الاماكن المقدسه في سوريا

[اهات الزهراء]

الاماكن المقدسه في سوريا

بسم الله الرحمن الرحيم
السيدة زينب (عليها السلام)
تعددت المزارات المنسوبة إلى السيدة زينب في مصر والشام. واختلفت الأقوال واضطربت فالبعض على أن الكبرى في القاهرة والصغرى في دمشق وجماعة على العكس.

من تاريخ المزار:
وتدل النصوص التاريخية على اشتهار هذا القبر منذ زمن قديم كانت لها أوقاف ومسجد كبير ومساكن.
ففي هامش (المراقد 2/33) من صورة ما على المرقد جاء فيها: (قبر السيدة الجليلة صاحبة الفضل الصديقة الطاهرة الزكية الفاخرة، الزاهدة العابدة الراكعة الساجدة التي شرفت قبرها قرية راوية شقيقة السبطين بضعة البضعة المحمدية والجوهرة الأحمدية من خصها الله بالكرامة الأبدية السيدة الجليلة أم كلثوم زينب الكبرى بنت أسد الله الغالب الإمام الجليل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه)، ثم ذكر شهادة القاضي مصطفى بن مصطفى أفندي في آخر ربيع الأول سنة 768 هـ، قال ابن جبير في رحلته التي كانت في أوائل المائة السابعة عند الكلام على دمشق ما لفظه:
(ومن مشاهد أهل البيت عليهم السلام مشهد أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب يقال لها زينب الصغرى وأم كلثوم كنية أوقعها عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم لشبهها بأم كلثوم (رض) والله أعلم بذلك، ومشهدها الكريم بقرية قبلي البلد يعرف براوية على مقدار فرسخ وعليه مسجد كبير وخارجة ومساكن وله أوقاف، وأهل هذه الجهات يعرفونه بقبر الست أم كلثوم جئنا إليه وتبركنا برؤيته نفعنا الله بذلك).
وقال ياقوت المتوفي 626هـ في (معجم البلدان) راوية بلفظ راوية الماء قرية من موقعة دمشق بها قبر أم كلثوم.
وقال ابن عساكر من أهل المائة الخامسة عند ذكر مساجد دمشق: (مسجد راوية مسجد على قبر أم كلثوم وهي ليست بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما هي امرأة من أهل البيت سميت بهذا الإسم ولا يحفظ نسبها ومسجدها هذا بناه رجل من حلب). وفي (المراقد) عن الثمر للسيد البراقي المخطوط عن الحاج مصطفى كبه سنة 1302 عن السيد سليم المتولي للمرقد أن هذه السنة سقطت القبة على قبرها (ولما كشف التراب عن قبرها) وإذا بصخرة على القبر عظيمة من المرمر طولها قامة رجل ولم يتمكن من قراءتها أحد)، ثم أخبروا الوالي عن طاعن في السن بنواحي الشام وإنه عالم بالسير والتواريخ والألسن فأحضره وعرض عليه الصخرة، فما قدر أن يقرأ منها غير السطرين الأولين وهما:
(هذا قبر السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب بنت فاطمة الزهراء توفيت في هذا المكان وأقبرت في رجوعها الثاني).
وقد أُهدي الصندوق على القبر الشريف من إيران في سنة 1334 هـ ووضع عليه في احتفال خاص اشترك فيه جمهور الشيعة من لبنان وسوريا وتليت فيه كلمة للسيد عبد الحسين شرف الدين في 20 شعبان 1334 هـ، وجدد هذا الصندوق والضريح المكسو بالذهب في سنة 1393 هـ من قبل الشعب الإيراني المسلم.
واليوم يتوسط المرقد الحرم الذي بني على نظم هندسي بديع جداً ويحيط بالحرم صحن واسع الأرجاء وفي الصحن غرف معدة للزوار ينزل بها الزائرون، ويعلو مدخل الحرم الزينبي أسماء الأئمة الإثني عشر وحول الحضرة خطبة زينب مع ترجمتها بالفارسية محيطة بالكاشي وقد كان وضع الكاشي المحسن الحاج أبو القاسم الهمداني سنة 1383هـ 1963م والشباك المنصوب من الفضة وأبواب الحرم من الذهب المطعم بديع الزخرفة وجاء عليها ما نصه:
(أنشئ هذا الباب للحوراء زينب الكبرى (عليها السلام) من قبل العبد الذليل محمد تقي بن المرحوم الشيخ عبد الحسين آل أسد الله الكاظمي الذي يرجو من ربه العظيم أن يرحمه في الساعة الرهيبة التي تشخص فيها الأبصار سنة 1387هـ).
وفي الجانب الآخر: (صنع في أصفهان في عهد سادن الروضة السيد محسن مرتضى بن السيد رضا مرتضى وبمساعي السيد رضا السيد قاسم الحسيني وإشراف الشيخ محمد حسن المؤيد سنة 1387هـ، وبنظارة الحاج ميرزا أبو القاسم كوبا، والخطاط حبيب الله فضائلي).
وقد قيل في المزار ونعم ما قيل:
يـــــا زائــــراً قبر العقيلة قف وقل مني الســـــلام عــلى عقيلة هاشم
هـــذا ضريحك في دمشق الشام قد عكفت عليــــــه قـلوب أهل العالم
هـــــــذا هـــو الحق الذي يعلو ولا يـــــعلى عــــليه برغم كل مخاصم
ســـــل عـــن يزيد أين أصبح قبره وعـــــليه هـــــل من نائح أو لاطم

رأس الحسين (عليه السلام)
(نصبه يزيد في جامع دمشق في المكان الذي نصب فيه رأس يحيى بن زكريا) كذا في (صبح الأعشى 4 - 97).
وفي (تهذيب التهذيب 1/157) (وقد علق ثلاثة أيام) ويظهر أنه هذا المكان المعروف اليوم في غرب المسجد الأموي وإنما أراد القلقشندي على وجه التقريب أو أن الموضع هو باب الفراديس.
فقد روى سبط ابن الجوزي عن ابن أبي الدنيا، قال: وجد رأس الحسين (عليه السلام) في خزانة يزيد بدمشق فكفنوه ودفنوه بباب الفراديس وكذا ذكر البلاذري في تاريخه قال: هو بدمشق في دار الإمارة وكذا ذكر الواقدي أيضاً، (انتهى).
ويروى أن سليمان بن عبد الملك قال: وجدت رأس الحسين (عليه السلام) في خزانة يزيد بن معاوية فكسوته أثواب من الديباج وصليت عليه في جماعة من أصحابي وقبرته.
(وفي رواية) أنه مكث في خزائن بني أمية حتى ولي سليمان بن عبد الملك فطلب، فجيئ به وهو عظم أبيض فجعله في سقط وطيبة وجعل عليه ثوباً. ودفنه في مقابر المسلمين بعدما صلى عليه، فلما ولي عمر بن عبد العزيز، سأل عن موضعه فنبشه وأخذه والله أعلم بما صنع به.
وقال بعضهم الظاهر من دينه أنه بعث به إلى كربلاء فدفنه مع الجسد الشريف، وروى ابن نما، عن منصور بن جمهور، إنه دخل خزانة يزيد، ولما فتحت فوج بها جونة حمراء، فقال لغلامه سليم: احتفظ بهذه الجونة فإنها كنز من كنوز بني أمية، فلما فتحها إذ فيها رأس الحسين (عليه السلام) وهو مخضوب بالسواد فلفه في ثوبه ودفنه عند باب الفراديس عند البرج الثالث مما يلي المشرق.
وفي هذا المشهد شباك فيه مكان مرتفع مغطى جعل فيه رأس الحسين، ثم نقل منه إلى مصر، ومكان آخر أيضاً وهو موضع شعرة النبي (صلى الله عليه وآله). وبجنبها مقام زين العابدين (عليه السلام)، ويحيط بالمقام كله أسماء الأئمة الإثني عشر عليهم السلام أولهم أمير المؤمنين وآخرهم المهدي الحجة (عليه السلام).
وعلى موضع رأس الحسين يوجد شباك من نحاس وقد كتب عليه بالتركية ما نصه:
شهـــيد كربلاء سبط أحـمد مصطفى دربو دوچشم فاطمة فحل علـي المرتضى دربو
ناديلـــه زيـــارت أيـــله كـل بوبقعة ياكي كه زيرا موضع راس حسين مجتبى دربو
كتبه محمد فكري الحسيني غفر الله له تبركاً لأهل البيت 1291 هـ.
وقد وصف هذا المكان الأستاذ الطنطاوي في كتابه (الجامع الاموي ص 75)، بقوله: (مشهد كبير حفيل كان فيه رأس الحسين بن علي (عليه السَّلام)، ثم نقل إلى القاهرة وبإزائه مسجد صغير ينسب إلى عمر بن عبد العزيز وبذلك المشهد ما جاء جارٍ وقد انتظمت أما البلاط أدراج يتجدد عليها الدهليز، وهو كالخندق العظيم يتصل إلى باب عظيم الارتفاع، ينحسر الطرف دونه سمواً وقد حفته أعمدة كالجذوع طولاً وكالأطواد ضخامة وبجانبي هذا الدهليز أعمدة، وقد قامت عليها شوارع أخرى مستطيلة فيها الحجر والبيوت للكراء، مشرفة على الدهليز وفوقها سطح بنيت به سكان الحجر والبيوت، وفي وسط الدهليز حوض كبير مستدير من الرخام عليه قبة نقلها أعمدة من الرخام، ويستدير بأعلاها طرة من الرصاص واسعة مكشوفة للهواء، وفي وسط الحوض الرخامي انبوب صغير، يزعج الماء قوة، فيرتفع إلى الهواء أزيد من القامة وحوله أنابيب صغار يرمي الماء إلى علو فيخرج عنها كقضبان اللجين فكأنها أغصان تلك الدوحة المائية ومنظرها أعجب وأبدع من أن يلحقه الوصف).

السيدة رقية (عليها السلام)
عن الكامل للبهائي: إن من بنات الحسين (عليه السلام) طفلة بلغت أربع سنين كانوا أوهموا عليها - لصغر سنها - مقتل الحسين، ولما كانوا في الشام رأت أباها في المنام ولما حكت المنام ناحت النسوة مرة واحدة، فاتصل الخبر بيزيد فأمر أن يوضع رأس الحسين في طبق أمامها، ولما رأت رأس الحسين الشريف ماتت في الحال.
وقبرها بدمشق في (حي العمارة) خلف المسجد الأموي وشاهدنا البناء المفخم المعمور المتوافد عليها الزوار وقد كتب على الباب ما نصه:
تمــــــــسك بـــــالولاء لآل طــــــه بحبهم غــــــدا فـــــي الخــلد تسعد
وهـــــــذا بــــاب حــــطه فادخلوها وأنتــــــم ركـــــــع للَّه ســـــــــجد
لـــــه ذو الرتــــــبة العـــــليا علي وزيــــر العـــــدل فـــي إيران جدد
لأسنــــــى بــــــقعة طـهرت وكانت بأزكى الـــــذنب في الجنات تصعد
وقــــــد أرخــــــتها تـــــزهو سناء بقـــــــبر رقــــــية مـــــن آل أحمد
1333هـ
كتبه العبد المذنب أقل الحاج ميرزا أحمد رضا الشيرازي.
حول القبر قصائد وأبيات كثيرة تعبر عن ولاء أهل البيت عليهم السلام.

مقامات آل البيت (عليهم السلام)
إذا خرجت من الباب القبلي للجامع الأموي مستقيماً ينتهي إلى حي الشاغور حيث لا يزال آثار السور الذي كان يحيط بمدينة دمشق، وتخرج من باب الشاغور على اليمين جادة تنتهي إلى مقابر باب الصغير وفيها جادة تسمى (جادة آل البيت) وفي هذه الجادة تقع مقامات متقاربة من حيث المكان وهي:
1 - مشهد الرؤوس:
رؤوس شهداء كربلاء وهي:
رأس أبي الفضل العباس بن علي والقاسم بن الحسن، علي الأكبر، وعمر بن علي، وعبد الله بن علي، والحر، ومحمد بن علي، وعبد الله بن عوف، ومحمد بن مسلم، وعبد الله بن عقيل، والحسين بن عبد الله، وحبيب بن مظاهر، وعلي بن أبي بكر، وعثمان بن علي، وجعفر بن عقيل، وجعفر بن علي.
وقرأ الشيخ فرج آل عمران القطيفي من كتابه (الأزهار) الذي صحبه معه للطباعة في النجف الأشرف عن السيد عبد الحسين شرف الدين مؤلف (المراجعات) قصة مفصلة وإليك ملخصها: قال لي السيد:
(إني زرت مشهد الرؤوس في السنة السابعة بعد الثلثمائة والألف من الهجرة، وأنا حينئذ ابن سبع عشرة سنة قد حف هذا المشهد الشريف بمزبلة عظيمة يلقي فيها أهل الشام والأمويين كناساتهم ابتغاء الإهانة بشأن أهل البيت (عليهم السلام) وهذه المزبلة قد ارتفعت على قبة هذا المشهد بعدة أمتار وهي إذ ذاك قبة صغيرة مستحقرة.
وبعد عدة سنوات قيض الله لتعميره الشهم الغيور السيد سليم بن السيد مرتضى أحد الأشراف.
فسافر من الشام إلى اسطنبول عاصمة السلطان عبد الحميد، وطلب موافاته، فلم تتأتَ له وذلك من أيادي السلطان وخواصه من المبغضين لأهل البيت عليهم السلام، ولما ضاق به الخناق أخذ يصيح في الطرقات والأسواق بأعلى صوته، أيها الناس إني أتيت من بلادي الشام إلى هذه البلاد، لأقدم إلى السلطان نصيحة ثمينة وهدية قيمة فيها زيادة علو شأنه. فلم يزل يكرر مثل هذا القول حتى اتصل خبره بالسلطان فأمر بإدخاله عليه، ولما دخل سأله ما هذه النصيحة وما هذه الهدية فأجابه بما مضمونه:
(أيها السلطان العادل أيسرك أن تهان مشاهد أهل البيت وقربى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذين شرفك وشرف الأمة الإسلامية جمعاء بالإنتماء إليهم ومحبتهم ومودتهم حسب نص الذكر الحكيم: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى).
أيسرك أن يكون مزبلة مشهد رأس خامس أهل الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطيراً، ورؤوس طائفة من أصحابه شهداء الطف ضحوا بأنفسهم في سبيل الحق وإعلاء كلمة الإسلام كأبي الفضل العباس، وعلي الأكبر، والقاسم بن الحسن، لذكرهم الشرف، أيسرك أن يكون ذلك المشهد المقدس موضع كناسة للقذارات والفضلات؟
لا أعتقد أن هذا يسرك:
بل المتغلغل في ضميري إن هذا مما يؤلمك ويسوؤك فرجائي الأكيد إن تأمر الوالي بإزالة المزبلة والكناسة عن مشهد الرؤوس الكرام، فإن لك في ذلك خير الدارين وفوز النشأتين.
هذه نصيحتي إليك وهديتي إلى جنابك، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أُنيب، فأمر السلطان بالفحص عن قول هذا السيد الكريم، فلما تبين له صدق ما قال أصدر الأمر الرسمي بإزالة المزبلة عن مشهد الرؤوس، وتعميره أحسن تعمير فتصدى لتعميره والإشراف على البنائين السيد الكريم السيد سليم المذكور حتى كمل تعميره وإشادته، كما هو الآن كما تصدى السيد المذكور لتعمير مشهد السيدتين أم كلثوم وسكينة وتعمير مشهد عبد الله بن زين العابدين كما هما الآن.
وكان هذا السيد هو القيم على هذه المشاهد مدة حياته، ثم من بعده ابنه السيد رضا، ثم ابنه الثاني السيد حسني، وهو القيم في الوقت الحاضر، وقد كتب عليه البيتان التاليان:
وقـــبة مـــن بني عدنان ما نظرت عيــــن الغـــزالة أعلى منهم نصبا
من كل جسـم بوجه الأرض مطرح وكــل رأس برأس الرمح قد نصبا
هذا مقام رؤوس الشهداء الستة عشر من أهل بيت النبي الذين استشهدوا يوم طف كربلاء، مع الإمام الحسين (عليه السلام) ابن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، شيد هذا المقام المقدس بمساعي السيد سليم أفندي بن السيد حسين مرتضى قائمقام مراقد أهل البيت عليهم السلام في شوال سنة 1330هـ.
ويقع بقرب محل ورؤوس الشهداء مسجد الإمام زين العابدين (عليه السلام) وهو المسجد الذي بقي فيه اسارى آل البيت حين وردوا دمشق وهو أقدم مسجد في دمشق وكانت آثار التعمير فيه بادية، فأول ما أنزلوا في هذا البيت وهي تسمى اليوم بالخراب، وبها باتوا برهة من الزمن ثم نقلوا إلى الشاغور، ومنها إلى باب الساعات، ومنها نقلوا الإمام السجاد إلى المسجد الجامع وأعادوهم إلى هذا المسجد.

