Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > المواضيع الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012/11/18, 09:40 PM   #1
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
أعظم الطاعات


أعظم الطاعات
وقال صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عليه السلام عن الله تعالى [ قال: قال الله عزوجل ](1): يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاسألوني الهدى أهدكم.وكلكم فقير إلا من أغنيته، فاسألوني الغني أرزقكم.وكلكم مذنب إلا من غفرت(2) فأسألوني المغفرة أغفر لكم.ومن علم أني ذو قدرة على المغفرة فاستغفرني بقدرتي، غفرت له، ولا ابالي.
ولو أن أولكم وآخركم، وحيكم وميتكم، ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على إنقاء(3) قلب عبد من عبادي، لم يزيدوا في ملكي جناح بعوضة.
ولو أن أولكم وآخركم، وحيكم وميتكم، ورطبكم ويابسكم اجتمعوا على إشقاء قلب(4) عبد من عبادي لم ينقصوا من ملكي جناح بعوضة.
ولو أن أولكم وآخركم، وحيكم وميتكم، ورطبكم ويابسكم، اجتمعوا فتمني كل واحد منهم، ما بلغت من امنيته، فأعطيته لم يتبين ذلك في ملكي، كما لو أن أحدكم مر على شفير البحر، فغمس فيه إبرة ثم انتزعها، وذلك بأني جواد ماجد، واجد، عطائي كلام، وعذابي(5) كلام، فاذا أردت شيئا فانما أقول له: كن فيكون.
يا عبادي اعملوا أفضل الطاعات وأعظمها لاسامحكم وإن قصرتم فيما سواها واتركوا أعظم المعاصي وأقبحها لئلا اناقشكم في ركوب ماعداها.
إن أعظم الطاعات توحيدي، وتصديق نبي، والتسليم لمن نصبه بعده - وهو علي بن أبي طالب عليه السلام - والائمة الطاهرين من نسله صلوات الله عليهم.
___________________________________
(1) ليس في البحار.
(2) " غفرته " ب، ط." عافيته " المصادر.
(3) " اتقاء " أ، في المستدرك." قلب اتقى " بدل انقاء قلب.
(4) " أشقى قلب " الجواهر.
(5) " عداتى " البحار، والجواهر.
(*)
[43]
وإن أعظم المعاصي [ وأقبحها ] عندي الكفر بي وبنبيي، ومنابذة(1) ولي محمد بعده علي بن أبي طالب، وأوليائه بعده.
(16/1)
فان أردتم أن تكونوا عندي في المنظر الاعلى، والشرف الاشرف، فلا يكونن أحد من عبادي آثر عندكم من محمد صلى الله عليه وآله، وبعده من أخيه علي عليه السلام، وبعدهما من أبنائهما(2) القائمين بامور عبادي بعدهما فان من كانت تلك عقيدته جعلته من أشراف ملوك جناني(3) واعلموا أن أبغض الخلق إلى من تمثل بي وادعى ربوبيتي، وأبغضهم إلي بعده من تمثل بمحمد، ونازعه نبوته(4) وادعاها، وأبغضهم إلي بعده من تمثل بوصي محمد، ونازعه محله وشرفه، وادعاهما، وأبغضهم(5) إلي بعد هؤلاء المدعين - لماهم به لسخطي متعرضون - من كان لهم على ذلك من المعاونين، وأبغض الخلق إلي بعد هؤلاء من كان بفعلهم من الراضين، وإن لم يكن لهم من المعاونين.
وكذلك أحب الخلق إلي القوامون بحقي، وأفضلهم لدي، وأكرمهم علي محمد سيد الورى، وأكرمهم وأفضلهم بعده(6) أخو المصطفى علي المرتضى، ثم من بعده من القوامين بالقسط من أئمة الحق، وأفضل الناس بعدهم من أعانهم على حقهم، وأحب الخلق إلي بعدهم من أحبهم، وأبغض أعداء هم، وإن لم يمكنه معونتهم(7) قوله تعالى: " اهدنا الصراط المستقيم "
___________________________________
(1) " معاندة " ط.
(2) " أبنائهم " ب، ط." أبدالها " الجواهر.
(3) " جناتي " أ.
(4) " بنبوته " أ.
(5) " وادعاها وأبغض الخلق " أ.
(6) " بعده على " أ.
(7) عنه الجواهر السنية: 171 صدر الحديث وص 287 ذيله، وتأويل الايات: 1 / 27 ح 9 وح 10، ومستدرك الوسائل: 1 / 360 ح 10 قطعة.
وروى صدره في مسند أحمد: 5 / 177 وسنن الترمذى: 4 / 656 ح 2495، وسنن ابن ماجة: 2 / 1422 ح 4257 بأسانيدهم عن أبى ذر، عنه صلى الله عليه وآله.
(*)
[44]
20 - قال الامام عليه السلام [ قال الله عزوجل ](اهدنا الصراط المستقيم) أي(1): أدم لنا توفيقك الذي به أطعناك في ماضي أيامنا حتى نطيعك كذلك في مستقبل أعمارنا(2) و(الصراط المستقيم) هو صراطان: صراط في الدنيا، وصراط في الآخرة.
(16/2)
فأما الطريق(3) المستقيم في الدنيا فهو ما قصر عن العلو، وارتفع عن التقصير واستقام فلم يعدل إلى شئ من الباطل.
والطريق الاخر: طريق المؤمنين إلى الجنة الذي هو مستقيم، لا يعدلون عن الجنة إلى النار، ولا إلى غير النار سوى الجنة.
[ قال: و ](4) قال جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: قوله عزوجل(اهدنا الصراط المستقيم) يقول: أرشدنا للصراط المستقيم، أرشدنا للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك، والمبلغ إلى جنتك(5) والمانع من أن نتبع أهواء نا فنعطب، أو أن نأخذ بآرائنا فنهلك.
ثم قال(6) عليه السلام: فان من اتبع هواه، واعجب برأيه كان كرجل سمعت غثاء(7) العامة تعظمه وتصفه(8)، فأحببت لقاء ه من حيث لا يعرفني لانظر مقداره ومحله فرأيته في موضع قد أحدق به خلق من غثاء العامة، فوقفت منتبذا(9) عنهم، متغشيا بلثام أنظر إليه وإليهم، فما زال يراوغهم(10) حتى خالف طريقهم ففارقهم، ولم يعد(11)
___________________________________
(1) " يقول " ب، ط." قال " المعانى." نقول " البحار.
(2) " أعمالنا " أ.
(3) " الصراط " ب، ط، والمعانى.
(4) من المعانى.
(5) " دينك " المعانى.
(6) " قال على " أ.
(7) " أعناء " تنبيه الخواطر، وكذا التى بعدها.والاعناء: القوم من قبائل شتى.
قال ابن الاثير في النهاية: 3 / 343: ومنه حديث الحسن " هذا الغثاء الذي كنا نحدث عنه " يريد أرذال الناس وسقطهم.
(8) وصف الشئ له وعليه وصفا وصفة: حلاه.(لسان العرب: 9 / 35(6).وفى المعانى: وتسفه.
(9) " فرفعت مستترا " خ ل.
(10) " يراوعهم " أ.ريع القوم: تجمعوا.راغ: خدع.
(11) " يقر " بعض المصادر.
(*)
[45]
فتفرقت العامة عنه لحوائجهم، وتبعته أقتفي أثره، فلم يلبث أن مر بخباز فتغفله، فأخذ من دكانه رغيفين مسارقة(1)، فتعجبت منه، ثم قلت في نفسي: لعله معاملة.
(16/3)
ثم مر بعده بصاحب رمان، فما زال به حتى تغفله فأخذ من عنده رمانتين مسارقة فتعجبت منه، ثم قلت [ في نفسي ]: لعله معاملة، ثم أقول: وما حاجته [ إذا ](2) إلى المسارقة؟ ! ثم لم أزل أتبعه حتى مر بمريض، فوضع الرغيفين والرمانتين بين يديه ومضى، وتبعته حتى استقر في بقعة من صحراء فقلت له: يا عبدالله لقد سمعت بك [ خيرا ] وأحببت لقاء ك، فلقيتك، لكني رأيت منك ما شغل قلبي، وإني سائلك عنه، ليزول به شغل قلبي.
قال: ما هو؟ قلت: رأيتك مررت بخباز فسرقت منه رغيفين، ثم مررت بصاحب الرمان فسرقت منه رمانتين ! قال: فقال لي: قبل كل شئ حدثني من أنت؟ قلت له: رجل من ولد آدم من امة محمد صلى الله عليه وآله.
قال: حدثني(3) ممن أنت؟ قلت: رجل من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال: أين بلدك؟ قلت: المدينة.
قال: لعلك جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب؟ قلت: بلى.
قال لي: فما ينفعك شرف [ أهلك و ](4) أصلك مع جهلك بما شرفت به، وتركك علم جدك وأبيك لئلا تنكر ما يجب أن تحمد وتمدح فاعله ! قلت: وما هو؟ قال: القرآن كتاب الله.
قلت: وما الذي جهلت منه؟ قال: قول الله عزوجل: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها "(5) وإني لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين، ولما سرقت الرمانتين كانت سيئتين
___________________________________
(1) سارقه: اختلس منه على غفلة.
(2) من المعانى والبحار.
(3) " لى " ب، ط.
(4) " جدك " ط.
(5) الانعام: 160.
(*)
[46]
فهذه أربع سيئات، فلما تصدقت بكل واحدة منها كانت أربعين حسنة، فانتقص من أربعين حسنة أربع(حسنات بأربع سيئات)(1) بقي لي ست وثلاثون حسنة.
(16/4)
قلت: ثكلتك امك أنت الجاهل بكتاب الله تعالى، أما سمعت قول الله تعالى: " انما يتقبل الله من المتقين "(2) إنك لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين ولما سرقت الرمانتين كانت سيئتين، ولما دفعتهما إلى غير صاحبهما، بغير أمر صاحبهما، كنت إنما أضفت أربع سيئات إلى أربع سيئات، ولم تضف أربعين حسنة إلى أربع سيئات.
فجعل يلاحظني(3)، فتركته وانصرفت.
قال الصادق عليه السلام: بمثل هذا التأويل القبيح المستنكر(4) يضلون ويضلون.
وهذا [ نحو ] تأويل معاوية - عليه ما يستحق - لما قتل عمار بن ياسر(ره) فارتعدت فرائص خلق كثير، وقالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عمار تقتله الفئة الباغية.
فدخل عمرو بن العاص على معاوية، وقال: يا أمير المؤمنين قد هاج الناس واضطربوا.
قال: لماذا؟ قال: لقتل عمار بن ياسر، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عمار تقتله الفئة الباغية.
فقال له معاوية: دحضت(5) في قولك، أنحن قتلناه؟ إنما قتله علي بن أبي طالب لما ألقاه بين رماحنا.
فاتصل ذلك بعلي عليه السلام، فقال عليه السلام: إذا رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي قتل حمزة(ره) لما ألقاه بين رماح المشركين.
___________________________________
(1) " حسنات " أ." سيئات " البحار: 47.
(2) المائدة: 27.
(3) " بلا خبر " أ." يلاحينى " البحار." يلاحنى " خ، التنبيه.
قال ابن الاثير في النهاية: 4 / 241: " عجبت لمن لاحن الناس كيف لا يعرف جوامع الكلم " أى فاطنهم وجادلهم.
يقال: لحن فلان في كلامه: إذا مال عن صحيح المنطق .
(4) " المنكرة " أ." المستكره " ب، المعانى.
(5) أى زلقت.
(*)
[47]
(16/5)
21 - [ ثم ] قال الصادق عليه السلام: طوبى للذين هم كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين(1) وتأويل الجاهلين(2) فقال له رجل: يابن رسول الله إني عاجز ببدني عن نصرتكم، ولست أملك إلا البراء ة من أعدائكم، واللعن عليهم، فكيف حالي؟ فقال له الصادق عليه السلام: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده عليه السلام، عن رسول الله صلى عليه وآله [ أنه ](3) قال من ضعف عن نصرتنا أهل البيت، فلعن في خلواته أعداء نا، بلغ الله صوته جميع الاملاك من الثرى إلى العرش، فكلما لعن هذا الرجل أعداء نا لعنا ساعدوه فلعنوا من يلعنه، ثم ثنوا فقالوا: اللهم صل على عبدك هذا، الذي قد بذل ما في وسعه، ولو قدر على أكثر منه لفعل.
فاذا النداء من قبل الله تعالى: قد أجبت دعاء كم، وسمعت نداء كم، وصليت على روحه في الارواح، وجعلته عندي من المصطفين الاخيار.(4) قوله عزوجل: " صراط الذين أنعمت عليهم " .
22 - قال الامام عليه السلام(صراط الذين أنعمت عليهم) أي قولوا: إهدانا صراط
___________________________________
(1) " المضلين أ.
(2) عنه تنبيه الخواطر: 2 / والبحار: 92 / 254 ضمن ح 48(قطعة) وعنه في الوسائل: 6 / 326 ح 6 وعن معانى الاخبار: 33 ح 4 باسناده عن محمد بن القاسم...والاحتجاج: 2 / 129(قطعة) وعنه في ج 18 / 31 ح 9 وعن المعانى والاحتجاج وعيون أخبار الرضا: 1 / 238 ح 65(قطعة) وعنه في البحار: 94 / 9 ح 1 وعن معانى الاخبار(قطعة).
وأخرجه في البحار: 47 / 238 ح 23 عن الاحتجاج، وفي البرهان: 1 / 50 ح 23 وص 51 ح 24 عن المعانى والعيون.
(3) من البحار.
(4) عنه مستدرك الوسائل: 1 / 320 باب 10 ح 3(*)
[48]
الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك وطاعتك.
(16/6)
وهم الذين قال الله تعالى " ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا "(1) وحكى هذا بعينه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ثم قال: ليس هؤلاء المنعم عليهم بالمال وصحة البدن، وإن كان كل هذا نعمة من الله ظاهرة ألا ترون أن هؤلاء قد يكونون كفارا، أو فساقا؟ فما ندبتم [ إلى ] أن تدعوا بأن ترشدوا إلى صراطهم، وإنما امرتم بالدعاء لان ترشدوا إلى صراط الذين أنعم [ الله ] عليهم: بالايمان بالله، والتصديق برسوله(2) وبالولاية لمحمد وآله الطيبين وأصحابه الخيرين المنتجبين وبالتقية الحسنة التي يسلم بها: من شر عباد الله،(ومن الزيادة في أيام أعداء الله وكفرهم)(2) بأن تداريهم فلا تغريهم بأذاك وأذى المؤمنين وبالمعرفة بحقوق الاخوان من المؤمنين فانه ما من عبد ولا أمة والى محمدا وآل محمد(4) وعادى من عاداهم إلا كان قد اتخذ من عذاب الله حصنا منيعا، وجنة حصينة.
وما من عبد ولا أمة دارى عبادالله بأحسن المداراة، ولم يدخل بها في باطل، ولم يخرج بها من حق إلا جعل الله تعالى نفسه تسبيحا، وزكى عمله، وأعطاه بصيرة على كتمان سرنا، واحتمال الغيظ لما يسمعه من أعدائنا [ و ] ثواب المتشحط بدمه في سبيل الله.
وما من عبد أخذ نفسه بحقوق إخوانه فوفاهم حقوقهم جهده، وأعطاهم ممكنه
___________________________________
(1) النساء: 69.
(2) " برسول الله " أ.
(3) " ومن شر الزنادقة في أيام أعداء الله بكفرهم " ب، ط.
وفي المصادر: آثام بدل " أيام ".
(4) زاد في الاصل: وأصحاب محمد.
(*)
[49]
(16/7)
ورضي منهم بعفوهم، وترك الاستقصاء عليهم، فيما يكون من زللهم، وغفرها لهم إلا قال الله عزوجل له يوم القيامة(1): يا عبدي قضيت حقوق إخوانك، ولم تستقص عليهم فيما لك عليهم، فأنا أجود وأكرم وأولى بمثل ما فعلته من المسامحة والتكرم، فأنا أقضيك اليوم على حق [ ما ] وعدتك به، وأزيدك من فضلي الواسع، ولا أستقصي عليك في تقصيرك في بعض حقوقي.
قال: فيلحقه بمحمد وآله وأصحابه، ويجعله من خيار شيعتهم.
ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لبعض أصحابه ذات يوم: يا عبدالله أحب في الله وأبغض في الله، ووال في الله، وعاد في الله، فأنه لاتنال ولاية الله تعالى إلا بذلك ولا يجد الرجل طعم الايمان، و [ إن ] كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك، وقد صارت مواخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا، عليها يتوادون، وعليها يتباغضون، وذلك لا يغني عنهم من الله شيئا.
فقال الرجل: يا رسول الله وكيف لي أن أعلم أني قد واليت وعاديت في الله ومن ولي الله حتى اواليه؟ ومن عدوالله(2) حتى اعاديه؟ فأشار له رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: أترى هذا؟ قال: بلى.
قال: [ فإن ] ولي هذا ولي الله فواله، وعدو هذا عدو الله فعاده، ووال ولي هذا، ولو أنه قاتل أبيك وولدك، وعاد عدو هذا ولو أنه أبوك وولدك(3)
___________________________________
(1) " يلقاه " المعانى والبحار: 24.
(2) " عدوه " أ.
(3) عنه تنبيه الخواطر: 2 / 98، والبحار: 68 / 78 ح 140 وج 74 / 227 ح 22 وج 92 / 255 ضمن ح 48.
(16/8)
وعنه في الوسائل: 11 / 440 ح 7 وعن معانى الاخبار: 36 ح 9 وعيون الاخبار: 1 / 226 ح 41 وأمالى الصدوق: 19 ح 7 وصفات الشيعة: 87 ح 65 وعلل الشرائع: 140 باب 119 ح 1(باسناده عن محمد بن القاسم..) وعنه في البحار: 24 / 10 ح 2 وعن معانى الاخبار(قطعة)، وج 27 / 54 ح 8 عنه وعن المعانى والعيون والعلل(قطعة) وج 69 / 236 ح 1 عنه وعن العلل والعيون والامالى(قطعة) وأخرجه في البرهان: 1 / 51 ح 28 عن ابن بابويه.
وروى الشهيد - قطعة منه - في أربعينه: ح 28 باسناده عن أبى محمد الحسن العسكرى(ع)(*)
[50]
قوله تعالى غير المغضوب عليهم ولا الضالين ".
23 - قال الامام عليه السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أمر الله عزوجل عباده أن يسألوه طريق المنعم عليهم، وهم: النبيون والصديقون والشهداء والصالحون وأن يستعيذوا [ به ] من طريق المغضوب عليهم وهم اليهود الذين قال الله تعالى فيهم: " قل هل انبئكم بشر من ذلك مثوبة عندالله من لعنه الله وغضب عليه "(1) وأن يستعيذوا به من طريق الضالين، وهم الذين قال الله تعالى فيهم: " قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل "(2) وهم النصارى.
ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: كل من كفر بالله فهو مغضوب عليه، وضال عن سبيل الله عزوجل.
وقال الرضا عليه السلام كذلك، وزاد فيه، فقال: ومن تجاوز بأمير المؤمنين عليه السلام العبودية فهو من المغضوب عليهم ومن الضالين(3) .
24 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: " لاتتجاوزوا بنا العبودية، ثم قولوا ماشئتم ولن تبلغوا(4) وإياكم والغلو كغلو النصارى، فأني برئ من الغالين ".
قال: فقام إليه رجل فقال له: يابن رسول الله صف لنا ربك، فان من قبلنا قد اختلفوا علينا(5)
___________________________________
(1)، (2): 60، 77.
(16/9)
(3) عنه البحار: 92 / 256 ذ ح 48، وتأويل الايات: 1 / 30 ح 15 قطعة، وعنه البحار: 25 / 273 ضمن ح 20 وعن الاحتجاج: 2 / 233 قطعة.
(4) قال المجلسى - رحمه الله -: أى بعد ما أثبتم لنا العبودية، كل ما قلتم في وصفنا كنتم مقصرين في حقنا، ولن تبلغوا ما نستحقه من التوصيف.
أقول: ان المراد هو استحالة بلوغنا ما يستحقونه عليهم السلام أبدا.
وبالحق أقول: وأنى لنا ذلك وقد اصطفاهم الله على الخلق.
(5) زاد في الاحتجاج " فوصفه الرضا عليه السلام أحسن وصف، ومجده، ونزهه عما لا يليق به تعالى " وأسقط كل الخطبة.
(*)
[51]
فقال الرضا عليه السلام: إنه من يصف ربه بالقياس، لايزال في الدهر في الالتباس(1) مائلا عن المنهاج، طاغيا(2) في الاعوجاج، ضالا عن السبيل، قائلا غير الجميل.
ثم قال عليه السلام: أعرفه بما عرف به نفسه، أعرفه من غير رؤية، وأصفه بما وصف به [ نفسه ] من غير صورة " لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، معروف بالآيات بعيد بغير تشبيه، ومتدان في بعده بلا نظير، لا يتوهم ديموميته، ولا يمثل بخليقته، ولا يجور في قضيته الخلق إلى ما علم منهم منقادون، وعلى ما سطره في المكنون من كتابه ماضون لا يعملون(3) بخلاف ما علم منهم، ولا غيره يريدون فهو قريب غير ملتزق، وبعيد غير متقص(4)، يحقق ولا يمثل، [ و ] يوحد ولا يبعض، يعرف بالآيات، ويثبت بالعلامات، فلا إله غيره الكبير المتعال فقال الرجل: بأبي أنت وامي يابن رسول الله، فان معى من ينتحل موالاتكم [ و ] يزعم أن هذه كلها صفات علي عليه السلام، وأنه هو الله رب العالمين.
قال: فلما سمعها الرضا عليه السلام ارتعدت فرائصه وتصبب عرقا، وقال: سبحان الله [ سبحان الله ] عما يقول الظالمون، والكافرون.
أو ليس عليا عليه السلام كان آكلا في الآكلين، [ و ] شاربا في الشاربين، وناكحا في الناكحين، ومحدثا في المحدثين؟ وكان مع ذلك مصليا خاشعا [ خاضعا ] بين يدي
___________________________________
(16/10)
(1) " لازال الدهر في التباس " ط.
(2) " ظاعنا " ب، ط، خ ل." طاعنا " البحار.وطغى الرجل: أسرف في المعاصى.والظعن: السير.
قال العلامة المجلسى(ره): طاعنا - بالطاء المهملة - ذاهبا كثيرا.
(3) " يعلمون " الاصل، وهو تصحيف ظاهر.
(4) من البحار: " منتقص " أ." منقص " ب.وكلاهما تصحيف بقرينة " بعيد ".
والتقصى: بلوغ الغاية في البعد.
ذكره المجلسى(ره) وقال: أى ليس بعده بعدا مكانيا يوصف بذلك أو ليس بعد ينافى القرب.
(*)
[52]
الله عزوجل ذليلا وإليه أواها(1) منيبا، أفمن [ كان ] هذه صفته يكون إلها؟ ! [ فان كان هذا إلها ] فليس منكم أحد إلا وهو إله لمشاركته له في هذه الصفات الدالات على حدوث(2) كل موصوف بها.
ثم قال عليه السلام: حدثني أبي، عن جدي، عن رسول الله عليه السلام أنه قال: ماعرف الله تعالى من شبهه بخلقه، ولا عدله من نسب إليه ذنوب عباده.
فقال الرجل: يابن رسول الله إنهم يزعمون أن عليا عليه السلام لما أظهر من نفسه المعجزات التي لا يقدر عليها غير الله تعالى دل ذلك على أنه إله، ولما ظهر لم بصفات المحدثين العاجزين لبس بذلك عليهم، وامتحنهم ليعرفوه، وليكون إيمانهم به اختيارا من أنفسم.
فقال الرضا عليه السلام: أول ما هاهنا أنهم لا ينفصلون ممن قلب هذا عليهم.
فقال: لما ظهر منه الفقر والفاقة دل على أن من هذه صفاته وشاركه فيها الضعفاء المحتاجون لا تكون المعجزات فعله، فعلم بهذا أن الذي ظهر منه [ من ] المعجزات إنما كانت فعل القادر الذي لا يشبه المخلوقين، لافعل المحدث المحتاج المشارك للضعفاء في صفات الضعف(3) .
(16/11)
25 - ثم قال الرضا عليه السلام: لقد ذكرتني بما حكيته [ عن ] قول رسول الله صلى الله عليه وآله وقول أمير المؤمنين عليه السلام وقول زين العابدين عليه السلام: أما قول رسول الله صلى الله عليه وآله فما حدثنيه أبي، عن جدي، عن أبيه " [ عن جده ]، عن رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن [ يقبضه ] بقبض العلماء.
___________________________________
(1) أى كثير الدعاء والتأوه.
(2) " حداث " أ." حدث " البحار: 25.
(3) عنه البحار: 4 / 303 ح 31(إلى قوله: ذنوب عباده)، وعنه البحار: 25 / 274 ضمن ح 20، واثبات الهداة: 7 / 471 ح 64، وعن الاحتجاج: 22 / 233.
(*)
[53]
فاذا لم ينزل عالم إلى عالم(1) يصرف عنه طلاب حطام الدنيا وحرامها، ويمنعون الحق أهله، ويجعلونه لغير أهله، اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا(2).
26 - وأما قول أمير المؤمنين عليه السلام فهو قوله: يا معشر شيعتنا والمنتحلين [ مودتنا ](3) إياكم وأصحاب الرأي، فانهم أعداء السنن، تفلتت(4) منهم الاحاديث أن يحفظوها وأعيتهم السنة أن يعوها، فاتخذوا عباد الله خولا(5)، وماله دولا، فذلت لهم الرقاب وأطاعهم الخلق أشباه الكلاب، ونازعوا الحق أهله، وتمثلوا بالائمة الصادقين وهم من الجهال والكفار والملاعين، فسئلوا عما لا يعلمون، فأنفوا أن يعترفوا بأنهم لا يعلمون، فعارضوا الدين [ بآرائهم فضلوا وأضلوا.أما لو كان الدين ] بالقياس لكان باطن الرجلين أولى بالمسح من ظاهرهما(6).
27 - وأما قول على بن الحسين عليهما السلام فانه قال: إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته(7) وهديه، وتماوت(8) في منطقه، وتخاضع في حركاته، فرويدا لا يغرنكم، فما أكثر
___________________________________
(16/12)
(1) قال المجلسى(ره): أى اذا لم يعلم العالم علمه: اما للتقية، أو لعدم قابلية المتعلمين فمات ذلك العالم، صرف طلاب حطام الدنيا الناس عن العلم لقلة أعوان العلم ويمنعون الحق أهله لذهاب أنصار الحق.
(2) عنه البحار: 2 / 83 ح.
(3) قال المجلسى(ره): " المنتحلين مودتنا " فيه تعريض بهم، اذ الانتحال: ادعاء أمر من غير الاتصاف به حقيقة، ويحتمل أن يكون المراد الذين اتخذوا مودتنا نحلتهم ودينهم.
(4) قال المجلسى(ره): أى فات وذهب منهم حفظ الاحاديث، وأعجزهم ضبط السنة، فلم يقدروا عليه.
(5) أى خدما وعبيدا.
(6) عنه البحار: 2 / 84 ح 9.
(7) السمت: الطريق، وهيئة أهل الخير.
(قاموس المحيط: 1 / 150).
(8) " تمارث " أ." تمارت " الوسائل.
مرث الشئ: لينه، ومرث الصبى اصبعه: لاكها.
ومرت الشئ: ملسه.
قال ابن الاثير في النهاية: 4 / 370: تماوت الرجل: اذا أظهر من نفسه التخافت والتضاعف من العبادة والزهد والصوم.
وقال الفيروز آبادى في قاموس المحيط: 1 / 158: المتماوت: الناسك المرائى.
(*)
[54]
من يعجزه تناول الدنيا، وركوب المحارم منها(1)، لضعف بنيته ومهانته وجبن قلبه فتصب الدين فخا(2) لها، فهو لا يزل يختل(3) الناس بظاهره، فان تمكن من حرام اقتحمه.
فاذا وجدتموه يعف من المال الحرام(فرويدا لايغرنكم، فان شهوات الخلق مختلفة، فما أكثر من ينبو عن المال الحرام)(4) وإن أكثر، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة، فيأتي منها محرما.
فاذا وجدتموه يعف عن ذلك، فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا ما عقدة(5) عقله فما أكثر من يترك ذلك أجمع، ثم لا يرجع إلى عقل متين، فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله.
(16/13)
فاذا وجدتم عقله متينا فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا مع هواه يكون على عقله؟ أو يكون مع عقله على هواه؟ وكيف محبته للرئاسات الباطلة وزهده فيها فان في الناس من خسر الدنيا والآخرة بترك(6) الدنيا للدنيا، ويرى أن لذة الرئاسة الباطلة أفضل من لذة الاموال والنعم المباحة المحللة، فيترك ذلك أجمع طلبا للرئاسة، حتى إذا قيل له: " إتق الله، أخذته العزة بالاثم، فحسبه جهنم ولبئس المهاد ".
(7)
___________________________________
(1) " فيها " أ.
(2) " فجا " أ.والفج: الطريق الواسع.
(3) " يحيل " أ.ختله يختله: اذا خدعه وراوغه.
(4) " قلبه " ط.وفى " أ " من بدل " عن ".
قال ابن الاثير في النهاية: 5 / 11: نبا عنه بصره: أى تجافى ولم ينظر اليه.
(5) " عقيدة " ط." عقده " بعض المصادر.
قال المجلسى(ره) " يحتمل أن تكون " ما " استفهامية، والعقدة اسما بمعنى ما عقد عليه فيرجع إلى المعنى الاول، ويحتمل على الاخير أن يكون المراد ثبات عقله واستقراره وعدم تزلزله فيما يحكم به عقله ".
(6) " يترك " ب، ط، والبحار.
(7) اشارة لقوله تعالى في سورة البقرة: 206.
(*)
[55]
فهو يخبط [ خبط ](1) عشواء، يقوده أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة، ويمد يده(2) بعد طلبه لما لا يقدر [عليه](3) في طغيانه، فهو يحل ما حرم الله، ويحرم ما أحل الله لايبالي ما فات من دينه إذا سلمت له رئاسته(4) التي قد شقى من أجلها.فاولئك [ مع ] الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعدلهم عذابا مهينا.
ولكن الرجل كل الرجل، نعم الرجل هو الذي جعل هواه تبعا لامر الله، وقواه مبذولة في رضاء الله تعالى، يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الابد من العز في الباطل، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها يؤديه إلى دوام النعم في دار لا تبيد ولا تنفد، وإن كثير ما يلحقه من سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له ولا زوال.
(16/14)
فذالكم الرجل نعم الرجل، فبه فتمسكوا، وبسنته فاقتدوا، وإلى ربكم فبه فتوسلوا، فانه لا ترد له دعوة، ولاتخيب له طلبة(5) .
28 - ثم قال الرضا عليه السلام: إن هؤلاء الضلال الكفرة ما أتوا(6) إلا من جهلهم بمقادير أنفسهم، حتى اشتد إعجابهم بها، وكثر تعظيمهم لما يكون منها، فاستبدوا بآرائهم الافسدة، واقتصروا على عقولهم المسلوك بها غير السبيل الواجب، حتى استصغروا
___________________________________
(1) من البحار: ويقال ذلك لمن يتصرف في الامور على غير بصيرة.
(2) " يمد به " تنبيه الخواطر." يمد ربه " بعض المصادر.
قال المجلسى(ره): " ويمده ربه أى يقويه، من مد الجيش وأمده اذا زاده وقواه، أى بعد أن طلب مالا يقدر عليه من دعوى الامامة، ورئاسة الخلق، وافتاء الناس فعجز عنها لنقصه وجهله استحق منع لطفه تعالى عنه، فصار ذلك سببا لتماديه في طغيانه وضلاله ".
(3) من البحار.
(4) " الرئاسة " أ.
(5) عنه تنبيه الخواطر: 2 / 98، والبحار: 2 / 84 ح 10، وفى ص 85 ح 11 عن الاحتجاج: 2 / 52، وعنه الوسائل: 5 / 394 ح 14 وعن الاحتجاج، وأخرجه في البحار: 74 / 184 ح 1 عن الاحتجاج.
(6) على بناء المجهول أى: ما اهلكوا.
قاله المجلسى(ره).
(*)
[56]
قدر الله، واحتقروا أمره، وتهاونوا بعظيم شأنه.
إذ لم يعلموا أنه القادر بنفسه، الغني بذاته الذي ليست قدرته مستعارة، ولا غناه مستفادا، والذي من شاء أفقره، ومن شاء أغناه، ومن شاء أعجزه بعد القدرة وأفقره بعد الغنى.
(16/15)
فنظروا إلى عبد قد اختصه [ الله ](1) بقدرته ليبين بها فضله عنده، وآثره بكرامته ليوجب بها حجته على خلقه، وليجعل ما آتاه من ذلك ثوابا على طاعته، وباعثا على اتباع أمره، ومؤمنا عباده المكلفين من غلط من نصبه عليهم حجة، ولهم قدوة فكانوا كطلاب ملك من ملوك الدنيا، ينتجعون فضله، ويؤملون نائله، ويرجون التفيؤ(2) بظله، والانتعاش بمعروفه، والانقلاب إلى أهليهم بجزيل عطائه الذي يغنيهم عن(3) كلب الدنيا، وينقذهم من التعرض لدني المكاسب، وخسيس المطالب فبيناهم يسألون عن طريق الملك ليترصدوه، وقد وجهوا الرغبة نحوه، وتعلقت قلوبهم برؤيته إذ قيل: أنه سيطلع عليكم في جيوشه ومواكبه وخيله ورجله.
فاذا رأيتموه فأعطوه من التعظيم حقه، ومن الاقرار بالمملكة(4) واجبه، وإياكم أن تسموا باسمه غيره، أو تعظموا سواه كتعظيمه، فتكونوا قد بخستم الملك حقه وأزريتم(5) عليه، واستحققتم بذلك منه عظيم عقوبته.
فقالوا: نحن كذلك فاعلون جهدنا وطاقتنا.
فما لبثوا أن طلع عليهم بعض عبيد الملك في خيل قد ضمها إليه سيده، ورجل(6) قد جعلهم في جملته، وأموال قد حباه بها، فنظر هؤلاء وهم للملك طالبون، فاستكثروا ما رأوا بهذا العبد من نعم
___________________________________
(1) من المصادر.
(2) " الدنيا " ط.
(3) " يعينهم على " الاحتجاج والبحار.
(4) " بالملك له " ب، ط.
(5) " أرذيتم " أ." أذريتم " ط.أزرى عليه عمله: عابه عليه، والازراء: التحقير، وأرذاه: نبذه.
(6) الرجل - بكسر الراء -: الطائفة من الشئ.جمعها: أرجال.(لسان العرب: 11 / 27(2).
(*)
[57]
سيده، ورفعوه عن أن يكون هو المنعم عليه بما وجدوا معه(1)، فأقبلوا إليه يحيونه تحية الملك، ويسمونه باسمه، ويجحدون أن يكون فوقه ملك أو له مالك.
(16/16)
فأقبل عليهم العبد المنعم عليه، وسائر جنوده، بالزجر والنهي عن ذلك، والبراء ة مما يسمونه به، ويخبرونهم بأن الملك هو الذي أنعم بهذا عليه، واختصه به، وأن قولكم [ ب‍ ] ما تقولون يوجب عليكم سخط الملك وعذابه، ويفيتكم(2) كلما أملتموه من جهته، وأقبل هؤلاء القوم يكذبونهم ويردون عليهم قولهم.
فما زال كذلك حتى غضب [ عليهم ] الملك لما وجد هؤلاء قد سموا(3) به عبده وأزروا عليه في مملكته، وبخسوه حق تعظيمه، فحشرهم أجمعين إلى حبسه، ووكل بهم من يسومهم سوء العذاب.
فكذلك هؤلاء وجدوا أمير المؤمنين عليه السلام عبدا أكرمه الله ليبين فضله، ويقيم حجته فصغر عندهم خالقهم أن يكون جعل عليا [ له ] عبدا، وأكبروا عليا أن يكون الله عزوجل له ربا، فسموه بغير اسمه، فنهاهم هو وأتباعه من أهل ملته وشيعته وقالوا لهم: يا هؤلاء إن عليا وولده عباد مكرمون، مخلوقون مدبرون لا يقدرون إلا على ما أقدرهم الله عليه رب العالمين، ولا يملكون إلا ما ملكهم [ الله ] لا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا، ولا قبضا ولا بسطا ولا حركة ولا سكونا إلا ما أقدرهم الله عليه وطوقهم، وإن ربهم وخالقهم يجل عن صفات المحدثين، ويتعالى عن نعوت المحدودين.
وإن من اتخذهم - أو واحدا منهم - أربابا من دون الله فهو من الكافرين، وقد ضل سواء السبيل.
___________________________________
(1) كذا في الاحتجاج، وفى غيره: معه عبدا.
(2) قال المجلسى(ره): يفيتكم على بناء الافعال من الفوت وفى بعض النسخ " يفوتكم " بمعنى: يوجب..وأن يفوتكم.
(3) " ساؤا " ط." سووا " الاحتجاج." ساووا " البحار.
(*)
[58]
فأبى القوم إلا جماحا(1) وامتدوا في طغيانهم يعمهون، فبطلت أمانيهم، وخابت مطالبهم وبقوا في العذاب الاليم(2).
(16/17)
30 - قال الامام أبومحمد الحسن عليه السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام: فاتحة(3) الكتاب هذه أعطاها الله محمدا صلى الله عليه وآله وأمته، بدأ فيها بالحمد لله والثناء عليه، ثم ثنى بالدعاء لله عزوجل ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: قال الله عزوجل: قسمت الحمد بيني وبين عبدي نصفين، فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل: اذا قال العبد:(بسم الله الرحمن الرحيم) قال الله عزوجل: بدأ عبدي باسمي حق علي أن أتم‍ [ م ] له أموره، وأبارك له في أحواله.
فاذا قال:(الحمدلله رب العالمين) قال الله عزوجل: حمدني عبدي، وعلم أن النعم التي له من عندي، وأن البلايا التي اندفعت عنه فبتطو لي أشهدكم ياملائكتي أني أضيف له نعيم الدنيا إلى نعيم الآخرة، وأدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا.
فاذا قال:(الرحمن الرحيم) قال الله عزوجل: شهد لي عبدي بأني الرحمن الرحيم، أشهدكم لاوفرن من رحمتي حظه، ولا جزلن من عطائي نصيبه.
فاذا قال:(مالك يوم الدين) قال الله تعالى: أشهدكم كما اعترف بأني أنا المالك [ ل‍ ](4) يوم الدين، لا سهلن يوم الحساب عليه حسابه، ولاتقبلن حسناته ولاتجاوزن عن سيئاته.
___________________________________
(1) جمع الرجل: اذا ركب هواه، وأسرع إلى الشئ، فلم يمكن رده.
(2) عنه البحار: 25 / 273 ضمن ح 20.وعن الاحتجاج: 2 / 232، وأخرجه في اثبات الهداة: 7 / 470 ح 2 عن الاحتجاج.
(3) " لما فرغ من تفسير فاتحة " الاصل.ولعله من اضافات النساخ.
(4) من البحار: 85.
(*)
[59]
فاذا قال العبد: " إياك نعبد " قال الله تعالى: صدق عبدي إياي يعبد اشهدكم لا ثيبنه على عبادته ثوابا يغبطه كل من خالفه في عبادته لي.
فاذا قال: " واياك نستعين " قال الله عزوجل: بي استعان عبدي؟ وإلي التجأ أشهدكم لا عينه [ على أمره ولا غيثنه ] في شدائده، ولآخذن بيده يوم(1) نوائبه.
(16/18)
فاذا قال: " اهدنا الصراط المستقيم " إلى آخرها قال الله عزوجل: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل [ و ] قد استجبت لعبدي، وأعطيته ما أمل، وأمنته مما منه وجل.
قيل: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن(بسم الله الرحمن الرحيم) أهي من فاتحة الكتاب؟ فقال: نعم، كان(2) رسول الله صلى الله عليه وآله يقرؤها ويعدها آيه منها، ويقول: فاتحة الكتاب هي السبع المثاني، فضلت ب‍(بسم الله الرحمن الرحيم) وهي الآية السابعة منها.(3)
___________________________________
(1) " في " أ.
(2) " فان " أ.
(3) عنه البحار: 85 / 59 ح 47 وعن عيون أخبار الرضا: 1 / 234 ح 59(باسناده عن محمد بن القاسم.
إلى قوله: هى السبع المثانى) وعنه البحار: 92 / 226 ح 3 وعن أمالى الصدوق: 147 ح 1 وعن العيون، وعنه في ص 227 ح 4 من البحار المذكور(ذيله) وعنه الوسائل: 4 / 747 ح 10 وعن العيون(قطعة) وعنه مستدرك الوسائل: 1 / 305 باب 44 ح 1 وعن العيون الامالى.
وأخرجه في الجواهر السنية: 134 عن العيون والامالى(قطعة).
(*)
[60]
" بسم الله الرحمن الرحيم "
السورة التي يذكر فيها البقرة(1).
31 - قال الامام عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن هذا القرآن مأدبة(2) الله تعالى فتعلموا من مأدبة الله عزوجل ما استطعتم، فانه النور المبين، والشفاء النافع [ ف‍ ] تعلموه، فان الله تعالى يشرفكم بتعلمه.
___________________________________
(1) زاد في " ط " بسم الله الرحمن الرحيم.
وذكر في " أ " قبل قوله " بسم الله الرحمن الرحيم ": قوله عزوجل.
(2) قال ابن منظور في لسان العرب: 1 / 206: وفى الحديث عن ابن مسعود " ان هذا القرآن مأدبة الله في الارض..." يعنى مدعاته.
(16/19)
فضل سورة البقرة
تعلموا سورة البقرة، وآل عمران، فان أخدهما بركة، وتركهما حسرة، ولا يستطيعهما(3) البطلة - يعني السحرة - وإنهما ليجيئان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو عقابتان(4) أو فرقان(5) من طير صواف، يحاجان عن صاحبهما، ويحاجهما رب العالمين رب العزة يقولان: يارب الارباب إن عبدك هذا قرأنا، وأظمأنا نهاره، وأسهرنا ليله، وأنصبنا بدنه(6) يقول الله تعالى: يا أيها القرآن فكيف كان تسليمه لما أنزلته فيك من تفصيل علي ابن أبي طالب أخي محمد رسول الله؟ يقولان: يا رب الارباب وإله الالهة، والاه، ووالى أولياء ه، وعادى أعداء ه، إذا قدر جهر، وإذا عجز اتقى وأسر(7).
___________________________________
(3) " لا يستبطيها " أ.
(4) " غيابتان " س، ص، ط.
(5) قال ابن الاثير في النهاية: 3 / 440: وفيه " تأتى البقرة وآل عمران كأنهما فرقان." أى قطعتان.
(6) " بين يديه " ط.
(7) " أمر " ط." استتر " البحار.
(*)
[61]
يقول الله عزوجل: فقد عمل إذا بكما كما أمرته، وعظم من حقكما ما عظمته.
ياعلي أما تسمع شهادة القرآن لوليك هذا؟ [ ف‍ ] يقول علي: بلى يا رب.
فيقول الله عزوجل: فاقترح له ما يريد.
فيقترح له ما يزيد على أماني هذا القارئ من الاضعاف المضاعفات بما لا يعلمه إلا الله عزوجل.
فيقول الله عزوجل: " قد أعطيته ما اقترحت ياعلي ".
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: وإن والدي القارئ ليتوجان بتاج الكرامة، يضئ نوره من ميسرة عشرة آلاف سنة، ويكسيان حلة لا يقوم لاقل سلك منها مائة ألف ضعف ما في الدنيا، بما يشتمل عليه من خيراتها.
ثم يعطي هذا القارئ الملك بيمينه في كتاب، والخلد بشماله في كتاب، يقرأ من كتابه بيمينه: قد جعلت من أفاضل ملوك الجنان، ومن رفقاء [ محمد ](1) سيد الانبياء و [ علي ](3) خير الاوصياء، والائمة من بعدهما سادة الاتقياء.
(17/1)
ويقرأ من كتابه بشماله: قد أمنت الزوال والانتقال عن هذا الملك، وأعذت من الموت والاسقام وكفيت الامراض والاعلال، وجنبت حسد الحاسدين، وكيد الكائدين.
ثم يقال له: أقرأ [ و ] ارق، ومنزلك(3) عند آخر آية تقرؤها.
فاذا نظر والداه إلى حليتيهما(4) وتاجيهما قالا: ربنا أنى لنا هذا الشرف ولم تبلغه أعمالنا؟(فقال لهما كرام ملائكة الله [ عن الله ] عزوجل: هذا لكما لتعليمكما)(5) ولد كما القرآن(6)
___________________________________
(1)، (2) من البحار.
(3) " منزلتك " ب، ط.
(4) " حلتهما " س، ص.والحلية: ما يزين به من المصوغات المعدنية أو الاحجار الكريمة.
(5) " فيقال لهما: أكرم الله عزوجل هذا لكما بتعليمكما " البحار 7 ح 5.
" فقال الله عزوجل لهما: هذا لكما بتعليمكما " البحار: 7 ح 96.
" فقال لهما: اكرام الله عزوجل هذا لكما بتعليمكما " البحار: 92.
(6) عنه البحار: 7 / 292 ح 5، وص 208 ح 96(قطعة) وج 92 / 267 ح 16، ومستدرك الوسائل: 1 / 290 باب 6 ح 2.
(*)
[62]
قوله عزوجل: " الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين " 1 و 2.
32 - قال الامام عليه السلام: كذبت قريش واليهود بالقرآن وقالوا: سحر مبين تقوله.
فقال الله عزوجل: " الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين " أي يا محمد هذا الكتاب الذي أنزلته عليك هو [ ب‍ ] الحروف المقطعة التي منها: ألف، لام، ميم وهو بلغتكم وحروف هجائكم، " فاتوا بمثله إن كنتم صادقين " واستعينوا على ذلك بسائر شهدائكم.
(17/2)
ثم بين أنه لا يقدرون عليه بقوله: " قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا "(1) ثم قال الله عزوجل " الم " هو(2) القرآن الذي افتتح ب‍ " الم " هو " ذلك الكتاب " الذي أخبرت به موسى، و [ من ] بعده من الانبياء، فأخبروا بني إسرائيل أني سانزل‍ [ ه ] عليك يا محمد، كتابا [ عربيا ] عزيزا، لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد.
" لاريب فيه " لا شك فيه لظهوره عندهم، كما أخبرهم أنبياؤهم أن محمدا ينزل عليه كتاب لا يمحوه الباطل(3) يقرأه هو وأمته على سائر أحوالهم.
" هدى " بيان من الضلالة " للمتقين " الذين يتقون الموبقات، ويتقون تسليط السفه(4)
___________________________________
(1) الاسراء: 88.
(2) " أى " البحار: 92 .
(3) كذا في المصادر، وفي الاصل والبحار: 17: الماء.
قال المجلسى(رحمه الله): لا يمحوه الماء لعله مخصوص بالقرآن الذى بخط أمير المؤمنين عليه السلام، أو المراد: عدم محو جميعها بالماء، أو اذا محى بالماء لا يذهب، لانه آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم، وفى بعض النسخ " لا يمحوه الزمان " وهو ظاهر.
(4) " السفهة " ب، ط.
والسفه: خفة الحلم، أو نقيضه.
(*)
[63]
على أنفسهم، حتى إذا علموا ما يجب عليهم عمله(1) عملوا بما يوجب لهم رضاء ربهم(2).
33 - [ ثم ](3) قال: وقال الصادق عليه السلام ثم الالف حرف من حروف قولك " الله " دل بالالف على قولك: الله.
ودل باللام على قولك: الملك العظيم، القاهر للخلق أجمعين ودل بالميم على أنه المجيد [ الكريم ] المحمود في كل أفعاله.وجعل هذا القول حجة على اليهود.وذلك أن الله تعالى لما بعث موسى بن عمران عليه السلام.
(17/3)
ثم من بعده من الانبياء إلى بني إسرائيل، لم يكن فيهم [ أحد ](4) إلا أخذوا عليهم(5) العهود، والمواثيق ليؤمنن بمحمد العربي الامي المبعوث بمكة، الذي يهاجر [ منها ] إلى المدينة، يأتي بكتاب بالحروف(6) المقطعة إفتتاح بعض سوره، يحفظه [ بعض ] أمته، فيقرؤنه قياما وقعودا ومشاة(7) وعلى كل حال، يسهل الله عزوجل حفظه عليهم.
ويقرنون(8) بمحمد أخاه ووصيه علي بن أبي طالب عليه السلام الآخذ عنه علومه التي
___________________________________
(1) " علمه " س، ط، وبعض المصادر.
(2) عنه البحار: 17 / 217 ضمن ح 21، وقطع في ج 2 / 24 ح 32 وج 9 / 173 ح 1 وج 70 / 266 وتنبيه الخواطر: 2 / 100 قطعة.
ورواه الصدوق في معانى الاخبار: 24 ضمن ح 4 باسناده عن محمد بن القاسم..عنه البحار: 10 / 14 ضمن ح 8، وج 92 / 377 ضمن ج 10، واثبات الهداة: 1 / 330 ح 35 قطعة، والبرهان: 1 / 54 ضمن ح 9، وحلية الابرار: 2 / 481، ونور الثقلين: 1 / 23 ضمن ح 7.
(3) من البرهان.
(4) من بعض المصادر، وفى الاخرى: قوم.
(5) " عليه " بعض المصادر.
وفى " ص " من أخذوا.
(6) " من الحروف " المعانى، " الحروف " التأويل.
(7) " مساء وصباحا " ب، ط.
(8) " ويقرنن " أ." يقرن " ص، والبحار: 17، وليس في التأويل.
(*)
[64]
علمها، والمتقلد عنه الامانة التى قلدها، ومذلل(1) كل من عاند محمدا بسيفه الباتر ومفحم(2) كل من جادله وخاصمه بدليله القاهر، يقاتل عبادالله على تنزيل كتاب الله(3) حتى يقودهم إلى قبوله طائعين وكارهين.
ثم(4) إذا صار محمد إلى رضوان الله تعالى، وأرتد كثير ممن كان أعطاه ظاهر الايمان، وحرفوا تأويلاته، وغيروا معانيه، ووضعوها على خلاف وجوهها، قاتلهم بعد [ ذلك ](5) على تأويله حتى يكون إبليس - الغاوي لهم(6) - هو الخاسئ الذليل المطرود [ الملعون ] المغلوب.
(17/4)
قال: فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله - وأظهره بمكة، وسيره(7) منها إلى المدينة وأظهره بها - أنزل(8) عليه الكتاب، وجعل أفتتاح سورته الكبرى ب‍ " الم " يعني الم ذلك الكتاب " وهو ذلك الكتاب الذي أخبرت [ به ] أنبيائي السالفين أني [ س‍ ] أنزله عليك يا محمد " لا ريب فيه ".
فقد ظهر ما أخبرهم به أنبياؤهم(9) أن محمدا ينزل عليه كتاب مبارك لا يمحوه الباطل(10) يقرؤه هو وأمته على سائر أحوالهم.
ثم اليهود يحرفونه عن جهته، ويتأولونه(11) على غير وجهه، ويتعاطون التوصل إلى علم [ ما ] قد طواه الله عنهم من [ حال ] أجل هذه الامة، وكم مده ملكهم.
___________________________________
(1) " يذلل " أ.
(2) " يفحم " أ، والمعانى.
(3) " محمد " س، ص، التأويل والبحار: 17.
(4) " حتى " ب، ط.
(5) من المعانى والحلية.
(6) " بهم " ب، س، ط، والبحار.
(7) " هاجر " س.
(8) " ثم أنزل " الاصل والمصادر.وهو تصحيف لان القرآن الكريم نزل بعضه بمكة والاخر بالمدينة.
(9) " أنبياؤه و " ب، ط.
(10) " الماء " الاصل والبحار.وتقدم بيان ذلك.
(11) " ويأولونه " ب، ط.
(*)
[65]
فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله منهم جماعة، فولى رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام مخاطبتهم فقال قائلهم: إن كان مايقول محمد حقا، فقد علمنا كم قدر ملك أمته، هو إحدى وسبعون سنة: الالف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون.
فقال على عليه السلام: فما تصنعون ب‍ " المص " وقد أنزلت عليه؟ قالوا: هذه إحدى وستون ومائة سنة.
فقال [ علي عليه السلام ]: فما تصنعون ب‍ " الر " وقد أنزلت عليه؟.
[ ف‍ ] قالوا: هذه أكثر، هذه مائتان وإحدى وثلاثون سنة.
[ ف‍ ] قال على عليه السلام: فماذا تصنعون ب‍ " المر " وقد أنزلت عليه؟(1) قالوا: هذه أكثر، هذه مائتان، وإحدى وسبعون سنة.
(17/5)
فقال على عليه السلام: فواحدة من هذه ل‍، أو جميعها له؟ فاختلط كلامهم، فبعضهم قال: له واحدة منها، وقال بعضهم: بل يجمع له كلها وذلك سبعمائة وأربع وثلاثون سنة، ثم يرجع الملك إلينا، يعني إلى اليهود.
فقال على عليه السلام: أكتاب من كتب الله عزوجل نطق بهذا، أم آراؤكم دلت(2) عليه؟ فقال بعضهم: كتاب الله نطق به.
وقال آخرون: بل آراؤنا دلت عليه.
فقال على عليه السلام: فاتوا بكتاب [ منزل ] من عندالله ينطق بما تقولون.
فعجزوا عن إيراد ذلك، وقال للاخرين: فدلونا على صواب هذا الرأي؟ فقالوا: صواب رأينا دليله [ على ] أن هذا الحساب الجمل.
فقال على عليه السلام: وكيف دل على ما تقولون، وليس في هذه الحروف إلا ما أقترحتم بلا بيان !؟ أرأيتم إن قيل لكم: إن هذه الحروف ليست دالة على هذه المدة لملك أمة محمد صلى الله عليه وآله، ولكنها دالة على أن عند كل واحد منكم دينا بعدد هذا الحساب دراهم أو دنانير، أو [ على ]: أن لعلي على كل واحد منكم دينا عدد ماله مثل عدد
___________________________________
(1) " فما تصنعون بما أنزل عليه المر " المعانى والبحار.
(2) " دلتكم " بعض المصادر.
(*)
[66]
هذا الحساب، أو على: أن كل واحد منكم قد لعن بعدد هذا الحساب.
قالوا: يا أبا الحسن ليس شئ مما ذكرته منصوصا عليه في " الم " و " المص " و " الر " و " المر ".
فقال على عليه السلام: ولا شئ مما ذكرتموه منصوصا عليه في " الم " و " المص " و " الر " و " المر " فان بطل قولنا(بما قلتم، بطل قولكم بما قلنا)(1) فقال خطيبهم، ومنطيقهم: لا تفرح يا علي بأن عجزنا عن(2) إقامة حجة(3) على دعوانا، فأي حجة لك في دعواك إلا أن تجعل عجزنا حجتك، فاذا مالنا حجة فيما نقول ولا لكم حجة فيما تقولون.
قال على عليه السلام: لا سواء، إن لنا حجة هي المعجزة الباهرة.
ثم نادى جمال اليهود: يا أيتها الجمال اشهدي لمحمد ولوصيه.
(17/6)
فنادت(4) الجمال: صدقت صدقت [ يا علي ] يا وصي محمد، وكذب هؤلاء [ اليهود ].
فقال على عليه السلام: هؤلاء خير من اليهود،(5) يا ثياب اليهود [ التي عليهم ](6) اشهدي لمحمد صلى الله عليه وآله ولوصيه.
فنطقت ثيابهم كلها: صدقت صدقت يا علي، نشهد أن محمدا رسول الله حقا وأنك يا علي وصيه حقا، لم يثبت محمد قدما في مكرمة إلا وطئت على موضع قدمه بمثل مكرمته، فأنتما شقيقان من أشرف(7) أنوار الله تعالى، [ فميزتما اثنين ](8) وأنتما في الفضائل شريكان، إلا أنه لا نبي محمد صلى الله عليه وآله.
___________________________________
(1) " لما قلنا، بطل قولك لما قلت " بعض المصادر.
(2) " على " أ.
(3) زاد في بعض المصادر: فيما تقولهن(نقوله).
(4) " فتبارد " بعض المصادر.
(5) " جنس من الشهود " س، ص، وبعض المصادر.
(6) من المعانى والبحار.
(7) " اشراق " المعانى، والبرهان.
(8) من المعانى والبحار.
(*)
[67]
فعند ذلك خزيت(1) اليهود، وآمن بعض النظارة(2) منهم برسول الله صلى الله عليه وآله، وغلب الشقاء على اليهود، وبعض(3) النظارة الآخرين، فذلك ما قال الله تعالى " لا ريب فيه " إنه كما قال محمد صلى الله عليه وآله، ووصي محمد عن قول [ محمد صلى الله عليه وآله، عن قول ] رب العالمين.
ثم قال: " هدى " بيان وشفاء " للمتقين " من شيعة محمد وعلي عليهما الصلاة والسلام.
[ إنهم ](4) اتقوا أنواع الكفر فتركوها، واتقوا [ أنواع ] الذنوب الموبقات فرفضوها واتقوا إظهار أسرار الله تعالى، وأسرار أزكياء عباده الاوصياء بعد محمد صلى الله عليه وآله، فكتموها.
واتقوا ستر العلوم عن أهلها المستحقين لها، وفيهم نشروها(5) قوله عزوجل " الذين يؤمنون بالغيب ": 3 .
(17/7)
34 - قال الامام عليه السلام: ثم وصف هؤلاء المتقين(6) الذين هذا الكتاب هدى لهم فقال:(الذين يؤمنون بالغيب) يعني بما غاب عن حواسهم من الامور التي يلزمهم الايمان بها، كالبعث [ والنشور ] والحساب والجنة والنار، وتوحيد الله تعالى وسائر ما لا يعرف بالمشاهدة.
وإنما يعرف بدلائل قد نصبها الله عزوجل [ عليها ] كآدم، وحواء، وإدريس ونوح، وإبراهيم، والانبياء الذين يلزمهم الايمان [ بهم، و ] بحجج الله تعالى، وإن لميشاهدوهم ويؤمنون بالغيب، وهم من الساعة مشفقون(1)
___________________________________
(1) " خرست " بعض المصادر.
(2) " النصارى " خ ل.والنظارة: القوم ينظرون إلى الشئ.
(3) " سائر " س، ص.
(4) من المصادر.
(5) عنه البحار: 17 / 218 ضمن ح 21(إلى قوله: على سائر أحوالهم) وتأويل الايات: 1 / 32 قطعة، وعنه البحار: 92 / 215 ح 18 وعن الاحتجاج ومعانى الاخبار: 25 ضمن ح 4 باسناديهما عن محمد بن القاسم..
وأخرجه في ص 378 ضمن ح 10 من البحار المذكور، وحلية الابرار: 2 / 482، والبرهان: 1 / 54 ضمن ح 9، ونور الثقلين: 1 / 24 ضمن ح 7 عن معانى الاخبار.
(6) " المؤمنين " ص.
(*)



Hu/l hg'huhj



توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/19, 12:38 AM   #2
بسمة الفجر

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 332
تاريخ التسجيل: 2012/08/02
الدولة: دولة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف
المشاركات: 12,345
بسمة الفجر غير متواجد حالياً
المستوى : بسمة الفجر is on a distinguished road




عرض البوم صور بسمة الفجر
افتراضي

بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا


توقيع : بسمة الفجر
رد مع اقتباس
قديم 2012/11/19, 10:51 AM   #3
علي مولاي

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 481
تاريخ التسجيل: 2012/10/03
المشاركات: 5,468
علي مولاي غير متواجد حالياً
المستوى : علي مولاي is on a distinguished road




عرض البوم صور علي مولاي
افتراضي

احسنت على هذا المجهود والابداع ان شاء الله يستمر دوووووم يارب


توقيع : علي مولاي




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس
قديم 2012/11/26, 08:11 AM   #4
ابراهيم العبيدي

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 456
تاريخ التسجيل: 2012/09/17
المشاركات: 2,551
ابراهيم العبيدي غير متواجد حالياً
المستوى : ابراهيم العبيدي is on a distinguished road




عرض البوم صور ابراهيم العبيدي
افتراضي

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ ياكريم
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه


توقيع : ابراهيم العبيدي
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

[hr]#ff0000[/hr]
[marq="3;right;3;scroll"]اضغط هنا صفحتي الشخصية[/marq]
https://www.facebook.com/sheaealkalus.ibrahem
رد مع اقتباس
قديم 2012/11/28, 01:49 PM   #5
اهات الانتظار

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 215
تاريخ التسجيل: 2012/06/20
الدولة: قلب الحبيب
المشاركات: 4,756
اهات الانتظار غير متواجد حالياً
المستوى : اهات الانتظار is on a distinguished road




عرض البوم صور اهات الانتظار
افتراضي

يسلموو على الطرح
الله يعطيك العافيه
في ميزان حسناتك


توقيع : اهات الانتظار

سيدي يااصاحب الزماان قد ماات قلبي واريد
ان اعيد له الحيااء من جديد لكن كيف واناا لا ارك
قد نسيت معنى الحيااء سأصبر فهذا امر ربي
لكن لن اقوول لك سوى
اذا العين لاتراك فالقلب لن ينساااك
اهـــــــــــــــــــــــ الانتظار ــــــــــــــــــــــــــــــــات

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/28, 02:33 PM   #6
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي

أتمنـى لكـي من القلب .. إبداعـاً يصل بكـي إلى النجـوم
شكرا لكي بحجم السماء لتواجدكي العظيم في صفحتي
ومحبة بوسع الأرض
وتقديرآ بعدد آلنجوم
ردكي جماله لا متنآهي فأتمنى آلآ تحرموني آيآه
يالروعة كلماتكي ويالعطرها المتناثر في موضوعي
دمت في حفظ الرحمن وفقكي الله
لكي مني ارق تحيه واحترام مع مودتي
(بشار الربيعي )


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قرية إيطالية لا تشرق عليها الشمس معظم أيام السنة تقرير مصور بشار الربيعي السياحة والسفر 9 2014/10/19 03:11 PM
عظيم بعقلك ولكنك أعظم بقلبك.... - جروح احساس المواضيع العامة 5 2012/10/22 03:29 PM
أعظم قصيدة في حب آل البيت ابوشهد الشعر الفصيح والخواطر 9 2012/08/08 01:46 AM
ما أعظم المرأة حين تبكي احمد الكعبي شباب أهل البيت (ع) 2 2012/07/24 01:40 PM
أعظم جنود الله تراب البقيع المواضيع الإسلامية 5 2012/07/04 04:30 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |