2013/07/14, 11:40 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
سورة العصر..عصارة الربح
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم بقلم السيد محمود الموسوي بسم الله الرحمن الرحيم ( والعصر ، إنّ الإنسان لفي خسر ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) . عصارة الربح عصارة الزمن ولادة الإنسان وعصارة الإنسان عمله ، وعصارة عمل الإنسان سورة العصر ، التي لخّصت كل المفاهيم القرآنية في تعبير وجيز دقيق ، جمع كل المحاسن ومنع كل المساوئ ، لينتج الإنسان الرابح في هذه الحياة . وسورة العصر تكونت من ثلاث آيات كل آية عبارة عن قيمة مهمة ( العصر ، الإنسان ، عمل الإنسان ) لتكوين الإنسان الرابح ، فهي إذاً عصارة الربح . والتعبير القرآني بالعصر يتناسب مع هذه المعاني . 1/ ( والعصر ) ، لقد قيل أن المقصود عصر الرسالة ، وقيل عصر ظهور الحجة ، وقيل فترة ما بعد الظهر ، وقيل بمعنى الدهر ، أو أي عصر أنت فيه ، وسواء كان هذا أو ذاك فإنه تعبير عن الزمن ، الزمن الذي يؤثر في الإنسان وفي حركته ، بدلالة أن السورة تتحدّث عن الإنسان و عن عمله في الدنيا .... و القسم لا يكون إلا بالأشياء العظيمة ، بل بالغة العظمة ، ليكون للقسم وقعه وتأثيره لدى السامع ، والعصر أو الزمن الذي نعيش فيه له أهمية بالغة لأننا نحيى فيه فنؤدّي أعمالنا خلال ساعاته ، وقوله تعالى : ( والعصر ) إنما أعطى للزمن الأهمية العظيمة لأن الله هو الذي أقسم به ، حتى لو لم ندركه بعقلنا المحدود . والهدف من القسم إنما لتأكيد حقيقة مهمة ، فما هي تلك الحقيقة التي أراد الله تعالى أن يبينها لنا ، فقسم الله ليس كأي قسم ؟ 2/ ( إن الإنسان لفي خسر ) ، الإنسان المجرّد عندما يترك ليسير في ضمن المقاطع الزمانية المكتوبة إليه ، فإنه لا محالة خاسر ، أي أنه يعيش حتمية الخسران بطبيعته ، والخسران نقصان رأس المال ، حتى ولو لم يرتكب المعاصي والفساد ، وذلك لأن الزمن الذي أقسم به الله وأراد لفت انتباهنا إليه في حركة دائمة لا تتوقف ، فعندما يبقى الإنسان على ما هو عليه فإن الزمن يتعدّاه ويكون هو في نقص ، وهنا سؤال :أي خسر تتحدّث عنه الآية ؟ الكلمة جاءت مطلقة دون قيد ، والآية التي تتحدث عن الخسران المطلق في القرآن هي قوله تعالى ، في سورة التوبة : ( حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة أولئك هم الخاسرون ) . وكما أن خسران الإنسان مرتبط بالزمن كذلك المقابل للخسر وهو الربح مرتبط باستغلال الزمن ، كيف ؟ 3/ ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا الصبر ) ، فهذا استثناء من الإنسان الخاسر ، وهو الإنسان الرابح ، فلا بد أن تتوافر فيه أربع صفات ، واضحة في هذه الآية ، نسلط الضوء على عدّة لفتات : · من الصفات الأربع صفتان خاصتان بالإنسان كحركة فردية ( الإيمان وعمل الصالحات ) . · وصفتان خاصتان بالإنسان كحركة اجتماعية ( التواصي بالحق و التواصي بالصبر ) . · الإيمان وحده لا يكفي في تكوين الإنسان الرابح ، بل لا بد من اتباعه بالعمل الذي يدلّ على ذلك الإيمان ، لذلك جاءت كلمة ( الصالحات ) مضافة للعمل ، لأن لها ارتباط بالإيمان بالله وبرسله وكتبه . · العمل على المستوى الاجتماعي بأهمية إيمان الإنسان وعمله لنفسه ، كما نرى أن الله تعالى جعل التناصف بين المستوى الفردي ، والاجتماعي ، إلا أن المستوى الفردي مقدّم ، وشرط لإنجاح العمل الاجتماعي ، ونجد ذلك في قوله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) ، فأولاً ( كنتم خير أمة ) في المواصفات ثم ( أخرجت للناس ) للانطلاق في الساحة الاجتماعية .. · الإنسان الرابح هو الذي ينظر لنفسه ودوره ضمن تلك المعادلة ككل ، فأربع الصفات جاءت في آية واحدة ، لعلها لتؤكّد هذه الحقيقة . · العمل الإجتماعي ينقسم إلى قسمين ، الأول : ( التواصي بالحق ) وهو العمل لإشاعة الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والثاني : وهو ( التواصي بالصبر ) الصبر على الحق و الصبر على التواصي بالحق ، أي ليثبت الناس على الحق بالتكرار والتذكير ، ولكي يستمر العاملين على إشاعة الحق و تأدية رسالتهم ، والقسم الثاني لا يقل أهمية عن الأول ، ولذلك كررت كلمة التواصي فيهما ، فلم يقل ، وتواصوا بالحق والصبر . فكما يخطط لأي عمل في سبيل الحق ، لا بد أن يخطط أيضاً لكيفية استمراره ودوامه ، فـ ( قليل مدوم عليه خير من كثير مملول منه ) كما في الحديث . إن الإيمان هو الغاية وهو أهم ما في هذه الصفات وعمل الصالحات يقوم بدور تنمية الإيمان والحفاظ عليه ، والعمل الاجتماعي يقوم بتنمية عمل الصالحات والحفاظ عليها حتى على الفرد نفسه ، لأنه سيخلق جوّاً صالحاً ، و العمل على الاستمرارية والصبر ، إنما للحفاظ على العمل الإجتماعي ، وبالتالي فكل الأعمال تعود على إيمان الإنسان نفسه لتنميه وتحافظ عليه ، وتخرجه من دائرة الخسر إلى دائرة الربح ، فهذه هي عصارة الربح . المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: القران الكريم s,vm hguwv>>uwhvm hgvfp |
2013/07/14, 12:01 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
ربي يبارك بعمرك أيتها الفاطمية المباركة بفضل هذه الليالي، تقبلي مروري
|
2013/07/14, 01:08 PM | #3 |
معلومات إضافية
|
كل الشكر واحسن الله اليكم
وفقكم ربي ياغاليه |
2013/07/14, 02:29 PM | #4 |
معلومات إضافية
|
|
2013/07/14, 02:29 PM | #5 |
معلومات إضافية
|
|
2013/07/15, 04:24 AM | #6 |
معلومات إضافية
|
تسلمو على المرور نورتوووو الصفحه
|
2013/07/16, 11:28 PM | #7 |
معلومات إضافية
|
جزاكم ربي خيرا
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الانترنيت سلاح العصر المهدوي | شيعة الحسين | الارشيف والتكرار | 1 | 2015/09/29 10:22 PM |
الانترنيت سلاح العصر المهدوي | شيعة الحسين | الارشيف والتكرار | 0 | 2013/03/13 11:50 PM |
من أمراض ھذآ العصر | بسمة الفجر | المواضيع العامة | 7 | 2013/03/11 12:57 PM |
في كل عام لنا في العشر نائحة!! | سجاد14 | المواضيع الإسلامية | 11 | 2012/11/30 06:30 PM |
الانترنت في العصر الحجري .. | محمد التميمي | الابتسامة والتفاؤل | 13 | 2012/08/19 08:26 PM |
| |