مقام سكينة
كتب عليها (هذا مقام السيدة سكينة كريمة الإمام الحسين، شهيد كربلاء (عليه السلام)، ومقام السيدة زينب الملقبة بأم كلثوم، ابنة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، شيدت هذه المقامات المقدسة بمساعي السيد سليم أفندي ابن السيد حسين أفندي مرتضى قائمقام مراقد أهل البيت عليهم السلام سنة 1330هـ.
2 - عبد الله بن السجاد جاء عليها ما نصه:
قــــــبر تـــــضمن بقـــعة من أحمد وحشاشة مــــــــن بضعة الزهراء
قــــــبر سما شرفاً على هام السما وعــــــلا بــــساكنه على الجوزاء
هذا مقام سيدنا عبد الله بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب تشيد هذا المقام الشريف بمساعي السيد سليم أفندي بن السيد حسين مرتضى قائمقام مراقد أهل البيت عليهم السلام 1330هـ.

مرج العذراء
مرج العذراء اسم لقرية في ضواحي دمشق، وعرف اليوم بغوطة وبالأقصاب وعرفت في التاريخ لمقتل حجر، قال طه حسين: (هذه المأساة المنكرة التي استباح فيها أمير من أمراء المسلمين أن يعاقب الناس على معارضة لا إثم فيها، وأن يكره وجوه الناس وأشرافهم على أن يشهدوا عليهم زوراً وبهتاناً، وأن يكتب شهادة القاضي على غير علم منه ولا رضا...
استباح أمير من أمراء المسلمين لنفسه هذا الإثم واستحل هذه البدع واستباح إمام من أئمة المسلمين أن يقضي بالموت على نفر من الذين عصم الله دمائهم دون أن يراهم أو يسمع لهم أو يأذن لهم في الدفاع عن أنفسهم) (الفتنة الكبرى علي وبنوه ص 243).
وقد روى الطبري مقتل حجر بن عدي قائلاً:
(جاء قيس بن عباد الشيباني إلى زياد فقال له: إن شخصاً منا من بني همام، يقال له صيفي بن فسيل من رؤوس أصحاب حجر، وهو أشد الناس عليك، فبعث إليه زياد، فأتي به فقال له زياد: يا عدو الله ما تقول في أبي تراب، قال: ما أعرف أبا تراب.
قال: أما تعرف علي بن أبي طالب؟ قال: بلى، قال: فذاك أبو تراب.
قال: كلا ذاك أبو الحسن والحسين.
فقال له صاحب الشرطة: يقول لك الأمير هو أبو تراب؟ وتقول أنت لا؟
قال: وإن كذب الأمير أتريد أن أكذب وأشهد له على باطل كما شهد؟
قال له زياد: وهذا أيضاً مع ذنبك، علي بالعصا. فأتي بها، فقال: ما قولك؟
قال: أحسن قول أنا قائله في عبد من عباد الله المؤمنين.
قال: اضربوا عاتقه بالعصا حتى يلتصق بالأرض فضرب حتى لزم الأرض.
ثم قال: اقلعوا عنه فسأله: ايه ما قولك في علي؟
قال: والله لو شرحت بالمواسي والمدى ما قلت إلا ما سمعت مني.
قال: تلعنه أو لأضربن عنقك قال: إذاً تضربها والله قبل ذلك فإن أبيت إلا أن تضربها رضيت بالله وشقيت أنت، قال: ادفعوا في رقبته.
ثم قال: أوقروه حديداً والقوة في السجن...
ثم لفق زياد شهادات زور من الأكابر والأعيان وأشهد على ذلك شهادات الجماهير المغفلة بأنه كفر بالله عز وجل ولفقت الشهادات المزورة للسلطة الحاكمة.
ويستمر الطبري على سرد تلك المأساة فيروي لنا قصة شهادة الزور الكبرى التي لفقها حكام المسلمين آنذاك على هؤلاء النفر من المسلمين.
وكان ممن أدرج اسمه في الشهادات زوراً شريح بن هاني الحارثي، الذي بادر وأرسل كتاباً آخر بواسطة وائل بن حجر هذا نصه: (فإنه بلغني أن زياداً كتب إليك بشهادتي على حجر بن عدي، وإن شهادتي على حجر أنه ممن يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويديم الحج والعمرة، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، حرام الدم المال...).
ولم ينفع هذا الكتاب لأن السلطة الحاكمة كانت تريد إخماد الحق فقتلت في مرج العذراء بـالشام سنة 51 للهجرة حجر وأصحابـه، وهم، كما في الطبري -:
(حجر بن عدي، وشريك بن شداد الحضرمي، وصيفي بن فسيل الشيباني، وقبيصة بن ضبيعة العبسي، ومحرز بن شهاب السعدي، ثم المنقري وكدام بن حيان العنزي، وعبد الرحمن بن حسان العنزي الذي رد إلى زياد، فدفن حياً. (الطبري 6 - 155).
وبالنتيجة لما وصلوا إلى قرية عذراء أرسل لهم معاوية من مأموريه ليقتلهم إن لم يبترأوا من صاحبهم علي بن أبي طالب فقالوا: (إن الصبر على حد السيف لأيسر علينا مما يدعونا إليه ثم القدوم على الله وعلى رسوله وعلى وصيه أحب إلينا مما تدعونا إليه من دخول النار، فنفذ فيهم الإعدام).
وقد زار الشيخ محمد بن مكي قبورهم وكتب هذه الأبيات:
جمــــــاعة بفـــــنا عذراء قد دفنوا لهم من الله إجــــــلال وإكـــــــرام
حجـــــر قبـــــيصة صيفي شريكهم ومحرز ثــــــم هــــــمام وكــــــدام
عـــليهم ألف رضوان ومــــــكرمة تــــــترى تــدوم عليهم كلما داموا
وهناك مزارات لم نوفق لزيارتها، وعسى أن أزورها في المستقبل وهي:
1 - محمد ب أبي حذيفة بن عتيبة بن ربيعة بن عبد شمس قتله معاوية في السجن سنة 36هـ.
قال ياقوت: (فلما قتل عثمان عزل علي (عليه السلام) ابن أبي سجاح عن مصر وولي محمد بن أبي حذيفة مصر) (معجم البلدان 1/301). و(الكامل 3/135). وفي (المراقد 2/250) (قبره في مقبرة الشام وحدثونا أنه معروف عند الكثير من المؤمنين، كان محمد صحابياً حافظاً للقرآن الكريم ناسكاً صلب الإيمان وكان ابن خال معاوية.
و(في الكامل) لابن الأثير ما ملخصه: (إن عمرو بن العاص سار إلى مصر بعد صفين وأرسل إليه: إنه قد كان ما ترى وقد بايعت معاوية وما أنا براض بكثير من أمره، وإني لأعلم أن علياً أفضل من معاوية نفساً وقدماً وأولى بهذا الأمر فواعدني موعداً ألتقي معك فيه في غير جيش، تأتي في مئة وآتي في مثلها وليس معنا إلا السيوف في القرب والعدى العريش، وجعل عمرو له جيشاً خلفه لينطوي خبره، فلما التقيا بالعريش قدم جيش عمر على أثره فعلم محمد أنه قد غدر به، فدخل قصراً وتحصن به ورماه عمرو بالمنجنيق حتى أخذ أسيراً وسجنه معاوية وكانت ابنة قرضة امرأة معاوية ابنة عمة محمد بن أبي حذيفة، أُمها فاطمة بنت عقبة فكانت تصنع له طعاماً ترسله إليه، فأرسلت إليه يوماً في الطعام مبارد فبرد بها قيوده وهرب فاختفى في غار فأُخذ وسجن مرة أخرى.
وكان قد أخرجه معاوية من السجن يوماً وقال له:
ألم يئن لك أن تبصر ما كنت عليه من الضلالة بنصرتك علي بن أبي طالب؟ ألم تعلم أن عثمان قتل مظلوماً؟ إنك لتعلم إني أمس القوم بك رحماً، وأرأفهم بك).
فقال محمد: فوالله ما أعلم أحداً أشرك في دم عثمان وألب الناس عليه غيرك، لما استعملك ومن كان مثلك وسأله المهاجرون والأنصار أن يعزلك فأبى ففعلوا به ما بلغك، فوالله إني لأشهد أنك منذ عرفتك في الجاهلية والإسلام لعلى خلق واحد ما زاد الإسلام فيك قليلاً ولا كثيراً...
خرج مع علي (عليه السلام) كل صوام قوام مهاجري وأنصاري كما خرج معك المنافقون والطلقاء والعتقاء...والله لا أزال أحب علياً لله ولرسوله وأبغضك في الله وفي رسوله أبداً، ما بقيت.
فقال معاوية: إني أراك على ضلالك البعيد، فرده إلى السجن، ثم أرسل إليه من يقتله.

عمار بن ياسر
أبو اليقظان استشهد بين يدي علي بن أبي طالب في واقعة صفين سنة 37هـ المشهورة.
وفي (المراقد 2/100): مرقده في الرقة بصفين وله رسم قبر دكه تطلها قبة في الصحراء قريب من منازل السكنى في قرية الرقة.
وهو الذي قال فيه الرسول: (تقتلك الفئة الباغية، وآخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إن عماراً مليء إيماناً من قرنه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه).

سعد بن عبادة الخزرجي
كان سيد الخزرج، قتل سنة 16هـ بسهم في (حوران) قال في الاستيعاب: (كان نقيباً سيداً جواداً مقداماً وجيهاً له سيادة، ورياسة تعتبر قوله قومه، قد تخلف عن بيعة أبي بكر وخرج من المدينة لم يرجع إليها إلى أن مات بحوران من أرض الشام).
قال النوري في تهذيب الأسماء:
(كان نقيب بن ساعدة، وصاحب راية الأنصار في المشاهد كلها، وكان سيداً جواداً ذا رياسة وكرم، قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنه من بيت جود) شهد العقبة وبدراً والمشاهد، توفي سنة 16هـ واتفقوا على أنه كان بحوران ومات بها.
وروى في (الاحتجاج) للطبري موقف سعد بن عبادة في (السقيفة) وما حصل من النزاع بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لما أرسل إليه أبو بكر للبيعة، قال: (لاوالله حتى أرميكم بما في كنانتي وأخضب سنان رمحي وأضرب بسيفي ما أطاعني وأقاتلكم بأهل بيتي ومن تبعني، ولو اجتمع معكم الجن والإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي...) فلم يزل كذلك لم يبايع حتى هلك أبو بكر، ثم ولي عمر من بعده وخشي سعد من عمر، فخرج إلى الشام، فمات بحوران، وكان سبب موته أن رمى بسهم في الليل فقتله وزعموا أن الجن رموه، والأشهر أنه توفي في خلافة أبي بكر، وقد رماه خالد بن الوليد، ثم أشاعوا أن الجن قتله وقالوا:
قــــــد قــــــتلنا ســـــــيد الخزرج سعد بن عباده
ورميــــــناه بســـــهمين فـــــــلم نــــــخط فـؤاده
وقال ابن عساكر: ( هو هذا القبر المشهور في (المنيحة) القرية المعروفة بقرب دمشق يقال إنه قبر سعد بن عباده فيحتمل أن نقل من حوران إليها).
وفي (المراقد 1/345): ( قبره بالشام في حوران في قرية المنيحة وفي الإشارات إلى أماكن الزيارات لابن الحوران ص 31 قبره بغوطة دمشق بقرية يقال له المنيحة).

حلب
محسن السقط في جبل جوشن في حلب قال ياقوت الحموي:
(جبل في غربي حلب ومنه كان يحمل النحاس الأحمر وهو معدنه ويقال إنه بطل منذ عبر سبي الحسين بن علي (عليه السلام) ، وكانت زوجة الحسين حاملاً فأسقطت هناك فطلبت من الصناع في ذلك الجبل خبزاً فشتموها منعوها فدعت عليهم، فالآن من عمل فيه لا يربح، وفي قبلي الجبل مشهد يعرف بمشهد السقط ويسمى مشهد الدكه والسقط يسمى محسن بن الحسين (عليه السلام) (معجم البلدان 3/173).
قال المحدث القمي: (زرت المشهدين قرب حلب والعامة تُعَبِّر عن صاحب المزار (بالشيخ محسن) وعليه عمارة رفيعة ومشهد كبير خربت).
وفي نسمة السحر عن ابن طي في تاريخ حلب، قوله: إن سيف الدولة عمر المشهد لرؤيا رآها واستفسر عن الموضع فأُخبر بالحقيقة، وبقرب المشهد قبور جماعة من الشيعة منهم ابن شهر آشوب وابن منير وابن زهرة وغيرهم.
وفي (المراقد 2/298): المشهور بأنه ابن الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب مرقده في جبل جوشن في حلب غرباً من سوريا ويعرف (مشهد السقط) ذكر المؤرخون أن المشهد شيده الأمير أبو الحسن علي سيف الدولة الحمداني سنة 351هـ.
وقد أصبح مشهد السقط مدفناً لوجوه الشيعة ومشاهير علمائها هناك منهم العالم السيد أب المكارم حمزة بن علي بن زهرة /585.
والشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب السروي المازندراني. والشاعر الشهيد ابن منير الطرابلسي الشيعي 548هـ.
وجاء في كتاب (أضواء وآراء) للدكتور عبد الرحمن الكيالي صفحة 87 عن تاريخ هذا المرقد قوله: (إن هذا المرقد يحتوي ضريح الطرح محسن بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب، ويعرف بمشهد الدكه وبمشهد الطرح وهو عامر وواقع غربي حلب بينه وبين مشهد السقط (300) متراً).
ويقول الشيخ كامل الغزي في تاريخه، عن ابن الفوطي أن مشهد الدكه ظهر في سنة 351هـ وإن سبب ظهوره هو أن سيف الدولة كان في إحدى مناظره التي بداره خارج المدينة فرأى نوراً نزل على مكان المشهد، وتكرر ذلك فركب بنفسه إلى ذلك المكان وحضر ووجد صخراً عليه كتابة هذا نصها: (هذا قبر المحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب).
فجمع العلويين وسألهم هل كان للحسين ولد اسمه المحسن، فقال بعضهم: ما بلغنا ذلك وإنما بلغنا أن فاطمة كانت حاملاً فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بطنك محسن، فلما كان يوم البيعة هجموا على بيتها لإخراج علي للبيعة فاخدجت، وقال البعض الآخر أن بعض سبي نساء الحسين هي التي طرحته لما مروا بهن على هذا المكان المسمى بالجوشن لأن شمر بن ذي الجوشن نزل عليه بالسبي و الرؤوس فقال سيف الدول: هذا الموضع قد أذن الله لي بإعماره فأنا أعمره على اسم أهل البيت عليهم السلام.
قال يحي بن أبي طي المتوفي سنة 630هـ في تاريخه، ولحقت هذا المشهد وعليه باب صغير وحجر أسود تحت قنطرته مكتوب عليها بخط أهل الكوفة كتابة عريضة ما نصها: (عمر هذا المكان المشهد المبارك ابتغاء لوجه الله وقربة إليه على اسم مولانا المحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الأمير الأجل سيف الدولة أبو الحسن، علي بن عبد الله بن حمدان سنة 351هـ).
وفي أيام بني مرداس بني المصنع الشمالي للماء وبني الحائط القبلي وعمل للضريح طوق وعرائس من فضة وجعل عليها غشاء، وبنى نور الدين في صحنه صهريجاً وميضأة فيها بيوت كثيرة ينتفع بها المقيمون فيه وهدم الرئيس صفي الدين طاروق بن علي النابلسي، ورئيس حلب المعروف بابن طريرة بابه الذي بناه سيف الدولة وحسنه، وفي أيام الملك الظاهر غياث الدين غازي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب المتوفي في عام 613هـ وقع الحائط الشمالي فأمر ببنيانه، وفي أيام الناصر يوسف بن العزيز، محمد بن الظاهر المتوفي سنة634هـ، وقع الحائط القبلي فأمر ببنائه.
وعمر الروشن الذي بقاعة الصحن، ولما ملك التتار حلب نهبوا ما فيه من الأواني والبسط وخربوا الضريح ونقضوا الأبواب، ولما ملك الظاهر برقوق بن الرضى المتوفى 801هـ والي حلب أمر بإصلاح المشهد وجعل فيه إماماً وقيماً ومؤذناً ... هذا ما كان في الماضي وأما وضعه الحاضر، فالمشهد محافظ على ما كان عليه أيام برقوق، ولما زرته وجدته سليماً من حيث البناء. (أضواء وآراء للكيالي2/63).

مشهد النقطة
وفي (المراقد 2/302): (بالقرب منه مشهد النقطة في سفح جبل جوشن أيضاً وسمي بمشهد النقطة المعروف والمشهور في تلك البقاع أنه لما وصل، سبى عيال الحسين إلى هذا الجبل بات فيه الكوفيون وجملة الرؤوس مع السبايا وقد وضعوا رأس الحسين على حجر مرتفع، فقطرت منه قطرة دم زكية على ذلك الحجر فكانت القطرة موضع اهتمام المسلمين فحفظها أهل البلد حتى فتح سيف الدولة الحمداني الشام، وأعلموه بموضع قطرة الدم الزكية فبنى عليه بناه).
قال الجلالي: قد التقيت في مكة برجل حلبي طاعن في السن يسمى الشيخ عمار، وكان عارفاً بتاريخ المشهد، وقال ما ملخصه:
(عمر هذا المشهد سيف الدولة، وكان فيه حجر كان عليه رأس الحسين وجرت عليه دم من رأسه، ولما استلمته الأتراك جعلوه (أسلحة) (جياة) فانكسرت الأتراك، ولما دخلت قريتنا صارت الناس تنهب منه إلى أن خرب المشهد فأرادوا أن يحملوا الحجر إلى جامع نبي الله زكريا، وما كانت الدابة تمشي فيه فأرجعوه إلى جامع (المحسن) والآن الحجر عند الطفل وفي مشهد النقطة مكتوب أسماء أهل البيت الإثني عشر في مكان مرتفع.
(بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلِّ على محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، والحسن المجتبى، والحسين الشهيد، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد الباقر، وجعفر الصادق، وموسى الكاظم، وعلي الرضا، ومحمد الجواد، وعلي الهادي، والحسن العسكري، والحجة صاحب الزمان عليهم السلام).
وقال الكيالي في (أضواء وآراء 62) في تاريخ المشهد ما نصه:
(إن عساكر ابن زياد لما أوصلوا سبايا الإمام الحسين (عليه السلام) إلى حلب، وضعوا رأس سيد الشهداء (عليه السلام) على حجر وهم مجتمعون في الجبل الواقع غربي حلب، فقطرت منه قطرة دم على الحجر حفظه أهلوه إلى أن فتح سيف الدولة حلب وبقية بلاد الشام فشيد بناء المشهد المسمى بمشهد الحسين تقديراً للقطرة الغالية على الحجر ووضع الحجر فيه.
وفي سنة 1302هـ جددت في مشهد الحسين (عليه السلام) الجهة الشمالية من القبلية وبعد بضع سنين أهدى السلطان عبد الحميد ستاراً حريراً مزركشاً بآيات قرآنية وضع على المحراب، وفرشت أرض قبلية بالطنافس الجميلة وجدد ترخيم أرض الصحن ورتب له إمام ومؤذن وخدام وموظفون يقرأون كل يوم أجزاء شريفة وفي جهة إيوان هذا المشهد مكتوب:
(بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلِّ على محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، والحسن المجتبى، والحسين الشهيد، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد الباقر، وجعفر الصادق، وموسى الكاظم، وعلي الرضا، ومحمد الجواد، وعلي الهادي، والحسن العسكري، و مولانا محمد بن الحسن القائم بأمر الله).
وعلى نجفة الباب الداخلي المؤدي إلى الصحن:
(بسم الله الرحمن الرحيم عمر مشهد مولانا الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في أيام دولة الملك الظاهر، العالم العادل سلطان الإسلام والمسلمين سيد الملوك والسلاطين أبي المظفر الغازي بن الملك الناصر، يوسف بن أيوب، ناصر أمير المؤمنين سنة 572هـ.
وفي عام 1337هـ حين دخول الفرنسيين إلى حلب، هجم على المشهد جماعة من رعاع الناس وغوغائيهم ونهبوا ما فيه من الذخائر والسلاح، وبينما كانوا يعالجون فتيلة لاستخراج ما فيها من البارود وإذ أورت ناراً وانفجرت وسرت منها النار إلى الأعتدة الموجودة المتفجرة فانفجرت جميعها ببركان عظيم وزلزلت الأرض وتهدم بنيان المشهد كله سوى قليل منه)


رزقكم الله الزياره

المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المـدن والأماكن المقدسة

---

hghlh;k hglr]si td s,vdh

[اهات الروح]

شكرا وبارك الله فيكم ووفقكم للعمل الصالح

[طبع الشمع]

السلام على الغريبات في ارض الشام
جزاكم الله خيرا

[اهات الزهراء]

وجزاكم ربي خيرا شكرا للمرور

[طريقي زينبي]

بارك الله بكم