حقوق المرأة من وجه نظر السيد الشهيد محمد صادق الصدر

[ام محمد]

حقوق المرأة من وجه نظر السيد الشهيد محمد صادق الصدر

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وال محمد
وعجل فرجهم والعن عدوهم
امين رب العالمين


من الغريب أن تجد المرأة (المسلمة) عموماً ، والمرأة الشرقية (خصوصاً) ، من أشد المناهضين لفكرة إعادة قراءة حقوق المرأة ، ربما لأن المرأة الشرقية (في الأغلب) ، قد رضيت بمقولة القائل (في الليل تحت عباءته ، وفي النهار تحت عصاته) راضية بهذا القدر من (الفاعلية البائسة) ، بفعل التراكم الشديد من ثقافة التغييب والمصادرة التي روّج لها أساطين الدين ، وتبناها المجتمع ألذكوري ، حتى باتت من المسلمات .

لقد حاول السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر أن يكسر طوق المفهوم (السلبية) باتجاه المرأة وأن يؤسس لمفهوم جديدة بعيدة عن الرؤى المجتمعية لهذا الكائن ، فنراه يومض باتجاه تحليل وتبرير وتفكيك بعض الأقوال والرؤى التي اعتبرها المجتمع من المسلمات والموروثات ، متجنباً الخوض في حرب مع أساطين وأباطرة اقتناص (النص) لإهانة المرأة ، ومحاولاً بذلك أن يثبت أفضلية المرأة على الرجل في (مواضع عديدة) ، من خلال توجيه النصوص والفتاوى باتجاه فهم آخر .

يقول السيد الشهيد الصدر ما يلي :- ((إن التربية (الغالبة) للأطفال إنما هي بيد النساء ، وخارج عن (طوق) الرجال عمليا واجتماعيا وليس تشريعيا ولا نظريا وهذا وان كان صعبا نسبيا إلا أن معناه أن الله تعالى (حباها تكوينا) بتحمل مسؤولية التربية الأساسية للإنسان ومن ثم للبشرية وكانت هي الجانب (الأهم) فيها ، ومن المعلوم إن التربية (الأساسية) إنما تكون في الصغر ، وما يتعلمه الفرد في صغره لا يستطيع أن يتخلى عنه في كبره ، ولذا نلاحظ انه لو كان الأب والأم مختلفين في اللغة أو في اللهجة أو في أسلوب الكلام ، كان الاتجاه الغالب في الذرية أو قل في الولد أو قل في البنت هو أسلوب الأم ، لكثرة المخالطة والمعاشرة بينهما بنسبة أعلى جدا من الرجل الأب .)) انتهى كلام السيد الشهيد .

وهنا يمكن أن نشعر بأن السيد الشهيد أراد أن يلفت عناية المجتمع الى أن مسألة (بقاء) المرأة في البيت ليس منشئها كون المرأة (عورة) كما يتصور الأغبياء ممن فهموا الدين من قشوره ، بل لأن الله (فضلها) على الرجل بأن أناط بها مسؤولية هي من أهم مسؤوليات المجتمع ، وإليها أسلم مقاليد تنشئة المجتمع ، وهو ما لم يلتفت إليه الكثير من أعداء المرأة وخصوصاً ممن تصدوا للتشريع .

ويقول رحمه الله :- ((إن نسبة الجمال - وهو قلما يلتفت إليه - في الخلقة الإلهية في النساء أعلى جدا منه في الرجال ، ونسبة القبح - بالخلقة أيضا - في الرجال أعلى جدا منه في النساء ، ويكفي أن نلتفت - وهذا أنا ملتفت إليه منذ زمان - إلى أن نسبة الصلع في الرجال كثيرة في حين لا توجد امرأة صلعاء تقريبا أو تحقيقا ، فلم نسمع عن واحدة أصلا ، وهذا من (الكرامات العالية والنعم الضافية) على نوع المرأة .)) انتهى كلام السيد الشهيد .

وهذه الإلتفاتة على بساطة مقدار تأثيرها في المجتمع ، ولكنها إشارة جريئة (لأفضلية) المرأة على الرجل من الناحية الجمالية التي تؤدي الى كون المرأة (سكن) للرجل ، ولقد أراد السيد الشهيد أن يومض هنا كبداية لفتح شهية المتلقي لقبول ومضات أخرى .

ويقول أيضاً :- ((والظاهر إن جملة من الأحكام إنما وضعت لمنع الاختلاط المتزايد بين الجنسين ، وفرض الحد والحشمة والجدية في العلاقة بينهما ، ولا اقل أن العلاقة إن وجدت فليست بإمضاء ورضاء الله سبحانه وتعالى بما في ذلك منع المرأة من إمامة الجماعة للرجال ، والشهادة بالهلال في أول كل شهر فان أمثال هذه الأمور فيها اهتمام وازدحام وإزعاجات (كفى الله تعالى المرأة) عن تحمل مسؤولياتها ومضاعفاتها .)) انتهى كلام السيد الشهيد .

وأعتقد أن في كلام السيد الشهيد – أعلاه – ما يفسر ويبرر حكماً شرعياً كان البعض قد اتخذه (ذريعة) للإنتقاص من المرأة والتنكيل بها ، بعيداً عن الفهم الحقيقي لمحتوى هذا التشريع الذي في حقيقته يصب في (منفعة) المرأة على حساب راحة الرجل ومنفعته .

ويقول أيضاً :- ((ما ورد بمضمون إن الحاكمين أو القضاة أربعة واحد منهم في الجنة قاض قضى بالباطل وهو يعلم انه باطل وقاض قضى بالباطل وهو لا يعلم انه باطل وقاض قضى بالحق وهو لا يعلم انه حق فهؤلاء كلهم في النار وقاض قضى بالحق وهو يعلم انه حق فهو في الجنة ، ولا فرق من هذه الناحية بين القضاء والفتوى ، وكما إن الله سبحانه اسقط الفتوى عن ذمة المرأة اسقط القضاء عن ذمتها أيضا فهذه (نعمة) وان حسبها أهل الشبهات وجملة من النساء نقمة عليهن ، بل هي (نعمة عليهن) في الحقيقة .)) انتهى كلام السيد الشهيد .

ولا أجد ما هو أوضح وأجلى من هذه المقولة لوضع المرأة في موضعها الصحيح ، والذي يدل على (تفضيل) المرأة على الرجل بدلاً عن كونها كائناً مرفوضاً ، وأعتقد أن في كلام السيد الشهيد ما يدل على خلاص المرأة من مسؤولية الخوض بالقضاء والتي تؤدي (كلياً) في زمننا هذا إلى جهنم وبئس المصير .

ويقول عليه صلوات من ربه ورحمة :- ((الجهاد ، فانه خاص بالرجل ولا يشمل المرأة بضرورة الدين والمفروض في الجهاد انه موجب للقتل أو احتمال القتل ، وبهذا (تحرز) النساء سلامتهن من الموت و(بقاءهن) على قيد الحياة كما قال الشاعر : كتب القتل والقتال علينا .... وعلى المحصنات جر الذيول ....)) انتهى كلام السيد الشهيد .

من خلال ما ورد في الفقرة أعلاه من كلام السيد الشهيد ، نستطيع الخلوص الى أنه (رحمه الله) يريد أن يشيرنا الى قانون (بقاء الأصلح) ، ولكن بطريقة غير مباشرة ، تجنباً من هجمة همجية يمكن أن يتعرض لها من قبل أهل (الموروثات) المجتمعية ، ومن قبل أباطرة الإعتياش على ما يريده المجتمع وليس ما يريده الله .

إن المجتمع بحاجة الى فهم جديد بالنسبة لموضوعة المرأة ، وهو بحاجة الى تجلية حقيقية لفهم الدين بالنسبة للمرأة ، والأهم من ذلك ، إن على المرأة – نفسها – أن تفهم رؤية الدين الحقيقية لها ، كي تستطيع مواجهة المجتمع بفهوم وعناوين جديدة ، والى أن تعي المرأة دورها الخطير والحقيقي ، والى أن تفهم المرأة حقيقتها بعين الله ، وحتى يحين ذلك الوقت ، ستبقى المرأة مطالبة بحقوقها ، وراضية بجهادها المتأتي عن فراغ .. فراغ ليس إلاّ .

ونسالكم الدعاء

المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: بنات الزهراء

---

pr,r hglvHm lk ,[i k/v hgsd] hgaid] lpl] wh]r hgw]v

[الملكه]

احسنتم
بارك الله بكم

[عاشقة بيت النبي]

كلمات تتلالاء في سماء الابداع وروح العطاء
قلم ينحني له كل الاقلام همسات ينصت لها القمر
و يتثرد أمامها الزهر..
روحك حدائق الياسمين..

[عاشقة بيت النبي]

كلمات تتلالاء في سماء الابداع وروح العطاء
قلم ينحني له كل الاقلام همسات ينصت لها القمر
و يتثرد أمامها الزهر..
روحك حدائق الياسمين..

[عاشق نور الزهراء]