2015/07/17, 04:08 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
لماذا ندعو الى القرآن
في ســياق حديثنا عن البحوث التمهيدية لتفسير القرآن الحكيم ، نطرح السؤال التالي : لماذا ندعوا الى القرآن ؟ اول سؤال يطرح علينا هو السؤال عن السبب الذي ندعوا من اجله للقرآن الحكيم ، و الواقع ان هناك عدة اسباب تفرض علينا العودة الى القرآن و التدبر فيه ، ونحن اذ نذكر بعضها بصورة مقتضبة لانملك سوى الاعتراف بعجزنا عن الاحاطة بها جميعا . اولا : لكل منا رغباته المشروعة التي يتمنى ان يجد سبيلا مستقيما اليها ، و القرآن الحكــيم هــو ذلك السبيل المستقيم المؤدي الى مصالح كل شخص ورغباته المشروعة . و ليست أهمية القرآن و عظمته منحصرة في انه يحقق للناس رغباتهم و مصالحهم المشروعة و يهديهم الى سبل السلام المؤدية الى مصالحهم ، بل و أهم من ذلك ، لانه يرسى قواعد للشخصية المتكاملة التي تستطيع بلوغ مآربها المشروعة بسهولة بالغة . ثانيا : و مصالح الانسان بدورها ليست سوى بعض تطلعاته الكبيرة ، واما البعض الاخر فيمكن الحصول عليه في بحــث الانسان الدائم عن الحق و الخير و سعيه المستمر لتحقيقهما . ان الانسان يبتغي اقرار دعائم الحق كما يريد الوصول الى المصالح . و أهم ما يصبو اليه الانسان هو التوفيق بين هدفيه هذين وهو تحقيق الحق ، و وصول المصلحة . و القرآن هو ذلك الحق الذي يبتغيه البشر و يسعى من اجل معرفته و تنفيذه ، وهو اضافة الى ذلك يهدي الانسان الى التوفيق بينه وبين المصالح الخاصة . و نعود ونتساءل ، من منا لا يريد ان يكون انسانا طيبا يبتعد عن الجريمة و الفحشاء ، و يلتزم الطرق المستقيمة و يتحلى بالسلوك الممتازه ، ولكن كم واحد منا يستطيع ان يفعل ذلك ؟ طبعا القليل فقط يستطيع ذلك لماذا ؟ لان ضرورات العيش لا تدع فرصة للفرد للتفكير في الخير و الحق ، ولكن القرآن يوفر هذه الفرصة ، اذ انه يهدي البشر الى السبل القويمة للمصالح والتي لا تتنافى مع الخير و الحق ، بل يتكامل معهما . ثالثا : نصطدم في حياتنا بعدة مشاكل فمن صديق ينقلب علينا ومن قريب يشاكسنا ، ومن خسارة تفاجئنا وقد تصل بنا المشاكل الى حد الخروج عن محور الضبط . و بالتالي الانهيار في هاوية اليأس والضياع . ولكن القرآن الحكيم يضع الحلول الحاسمة للمشاكل جميعا بل واكثر من ذلك يصنع الانسان الذي هو قادر على وضع الحلول المناسبة في الوقت المناسب . وهذا حول الاجابة عن السؤال التالي : لماذا نحن اساسا ندعوا الى القرآن الحكيم ؟ ولكن الدعوة الى القرآن شيء . و الاستفادة منه شيء اخر ، نحن بالاضافة الى دعوتنا الى القرآن ، ندعوا الى التدبر فيه لماذا ؟ لان التدبر في القرآن هو الطريق المستقيم الى العمل به ، ولا يعمل بالقرآن غير ذلك الذي يتدبر في آياته الكريمة فيفهم محتواه . ان التدبر في القرآن يعطي للانسان فرصة لفهم محتوى القرآن الحكيم ، لان الله سبحانه وتعالى اودع في كتابه الكريم نورا يهدي البشر الى ربه العظيم فيؤمن به ، وبعد الايمان يطبق شرائعه . من هنا ليس على الانسان سوى امر واحد هو الانفتاح على القرآن و استعداد التفهم له وهذا يكون بالتدبر فيه . يقول الله سبحانه وتعالى : " قد جاءكم من الله نور و كتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام و يخرجهم من الظلمات الى النور بأذنه و يهديهم الى صراط مستقيم " . ان القرآن ذاته نور وليس علينا امام النور ، الا ان نفتح أعيننا ، وان نستقبل امواج النور ، وان نرى بالنور كل الاشياء . ان الكفار و الفاسقين ، اختاروا لانفسهم العمى فلم يفتحوا أعينهم على النور المبين ، وعملوا المستحيل في سبيل حجب النور الباهر عن التسرب الى قلوبهم خوفا من امكانية تأثرهم به و تنورهم بشعاعه الكبير . لقد كان الكفار يتواصون بهذه المقولة التي نقلها القرآن الحكيم عنهم : " وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه " . انهم كانوا يحذرون من النور و يتهربون منه ولقد جاء احدهم الى الرسول يسأله عن قرآنه ، فلما تلى النبي بعض آيات الكتاب ضعف الرجل و شد على فم الرسول (ص) بيده قائلا : اناشدك الله و الرحم الا تسكت . ثم تولى الى قومه قائلا أنه سحر يؤثر . انه لم يستطيع الصبر على تيار النور الذي كاد يلف قلبه لذلك اسكت النبي وتولى هاربا . ان المطلوب من الانسان هو الانفتاح على القرآن و استماع آياته بتدبر و تجرد . اذن سوف يجد المرء كيف تحدث المعجزة . لقد حاول رجل مجرم ان يتسلق جدارا لينهب المال و يغتصب النساء فسمع صوتا ينبعث من داخل البيت و يتلو هذه الاية الكريمة : " الم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله " . فاستمع الى الاية بضع ثوان ثم انفجر باكيا وقال : بلى آن الوقت الذي يخشع قلبي القاسي لذكر الله . وما نزل من الحق ، بلى آن فهبط من الجدار و تولى بوجهه شطر المسجد و اعتكف فيه الى الابد ، ان تدبر هذا الرجل في آية واحدة حوله من مجرم متمرس بالجريمة الى معتكف في محراب العبادة ، فكيف اذا تدبر الانسان في كل القرآن افلا يتحول من رجل الى ملك ؟ بل والى من هو فوق درجات الملك . نرجوا من الله ان يجعلنا من الذين يتدبرون في القرآن ، وفي آياته الكريمة و يحصلون منها على النور المبين انه ولي التوفيق . المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: القران الكريم glh`h k]u, hgn hgrvNk |
2015/07/18, 01:20 AM | #2 |
معلومات إضافية
|
بوركتم اخي الفاضل
|
2015/07/18, 02:15 PM | #3 |
معلومات إضافية
|
الله يـع’ـــطــيكم الع’ــاأإأفــيه ..
.. بنتظـأإأإأر ج’ـــديــــدكم الممـــيز .. .. تقــبل ــو م’ـــروري .. كل أإألــــ ود وباأإأإقــة ورد . |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
دروس في علوم القران 2 | الشيخ عباس محمد | القران الكريم | 2 | 2015/06/02 04:32 PM |
اتهام الشيعة بالقول بتحريف القرآن | الجمال الرائع | القران الكريم | 6 | 2015/04/13 09:46 PM |
القرآن | الجمال الرائع | القران الكريم | 2 | 2014/12/09 07:20 PM |
حول القرآن الكريم | الجمال الرائع | القران الكريم | 2 | 2014/12/04 07:18 PM |
المعنى الحقيقي لحمل القرآن | شجون الزهراء | القران الكريم | 2 | 2014/11/26 06:25 PM |
| |