2016/03/31, 01:39 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
كيف نتبين الحق؟
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته والجواب أن الامر ليس سهلاً انما يحتاج من الانسان عدة أمور: أولاً: أن ينتهج اسلوباً صارماً مع نفسه: يعتمد اسلوب الشك فيها، واتهامها، وعدم الركون إليها، كما ورد عن الإمام علي(ع): «رضاك عن نفسك من فساد عقلك، اتهموا عقولكم، فإنّه من الثقة بها يكون الخطأ» «إزراء الرجل عن نفسه. -أي اتهام الرجل لنفسه- برهان رزانة عقله». وفي قول للغزالي وهو أبرز علماء الصوفية والاخلاق وصاحب «إحياء علوم الدين»: «الحق كامن في النظر، من لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يُبصر، ومن لم يُبصر بقي في العمى». وإطار الشك الذي نتحدث عنه ايها الاحبة يتعدى الفكر والعقيدة إلى الموقف من كل القضايا السياسية والاجتماعية والاسرية والعملية، في كل هذه الدوائر يحتاج الانسان الى ان يكون شكاكا بنفسه وبانطباعاته وبمواقفه وبأرائه وبنيته. ثانياً: هي ضرورة أخذ مسافة، والإبتعاد عن الفكر الجمعي فلا يكون الانسان "إمّعة": والإمّعة كما وصّفها رسول الله أن يقول المرء أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس. حتى ولو كان الناس على صواب على المرء أن يعي مكمن الصواب ولا يسير خلف الجمع عالعمياني. و"ما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غوية أرشد". وفي السياق ذاته، تنبثق ضرورة عدم وجود مسلمات، في نسبة الحق للاشخاص او الجهات، لانه كما قال أمير البلاغة "لا يعرف الحق بالرجال" -هو ليس حقاً لأن فلان قاله او عمل به فهذا ليس مقدساً انما العكس صحيح- انما يعرف الرجال بالحق وقالها عليه السلام لابنه محمد بن الحنفية عندما تساءل في معركة الجمل: أيعقل أن يكون كل هؤلاء على باطل وهم من هم: "إن دين الله لا يُعرف بالرجال اعرف الحق تعرف اهله واعرف الباطل تعرف اهله". وهذه إشكالية كبرى في واقعنا ايها الاخوة والاخوات، حيث يصاب البعض بالعمى الارادي عندما يسيرون خلف الاشخاص او التوجهات، يتعصبون لهم، لا يرون اخطاءهم، ايمانا منهم وعلى براءتهم ان الشخص اذا كان على حق في يوم، معناها هو محق على مدى الزمن، وإذا صدق في موقف فهو صادق في كل المواقف، وهنا يكمن الخطأ، وعلينا الانتباه لأن الانسان يتبدل، وفي هذا التبدل يضيع المقياس وتضيع بوصلة الحق ولا يمكن للانسان ان يتبين الحق. وللتحذير هذا اسلوب انتهجه الكثير من الاشخاص او الجهات الاعلامية ومرات الدول وهو اسلوب المخابرات بامتياز. تجاريك في بعض المواقف والآراء لفترة من الزمن حتى تطمئن لها واذا استوثقت منك دست لك السم في عسلها ومررت ما تريد تمريره وانت تظن انه الحق. ثالثاً: ضرورة الرجوع إلى الأخلاق لتكون هي المرجعية ولا يغرنك احد بان هناك فتاوى واستثناءات للموضوع الاخلاقي الا ان يكون الهدف أخلاقياً أيضاً، مثل بسيط أن الكذب لا اخلاقي ولكن قد يُشرع كاستثناء لاجل الاصلاح لأن على قاعدة التزاحم قيمة الاصلاح هي أهم في هذا المجال.. إذا القاعدة أن لا استثناءات ابداً والمبدأ هو ما جاءت به الاخلاق كما هي متعارف عليها عند كل بني البشر: مثل وفضائل عليا، نقية، طاهرة خيرة، فمثلا السرقة الغش الرشوة و- القتل في غير إطار الحرب المشروعة- وكل ما يشكل عليك تمييزه اعرضه على الاخلاق ، ولا احد يختلط عليه معرفة الاخلاق من عدمها الكل يعرف وهي حالة فطرية زرعها الله في الخلق: فليكن السؤال دائماً: هل هذا الموقف او الرأي أو الفتوى او القرار، ينسجم مع الاخلاق؟ الاخلاق إذا هي القضية وهل الدين الا الاخلاق. أيها الاحبة، ان تبيان الحق بات حاجة ملحة، لكثرة الفتن وكثرة اساليب الفساد والافساد ومع اتقان البشر لتزيين الفاسد وتجميله وتقبيح الحق وتجهيله. اننا نحتاج ان نثير ضرورة التربية على كيفية تبين الحق، ان يدخل هذا في قاموسنا، في مناهجنا، في أولوياتنا.. فلتكن هذه المرحلة الحساسة التي نعيش هي مرحلة الوعي والتمييز، ان لا تبقى هذه التربية على السطح في خط المسميات ونكتفي بتمجيد الحق وتعظيمه وحبه من بعيد...والشيطان عادة ينزل الى الارض الى التفاصيل الى العمق والزوايا والاكواع .. لهذا نحتاج في التربية ان نعمق المنهج تجاه معرفة الحق والى مقاربة واقعية.. مثلا كيف نربي على عدم تقديس الاشخاص، وعلى التفكير المستقل الموضوعي، كيف نربي على التجرد عن الاهواء، على التخلي عن الافكار المسبقة والقوالب الجاهزة في الحكم على الامور والاهم من هذا كله كيف نربي جيلاً على قول الحق ولو على النفس والاهل والاقارب.. وبالمناسبة في القرآن إشارة تربوية رائعة في هذا المجال في سورة النساء تقول { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ..}. اننا اذا تمكنا من انجاز ذلك فنحن نضمن ان هذا الجيل لن يضيع بوصلة الحق أبداً. ويبقى أن نؤكد أننا أولاً واخيراً نحتاج كي نتبين الحق ان نرجع الى الجانب الروحي، ان يمن الله علينا بصفاء النفوس وطهارتها وتزكيتها والأهم هي النية. اخلاص النية والتوق لنور الحق والحقيقة والارتقاء بعيدا عمّا يثقلنا الى الارض من ذنوب تغشى القلوب وتعيق الابصار. نحتاج الى فسحة ايمانية متواصلة مع الله ليكون خير مبصر لنا سبيل الحق، ومنور لنا دروب معرفته ويعيننا وندعوه ونرجوه: «اللهم اجعلنا نرى الحق حقاً وارزقنا اتباعه، ونرى الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه» . المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية ;dt kjfdk hgpr? kjfdk hgpr ;dt |
2016/03/31, 06:03 AM | #2 |
معلومات إضافية
|
ماشاء الله
أختي الغالية جميل ما تخطه يمناكِ في صرحنا المبارك ننتظر المزيد من ابداعاتكِ ومنشوراتكِ الأكثر من رائعة |
2016/03/31, 06:31 PM | #3 |
معلومات إضافية
|
احسنتم وبارك الله في طرحكم المبارك
|
2016/04/01, 01:48 PM | #4 |
معلومات إضافية
|
بارك الله بكم
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
نتبين الحق, كيف |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ضوء الحق | النبأ العظيم | الشعر الشعبي | 8 | 2014/04/12 05:51 PM |
اوبريت اهل الحق | بسمة الفجر | الصوتيات والمرئيات والرواديد | 3 | 2013/05/20 05:30 PM |
امرأة برازيلية عمرها 30 عاما وتبدو كأنها ذات 9 أشهر | ابراهيم العبيدي | الصــور العامة | 5 | 2012/12/12 10:09 PM |
| |