لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ
عن زرارة عن أبي جعفر ( عليه السلام )
أنَّ سُمرة بن جندب كان له عِذق في حائط لرجل مِن الأنصار ، وكان منزل الأنصاري بباب البُستان ، فكان يمرُّ إلى نخلته
ولا يستأذن ، فكلَّمه الأنصاري أنْ يستأذن إذا جاء ، فأبى سُمرة ، فلمَّا أبى جاء الأنصاري إلى رسول الله ( صلى الله عليه
وآله ) فشكا إليه وخبَّره الخبر ، فأرسل إليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخبَّره بقول
الأنصاري وما شكا ، وقال :
( إذا أردت الدخول فاستأذن )
، فأبى ، فلمَّا أبى ساومه حتَّى بلغ مِن الثمن ما شاء الله ، فأبى أنْ يبيع ،
فقال ( صلى الله عليه وآله) : ( لك بها عِذق مُذلَّل في الجَنَّة )
، فأبى أنْ يقبل ،
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) للأنصاري : ( اذْهَبْ فَاقْلَعْها وارْمِ بِها إلَيْهِ
لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ ) .
يتَّضح لنا مِن خلال تحليل هذه القضيَّة والوقوف عند تفاصيلها ، أنَّ القوانين الاجتماعيَّة في الإسلام لا تسمح للفرد
بأنْ يتمادى بحُرِّيَّته الفرديَّة إلى ما يُسيء بحُرِّيَّة الآخرين .