Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > الحوار العقائدي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012/11/29, 05:25 PM   #1
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
كبار علماء السنة والاساتذه والوهابية ومختلف الاديان تشيعو

كبار علماء السنة والاساتذه والوهابية

( أحمد حسين يعقوب (محامي) رحمه الله )
العودة لصفحة البداية
العودة لفهرس المستبصرين


البطاقة الشخصية

مولده ونشأته : ولد في الاردن ، مدينة جرش عام 1939 م ، في أسرة شافعية المذهب حصل على الثانوية العامة من مصر ، وأكمل دراسة الحقوق في جامعة دمشق وسجل للدراسات العالية ، دبلوم القانون العام في الجامعة اللبنانية ، محامي وخطيب جمعة ورئيس بلدية.

الإنتقال : الى المذهب الشيعي الإمامي.

- من البديهي أننا في هذا العصر فتحنا أعيننا على كشكول من المذاهب والحركات الإسلامية والتي تدعى كلها : إنها على المحجة البيضاء ، وأن غيرها ضال مضّل ، فهذه الحركة ( ولا نعتبرها مذهباًً بذاتها ) ، خرجت على المسلمين في عصر إنحطاطهم فزادت طينهم بلة ، حيث رمت جميع الفرق الإسلامية بالمروق من الدين والخروج على التوحيد ، مع الإسلوب الفظّ والمعاملة البدوية مع ضيوف الرحمن ، وفي نفس الوقت لاقت هذه الحركة معارضة شديدة من طرف بقية فرق المسلمين ـ وهي أعرق منها ـ فكتبت الكتب في رد ضلالاتها ومنها :

- كتاب الإنتصار للأولياء الأبرار للشيخ طاهر سنبل الحنفي.
- كتاب تهذيب المقّلدين بمن أدعى تجديد الدين للشيخ المحقق محمد بن عبد الرحمن الحنبلي.
- خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام للسيد أحمد بن زيني دحلان مفتي مكة الشهير.
- رد على محمد بن عبد الوهاب للشيخ إسماعيل التميمي المالكي التونسي.
- الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية للشيخ سليمان بن عبدالوهاب شقيق.
- وكتب أخرى عديدة كتبها أبرز علماء الفرق الإسلامية في الطعن بهذه الحركة المشبوهة.

وقد قال رسول الله (ص) : ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها هالك إلاّّ واحدة.
وعلى هذا الحديث فإن الإنقسام لم يكن لنا فيه دخل ولا عمل ، بل وجدنا الأمة مشتتة مقسمة : كل حزب بما لديهم فرحون.
ولأن الله تعالى ذم التقليد الأعمى وتقليد عقائد الأباء والأجداد ، فقد قال : في كتابه ذاماً لهذه العقلية : إنا وجدنا آبائنا على أمة وأنا على آثارهم مهتدون.

لكن الأستاذ يعقوب عمل بقوله تعالى : الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه ، نعم هذا هو منطق العقل والقرآن الكريم ، ولم يكن تشيع الأستاذ نابعاً من الهوى ولا عن خوف أو طمع بل مال مع الدليل القوي الذي لايصمد أمامه دليل ( نحن أبناء الدليل حيث ما مال نميل ) ، فخواء العقيدة الأشعرية وتنازع المذاهب الأربعة في المسائل الفقهية لايدع مجال لمنصف أن يركن ويطمئن إلى أحداها ، خاصة وأن الأدلة التي توجب إتباع مذهب الشيعة ـ مذهب أهل البيت (ع) ـ لاتدع لباحث المجال للتردد ، ومازاد في طمأنينة من تشيعوا بها ، وهو وجودها حازمة واضحة كحضور الشمس في أمهات كتب ومصادر السّنة كالبخاري ومسلم ومسند أحمد وغيرها ، وإذن فلماذا التردد ولماذا الحيرة ؟! هنا والحجة ملقاة على الجميع ، نعم إنّ التعصب وإتباع الأكابر يعمي ويصمي : وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا ....

تشيّع على بصيرة : لم يكتف الأستاذ بتقوله بقوله إلى المذهب الشيعي الإثني عشري فحسب ، بل إنه أنار الطريق لغيره من المظلّلين ليقول : كلمته ويتم الحجة وتستبيل سبيل المؤمنين ، فقد أغنى المكتبة الإسلامية بكتب عدّة ـ ولا زال ـ يغني ، نسأل الله التوفيق ونجاح الدارين.

وضع الإصبع على الدّاء : كالتيجاني وغيره من المستبصرين ، وضع الأستاذ يعقوب يده على الجراح ، أو الخطوط الحمراء والخطوط الضبابية التي كانت عقبة كأداء تقف إمام أي باحث منصف لتسد عليه الطريق ، من هذه الخطوط الحمراء مسألة الصحابة التي أخذت حجماً أكبر من حجمها وصارت حاجزا دون وصول الملايين من المسلمين والبشر للوصول إلى الإسلام المحمدي الأصيل وفهم منظومته كاملة.

يتساءل الأستاذ يعقوب في كتابه الذي خصصه لتحليل مسألة الصحابة وهو كتاب ( نظرية عدالة الصحابة ) ، قائلاًً : لماذا حدثت الإنهيارات ، لماذا توالت؟ حتى حولت النظام السياسي إلى هيكل عظمي وأخرجته ، عن معناه وصورته ، ثم أتت عليه ورفعته من واقع الحياة بعد أن أبطلت مفعول المنظومة الحقوقية الإلهية وحرمت الجنس البشري من التداوي بعلاج الإسلام ومن الإنتفاع بمنظومته؟.

أين يكمن بسبب ذلك كله ؟ : من المحال عقلاً أن يكون سبب هذه البلايا والمحن من المنظومة الحقوقية ذاتها لأنها من صنع الله الذي أتقن كل شيء خلقه ! إذن فمن المؤكد أن السبب في كل ذلك يكمن في الذين قادوا التاريخ السياسي الإسلامي ووضعوه ، أو في الأمة التي أشتركت معهم في صناعة هذا التاريخ وإخراجه أو بالأثنين معاً! ، عن كتابه المذكور ص 4 ـ 5.

نعم لقد جرت علينا جماعة الصحابة بما فعلوه بعد الرسول ـ إلاّّ الصالحون منهم ـ الويلات وتركوا الأمة تتخبط في ليل الفتن الدامية ـ ومازالت ـ إلى أن يفرج عنها الله ، نعم إن الصحابة هم الذين جعلوا الإسلام ممزقاً وإلاّّ فبأي عقل أم بأي شرع تخرج عائشة أم المؤمنين مجهزة للجيوش لتحارب علياًً؟!.

وبأي سابقة يسطو معاوية الطليق الذي أسلم يوم فتح مكة على زعامة المسلمين فيجعلها ملكاًً عضوضاًً بعد أن كانت خلافة ؟! وبأي حق يحكم يزيد الفاسقالفاجر شارب الخمور : ( إنظر تاريخ الطبري ج 5 ص 279، عن الحسن البصري ) ، الأمة الإسلامية العريضة وهو وغيره من حكام بني أمية وبني العباس والعثمانيون لا يستفيقون من السكر ليلاًً ونهاراًًً ؟!.

بعد تعريفه .... الصحابي لغةً وأصطلاحاً ورأي أهل السنة وعلماءهم في ذلك يصل الأستاذ يعقوب الى أمثلة منهم ، فهذا الزبير يقتل في معركة الجمل ضد علي بن أبي طالب وكذلك طلحة بن عبيد الله وعمار بن ياسر يقتله جيش معاوية وعمار هو الذي قال : فيه رسول الله (ص) : عمار تقتله الفئة الباغية ، وهذا معاوية يأمر عمّاله بسب أبي تراب ، علي بن أبي طالب (ع) ؟!.

يقول الأستاذ في كتابه : وإبتغاء لمرضاة معاوية ، كان عماله يسبّون علياًً (ع) : لأنظر تاريخ الطبري ج 5 ص 167 ، الكامل في التاريخ لإبن الأثير ج 3 ص 413 ، المستدرك للحاكم النيسابوري ج 1 ص 385 وغيرها كثير.

وعلى هذا كيف يكون جميع الصحابة عدولاًً؟! وعلى هذا يتبين كذب الحديث الموضوع على رسول الله (ص) : الله الله في أصحابي ، لاتتخذوهم غرضا بعدي .... ، إنظر مسند أحمد ج 5 / 54 ، فلماذا كان معاوية يسب علياًًً ، وإستمر بنو أمية على لعنه (ع) طيلة سبعين سنة!.

يقول الأستاذ يعقوب في ذلك : لو كانت الصحابة كلهم عدول لما حدثت الفتنة ، ولو كان الصحابة كلهم عدولاًً لما تفرقت الأمة ، ولو كان الصحابة عدولاًً لما قتل الصحابي صحابياًً مثله ، لأن العادل لايقتل النفس التي حرم الله ألاّ بالحق ، ولو كان الصحابة كلهم عدولاًًً لما وسد الأمر لغير أهله ولما أصبحت الخلافة ملكاًً وغنيمة يأخذها الغالب ، عن كتابه ـ نظرية عدالة الصحابة ـ ص 69.

بعد هذا التحليل المنطقي للأحداث والشخصيات التي عاصرت الفتنة يأتي المحامي يعقوب إلى مسألة المرجعية الشرعية في الإسلام ، أي من الذي جعله الله خليفة وحاكماً للمسلمين بعد رسول الله؟ وما هي نظرية الإسلام في الحكم ، هل هي الشورى ، كما يدعي أم التعيين أم النص ، يقول هو في ذلك تحت عنوان : الدليل الشرعي على تعيين الله للمرجعية الفردية ص 190 مايلي :

- آية الولاية وهي ، الآية 55 من سورة المائدة : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ، وقد نزلت هذه الآية في علي (ع) حين تصدق بخاتمه وهو راكع في صلاته ، عن كتابه ص 190.

- يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ، وبالفعل فقد نصب النبي (ص) أمير المؤمنين علياًً مرجعاً وخليفةً من بعده في جمع غفير ضم مائة الف مسلم في غدير خم ، وذلك يوم الخميس وقد نزل عليه جبريل بعد مضي خمس ساعات من النهار .... ، وقد نزلت هذه الآية يوم الغدير ، إنظر مثلاًً ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق ج 2 ص 86 ، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 ص 187 ، أسباب النزول للواحدي النيسابوري ص 115 ، الدر المنثور لجلال الدين السيوطي ج 2 ص 298 ، تفسير الفخر الرازي ج 12 ص 50.

ثم يعرض الأستاذ يعقوب مسالة الإنقلاب على هذه المرجعية الشرعية ونلخصها فيما يلي : نزع الخلافة والإمامة ، عن بني هاشم وتفريقها على بطون قريش ، فقد قال عمر لإبن عباس كرهوا ( قريش ) أن تجتمع لكم النبوة والخلافة فتجحفوا على قومكم ، فأختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت .... ، إنظر الكامل في التاريخ لإبن الأثير ج 3 ص 24.

وعلى هذه الخطة طلعت نظريات عجيبة وغريبة لا غصل لها ولا فصل مثل نظرية الشورى المزعومة ، وقد أخبرنا : التاريخ ما وقع في سقيفة بني ساعدة من نزاع وسب وشتم فإنتخب أبوبكر خليفة دون إجماع ولا شورى المسلمين.

وعين أبوبكر عمر ولم يستثر أحداًًً وكذلك فعل عمر حيث عين ستة فأين الشورى ، بعد الشورى جاءت نظرية أخرى وهي نظرية الغلبة حيث الملك والخلافة لمن يغلب فحكم بنو أمية وبنوالعباس وكل الخلفاء في تاريخ المسلمين بالقوة والقهر ، وهذا إبن عمر يقول بنفسه مزكياً لخلافة يزيد وعبد الملك وغيرهما ، نحن مع من غلب ، إنظر طبقات بن سعد ، ترجمة عبد الله بن عمر.

- وللأستاذ أحمد حسين يعقوب كتب رائعة أخرى ، يحلل فيها بدقة فترة ما بعد وفاة رسول الله (ص) ليخرج بنتائج مهولة ، وهي مافعله الصحابة بهذه الأمة حيث مزقوها تخريقا وجعلوها طرائق قددا ، كل حزب بما لديهم فرحون.

حتى صارت الفرقة الشيعية ـ الواعية لهذه الحقائق والفاهمة لها كل الفهم ، فرقة ضالة وما ذاك إلاّّ لرفضها للسلاطين وحكام الجور وهذا التحريف التاريخي الكبير الذي حدث لمنظومة الإسلام ككل يقول المؤلف خاتماً كتابه.

وبالمقابل فإن السلطة القابضة بأيديها على زمام كل شيء في المجتمع ، صارت حرية الشيعة بطرح وجهة نظرها ، وإتهمت الشيعة بأنها خارجة على الجماعة ، وشاقة لعصا الطاعة ، وأحياناً أتهمتها بالمروق والرفض والزندقة والكفر .... الخ ، وكانت وجهة نظر السلطة بالشيعة متاحة للجميع ، وتنقلها وسائل أعلام السلطة بحرية ويروّج لها العلماء المتعاونون مع السلطة ، فصورت الشيعة بأبشع الصور وعمقت الهوة بين الشيعة والأمة ، وماتت أجيال وجاءت أجيال ، فتصورت الأجيال اللاّحقة أنّ التهم التي الصقتها السلطة بالشيعة صحيحة ، فأخذت تردّد نفس التهم وتعزف على ذات الوتر بحكم التقليد ، والشيعة محتسبة ، صابرة ومثابرة ، وواثقة أن اليوم الذي تتكشف فيه الحقائق ليس ببعيد ، نعم لم يعد هذا العصر ـ عصر الإنفتاع على الموروث وعلى الأخر ـ يسمح بهذه الأكاذيب والزيف التاريخي ، فأقبلت جماعات وأفراد حرة ، واعية بالإسراع نحو مذهب الشيعة ، مذهب أهل البيت الذين قال : فيهم رسول الله (ص) ، والحمد لله على هدايته وتوفيقه.

وأجرت معه مجلة المنبر حواراً جاء فيه : لم تكن المناظرة عقائدية ، أو شخصية علمائية ، أو تباحثا شخصيا ، أو كتاباًً شيعياً .... ذلك الذي دفع المحامي الأردني الشهير أحمد حسين يعقوب إلى التشيع وإعتناق عقيدة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، بل كانت الومضة الأولى التي قادته الى هذا المعين العذب كتاباًً أفجعه ، لكاتب سني هو خالد محمد خالد ، الأديب المعروف.

- أبناء الرسول في كربلاء : إن إسم هذا الكتاب الذي وقعت عيناً أحمد حسين يعقوب عليه ، فقرأه بشغف ، ليكتشف كيف أن الظالمين وثبوا لتبديل شريعة الله تعالى ، ومحو ذكر محمد وعلي صلوات الله عليهما ، بما إرتكبوه من جرائم يندي لهما جبين الإنسانية ، وإرهاب لم تعرف له مثيلاً البشرية ، وبما رسخوه في أذهان العامة من مضامين ثقافية جعلت الحلال حراماًًً والحرام حلالاًً ، وبدلت المعروف بالمنكر ، وآل البيت بالصحابة!.

- إنه الحسين .... سيد الأحرار والشهداء ، صلوات الله وسلامه عليه ، هو من فتح ذراعيه لأحمد حسين يعقوب الذي ظل يبكي الماً ويئن لوعة ، لما جرى على أبي عبد الله ، فكان حرحه النازف ودمعه الهادر طريقاًً سلك به الى بر الأمان ، حيث صاحب الزمان ، صلوات الله وسلامه عليه.

- يتحدث المحامي الذي عاهد ربه أن يترافع طوال حياته عن قضية أهل البيت عليهم السلام العادلة ، عن قصته ، وكيف تبين له أن شيعة آل محمد (ص) هم الفئة الناجية ، وكيف ووجه من المجتمع والناس ، الذين اتهموه بالكفر والإرتداد والرفض والمروق عن الملة والدين!

- إنها كلمات يسردها أحمد حسين يعقوب ، صاحب كتاب : ( المواجهة ) ، الذي حوكم بسببه ، في خطاب خاص أرسله الى ( المنبر ) ها هو نصه : أنتمي لعشيرة بني طه أبو عتمه إحدى بطون عشيرة العنوم ، ولدت في كفرخل الواقعة شمال جرش عام 1939 ، متزوج من إمرأة واحدة ولي عشرة أولاد ذكور ، وأربع بنات ، حصلت على الثانوية العامة من مصر ، وأكملت دراسة الحقوق في جامعة دمشق ، وسجلت للدراسات العالية / دبلوم القانون العام في الجامعة اللبنانية وسجلت لدراسة الماجستير في جامعة الحكمة ، كنت موظفاً ومعلماً وخطيب جمعة ورئيس بلدية ، وأنا أعمل في مهمة المحاماة منذ 17 عاماًً.


;fhv uglhx hgskm ,hghshj`i ,hg,ihfdm ,lojgt hgh]dhk jadu,



توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:26 PM   #2
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( السيد / إدريس الحسيني )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولد في المغرب مدينة ( مولاي إدريس ) سنة 1967م ، في أسرة مالكية المذهب لكنه من حيث النسب ينحدر من أصول إسماعيلية نسبة إلى إسماعيل إبن الإمام جعفر الصادق (ع) كاتب قدير له عدة مؤلفات وصحافي بارز كتب في العديد من الصحف ، تلقى دراسته الإبتدائية والثانوية بالمغرب ثم هاجر الى المشرق ودرس بالحوزة العلمية في الشام بعد تشيعه.

يقول الأخ ادريس : وقع بين يدي كتابين يتحدثان عن فاجعة كربلاء وسيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ولأول مرة أجد كتاباًًً يحمل لهجة من نوع خاص - مناقضه تماماًً لتلك الكتب التي عكفت على قراءتها ، لم أكن أعرف إن صاحب الكتاب رجل شيعي ، لأنني ماكنت أتصور أن الشيعة مسلمون ! فكانت تختلط عندي المسألة الشيعية بالمسألة البوذية أو السيخية ، والوضع السني لايجد حرجاً في أن يملي علينا ذلك ، إنّه كان يكرس هذه النظرة لدى الأفراد ، ولايصحح مغالطاتهم.

وفجأة وجدت نفسي مخدوعاً ، لماذا هؤلاء لا يكشفون الحقائق للناس ، كما هي في الواقع ؟ لماذا يتعمدون إبقاءنا على وعينا السخيف ، تجاه أكبر وأخطر مسألة وجدت في تاريخ المسلمين ؟ ثم لماذا لايتأثرون بفاجعة الطف العظمى ، تلك التي ماجت في دمي الحار بالإنصاف والتوق إلى العدالة ، فتدفقت بالحسرة والرفض والمطالبة بالدم الضائع في منعطفات التاريخ الإسلامي.

كنت - قبل ذلك - ذا ثقافة آحادية الجانب هي ثقافة أهل السنة والجماعة ، وفجأة وجدتني ملتزماً بخط لا أعرف له أساساً تاريخياًً ، وصرت واحداًً من الإخوان المناضلين الذين ضاقوا بظلم الواقع ، وأرادوا أن يعيدو سيناريو العذاب التي جرت وقائعها في السجن الحربي ( ليمان طرة ) في مصر.

في تلك اللحظة غمرتني أدبيات الحركة الإسلامية ، وأخذت مني مأخذها وتملكني فكر المحنة لدى سيد قطب بكلماته المشعة أدباً والتي حملت في أحشائها تلك الظلال الوارفة بياناًً وبديعاً ، فأبيت ألا إن أغزو الظلم قبل أن يغزوني .. ولعلي تعثرت كثيراًًً بسبب الأدبيات التي عبثت بوعيي الصغير يومئذ ولا أنكر أني كنت من أنصار ( الهجرة والتكفير ) وإنني ما أزال أحفظ ، عن ظهر قلب تراتيل الفريضة الغائبة!.

وفي لحظة من عمري ذهبية طرحت على نفسي سوآلاًً : ترى ، ماهو هذا الظلم الذي مازلت كل حياتي أشتكي منه وأفرض من خلاله كل الأوهام على نفسي ؟ ، لم أجد جواباًً شافياً في ذهني ، سوى ماركز في نفسي من أدبيات حركية إستلهمتها من كتابات معينة وكلمات جميلة لم أجد لها في ثقافتي الجمهورية نسبة إلى الجمهور بديلاً.
( فاجعة الطف )
- هذه وحدها الحدث الذي أعاد رسم الخريطة الفكرية والنقية في ذهني ، إن هذا الظلم الذي أعاني منه ليس جديداًً على الأمة ، فلقد سبقه ظلم أكبر ، وعلى أساس هذا الظلم القديم قالت لي أفكاري : إن هؤلاء الظالمين اليوم يسلكون طريقاًًً أسسه رجالات كانوا يشكلون حجر عثرة إمام مسيرة الأمة من آل البيت (ع) حتى إذا ورد جيل المحنة حالياً ، فأراد أن ينظم مشروعاًً لمعارضة الظلم السياسي في الأمة على قاعدة الظلم نفسه الذي كان سبباًًً في التمكين لهؤلاء الظلمة سوآلاً غريب ، لكنه واقعي ! ترى تناقضاًً رهيباً بين تنزيه ظلمة الماضي وتثوير المجمتع على ظلمة الحاضر .. فما الفرق بين الماضي والحاضر.

كنت كلما طرحت سوآلاً على نفسي رأيت شيطاناًً يعتريني ويقول لي : دع عنك هذا السؤال ، فهل أنت أعظم من ملايين المسلمين الذين وجدوا قبلك وهل أنت أعلم من هؤلاء الموجودين حتى تحسم في هذه الحالة.

لقد كبرت في عيني هذه الكثرة الغالبة وصعب على مخالفتها ، لولا أن هداني الله ، بيد أن شيئاًًً واحداًًً جعلني أنتصر عليها ولا أبالي ، وهي عندما وجدتها جاهلة وتعلمت كيف أخالف المجتمع الجاهلي ، والصمود إمام الأمواج البشرية المتدفقة والتي ليس لها منطق في عالم الحقائق سوى كثرتها.

كنت أطرح دائماًً على أصدقائي ، قضية الحسين المظلوم ، وآل البيت (ع) لم اكن أطرح شيئاًًً آخر ، فإنا ظمآن الى تفسير شاف لهذه المآسي ، لم أكن أتصور ، وأنا مسلم في القرن العشرين ، كيف يستطيع هؤلاء السلف الصالح أن يقتلوا آل البيت (ع) تقتيلا!.

إن هذه الفكرة التي إنقدحت في ذهني باللطف الإلهي جعلتني أدفع أكبر ثمن في حياتي ، وكلفتني الفقر والهجرة والأذى .... وما زادني في ذلك إلاّ إيماناًً وإصراراً ، وتذكرت قولة شهيرة للإمام علي (ع) لما قال له أحد شيعته : إني أحبك يا أمير المؤمنين فأجابه : إذاً ، فأعد للفقر جلباباً! ، لم تكن عندي يومها المراجع الكافية لإستقصاء المذهب الشيعي .... لكنني أسندت ذلك القليل الذي أملكه من كتب الشيعة بدراساتي النقدية والمعمقة ، لكتب أهل السنة والجماعة.

قال لي أحد المقربين يوماًًً : من الذي شيعك ، واي الكتب إعتمدتها ؟ ! ، قلت له : أما بالنسبة ، لمن شيعني ، فإنّه ، جدي الحسين (ع) ومأساته الأليمة أما عن الكتب ، فقد شيعني ، صحيح البخاري والصحاح الأخرى ، قال : كيف ذلك ؟ ، قلت له : إقرأها ، ولا تدع تناقضاًً إلاّّ أحصيته ، ولا رطانة إلاّّ وقفت عندها ملياً .. إذ ذاك ستجد ، بغيتك!.

ويعلم الله ! أنني رسخت قناعاتي الشيعية ، من خلال مستندات أهل السنة والجماعة أنفسهم ، ومن خلال مارزحت به من متناقضات وكان الكتاب أحياناًًً يتعرض بالشتم والسباب للشيعة ، وإذا بي أزداد بصيرة ببراءتهم.

كنت وقتذاك أبحث عن شيء واحد ، هو إن أتأكد من حقيقة العلاقة والتلازم بين الفكر الشيعي ، والأئمة من أهل البيت (ع) وهل هم فعلاًً مصدر هذه الأفكار ؟ أو إن الفكر جديد كل الجدّة ، ولم يكونوا قد تداولوه في عصر الأئمة؟

إنني أدركت بعد ذلك أن الأئمة ، كانوا أكبر من أن يتبعوا غيرهم ، وما ثبت في التاريخ الإسلامي أن تعلّم إمام من أئمة أهل البيت (ع) على يد عامية ، بل هم كانوا أساتذة لأئمة أهل السنة والجماعة ، الذين مالبثوا أن مالوا وإستكانوا لرغبة الأمراء والخلفاء وسكتوا عن أشياء وضمّموا أخرى وأخضعوا فكر الأمة لعزيزة البلاط!.

والسؤال : هل ما عليه الشيعة اليوم من عقيدة وعبادات كان جارياً في عصر الأئمة ؟.
بينما أنا أتصفح تفسير إبن كثير ، إذا بي أعثر على تفسير الآية الكريمة : وإمسحوا برؤوسكم وأرجلكم ، حيث أورد وجهات النظر الفقهية المختلفة بين القائلين بالغسل والقائلين بالمسح إستحصر خطاباً للحجاج بن يوسف الثقفي ، يقول فيه بالغسل ، وكان هو الخطاب الحاسم في تفسير غبن كثير للآية الكريمة.

وأورد قصة ، عن أصحاب زيد بن علي (ر) قال إبن أبي حاتم ، حدثنا : أبي ، حدثنا : إسماعيل بن موسى ، أخبرنا : شريك ، عن يحيى بن الحرث التيمي يعني الخابر قال : نظرت في قتلى أصحاب زيد فوجدت الكعب فوق ظهر القدم وهذه عقوبة عوقب بها الشيعة بعد قتلهم تنكيلاًً بهم في مخالفتهم الحق وإصرارهم عليه ، وهكذا قتلوا في المعركة ومسخت جثثهم ، حيث إنقلبت أكعابهم الى ظهر الرجل.

الله أكبر ! وشهد شاهد من أهلها ، إن هذه الممارسة الفقهية والعبادية لم تأت من الأهواء اللاّحقة ، بل كانت متداولة في عصر الأئمة ، وتحت سمع واحد من قيادات بني هاشم والمقربين إلى الأئمة ، وهو زيد بن علي بن الحسين رضوان الله عليه فإذا كان زيد وأصحابه مسخوا في تفسير إبن كثير ، فيا تاريخ سجل ، إنني أول الممسوخين! إن هذا ليس هو أول لغم في تراث أهل الجماعة يفجر غضبي ، ففي مقدمة إبن خلدون ، حقيقة أخرى ، يجب الوقوف على وقاحتها ، إذ قال : وش أهل البيت في مذاهب إبتدعوها ، وفقه إنفردوا به!.

إن هذا يعني إن المتهم الأول هم آل البيت (ع) الذين قال : فيهم الرب سبحانه : إنما يريد الله ليذهب عنكم أهل البيت ويطهركم تطهيرا.

هذان المثالان طمأناني ، على مدى تمازج الشيعة بآل البيت (ع) وكان أهل البيت (ع) أيضاًًً موضع إتهام مع أشياعهم.

خرجت الى الساحة بقوة ، بعد أن تشبعت بكل المقومات السجالية والكلامية ، وبعد إن وقفت على آخر تذرعات العامة ، وحصلت لي سجالات كثيرة ، وحوارات طوال مع مختلف طبقاتهم ويعلم الله إنهم كانوا في كل الأحوال ضعيفي الحجة ، سقيميها ، هزيلي المنطق ، عليليه ، لايصمدون إمام إبسط مقولة عقلية في الحوار ، كيف يراد لي أن أسلك مذهباًًً يقوم على الصنمية التاريخية ، إنني أدركت منذ البداية إنني لست على الإسلام كما كانوا يدعون ، وإنما على مذهب من الإسلام إسمه مذهب السنة والجماعة ، كيف يعقل أن تلغى المذاهب الأخرى ، ويبقى مذهب واحد مستبد بعقول الناس ، ولم تكن له : قدرة على الإستمرارية إلاّ لأنه بقي مذهباًًً رسمياً ، لكل الدول التي تعاقبت الخلافة في مابعد!.

- وأخيراًً .... نلخص من هذه الرحلة السريعة ، القاسية ، في رحاب المعتقد لنعلن أهمية الرجوع الى أصل المعتقدات لإعادة بناء القناعة ، على أسس علمية دقيقة ، بعيداًًً ، عن ذوي التقليد ، إنني لم اتذوق حلاوة العقيدة ، إلاّ في ظل الجولة ، عندما أوقفني البحث الطويل ، المضني على عتبة آل البيت النبوي ، الذين ظلمهم التاريخ - الأموي - ووضع بديلاً عنهم ، نماذج وهمية ، كانت هي حقاًً سبباًًً في تشتت الدين ضمن مذاهب متفرقة ، ادخلت المسلمين في فتن ضارية.

ولما قادني بحثي إلى الإمام الصادق (ع) شعرت بأنني كنت طيلة حياتي مخدوعاً بعظماء وهميين ، إذ أن العملاق المجهول الذي كان معلماً لمئات من علماء هذه الأمة ، لم يوفه تاريخ الجماعة حقه ، بالرغم من أن الأئمة الأربعة أخذوا عنه ، لقد خرجت من الضيق وشدته الى سعة الحق ورحابته ، ومن غبش المعاني الى الوضوح والجلاء.

لقاء المنبر مع ادريس الحسيني : البحث عن الحقيقة .. للوصول إلى شأو الأمل .. هذا هو محور لقاء المنبر مع الكاتب والصحافي الأستاذ : إدريس الحسيني ، الذي ولج إلى روضة الحق من بعد رحلة بحث طويلة في القرآن الكريم .. وبين أنقاض التاريخ المدفون ، وإستقر به المقام في هدى الأئمة الأطهار ليعلن أنها البداية فقط .. والبقية تأتي! أن يكون مسلماًً بإمتياز ورسالياً في طليعة الأمة هكذا بين أستاذنا كيف يكون المرء شيعياً .. وإعتقد أن المستقبل سيكون لمذهب آل البيت (ع) لأنه السنة التي يسير وفقها الكون .. وهو القانون الذي تدور بمعطياته الأفلاك والأجرام.

- وأخيراً القى السيد إدريس الحسيني مهمة تقع على عاتق كل مسلم .. وهي البحث عن الحقيقة ، مهما إعترت الإنسان من معوقات .. فعليه التحرر من قانون الأسر الموروث .. وعليه الصمود في درب الحقيقة المضني ، ثم أوضح لكل المتشيعين ، أن التشيع ليس صنعة سهلة ولا لعبة مذهبية أو طائفية إنما مسؤولية كبرى .. لن يتحملها إلاّ من كان حراً .. كحرية أبي الأحرار (ع).

وهذا هو نص لقائنا به :

المنبر : كيف تعرفتم على مذهب أهل البيت (ع) ، أين ومتى وعبر من؟.

الحسيني : ربما كنت قد وضحت شيئاًً من ذلك في كتاب ( الإنتقال الصعب ) فالبداية طبعاً ، كانت بالمغرب ، أنت تسأل عبر من ؟ وأنا أجيبك عبر نفسي ، لا أحد أخذ بيدي - بصورة مباشرة إلى هذه المدرسة ، لقد إندفعت الى ذلك بنفسي متعمداًً على إمكاناتي ، ربما كانت هناك ظروف وملابسات لها مدخلية كبيرة في هذا الإختيار ، كنت يومئذ شاباً غضاً طري العود ، لكن أسئلتي كانت كبرى ، لقد تعرفت على هذا المذهب عن طريق البحث والدراسة والإصرار على المعرفة ، والحمد لله أصبحت شيعياً موالياً.

المنبر : ماهي العوامل التي دفعتكم إلى إعتناق هذا المذهب وترك مذهبكم السني ، وكم طالت مدة هذه الرحلة؟.
الحسيني : لقد وجدت نفسي فجأة تحت سقف معرفي منيع ، وأنا بطبعي أكره الأماكن الضيقة ، وأهوى الفضاءات الأوسع ، تساؤلاتي الصغيرة كبرت معي ، لكنني لم أكن أجد جواباً شافياً ، كان الجواب بالهروب والتعتيم والتضليل والإرهاب ، أي لاتسأل .. إنها الفتنة ! طبعاً ، لست أنا من صنع الفتنة الكبرى ، ولست صانع تلك الأحداث ، ولكنني كنت أرفض أن أكون صنيعة لها ، أنا أتحدث عن إنتقال : صعب من الناحية النفسية والإجتماعية و .. و .. أما من الناحية العقلية ، أستطيع أن أتحدث عن إنتقال : سهل لأن الذين لم يكونوا يجيبونني عن تساؤلاتي ، وينصحونني بأن لا أقرأ التاريخ إطلاقاً ، كانوا بمثابة حافر لي لإلتماس الجواب بنفسي وبجهدي الخاص طبعاً ، لا أقول : إنني تركت المذهب السني ، إن كنت تعني بالمذهب السني ، ذلك المذهب التاريخي ، فأنا بكل تأكيد لست سنياً بهذا المعنى ، ولكنن سني بالمعنى الشرعي الأصيل ، وإلاّ ما معنى أن أكون شيعياً ؟ أنا كنت أبحث عن السنة ، ولما تبين لي بالأدلة القاطعة ، الأخذة بالأعناق ، أن لسنة الرسول (ص) طريقاًً واحد لا غير ، هو طريق أئمة أهل البيت (ع) وأنني ملزم بها تكليفاً عن هذا الطريق فقط ، إخترت ذلك .. فأنا سني بإمتياز! ، طبعاً كان لحدث الثورة الإسلامية في إيران وقع كبير في هذه التجربة ، لأنني رأيت النموذج حياً أمامي ، ورأيت الوجوه التي حدست فيها الخير كله ، وعلى فكرة ، أنا كنت أحب الإمام الخميني ( قدس سره ) مذ سمعت عنه وقبل البحث ، كنت أراه قديس هذا القرن على الرغم من كل الإشعاعات التي حيكت عبر الإعلام المضلل ، لقد ذاب رحمه الله في الإسلام وتحضرني عبارة للشهيد سماحة السيد باقر الصدر لما قال : ذوبوا في الإمام كما ذاب هو في الإسلام.

لقد قضيت فترة في البحث قاسية .. ياالله .. كم كان الأمر صعباً .. إنني كنت أشعر بالإنسلاخ .. إنه أشبه مايكون بالمخاض .. هذا بالاضافة الى وجود ذلك الحصار الكبير .. لا وجود للمصادر ولا للكتب .. لقد قرن التشيع بالإرهاب ، ورفعت الصحف وجف المداد .. الذين عاصروا تلك المرحلة يدركون صعوبة هذا الإختيار ، اليوم أتامل بعض التجارب وأراها سهلة سريعة ، وفي ظروف مواتية تماماً .. لقد قمت بكل ما يمكن أن يفعله باحث ، عن الحقيقة ، ومصر على المضي في دربها الوعر ، لكن ، المهم أنني وصلت إلى البداية حتى لا أقول النهاية !.

المنبر : كيف كانت ردود فعل أسرتكم وعشيرتكم ومجتمعكم تجاه هذا القرار الصعب ؟ وما مدى تأثير تشيعكم على المجتمع المغربي؟.
الحسيني : لقد لفت إنتباهي سؤالكم هذا ، قلتم عشيرتي ، ويبدو إنكم تتحدثون إلى بمعطيات الإجتماع الخليجي ، أنا لا أعرف ما معنى العشيرة ، وبالتالي لا وجود لأي ضغط أو مشكلة من هذا القبيل ، أما الأسرة ، فهي أمر لا يمثل خطورة أيضاًً ، نحن في المغرب ، الأمر يختلف من طبقة إلى أخرى ، ومن بيئة إلى أخرى.
وكما عبرت في كتاب : ( الإنتقال ) : أنني في إختياراتي المعرفية ، عشت مناخاً من الحرية ، لا أحد يجبر أحداًً على فعل شيء أو الإيمان به على سبيل الإكراه ، إذا عنيت بالعشيرة ، مجملة العائلة ، فلا سلطة لأحد على أحد ، والعائلة ليست إتجاهات أو تيار واحد .. هناك التقليدي الرسمي ، وهناك السلفي ، وهناك الصوفي ، وهناك الليبرالي ، وهناك اللينيني .. وسوف أفاجئك بالقول ، إن إحدى عماتي مقيمة بالديار الفرنسية تنصرت ، وهي من نشاط ( شهود يهوه ) ! إذن ، لست بدعاً في ذلك ، ربما هناك أسباب كثيرة ساهمت في ذلك لا مجال لذكرها ، نعم المجتمع ، وتحديداً الإسلاميين ، هؤلاء شوشروا علي ، وأزعجوني وبالغوا في ذلك .. الحمد لله أنني هاجرتهم مبكراً ، ولم يصلني منهم سوى القيل والقال : ولكن يبدوإن قسماً منهم - للأنصاف - متفهم ومتعقل ، وتربطني بهم صداقة.

هناك من صورني ( دانكشوطاً ) طائفياً ، ولكن كل هؤلاء لا يعرفون عني شيئاًًً ، الذين لهم صلة بي ، عن قرب ، يدركون تماماً إنني شخص متسامح ، وقلق على وحدة الصف ، والقضايا المصيرية للأمة.

التشيع عندي حاجة معرفية لتفعيل وضع الأمة ، وليس إنتشاء في هذه المراتع المذهبية ، إنني مع كل ما يبدو مني من قسوة وجدية في الظاهر ، لم أكفر أحداًًً ، قد أكفر ناكراً لمعلوم من الدين بالضرورة ، أو من تعرض للأئمة (ع) بسبّ أوقدح .. ما عدا ذلك ، فإنا أعرف حدودي ، وهناك في الإخوة من السنة أناس مؤمنون متقون لاشك في ذلك ، لقد كان لهذه التجربة تأثير ما على كثير من الأشخاص في ما بلغني ، هناك من تشيع من خلال قراءته لكتاب ( لقد شيعني الحسين (ع) ) سواء في البلد أو في أوربا أو في دول عربية .. هناك من وجد فيه سنداً عزز قناعاته بهذه المدرسة .. هناك إخوة من العامة أصبحوا أنصاف شيعة لو صح هذا الوصف .. على كل حال ، الناس أحرار هنا في أن يقبلوا أو لا يقبلوا ، وأنا كل ما يمكنني قوله : أعطني حرية للتعبير ، أشيع لك العالم بأكمله ولكنني أكره فرض العقيدة أو التحايل في ممارسة الإقناع ، أنا إنسان مسلم وحر ، وأؤمن بأن : لا إكراه في الدين.

المنبر : هل وقعت بينكم وبين علماء المذهب السني مباحثات أو مناظرات مذهبية؟.
الحسيني : لا .. ليس ذلك من عادتي .. أنا أكره المناظره ، ومزاجي لا يتحمل .. لكنني إذا دعيت إلى ذلك أجبت ، أنا أفضل الحوار الهادئ الذي يحكمه منطق ونظر .. هناك طبعاً أشخاص يستغلون غياب الشيعة ، فيغامرون بنقوض فجة مشحونة بالإسفاف .. وأنا لا إدخل معهم في نقاش ولا حتى أرد عليهم ولا أعطي أهمية لما يقولونه .. هناك آخرون أضفوا عليهم صفة العلماء ، وما هم كذلك في قناعتي .. لقد بلغني أن أحدهم القى محاضرة بأحد الجوامع بطنجة ، تحت عنوان ( المتشيعون للشيعة ) .. فعل ذلك ، لأنه أحس أو سمع بوجود أشخاص قيل له أنهم متشيعون .. هذا الشخص هو : ( عبد البارئ الزمزمي ) .. لقد حمسني بعض الأخوة الى زيارته قصد إجراء حوار معه بهذا الخصوص .. لكنني رأيت ذلك مخالفاًً للبروتوكول .. ثم إنني رأيت فيه رجلاًًً متعصباً وظلامياً ، يقول : ما لا يليق ، لقد أعاد لوك تلك الأسطوانة التي حفظها ، عن ظهر قلب - كحافظ - عن الباكستاني المجدف ، إحسان إلهي ظهير.
على كل حال ، كان كتابي ( هكذا عرفت الشيعة ) جواباً عما طرحة من إشكالات دون أن أشير اليه ، نعم حصلت لي حوارات - حتى لا أقول مناظرات - مع عدد من أبناء العامة .. منهم من آمن بما أقول ، ومنهم من فل هارباًً ، ومنهم من فضل الحياد .. ما لاحظته ، أنهم يفضلون النقوض السهلة ، والقدح من بعيد .. وهم يفرقون من مناقشة صغارنا فأما لهم الصمود إمام المجربين المختصين .. أنا لا أريد أن أتحدث بسوء عنهم.. ولكنني لا أخاف تهديدهم وإرهابهم ، بل إني أخاف عليهم من نفسي!

المنبر : كتابكم : ( لقد شيعني الحسين (ع) ) .. أحدث ضجة واسعة.. ما أبعادها؟.
الحسيني : بالنسبة لكتاب ( لقد شيعني الحسين ) .. عبرت بما فيه الكفاية ، بأنه كتاب لم أكن أظن أنه سيثير كل هذه الزوبعة .. لقد أزعج الكثير .. وبلغني ما لحق البعض من محاكمات ، وصلت إلى حد الحد والحجز .. وفي أماكن أخرى لحرق كميات كبيرة منه .. كل ما أقوله للإخوه الذين تعرضوا لذلك : أنا آسف .. وأجركم على الله.. لكن مثل هذه الإجراءات لا تمنع دخول الكتاب وإنتشاره .. لقد بلغ كل المناطق العربية والآسيوية والأوروبية وحتى الولايات المتحدة الأمريكية .. إنها بركة الإمام (ع) ذلك الرجل العظيم ، الذي صنع كربلاء في المكان والزمان وفي نفوسنا ..

ربما أظهرت بعضاًً من القسوة في تناول الموضوع .. ولكنني مع كل ذلك ورغم الحالة الإنفعالية الشديدة ، لم أكفر أحداً من العامة ، لقد كان أسرع كتاب يقدمه مؤلف لقرائه .. في بعض أسابيع ، فجرت ما كان يخالجني من تساؤلات .. إنني لست قدرياً بالمعنى الجبري ، ولكنني أقول في هذا الموضع أنني كتبت ( لقد شيعني الحسين ) جبراً ، لقد شيعني الحسين (ع) حقيقة ، لأنه وضعني على عتبة التشيع ، وأتمنى أن يشيعني مرة ثانية ، لينطلق بي إلى الفضاءات الأوسع في عالم التشيع.

المنبر : بعد تشيعكم وسيركم في هذا الصراط المستقيم .. ما هي نظراتكم للتشيع .. بمعنى ماذا يعني أن يكون المرء شيعياً؟.
الحسيني : في الحقيقة ، لا أخفي عليكم ، أن هذا هو أهم سؤال طرح عليّ حتى الآن ، ماذا يعني أن يكون المرء شيعياً؟ ، حينما أتأمل جيداًً هذا السؤال ، أجد نفسي في دوامة من القلق ، وكان التشيع أصبح ذلك الشيء الذي نسعى اليه أبداً ، التشيع بشكل عام ، هو إن أكون مسلماًً بإمتياز أي رسالياً في طليعة الأمة ، حينما نقرأ في تعاليم أئمتنا (ع) نجد تعريفاً حقيقياً للشخصية الشيعية ، وللأسف هي تعاريف غائبة وربما مغيبة ومسكوت عنها في واقعنا.
لو سألت الإمام الصادق (ع) ، عن من هو الشيعي : لقال : لك بأنه أعبد وأورع من في الحي .. وهو الأكثر ذوباناً في ذات الله ، وبالتالي فهو في ولائه ، يوالي الأئمة ، بما إنهم الأفضل ، وفي عقيدتنا أن الأسبقية للأفضل علي المفضول حكم شرعي وعقلي ملزم وبالتالي الأعلم والأفقه ، ربنا جل وعلا يقول : أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلاّ أن يهدى مالكم كيف تحكمون.
إذن التشيع في جوهره هو نهج الأفضل وولاء للأفضل ، إن مسؤولية الشيعي مضاعفة ، وهو في خطر عظيم ، أن أكون شيعياً ، ليس معناه أن أضرب أخماس في أسداس ، وأحترف المناظرة والثرثرة ، الإمام الصادق (ع) ندب أناساًًًً مخصوصين للدعوة ، بل وكما يقول (ع) : كونوا دعاة لنا بغير السنتكم ، ومنع آخرين من الدعوة لأنهم غير مؤهلين لها ، وقال : كونوا لنا زينا ولا تكونوا لنا شينا ، أقولها بصراحة : أنا لست راضياًً على ما أراه ، خصوصاً بالنسبة للحوزات العلمية ، أنا متفق تماماً مع السيد الخميني ( قدس سره ) على أن يكون درس الأخلاق ، درساً أساسياً في الحوزة ، أستطيع أن أقول لك ، وبكل ألم ، أنني أتمنى أن أكون شيعياً ، شيعي بالمعنى العلوي ، الذي يرضى الله ورسوله وأئمة أهل البيت (ع) وهنا أقول للمتشيعين خصوصاًً ، خصوصاًً لأولئك الذين يفهمون التشيع كهروب من المسؤولية وتحرر من التكاليف ، وعقيدة رخوة، حتى يصبحوا عرضة للشيطان .. إنني حقيقة لا أنظر الى عقيدة الشيعي أو المتشيع بقدر ما أنظر إلى ورعه وتقواه وإخلاصه ، وأخوف ما أخافه وأمقته ، داء العجرفة والنفاق والتضخم المهول والمسرف في البروتوكول الآخوندي والروزخوني إلى حد الشطط .. وفي إعتقادي ، إن من أراد أن يكون شيعياً نموذجياً حقاً ، ليجعل من الأربعين حديثاًًًًً للسيد الخميني برنامجاً عملياً.

المنبر : كيف هو وضع الشيعة في المغرب وما هو تاريخهم؟.
الحسيني : إذا كنت تقصد الشيعة بالمعنى الإصطلاحي الخاص .. هناك أناس أقتنعوا بهذه المدرسة ، مثل ما إن آخرين إختاروا مذاهب أخرى ، أما لو كنت تتحدث عن التشيع بالمعنى العام ، فإنني أرى المغرب بلداً ذا ثقافة شيعية ، فالسادة الأشراف هنا مكانتهم المحترمة ولأئمة أهل البيت (ع) وتحديداً علي وفاطمة والحسين (ع) مكانة خاصة جداًً في وجدان المغاربة ، لا يوجد في المغرب من يناصبهم عداء.
إن أكبر الدول الشيعية في التاريخ الإسلامي ، تأسست بالمغرب .. لقد تأسست هناك دولة الأدارسة ، والفاطميين ، والموحدين .. هل تعلم أن في التصور المغربي التقليدي ، أن علياًً (ع) مرفوع إلى السماء ؟ ! هل تعلم أن المغاربة يسمون قوس الرحمن ( حزام فاطمة الزهراء ؟ ) إن حكاية علي (ع) قاطع رأس الغول وكثير من الحكايات الشعبية في بطولة الإمام علي (ع) شحن بها ذهن المغاربة منذ نعومة أظفارهم ، أما عن المتشيعين فانني أراهم مغاربة ، والمغربي شخص منفتح ومتسامح بطبعه ، لا أستطيع أن أنقل لكم واقع أي شخص يختار له فكراً أو طريقاًً هنا .. نحن في مجتمع مدني نوعا ما معافى من هذه الناحية ، أن تختار لك فكراً ، لا يعني أن المسألة أصبح له مدلولاً طائفياً ، كما هو الوضع في بلدان أخرى ، الكل حر في أن يختار طريقة ، دون أن يذهب به ذلك إلى الإخلال بالأمن العام.
فهذا الأمر فقهياً نحن لا نراه ، عندنا إسلاميون ويسار ومحايدون وتقليديون وحداثيون .. نحن في وضع ( باناشي ) ، لا وجود لمشكلة ، بل إنني أرى في إستضافة المغرب لأحد المشايخ الشيعة - الشيخ : سعيد النعمان - في الدروس الحسنية خطوة مهمة على طريق التقريب ، وأيضاً إستضافة سماحة الشيخ : الإمام شمس الدين ، والشيخ : التسخيري في مؤتمر الصحوة .. كل هذا أراه إيجابياً ، لقد ولى ذلك الزمان الذي لعب فيه الإعلام المضلل لعبته القذرة ، حيث رسخ في الوجدان ، أن كل شيعي هو إرهابي بالضرورة ، إنها لازمة قدحية من إختراع إمريكي وبنكهة هوليودية ، ففي عرفنا السياسي من الضروري أن يكون الملك من سلالة شريفة ، أي من سلالة علوية ، وهذه الخاصية المغربية لها جذورها الشيعية ، ولا علاقة لها بأي إتجاه آخر.

المنبر : هل أنتم من مناصري مقولة : المستقبل للتشيع؟.
الحسيني : طبعا ، وإلاّ لماذا أكون شيعياً ، إذا كان المستقبل سيكون لغيري .. إنها إحدى البديهيات الكبرى ، المستقبل كله يتجه نحو الخلاص .. وهو خلاص ننتظره بفارغ الصبر .. وهو المستقبل الذي يصنعه الإمام الحجة (ع) هذه حقيقة أحدثها بأقدس قدساتي .. إنظر معي ، فما كانوا يعتبرونه من جفر الشيعة وخرافاتهم ، أصبح واضحاً اليوم ، إننا نعيش عصر الثورة الرقمية ، وأسلافنا تحدثوا ، عن ( الزمر الرقمية ) و ( الصورة الرقمية ) .. وإختزلوا العلوم في الحرف ، وصنعوا بها الخوارق ، أئمتنا يقولون : بأن من علامات ظهور الحجة ، أن يكلم من في المشرق من في المغرب ، وكل قوم يسمعون الكلام بلغتهم ، قالوا : بإن من علامات الظهور أيضاًً ، إن الإنسان يكلم أخاه ويرى صورته في كفه .. وذكر أمير المؤمنين (ع) إن من تلك العلامات أن يتحدث إنسان من على القمر .. وبأن ذلك العصر ، هو عصر إختزال العلوم ـ العلم قطرة كبرها الجهلاء كما يقول الإمام علي (ع) إن مايقوله أئمتنا له علاقة بالحرف ، وفي الأخبار أن قصارى ماتوصلت اليه البشرية من العلم كله حرفين وسيأتي الحجة بأكثر من ذلك .. إنظروا معي ، إلى أن المعلومات كلها تختزل في حرفين أو بالاحرى في رقمين ( 0 ، 1 ) هذا ما نلمسه في ما تقوم عليه الثورة الرقمية ، أي النظام الثنائي (
system - biniai ).
إن عصر العولمة ، وهو ليس نهاية التاريخ ، بل بداية لتاريخ جديد ، هو عصر الإمام ـ كان أمير المؤمنين يقول لهم ، لو شئت لغرفت من هذا الماء وجعلت لكم منه نور .. أو أخذت قبضة من هذا التراب وخسفت الأرض أو من في الأرض .. إنه يتحدث عن صناعة الكهرباء وتحويله وعن القنبلة النووية .. كان جابر بن حيان الكيميائي الكبير تلميذاً للإمام الصادق (ع) وكان يتحدث عن أمر لا يمكن أن تقوم به إلاّ الطبيعة نفسها .. أي تحويل التراب إلى معدن آخر ..

وعن شيء نسميه التكامل (
integration ) إذا كان الغرب اليوم إستطاع تفجير الذرة وعجز عن السيطرة عليها أو أعادة تركيبها ، فإن الإمام الصادق (ع) أدرك سر ذلك .. وكونه لم يعلمه الناس ، لأن القضية لها علاقة بالتراكم العلمي ، وهنا نفهم كلام أمير المؤمنين (ع) : لو شئت لفعلت ذلك .. أي أنه لم يشأ .. ترك الأمر للإمام الحجة (ع) الذي سيأتي بهذه الحقائق في زمن التراكم العلمي والمعرفي.
ذلك ، وكما تخبرنا الأخبار أنه ( عجل الله فرجه ) سيرقى في أسباب السماوات والأرض ، ومعنى ذلك أنه سيأتي بمعجزة يفهمها العالم المعاصر ، لقد كان الناس زمان الأئمة (ع) يعتبرون ذلك سحراً .. ولكن اليوم لا يمكننا أن نسمي ذلك سحراً ، بل سبقاً علمياً ، وتفوقاً رقمياً .. هذا هو عصر العولمة ، والثورة الرقمية ، وتلك هي الصفة التي تحيط بالامام الحجة ( عجل الله فرجه ) ألم أقل أن المستقبل للشيعة .. إنني أرى ذلك رأي العين !.
إذن ، جاء دور الشيعة .. الزمان زمانهم ، إذا فقهوا وصمدوا وأخلصوا .. والحمد لله أن مظاهر هذه الحقيقة نراها اليوم ، فجزء من كرامتنا العربية والإسلامية إسترجع على أيدي شيعة الجنوب اللبناني .. وحق فيهم قول الله تعالى تفسيرا وتأويلا : إذا جاء نصر الله .... ! نحن طليعة الأمة ، ويكفينا هذا شرفاًً ، إنما أنا أنبه الى شيء واحد ، هو إن هذا الدور الرسالي ينبغي أن يمارس بتواضع تام ، وعلى طريقة أبي عبد الله الحسين (ع) : إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولكن خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أمر بالمعروف وأنهي عن المنكر.

المنبر : كيف يمكن نشر التشيع في العالم وما هي أفضل صيغة لتقوية شوكته ؟.
الحسيني : التشيع كما أفهمه ، بإعتباره ، الإسلام الأمثل ، أي الإسلام النبوي ، يمتلك مقومات القوة والأنتشار في قوة منطقه ، وقدرته على الإقتناع لسبب بسيط ، وهو أنه مدرسة عقلانية وبرهانية ، ولذلك كنت صريحاًً مع نفسي ، فإما إن أكون مسلماًًً أولاًًً أكون .. وإذا كنت مسلماًًً ، فأما إن أكون شيعياً أو لا أكون ، ولكن في ما يتعلق بموضوع إنتشاره ، أقول : إن الطريق المناسب هو الدعوة ، لا أقول الدعوة بالمعنى الحصري الذي يتبادر إلى الأذهان.

إنني أعني الدعوة بواسطة النموذج .. الدعوة بالسلوك الحسن ، والأخلاق الحميدة وقوة المنطق والإقناع ، وأهم من كل ذلك ، فهم الحياة ، الإمام علي (ع) يقول : العارف بزمانه لاتهجم عليه اللوابس ، على التشيع أن يخرج من عقدة الماضي وكهوفه ، ليتحول الى رافد معرفي للمستقبل ، التشيع في جوهره عقيدة المستقبل ، لهذا تحديداًً ، علينا تقديمه بصورته المشرفة والمحترمة التي تأخذ في الحسبان ملابسات الواقع ومتطلباته ، علينا أن نقدم للأمة فكراً حقيقياً ، يحل معضلتها في النهضة وفي الأنماء الإجتماعي والسياسي والإقتصادي .. ما يقدمه الأخوة في حزب الله مثلاًً ، مشرف للأمة العربية والإسلامية ، وهو في الوقت ذاته مشرف للشيعة ، إن أفضل صيغة لتقوية شوكة التشيع ، هي في مزيد من تعقيل سلوكنا ، وأيضا بلم الشعث ورأب الصدع بنهج التنازل في مابين الفرقاء ، الكيان الشيعي اليوم ، هو خريطة كاملة مجزأة ، من الحزبيات والكانتونات والعشائر والقبائل .. لو توحد الشيعة ، لصنعوا معجزة العصر!.

المنبر : كيف يمكن تقريب الإتجاهات المرجعية .. هل تجدون أطروحة شورى الفقهاء كفيلة بذلك؟.
الحسيني : أنت الآن بسؤالك هذا ، وضعت اليد على الجرح النازف ، إنها المرجعية ، نحن نرى أن المرجعية لعبت دوراً إستراتيجياً في تماسك الكيان الشيعي وقيادة الأمة ، لكن ثمة تلك الإفرازات السامة التي سببها تضخم النزعة الحزبية كما قلت سابقاً .. إنني أنا شخصياً حائر جداً ، لقد إعتقدت في يوم من الأيام بأنني سوف أكون ( محنكاً ) أو ( شاكراً ) للحفاظ على علاقات طيبة مع كل الأطراف.
لكنني إكتشفت بأن إرضاء الجميع ، هو بمثابة أسطورة أو خرافة لا تصدق ، سأحكي لك قصة واقعية ، أحدهم تقدم مرة نحو شخصية علمية وسياسية بارزة ، ومعروفة بإستقلالها .. قدم نفسه وسأله هذا الأخير : من أي جماعة أنت ؟ ، قال : الأول بكثير من التزلف : إنني مستقل ، أي غير منتمي ، أجابه الشيخ : إذهب يا إبني أنت ضايع ! إذن ، هذه هي القصة ، إذا لم تنتم فأنت ضايع ! وإذا انتميت ، فلابد أن تحدد موقعك حتى تستعدي عليك الطرف الآخر ، إنك لا تستطيع أن تعيش بسلام ، لقد حاول الكثير منهم إدخالي في هذه المعمعة.

ولكنني ، أولت أن أتحرر منها قدر المستطاع .. عليهم أن يكفوا ، عن ذلك ويرحمونا .. ويكفوا عن إحراج المتشيعين ، وخصوصاً منهم أولئك الذين لم يغامروا داخل أقبية الحوزات العلمية ، إنهم يصدمونهم بهذه الحزبية المقيتة ، دعني أتحدث بصراحة ، إن تقارباً بين الإتجاهات المرجعية لا يمكن أن يتم بسهولة ، أنا هنا أحترم المراجع لمقامهم العلمي ولزهدهم .. ولكن المسألة لها صلة بالوكلاء ومن ثمة بحقائب الأخماس وفن تدبيرها بما ينفع الناس ، وللإنصاف ، لا أقول كل الوكلاء ، لكن بعضهم واقع بوعي أو بدون وعي في هذا المأزق ، وهذا أمر طبيعي جداًً ، إذا سألتني عن حل لهذه المعضلة ، فانا أقول ، بأن الأمانة وحدها لاتكفي ، كما إن حسن التدبير لا يكفي لوحده .. يتعين الجمع بين الأمانة وحسن التدبير ، وهذا معناه ، تغيير نظام الوكالات رأساً ، إعتقد أن أفضل طريقة لذلك ، هي مشروع إدارة جماعية للوكالة ، يتم فيه تدبير الشأن المالي والديني والإجتماعي بشفافية وحرفنة إدارية ، أي أنه تتأسس الوكالة وتصبح شخصاًً معنوياً يدار من قبل لجنة جماعية ، وليس فرداً ، ونهج مزيد من العقلنة في هذا الشأن ، هذه وجهة نظر ، قد تكون خاطئة !.

أما عن الاتجاهات المرجعية ، فإنا لا أرى هناك إتجاهات ، هناك في الواقع إتجاهات تكاد تكون متقاربة ، إن كل ما تسمونه خلافات بين الإتجاهات المرجعية ، قد لا يرقى إلى درجة الخلاف في حزب ديمقراطي واحد ومنسجم ، ولا إلى درجة الخلاف في مدرسة فكرية أو علمية كمدرسة فرانكفورت ، نعم هناك خلاف يمس بعضاًً من الجوانب الفرعية يعمقها أشخاص لا أدري ما هي دوافعهم.
لقد تحدثتم ، عن مفهوم ( شورى الفقهاء ) ومع ذلك أقول إسمح لي ، فإن هذه العناوين لا ترهبني ، لأن لدي حساسية مفرطة تجاه المفاهيم ، أنت تحدثني ، عن مشروع نظري لو بقينا نحلله : لن ننتهي البتة. ولكنني أنا أتحدث ، عن الواقع ، وعن منطق السلطة وعن ضرورات إلاً من القومي والإسلامي وعن التنمية وعن النهضة .. لا أريد أن أجازف في النظري أكثر مما يستحقه النظري ، أريد أن تفهم قصدي ، فالكلام صعب وحساس .. أنا مع دولة القانون والحريات والتعددية وحقوق الإنسان بما يعني المجتمع المدني .. ولكنني أيضاًًً أقدر ضرورات الدولة ، هناك بالطبع إطروحات مختلفة .. هناك المرجعية الرشيدة كما عبر عنها سماحة الشهيد الصدر .. وهناك من يرى المطلقة ، وهناك من يطرح مشروع فاتيكان .. المهم هي إطروحات إجتهادية.

دعني أتحدث قليلاً عن الذي يجري اليوم في الجمهورية الإسلامية ، أنا جد متفائل بما يجري.. إنها مخاضات الولادة الميمونة .. هناك أرضية مناسبة اليوم في إيران لقيام مجتمع مدني بملامح إسلامية ، هذا معطى منه أنطلق ، لأنني أنظر إلى المسألة بمنطق الأحوال وطبيعة العمران ، أنا في رأيي أولاًًًً وقبل كل شيء ، المرجع الذي لا يصل مشروعاً للأمة من الأفضل أن يتنحى ، أمامي الآن درزينة من الرسائل العملية ، أكاد أجزم بأنها نسخ متشابهة ، ما الخالف إذن؟ سامحني ، إنها السلطة؟ الماسكون بالسلطة - بكل أشكالها - لا يمكنهم التنازل عنها ، وهذه طبيعة في العمران كما يرى إبن خلدون ، والذين لا سلطة لهم يبحثون عنها ، وفي معترك السلطة وحقائب الأخماس ، كانت المرجعية هي الضحية. على كل حال ، أنا لن أغوص أكثر ، ولكن كل ما أقوله ، إلاّ نقع في المازق ، عندنا مشروع جاهز وقائم ، لو سألتني شخصياً ماذا تختار ، أقول لك إختار الموجود وأعمل على تطويره ، وأدعمه وأتنازل عن كل شيء مزعج للواقع القائم ، إذا لم يكن هذا الواقع مخالفاًً لمبادئي ، انا أدعو إلى وعي سياسي يفتح الأذهان على القضايا الكبرى والإستراتيجية ، عندي ، أن نجاح الجمهورية الإسلامية في تجربة إطلاق صاروخ ( شهاب (2) ) تنسيني كل الخلافات الأخرى لأنها تمثل إنجازاً إستراتيجياً وحضارياً للأمة ، أنا أطالب الآخرين أن يلينوا من مواقفهم ، مع أنني أؤمن بحرية الرأي ،
إن الذي يقرب بين الأمة حقيقة ليس هذه ولا تلك ، بل إرادة الوحدة والروح الإيجابية ، إنني بالتاكيد لا أستطيع الخوض كثيراًً في ذلك ، حتى لا أزيد في الطين بلة ، ولكن كل ما أقوله للفرقاء : شيئاًً من التهدئة ، ثم أنا بكل صراحة ، ما يزعجني هو إن أنقل نشاطي المناهض للجمهورية إلى بريطانيا أو غيرها .. إناضد ذلك على الإطلاق. وبلغة الفقهاء ، أنا أقول : حرام ، حرام ، ولنكف ، عن أن نتحرك بعواطفنا وإنفعالاتنا.
المنبر : هل من حادثة طريفة تعرضتم لها ؟.
طريفة : وقعت قبل فترة .. أحد أئمة المساجد لم يكف لسانه عن الشيعة والتشيع .. قدحاً وسبّاً وتحريضاً .. بلغني ، أن كلباً أسود دخل المسجد ، وإخترق صفوف المصلين ، حتى إنتهى إلى المحراب ، فانقض على الشخص المذكور وعضه بعنف ، حتى سقط صاحبنا أرضاً وعلا صياحه .. لقد كفانا الكلب شره!

المنبر : كلمتك الأخيرة ؟.
الحسيني : أن أقول لكل المتشيعين ، إن التشيع ليس صنعة سهلة .. ولا لعبة مذهبية أو طائفية .. إنها مسؤولية كبرى .. إنها أرضية مناسبة للتصدي الحسن ، والفكر الخلاق ، ومعراج الروح .. ليكون التشيّع رحلة إلى المستقبل لا إنزواء في الماضي ، وليكون ديناميكة لنهضة الأمة ونموها ، وليس إستقالة ، أو نبشاً في بقايا الرميم والحفريات!.


مؤلفاته :
1 ـ لقد شيعني الحسين (ع) ، الإنتقال الصعب في رحاب المعتقد والمذهب ، صدر عام 1414 ه- عن دار النخيل / بيروت ، ترجمه الى الفارسية مالك محمودي تحت عنوان ( رآه دشوار أز مذهب به مذهب ) ، وصدرت الترجمة عام 1416 ه- عن دار القرآن الكريم / قم ، والكتاب دراسة عقائدية وتاريخية ، إعتمد فيه المؤلف التحليل الموضوعي المنصف إعتماداً على العقل والنقل وتوصل فيها أن المنهج الأفضل هو منهج أهل البيت (ع) وغستلهم من ملحمة كربلاء الحسين (ع) الهداية إلى الطريق والوفاء للآل.

2 ـ هكذا عرفت الشيعة و توضيحات وردود ، صدر عام 1418 ه - عن دار النخيل ردود علمية على شبهات قديمة وحديثة جمعتها الوهابية لإطفاء نور الإسلام كالأصل السبئي للتشيع و وقرآن الشيعة المحرف و وقضية المتعة و زيارة القبور و أصول الدين المختلف فيها ، والحق الكتاب بوثائق عن فتاوى الوهابية بتكفير الشيعة ومحاربتهم.

3 ـ الخلافة المغتصبة و أزمة تاريخ أزمة مؤرخ ، صدر الطبعة الأولى عن دار الخليج ثم طبع طبعة ثانية في دار النخيل سنة 1416هـ.
تعرض في كتابه إلى تاريخ الخلفاء بعد الرسول (ص) وإلى أبن خلدون كمؤرخ أرخ الأحداث إستجابة لرغبات مذهبية جامحة وتزلفاً للسلاطين فوقع في مآزق تاريخية زيف فيها الكثير من الحقائق ، ثم تعرض إلى عبقريات العقاد ووضعها في الميزان تحريراً للناس من أوهام عبقريات الثلاثة الصنيمة ، وإستخلص أخيراًً إننا أمام أزمة تاريخ ومؤرخ معاًًَ.

4 ـ محنة التراث الآخر و النزعات العقلانية في الموروث الامامي ، صدر عن دار الغدير / بيروت سنة 1419 هـ.
دراسة في تراث المسلمين ، فسمه إلى أربعة فصول ، الأول : الكتابة التاريخية ، الثاني : علم الكلام ، الثالث : الحكمة ، الرابع : أصول التشريع ، وعرض فيها الفكر العقلاني المغيب للشيعة عن بقية المسلمين.

المقالات :
1 ـ في نقد الإسطورة السبئية ، نشرته مجلة المنهاج التي تصدر عن مركز الغدير / بيروت العدد الثالث ـ خريف 1417 ـ 1996.
نقاش ورد لما أورده بعض المتعصبين : بالأصل السبئي للتشيع تلك الخرافة التي لم يزدها تكرار الألسن لها إلاّ إنفضاحاً وتهرءاً ، وقد ركز الكاتب نقاشه مع صاحب كتاب ( أصول مذهب الشيعة ) ناصر بن عبد الله القفاري.
يقول الكاتب : وسوف إقتصر في النقاش على كتاب ( أصول مذهب الشيعة ... ) لجمعه تلك الإفتراءات ولإشتباهه في الكثير من الأمور في هذا المجال ! ، ويقول الكاتب في نهاية المقال : إن غاية ما نصبو إليه ، وزبدة بحثنا في الموضوع ، هو العمل على دحض الفكرة القائلة بالأصل السبئي للتشيع ، لقد إكتظت رفوف المكتبات والخزانات بما يخرس الألسنة في الأصل النبوي للتشيع.

2 ـ الجابري .. واللاّمعقول الشيعي ، نشرته مجلة المنهاج ـ العدد الثامن ـ شتاء 1418 هـ ، 1997 م ، والجابري هو الكاتب المغربي صاحب كتاب : نقد العقل العربي.
جاء في إحدى هوامش المقالة بشأن الجابري : التركيز هنا على الجابري له : ما يسوّغه ، فهو أول مغامر جازف في قراءة التراث قراءة لم تسئ إلى المنهج العلمي فحسب ، بل تم فيها التركيز على الشيعة ، كما لو إنهم الفنئة المنبوذة التي لم تظفر في التراث العربي والإسلامي بعقل أو أي فضيلة ، حتى كان أشد عليهم من السلفية وأكثر حقداًً ، فلم يخل كتاب من كتبه هذه من تشنيع على الشيعة وتعريض بهم.
وجاء في أول المقالة : الخاصية التي تتبادر إلى الذهن ونحن نقرأ أبحاث الدكتور الجابري حول الفكر الشيعي وتاريخه السياسي ، هي تلك المحاولة التي لم تقطع مع طرائق الجدل ، ونعني بها طرائق الخطابة القائمة على كثرة الأقيسة الناقصة والمصادرات على المطلوب ، والمغالطات .... ، حتى وهي تتستر وراء مناهج ومفاهيم ، تبدو - في مظاهرها - علمية وبرهانية ، على أنه لا يكفي ، في التحليل العلمي ، إيراد المفاهيم العلمية هذه التي من اليسير تحويلها الى أساس لرؤية مفارقة ، حينما لا نحسن إستخدامها أو توظيفها.

3 ـ الإنطلوجيا المشائية في أفق إنفتاحها ، ومقاربة لنظرية الوجود منذ صدر المتألهين الشيرازي ، نشرته مجلة المنهاج ـ العدد التاسع ـ ربيع 1418 هـ _ 1998 م ، جاء في بداية المقالة : إذا جاز الحديث عن تيار وجودي بإمتياز داخل حقل الثقافة الإسلامية ، فليس هناك من هو أجدر بهذا الوصف من الفيلسوف صدر الدين الشيرازي ، المعروف بـالملا صدرا ، وصدر المتألهين ، إذ إنه جعل أشكالية الوجود مدار فلسفته وإنشغالاته المعمقَّة ، إنطلاقاً من أن الوجود هو أشرف الأشياء عنده وحتى نكون موضوعيين يجب أن نضع فلسفة ملأ صدراًً بخصوص أشكالية الوجود في إطارها التاريخي ، من حيث أنها مثلت ثمرة عمل لجيل كامل من الفلاسفة ، غير أن هذه المسيرة من النظر في أشكالية الوجود لم تجد مخرجاًً لها إلاّ مع مجيء " ملأ صدراًً ، ونستطيع التحدث عند مذهبية إمامية متجانسة - بإستثناء السهروردي - في مجال البحث الوجودي ، تلك التي دشنها الخواجة نصير الدين الطوسي ، وبلغت قمة نضجها مع ملأ صدراًً ، وأصبحت ، بعد ذلك تمثل وجهة النظر الفلسفية الإمامية.
وجاء في ختام المقالة : إذا جاز أن تنسب نظرية ملأ صدراًً في الوجود إلى جهة ما ، فإنما إلى جوهر التصور الإسلامي ، الذي يثبت موضوعية العالم ، ويقر بحقيقة الموجود ، مع التأكيد على عالم المثل ، غير الخاضع لقانون الطبيعة ، وهو عالم الروح.

4 ـ مع إبن تيمية في ردوده على المنطقيين ، نشرتها مجلة المنهاج ـ العدد الرابع عشر صيف 1420 هـ ـ 1999 م.
جاء في بداية المقالة : ليس إبن تيمية خصماً أشعرياً تقليدياً للفلسفة ، على غرار أبي حامد الغزالي أو الشهرستاني أو إبن خلدون ، أولئك الذين وغن وقفوا منها موقفاًً سلبياً ، فهم ممن مارس إحدى كيفياتها بصورة ما ، لكننا الآن إمام حالة فارقة في عالم النقض على الحكماء والمناطقة ، إنه المدعو إبن تيمية الحراني ، ذلك المحدث السلفي الذي حمل على عاتقه مهمة الدفاع عن الحديث ، وعقيدة السلف من وجهة النظر الظاهرية ، وهو موقف صريح وواضح في إنتصاره للسماع ، ودحضه للعقل.

وجاء فيها أيضاًًً : لقد صنف إبن تيمية كتابه الشهير نقض المنطق دفاعاًً عن أهل الحديث ودحضا لمزاعم المتكلمين والفلاسفة وأهل المنطق طبعاً ، وعلى طريقة أهل التجريح من المحدثين ، لم يرض شيخ الإسلام شيئاًًً من الذم والقدح إلاّّ وجاد به في مصنفه ، حيث نعت الفلاسفة بالكفر والزندقة والبدعة ... لقد ربط إبن تيمية بين المنطق والإلهيات ، وبما إنه جعل المنطق سليل الإلهيات اليونانية فإنه لا مناصة من الحكم بضلال هذه الصنعة المتكلفة وفسادها ، فمن حسن الظن بالمنطق وأهله إن لم يكن له : مادة من دين وعقل يستفيد بها الحق الذي ينتفع به ، وغلا فسد عقله ودينه.

5 ـ آفاق النهضة في الفكر العربي المعاصر وجدلية العلاقة مع الغرب من منظار نقدي ، نشرتها مجلة البصائر / بيروت ـ العدد 10 ـ ربيع 1413 هـ - 1993 م.
جاء في بداية المقالة : أثيرت ولا تزال ـ في الآونة الأخيرة ـ زوبعة من الإحتمالات بمستقبل العالم في ظل نظام عالمي جديد ، رسم الغرب مبادئه ، وحدد آلياته ، مستقبل الحداثة وما بعدها في عالم متغير ، وفي تاريخ بعيد المسار ، تحاول الأيدلوجية الليبرالية ـ عبثاًً ـ إيقافه أو الإسئثار به ، ذلك المستقبل كما يتحدد في الرؤية الغربية للعالم المعاصر ، وفي هذا الإفق المختنق بدخان كثيف ، يصدر عن ذلك الغرب المستهتر ، والممعن في التفوق والسيطرة ، وتلك الشعوب التي خضعت قهراً وتغريراً ، لنمط من الإرغام والقسر على ثقافة واحدية ، جاءت مع البضاعة الغربية ... في هذا الأفق الضيق المختنق ، تعلو إحتجاجات ، للتأكيد على التميز ، ومناهضة الثقافة العالمية الجيدة ، التي تسيرها أجهزة الغرب ، من أجل خلق نوع من المركزية الحضارية ، ونبذ التميز والتنوع لغايات تسلطية ، وجاء في اواخر المقالة : من أجل التفاعل الحقيقي مع الحياة ، في إنتعاشها المتواصل ستكون الأمة ، أما مسؤوليتين :

أولاًًًً : كيف تبعث إسلامها الحضاري من تحت قرون من الإنحطاط والتمزق وتجعله يقفز من زمن الإنحطاط إلى مرحلتنا بعد توقف زمن طويل لم يمارس فيه البعد الحضاري من الإسلام توقف شل جزءاًً هائلاً من إمكانيات الإسلام الحيوية في عملية التفاعل مع الحياة.
ثانياًً : كيف تواجه الأمة بإسلامها ، كيانات حضارية تؤمن بالخصوصية لنفسها وتلغيها عن الآخرين ، بل وتجعل من خصوصيتها محوراً كونياً لباقي الشعوب.

6 ـ المقبول واللاّمقبول في أصوليات روجيه غارودي " ، نشرته مجلة البصائر ـ العدد 10 ربيع 1413 هـ - 1993 م.
قراءة في كتاب : الأصوليات المعاصرة أسبابها ومظاهرها ، لروجية غارودي الكاتب الفرنسي المعروف جاء في مقدمة القراءة : لعل ما يميز الكتابة عند روجية غارودي هو أنها ليست من جنس الكتابات الإستهلاكية ، ذات الطابع الحرفي إنها إنتاج يعكس جهد الباحث المخلص للمعرفة ، ويتميز بالعمق والتحليل والمتابعة ، يضاف الى ذلك عمق التجربة التي خاضها غارودي على طول إحتكاكه بالفكر الغربي ، الماركسي والمسيحي ، وسعة إطلاعه على الفلسفات القديمة والحديثة ، ولا تزال الرحلة الغارودية مستمرة إلى أن إستقرت راحلتها على واحة العقيدة الإسلامية حيث باتت تلك هي أرضية في كل إبدأع يصدره للوجود.

ذكر غارودي إن الأصولية التي يتهم الغرب بها الإسلاميين لا تختص بهم بل هناك أصولية علمانية وأصولية مسيحية فاتيكانية واصولية يهودية إسرائيلية وأصولية ماركسية ستالينية ، وجاء في قراءة الكتاب عند تعرض غارودي للأصولية الإسلامية : الدخول المباشر في مناقشة غارودي في أخطر ثغرة تحليلية وجدت في كتابه وهو حديثه عن الأسباب الموضوعية لنشوء الظاهرة الأصولية في العالم العربي ، تتطلب طرح السؤال عن مدى الجديد الذي أتى به غارودي ، في تقريبه الأخير ، للمسألة الأصولية ، فالتحليل كان أعرجاً من ناحية التماس الدقة في المعلومات التاريخية.

ولخص الكاتب قراءته لكتاب غارودي بالقول : لقد تمكن غارودي من المواجهة الفكرية والسياسية للغرب ، لكنه أخفق في محاولته للعبث بأساسيات الشريعة الإسلامية .. إنه الوجه غير المقبول في مقاربة غارودي.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:27 PM   #3
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي





( الأستاذ / أحمد عاقب كوليبالي )
البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولد الأستاذ : أحمد عاقب كوليبالي في مدينة موبتي عام 1967م في جمهورية مالي (1) ، وترعرع في أوساط عائلة متديّنة تتخذ من المذهب المالكي منهجاً لها في الأمور الدينية ، تشرف بإعتناق مذهب أهل البيت (ع) عام 1990م.

المكانة الإجتماعية : يتميز الأستاذ أحمد كوليبالي بشخصية مرموقة في بلاده ، فهو حاصل على شهادة الليسانس بالعلوم الدينية ، كما إنه يشغل جملة من المناصب المهمة في بعض المراكز والمؤسسات الدينية والثقافية والإجتماعية ، فهو نائب إمام المسجد الجامع في منطقة مصر الأولى في العاصمة باماكو ، ومدير مدرسة علوم الدين الإسلامي ، ومدير مدرسة الثقافة الإسلامية ، ويشغل منصب مدير قسم التبليغات في إذاعة باتريوت في العاصمة ، والأمين العام لمذيعي اللغة العربية في إذاعة باماكو ، ومدير مدرسة ومكتبة فاطمة الزهراء (ع) في العاصمة.

دافع الإنطلاق نحو البحث : يقول الأستاذ أحمد : كانت بداية تعرفي علي الشيعة والتشيع ، عندما سمعت بإنتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979م ، فقال أبي حينئذ : إنّ المهدي قد ظهر في إيران ! وهو ـ أي المهدي ـ الذي سيملأ الأرض قسطاًًً وعدلاًًً.
فاستغربت من هذا الأمر الذي لم أسمع به من قبل ، فاندفعت لمتابعة حركة الثورة ومجرياتها من خلال وسائل الإعلام ، وأخذت أخبر الناس بها وأبيّن ما سمعته عنها.
وأتفق أن تحدثت يوماًًً عنها بحضور عدد من الوهابية فأنكروا عليَّ ذلك ، وإنهالوا على الشيعة بالسبّ والشتم المقذع ، فتعجبت من ذلك وسألتهم عن السبب ، فقالوا : إنّ الشيعة فرقة ضالة ، تقول بتحريف القرآن ! ، وتقدم عليّ بن أبي طالب وتفضله على بقية الصحابة ، وتعتقد أنّه الأحق بالإمامة بعد رسول الله (ص) ، وأنّ الإمامة من بعده في ولده ، وهم إثنى عشر وآخرهم يسمى المهدي ، وإنهم يدّعون أنّ المهدي غائبٌ وسوف يظهر في آخر الزمان.
ففقدت بذلك حالة الحماس التي كنت أعيشها من قبل ، ولكن بقيت فكرة الإمام المهدي تدور في خاطري ، حتى صادف أن دار حديث بيني وبين زملائي حول هذا الأمر بعد إنتقالي إلى العاصمة لمواصلة الدراسة ، فذكرت لهم مقالة الشيعة ، فأخبروني بوجود جمعية لبنانية شيعية في العاصمة التي نحن فيها ، فسررت بذلك وقررت أن أذهب إليهم لأعرف المزيد من معتقداتهم وأفكارهم.

وبالفعل توجّهت إليهم فتعرفت على بعض أعضاء الجمعية ، وبدأت أحضر مجالسهم وأشاركهم في المراسم التي يقيمونها ، لأنني كنت أجد لها نكهة خاصة وأجواء مفعمة بالروحانية والصفاء ، ولهذا ازدادت علاقتي بالشيعة بمرور الزمان ، حتى صادقت الأخ : يوسف تراوري و الشيخ محمّد جباته و الأستاذ موسى تراور ، فطلبت منهم مجموعة من الكتب الشيعية لأتعرف من خلالها على أفكار ورؤى التشيع فزودوني بها ، فعكفت على قرائتها بدقة ، وكنت أقارن ما فيها من أدلة وبراهين مع ما عندنا في مصادر العامة ، فوجدت أنّ القوم يستندون في معتقداتهم إلى الحجج والبراهين العقلية والنقلية ، وأكثر ما لفت نظري مسألة الإمام المهدي (ع).

الإعتقاد بالمهدي المنتظر(ع) : إنّ البعض ـ مع الأسف ـ يستهزء بهذه العقيدة وينكرها ! ، في حين نجد أغلب المسلمين يؤمنون بها ، على إختلاف في التفاصيل.
وإنّ سبب إنكار هؤلاء لأحاديث المهدي وجحودهم لهذه الفكرة ناشىء من أحد أمرين : أما أن يكونوا جهلاء بالتاريخ والتراث الإسلامي ، أو معاندين قد جانبوا الموضوعية والعلمية والتجرد في مثل هذه المسائل ، وإلاّ ماذا نقول بحق المصلح العظيم الذي بشر به رسول الله (ص) ، والذي قد أقر العلماء والمؤرخون ـ القدماء والمعاصرون ـ بمجيئه وذكروا أخباره!!.

إثبات ولادة المهدي (ع) : قد ذكر جمع من المؤرخين ولادة إبن الإمام العسكري (ع) وهو الإمام المهدي (ع) بما يتطابق أو يتقارب مع ما جاء في روايات أهل البيت (ع) ومنهم : إبن الأثير في " الكامل في التاريخ " (2) ، والمسعودي في " مروج الذهب " (3) ، والقرماني في " تاريخ الدول " (4) ، وإبن الوردي في " تاريخه " (5)، وإبن خلدون في " تاريخه " (6) ، والياًفعي في " مرآة الجنان " (7) ، وأبوالفداء في " تاريخه " (8) ، والسويدي في " سبائك الذهب " (9) ، وإبن خلكان في " وفيات الأعيان " (10) ، وإبن الأزرق في " تاريخه " (11) .

ويقول الأستاذ أحمد كوليبالي : جعلت أفكر في نفسي وأقول ، لو كان أمر الإمام المهدي (ع) خرافة لما أطبق هؤلاء الأساطين عليه ؟! ، وإستنتجت أنّ البعض يحكّم مزاجه في التاريخ الإسلامي من خلال ما يرتأيه ، علماًً أنّ المصدر والمنبع واحد ، فما هو ميزانهم وملاكهم فيما ذهبوا إليه ؟ فتحيّرت من ذلك وأثيرت في ذهني شكوك كثيرة.

ولأجل الإستزادة بدأ الأستاذ أحمد بتتبع آراء أعلام العامة حول هذا الأمر ، فوجد أنّ جمعاًً منهم يقر بولادته في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري : كالحافظ الذهبي في كتاب " العبر " (12) ، والعلامة عبد الوهاب الشعراني في " اليواقيت والجواهر " (13) ، وإبن حجر الهيتمي في " الصواعق المحرقة " (14) ، والعلامة الحمزاوي في " مشارق الأنوار " (15) ، والعلامة الشبراوي الشافعي في " الإتحاف بحب الأشراف" (16) ، والعلامة عباس بن عليّ المكي في " نزهة الجليس " (17) ، والعلامة إبن الخشاب في " مواليد أهل البيت (ع)" (18) ، والعلامة أبو الفلاح الحنبلي في " شذرات الذهب " (19) ، والعلامة عبد الرحمن البسطامي في " درة المعارف " (20) ، والعلامة القندوزي الحنفي في " ينابيع المودة " (21) ، والعلامة محمّد خواجه بارسا البخاري في " فصل الخطاب " (22) ، والعلامة الشبلنجي في " نور الأبصار " (23) ، والعلامة الكنجي الشافعي في " البيان في أخبار صاحب الزمان " (24) ، والعلامة إبن طلحة الشافعي في " مطالب السؤول " (25) ، وسبط إبن الجوزي في " تذكرة الخواص " (26) ، والعارف إبن العربي في " الفتوحات " (27) ، وغيرهم.

ويضيف الأستاذ كوليبالي : ومن ذلك الحين بدأت أتتبع أحاديث المهدي في كتب عموم المذاهب الإسلامية ، وبالأخص كتب المالكية ـ بإعتباري مالكي ـ لأطلع على أراء العلماء والمحدثين في ذلك ، فوجدتهم يقرون بصحتها ـ على إختلاف في الفاظها ـ بل أنّ بعضهم يكفّر من لايؤمن بالمهدي وبخروجه في آخر الزمان !.

تواتر الأخبار حول المهدي (ع) : في الحقيقة أنّ مسألة خروج الإمام المهدي (ع) من الأمور المسلّمة عند المسلمين كافة ، فقد تواترت الأخبار في ذلك ، وقد ذكر أصحاب السنن وغيرهم أنّه (ع) سوف يخرج ويملأ الأرض قسطاًًً وعدلاًً بعد ما ملئت ظلماًًً وجوراًًً ، وأنّ عيسى (ع) يخرج معه ويصلي خلفه.

فأحاديث المهدي رواها العلماء في مسانيدهم ـ بألفاظ وطرق متعدّدة ـ كأحمد بن حنبل في مسنده (28) ، وأبي داود في سننه (29) ، والترمذي في سننه (30) ، والحاكم النيسابوري في المستدرك (31) ، والبيهقي في الإعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد (32) ، والبغوي في مصابيح السنة (33) ، وإبن تيمية في منهاج السنة (34) ، وإبن القيم في المنار المنيف (35) ، والتفتازاني في شرح المقاصد (36) ، والهيثمي في مجمع الزوائد (37) ، والسيوطي في الجامع الصغير (38) ، والألباني في مقال : بعنوان " حول المهدي " (39) ، وغيرهم (40).

وأما أعلام المالكية الذين ذكروا أخبار المهدي (ع) فمنهم : الحافظ شمس الدين القرطبي ( ت 671 هـ ) في كتابه التذكرة (41) ، وإبن الصباغ المالكي ( ت 855 هـ ) في كتابه الفصول المهمة (42) ، والفقيه المحدّث أبو عبد الله الكتاني الحسني الفاسي المالكي ( ت 1345 هـ ) في كتابه نظم متناثر من الحديث المتواتر (43).

وتجدر الإشارة إلى إحدى الإحصائيات التي قام بها الشيخ محسن العبّاد أحد مشايخ العربية السعودية حول المهدي (ع) وقد نشر بحثه في مجلة الجامعة الإسلامية الصادرة بالمدينة المنورة ، ذكر فيه رواة حديث المهدي (ع) من الصحابة وعددهم ستة وعشرون راوياً ، وذكر أنّ الأئمة الذين خرجوا الأحاديث والآثار الواردة في المهدي (ع) يبلغ عددهم ثمانية وثلاثين ، كما أورد أسماء عشرة مؤلفين من كبار علماء العامة كتبوا في قضية الإمام المهدي (ع) منهم من الف كتاباًًً مستقلاًًً في هذا المجال ، ومنهم من كتب فصلاً أو أكثر.

كما علّق كبير علماء السعودية ـ في وقته ـ عبد العزيز بن باز ( ت 1420هـ) على محاضرة للشيخ العبّاد حول المهدي قائلاًً :... فأمر المهدي أمر معلوم ، والأحاديث فيه مستفيضة ، بل متواترة متعاضدة ، وقد حكى غير واحد من أهل العلم تواترها ، كما حكاه الأستاذ في هذه المحاضرة ، وهي متواترة تواتراً معنوياً لكثرة طرقها وإختلاف مخارجها وصحابتها ورواتها وألفاظها ، فهي بحق تدل على أنّ هذا الشخص الموعود به أمره ثابت وخروجه حق (44).

المهدي من العترة الطاهرة : وهذا الموعود هو من عترة النبي (ص) الطاهرة التي أذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيراً ، وهو من سلالة يصفها العلامة النورسي ـ من علماء العامة ـ : ليس في الدنيا قاطبة عصبة متساندة نبيلة شريفة ترقى إلى شرف آل البيت ومنزلتهم ، وليس فيها قبيلة متوافقة ترقى إلى إتفاق آل البيت ، وليس فيها مجتمع أو جماعة منوّره أنور من مجتمع آل البيت وجماعتهم.

نعم إنّ آل البيت الذين غذوا بروح الحقيقة القرآنية ، وإرتضعوا من منبعها ، وتنوروا بنور الإيمان وشرف الإسلام ، فعرجوا إلى الكمالات ، وأنجبوا مئات الأبطال الأفذاذ ، وقدموا الوف القواد المعنويين لقيادة الأمة ، لابد أنّهم يظهرون للدنيا العدالة التامة لقائدهم الأعظم المهدي الأكبر ، وحقانيته بإحياء الشريعة المحمدية ، والحقيقة الفرقانية ، والسنة الأحمدية ، وتطبيقها وإجراءاتها وهذا الأمر في غاية المعقولية ، فضلاً ، عن أنّه في غاية اللزوم والضرورة ، بل هو مقتضى دساتير الحياة الإجتماعية " (45).

ويقول الأستاذ أحمد كوليبالي : فطفقت أتعمق بالبحث والتتبع أكثر فأكثر ، حتى أرشدني الأصدقاء الجدد الذين تعرفت عليهم في الجمعية اللبنانية الشيعية إلى روايات أهل البيت (ع) حول المهدي (ع) فراجعتها وإذا بي أعثر على كم هائل من الروايات التي تتحدث عنه (ع) وعن الظروف التي يظهر فيها ، بل جرني البحث في كتب الشيعة إلى مسائل أخرى طالما كنت أبحث عن إجابات مقنعة لها ، كمسألة الإمامة والخلافة ، فأرشدتني تلك الكتب إلى النصوص النبوية المتفق عليها عند الفريقين الدالة علي إمامة أمير المؤمنين (ع) وأهل بيته (ع) كما عثرت على ذكره (ص) : لاسماءهم وصفاتهم ، وواصلت البحث حتى تبيّن لي أنّ كل ما كان يشنّع ضدّ الشيعة ليس له أساس من الصحة.

مرحلة الإستبصار : ومن هنا أدرك الأستاذ أحمد أن الإمامية كانوا غرضاً لسهام التهم والإفتراء ، فإزداد إندفاعه لطلب الحقائق ، وأخذ يتلمس طريقالهداية الموصل إلى الله تبارك وتعالى ، وكانت جولته الأخيرة في هذا الصراع الفكري العصيب الذي عاشه ، هو مطالعة كتب المناظرات والكتب العقائدية ، فبدأ بكتاب " المراجعات " للسيد شرف الدين ، ثم كتب الأستاذ التيجاني السماوي ثم إهتديت و لأكون مع الصادقين و إسألوا أهل الذكر.
ويضيف الأستاذ أحمد : كان لتعمقي في هذه الكتب وإطلاعي على الحوادث التي تناولتها أبلغ الأثر في نفسي ، كما إنني عرفت خلال مطالعاتي أنّ الشيعة أكثر تعلقاً منّا برسول الله (ص) وأشدّ إتباعاًً بنهجه وسنته ، لأنّهم سلكوا نهج أهل البيت (ع) الذين أمر الرسول (ص) أمته في حديث الثقلين بإتباعهم وعدم الإبتعاد عنهم.

وأدركت أن لا مناص من التحول إلى مذهب أهل البيت (ع) والركوب في سفينتهم والتمسك بحبلهم ، فأعلنت إستبصاري عام 1995م في العاصمة باماكو.

الهوامش :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) - جمهورية مالي : إنظر ترجمة رقم (2).
(2) - الكامل في التاريخ : 7 / 274.
(3) - مروج الذهب : 4 / 112 .
(4) - أخبار الدول : 1 / 353.
(5) - تاريخ إبن الوردي : 1 / 223 ، وذكره الشبلنجي في نور الأبصار : 257.
(6) - تاريخ إبن خلدون : 4 / 115 ، باب الخبر عن نسب الطالبيين وذكر المشاهير من أعقابهم.
(7) - مرآة الجنان : 2 / 127.
(8) - تاريخ أبوالفداء : 1 / 361.
(9) - سبائك الذهب : 346.
(10) - وفيات الأعيان : 4 / 562.
(11) - إنظر : وفيات الأعيان لإبن خلكان : 4 / 562.
(12) - العبر في خبر من غبر : 2 / 37.
(13) - اليواقيت والجواهر : 562.
(14) - الصواعق المحرقة : 1 / 601.
(15) - مشارق الأنوار : 153 ، وقد نقل قول الشعراني في اليواقيت.
(16) - الإتحاف بحب الأشراف : 179.
(17) - نزهة الجليس : 2 / 198.
(18) - إنظر : الفصول المهمة لإبن الصبّاغ : 292.
(19) - شذرات الذهب : 141 و 150.
(20) - إنظر : ينابيع المودة للقندوزي : 3 / 337 وقد نقل عنه.
(21) - ينابيع المودة : 3 / 301.
(22) - إنظر : ينابيع المودة للقندوزي : 3 / 304 ، نقلاًًً ، عن فصل الخطاب.
(23) - نور الأبصار : 257.
(24) - البيان في أخبار صاحب الزمان ، مطبوع مع كفاية الطالب.
(25) - مطالب السؤول : 2 / 152.
(26) - تذكرة الخواص : 325 .
(27) - إنظر : إسعاف الراغبين لمحمد الصبان : 134 ، اليواقيت والجواهر للشعراًني : 562 ، وقد نقلاًً عبارة الفتوحات.
(28) - مسند أحمد بن حنبل : 1 / 430 (4098) ، 5 / 277 (22441).
(29) - سنن أبي داود ، في كتاب المهدي : 4 / 86 ـ 90.
(30) - سنن الترمذي في كتاب الفتن : 4 / 84 ( 2230 ـ 2233 ).
(31) - مستدرك الحاكم : 4 / 510 (8432) ، 4 / 547 (8530) ، 4 / 549 (8537).
(32) - الإعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد : 143 ـ 144.
(33) - مصابيح السنة ، باب اشراط الساعة : 2 / 338.
(34) - منهاج السنة : 4 / 327.
(35) - المنار المنيف : 1 / 142 ـ 153.
(36) - شرح المقاصد : 5 / 312.
(37) - مجمع الزوائد : 7 / 313 ـ 317.
(38) - الجامع الصغير : 2 / 672 و 438.
(39) - إنظر : مقال حول المهدي لناصر الدين الألباني : 644 ( مجلة التمدن الإسلامي ـ دمشق ، ذي العقدة 1375 هـ ).
(40) - إنظر : كتاب الإمام المهدي (ع) عند أهل السنة ) لمهدي فقيه إيماني ، المطبوع بجزئين.
(41) - فقد ذكر ثمانية أبواب في أخبار المهدي (ع) وكيفية خروجه ، حيث أورد فيها روايات كثيرة من طرق العامة ، كإبن ماجة والترمذي وأبي داود وإبن الخطاب وأبي نعيم والدار قطني وغيرهم ، إنظر : التذكرة في أحوال الموتى وأُمور الآخرة : 690.
(42) - أفرد إبن الصباغ في كتابه هذا فصلاً كاملاً للإمام المهدي (ع) ذكر فيه إسمه وكنيته ونسبه وتاريخ ولادته ودلائل إمامته وطرف من أخباره وغيبته ، فنقل عن محدثي العامة ومؤرخيهم روايات عديدة ، و ختم الفصل بقوله : قال بعض أهل الأثر : المهدي هو القائم المنتظر ، وقد تعاضدت الأخبار على ظهوره ، وتظاهرت الروايات على إشراق نوره وستسفر ظلمة الأيام والليالي بسفوره ، وتتجلى برؤيته الظلم إنجلاء الصباح من ديجوره ، ويخرج من سرار الغيبة فيملأ القلب بسروره ، ويسري عدله في الآفاق أضوء من البدر المنير في مسيره " ، إنظر الفصول المهمة : فصل 12 / 291 ( طبعة النجف / مطبعة العدل ).
(43) - ذكر المؤلف عشرين مصدراًً لأكابر علماء العامة ، رووا فيها ، عن الصحابة أخبار المهدي المنتظر (ع) وقال : " إنها متواترة عندهم " ، إنظر : نظم متناثر من الحديث المتواتر : 225.
(44) - إنظر : مجلة الجامعة الإسلامية / ذي القعدة ـ 1389 هـ : 162.
(45) - أشراط الساعة ( من كليات رسائل النور ـ الشعاع الخامس ) بديع الزمان سعيد النورسي.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:27 PM   #4
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي





( الأستاذ / أحمد عاقب كوليبالي )
البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولد الأستاذ : أحمد عاقب كوليبالي في مدينة موبتي عام 1967م في جمهورية مالي (1) ، وترعرع في أوساط عائلة متديّنة تتخذ من المذهب المالكي منهجاً لها في الأمور الدينية ، تشرف بإعتناق مذهب أهل البيت (ع) عام 1990م.

المكانة الإجتماعية : يتميز الأستاذ أحمد كوليبالي بشخصية مرموقة في بلاده ، فهو حاصل على شهادة الليسانس بالعلوم الدينية ، كما إنه يشغل جملة من المناصب المهمة في بعض المراكز والمؤسسات الدينية والثقافية والإجتماعية ، فهو نائب إمام المسجد الجامع في منطقة مصر الأولى في العاصمة باماكو ، ومدير مدرسة علوم الدين الإسلامي ، ومدير مدرسة الثقافة الإسلامية ، ويشغل منصب مدير قسم التبليغات في إذاعة باتريوت في العاصمة ، والأمين العام لمذيعي اللغة العربية في إذاعة باماكو ، ومدير مدرسة ومكتبة فاطمة الزهراء (ع) في العاصمة.

دافع الإنطلاق نحو البحث : يقول الأستاذ أحمد : كانت بداية تعرفي علي الشيعة والتشيع ، عندما سمعت بإنتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979م ، فقال أبي حينئذ : إنّ المهدي قد ظهر في إيران ! وهو ـ أي المهدي ـ الذي سيملأ الأرض قسطاًًً وعدلاًًً.
فاستغربت من هذا الأمر الذي لم أسمع به من قبل ، فاندفعت لمتابعة حركة الثورة ومجرياتها من خلال وسائل الإعلام ، وأخذت أخبر الناس بها وأبيّن ما سمعته عنها.
وأتفق أن تحدثت يوماًًً عنها بحضور عدد من الوهابية فأنكروا عليَّ ذلك ، وإنهالوا على الشيعة بالسبّ والشتم المقذع ، فتعجبت من ذلك وسألتهم عن السبب ، فقالوا : إنّ الشيعة فرقة ضالة ، تقول بتحريف القرآن ! ، وتقدم عليّ بن أبي طالب وتفضله على بقية الصحابة ، وتعتقد أنّه الأحق بالإمامة بعد رسول الله (ص) ، وأنّ الإمامة من بعده في ولده ، وهم إثنى عشر وآخرهم يسمى المهدي ، وإنهم يدّعون أنّ المهدي غائبٌ وسوف يظهر في آخر الزمان.
ففقدت بذلك حالة الحماس التي كنت أعيشها من قبل ، ولكن بقيت فكرة الإمام المهدي تدور في خاطري ، حتى صادف أن دار حديث بيني وبين زملائي حول هذا الأمر بعد إنتقالي إلى العاصمة لمواصلة الدراسة ، فذكرت لهم مقالة الشيعة ، فأخبروني بوجود جمعية لبنانية شيعية في العاصمة التي نحن فيها ، فسررت بذلك وقررت أن أذهب إليهم لأعرف المزيد من معتقداتهم وأفكارهم.

وبالفعل توجّهت إليهم فتعرفت على بعض أعضاء الجمعية ، وبدأت أحضر مجالسهم وأشاركهم في المراسم التي يقيمونها ، لأنني كنت أجد لها نكهة خاصة وأجواء مفعمة بالروحانية والصفاء ، ولهذا ازدادت علاقتي بالشيعة بمرور الزمان ، حتى صادقت الأخ : يوسف تراوري و الشيخ محمّد جباته و الأستاذ موسى تراور ، فطلبت منهم مجموعة من الكتب الشيعية لأتعرف من خلالها على أفكار ورؤى التشيع فزودوني بها ، فعكفت على قرائتها بدقة ، وكنت أقارن ما فيها من أدلة وبراهين مع ما عندنا في مصادر العامة ، فوجدت أنّ القوم يستندون في معتقداتهم إلى الحجج والبراهين العقلية والنقلية ، وأكثر ما لفت نظري مسألة الإمام المهدي (ع).

الإعتقاد بالمهدي المنتظر(ع) : إنّ البعض ـ مع الأسف ـ يستهزء بهذه العقيدة وينكرها ! ، في حين نجد أغلب المسلمين يؤمنون بها ، على إختلاف في التفاصيل.
وإنّ سبب إنكار هؤلاء لأحاديث المهدي وجحودهم لهذه الفكرة ناشىء من أحد أمرين : أما أن يكونوا جهلاء بالتاريخ والتراث الإسلامي ، أو معاندين قد جانبوا الموضوعية والعلمية والتجرد في مثل هذه المسائل ، وإلاّ ماذا نقول بحق المصلح العظيم الذي بشر به رسول الله (ص) ، والذي قد أقر العلماء والمؤرخون ـ القدماء والمعاصرون ـ بمجيئه وذكروا أخباره!!.

إثبات ولادة المهدي (ع) : قد ذكر جمع من المؤرخين ولادة إبن الإمام العسكري (ع) وهو الإمام المهدي (ع) بما يتطابق أو يتقارب مع ما جاء في روايات أهل البيت (ع) ومنهم : إبن الأثير في " الكامل في التاريخ " (2) ، والمسعودي في " مروج الذهب " (3) ، والقرماني في " تاريخ الدول " (4) ، وإبن الوردي في " تاريخه " (5)، وإبن خلدون في " تاريخه " (6) ، والياًفعي في " مرآة الجنان " (7) ، وأبوالفداء في " تاريخه " (8) ، والسويدي في " سبائك الذهب " (9) ، وإبن خلكان في " وفيات الأعيان " (10) ، وإبن الأزرق في " تاريخه " (11) .

ويقول الأستاذ أحمد كوليبالي : جعلت أفكر في نفسي وأقول ، لو كان أمر الإمام المهدي (ع) خرافة لما أطبق هؤلاء الأساطين عليه ؟! ، وإستنتجت أنّ البعض يحكّم مزاجه في التاريخ الإسلامي من خلال ما يرتأيه ، علماًً أنّ المصدر والمنبع واحد ، فما هو ميزانهم وملاكهم فيما ذهبوا إليه ؟ فتحيّرت من ذلك وأثيرت في ذهني شكوك كثيرة.

ولأجل الإستزادة بدأ الأستاذ أحمد بتتبع آراء أعلام العامة حول هذا الأمر ، فوجد أنّ جمعاًً منهم يقر بولادته في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري : كالحافظ الذهبي في كتاب " العبر " (12) ، والعلامة عبد الوهاب الشعراني في " اليواقيت والجواهر " (13) ، وإبن حجر الهيتمي في " الصواعق المحرقة " (14) ، والعلامة الحمزاوي في " مشارق الأنوار " (15) ، والعلامة الشبراوي الشافعي في " الإتحاف بحب الأشراف" (16) ، والعلامة عباس بن عليّ المكي في " نزهة الجليس " (17) ، والعلامة إبن الخشاب في " مواليد أهل البيت (ع)" (18) ، والعلامة أبو الفلاح الحنبلي في " شذرات الذهب " (19) ، والعلامة عبد الرحمن البسطامي في " درة المعارف " (20) ، والعلامة القندوزي الحنفي في " ينابيع المودة " (21) ، والعلامة محمّد خواجه بارسا البخاري في " فصل الخطاب " (22) ، والعلامة الشبلنجي في " نور الأبصار " (23) ، والعلامة الكنجي الشافعي في " البيان في أخبار صاحب الزمان " (24) ، والعلامة إبن طلحة الشافعي في " مطالب السؤول " (25) ، وسبط إبن الجوزي في " تذكرة الخواص " (26) ، والعارف إبن العربي في " الفتوحات " (27) ، وغيرهم.

ويضيف الأستاذ كوليبالي : ومن ذلك الحين بدأت أتتبع أحاديث المهدي في كتب عموم المذاهب الإسلامية ، وبالأخص كتب المالكية ـ بإعتباري مالكي ـ لأطلع على أراء العلماء والمحدثين في ذلك ، فوجدتهم يقرون بصحتها ـ على إختلاف في الفاظها ـ بل أنّ بعضهم يكفّر من لايؤمن بالمهدي وبخروجه في آخر الزمان !.

تواتر الأخبار حول المهدي (ع) : في الحقيقة أنّ مسألة خروج الإمام المهدي (ع) من الأمور المسلّمة عند المسلمين كافة ، فقد تواترت الأخبار في ذلك ، وقد ذكر أصحاب السنن وغيرهم أنّه (ع) سوف يخرج ويملأ الأرض قسطاًًً وعدلاًً بعد ما ملئت ظلماًًً وجوراًًً ، وأنّ عيسى (ع) يخرج معه ويصلي خلفه.

فأحاديث المهدي رواها العلماء في مسانيدهم ـ بألفاظ وطرق متعدّدة ـ كأحمد بن حنبل في مسنده (28) ، وأبي داود في سننه (29) ، والترمذي في سننه (30) ، والحاكم النيسابوري في المستدرك (31) ، والبيهقي في الإعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد (32) ، والبغوي في مصابيح السنة (33) ، وإبن تيمية في منهاج السنة (34) ، وإبن القيم في المنار المنيف (35) ، والتفتازاني في شرح المقاصد (36) ، والهيثمي في مجمع الزوائد (37) ، والسيوطي في الجامع الصغير (38) ، والألباني في مقال : بعنوان " حول المهدي " (39) ، وغيرهم (40).

وأما أعلام المالكية الذين ذكروا أخبار المهدي (ع) فمنهم : الحافظ شمس الدين القرطبي ( ت 671 هـ ) في كتابه التذكرة (41) ، وإبن الصباغ المالكي ( ت 855 هـ ) في كتابه الفصول المهمة (42) ، والفقيه المحدّث أبو عبد الله الكتاني الحسني الفاسي المالكي ( ت 1345 هـ ) في كتابه نظم متناثر من الحديث المتواتر (43).

وتجدر الإشارة إلى إحدى الإحصائيات التي قام بها الشيخ محسن العبّاد أحد مشايخ العربية السعودية حول المهدي (ع) وقد نشر بحثه في مجلة الجامعة الإسلامية الصادرة بالمدينة المنورة ، ذكر فيه رواة حديث المهدي (ع) من الصحابة وعددهم ستة وعشرون راوياً ، وذكر أنّ الأئمة الذين خرجوا الأحاديث والآثار الواردة في المهدي (ع) يبلغ عددهم ثمانية وثلاثين ، كما أورد أسماء عشرة مؤلفين من كبار علماء العامة كتبوا في قضية الإمام المهدي (ع) منهم من الف كتاباًًً مستقلاًًً في هذا المجال ، ومنهم من كتب فصلاً أو أكثر.

كما علّق كبير علماء السعودية ـ في وقته ـ عبد العزيز بن باز ( ت 1420هـ) على محاضرة للشيخ العبّاد حول المهدي قائلاًً :... فأمر المهدي أمر معلوم ، والأحاديث فيه مستفيضة ، بل متواترة متعاضدة ، وقد حكى غير واحد من أهل العلم تواترها ، كما حكاه الأستاذ في هذه المحاضرة ، وهي متواترة تواتراً معنوياً لكثرة طرقها وإختلاف مخارجها وصحابتها ورواتها وألفاظها ، فهي بحق تدل على أنّ هذا الشخص الموعود به أمره ثابت وخروجه حق (44).

المهدي من العترة الطاهرة : وهذا الموعود هو من عترة النبي (ص) الطاهرة التي أذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيراً ، وهو من سلالة يصفها العلامة النورسي ـ من علماء العامة ـ : ليس في الدنيا قاطبة عصبة متساندة نبيلة شريفة ترقى إلى شرف آل البيت ومنزلتهم ، وليس فيها قبيلة متوافقة ترقى إلى إتفاق آل البيت ، وليس فيها مجتمع أو جماعة منوّره أنور من مجتمع آل البيت وجماعتهم.

نعم إنّ آل البيت الذين غذوا بروح الحقيقة القرآنية ، وإرتضعوا من منبعها ، وتنوروا بنور الإيمان وشرف الإسلام ، فعرجوا إلى الكمالات ، وأنجبوا مئات الأبطال الأفذاذ ، وقدموا الوف القواد المعنويين لقيادة الأمة ، لابد أنّهم يظهرون للدنيا العدالة التامة لقائدهم الأعظم المهدي الأكبر ، وحقانيته بإحياء الشريعة المحمدية ، والحقيقة الفرقانية ، والسنة الأحمدية ، وتطبيقها وإجراءاتها وهذا الأمر في غاية المعقولية ، فضلاً ، عن أنّه في غاية اللزوم والضرورة ، بل هو مقتضى دساتير الحياة الإجتماعية " (45).

ويقول الأستاذ أحمد كوليبالي : فطفقت أتعمق بالبحث والتتبع أكثر فأكثر ، حتى أرشدني الأصدقاء الجدد الذين تعرفت عليهم في الجمعية اللبنانية الشيعية إلى روايات أهل البيت (ع) حول المهدي (ع) فراجعتها وإذا بي أعثر على كم هائل من الروايات التي تتحدث عنه (ع) وعن الظروف التي يظهر فيها ، بل جرني البحث في كتب الشيعة إلى مسائل أخرى طالما كنت أبحث عن إجابات مقنعة لها ، كمسألة الإمامة والخلافة ، فأرشدتني تلك الكتب إلى النصوص النبوية المتفق عليها عند الفريقين الدالة علي إمامة أمير المؤمنين (ع) وأهل بيته (ع) كما عثرت على ذكره (ص) : لاسماءهم وصفاتهم ، وواصلت البحث حتى تبيّن لي أنّ كل ما كان يشنّع ضدّ الشيعة ليس له أساس من الصحة.

مرحلة الإستبصار : ومن هنا أدرك الأستاذ أحمد أن الإمامية كانوا غرضاً لسهام التهم والإفتراء ، فإزداد إندفاعه لطلب الحقائق ، وأخذ يتلمس طريقالهداية الموصل إلى الله تبارك وتعالى ، وكانت جولته الأخيرة في هذا الصراع الفكري العصيب الذي عاشه ، هو مطالعة كتب المناظرات والكتب العقائدية ، فبدأ بكتاب " المراجعات " للسيد شرف الدين ، ثم كتب الأستاذ التيجاني السماوي ثم إهتديت و لأكون مع الصادقين و إسألوا أهل الذكر.
ويضيف الأستاذ أحمد : كان لتعمقي في هذه الكتب وإطلاعي على الحوادث التي تناولتها أبلغ الأثر في نفسي ، كما إنني عرفت خلال مطالعاتي أنّ الشيعة أكثر تعلقاً منّا برسول الله (ص) وأشدّ إتباعاًً بنهجه وسنته ، لأنّهم سلكوا نهج أهل البيت (ع) الذين أمر الرسول (ص) أمته في حديث الثقلين بإتباعهم وعدم الإبتعاد عنهم.

وأدركت أن لا مناص من التحول إلى مذهب أهل البيت (ع) والركوب في سفينتهم والتمسك بحبلهم ، فأعلنت إستبصاري عام 1995م في العاصمة باماكو.

الهوامش :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) - جمهورية مالي : إنظر ترجمة رقم (2).
(2) - الكامل في التاريخ : 7 / 274.
(3) - مروج الذهب : 4 / 112 .
(4) - أخبار الدول : 1 / 353.
(5) - تاريخ إبن الوردي : 1 / 223 ، وذكره الشبلنجي في نور الأبصار : 257.
(6) - تاريخ إبن خلدون : 4 / 115 ، باب الخبر عن نسب الطالبيين وذكر المشاهير من أعقابهم.
(7) - مرآة الجنان : 2 / 127.
(8) - تاريخ أبوالفداء : 1 / 361.
(9) - سبائك الذهب : 346.
(10) - وفيات الأعيان : 4 / 562.
(11) - إنظر : وفيات الأعيان لإبن خلكان : 4 / 562.
(12) - العبر في خبر من غبر : 2 / 37.
(13) - اليواقيت والجواهر : 562.
(14) - الصواعق المحرقة : 1 / 601.
(15) - مشارق الأنوار : 153 ، وقد نقل قول الشعراني في اليواقيت.
(16) - الإتحاف بحب الأشراف : 179.
(17) - نزهة الجليس : 2 / 198.
(18) - إنظر : الفصول المهمة لإبن الصبّاغ : 292.
(19) - شذرات الذهب : 141 و 150.
(20) - إنظر : ينابيع المودة للقندوزي : 3 / 337 وقد نقل عنه.
(21) - ينابيع المودة : 3 / 301.
(22) - إنظر : ينابيع المودة للقندوزي : 3 / 304 ، نقلاًًً ، عن فصل الخطاب.
(23) - نور الأبصار : 257.
(24) - البيان في أخبار صاحب الزمان ، مطبوع مع كفاية الطالب.
(25) - مطالب السؤول : 2 / 152.
(26) - تذكرة الخواص : 325 .
(27) - إنظر : إسعاف الراغبين لمحمد الصبان : 134 ، اليواقيت والجواهر للشعراًني : 562 ، وقد نقلاًً عبارة الفتوحات.
(28) - مسند أحمد بن حنبل : 1 / 430 (4098) ، 5 / 277 (22441).
(29) - سنن أبي داود ، في كتاب المهدي : 4 / 86 ـ 90.
(30) - سنن الترمذي في كتاب الفتن : 4 / 84 ( 2230 ـ 2233 ).
(31) - مستدرك الحاكم : 4 / 510 (8432) ، 4 / 547 (8530) ، 4 / 549 (8537).
(32) - الإعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد : 143 ـ 144.
(33) - مصابيح السنة ، باب اشراط الساعة : 2 / 338.
(34) - منهاج السنة : 4 / 327.
(35) - المنار المنيف : 1 / 142 ـ 153.
(36) - شرح المقاصد : 5 / 312.
(37) - مجمع الزوائد : 7 / 313 ـ 317.
(38) - الجامع الصغير : 2 / 672 و 438.
(39) - إنظر : مقال حول المهدي لناصر الدين الألباني : 644 ( مجلة التمدن الإسلامي ـ دمشق ، ذي العقدة 1375 هـ ).
(40) - إنظر : كتاب الإمام المهدي (ع) عند أهل السنة ) لمهدي فقيه إيماني ، المطبوع بجزئين.
(41) - فقد ذكر ثمانية أبواب في أخبار المهدي (ع) وكيفية خروجه ، حيث أورد فيها روايات كثيرة من طرق العامة ، كإبن ماجة والترمذي وأبي داود وإبن الخطاب وأبي نعيم والدار قطني وغيرهم ، إنظر : التذكرة في أحوال الموتى وأُمور الآخرة : 690.
(42) - أفرد إبن الصباغ في كتابه هذا فصلاً كاملاً للإمام المهدي (ع) ذكر فيه إسمه وكنيته ونسبه وتاريخ ولادته ودلائل إمامته وطرف من أخباره وغيبته ، فنقل عن محدثي العامة ومؤرخيهم روايات عديدة ، و ختم الفصل بقوله : قال بعض أهل الأثر : المهدي هو القائم المنتظر ، وقد تعاضدت الأخبار على ظهوره ، وتظاهرت الروايات على إشراق نوره وستسفر ظلمة الأيام والليالي بسفوره ، وتتجلى برؤيته الظلم إنجلاء الصباح من ديجوره ، ويخرج من سرار الغيبة فيملأ القلب بسروره ، ويسري عدله في الآفاق أضوء من البدر المنير في مسيره " ، إنظر الفصول المهمة : فصل 12 / 291 ( طبعة النجف / مطبعة العدل ).
(43) - ذكر المؤلف عشرين مصدراًً لأكابر علماء العامة ، رووا فيها ، عن الصحابة أخبار المهدي المنتظر (ع) وقال : " إنها متواترة عندهم " ، إنظر : نظم متناثر من الحديث المتواتر : 225.
(44) - إنظر : مجلة الجامعة الإسلامية / ذي القعدة ـ 1389 هـ : 162.
(45) - أشراط الساعة ( من كليات رسائل النور ـ الشعاع الخامس ) بديع الزمان سعيد النورسي.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:28 PM   #5
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( إبراهيم زنكو )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته :ولد الأخ ابراهيم زنگو بمدينة كينشاسا عام (1969م) في الكونغو ، وقد ترعرع في أحضان عائلة مسيحية بروتستانتية المذهب ذات نزعة متشددة.

مع الإنجيل ! : إن الذين قرأوا الكتاب المقدس - بعهديه القديم والجديد - ودققوا في فقراته ، وكانوا موضوعين في حكمهم ، أكدوا أن في مطاوي هذا الكتاب كلام لا يمكن نسبته لله تعالى وبالتالي التعبير عنه ( بمقدس ) لما فيه من قصص الأنحلال ، والتحفيز على الاثارة .... رغم أنهم - أي النصارى - يدعون الروحانية والزهد والعزوف عن الدنيا ، فهم يقولون : إنه الإيمان !! لا نقاش في ما كتب .... عليك بالتقديس وعدم الخوض في المحتوى ....

هذه التعليمات وغيرها بشأن الإنجيل ، صدرت للأخ إبراهيم منذ الصغر ، وأخبره أبواه أنه إذا عبث بالكتاب المقدس ومزق أوراقه فسوف يجن! ، وبقيت هذه التعليمات عالقة في ذهنه ، ولأن الإنسان ( حريص على ما منع ) فقد عمد في أحد الأيام إلى أخذ الكتاب المقدس خلسة ومزق أوراقه ليرى صحة إدعاء ذويه ، ومرت الأيام وإذا به لم يجن ، بل أخذ يتفوق في الدراسة حتى حصل على شهادة في مادتي الفيزياء والرياضيات من كلية العاصمة كينشاسا.

إذا كان.. فمن هي؟! : وفرت الدراسة الدينية الإجبارية في المراحل الإبتدائية والثانوية للأخ إبراهيم زنگو ، فرصة لا بأس بها للإطلاع على العقائد المسيحية ، عن كثب ، فأثارت في نفسه العديد من التساؤلات التي كان أما إن لا يجد لها جواباً أصلاًً أو إن الجواب ضبابي وغير واضح ، فيقول : ( لقد كنت اسأل كثيراًً ، ولعل أكثر سؤال رددته هو : إذا كان لله تعالى ولد .... فمن هي زوجة الله ) ، وهذا سؤال طبيعي ، حسب النظرية القائلة بأن المسيح إبن الله - تعالى عما يقولون - وهكذا بقي ويبقى هذا السؤال دون جواب.

نقطة التحول : لقد كان من جملة المدرسين الذين درسوا الأخ إبراهيم أستاذ سوري مسلم ، فعمق إبراهيم علاقته بهذا الأستاذ ليعرف كيف ينظر الإسلام والمسلمون لله وكيف يصورنه تعالى؟.

وقد كان الأستاذ من إتباع مدرسة أهل البيت (ع) أي لا يتصور ربه تعالى كما يتصوره المجسمة والحشوية و .... من المذاهب الأخرى ، وبدأ يسأل أستاذه ، عن الله سبحانه وتعالى ، فبين له الأستاذ إعتقاد المسلمين بالله عز وجل ، وصفاته وأفعاله ، كما زوده بمجموعة من الكتب العقائدية ، فقرأها وبدأ يناقش الأستاذ ، وهذا يجيبه .... وأخذ يحلل ما توصل اليه ويقارنه مع ما يعتقد به ، فوصل إلى أن ما يؤمن به هو الباطل وإن الإسلام هو الحق ، فإعتنق الإسلام في مسجد للمسلمين في العاصمة كينشاسا.

يقول الأخ إبراهيم زنكو : ( من الأمور المهمة التي أثرت في نفسي وجعلتني إعتنق الإسلام ، مسألة التوحيد ، خصوصاً الإستدلال العقلي المتين الذي يثبته به أهل البيت (ع).

وقد كان هذا الأمر - أي تشرفه بالإسلام - في أواسط الثمانينيات ، فتعرض إثر ذلك الى مضايقات ومصاعب خصوصاً من أهله ، فطرده والده من البيت ، ألا إن ذلك لم يفت في عضده ولم يجعله يقطع الصلة بهم تماماً فكان يتردد عليهم بين الحين والآخر - وهذا ما يأمر به دينه الحنيف - حتى تمكن من إعادة العلاقة بأهله.

دوره في البيت والمجتمع : بعد إتساع معلوماته وإطلاعه على مبادئ الإسلام وبالخصوص مبادئ أهل البيت (ع) وتأثره بها ، بدأ بالأنفتاح على أفراد عائلته وتجاذب أطراف الحديث معهم حول إعتقاده وإعتقادهم ، حتى تمكن من التأثير على إثنين من أشقائه فأسلموا على يديه وتسمّو بأسماء ( حسين ومسلم ) ، ولم يكتف بذلك إذ تمكن بفضل الله تعالى من هداية أربعة من أصدقائه لدين الحق.

هذا وما زال الأخ ابراهيم زنكو يواصل دراسته الحوزوية التي أمضى فيها أربعة سنوات ، كما يمارس دوره التبليغي هناك علماً إنه يحسن اللغات التالية : ( العربية ، الفرنسية ، الإنكليزية ، السواحيلية ) مما جعله أكثر فاعلية وتأثير في الناس.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:28 PM   #6
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي

( أبوان ( أبي ذر ) )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولد أبوان في المملكة البولندية عام (1330 هـ) ، من أبوين مسيحيين وبعد مضي فترة من عمره دخل إحدى المدارس ثم غادر الى روسيا لإكمال دراسته فيها ، وقد شاهد أن النظام التدريسي يعارض الدين ، فقرر ترك المدرسة ومن ثم مغادرة روسيا.

في السجن : غادر أبوان البلاد الروسية قاصداً إيران ، ألاّ إن سفره لم يكن بصورة قانونية ، فقبض عليه حرس الحدود وأودعوه السجن ، بقي في الحبس مدة ( 19 ) يوماًً ، وتعرف خلال هذه الفترة على سجينين مسلمين ، أحدهما شيعي إيراني والآخر سني تركي ، وقد كان يستمع لما يدور بينهما من أحاديث حول وضع الإسلام والمسلمين ، وكذلك حول نقاط الإختلاف بين الفريقين ، مما وفر له فرصة ـ مجانية وسانحة ـ مكنته من الإطلاع على بعض معتقدات الطرفين ، وقد كانت من أشد نقاط الإختلاف التي تناظر فيها هذين السجينين هي مسألة الخلافة ، يقول الأخ أبوان : ( رأيت المسلم السني يتحامل على المسلم الشيعي ، وينسبه الى المروق من الدين ، عجبت من ذلك ، وقلت : في نفسي : كيف ينسبه الى ذلك ، وهما سيان في العقيدة؟!! ، سألت الشيعي عن سبب ذلك ، فقال : إننا معاشر الإمامية نقول بخلافة رجل ( هو صهر نبينا ، وإبن عمه ، وهو الخليفة بعد النبي (ص) بلا فصل ، وهو الإمام علي بن أبي طالب (ع) وهذا ـ السني ـ ينفي خلافته ، وهذا سبب تحامله عليّ ، ونسبته لي الى المروق من الدين ) وقد درات أحاديث أخرى بينهما بهذا الخصوص ، وهكذا عرف وزن الإمام أمير المؤمنين (ع) في قبال غيره من الصحابة لا سيما الذين نزوا على الخلافة قبله.

سؤال وجواب : وهنا توجه الأخ أبوان الى المسلم السني بالسؤال وقال له : ( نحن الآن في السجن ثمانية رجال ، ولو فرضنا أن لك بنتا واحدة ، فخطبها منك كل منا ، كنت تزوجها أيا منا؟! ، فأجاب : أزوجها أعلمكم وأكرمكم ـ وعدد خصالاً حميدة ـ فأجبته : فقد إثبت بنفسك أفضلية علي على غيره من الصحابة ، إذ لم يزوج النبي إبنته فاطمة إلاّّّ إلى علي ( مع تقدم غيره من الصحابة عليه في خطبتها منه ) فلم يرد علي جواباً ) ، فقد أفحمه ، وأدانه من فمه.

نقطة التحول : ولدت هذه المحاورة إنعطافة في نفسه ، ومنذ ذلك الوقت عاهد ربه في نفسه ، إن خرج من السجن ـ وقد حدد في نفسه الموعد ـ أن يدخل الى إيران ، ويعتنق الدين الإسلامي ، وبالخصوص مذهب أهل البيت (ع) وما إن حل ذلك ، حتى صدرت الأوامر بالإفراج عنه بلا تحقيق ، ولم يصدق حتى وجد نفسه حراً طليقاً ، وبالفعل دخل إلى إيران ليفي بوعده ، فأعلن إسلامه وإعتناقه لمذهب التشيع أمام العلاّمة الشيخ مرتضى الإشتياني ، فسماه الشيخ الإشتياني بـ ( أبي ذر ) بدلاً من ( أبوان ).


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:29 PM   #7
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( أبو القاسم محمد أنور كبير )

البطاقة الشخصية
مولده ونشاته : ولد عام 1970م في بنغلادش ، نال في مجال الدراسة الأكاديمية شهادة الليسانس في العلوم الزراعية ، وشهادة الليسانس في العلوم السياسية والثقافة الإسلامية ، تشرف بإعتناق مذهب أهل البيت (ع) عام 1991م بمدينة ( دكا ) البنغلادشية ، متحولاً من الوهابية.

التأمل في التاريخ الإسلامي : يقول الأخ أبو القاسم : نشأت في أوساط عائلة متدينة ومحافظة ، تعتقد أن الإلتزام بالتعاليم الدينية والإرشادات الإسلامية أمر أساسي لايمكن غض الطرف عنه ، فكانت المعارف الدينية الأولية في الأصول والفروع عندي مستوعبة وواضحة ، بحيث تركت الأثر على سيرتي فيما بعد ، ومن جراء تلك التربية تأصلت عندي هواية قراءة التاريخ الإسلامي ، لاسيما المرتبطة بحياة الصحابة والخلفاء ، فكنت أتمتع عند قراءة سيرة النبي الكريم (ص) والخلفاء وقصص سائر الأنبياء (ع) لكن ثمة أمور كانت تكدر صفو هذه الهواية ، وتجعلني أعيش حالة الإستغراب والإشمئزاز من بعض القضايا التي أقرؤها!.

بدء التعرف على الشيعة : يضيف الأخ : بعد مضي سنوات عديدة من تخرجي عملت مترجماً في بعض الصحف ودور النشر البنغالية ، فإتفق أن إطلعت على ترجمة لكتاب تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي ، فوجدت منهجه يختلف ، عن التفاسير التي قرأتها من قبل! فوجدته تفسيراً جديداً في الإسلوب ، يجمع بين الحداثة والتقليد ، وكان هذا أول كتاب شيعي يقع بيدي ، وعند قرأتي لبحوثه التاريخية إندفعت لتجديد النظر في معتقداتي السابقة كما عثرت من خلاله على أجوبة الأسئلة التي كانت عالقة في ذهني في خصوص عهد عثمان بن عفان.

بنو أمية في مسار التاريخ : إن المدقق في تاريخ الأمويين ومن سار في مسارهم ، يجد أنهم حاولوا إلصاق أنفسهم برسول الله (ص) بشتى السبل ، فبينوا أنهم من قريش ومن نفس سلالة النبي (ص) ! وطرحوا معاوية خالا للمؤمنين! ووصفوا عثمان بذي النورين ـ لتزويجه إثنين من ربائب النبي (ص) ـ وغير ذلك ، ولما وجدوا أن عثمان بوصفه أحد الخلفاء الراشدين عند أبناء العامة أكثر قبولاً عند المسلمين حاولوا الولوج من خلاله ، فأغروا الوضاع والمزورين والأفاكين ليضعوا المناقب والفضائل له!.

كما في قول أبي هريرة : دخلت على رقية بنت رسول الله (ص) إمرأة عثمان وبيدها مشط ، فقالت : خرج رسول الله (ص) من عندي آنفاً ، رجلت رأسه ، فقال لي : كيف تجدين أبا عبد الله ـ عثمان ـ ؟ ، قلت : بخير ، قال : إكرميه فإنه من أشبه أصحابي بي خلقاً ، وكذبه واضح! فقد علق الحاكم على هذا الحديث بقوله : هذا حديث صحيح الإسناد واهي المتن! فإن رقية ماتت سنة ثلاث من الهجرة عند فتح بدر ، وأبو هريرة إنما أسلم بعد فتح خيبر سنة سبع! ، كما علق الذهبي عليه بالقول : صحيح منكر المتن ، فإن رقية ماتت وقت بدر ، وأبو هريرة أسلم وقت خيبر! ، وقس على ذلك بقية مناقب عثمان ومن يلوذ به.

حقيقة قرابة بني أمية من النبي (ص) : إن بني أمية ضربوا على وتر القربى مع النبي (ص) ليوهموا الناس ـ خصوصاً أهل الشام ـ بأنهم من سلالة رسول الله (ص) فكانوا يدعون الإلتقاء معه في جده عبد مناف ، وهذه الوصلة محل ريب! ، فإن أمية كان عبداً رومياً تبناه عبد شمس ، وكان من عادة العرب أنهم ينسبون اللحيق الى المستلحق ، بحيث يترتب على ذلك الإستلحاق آثار البنوة.


ويشهد لذلك قول أبي طالب (ع) في بني أمية : قديماً أبوهم كان عبداً لجدنا بني أمة شهلاء جاش بها البحر ، وأبو طالب هو من أعرف الناس بأنساب قومه ، كما إنهم لم يعترضوا عليه ولم يردوا مقالته هذه ، إذ ليس لهم سبيل إلى إنكارها ، ويدعم هذا الأمر أيضاًً ما أشار إليه أمير المؤمنين (ع) في الكتاب الذي وجهه إلى معاوية ، إذ ذكر فيه : وليس الصريح كاللصيق إجابة على كتاب معاوية الذي يقول فيه : أنا وأنتم من بني عبد مناف.

فمسألة الإستلحاق كانت معروفة عند العرب ، ومن هذا القبيل نسب ذكوان ـ على قول ـ إلى أمية عندما تبناه وكان عبداً له ، ولكن بني أمية إتخذوا مسألة كونهم من قريش دثاراً لأفعالهم الشنيعة التي ظهرت ملامحها بوضوح أيام عثمان ، لأنهم أصبحوا زمرة محيطة به بإعتبارهم عصبته وعشريته ، فسيطروا عليه ووجهوه حيثما شاؤوا!.

نقمة المسلمين على عثمان : عندما أمعن المسلمون النظر في تصرفات عثمان ، عرفوا بوضوح أنه غير أحكام الله ، وعطل حدود كتابه ، وبدل سنة نبيه (ص) وأهان القرآن ـ بحرقة للمصاحف الشريفة ـ فثارت ثائرتهم ضده.

وكان من جملة الأمور التي سببت نقمة المسلمون على عثمان :

1 ـ إيوائه للمرتدين وطرداء الرسول (ص) : فقد فسح عثمان المجال للمرتدين والملعونين على لسان النبي (ص) في أيام حكومته وأعطاهم المناصب! وكان منهم عمه الحكم بن العاص ـ طريد رسول الله (ص) ـ إذ رده إلى المدينة معززا مكرماً ، ومنحه مائة الف درهم من بيت مال المسلمين! ، حتى جاء إليه الإمام علي بن أبي طالب (ع) وجمع من الصحابة ، كعمار بن ياسر وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف ، وقالوا له : إنك أدخلت الحكم ومن معه ، وقد كان النبي (ص) أخرجهم ، وأنا نذكرك الله والإسلام ومعادك فإن لك معاداً ومنقلباً ، وقد أبت ذلك الولاة قبلك .... ، فهذا الوزغ الذي كان من أشد الناس إيذاء وإستهزاء بالنبي الكريم (ص) قد لعنه رسول الله (ص) في عدة مواقف ، منها قوله : (ص) : ليدخلن الساعة عليكم رجل لعين ، فدخل الحكم بن العاص ، وقوله : (ص) عندما إستأذن الحكم بن العاص يوماًً في الدخول عليه : إئذنوا له ، لعنة الله عليه وعلى ما يخرج من صلبه إلاّ المؤمنين وقليل ماهم ، وقوله : (ص) عنه : لايساكنني في بلد أبداً ، ولكن عثمان لم يعبأ بقول رسول الله (ص) فآوى أعداءه!.

2 ـ إتخاذه أحد المرتدين وزيراًًً له : فقد إتخذ عثمان المرتد والمفتري على الله الكذب عبد الله بن أبي سرح وزيراًًً له ، ثم ولاه مصر لأنه كان أخ له من الرضاعة! ، في حين أن رسول الله (ص) أباح دمه وأمر بقتله ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة ، فخالف عثمان ذلك كما خالف قوله تعالى : لا تجد قوماًً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم.

3 ـ تولية أحد الفساق على الكوفة : فقد ولى عثمان أخاه لأمه الفاسق الوليد بن عقبة الكوفة ، وأطعمه هذه الولاية لتلجلج بيتين في صدره! ، وكان نتيجة ذلك أن صلى الوليد بالناس صلاة الصبح وهو سكران أربع ركعات ، وقرأ فيها رافعاً صوته :

علق القلب الربابا * بعدما شابت وشابا
فنبهه الناس بأنه صلى الصبح أربع ركعات ، فأجاب : هل تريدون أن أزيدكم؟! ثم تقياً في المحراب على أثر سكره ، وكان شغوفاً بساحر يلعب بين يديه فكاد أن يفتن الناس به ، حتى جاء إليه جندب فقتله قياماً بأمر الشريعة ، ومن أفعاله أيضاًً منادمته لأبي زبيد الطائي النصراني ، حيث كان يمر الطائي إليه في المسجد الشريف ويسمر عنده ويشرب معه الخمر ، ولم يبالي عثمان بكل هذا ، بل كان يدافع عنه! ، وذلك عندما خرج رهط من أهل الكوفة إلى عثمان شاكين إليه أفعال إبن أمه ، أراد أن ينكل بهم ، وسمعت عائشة بذلك فأنكرت عليه ، وكانت من أشد الناس عليه! ، حتى أنها أخرجت ثوباًً من ثياب رسول الله (ص) فنصبته في منزلها ، وجعلت تقول للوافدين عليها : هذا ثوب رسول الله (ص) لم يبل ، وعثمان قد أبلى سنته ، وسخطت عليه حتى بعد مقتله! إذ قالت : عندما بلغها مقتله وهي بمكة : أبعده الله ، ذلك بما قدمت يداه وما الله بظلام للعبيد ، وفي لفظ آخر : أبعده الله ، قتله ذنبه ، وأقاده الله بعمله.

4 ـ إتخاذه أحد الملعونين وزيراًًً له في الحكم : فقد إتخذ عثمان إبن عمه اللعين مروان بن الحكم وزيراًًً وصهراً ، مسلماًً له زمام الأمور حتى أصبح مروان يسوقه حيث يشاء ، وقد شهد القريب والبعيد بذلك ، فقال عبد الرحمن بن الأسود : قبح الله مروان! خرج عثمان إلى الناس فأعطاهم الرضا ، وبكى على المنبر ... ودخل بيته ، ودخل عليه مروان ، فلم يزل يفتله في الذروة والغارب حتى فتله ، عن رأيه وأزاله عما كان يريد.

وعاتب الإمام أمير المؤمنين (ع) عثمان على إنقياده لمروان قائلاً : أما رضيت من مروان ولارضي منك إلاّ بتحرفك ، عن دينك وعن عقلك ، مثل جمل الظعينة يقاد حيث يسار به ، والله ما مروان بذي رأي في دينه ولا نفسه ، وأيم الله ، إني لأراه سيوردك ثم لايصدرك.

وورد أيضاًً ، عن الإمام علي (ع) أنه قال لعبد الرحمن بن الأسود حول عثمان : يلعب به مروان! فصار سيقة له يسوقه حيث شاء ، بعد كبر السن وصحبة رسول الله (ص) ، وقالت له زوجته نائلة : أطعت مروان يقودك حيث شاء.

ولكن عثمان لم يقف على هذا فقط ، بل قرب مروان ـ صهره ـ وحباه ما لم يخطر بباله ، وكتب له خمس مصر ، وسلمه خمس غنائم أفريقية ، كما أقطعه فدكاً التي غصبت من فاطمة الزهراء (ع) التي نحلها رسول الله (ص) لها! ، فكانت مقاليد الأمور بيد مروان ، يدير أمور المسلمين على ضوء ما يبتغيه ، حتى وصل به الحد إلى التمادي على المسلمين أيام الفتنة ، حيث قال : ما شأنكم قد إجتمعتم كأنكم جئتم لنهب! شاهت الوجوه! كل إنسان آخذ بإذن صاحبه إلاّ من أريد! جئتم تريدون أن تنزعوا ملكنا من أيدينا! أخرجوا عنا ، أما والله لئن رمتمونا ليمرن عليكم منا أمر لايسركم ، ولاتحمدوا غب رأيكم ، إرجعوا إلى منازلكم ، فإنا والله مانحن مغلوبين على ما في أيدينا.

5 ـ تسليط أقربائه على رقاب الناس : فقد سلط عثمان أقرباءه من بني أمية وآل أبي معيط على رقاب الناس ، وفسح لهم المجال ليفعلوا ما يشاؤون! فجسد مقوله عمر بن الخطاب بحذافيرها ، حيث قال : لو وليها لحمل بني أبي معيط على رقاب الناس ، ولو فعلها لقتلوه.

وكما قال الإمام أمير المؤمنين (ع) في خطبته المعروفة بالشقشقية :.... إلى أن قام ثالث القوم نافجا حضنيه بين نثليه ومعتلفه ، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع ، إلى أن أنتكث فتله ، وأجهز عليه عمله ، وكبت به بطنته ، فهذه كانت صفة بطانته وولاته ، وهم لايصلحون لقيادة أمور المسلمين ولا يأتمنون عليها ، فلم يكن فيهم إلاّ ملعون أو فاسق أو مرتد أو غر لاخبرة له بأمور العباد وسياسة البلاد.

6 ـ نفيه لجملة من كبار الصحابة وإنتهاك حرمتهم : فقد إنتهك حرمة الصحابي الجليل عمار بن ياسر ، وذلك عندما وقف عمار بوجهه ليحد من تماديه وإمتهانه للمسلمين ، فقال له عثمان : هذا مال الله ، أعطيه من أشاء وإمنعه من أشاء! فأرغم الله أنف من رغم أنفه ، فقام عمار بن ياسر فقال : أنا أول من رغم أنفه من ذلك ، فقال له عثمان : لقد إجترأت علي : يابن سمية! فوثبوا بنو أمية على عمار فضربوه حتى غشي عليه ، فقال : ما هذا بأول ما أوذيت في الله.

وذكر أنه حينما ضرب عمار أصيب بفتق في بطنه وإنكسرت أحد أضلاعه! ، ولايخفى أن عمار قال : في حقه رسول الله (ص) : ملىء عمار إيماناً إلى مشاشه ، وقال (ص) : أيضاًً فيه : من سب عماراًً يسبه الله ، ومن ينتقص عماراًً ينتقصه الله ، ومن يسفه عماراًً يسفه الله ، كما إنتهك عثمان حرمة الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري ، حينما أمر أن يؤتى به بحالة مزرية إلى المدينة من الشام التي نفاه إليها من قبل ، ثم نفاه إلى الربذة فيما بعد ، فمات فيها وحيداً غريباً! ، وما ذلك إلاّ لقوله الحق وأمره بالمعروف وإنكاره للباطل.


وقد قال رسول الله (ص) في حقه : ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر ، وكذلك إستدعى عبد الله بن مسعود وأحرق مصحفه وحرمه من عطائه ، وسير عامر بن عبد قيس ونفاه من البصرة إلى الشام لتنزهه ، عن أعماله ، ونفى غير هؤلاء من بلدانهم إلى البلاد الأخرى ، كمالك الأشتر النخعي ، ومالك بن كعب ، وكميل بن زياد ، وثابت بن قيس ، وصعصعة بن صوحان ، وعمرو بن الحمق الخزاعي ، وغيرهم لإنكارهم سوء تصرف ولاته ، كعامله في الكوفة سعيد بن العاص الذي قال : إنما هذا السواد بستان لقريش ، فقال له الأشتر : أتزعم أن السواد الذي أفاءه الله علينا بأسيافنا بستان لك ولقومك؟!.

7 ـ التلاعب بمقدارت المسلمين : فقد تصرف عثمان في بيت مال المسلمين على ضوء ما يبتغيه ، وآثر أهل بيته وأقرباءه به ، فجر ذلك عليه الدواهي ، وقد تناقل هذا الأمر الركبان لظهوره! ، فمنح عمه الطريد الحكم بن العاص عشرات الآلاف من الدراهم ، ووصل خالد بن أسيد بصلة قدرها أربعمائة الف درهماًً ، وأقطع إبن عمه الحارث بن الحكم سوقاً بالمدينة وهو موضع تصدق به رسول الله (ص) على المسلمين ، كما منح قسماً من إبل الصدقة لآل الحكم ، وقسم حلية من الذهب والفضة بين نسائه وبناته ، وأنفق من بيت المال في عمارة دوره وضياعه ، وخصص المراعي لنفسه دون إبل الصدقة! ، وقد ورد عن الصعب بن جثامة أن رسول الله (ص) قال : لا حمى إلاّ لله ورسوله.

مواجهة الواقع بروح بناءة : يقول الأخ أبو القاسم : جعلتني هذه الأمور التي قرأتها ، عن عثمان مذهولاً متحيراً! ، فقلت : في نفسي فأين العدالة في التقسيم ، وأين السابقة في الإسلام ، وأين الحرص على منافع الأمة؟!.

ومما زاد في إمتعاضي من هذه التصرفاًت ، التوجيه اللاعقلأني الذي قاله البعض لتبرير أفعال عثمان أو تصرفاًت ولاته ، فقررت العكوف على قراءة هذه الفترة الحساسة من تاريخ المسلمين ، وإذا بي أكتشف أموراً جديدة لم أتصور أن الخليفة يغض النظر عنها أو يتساهل فيها ، بل تبين لي أن بعضها كانت بأمره!!.

ويضيف : لقد إنهارت الهالة القدسية التي كنت أراها لهذا الرجل ، ولاسيما بعد إطلاعي على عدم إقتصاصه من عبيد الله بن عمر بن الخطاب ، عندما قتل ثلاثة أنفس! ، كما قد هز مشاعري النص الذي وجدته في طبقات إبن سعد الذي يذكر فيه : أن عثمان عندما إلتقى بعبيد الله بعد صدور فعلة الشنيع ، قال له : قاتلك الله قتلت رجلاًًً يصلي وصبية صغيرة وآخر من ذمة رسول الله (ص) : ما في الحق تركك ، ـ يقول الراوي ـ فعجبت لعثمان حين ولي : كيف تركه! ولكن عرفت أن عمرو بن العاص كان دخل في ذلك فلفته ، عن رأيه ، فإستغربت حقاً من هذا الكلام! وعجبت كيف سمح عثمان لنفسه أن يعفوعن قاتل بمجرد تدخل أحد الصحابة!.

ثم قلت : في نفسي : وما كان ذنب هذه الصغيرة وكيف سمح عثمان لنفسه أن يذهب دمها هدراً من دون إقتصاص من قاتلها؟! ، فثبت عندي أن عثمان أعرض ، عن محكم كتاب الله بتصرفه هذا ، وأعرض ، عن صريح سنة نبيه (ص) وخضع لرأي رجل واحد في تركه للقصاص!.

ومن هذه المسألة ومسائل أخرى كحادثة كربلاء الدامية ، وظلامة العترة الطاهرة ، وتغييب آل البيت (ع) تبين لي أن عترة الرسول (ص) الذين طهرهم الله من الرجس أحق بالخلافة من غيرهم ، وأن التمسك بغيرهم يأخذ بيد الإنسان ، إلى الضلال ، فلهذا تركت معتقداتي الموروثه وأعلنت إستبصاري عام 1991م في العاصمة ( دكا ).


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:29 PM   #8
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( أحمد كواسي حنيف )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولد الأخ أحمد كواسي حنيف عام (1956م) في جزيرة ترينيداد الواقعة في البحر الكاريبي ، معروف أن هذه المنطقة من العالم من المناطق القلقة والمضطربة سياسياً لا سباب عديدة ، ولأجل الحصول على الإستقرار يلجأ كثير من أبناء هذه المنطقة إلى الهجرة خصوصاً إلى الولايات المتحدة وكندا ، وقد هاجر الأخ أحمد كواسي حنيف الى كندا ، فإستغل وجوده هناك في تنمية معلوماته ومواصلة دراساته فحصل على شهاد الليسانس في العلوم السياسية وكذلك على شهادة في علم النفس.

البداية : لا يخفى على أحد معاناة السود في القارة الإمريكية ، فهؤلاء المنحدرون من أصول إفريقية إنما جاؤا إلى إميركا بعنوان عبيد ورقيق جلبهم التجار الأوربيون أيام الإستعمار البريطاني والفرنسي والبرتغالي و ... لأفريقيا ومن حينها بدأت معاناتهم مع البيض شأنهم في ذلك شأن الهنود الحمر وبقية السكان الأصليين في هذه المناطق ، وبمرور الزمن أصبحوا جالية كبيرة لا يستهان بها رغم ما تتعرض له من إضطهاد وتمييز و ... وهذا ما أثر بالتالي سلبا على الهوية الحقيقة للسود ، يقول الأستاذ أحمد في هذا الصدد : ( إن السود هناك ليسوا مظلومين إقتصادياً فقط بل وثقافياً ، فقد أضاعوا إنتماءهم الإفريقي ولم يجدوا هوية أوربية أو إمريكية ، فكان لابد لهم من البحث عن هوية أخرى )!.

وبإعتباره أسوداً فقد عانى كغيره من السود ، مما حدا به إلى تتبع ودراسة الإطروحات السماوية والوضعية - كالشيوعية - وتنقل بين أرجائها عله يجد ضالته ليعرف بالتالي إنتماءه وعلى أي أساس يكون الإنتماء؟.

الإسلام لا غير : ووصل به المطاف في البحث والتحقيق إلى أن يعتنق الإسلام فهو المرفأ الذي تؤي اليه السفن وتنجوا بالرسو فيه.
ويذكر الإستاذ أحمد سبب إقبال السود عموماً - وهو على وجه الخصوص - على الإسلام ، فيقول : ( إن الإسلام أكثر دين ينتشر في إميركا خاصة بين السود ... وهذا الإنتشار يعود إلى أن الإسلام لا يشمل طبقة معينة فهو لكل الطبقات خصوصاً المستضعفين ، ولأن السود أضاعوا إنتماءهم فإن الإسلام هناك يمثل توازنا لهم مع الهوية المسيحية الغربية ، لأن المسيحية تعطي السود هوية غربية [مادية] أما الإسلام فإنه يمنحهم شخصية ربانية ).

ويضيف سبباًً آخر لإقبال السود على الإسلام ، إلاّ وهو الصحافة والأعلام فيقول : ( تصور الصحافة الإسلام بصورة سيئة ، إلاّ أن السود وغيرهم لا يطالعون الصحف لأنهم يعتبرونها عدوة لهم شأنها في ذلك شأن كل ما يرتبط بالدولة )!!.

ومع الأسف أثر ضيق الأفق الذي يخيم على البعض على مجمل علاقاته عندما هجره وتركه كثير من الأصدقاء بسبب إسلامه ، وهذه واحدة من مفارقات ذاك العالم الذي يدعي إطلاق الحرية ولا سيما في الأفكار والمعتقدات!.

نقطة التحول : ولأجل الصمود وبالتالي الهداية للغير زاد الأستاذ أحمد من مطالعته حول الدين الإسلامي ، وهنا لمس حقيقة من نوع آخر ، هذه الحقيقة التي تمثل الإسلام المحمدي الأصيل فكانت سبباًً في تصحيح إنتمائه ، ولهذا يذكر الأسباب التي دعته إلى إعتناق مذهب أهل البيت (ع) فيقول : ( وجدت أن هذا المذهب ينافس بقية الأيديولوجيات المعاصرة في عالم السياسة ، كما إن هذا المذهب قادر على الدفاع عن نفسه وذلك بالإرتكاز إلى مبادئ الإسلام المتينة ، كما إنه إثبت إنه قادر على صنع مجتمع إسلامي في هذا العصر ، وخلاصة القول : أن هذا المذهب حقق نجاحاً باهراً في هذا العالم في القرن العشرين ).

ويضيف سبباًً ثانياً وهو تأثره بعدة كتب منها :

1 - تاريخ الشيعة من الإمام علي (ع) إلى الإمام الصادق (ع).
2 - الشيعة للعلامة الطباطبائي.
3 - أصل الشيعة لكاشف الغطاء.
4 - الإرشاد للشيخ المفيد.
5 - المراجعات للسيد شرف الدين.

فوجد أن في التاريخ الإسلامي جناحان :

الأول : جناح أهل البيت (ع) وأشياعهم وهو يمثل جناح الجهاد والرفض للظلم والإستعباد.
الثاني : جناح السلطة وإتباعها ومن لا يرى الخروج عليها.

فكانت ثقافة عاشوراء وثقافة الشهادة المتمثلة بأئمة أهل البيت (ع) هي الجناح الأقوى الذي يحلق به الإسلام في سماء هذا الكون.

نشاطاته :

1 - يمارس التبليغ في كندا أحياناًً بين المسلمين السود.
2 - يلقي محاظرات في الجامعات والمعاهد الدراسية العليا.
3 - له حصيلة دراسية حوزوية قوامها الفقه والعقائد والتاريخ.
4 - له مقالات إسلامية عامة غيرمختصة بمذهب ما.

دوره في الهداية : تمكن بفضل الله تعالى من هداية أربعة أشخاص ( رجلان وإمرأتان ) هذا بالإضافة إلى إستبصار أخيه معه في نفس الوقت ( عام 1982 في جامعة يورك بمدينة تورنتو الكندية ).


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:30 PM   #9
فارس النور

موالي جديد

معلومات إضافية
رقم العضوية : 357
تاريخ التسجيل: 2012/08/06
الدولة: Saudi Arabia Katif
المشاركات: 24
فارس النور غير متواجد حالياً
المستوى : فارس النور is on a distinguished road




عرض البوم صور فارس النور
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الف شكر وتحيه لك ياأخر بشار ع الطرح الرائع وربي يعطيك العافيه
ولك مني أجمل خالص تحياتي


رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:30 PM   #10
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( أسامة حسين سالم )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته :ولد عام 1978م بمدينة كيغوما التنزانية ، درس في المدارس الدينية الوهابية ، كان إعتناقه لمذهب أهل البيت (ع) عام 1993م في مسقط رأسه ، على أثر مطالعته لكتب الشيعة وبالأخص كتب المستبصرين.

الفرق بين أن ترى وأن تسمع : يقول الأخ أسامة : كنت أدرس في مدرسة التوحيد الدينية الوهابية كأي طالب يدرس في هذه المدرسة ، وكنت أدرس العلوم والأمور العقائدية التي حددها السلف بخطوط حمراء ، ولم يفسح لنا المجال للإستفسار وإبدأء الرأي فيما يتجاوزها ، وطالما كان يطرق سمعي في تلك الأجواء الحديث عن الشيعة وما يشنع عليهم ، فأحببت أن أقف بنفسي على حقيقة أمرهم.

فكانت أولى خطوات بحثي هو الإستفسار من أحد أساتذة المدرسة حول عقائد الشيعة ، فأجابنى قائلاً : إنهم مسلمون ومشكلتهم هي سجودهم للتربة ، وتجويزهم نكاح المتعة و ... ، ورغم ذلك يعتبرون طائفة لها مكانتها العلمية والثقافية في العالم الإسلامي.

ومن هناك إنطلقت لأتعرف على حقيقة الأمر ، فكان لابد لي : من التحري والبحث بنفسي ، ووجدت أفضل الطرق للتعرف على الشيعة في بلدنا هو الذهاب إلى مسأجدهم ، وبالفعل توجهت ذات يوم نحو أحد مساجد الشيعة وصادف وقت صلاة المغرب ، فأديت الصلاة معهم جماعة وكنت أراقبهم لأرى كيفية صلاتهم وسجودهم للتربة ، ولكني رأيت الأمر بخلاف ما حدثنا به مشايخنا ، لأني وجدت البعض يسجدون على ورق الأشجار والبعض الآخر يسجد على الأخشاب! فعدت إلى أستاذي مستفسرا منه حقيقة الأمر؟! فأجابني مستغرباً : لعلهم غيروا طريقة سجودهم!.

الخطوات الأولى لمعرفة التشيع : لم أقتنع بمقولة أستاذي ، وللمزيد من الإطلاع قررت الإلتحاق بمدرسة ( دار الهدى ) الشيعية ، وبصورة غير علنية لعلي أصل إلى حقيقة أمر هذه الطائفة من خلال دراسة كتبهم ومؤلفاتهم ، وبعد فترة من التحاقي بها أخبرت والدي بالأمر ، فقال لي : بني أبذل قصارى جهدك في البحث وتعرف على المذاهب وأستمع إلى أقوالهم واتبع أحسنهم ، فشجعني قول أبي للمطالعة والبحث ، وأخذت أقارن بين عقائدي وعقائد المذهب الجعفري.

الشيعة وسجودهم على التربة : ومن المسائل التي أحضرتها على طاولة البحث ، مسألة مايصح السجود عليه في الصلاة وما لايصح : فوجدت الشيعة الإمامية قد أجمعت على عدم جواز السجود إلاّ على الأرض ، كالتراب والرمل والحجر وما شابه ذلك ، وكذا على ما إنبتت الأرض من غير المأكول ولا الملبوس ، وأنه لايجوز السجود على ما خرج عن إسم الأرض من المعادن كالذهب والفضة والنحاس ، ولا على الملابس والقماش والفراش كالسجاد ، ولا على الصوف والجلد ونحوها.

أدلة حصر السجود على الأرض : إن دليل الحصر هذا ، هو جملة من المرويات الواردة عن رسول الله (ص) بطرق وردت عن أهل البيت (ع) خاصة ، وأخرى ذكرها مخالفوهم ، فمنها :

أولاًًً : الحديث المتواتر ، عن رسول الله (ص) حيث قال : جعلت لي الأرض مسجداًً وطهوراًً ، وماله من ألفاظ وأسانيد متعدده ، ودلالة هو جواز السجود على الأرض ، ومما يؤيد كون المراد بالمسجد هو محل السجود : حديث أبي إمامة الباهلي ، عن رسول الله (ص) : ... وجعلت الأرض كلها لي ولأمتي مسجداًً وطهورا ، فأينما أدركت رجلاًًً من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره ، الدال على أنّ المراد من المسجد ليس هو المصلى ، بل المراد هو موضع السجود ، أي جعلت الأرض محل السجود.
وقد ذكر هذا المعنى شمس الحقالآبادي قائلاً :.... ومسجداً ، أي : موضع سجود ، ولايختص السجود منها بموضع دون غيره ....
ثانياً : حديث تبريد الحصى الوارد ، عن جابر وأنس وغيرهم ، قال جابر : كنت أصلي مع النبي (ص) الظهر فآخذ قبضة من الحصى فإجعلها في كفي ثم أحولها إلى الكف الأخرى حتى تبرد ، ثم أضعها لجبيني حتى إسجد من شدة الحر.
ثالثاً : حديث خباب ، حيث قال : شكونا إلى رسول الله (ص) شدة الرمضاء في جباهنا وأكفنا فلم يشكنا ، وهذا الحديث والذي سبقه يدلان على أن الشاكي لم يكن شخصاًً واحداًً ، بل كانوا مجموعة من الصحابة ، فإن لفظة ( شكونا ) ( فلم يشكنا ) يحكيان حال كثير من الصحابة كما لا يخفى ، وقد شكواً إلى رسول الله (ص) : ما يلقون من الحر والبرد حتى يرخص لهم في السجود على غير الأرض ، فلم يشكهم رسول الله (ص) ولم يعتني بشكواهم! وهو الرؤوف المتحنن الكريم العطوف ، وليس ذلك إلاّ لعدم جواز السجود على غير الأرض.
رابعاًًً: حديث كور العمامة ، حيث ورد : أن النبي (ص) كان إذا سجد رفع العمامة عن جبهته ، وورد : أن رسول الله (ص) رأى رجلاًًً يسجد بجنبه وقد أعتم على جبهته ، فحسر رسول الله (ص) ، عن جبهته ، وورد أيضاًً : رأى رسول الله (ص) رجلاًًً يسجد على كور عمامته ، فأومأ بيده : إرفع عمامتك وأومأ إلى جبهته ، وهذا النهي عن السجود على كور العمامة مبني على كون العمامة قماشا أو ثوباًً.
خامساً : حديث لزوم الجبهة ولصوقها وتمكينها بالأرض ، فقد ورد عن رسول الله (ص) : إذا صلى أحدكم فليلزم جبهته وأنفه الأرض حتى يخرج منه الرغم ، مع تعدّد ألفاظه ، ومعنى أرغم فلان أنفه : أي ألصقه بالرغم وهو التراب ، فدلالة الحديث علي إيجاب إلصاق الجبهة واضحة من باب الأولوية ، ويؤيد هذا حديث إبن عباس ، حيث قال : من لم يلزق أنفه مع جبهته الأرض إذا سجد لم تجز صلاته.

روايات العترة (ع) في اختصاص السجود على الأرض:

1 - عن هشام بن الحكم أنه قال لأبي عبدالله (ع) : أخبرني : عما يجوز السجود عليه وعما لايجوز؟ ، قال : السجود لا يجوز إلاّ على الأرض ، أو ما إنبتت الأرض إلاّ ما أكل أو لبس ....
2 - عن أبي عبد الله (ع) قال : لا تسجد إلاّ على الأرض ، أو ما إنبتت الأرض إلاّّ القطن والكتان.
3 - عن أبي عبد الله (ع) ، عن أبيه (ع) قال : لا بأس بالقيام على المصلى من الشعر والصوف إذا كان يسجد على الأرض ، فإن كان من نبات فلا بأس بالقيام عليه والسجود عليه.
4 - عن أبي عبد الله (ع) ، عن الرجل يسجد وعليه العمامة لا يصيب وجهه الأرض ، قال : لا يجزئه ذلك حتى تصل جبهته الأرض ، وغير ذلك من الأحاديث الدالة بوضوح على عدم جواز السجود على غير الأرض.

مناقشة آراء الفقهاء في السجود : قال : جمهور الفقهاء من غير الشيعة بأفضلية السجود على الأرض ، وجوازه على الثياب والبسط والفرش والعمامة والمنديل وجلود الأنعام وظهر الإنسان وكفه ، بل ظهر الحيوان حتى ظهر الكلب بعد وضع الثوب الطاهر عليه!! ، مع إختلاف وتفصيل بينهم ، وإستدلوا على ذلك بروايات وردت بالترخيص بذلك ، منها :

1 ـ حديث أنس : كنا إذا صلينا مع النبي (ص) فلم يستطع أحدنا أن يمكن جبهته من الأرض من شدة الحر ، طرح ثوبه ، ثم سجد عليه ، وما له من الفاظ.
2 - عن إبن عباس : أن النبي (ص) صلى في ثوب متوشحاً به يتقي بفضوله حر الأرض وبردها.
3 - عن إبن عباس : رأيت رسول الله (ص) يصلي ويسجد على ثوبه.
4 - عن أبي هريـرة وجابر : كان رسول الله (ص) يسجد على كور عمامتـه.
5 - عن المغيرة بن شعبة : كان رسول الله (ص) يصلي على الحصير والفرو المدبوغه.

والذي يمعن النظر في هذه الأحاديث يرى : إن حديث أنس يدل على أن الأصل في السجود لدى القدرة والإمكان على الأرض ، وأما في حال العذر وعدم التمكن فيجوز السجود على الثوب المتصل دون المنفصل ، وهو ما ذكره الشوكاني في ( نيل الأوطار ) ، حيث قال : الحديث يدل على جواز السجود على الثياب لإتقاء حر الأرض ، وفيه إشارة إلى أن مباشرة الأرض عند السجود هي الأصل ، لتعليق بسط الثوب بعدم الإستطاعة ....

وأما حديث أبي هريرة : فهو معارض بنهي رسول الله (ص) كما ذكرنا سابقاً ، والراوي ، عن أبي هريرة هو عبدالله بن محرز ، وهو متروك ومنكر الحديث عند إبن حجر والدار قطني والبخاري ، أضف إلى أنّ هذا الحديث أنكره البيهقي ، حيث قال : فلا يثبت شيء من ذلك.
والأحاديث الأخرى التي وردت ، عن جابر وإبن عباس محمولة على الإضطرار كما هو واضح لما ذكرنا سابقاً.
أما الأحاديث التي ذكرت صلاة رسول الله (ص) على الفرو وما شاكل ذلك ، فعلى فرض تمامية سندها ، فإنها غير مصرحه بالسجود على الفرو والنطع والفراش والطنفسة ، إذ الصلاة على هذه أعم من السجود عليها ، وهذا الذي ذكرناه من الروايات هو عمدة ما إستند عليه القوم!.
وبذلك يظهر أن الأصل في السجود أن يضع الإنسان وجهه على الأرض ـ أي ترابها ورملها وحصاها ومدرها ـ وقد رخّص على نبات الأرض من غير المأكول والملبوس ، ألا إن تعرض عناوين حكم الشارع فيها بجواز السجود على الثياب ونحوها في بعض الحالات كضرورة الحر والبرد ، وأما السجود على الفراش والسجاد والبسط المنسوجة من الصوف والوبر والحرير وأمثالها فلا دليل عليه ، ولم يرد في السنة أي مستند على جوازه! ، وهذا القول مؤيد بفعل رسول الله (ص) حيث ورد عن عائشة : أنها قالت : ما رأيت رسول الله (ص) متقياً وجهه بشيء ـ تعني في السجود.

وكذلك بعمل الأصحاب والتابعين : فعن إبن عبيدة : أن إبن مسعود لا يسجد إلاّ على الأرض ، وعن عبادة بن الصامت : إنه كان إذا قام إلى الصلاة حسر العمامة عن جبهته ، وعن عبد الله بن عمر : إنه كان إذا سجد وضع كفيه على الذي يضع عليه وجهه ، قال نافع : ولقد رأيته في يوم شديداًًً البرد وأنه ليخرج كفيه ما تحت برنس له حتى يضعها على الحصباء.

إضافة إلى أقوال بعض علماء العامة التي تصرح بذلك : فقد قال إبن الأثير بعد نقل حديث خباب كما أخرج مسلم في حديث الشكوى : والفقهاء يذكرونه في السجود ، فإنهم كانوا يضعون أطراف ثيابهم تحت جباههم في السجود من شدة الحر ، فنهوا ، عن ذلك ، وإنهم لما شكوا إليه ما يجدون من ذلك ، لم يفسح لهم أن يسجدوا على طرف ثيابهم.
وقال البيهقي بعد نقل حديث أنس في تبريد الحصا : قال الشيخ : ولو جاز السجود على الثوب متصل به لكان ذلك أسهل من تبريد الحصا في الكف ووضعها للسجود ....
ومن هنا يتضح صحة فعل إتباع مذهب أهل البيت (ع) من أخذ القطع الصغيرة المصنوعة من تراب الأرض والسجود عليها! ، والمأخوذ من فعل رسول الله (ص) وأهل البيت (ع) والصحابة والتابعين ، حيث ورد : ، عن إبن عباس قال : أن النبي (ص) سجد على الحجر ، وعن أبي عبد الله الصادق (ع) قال : دعا أبي بالخمرة فأبطأت عليه ، فأخذ كفاً من حصا فجعله على البساط ثم سجد ، وعن إبن عيينة ، قال : سمعت رزين مولى آل عباس قال : كتب إلي علي بن عبد الله بن عباس (ر) : أن إبعث إلي بلوح من المروة إسجد عليه ، وكان مسروق بن الأجدع من أصحاب إبن مسعود إذا خرج يخرج بلبنه يسجد عليها في السفينة.

مرحلة التحول : وفي نهاية مطاف بحث الأخ أسامة حول السجود على التربة ، يقول : وجدت الشيعة الإمامية لا يتدينون ولايقولون إلاّّ بما نطق به الكتاب ، وجاء به الرسول الأكرم (ص) والتزم به أهل البيت (ع) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وعملوا بما ساقهم إليه الدليل ، وأخذت البراهين بأعناقهم وجرت عليه السنة وعمل به الأصحاب.

ومما زاد في أحقية مذهب أهل البيت (ع) عندي ، علمي بأهمية مكانة العترة بحفظ الشريعة المحمدية ، وتعرفي علي الأحاديث التي ذكرها الرسول (ص) حتى تبين لي أنهم المنبع النقي الذي تستسقى منه السنة ، فإعتنقت مذهبهم وإنتميت إلى التشيع.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
( أقوال علماء السنة والجماعة في يزيد ) بشار الربيعي الحوار العقائدي 2 2012/11/29 08:56 PM
ظاهرة تشيع علماء السنة ومثقفيهم . بشار الربيعي الحوار العقائدي 3 2012/11/17 08:30 PM
رئيس علماء السنة في فرنسا يعتنق التشيع بعد زيارته كربلاء المقدسة بشار الربيعي السياسة 1 2012/11/17 05:22 AM
رئيس علماء اهل السنة في فرنسا يعلن تشيعه البيرق الحوار العقائدي 8 2012/08/13 11:46 PM
ناقشة لأحد علماء الشام من أهل السنة - الشيخ حسن الصفار ابوشهد الصوتيات والمرئيات والرواديد 3 2012/07/28 11:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |