص البطون ذبل الشفاة قد بهجت العبادة وجوههم واخلق سهر الليالي وقطع الهواجر جثتهم المسبحون إذا سكت الناس والمصلون إذا نام الناس والمحزنون إذا فرح الناس يعرفون بالزهد كلامهم الرحمة وتشاغلهم بالجنة.





السؤال: ادنى ما يكون المرء به شيعيّاً

ان ادنى ما يعترف به في الامامة ليقال انه شيعي اي الحد الادنى الذي يدخله في التشيع او يخرجه من التشيع .
الجواب:

أدنى ما يكون به المرء شيعياً إمامياً بالمعنى المصطلح عليه في باب العقائد والملل أن يعتقد بإمامة اثنى عشر إماماً معصوماً من أهل بيت النبوة، أولهم أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وآخرهم الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وهذا الاعتقاد يلزمه عدم الاعتراف بخلافة من نصبوا أنفسهم خلفاء بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) سواهم، أي سوى هؤلاء الأئمة المنصوص عليهم بحسب هذه العقدية، والذي يخرج المرء من التشيع هو إنكار هذه الإمامة أو إنكار إمامة أي واحد من هؤلاء الأئمة (عليهم السلام) .
والاعتقاد بالإمامة أمر قلبي جوانحي، تنطوي عليه سريرة، المرء وقلبه والتوالي والتبري أفعال جوارحية تتمثل بمظاهر تعظيم الشعائر لذكرى الأئمة (عليهم السلام) وإحياء أمرهم والحزن لحزنهم والفرح لفرحهم والبراءة من أعدائهم.






السؤال: درجات التشيع
شككت في صحة هذه الرواية:
هذه حادثة جرت في أيام الإمام الرضا عليه السلام
لما جعل المأمون إلى عليّ بن موسى الرضا عليه السلام ولاية العهد, دخل عليه آذنه وقال :
إنّ قوماً بالباب يستأذنون عليك يقولون : نحن شيعة عليّ, فقال عليه السلام :
أنا مشغولٌ فاصرفهم, فصرفَهم.. فلمّا كان من اليوم الثاني جاؤا وقالوا كذلك مثلها, فصرفهم إلى أن جاؤا هكذا يقولون ويصرفهم شهرين.
ثمّ أيِسوا من الوصول وقالوا للحاجب : قل لمولانا : إنّا شيعة أبيك عليّ بن أبي طالب عليه السلام وقد شمت بنا أعداؤنا في حجابك لنا, ونحن ننصرف هذه الكرّة ونهرب من بلدنا خجلاً وأنفة ممّا لحقنا, وعجزاً عن احتمال مضض ما يلحقنا بشماتة الأعداء !..
فقال عليّ بن موسى الرضا عليه السلام : ائذن لهم ليدخلوا, فدخلوا عليه فسلّموا عليه فلم يردّ عليهم ولم يأذن لهم بالجلوس, فبقوا قياماً, فقالوا : يا بن رسول الله !.. ما هذا الجفاء العظيم والاستخفاف بعد هذا الحجاب الصعب?.. أيّ باقية تبقى منّا بعد هذا?..
فقال الرضا عليه السلام : اقرؤا : (( وما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير )) , ما اقتديت إلاّ بربّي عزّ وجلّ فيكم, وبرسول الله وبأمير المؤمنين ومن بعده من آبائي الطاهرين (ع) عتبوا عليكم فاقتديت بهم.
قالوا : لماذا يا بن رسول الله?!.. قال : لدعواكم أنّكم شيعة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
ويحكم !.. إنّما شيعته الحسن والحسين وأبو ذرّ وسلمان والمقداد وعمّار ومحمد بن أبي بكر, الذين لم يخالفوا شيئاً من أوامره, ولم يركبوا شيئاً من فنون زواجره, فأمّا أنتم إذا قلتم إنّكم شيعته, وأنتم في أكثر أعمالكم له مخالفون مقصّرون في كثير من الفرائض, متهاونون بعظيم حقوق إخوانكم في الله, وتتّقون حيث لا يجب التقيّة, وتتركون التقيّة حيث لا بدّ من التقيّة, فلو قلتم أنّكم موالوه ومحبّوه, والموالون لأوليائه, المعادون لأعدائه, لم أُنكره من قولكم, ولكن هذه مرتبة شريفة ادّعيتموها, إن لم تصدّقوا قولكم بفعلكم هلكتم إلاّ أن تتدارككم رحمةٌ من ربّكم.
قالوا : يا بن رسول الله !.. فإنّا نستغفر الله ونتوب إليه من قولنا بل نقول كما علّمنا مولانا : نحن محبّوكم ومحبّو أوليائكم ومعادو أعدائكم, قال الرضا عليه السلام:
فمرحباً بكم يا إخواني وأهل ودّي !.. ارتفعوا, ارتفعوا, ارتفعوا, فما زال يرفعهم حتى ألصقهم بنفسه, ثمّ قال لحاجبه : كم مرّة حجبتهم?..
قال : ستّين مرّة, فقال لحاجبه :
فاختلف إليهم ستّين مرّة متوالية, فسلّم عليهم وأقرئهم سلامي, فقد محوا ما كان من ذنوبهم باستغفارهم وتوبتهم, واستحقّوا الكرامة لمحبّتهم لنا
وموالاتهم وتفقّد أمورهم وأمور عيالاتهم, فأوسعَهم بنفقات ومبرّات وصلات, ورفع معرّات.
الجواب:

إن للتشيع وموالاة أهل البيت (عليهم السلام) درجات، فكلما كان الإنسان أطوع لهم ويقتدي بهم ويتمثل بالصفات التي ذكرها الإمام كان شيعياً على الحقيقة أكثر، والناس درجات في التشيع يبدأون من المحبة ودعوى الإتباع، ثم التخلق بأخلاقهم إلى أن يكونوا طوع بنانهم، فكلما ارتفعوا في الدرجات كلما زادوا تحققاً بالتشيع إلى أن يصلوا إلى الدرجات التي ذكرها الإمام (عليه السلام)، فالإمام يشير هنا إلى الشيعي الحقيقي والدرجة العليا من التشيع كتشيع أبو ذر وسلمان والمقداد وأصحاب الحسين (عليه السلام)، ومن منا مثل هؤلاء؟! بل نحن وكل الشيعة نسعى لأن نكون مثلهم، فنبدأ كمحبين لهم ومتبرئين من أعدائهم وهو التشيع بالمعنى العام، ونسعى في الارتفاع ونحاول أن نصل إلى تلك الدرجات التي عناها الإمام (عليه السلام).
إذا اتضح هذا فلا داعي للبحث في السند. فلاحظ.
وللتفصيل أكثر ارجع إلى المجلد الخامس والستين من البحار في الباب التاسع عشر تحت عنوان: (صفات الشيعة وأصنافهم وذم الاغترار والحث على العلم والتقوى)، ستجد المزيد من الروايات في ذلك.
وعليك بالفصل الثالث من كتاب: (الشيعة في أحاديث الفريقين) للسيد مرتضى الأبطحي ففيه توضيح ما أشكل عليك.
وأما سند هذه الرواية بالخصوص فهي مروية عن التفسير المنسوب للإمام العسكري (عليه السلام)، ولم يصلنا هذا السند بطريق معتبر لجهالة راوييه عن الإمام العسكري (عليه السلام) أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبي الحسن علي بن محمد بن سيار، ولكن هذا لا يخدش بالمتن لكثرة ما ورد من روايات بهذا المضمون، فلاحظ.






السؤال: عقيدة الشيعة

ماهي عقيدة الشيعة؟؟؟
او بمعنى ماذا يلزمني لكي اصبح شيعيا؟؟
الجواب:

الاختلاف بيننا وبين المخالفين لنا في المذهب في الأصول هو الاعتقاد بالإمامة باعتبارها منصباً إلهيّاً وان الأئمة المنصوبين من الله تعالى بواسطة النبي (صلى الله عليه وآله) هم اثنا عشر إماماً أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم المهدي المنتظر ( عليهم السلام) ولنا في أصول المذهب اعتقادات في التوحيد والعدل وحتى النبوة والمعاد تغاير في تفاصيلها كثير من المذاهب الإسلامية المخالفة لنا فعليك أن تعرف من خلال الدليل القدر الواجب منها الذي يجعلك غير مقلد في أصول الدين.
واما اختلافاتنا في فروع الدين فكثيرة مع المخالفين لان المنهج المتبع بيننا وبينهم مختلف فنحن لا ناخذ أحكامنا هذا إلا من النبي والأئمة المعصومين أو من نصبهم الإمام في الغيبة للنيابة العامة وبذلك افترق مذهبنا عن بقية المذاهب في كثير من الأحكام.




السؤال: منبع عقائد الشيعة
بسم الله الرحمن الرحيم

من أين يأخذ الشيعة عقيدتهم؟ تحياتي لكم
الجواب:

1 ـ يأخذ الشيعة عقيدتهم من الكتاب الكريم بعد تمييز المحكمات والمتشابهات, والناسخ والمنسوخ, والنص والظاهر، ويتم التمييز بالرجوع الى الروايات الواردة عن النبي الأكرم والأئمة المعصومين (عليهم السلام) ((بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)) (العنكبوت:49) وسيأتي ضابط الروايات.
2 ـ السنة الشريفة وهي أحاديث النبي والأئمة (عليهم السلام) بعد التثبت من أن هذه الروايات صادرة عنهم (عليهم السلام)، وان الطريق الواصل صحيح بحسب الموازين المعروفة عندنا.
3 ـ الاجماع, ويجب ان نحرز ان الإمام المعصوم (عليه السلام) ضمن المجمعين حتى يكون حجة.
4 ـ العقل، فان هناك أحكاماً عقلية تكون كبريات قد تكون صغرياتها عقلية أيضاً أو مأخوذة من الشارع المقدس، مع التنبيه الى أن اثبات هذه المقدمات العقلية يجب أن يكون قطعياً بديهياً أو نحرز حجيتها من الشارع. ومن الأمثلة على ذلك بحث تبعية وجوب المقدمة لذي المقدمة، أو بحث التحسين والتقبيح العقليين وغيرها.
واذا لم يحصل الفقيه على دليل مما سبق يرجع الى الأصل العملي أي وظيفة المكلف العملية بعد فقد الدليل، ومنها البراءة والاحتياط والتخيير والاستصحاب، واثبات حجية هذه الاصول في مضانها من أصول الفقه.
وللتفصيل أكثر يرجع الى كتب أصول الفقه.




السؤال: اعتماد الشيعة على الكتاب والعترة في حقانية مذهبهم
لماذا اسمع واقرا ان اهل السنة عندهم دلاءل من القرآن ومن الحديث ولا اسمع هذا الشيء من الشيعة ؟
الجواب:

انّ الشيعة تعتمد في حقانيّتها على احاديث مثل الحديث المتواتر عند الفريقين وهو حديث الثقلين، حيث قال الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : (إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي)، فمن باب أولى تعتمد الشيعة على هذين المصدرين كركيزتين أساسيّتين في إثبات مذهبها واستخراج أصولها و فروعها . و هل كان هناك مورداً واحداً تدّعيه الشيعة بلا سند من الكتاب و السنّة الصحيحة ؟
والمتّتبع للأقوال يرى أنّ ما تقوله هذه الطائفة في أيّ مجال هو المطابق للقرآن والآثار المرويّة حتّى في كتب أهل السنّة .
وللكلام في هذا المضمار مجال واسع و يكفيك أن تقرأ كتب الشيعة المشحونة بهذه الأدلّة القرآنية والحديثية •





السؤال: اعتماد الشيعة على القرآن والسنة والعقل في حقانية مذهبهم
من هو احق الشيعة او السنة ؟ وما الدليل ؟
الجواب:

الاسلام دين الله , إن الدين عند الله الإسلام , ونبي هذا الدين هو محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله) , ومعجزة الإسلام القرآن الكريم , والتشيع هو الإسلام , والإسلام هو التشيع , ومنشأ الاختلاف كان بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) , وأصل الإختلاف في الإمامة.
ومن المتسالم عليه عند الجميع أن جميع الأنبياء كان لهم أوصياء. فهل لنبينا محمد (صلى الله عليه وآله) وصي ؟ هل عيّن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الخليفة من بعده ونص عليه ؟ وإذا لم يكن قد عيّن الخليفة هل وضّح الرسول(صلى الله عليه وآله) نظام الحكم في الإسلام ؟ وما هي الأسس التي تبتني عليه الأمة في تعيين الخليفة ؟ هل الخلافة ببيعة الناس لشخص ؟ حتى ولو كان كبار القوم قد تخلفوا عن البيعة ، كما حدث لخلافة أبي بكر ! أم أنها بالنص والتعيين كما نص أبو بكر على عمر ؟! أم أنها بالشورى كما حدث لعثمان؟ , مع العلم أن الشورى ما كانت حقيقية , وإنما هي اقرب ما تكون إلى مسرح أو تمثيلية !!
أناس اعتمدوا على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأدلة العقل والفطرة، وقالوا : إن الإمامة بالنص , نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على علي (عليه السلام) بالإمامة , والإمامة الهية , واحتجوا بآية التطهير وآية الاستخلاف وآية المباهلة وآية الانذار وآية التصدق بالخاتم و ... , وحديث الثقلين وحديث الغدير وحديث المنزلة و ... , وأن العقل يحتم على كل انسان يريد سفراً أن يوصي بعياله من يدبر أمورهم ويرجعون إليه , فكيف برسول الله(صلى الله عليه وآله) يغادر أمته إلى الأبد ويتركهم سدى بلا أن يعيّن لهم خليفة . وهؤلاء الناس هم الشيعة , لمشايعتهم علياً (عليه السلام) .





السؤال: إسناد مذهب الشيعة إلى أئمة أهل البيت (عليهم السلام)
نطلب منكم اثبات ان الشيعة الموجودين حالياً هم نفس شيعة علي عليه السلام في عهده
الجواب:

إن أولي الألباب ليعلمون بالضرورة انقطاع الشيعة الإمامية خلفاً عن سلف في أصول الدين وفروعه إلى العترة الطاهرة فرأيهم تبع لرأي الأئمة من العترة في الفروع والأصول وسائر ما يؤخذ من الكتاب والسنة أو يتعلق بهما من جميع العلوم لا يعولون في شيء من ذلك إلا إليهم فهم يدينون الله تعالى ويتقربون إليه سبحانه بمذهب أهل البيت لا يجدون عنه حولاً ولا يرتضون بدلا، على ذلك مضي سلفهم الصالح من عهد أمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمة التسعة من ذرية الحسين (عليهم السلام) إلى زماننا هذا، وقد أخذ الفروع والأصول عن كل واحد منهم جم من ثقاة الشيعة وحفاظهم , وعدد من أهل الورع والضبط والاتقان يربو على التواتر, فرووا ذلك لمن بعدهم على سبيل التواتر القطعي, ومَن بعدهم رواه لمن بعده على هذا السبيل - وهكذا كان الأمر في كل خلف وجيل , إلى أن انتهى إلينا كالشمس الضاحية ليس دونها حجاب - فنحن الآن في الفروع والأصول, على ما كان عليه الأئمة من آل الرسول, روينا بقضّنا وقضيضنا مذهبهم عن جميع آبائنا وروى جميع آبائنا ذلك عن جميع آبائهم, وهكذا كانت الحال, في جميع الأجيال إلى زمن النقيبين العسكرين, والرضايين الجوادين والكاظمين الصادقين, والعابدين الباقرين, والسبطين الشهيدين, وأمير المؤمنين (ع) فلا نحيط الآن بمن صحب أئمة أهل البيت من سلف الشيعة, فسمع أحكام الدين منهم, وحمل علوم الإسلام عنهم, وإن الوسع ليضيق عن استقصائهم وعدهم, وحسبك ما خرج من أقلام أعلامهم, من المؤلفات الممتعة, التي لا يمكن استيفاء عدها في هذا الإملاء, وقد اقتبسوها من نور أئمة الهدى من آل محمد (ص) واغترفوها من بحورهم, سمعوها من أفواههم, وأخذوها من شفاههم, فهي ديوان علمهم, وعنوان حكمهم, ألفت على عهدهم, فكانت مرجع الشيعة من بعدهم - وبها ظهر امتياز مذهب أهل البيت على غيره من مذاهب المسلمين, فإنا لا نعرف أن أحداً من مقلدي الأئمة الأربعة مثلاً ألف على عهدهم كتاباً في أحد مذاهبهم, وإنما ألف الناس على مذاهبهم فأكثروا بعد انقضاء زمنهم, وذلك حيث تقرر حصر التقليد فيهم, وقصر الإمامة في الفروع عليهم, وكانوا أيام حياتهم كسائر من عاصرهم من الفقهاء والمحدثين, لم يكن لهم امتياز على من كان في طبقتهم, ولذلك لم يكن على عهدهم من يهتم بتدوين أقوالهم, اهتمام الشيعة بتدوين أقوال أئمتها المعصومين (على رأيها) فإن الشيعة من أول نشأتها لا تبيح الرجوع في الدين إلى غير أئمتها, ولذلك عكفت هذا العكوف عليهم, وانقطعت في أخذ معالم الدين إليهم, وقد بذلت الوسع والطاقة في تدوين كل ما شافهوها به, واستفرغت الهمم والعزائم في ذلك بما لا مزيد عليه, حفظاً للعلم الذي لا يصح (على رأيها) عند الله سواه, وحسبك (مما كتبوه أيام الصادق(ع)) تلك الأصول الأربعمائة, وهي أربعمائة مصنَف لأربعمائة مصنف كتبت من فتاوى الصادق على عهده, ولأصحاب الصادق غيرها, هو أضعاف أضعافها كما ستسمع تفصيله قريباً إن شاء الله تعالى _ أما الأئمة الأربعة فليس لهم عند أحد من الناس منزلة أئمة أهل البيت عند شيعتهم بل لم يكونوا أيام حياتهم بالمنزلة التي تبوؤها بعد وفاتهم, كما صرح به ابن خلدون المغربي, في الفصل الذي عقده لعلم الفقه من مقدمته الشهيرة, واعترف به غير واحد من أعلامهم, ونحن مع ذلك لا نرتاب في أن مذاهبم إنما هي مذاهب أتباعهم, التي عليها مدار عملهم في كل جيل, وقد دوّنوها في كتبهم, لأن أتباعهم أعرف بمذاهبهم, كما ان الشيعة أعرف بمذهب أئمتهم, الذي يدينون الله بالعمل على مقتضاه, ولا بتحقق منهم نية القربة إلى الله بسواه.






السؤال: الشيعه تسير على خطى أمير المؤمنين (عليه السلام)
لماذا الشيعة دائماً مظلومين وغير مرغوب بهم في بعض المجالات ؟ هل لان الامام علي عليه السلام كان غير مرغب به ام لان الشيعة اخذوا البساطة من الامام علي عليه السلام ؟
ام ما هو السبب ؟
الجواب:

ان أمير المؤمنين(عليه السلام) لم يكن بسيطاً أو ساذجاً ـ حاشاه ـ بل هو أعلم وأحكم وأشجع الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). نعم، كان غير مرغوب به، لانه صاحب حق وينادي بالحق ويطبق الحق في جميع المحافل وعلى أعلى المستويات. وكان كحال أبي ذر (رضي الله عنه) حين قال: ((إن قول الحق لم يدع لي صديقاً)).
وكذلك لكون أمير المؤمنين (عليه السلام) وشيعته أيضاً مخالفين لهم ولديهم من الفضائل والعلم والتميز على أقرانهم والحضوة والاحترام في داخل المذهب، فهم محسودون ويتمنى مخالفوهم زوال ذلك عنهم اليهم، فقد قال تعالى في كتابه الكريم موضحاً ذلك: ((ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً)) (نساء / 54) ونرجوا الاطلاع على الآيات 49 وما بعدها من سورة النساء.
فيقومون دائماً بسحب البساط من تحت أقدام الشيعة وكذلك يقومون بتفضيل أنفسهم والتعالي علينا من دون أي سبب أو دليل من أجل حطام الدنيا وكما فعل ذلك من قبل معاوية ويزيد (لعنة الله عليه).
وكذلك فان الامام (عليه السلام) وشيعته لا يظلمون ولا يتجاوزون على غيرهم مع القدرة، وكما قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس ولكن كل غدرة فجرة وكل فجرة كفرة، ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة. والله ما أستغفل بالمكيدة ولا أستغمز بالشديدة).
والاوضاع الآن خير دليل على حقيقة ذلك وواقعه من قبل شيعة علي (عليه السلام)، فموقف الشيعة عموماً والمرجعية خصوصاً كان ناصعاً كالشمس في رابعة النهار في بث روح التسامح والتآخي والتعاون ونسيان آلآلام التي كان بعض مخالفيهم يسومونهم منها سوء العذاب فاستبدلوا الانتقام بالعفو والنسيان وأبدلوا خوفهم بالأمان.
فكانوا خير من طبق قاعدة العفو عند المقدرة. والحديث في هذا المجال ذو شجون ولكننا نقتصر على النزر اليسير الذي ذكرناه لعله يكفي في هذه العجالة.






السؤال: شيعة علي (عليه السلام) هم خير البرية
ما هو معنى الشيعة ؟ ولماذا أطلق هذا الاسم؟


الجواب:

إن الاختلاف في أمّة محمد (صلى الله عليه وآله) نشأ بعد وفاته, حيث قال قوم بأن الإمامة والخلافة بعد الرسول بالتعيين من الله عزوجل و النصّ, يعني نصّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) على شخص بعينه ليكون الخليفة والامام بعده, وهذا الشخص المنصوص عليه هو الامام علي (عليه السلام), نصّ عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غدير خم, وكذلك في القرآن في آية التصدّق بالخاتم وآية التطهير وآية المباهلة وآية الانذار وحديث الثقلين وحديث المنزلة وحديث الطائر المشوي وحديث الولاية و ..., كلها تنص على إمامته .
فمن تابع علياً (عليه السلام) وقال بإمامته بعد الرسول بلا فصل, فهم الشيعة, يعني شايعوا علياً (عليه السلام) .
هذا, وسنذكر لكم بعض الأحاديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حول الشيعة ومن مصادر أهل السنة :
1- روى الكثير من مفسري أهل السنة وعلماء الحديث عندهم في تفسير قوله تعالى في سورة (البينة آية 7) : (( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية )) قال الرسول (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) : ( هم أنت وشيعتك ) .
2- وقال (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) : ( أنت وشيعتك في الجنة ) (تاريخ بغداد 12/289) .
3- وقال (صلى الله عليه وآله): ( إذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسمائهم واسماء أمهاتهم, إلا هذا - يعني علياً - وشيعته, فانهم يدعون بأسمائهم واسماء آبائهم لصحة ولادتهم ) (مروج الذهب 3/7) .
4- وقال (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) : ( إنك ستقدم على الله أنت وشيعتك راضين مرضيين ) (نهاية ابن الأثير 4/106) .
5- وقوله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) : ( ياعلي, إن الله قد غفر لك, ولذريتك, ولولدك, ولأهلك, ولشيعتك, ولمحبي شيعتك ) (الصواعق : 161 و 232 و 235) .
6- وقال (صلى الله عليه وآله): ( يا عليّ, إن أول أربعة يدخلون الجنة : أنا, وأنت, والحسن, والحسين, وذرارينا خلف ظهورنا, وأزواجنا خلف ذرارينا, وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا ) (المعجم الكبير للطبراني 1/319 ح 950, تاريخ دمشق لابن عساكر 5/543, الصواعق : 161, مجمع الزوائد 9/131) .
هذا, وإن الإنسان لا يصدق عليه أنه من شيعة علي(ع) إلا إذا اتبعه واخذ معالم دينه منه .





السؤال: هل يمتاز الشيعي عن غيره في الحقوق والواجبات
(( أن الانسان اذا أسلم يحرم دمه و ماله و عرضه ))
- ما هو واقع هذه المقولة في فكر أهل البيت (عليهم السلام).
- اذا كانت هذه المقولة صحيحة ... طيب, ماذا عن الانسان الكتابي أو الكافر. ألا تكون هذه الأشياء أيضا من المحرمات ؟
- و ماهي الآشياء التي يختص بها المسلم من حقوق عن الكتابي أو الكافر ؟
- طيب, هل هناك حقوق خاصة للانسان المسلم المتبع لمذهب أهل البيت عن غيره من بقية المسلمين؟
- و اذا كانت هناك خصوصية للانسان المتبع لمدرسة أهل البيت, فهل يكفي أن يعتقد الانسان المسلم بامامتهم حتى تنطبق عليه هذه الخصوصية؟
( للتوضيح أكثر: معنا كل من نطق الشهادتين فهو مسلم.... طيب, ماذا عن مذهب أهل البيت فهل تكفي الشهادة بالولاية و الامامة لهم للدخول ضمن مدرستهم فبالتالي تنطبق عليه جميع خصوصيات الانسان المؤمن , اذا كانت هناك خصوصيات )
الجواب:

ان حرمة دم المسلم وماله وعرضه منوط بنطق الشهادتين وليس إسلام الشيعي مبايناً لإسلام السني من هذه الناحية. أمّا الامتياز والخصوصية التي تلحق الشيعي فليس من هذه الجهة أصلاً، إذ القول بالولاية لأهل البيت (عليهم السلام) لا ينعقد به الإسلام, بل هو من مقومات الإيمان بالمعنى الأخص, ولذلك يشترط في مرجع التقليد عند الشيعة الإمامية أن يكون مؤمناً أي اثني عشرياً.
أمّا من ناحية المواطنة الصرفة في بلد تتنوع فيه المذاهب الإسلامية فليس هناك من مزية للشيعي يتقدم بها على من سواه في منظور مذهب أهل البيت (عليهم السلام), فالشيعي والسنّي متكافئان في جميع الحقوق والواجبات المدنية كالأحوال الشخصية والمواريث والقضاء وغيرها.
أمّا الكافر والكتابي كاليهودي والنصراني والمجوسي فالأمر فيهم مختلف, حيث تتفاوت الحقوق والواجبات المدنية بينهم وبين المسلمين، فمثلاً الكافر لا يرث المسلم وإن دنا نسبه, والمسلم يرث الكافر وإن بَعد نسبه, فلو خلّف الكافر ورثة كفّاراً ورثوه, ولو كان معهم مسلم كان الميراث كله له سواء قرب أو بعد. كما أن دية الكافر أقلّ بكثير من دية المسلم ، وكذلك لا يتكافئان في القضاء والحدود.
قال الشيخ الطوسي في (النهاية): ((والمسلمون يتوارث بعضهم من بعض وإن اختلفوا في الآراء والديانات, لأنّ الذي به تثبت الموارثة إظهار الشهادتين والإقرار بأركان الشريعة)). وقال في (الغنية): ((قد بيّنا فيما سبق انّ الكافر لا يرث المسلم , فأمّا المسلم فإنّه يرث الكافر وإن بعد نسبه , ويدل على ذلك الإجماع وظاهر آيات الميراث, وإذا كان أولاد أصاغر وقرابة مسلم أنفق عليهم من التركة حتى يبلغوا , فإن أسلموا فالميراث لهم, وإن لم يسلموا كان لقرابته المسلم)).
هذا بايجاز جواب سؤالكم والتفصيل متروك لمحله من كتب الحقوق والقضاء.
وفي النهاية نورد هذه الرواية الواردة بالسند الصحيح في كافي الكليني (رحمه الله) (ج 2 ص 26): فقد روى بسنده عن حمران بن أعين قال: سمعت الإمام الباقر (عليه السلام) يقول: (الإيمان ما استقر في القلب وأفضى به إلى الله عزّوجلّ وصدقه العمل بالطاعة لله والتسليم لأمره , والإسلام ما ظهر من قول أو فعل , وهو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها, وبه حقنت الدماء وعليه جرت المواريث وجاز النكاح واجتمعوا على الصلاة والزكاة والصوم والحج , فخرجوا بذلك من الكفر وأضيفوا إلى الإيمان, والإسلام لا يشرك الإيمان, والإيمان يشرك الإسلام في الكعبة, وكذلك الإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان, وقد قال الله عزّوجلّ: (( قَالَت الأَعرَاب آمَنَّا قل لَم تؤمنوا وَلَكن قولوا أَسلَمنَا وَلَمَّا يَدخل الأيمَان في قلوبكم )) (الحجرات:14) , فقول الله عزّ وجلّ أصدق القول..). ويمكنكم متابعة الصحيحة في المصدر المذكور.





السؤال: أسانيد رواية خير البريّة

أقدم الرواية حول منشأ كلمة الشـيعة التي صدر من الرسول صلي الله عليه وآله عند اهل السنة هي:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا عيسى بن فرقد، عن أبي الجارود، عن محمد بن عليّ (( أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )) فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " أنتَ يا عَليُّ وَشِيعَتُكَ
سورة البينة الآية 7
تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ)
لكن هذا الحديث مرسل وإسناد ضعيف اذاً لماذا نحن الشيعة إثبات حديث ضعيف علي اهل السنة ؟
ارجو بياناً شافياً منكم

الجواب:

ورد لفظ الشيعة في عدة روايات، وقد فصلنا ذلك في إجابتنا على الموقع: (الأسئلة العقائدية/ الشيعة/ شيعة علي (عليه السلام) هم خير البرية).
وإذا جاء في الدليل أحاديث ضعفت بعض أسانيدها فلأنها تصلح أن تكون شاهداً على غيرها من الروايات الأخرى أو يمكن من خلال عدة روايات تجميع القرائن على صحة صدور هذه اللفظة في السنة المعصومة.
ثم إن الحديث المذكور ليس مرسلاً بل ورد فيه أسانيد، ففي (شواهد التنزيل ج2 ص459) ذكر هذا السند:
حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قراءة وإملاءا أخبرنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة أخبرنا المنذر بن محمد بن المنذر، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي الحسين بن سعيد، عن أبيه، عن إسماعيل بن زياد البزاز، عن إبراهيم بن مهاجر مولى آل شخبرة قال: حدثني يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب علي، قال: سمعت علياً يقول: (حدثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا مسنده إلى صدري فقال: يا علي أما تسمع قول الله عز وجل: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )) (البينة:7) هم أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض، إذا اجتمعت الأمم للحساب تدعون غراءً محجلين).
وفي (الدر المنثور ج6ص379 )ذكر من أخرج الحديث فقال: وأخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال كنا عند النبي (صلى الله عليه وسلم) فأقبل عليّ فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): (والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ونزلت (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )) فكان أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا أقبل عليّ قالوا جاء خير البرية.
وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أبي سعيد مرفوعا عليٌ خير البرية.
وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال: لما نزلت (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعليّ: (هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين).
وأخرج ابن مردويه عن علي قال: (قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم):ألم تسمع قول الله (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُم خَيرُ البَرِيَّةِ )) أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الأمم للحساب تدعون غراً محجلين).
والمحصل أن من روى هذا الحديث مجموعة من الصحابة فيخرج بذلك من الإرسال، فقد روى الحديث جابر بن عبد الله وعلي (عليه السلام) وابن عباس وأبو سعيد وأبو برزة، هذا بالإضافة إلى الرواية التي ذكرتها عن أبي الجارود عن محمد بن علي التي هي رواية غير مرسلة لأن محمد بن علي يروي عن آبائه المعصومين عن رسول الله(ص)، ولو سلمنا بإرسالها فإن في باقي الأسانيد ما يكفي لإثبات صحة الحديث.
ونحن نذكر بالإضافة لما ذكرنا بعض تلك الأسانيد:
1- في (كفاية الطالب ص 118 ط الغري): قال:أخبرنا إبراهيم بن بركات القرشي أخبرنا الحافظ علي بن الحسن الشافعي أخبرنا أبو القاسم بن السمر قندي أخبرنا عاصم بن الحسن أخبرنا الحافظ أبو العباس حدثنا محمد بن أحمد القطواني حدثنا إبراهيم بن أنس الأنصاري حدثنا إبراهيم بن جعفر ابن عبد الله بن محمد بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله....
2- ابن عساكر في تاريخه: وأخبرني المقرئ أبو إسحاق بن يوسف بن بركة الكتبي عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن الهمداني عن أبي الفتح عبدوس عن الشريف أبي طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري أخبرنا الحافظ أحمد بن مردويه أخبرنا أحمد بن محمد بن السري حدثنا المنذر بن محمد بمن المنذر حدثني أبي حدثني عمي الحسين بن سعيد عن إبراهيم بن مهاجر حدثني يزيد بن شراحيل قال سمعت علياً يقول:....
3- في (شواهد التنزيل ج2ص364 ط بيروت): أخبرنا أبو عمر البسطامي أخبرنا أبو أحمد بن عيد الجرجاني أخبرنا الحسن بن علي بن عبد الله الاهوازي،أخبرنا معمر بن سهل أخبرنا أبو سمرة أحمد بن سالم بن خالد بن جابر بن سمرة أخبرنا شريك عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد قال:...





السؤال: من هو الشيعي ومن هو السني
السلام وبعد
من هو السني؟ ومن هو الشيعي؟ وماذا يختلف السني عن الشيعي؟ وهل تعتبرون ان السني ناصب؟ والسلام
الجواب:

الفرق الأساسي بين السني والشيعي هو في ولاية أهل البيت (عليهم السلام) إذ يعتقد الشيعي بوجوب موالاة الأئمة الأثني عشر من آل محمد (عليهم السلام) وأنهم الأئمة المنصوص عليهم بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) في تولي زعامة الأمة وقيادتها، وهو بهذا اللحاظ يأخذ عقائده وأصول دينه وفروعه منهم، ويعتبر قولهم وفعلهم وتقريرهم حجة شرعية تبرء الذمة بالأخذ به، ويستدل على ذلك بادلة متضافرة كثيرة (يمكن لكم مراجعتها على موقعنا في مبحث الإمامة) .
وأما السني فهو على العكس من ذلك، لا يرى وجوب موالاة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وأنه منصوص عليهم بتولي زعامة الأمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتراه يقول بأن الخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) كانت شورى تداولها المسلمون بحق الترشيح والانتخاب، وهو يرجع في الفقه إلى مجتهدين يأخذون بأقوال الصحابة، وهم لم تثبت عصمتهم وحجية قولهم، وأيضاً يأخذون بالقياس والاستحسان وغير ذلك من الأدلة في استنباط الأحكام، التي هي محل كلام عند الشيعي، وعلى العموم لا يعتقد الشيعة بأن كل أهل السنة نواصب، وإنما الناصبي عندهم هو من يبغض أهل البيت (عليهم السلام) ويشتمهم.





السؤال: الطائفة المنصورة هم الشيعة
حديث الطائفة المنصورة ما مدى صحته ومن هم ومن هو اميرهم?
الجواب:

إننا نرى أن حديث الطائفة المنصورة من بين طوائف الامة هو نفس المقصود من تلك الفرقة الناجية من بين الفرق الثلاث والسبعين في الأمة! وبالتالي فحديث الطائفة المنصورة يبين بعض صفات ومميزات تلك الفرقة الناجية, والحديثان قد رويا في كتب الفريقين ولكن أسانيد حديث الطائفة المنصورة سنية لا نستطيع الجزم بصحتها والاطمئنان بصدورها عن النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله) لأن أتباع أهل البيت(عليهم السلام) لم يخرجوه بأسانيدهم ولكن عموم معناه موجود في كتبنان مثل وجود فرقة تحمل الحق لا يضرها من خالفها أو خذلها, وكذلك صلاة عيسى (عليه السلام) خلف أميرها بعد نزوله من السماء وأميرها هو المهدي (عجل الله فرجه), وحديث الاختلاف الى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار حاشا واحدة, فيجب وجودها وبقاؤها في كل زمان حتى يأتي أمر الله أو حتى يقاتل آخرها الدجال أو حتى ينزل عيسى (عليه السلام).
أما بالنسبة لأميرها فقد اتفقت روايات الفريقين على أن من يصلي خلفه عيسى (عليه السلام) هو الامام المهدي (عجل الله فرجه)، فتبين من ذلك أمير تلك الجماعة هو الامام المهدي(عجل الله فرجه) وهو آخر أئمة أهل البيت(عليهم السلام) الذين أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالتزامهم والتمسك بهم في حديث الثقلين, والذي صرح فيه بهداية من تمسك بالكتاب والعترة وضلال من سواهم, وكذلك بين النبي (صلى الله عليه وآله) بأن هنالك إثني عشر إماماً وأميراً وخليفة شرعياً يجب اتباعهم والتمسك بهم من بعده لا أكثر ولا أقل, وبين في أحاديث كثيرة ان أولهم علي (عليه السلام) وآخرهم المهدي (عج الله فرجه).
وبالتالي فالشيعة الامامية الاثنا عشرية هي الفرقة الوحيدة الملتزمة بكل هذه الادلة وهذه الاحاديث الصريحة الصحيحة, وهي الفرقة الوحيدة التي تعتقد من أكثر من الف سنة بامامة هذا الامام وحتى ظهوره الشريف, فيكون الحديث له إشارة واضحة لتلك الفرقة وهذه الطائفة المنصورة لانه لا قائل بإمامة وخلافة اثني عشر أميراً سوى الامامية.





السؤال: الفرق بين الشيعة والسنة (1)
ماهو الفرق بين الشيعة والسنة ؟
الجواب:

الفرق بين الشيعة والسنّة باختصار، هو أنّ الشيعة تعتقد بإمامة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) ـ بحسب الأدلة القطعيةالعقليّة واالنقلية المذكورة في الكتاب و السنة ـ ثمّ ترى الإمامة في المعصومين الأحد عشر المنصوص عليهم من قبل النبي (صلى الله عليه وآله ) وعلي (عليه السلام) ؛ وهذا هو الفارق الأساسي بين الفريقين .
ثمّ إنّ هناك فروقاً أخرى في فهم الشريعة وأصول الدين وفروعه ، كلّها تبتني على الأخذ من معارف وعلوم أهل البيت (عليهم السلام) ، فالشيعة ـ بما ترى العصمة في أئمّتها (عليهم السلام) ـ تلتزم بالسير في هداهم والتمسك بسيرتهم ، ولكن السنة بما انّهم حرموا من اتّباع خط الإمامة ، أصبحوا صفر اليد من هذه المعارف الإلهيّة وعلى العكس أخذوا علومهم من أشخاص معينين كأئمة المذاهب الأربعة وغيرهم ممّن لا ضمان لعلومهم وأقوالهم من الخطأ والزلل ، ثم (( أفمن يهدي إلى الحق أحقّ أن يتّبع أمّن لا يهدّي إلاّ أن يهدى)).





السؤال: الفرق بين السنة والشيعة (2)
هل هناك فرق بين الشيعة والسنه ، ولماذا كل ما اسال عن الشيعية أجد التكفير الى حد انهم في النار خالدون أكثر من المسيحيين واليهود وغيرهم ؟!

الجواب:


نعم، هناك فرق فمثل ما اختلفت أمة عيسى (عليه السلام) الى مذاهب وفرق - وطبعاً ليست كلها على الحق - كذلك افترقت امة محمد (صلى الله عليه وآله) الى فرق عديدة، ونحن نعتقد - أي الشيعة الإمامية - أن الفرقة المحقه هي الفرقة المتبعة لأهل البيت (عليهم السلام) المتمسكه بالأئمة الاثني عشر وهي الفرقة الشيعية الكبيرة.
ونحن نروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (سيأتي على أمتي ما أتى على بني اسرائيل مثل بمثل، وانهم تفرقوا على اثنتين وسبعين ملة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة تزيد عليهم واحدة كلها في النار غير واحدة، قال: قيل: يارسول الله وما تلك الواحدة؟ قال: هو ما نحن عليه اليوم أنا وأهل بيتي).
فالانتقال لابد أن يكون الى الاسلام الحق، ويحصل ذلك بالتعرف على الفرقة المحقه وبالبحث البسيط في كتب الفريقين السنه والشيعة سوف لا يخفى عليك أحقية مذهب أهل البيت (عليهم السلام) مذهب الائمة الاثني عشر. أمّا التكفير الذي تسمعة من بقيه الفرق وخصوصاً الوهابية لمذهب أهل البيت عليهم السلام، فانه لا يستند الى الحقيقة ، بل هي أقوال لكبرائهم المضلين يردّدونها دون معرفة.
ونحن نعجب منهم! كيف يتهموننا بالخلود في النار وهم يروون في أصح كتبهم حسب قولهم عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه وزن برة من خير، ويخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه وزن ذرة من خير) (صحيح البخاري ج1 ص16).
وقد أفتى مجموعه كبيرة من علماء السنه بنجاة كل من نطق الشهادتين! فما يقوله هؤلاء التكفيريون انما هو مخالف لعلماء مذهبهم. و بالرجوع الى جميع الديانات السابقه نجد أن الأنبياء (عليهم السلام) وأتباعهم على الرغم من أحقيتهم يجابهون بشتى أنواع المجابهه والقرآن يذكر لنا ما تعرض عيسى (عليه السلام) وأمه من البهتان العظيم، وهذا لا يغير من كونهم على الحق على الرغم من افتراءات الآخرين، يقول تعالى: (( وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيماً )) (النساء:156).






السؤال: حبّ أهل البيت (عليهم السلام) هو إتّباعهم
السلام عليكم ورحمة الله أنا سني ولكنني أوالي آل البيت وأعتبرهم سفن النجاة وأبغض من يبغضهم وأحب من يحبهم...
فهل أكون بذلك شيعيا !؟
أرجو التوضيح وشكر الله لكم
الجواب:

الحبّ، أي حبّ أهل البيت (عليهم السلام) ليس هو تمام التشيع ، هذا إن فسرنا الحب بالمعنى العرفي. وأما إذا فسرناه بالمعنى القرآني الذي يشترط فيه الإتباع كما هو الظاهر في قوله تعالى: (( إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ )) (آل عمران:31)، فالحبّ لا يتم إلا باتّباع أهل البيت (عليهم السلام) في الفقه والعقائد وبقية أحكام الدين.. هذا أولاً.
ثانياً: التشيع بحسب عرف الفقهاء وعلماء الكلام هو الاعتقاد بإمامة علي(ع) وأولاده الأحد عشر المعصومين (عليهم السلام)، وأنهم أوصياء رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قيادة الأمة تشريعاً وتنفيذاً (انظر: الملل والنحل للشهرستاني 1: 146، أوائل المقالات للشيخ المفيد: 35).



السؤال: منشأ الخلاف بين الشيعة والسنة
الخلاف بين السنة والشيعة هل اساسه مسائل عقائدية , ام تاريخية فقط. شكرا
الجواب:


نفهم من سؤالك أنك تريد التمييز بين كون الخلاف الحاصل بين الشيعة والسنة ناتجاً من اختلاف في المعتقد أم أنه وليد مرحلة تاريخية مرت على الأمة الإسلامية أدت إلى تقسيم المسلمين إلى تلك المجموعتين, دون أن تكون هناك عقيدة صحيحة تميز وتفرق بين المسلمين.
ولكي يتضح لك الجواب لابد من فهم أن أهم خلاف حصل بينهما هو الاختلاف في الإمامة وقيادة الأمة بعد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وعلى آله) فإذا ثبت لك أن الرسول (صلى الله عليه و آله) هو الذي نص على الخليفة من بعده وأمر باتباع ذلك الشخص مهما كانت الظروف، سوف تعرف أن الذي أنشأ التشيع هو النبي (صلى الله عليه و آله) هو الذي جعله الصراط المستقيم للرسالة التي جاء بها من السماء، وأن الأختلاف عنها معناه الوقوع في الضلال.
ونحن نورد بعضاً من هذه النصوص وعليك بالبحث عن المزيد.
1- التنصيص على الخليفة في حديث بدء الدعوة.
حيث نص رسول الله (صلى الله عليه و آله) عندما دعا عشيرته في بدء الدعوة وقال لهم بعد ما دعاهم إلى الإسلام: (يا بني عبد المطلب أني والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به, أني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة, وقد أمرني الله عز وجل أن أدعوكم إليه, فأيكم يؤمن بي ويؤازرني على هذا الأمر, على أن يكون أخي ووصي وخليفتي فيكم)؟ وقد قام علي وقال: أنا يا رسول الله أكون وزيرك على ما بعثك الله، فقال رسول الله: أجلس ثم كرر دعوته ثانية وثالثة. ففي كل مرة يحجم القوم غير علي عن تلبية دعوته, ويقوم علي ويعلن استعداده لمؤازرة النبي وفي المرة الثالثة أخذ رسول الله (صلى الله عليه و آله) بيده والتفت إلى الحاضرين من عشيرته الأقربين وقال: أن هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم, فأسمعوا له وأطيعوا…) (أنظر تاريخ الطبري: 2 ـ 62 ـ 63).
2- حديث المنـزلة.
لما خرج رسول الله (صلى الله عليه و آله ) إلى غزوة تبوك قال لعلي (عليه السلام) بعد ما خلفه المدينة: (أما ترضى أن تكون مني بمنـزلة هارون من موسى, إلا أنه لا نبي بعدي, أنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي) (أنظر المستدرك 3 / 133 , البخاري 4/ 208).
والاستثناء يدل على ثبوت ما لهارون من المناصب لعلي (عليه السلام) سوى النبوة.
3- حديث الغدير المتواتر.
قوله (صلى الله عليه وآله) فيه: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه, اللهم وال من وآلاه وعاد من عاداه, وأنصر من نصره وأخذل من خذله…).
وهناك العشرات بل المئات من الأدلة التي تثبت أحقية الإمام علي (عليه السلام) بالخلافة وثبوت ذلك بالنص القرآني والسنة النبوية, مما يدل على أن الخلاف ناشيء حول مسألة اعتقادية ثبتها رسول الله (صلى الله عليه و آله ) في حياته وهي: إمامة المسلمين من بعده كما وأشار (صلى الله عليه و آله) في نصوص كثيرة إلى أسم تلك الفرقة التي تمثل الامتداد الصحيح للإسلام.
فعن جابر قال كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) فأقبل علي (عليه السلام) فقال النبي (صلى الله عليه وآله ): (والذي نفسي بيده أن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة) (الدر المنثور 6/379). وعن ابن عباس قال: لما نزلت (( أن الذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية )) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين).
وروى ابن حجر في (الصواعق ص 161) عن أم سلمه قول النبي (صلى الله عليه و آله) لعلي (عليه السلام): (يا علي أنت وأصحابك في الجنة, أنت وشيعتك في الجنة) (أنظر المعجم الأوسط 6 / 355).
وذكر الزمخشري في ربيعه أن رسول الله قال: (يا علي…… وأخذ ولدك بحجزتك وأخذ شيعة ولدك بحجزهم فترى أين يؤمر بنا).
وروى أحمد في المناقب أنه (صلى الله عليه و آله) قال لعلي (عليه السلام): ( أما ترضى أما ترضى أنك معي في الجنة وشيعتنا عن إيماننا وشمائلنا) (أنظر الصواعق ص 161). وروى المغازلي بسنده عن آنس بن مالك: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله ): (يدخلون من أمتي الجنة سبعون ألف لا حساب عليهم, ثم التفت إلى علي فقال: هم شيعتك وأنت أمامهم) (مناقب المغازلي : 293). وغير ذلك كثير.
وقد عرف بهذا الاسم وهو التشيع الكثير من الصحابة من أصحاب علي (عليه السلام) دون غيرهم من الصحابة الذين عرفوا بالعداء لعلي (عليه السلام). مما يدل على قدم ذلك الخلاف وأنه نشأ مع الصحابة الأوائل.
وباتضاح كل هذا يظهر لك بطلان تلك النظريات التي يرددها المستشرقون وغيرهم من أن نشأة الشيعة جاءت مع الدولة الصفوية أو البويهية أو أنه فارسي المبدأ أو أن التشيع حصل يوم صفين أو يوم الجمل أو أنه من صنيع عبد الله بن سبأ؛ فان ذلك جاء متأخراً وأن التشيع كان موجوداً قبل ذلك, وأنه تكّون مع تلك النصوص التي قالها الرسول (صلى الله عليه وآله).




السؤال: اختلاف الشيعة والسنة في الفروع

أتمنى أن تعينوني على فهم بعض الامور التي مرت علي وأريد التأكد منها.
هل يفرق بين السنة والشيعة أي اختلاف في العبادات؟
أتمنى ان تعذروني عن هذه الأسئلة لأنه كان لا بد من التحري عنها لمعرفتي الشخصية ولأفيد منها العديد من الناس الذين يتساءلون عن ذلك مثلي جزاكم الله كل خير .
الجواب:

نعم يوجد بعض الاختلاف في الفروع بين الفريقين بسبب أخذنا تفسير الكتاب والسنة من أهل البيت (عليهم السلام) حصراً وأخذهم من جميع الصحابة لهما رواية ودراية. فالصحابة كثيرون جداً ويروون الأحاديث المختلفة والمتعارضة وكذلك فهمهم مختلف وكلٌّ يدلو بدلوه وهم ليسوا سواء في العلم أو كثرة المصاحبة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو السابقة أو عدم الانشغال عنه بالأمور الحياتية. وكذلك نرى أن العدالة تختلف درجاتها بينهم.
وتغيير الأحكام والدين بدأ ينمو بشكل كبير في أزمان قريبة من وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبدأ الاجتهاد يطفو على سطح المجتمع الإسلامي، ويقدم قول فلان وفلان على النصوص الواضحة الصريحة، وبدأ النهي عن رواية الحديث الشريف أيضاً وحبس الصحابة في المدينة وعدم خروجهم للتبليغ، وضربهم لتحديثهم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وغير ذلك من ملابسات عديدة قد نبَّه وحذر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، منها كقوله (صلى الله عليه وآله): (لتنتقض عرى الإسلام عروة عروة.. فأولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة) رواه أحمد والطبراني وابن حبان والحاكم وقال: والاسناد كله صحيح ولم يخرجاه، وقال في (مجمع الزوائد) رواه أحمد والطبراني ورجالهما رجال الصحيح، وقال الالباني في (صحيح الجامع الصغير) صحيح .
وقد أثبت الصحابة ذلك التغيير والانحراف بعد وفاة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)! فقد روى البخاري باسناده عن الزهري قال: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئاً مما أدركت إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضُيعت.
وفي البخاري عن أنس أيضاً قال: ما أعرف شيئاً مما كان على عهد النبي (صلى الله عليه وآله)، قيل الصلاة، قال: أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها؟
وروى البخاري أيضاً عن أم الدرداء قالت: دخل عليَّ أبو الدرداء وهو مغضب، فقلت: ما أغضبك؟ فقال: والله ما أعرف من أمة محمد (صلى الله عليه وآله) شيئاً إلا أنهم يصلون جميعاً.
فهذا أبو الدرداء يثبت شيئاً واحداً بقي في المسلمين على حاله وهو صلاة الجماعة! وذاك أنس بن مالك يثبت تغير كل شيء عما كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)! وهؤلاء الصحابة كانوا في زمن قريب من النبي (صلى الله عليه وآله)، فكيف الحال الآن؟!
وهذه النصوص صريحة في التغيير والانحراف حتى في العبادات، ولكن مع كل ذلك فان المستقصي للفروق الفقهية بين مذهب أهل البيت (عليهم السلام) والمذاهب الاخرى يجد أن الاتفاق أكثر من الاختلاف وهذا ما ذكره جمع من المحققين، والله العالم.





السؤال: نقطة الخلاف بين الشيعة وبقية المذاهب
ما هي مواطن الاختلاف بين المذهب الجعفري وباقي المذاهب الشيعية خصوصا الزيدية والاسماعيلية. ولماذا هذا الاختلاف مادام ان الائمة محددون بمقتضى نصوص للرسول الاعظم.
الجواب:

إنّ المذهب الإمامي الاثني عشري يلتزم في أساسه بإمامة الأئمة الاثني عشر المعصومين (عليهم السلام) ، وهذه هي نقطة الخلاف بينه وبين باقي المذاهب الشيعية ، فمثلاً الزيدية تشترك معنهم في الاعتقاد بأربعة من الأئمة فقط في حين أنّ الإسماعيلية توافقهم في ستّة منهم .
وأمّا دليل عدم قبول هذه المذاهب جميع الإمامية مع ورود النص النبوي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ونصوص الأئمة (عليهم السلام)؟ فانّه يرجع إلى عدم رضوخهم للحق ، شأنهم في ذلك شأن أهل السنّة في عدم انصياعهم للأوامر والوصايا المتواترة والمستفيضة في إمامة وخلافة أمير المؤمنين (عليه السلام) وأولاده المعصومين (عليهم السلام).




السؤال: الفرق بينهم وبين العلويين
من هم العلويين وما الفرق بينهم وبين الشيعة ؟
الجواب:

العلويون، منهم من يؤله علياً (عليه السلام) , فهؤلاء كفار ولا توجد لهم أي صلة بالشيعة , ومنهم من يغالي في علي (عليه السلام) ويعطي له صفات الربوبية , وهؤلاء أيضاً لا صلة لهم بالشيعة , ومنهم من لا يلتزم بالاحكام الشرعية ولا يرى وجوبها , وهؤلاء أيضاً التشيع منهم بريء . نعم , بعض من يسمى بالعلويين معتدلين في الاعتقاد , ملتزمين بالأحكام الشرعية , يعتقدون ويعملون كما يعمل الشيعة , وهؤلاء لا يوجد فرق أساسي بينهم وبين الشيعة.





السؤال: أوجه الاختلاف والتشابه بين العلوية والشيعة
ما هي العلوية ؟ ما هي الشيعة ؟ و ما هي أوجه الاختلاف والتشابه بينهما ؟
الجواب:

إنّ الشيعة الاثني عشرية تطلق على المذهب الجعفري الذي يعتقد بإمامة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كخليفة ووصي للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ومن بعده الأئمة المعصومين الأحد عشر (عليهم السلام) .
نعم، هناك فرق من الشيعة ـ كالزيديّة والإسماعيلية ـ تتقلّص عدد الأئمة (عليهم السلام) عندهم إلى أربعة أو ستّة ولكن هؤلاء لا يعدّوا من المذهب الجعفري الاثني عشري . وأمّا العلويّة ، فحسب المعلومات المتوفّرة عنهم فإنّهم شيعة إماميّة جعفرية يعتقدون بالأئمة المعصومين الاثني عشر (عليهم السلام) . نعم، كلّ ما هناك أنّهم انعزلوا في طول التاريخ عن المجتمعات الشيعية بسبب مطاردتهم من قبل حكّام الجور والسلطات الظالمة بين حين وآخر، هنا وهناك ممّا أدّى إلى ظهور التخلّف الديني نوعاً ما في بعض طبقات العوام منهم ، وهذا أصبح سبباً قويّاً في رميهم بالتهم ؛ وإلاّ فهم شيعة جعفريّون يعتقدون ما تعتقده الشيعة الاثنا عشرية في العقائد والأحكام من الأصول والفروع ، وهذا ممّا تشهد له آثارهم المكتوبة وشهادة علماء الحوزات العلميّة الشيعيّة وسيرة علمائهم في كافّة مجالات العلم والعمل .
وعليه فإذا سمع عنهم شيء لا يتّفق مع الخط العام للثقافة الشيعية، فهو إمّا موضوع ومختلق، وإمّا هو صادر عن بعض العوام منهم فلا دلالة له على التزامات مذهبهم .
بقي علينا أن نذكر بأنّ العلويون أبناء عشائر وقبائل خاصّة تلتزم بالمذهب الشيعي ، فالمذهب الشيعي هو الإطار العالم للعلويين وغيرهم من أبناء المذهب ، وبناءاً عليه فكل علوي شيعي ولكن ليس كل شيعي يجب أن يكون من العلويين ، فهم امتداد عرقي يعتقدون بالتشيع من الأوّل حتى الآن .





السؤال: الفرق بينهم وبين الصوفية
هل يمكن أن تزودوني ببعض المعلومات حول الطائفة الصوفية, وعن الفرق بيننا نحن الشيعة وبينهم في عقيدة التوسل بالأولياء ؟
الجواب:

توجد اختلافات أساسية بيننا و بينهم , إذ أن الكثير من الصوفية على منهج أهل السنة , وإن كانت عندهم محبة لأهل البيت (عليهم السلام) , و كما تعلمون أن الحب شيء والاتباع شيء آخر .
كما أن الشيعة تتمسك بما روي عن أهل البيت (عليهم السلام) في امر التوسل , أما الصوفية فلهم أذكارهم و اعمالهم الخاصة التي لم ترد في الأحاديث النبوية ولا في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) .
التصوف يميل إلى العزلة , والتشيع صريح في كون الانسان في المجتمع ويكون أيضاً متصلاً بالله , وذلك تمسكاً من الشيعة بأهل البيت (عليهم السلام) الذين قالوا :( لا رهبانية في الاسلام ) .
ان الصوفية يعتقدون بامكان الحلول و الاتحاد بالنسبة لله عزوجل و لكن الشيعة تعتبر ذلك شرك بالله عزوجل .





السؤال: الفارق بين المذهب الجعفري والشافعي
ما الفرق بين المذهب الجعفري و المذهب الشافعي و غيره
الجواب:

الفارق الاساسي بين مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وأغلب المذاهب هو أننا نعتقد بالإمامة وأنها أصل من أصول الدين وان هناك اثني عشر إماماً بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) منصّبين من قبله وهم معصومون مسددون من قبل السماء وان الأرض لا تخلو من أحدهم الى يوم القيامة.
وبالتالي فان الشيعة يأخذون أحكامهم الشرعية من هؤلاء الأئمة (عليهم السلام) باعتبارهم امتداداً للرسالة وأوصياءً للنبي (صلى الله عليه وآله)، وأصحاب المذهب الشافعي يرجعون في الأصل في أحكامهم للشافعي.





السؤال: الفوارق والمشتركات بين الشيعة والمعتزلة
ما هي الفوارق والمشتركات الكلامية بين الشيعة والمعتزلة ؟
الجواب:

لا يخفى عليكم أن الفروق والمشتركات بين الشيعة والمعتزلة كثيرة، وقد ذكر الشيخ المفيد في كتابه (أوائل المقالات) تلك الفروقات الكلامية، ونحن نذكر بعضها للاختصار وهي :
1- القول بالإمامة :
اتفقت الإمامية على أنه لابد في كل زمان من إمام موجود، يحتج الله عزّ وجل به على عباده المكلّفين، ويكون بوجوده تمام المصلحة في الدين. وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك. واتفقت الإمامية على أن إمام الدين لا يكون إلا معصوما من الخلاف، عالما بجميع علوم الدين، كاملا في الفضل، باينا من الكل بالفضل عليهم في الاعمال التي يستحق بها النعيم المقيم. وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك. واتفقت الإمامية على أن الإمامة لا تثبت مع عدم المعجز لصاحبها، إلا بالنص على عينه والتوقيف. وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك. واتفقت الإمامية على أن الإمامة بعد النبي (صلى الله عليه وآله)، في بني هاشم خاصة، في علي والحسن والحسين، ومن بعده في ولد الحسين (عليه السلام) دون ولد الحسن (عليه السلام) إلى آخر العالم. وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك. واتفقت الإمامية على أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) استخلف أمير المؤمنين (عليه السلام) في حياته، ونص عليه بالامامة بعد وفاته، وأن من دفع ذلك فقد دفع فرضا من الدين. وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك. واتفقت الإمامية على أن النبي (صلى الله عليه وآله) نص على إمامة الحسن والحسين بعد أمير المؤمنين (عليهم السلام)، وأن أمير المؤمنين (عليه السلام) أيضا نص عليهما كما نص الرسول (صلى الله عليه وآله). وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك. واتفقت الإمامية على أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نص على علي بن الحسين، وأن أباه وجدّه نصا عليه، كما نص عليه الرسول (صلى الله عليه وآله)، وأنه كان بذلك إماماً للمؤمنين. وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك.
2- القول في محاربي أمير المؤمنين (عليه السلام) :
اتفقت الإمامية على أن الناكثين والقاسطين من أهل البصرة والشام أجمعين، كفّار ضلال ملعونون بحربهم أمير المؤمنين (عليهم السلام)، وأنهم بذلك في النار مخلدون. وأجمعت المعتزلة سوى الغزال منهم، على خلاف ذلك. واتفقت الإمامية على أن الخوارج على أمير المؤمنين (عليه السلام) المارقين عن الدين، كفّار بخروجهم عليه، وأنهم بذلك في النار مخلدون. وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك.
3- القول في أن العقل لا ينفك عن سمع، وأن التكليف لا يصح إلا بالرسل (عليهم السلام) :
اتفقت الإمامية على أن العقل محتاج في علمه ونتائجه إلى السمع، وأنه غير منفك عن سمع ينبه العاقل على كيفية الاستدلال، وأنه لابد في أول التكليف وابتدائه في العالم من رسول. وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك.
4- القول في الفرق بين الرسل والانبياء (عليهم السلام) :
اتفقت الإمامية على أن كل رسول فهو نبي، وليس كل نبي فهو رسول، وقد كان من أنبياء الله عز وجل حفظة لشرائع الرسل وخلفائهم في المقام. وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك.
5- القول في آباء رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأمّه وعمّه أبي طالب ( رحمة الله تعالى عليهم ).
اتفقت الإمامية على أن آباء رسول الله (صلى الله عليه وآله) من لدن آدم إلى عبد الله بن عبد المطلب مؤمنون بالله عز وجل موحّدون له.وأجمعوا على أن عمّه أبا طالب ( رحمه الله ) مات مؤمنا، وأن آمنة بنت وهب كانت على التوحيد، وأنها تحشر في جملة المؤمنين. وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك.
6- القول في الرجعة والبداء وتأليف القرآن :
اتفقت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الاموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة، وإن كان بينهم في معنى الرجعة اختلاف. واتفقوا على إطلاق لفظ ( البداء ) في وصف الله تعالى، وأن ذلك من جهة السمع دون القياس. واتفقوا على أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن، وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي (صلى الله عليه وآله). وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك.
7- القول في الوعيد :
اتفقت الإمامية على أن الوعيد بالخلود في النار متوجه إلى الكفّار خاصة، دون مرتكبي الذنوب من أهل المعرفة بالله تعالى، والإقرار بفرائضه من أهل الصلاة. وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك. واتفقت الإمامية على أن من عذّب بذنبه من أهل الإقرار والمعرفة والصلاة، لم يخلّد في العذاب، وأخرج من النار إلى الجنة، فينعم فيها على الدوام. وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك.
8- القول في الشفاعة :
اتفقت الإمامية على أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يشفع يوم القيامة، لجماعة من مرتكبي الكبائر من أمته، وأن أمير المؤمنين (عليه السلام) يشفع في أصحاب الذنوب من شيعته، وأن أئمة آل محمد (عليهم السلام) يشفعون كذلك، وينجي الله بشفاعتهم كثيراً من الخاطئين. وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك.
9- القول في الأسماء والأحكام :
اتفقت الإمامية على أن مرتكب الكبائر من أهل المعرفة والإقرار لا يخرج بذلك عن الإسلام، وأنه مسلم وان كان فاسقا بما فعله من الكبائر والآثام. وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك.
10- القول في الإسلام والإيمان :
اتفقت الإمامية على أن الإسلام غير الإيمان، وأن كل مؤمن فهو مسلم، وليس كل مسلم مؤمنا، وأن الفرق بين هذين المعنيين في الدين كما كان في اللسان. وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك.
11- القول في التوبة وقبولها :
اتفقت الإمامية على أن قبول التوبة تفضّل من الله عز وجل، وليس بواجب في العقول إسقاطها. وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك.
12- القول في أصحاب البدع، وما يستحقّون عليه من الأسماء والأحكام :
اتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلّهم كفار، وأن على الإمام أن يستتيبهم عند التمكّن بعد الدعوة لهم، وإقامة البينات عليهم، فإن تابوا عن بدعهم وصاروا إلى الصواب، وإلا قتلهم لردتهم عن الإيمان، وأن من مات منهم على تلك البدعة فهو من أهل النار. وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك.
13- القول في المفاضلة بين الأنبياء والملائكة (عليهم السلام) :
اتفقت الإمامية على أن انبياء الله تعالى ورسله من البشر أفضل من الملائكة. وأجمعت المعتزلة على خلاف ذلك.وأما المشتركات بين الشيعة والمعتزلة، فمنها :
1- القول في التوحيد :
إن الله عز وجل واحد في الإلهية والأزلية لا يشبهه شيء، ولا يجوز أن يماثله شيء، وأنه فرد في المعبودية، لا ثاني له فيها على الوجوه كلّها والأسباب. واتفقت المعتزلة البغداديون والبصريون معنا في هذا القول.
2- القول في الصفات : إن الله عز وجل حي لنفسه لا بحياة، وأنه قادر لنفسه وعالم لنفسه، وإن كلام الله تعالى محدث، وإن القرآن كلام الله ووحيه، وأنه محدث كما وصفه الله تعالى، وامنع من إطلاق القول عليه بأنه مخلوق، وإن الله تعالى مريد من جهة السمع والاتباع والتسليم، وإن إرادة الله تعالى لأفعاله هي نفس أفعاله، وإرادته لأفعال خلقه أمره بالأفعال، وإنه لا يجوز تسمية الباري تعالى إلا بما سمّى به نفسه في كتابه، أو على لسان نبيه (صلى الله عليه وآله) أو سمّاه به حججه (عليهم السلام) من خلفاء نبيه. واتفقت المعتزلة البغداديون معنا في هذا القول.
3- القول في وصف الباري تعالى بأنه سميع بصير وراء ومدرك :
إن استحقاق القديم سبحانه لهذه الصفات كلّها من جهة السمع دون القياس ودلائل العقول، وإن المعنى في جميعها العلم خاصة، دون ما زاد عليه في المعنى، إذ ما زاد عليه في معقولنا ومعنى لغتنا هو الحس وذلك ممّا يستحيل على القديم. واتفقت المعتزلة البغداديون معنا في هذا القول.
4- القول في وصف الباري تعالى بالقدرة على العدل وخلافه، وما علم كونه وما علم أنه لا يكون :
إن الله عز وجل قادر على خلاف العدل، كما أنه قادر على العدل، إلا أنه لا يفعل جوراً ولا ظلماً ولا قبيحاً، وإنه سبحانه قادر على ما علم أنه لا يكون، ممّا لا يستحيل كاجتماع الاضداد ونحو ذلك من المحال. واتفقت المعتزلة البغداديون والبصريون معنا في هذا القول.
5- القول في نفي الرؤية على الله تعالى بالابصار :
إنه لا يصح رؤية الباري سبحانه بالابصار. واتفقت المعتزلة البغداديون والبصريون معنا في هذا القول.
6- القول في العدل والخلق :
إن الله عز وجل عدل كريم، خلق الخلق لعبادته، وأمرهم بطاعته، ونهاهم عن معصيته، وعمّهم بهدايته، بدأهم بالنعم، وتفضّل عليهم بالاحسان، لم يكلّف أحداً إلا دون الطاقة، ولم يأمره إلا بما جعل له عليه الاستطاعة. واتفقت المعتزلة البغداديون والبصريون معنا في هذا القول.
7- القول في كراهة إطلاق لفظ ( خالق ) على أحد من العباد :
إن الخلق يفعلون ويحدثون ويخترعون ويصنعون ويكتسبون، ولا اطلق القول عليهم بأنهم يخلقون ولا أقول أنهم خالقون، ولا أتعدى ذكر ذلك فيما ذكر الله تعالى، ولا اتجاوز به مواضعه من القرآن. واتفقت المعتزلة البغداديون معنا في هذا القول.
8- القول في اللطف والاصلح :
إن الله تعالى لا يفعل بعباده ماداموا مكلفين إلا أصلح الاشياء لهم في دينهم ودنياهم، وإنه لا يدخرهم صلاحا ولا نفعا، وإن من أغناه فقد فعل به الاصلح في التدبير، وكذلك من أفقره ومن أصحه ومن أمرضه فالقول فيه كذلك. واتفقت المعتزلة البغداديون والبصريون معنا في هذا القول.




السؤال: بعض الإختلافات بين الأشاعرة والإمامية
ما الفرق بين عقيدة الاشاعرة والشيعة في التوحيد ؟
الجواب:

هناك كثير من الاختلافات يمكنك الاطلاع على بعضها من خلال موقعنا / الاسئلة العقائدية / الألهيات / عينية الصفات لذات الله).
ومن الاختلافات التي تذكر بين الاشاعرة والإمامية ان الاشاعرة تأخذ بظواهر الآيات والأحاديث المتعلقة بالصفات ورفضوا التأويل مطلقا, وكانت نتيجة هذا المنهج في معرفة صفاته تعالى التورط في التشبيه والتجسيم, نعم ربما يقرر هذا المسلك اعني الأخذ بالظواهر من غير تأويل - بوجه اخر حتى يكون بريئاً عن التجسيم وهو اثبات المعنى الظاهر من المتشابهات بلا تكييف وتشبيه,وهو يظهر من الشيخ الاشعري حيث قال: (ان له يدين بل كيف كما قال خلقت بيدي, وكما قال بل يداه مبسوطتان, وان له عينين بلا كيف كما قال تجري بأعيننا وان له وجها كما قال (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
بينما المؤولة ومنهم الإمامية يذهبون إلى معنى آخر من الآيات والروايات, فهم يجمعون في تفسير المتشابهات من آيات الأسماء والصفات بين الإثبات والنفي فينزهونه عن لوازم الحاجة والإمكان بتأويلها - بمعنى الحمل على خلاف الظاهر - إلى معان توافق الأصول المسلمة من الدين والمذهب.
ومن الاختلافات التي تذكر إأن الإمامية تقول ان الله تعالى لا يريد إلا ما حسن من الأفعال ولا يريد القبائح ولا يشاء الفواحش, بينما يقول الاشاعرة ان كل ما وقع من الافعال كان مراد الله تعالى كما ان كل ما لم يقع لم يكن بإرادته سبحانه.


تعليق على الجواب (1)
من المشهور عن الأشاعرة تأويل الصفات لا الأخذ بالظاهر
يرجى إرفاق الدلائل على قولكم أعلاه وشكرا
الجواب:

قال الشنقيطي في أضواء البيان ج 7 ص 280
وأن تأويل الصفات كتأويل الاستواء بالاستيلاء لا يجوز ولا يصح. هو معتقد أبي الحسن الأشعري رحمه الله. وهو معتقد عامة السلف، وهو الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. فمن ادعى على أبي الحسن الأشعري، أنه يؤول صفة من الصفات، كالوجه واليد والاستواء، ونحو ذلك فقد افترى عليه افتراءاً عظيما. بل الأشعري رحمه الله مصرح في كتبه العظيمة التي صنفها بعد رجوعه عن الاعتزال، (كالموجز )، (ومقالات الإسلاميين واختلاف المصلين )، (والإبانة عن أصول الديانة) أن معتقده الذي يدين الله به هو ما كان عليه السلف الصالح من الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، وإثبات ذلك كله من غير كيف ولا تشبيه ولا تعطيل. وأن ذلك لا يصح تأويله ولا القول بالمجاز فيه. وأن تأويل الاستواء بالاستيلاء هو مذهب المعتزلة ومن ضاهاهم. وهو أعلم الناس بأقوال المعتزلة لأنه كان أعظم إمام في مذهبهم، قبل أن يهديه الله إلى الحق، وسنذكر لك هنا بعض نصوص أبي الحسن الأشعري رحمه الله لتعلم صحة ما ذكرنا عنه.
قال رحمه الله (في كتاب الإبانة عن أصول الديانة)، الذي قال غير واحد أنه آخر كتاب صنفه، ما نصه: فإن قال لنا قائل: قد أنكرتم قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة، والمرجئة، فعرفونا قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون قيل له: قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها، التمسك بكتاب ربنا عز وجل وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث. ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل نصر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون. لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان به الحق ورفع به الضلال وأوضح به المنهاج وقمع به بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين وشك الشاكين. فرحمة الله عليه من إمام مقدم وخليل معظم مفخم، وعلى جميع أئمة المسلمين.
وجملة قولنا: أنا نقر بالله وملائكته وكتبه ورسله وما جاء من عند الله، وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرد من ذلك شيئا. وأن الله عز وجل إله واحد لا إله إلا هو فرد صمد، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق، وأن الجنة حق، وأن النار حق، والساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور. وأن الله استوى على عرشه كما قال (( الرحمان على العرش استوى )) وأن له وجها كما قال: (( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )). وأن له يدين بلا كيف كما قال (( خلقت بيدى )) وكما قال (( بل يداه مبسوطتان ))، وأن له عينان بلا كيف كما قال: (( تجرى بأعيننا )). وبه تعلم أن من يفتري على الأشعري أنه من المؤولين المدعين أن ظاهر آيات الصفات وأحاديثها لا يليق الله كاذب عليه كذبا شنيعا. وقال الشيخ أبو الحسن الأشعري في كتاب الإبانة أيضا في إثبات الاستواء لله تعالى ما نصه: إن قال قائل ما تقولون في الاستواء؟ قيل له نقول: إن الله عز وجل مستو على عرشه كما قال: (( الرحمان على العرش استوى )).
وقد قال الله عز وجل: (( إليه يصعد الكلم الطيب )) وقد قال: (( بل رفعه الله إليه )). قال عز وجل (( يدبر الا مر من السمآء إلى الا رض ثم يعرج إليه )). وقال حكاية عن فرعون: (( ياهامان ابن لى صرحا لعلى أبلغ الاسباب * أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإنى لاظنه كاذبا )). فكذب فرعون نبي الله موسى عليه السلام في قوله: (إن الله عز وجل فوق السماوات). وقال عز وجل: (( أءمنتم من فى السمآء أن يخسف بكم الا رض )). فالسماوات فوقها العرش، فلما كان العرش فوق السماوات: قال (( أءمنتم من فى السمآء )) لأنه مستو على العرش الذي فوق السماوات، وكل ما علا فهو سماء، فالعرش أعلى السماوات. هذا لفظ أبي الحسن الأشعري رحمه الله في كتاب الإبانة المذكور. وقد أطال رحمه الله في الكلام بذكر الأدلة القرآنية، في إثبات صفة الاستواء، وصفة العلو لله جل وعلا.
ومن جملة كلامه المشار إليه ما نصه :وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية: إن قول الله عز وجل (( الرحمان على العرش استوى )) أنه استولى وملك وقهر، وأن الله عز وجل في كل مكان. وجحدوا أن يكون الله عز وجل على عرشه كما قال أهل الحق، وذهبوا في الاستواء إلى القدرة. ولو كان هذا كما ذكروه كان لا فرق بين العرش والأرض، فالله سبحانه قادر عليها وعلى الحشوش، وعلى كل ما في العالم. فلو كان الله مستويا على العرش بمعنى الاستيلاء وهو عز وجل مستول على الأشياء كلها لكان مستويا على العرش وعلى الأرض وعلى السماء وعلى الحشوش والأفراد، لأنه قادر على الأشياء مستول عليها. وإذا كان قادرا على الأشياء كلها ولم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول: إن الله عز وجل مستو على الحشوش والأخلية، لم يجز أن يكون الاستواء على العرش الاستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها. ووجب أن يكون معناه استواء يختص العرش دون الأشياء كلها. وزعمت المعتزلة والحرورية والجهمية أن الله عز وجل في كل مكان فلزمهم أنه في بطن مريم وفي الحشوش والأخلية. وهذا خلاف الدين، تعالى الله عن قولهم. هذا لفظ أبي الحسن الأشعري رحمه الله في آخر مصنفاته. وهو كتاب الإبانة عن أصول الديانة. وتراه صرح رحمه الله بأن تأويل الاستواء بالاستيلاء هو قول المعتزلة والجهمية والحرورية لا قول أحد من أهل السنة وأقام البراهين الواضحة على بطلان ذلك. فليعلم مؤولو الاستواء بالاستيلاء أن سلفه في ذلك المعتزلة والجهمية والحرورية، لا أبو الحسن الأشعري رحمه الله ولا أحد من السلف. وقد أوضحنا في سورة الأنعام في الكلام على قوله تعالى: (( وهو الله فى السماوات وفى الا رض يعلم سركم وجهركم )).
أن قول الجهمية ومن تبعهم: إن الله في كل مكان قول باطل. لأن جميع الأمكنة الموجودة، أحقر وأقل وأصغر، من أن يسع شيء منها خالق السماوات والأرض، الذي هو أعظم وأكبر من كل شيء، وهو محيط بكل شيء، ولا يحيط به شيء. فانظر إيضاح ذلك في الأنعام. واعلم أن ما يزعمه كثير من الجهلة، من أن ما في القرآن العظيم، من صفة الاستواء والعلو والفوقية، يستلزم الجهة، وأن ذلك محال على الله، وأنه يجب نفي الاستواء والعلو والفوقية، وتأويلها بما لا دليل عليه من المعاني كله باطل. وسببه سوء الظن بالله وبكتابه، وعلى كل حال فمدعي لزوم الجهة لظواهر نصوص القرآن العظيم. واستلزام ذلك للنقص الموجب للتأويل يقال له: ما مرادك بالجهة؟ إن كنت تريد بالجهة مكانا موجودا، انحصر فيه الله، فهذا ليس بظاهر القرآن، ولم يقله أحد من المسلمين. وإن كنت تريد بالجهة العدم المحض. فالعدم عبارة عن لا شيء. فميز أولا، بين الشيء الموجود وبين لا شيء. وقد قال أيضا أبو الحسن الأشعري رحمه الله في كتاب الإبانة أيضا ما نصه: فإن سئلنا أتقولون إن لله يدين؟ قيل نقول ذلك، وقد دل عليه قوله عز وجل: (( يد الله فوق أيديهم )). وقوله عز وجل: (( لما خلقت بيدى )). وأطال رحمه الله، الكلام في ذكر الأدلة من الكتاب والسنة على إثبات صفة اليدين لله.
ومن جملة ما قال ما نصه: ويقال لهم: لم أنكرتم أن يكون الله عز وجل عني بقوله: (( يدى )) يدين ليستا نعمتين. فإن قالوا: لأن اليد إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة .قيل لهم: ولم قضيتم أن اليد إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة؟ فإن رجوعنا إلى شاهدنا، وإلى ما نجده فيما بيننا من الخلق؟ فقالوا: اليد إذا لم تكن نعمة في الشاهد لم تكن إلا جارحة. قيل لهم: إن عملتم على الشاهد وقضيتم به على الله عز وجل فكذلك لم نجد حيا من الخلق، إلا جسما لحما ودما، فاقضوا بذلك على الله عز وجل. وإلا فأنتم لقولكم متأولون ولاعتلالكم ناقضون. وإن أثبتم حيا لا كالأحياء منا. فلم أنكرتم أن تكون اليدان اللتان أخبر الله عز وجل عنهما، يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين ولا كالأيدي؟ وكذلك يقال لهم: لم تجدوا مدبرا حكيما إلا إنسانا، ثم أثبتم أن للدنيا مدبرا حكيما، ليس كالإنسان، وخالفتم الشاهد ونقضتم اعتلالكم. فلا تمنعوا من إثبات يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين، من أجل أن ذلك خلاف الشاهد اه. محل الغرض منه بلفظه. وبه تعلم أن الأشعري رحمه الله، يعتقد أن الصفات التي أنكرها المؤولون كصفة اليد، من جملة صفات المعاني كالحياة ونحوها، وأنه لا فرق البتة بين صفة اليد وصفة الحياة فما اتصف الله به من جميع ذلك فهو منزه عن مشابهة ما اتصف به الخلق منه. واللازم لمن شبه في بعض الصفات ونزه في بعضها أن يشبه في جميعها أو ينزه في جميعها، كما قاله الأشعري.
أما ادعاء ظهور التشبيه في بعضها دون بعض، فلا وجه له بحال من الأحوال، لأن الموصوف بها واحد، وهو منزه عن مشابهة صفات خلقه. ومن جملة كلام أبي الحسن الأشعري رحمه الله المشار إليها آنفا في إثبات الصفات ما نصه: فإن قال قائل: لم أنكرتم أن يكون قوله: (( مما عملت أيدينآ )) وقوله (( لما خلقت بيدى )) على المجاز؟ قيل له: حكم كلام الله عز وجل أن يكون على ظاهره وحقيقته ولا يخرج الشيء عن ظاهره إلى المجاز إلا لحجة. ألا ترون أنه إذا كان ظاهر الكلام العموم فإذا ورد بلفظ العموم، والمراد به الخصوص، فليس هو على حقيقة الظاهر؟ وليس يجوز أن يعدل بما ظاهره العموم عن العموم بغير حجة؟ كذلك قول الله عز وجل (( لما خلقت بيدى )) على ظاهره وحقيقته من إثبات اليدين، ولا يجوز أن يعدل به عن ظاهر اليدين إلى ما ادعاه خصومنا إلا بحجة.
ولو جاز ذلك لمدع أن يدعي أن ما ظاهره العموم، فهو على الخصوص، وما ظاهره الخصوص فهو على العموم بغير حجة. وإذا لم يجز هذا لمدعيه بغير برهان، لم يجز لكم ما ادعيتموه، أنه مجاز بغير حجة. بل واجب أن يكون قوله (( لما خلقت بيدى )) إثبات يدين لله تعالى في الحقيقة غير نعمتين إذا كانت النعمتان لا يجوز عند أهل اللسان أن يقول قائلهم: فعلت بيدي وهو يعني النعمتين. وفيه تصريح أبي الحسن الأشعري رحمه الله، بأن صفات الله كصفة اليد ثابتة له حقيقة لا مجازا، وأن المدعين أنها مجازهم خصومه وهو خصمهم كما ترى. وإنما قال رحمه الله: إنه تعالى متصف بها حقيقة لا مجازا، لأنه لا يشك في أن ظاهر صفة الله هو مخالفة صفة الخلق، وتنزيهها عن مشابهتها كما هو شأن السلف الصالح كلهم. فإثبات الحقيقة ونفي المجاز في صفات الله هو اعتقاد كل مسلم طاهر القلب من أقذار التشبيه، لأنه لا يسبق إلى ذهنه من اللفظ الدال على الصفة كصفة اليد والوجه إلا أنها صفة كمال منزهة عن مشابهة صفات الخلق. فلا يخطر في ذهنه التشبيه الذي هو سبب نفي الصفة وتأويلها بمعنى لا أصل له .










يتبع


hgadum L hszgm ,h[,fm hszgm



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الشيعة, اسئلة, واجوبة



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سئلة واجوبة في الحسين ع و الطف الشيخ عباس محمد عاشوراء الحسين علية السلام 3 2019/02/07 09:30 PM
الشعائر الحسينية اسئلة واجوبة الشيخ عباس محمد عاشوراء الحسين علية السلام 4 2019/02/07 09:28 PM
القرآن الكريم عند الشيعة الإمامية هذه جملة من ألفاظ فقهاء الشيعة الإمامية مم ابوشهد الحوار العقائدي 6 2014/11/15 07:09 PM
اسئلة لاتسالها ابد اهات الروح المواضيع العامة 9 2013/09/02 10:54 AM
اسئلة واجوبة .. محمد التميمي المواضيع الإسلامية 5 2012/09/17 01:20 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |