Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > الحوار العقائدي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012/11/29, 05:38 PM   #21
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( شادية علي خليفة )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته :ولدت السيدة شادية علي خليفة بمدينة كركوك عام (1976م) في شمال العراق ، ويقطن هذه المنطقة غالبية من الأكراد يدين أكثرهم بالدين الإسلامي ، وتقدر نسبة الشيعة في صفوفهم بأقل من (10%) ، وقد نشأت السيدة شادية في وسط عائلة كردية تعتنق المذهب الحنفي ، الذي يكثر أتباعه في وسط العراق.

الإسلام والمرأة : لايخفى على أحد من المسلمين مدى عناية الإسلام بالإنسان عموماًً ، فالميزان فيه التقوى ، إذ كلما كانت كفة التقوى أرجح كان الإنسان أكرم : ‎( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ، فلا الجنس ولا القومية ولا اللون يؤثر في هذا الميزان.

لكن مع الأسف الشديد عدم تطبيق تعاليم الإسلام أدى الى ضياع كثير من الحقوق ، ومنها حقوق المرأة ، التي من حجرها يعرج الأنبياء (ع) والصلحاء إلى السماء ، وهي المدرسة الأولى التي يُعد فيها الإنسان.

ورغم مامرت به المرأة ، إلاّ أنها كانت وما تزال - في نظر الإسلام - عنصر يشاطر الرجل في أداء دوره وتأثيره في المجتمع ، ومواقف السيدة خديجة الكبرى (ع) وسيدة النساء فاطمة الزهراء (ع) والعقيلة زينب (ع) مواقف خالدة ومشرقة تستلهم الأجيال منها الدروس والعبر.

نقطة التحول : هذه الأمور إطلعت السيدة شادية على قسم منها من خلال زوجها - الذي يبدو أنه سلك هذا الطريق المنير من قبل - ومن خلال بعض الكتب التي وفرها لها ، فرأت نظرة الإسلام عموماًً ومدرسة أهل البيت (ع) خصوصاًً للمرأة ، فهم قد بينوا معالم الطريق لكل سالك ، وقد رأت أن ما دوّن في هذا الصدد لا يأباه عقل ولا فطرة ، وأخذت من خلال هذا المجال - حقوقالمرأة - تتعرف أكثر على مبادئ التشيع ، فرأت العقائد والفقه والسيرة ، كلها تتلاءم مع القرآن ، وكيف لا يكون كذلك وأئمة هذا المذهب عدله ، وفي بيوتهم نزل ، فقررت إتباع مدرستهم والتعبد بالشريعة وفق مذهبهم (ع).

ثبات على العقيدة : وعندما علم المقربون من السيدة شادية علي خليفة بإتباعها لمدرسة أهل البيت (ع) أخذوا يعاملونها وزوجها بجفاء و خشونة ، وهذه مشكلة - مع شديد الأسف - متكررة ، ومنشؤها ضيق الأفق ، وتلقي الموروث بدون دراسة ومقارنة وتحليل.

إلاّ أنها ثبتت على المبدأ الصحيح مستلهمة هذا الثبات من مواقف الزهراء (ع) وسليلتها زينب (ع).
وهكذا تدخل السيدة شادية إلى عالم النور الإلهي من خلال العترة الطاهرة (س).


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:38 PM   #22
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( الأستاذ / صالح الورداني )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته :هو الكاتب المصري صالح الورداني ، الحركي الإسلامي الشهير والدي قضى شطراً كبيراً من عمره متجولاً بين الإتجاهات الإسلامية المختلفة التي تنامت في مصر والعالم العربي منذ أواخر الستينات.

ولد صالح الورداني سنيا علي المذهب الشافعي ، وبدافع الغيرة على الإسلام والشوق الكبير لأن يراه حاكماً فعليا في الدول الإسلامية ، إنخرط الورداني في تيارات مركبة إسلامية.

يقول هو عن ذلك : أكثر من خمسة عشر عاماً قضيتها في دائرة الحركة الإسلامية في مصر ، بداية من فترة السبعينات ونهاية بفترة الثمانينات ، ومن خلال هذه الفترة عايشت ظهور تيارات ونهاية تيارات ، ونمو ظواهر ووقوع أحداث وبروز شخصيات وإختفاء أخرى.

ولقد عايشت ذلك كله دون أن تحتويني فكرة أو تيار من التيارات السائدة في الوسط الإسلامي آنذاك ، لأنني كنت إحمل من رصيد الفكر والتجربة ما يؤهلني لأكون مستقلاًًً عنها " ، " عن كتاب الخدعة ، رحلتي من السنة إلى الشيعة ، ص11 ".

إن الحالة المزرية التي كانت عليها التيارات الإسلامية الحركية في مصر ، وما كانت عليه من تشتت وتفرق وتعصب ضد بعضها البعض دفع الورداني لأن يتساءل حول جدوى وأصالة هذه الحركات جميعاًًً والتي كانت كما يقول تشبه حركة الخوارج من حيث بساطة المضمون وخواء الظاهر ، مع فهمها القشري للإسلام كمنظومة متكاملة للحياة.

يقول هو عن ذلك : فقد كنت إستيقظ وكذلك السجن بأكمله كل صباح على صوت المعارك الضارية بين أنصار عمر عبد الرحمن وأنصار عبود الزمر الأول يتعصب له أبناء الصعيد ، والثاني يتعصب له أبناء الوجه البحري ... وإذا كان هذا السلوك يحدث بين أبناء التيار الواحد وهو تيار الجهاد ، فماذا من الممكن أن يحدث بين عناصر التيارات المختلفة " " عن كتابه ص16 ".

ثمّ ماذا !؟ : لقد صدم صالح الورداني بهذه الحالة الغريبة من الفوض والهامشية التي كانت تتصف بها أغلب الحركات الإسلامية في مصر ولا ينسى تأثير التيار السلفي الوهابي في زيادة الطين بلّة حيث يقول : ".... وتفسير هذه الطاهرة على هذا النحو ، إنما يؤكده التيار الوهابي الذي إرتوت منه هذه التيارات ، فالتيار الوهابي قام على أكتاف قوم غلاظ متحجرين أورثوا الغلظة والتحجر لأتباعهم ، فكانوا بهذا نموذجاً معاصراً للخوارج الذين إنشقوا ، عن الإمام علي (ع). " " عن كتابه ص16 ".

رب ضارة نافعة : سبر الكاتب المصري صالح الورداني أكثرا من التيارات مثل التيار السلفي الذي حكم على كاتبنا بالزندقة والمروق من الدين لا لشيء إلاّ لأنه كان يحترم عقله ويعمله في تحليله للتاريخ وللموروث الإسلامي ، ومن التيارات التي أيقظت في كاتبنا حبّ النقد وعدم التقديس الأعمى للماضي ورموزه ، كان تيار التكفير الذي يرفع شعار " من قلد ، كفر ". فقد كان هذا التيار ينبذ الصحابة والفقهاء الذين يراهم قد تجاوزوا النصوص وإجتهدوا في مقابلها حتى أنهم إنتقدوا الخليفة عمر بن الخطاب المعروف بقفزه على النصوص القرآنية والنبوية.

يقول هو عن ذلك : والتيار الوحيد الذي خاض في الماضي ونقد رجاله هو تيار التكفير الذي كان يرفض أي مقولة تصطدم بالنصوص حتى أنه تجرأ على عمر وهاجمه بسبب إجتهاده على النصوص ، غير أن هذا التيار قد أفضع هذا النقد لنظريته وطرحه فقط سيراً مع القاعدة التي كان ينادي بها وهي من قلد كفر ... وهذه القاعدة كان لها دورها البارز في تحرير عناصره من التقيد بالماضي وإتباع رموزه ، كما كان لها دورها في لفت نظري إلى قضية النص والرجال والتي كان لها دورها في دفعي نحو خط آل البيت " " عن كتابه ص14 " ، نعم كان لمعرفة صالح الورداني بهذا الإتجاه الإسلامي فائدة كبيرة تتمثل في إعمال العقل وتجنب تقديس الماضي ورموزه تقديسا أعمى.

اللقاء بالشيعة : لقد سنحت الفرصة لكاتبنا - وهو ما يزال متردداً في القبول بأي طرف إسلامي موجود في الساحة المصرية - ليتعرف على الشيعة عن قرب ، فقد كانت له علاقات مع بعض شباب الشيعة العرب الذين كانوا يدرسون في مصر كما تمكن من زيارة العراق والكويت فإزداد إطلاعاً وعن قرب بعقائد الشيعة ومباني مذهبهم.

يقول هو عن ذلك : ومن خلال تواجدي بالعراق قمت بزيارة مراقد آل البيت (ع) ببغداد والطواف على مساجد الشيعة وسماع الدروس والمحاظرات والحوار من الشباب الشيعي من أصدقاء صديقي ، ونتيجة لهذا كله تبددت من ذهني الكثير من الأوهام والتصورات غير الصحيحة التي كنت أحملها عن الشيعة " " عن كتابه ص17 " ، كذلك مما قرب صالح الورداني إلى مذهب الشيعة - مذهب أهل البيت عليهم السلام - هو الحدث الكبير الذي وقع أواخر السبعينات ، وهوإنتصار الثورة الإسلامية في إيران.

يقول هو عن ذلك : لقد كانت الثورة الإسلامية في إيران ضربة موجعة للتيار السني الذي ظل لسنوات طويلة ينادي بإقامة الخلافة ويعد ويمني بها ، وفي الوقت نفسه كانت بمثابة دفعة قوية لي نحو الإلتزام بخط آل البيت ، إن نجاح هذه الثورة كان في الحقيقة نجاحا للأطروحة الشيعية ، ونجاح الإطروحة الشيعية يعني رسوب الإطروحة السنية " " عن كتاب الخدعة، ص19 ".

وتتوالى الشكوك : بدأت البنية العقائدية التي كان يحملها بين ضلوعه ، تتلاشى الواحدة تلو الأخرى وكان من بينها مسألة موقف فقهاء الماضي من حكام الجور حيث أقروهم على أعمالهم وحرموا الخروج عليهم مهما كانت أعمالهم.

يقول صالح الورداني عن ذلك : مثل هذه المواقف التي تبناها فقهاء الأمس من الحكام والتي بنيت في مجملها على أساس مجموعة من الأحاديث المنسوبة للرسول (ص) والتي لا يستريح لها قلب المؤمن ولا عقله ، أثارت الشك في نفسي وزكت نزعة الإعتقاد بأن السياسة تدخلت في صياغة الإسلام ، وإذا كان الرسول من الممكن أن يقول : هذا الكلام فما هو دور الإسلام إذن وهل جاء ليقر الظلم ويمنح الحاكم سلطة إستعباد الناس والإستيلاء على أموالهم" " من كتابه ص27 ".

نعم لقد ملئت صحاح وكتب السنة بالأحاديث الآمرة بطاعة السلطان مهما كان ولو جارً وظلم وإغتصب الأموال وفعل ما فعل ، إذ الخروج عليه فتنة ولا صلاح فيه ! أنطر مثلاًً هذا الحديث : ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (ص) : " إسمعوا وأطيعوا ولو إستعمل عليكم عبد حبشي كان رأسه زبيبة " " صحيح البخاري، ج7|9، ص113، باب ما جاء في السمع والطاعة ".

والباحث الفطن يكتشف أن معاوية وبني أمية هم الذين وضعوا هكذا أحاديث حتى يحكموا كما شاؤوا وكيف شاؤوا دون رادع ولا وازع وإلاّ لماذا لم تسمع أم المؤمنين عائشة لأميرها علي بن أبي طالب ؟ ولماذا لم يطع معاوية أميره علياًً ؟ ولماذا لم يطع أبوذر الصحابي الجليل عثمان بن عفان الذي نفاه إلى صحراء الربذة ومنع الناس من مجالسته ومن تشييعه ودفنه ؟ وهكذا عرف صالح الورداني كما عرف كل منصف كذب مثل هذه الأحاديث والتي تخالف صريح القرآن الذي يقول : " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ".

كذلك من الأشياء التي أوصلت صالح الورداني إلى المذهب الإسلامي الصافي في أصوله وفروعه - مذهب الشيعة - هو الخلط الذي رآه في الحركات الإسلامية الحركية بين مفردة الدين ومفردة التراث ، وبسبب هذا الخلط ، صار كل قائد حركة يفتي بما يحب ويشتهي ويكفر من يشاء ويزندق من يخالفه دون أن تكون هذه الفتاوى مستندة على أصول دينية كالقرآن والسنة الصحيحة فالتراث والإجتهادات النابعة منه يؤخذ منه ويرد بعكس الدين.

بعد ذلك يصل الكاتب إلى مسألة تضخيم الرجال ، فصار عندنا عشرة مبشرون بالجنة ، وصار عمر وآراءه أصوب من الرسول وآرائه ، حتى قيل على لسان الرسول : لو كان بعدي نبي لكان عمر ، " إنظر مثلاًً مستدرك الحاكم ج3 ص85 باب معرفة الصحابة ".

وكذلك صارت عائشة تملك نصف الدين ونصف العلم وصار طلحة شهيداًً وهو الذي خرج علي إمامه علي بن أبي طالب يوم الجمل حيث قتل ، وصار خالد بن الوليد سيف الله المسلول رغم تبرىء الرسول منه ومن أفعاله ورغم قتله للمسلمين وزناه الفاضح بزوجة مالك بن نويرة ! " إنظر مثلاًً مسند أحمد بن حنبل ج2 ص151 و كذلك أسد الغابة ج5 ص52-53 ترجمة مالك بن نويرة ".

ومن تضخيم السياسة للرجال هو تضخيم عمر بن الخطاب مثلاًً الذي لا يعرف التاريخ الحقيقي له سابقة لا في جهاد مشركين ولا في علم ولا في عدل رغم ما يشاع عنه ، فعمر لم يقتل ولا مشركاًًً واحداًً قوياًً كان أم ضعيفاًًً ، ولا نعلم منه علماً وصلنا في بلاغة ولا في فقه ولا في تفسير بل ولا حتي في حفظ القرآن ، ومخالفات عمر لله وللرسول أكثر من أن تحصى ، اليس هو الذي قال : لرسول الله (ص) : ما قاله في صلح الحديبية حتى غضب منه الرسول ؟ ألم يفر يوم أحد مع من فر وترك الرسول في قلب المعركة ؟ ألم يحرم زواج المتعة الحلال بنص القرآن وبشهادة أجلاء الصحابة كجابر بن عبد الله وعمران بن الحصين ؟ ألم يفرق في العطاء بين المهاجرين والأنصار وبين العرب والموالي ؟ ألم يعترض على رسول الله يوم أمرهم الرسول بكتابة كتاب لا تضل الأمة بعده ؟ " إنظر مسند أحمد حول تحريم عمر للمتعة ج3 ص325 وإنظر مسند أحمد ج2 ص110 وإنظر تفسير فخر الرازي لسورة آل عمران الآية 153 حول فرار عمر، وإنظر جهل عمر بالتيمم في سنن إبن ماجة ج1 ص188 في أبواب التيمم ، وغيرها كثير ".

بعد عمر ضخم عثمان كثيراًً حتى قيلت فيه أحاديث موضوعة ، هذا رغم ما فعله عثمان بالصحابة الأجلاء كعمار وأبي ذر وإبن مسعود وغيرهم ، وصرفه لأموال الله بين بني أمية حتى قتله ثوار المسلمين شر قتلة ، ومن الأحاديث الموجودة والمزعومة في فضائل عثمان ما يرويه كذّاب الإسلام أبو هريرة الدوسي الذي يقول فيها مثلاًً : عن أبي هريرة قال : دخلت رقية بنت رسول الله (ص) إمرأة عثمان وبيدها مشط فقالت : خرج رسول الله من عندي آنفاً رجلت شعره فقال لي : كيف تجدين أبا عبد الله عثمان ؟ فقلت قال : إكرميه فإنه من أشبه أصحابي بي خلقاً " " راجع صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل عثمان " ، وأبوهريرة الناقل للحديث أسلم سنة سبع للهجرة بينما ماتت رقية سنة أربع ، فضعف الناقل والمنقول ، وما أكثر فضائل الصحابة المزعومة !.

ما جذب صالح الورداني إلى التشيع : ما جذب كاتبنا إلى التشيع هو كما يقول : " ما جذبني لخط آل البيت وللإطروحة الشيعية ، قضية فتح باب الإجتهاد الذي ظل مغلقاً منذ قرون طويلة لدى الطرف الآخر " السني " ولا يزال " ، عن كتابه ص150 ".

" وأدلة الإستنباط عند الشيعة ، الكتاب والسنة " الصحيحة " والعقل ، وهم بهذا يرفضون المصادر الأخرى التي أضافها أهل السنة كمصادر للتشريع مثل الإجماع والقياس والإستحسان وخلافه ، هذه المصادر التي فتحت الأبواب لإختراع الكثير من الأحكام التي أسهمت وما زالت تسهم في تشويه صورة الإسلام " " عن كتابه ص151 ".

سبب آخر جذب صالح الورداني إلى التشيع مثل : " ما يميز المؤسسة الدينية عند الشيعة هو إستقلالها عن الحكام وبعدها عن سيطرتهم مما أكسبها مواقف سياسية شجاعة أسهمت في إحداث تغييرات فعالة في مجتمعاتها ، وهذه الاستقلالية إنما يعود سببها إلى إرتباط المؤسسة الدينية بالشارع والجماهير التي تدين لها بالطاعة والولاء وتسلمها أموالها وتذعن لأحكامها " " عن كتابه ص152 ".

ضعف وعدم قابلية الإطروحة السنية للإقناع زاد من تقرب الورداني أكثر فأكثر إلى التشيع ، فكيف يحلل هو هذا الرأي ؟ يقول في الصفحة 145 من كتابه : " أما ما يتعلق بالإطروحةا لسنية فهو ما قد بيناه من أن هذه الإطروحة إنما هي وليدة السياسة وتقديم فقه الرجال على فقه النصوص ، وهذا الخلل الحقيقي فيها والذي يتجنب القوم علاجه ، وأما ما يتعلق بالواقع الإسلامي فهو يتمثل في تلك التجربة الطويلة التي عشتها مع التيارات الإسلامية ولمست فيها عن قرب مدى المأزق الفكري والحركي الذي تعيشه هذه التيارات بسبب هذه الإطروحة ، وبالنسبة لشخصي فقد عشت فترتي السنية رافعاً شعار العقل ، فلم أجد لي مكاناً بين القوم ، ولاحقتني الإشاعات والاتهامات وأدركت في ما بعد أن إستخدام العقل عند القوم يعني الزندقة والضلال ولقد كنت أدرك جيداً أن التنازل عن العقل يعني ذوبان في الماضي ، وبالتالي يصبح المرء بلا شخصية يواجه بها الواقع."

نعم إن الإطروحة السنية دخلت متاهة يصعب الخروج منها " فكل يدعي وصلا بليلى " وكل جماعة تدعي أنها على الصراط السوي وأن الحل عندها ، وعن كل جماعة تنشق جماعات وهكذا صار كل من يقرأ بضعة كتيبات مفتياً ، يكفر هذا ويفسق ذاك ، وهذا يرى الخروج على السلطان وهذا يحرم ، هذا مع أن الرب واحد والكتاب واحد والنبي واحد والقبلة واحدة ! والمشكلة تكمن في تقديس الماضي ورموزه دون إبدأء حتى مراجعة سريعة لهذا الماضي والبحث عن الخلل فيه.

هذا وقد لخص صالح الورداني رحلته وأسباب تشيعه إلى نقاط قال : إنها خلاصة كتابه وهي :
إن الحق ينحصر في القرآن.
إن الأحاديث النبوية يجب أن تخضع للقرآن.
إن الرسول (ص) وسلم لا يفعل ولا يقول ما يخالف القرآن.
إن الإمام علياًً هو مقياس الحق.
إن التراث حادث على النص.
إن النص فوقالرجال.
إن الحق يعرف بالنص.
إن إعمال العقل في النص واجب شرعي.
إن الصحابة ليسوا عدولاًً ، " عن كتابه ص207، 208 ".


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:39 PM   #23
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( الإستاذ / صائب عبد الحميد )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : من مواليد دولة العراق ـ ولد عام 1956 م بمدينة " عانة " ، ترعرع في أجواء غذته العقيدة الإسلامية وفق مذهب أهل السنة والجماعة ، واصل دراسته الأكاديمية حتى نال شهادة البكالوريوس في فرع الفيزياء ، ثم توجه الى مهمة التدريس في هذا الإختصاص وباشر عمله في إحدى المدارس الثانوية.

ثم شاءت الأقدار الإلهية أن توفر له الأجواء المناسبة لإرتقاء مستواه الفكري ، فإنتهز الأستاذ هذه الأجواء وجعلها سبيلاً لنيل أرقى مراتب الوعي الديني فوسع آفاق رؤاه ، فكانت النتيجة أن أحاط علماًً بقضاياً قلبت له الموازين التي كان عليها فيما سبق ، ثم لم تمض فترة من الزمن إلاّ والفى نفسه مولعاً بمذهب أهل البيت (ع) فإتخذ قراره النهائي ولم تأخذه في الله لومة لائم ثم أعلن إنتماءه لمذهب عترة الرسول (ع) ثم توجه بعد ذلك بعزيمة فاعله وجدارة فائقة الى نشر علوم ومعارف أهل البيت عبر التأليف والتدوين ، وكان كتابه الأول هو " منهج في الأنتماء المذهبي " وهو الكتاب الذي ذكر فيه حول منطلق إندفاعه لإعتناق مذهب أهل البيت (ع) ، مع الحسين ـ مصباح الهدى ـ كانت البداية ومع الحسين ـ سفينة النجاة ـ كان الشروع.

بداية لم أقصدها أنا ، وإنما هي التي قصدتني ، فوفقني الله لحسن إستقبالها ، وأخذ بيدي إلى عتباتها ..
ذلك كان يوم ملك علي مسامعي صوت شجي ّ، ربما كان قد طرقها من قبل كثيراًًً فأغضت عنه ، ومالت بطرفها وأسدلت دونه ستائرها ، وأعصت عليه.
حتى دعاني هذه المرة وأنا في خلوة ، أوشبهها ، فإهتزت له مشاعري ومنحته كل إحساسي وعواطفي ، من حيث أدري ولا أدري .
فجذبني اليه .. تتبادلني أمواجه الهادرة .. وألسنة لهيبه المتطايرة .. حتى ذابت كبريائي بين يديه ، وإنصاع له عتوي عليه ، فرحت معه ، أعيش الأحداث ، وأذوب فيها .. أسير مع الراحلين ، وأحط إذا حطوا ، واتابع الخطى حتى النهاية ..

تلك كانت قصة مقتل الإمام الحسين (ع) بصوت الشيخ عبد الزهراء الكعبي يرحمه الله ، في العاشر من محرام الحرام من 1402 للهجرة.
فأصغيت عنده أيّما إصغاء لنداءات الإمام الحسين .. وترتعد جوارحي .. لبيك ياسيدي يابن رسول ال له.. وتنطلق في ذهني أسئلة لاتكاد تنتهي ، وكانّه نور كان محجوباً ، فإنبعث يشق الفضاء الرحيب دفعةً واحدة .. وتعود بي الأفكار الى سنين خلت ، وأنا أدرج على سلّم الدرس ، لم أشذ فيها ، عن معلّمي ، فقلت : ليتني سمعت إذا ذاك ما يروي ظمأي .. ثم أنت ياحلق الوعظ ، وياخطب الجمع ويا بيوتات الدين ، أين أنت من هذا البحر اللاّمتناهي ؟! ، وأين أنتِ أيتها الدنيا ؟! ، وعلى أي فلك تجري أيها التاريخ ؟! ، إلاّ تخشى أن يحاكمك الأحرار يوماًًً ؟ ، عتاب لاذع ، وأسئلة لا تنتهي ، والناس منها على طرق شتى .. عدت مع هذه الواقعة الى الوراء .. فإذا الناس من حينها كحالهم الآن ، فهم بين من حمل الحسين مبدءاً ، وتمسك به إماماًًً وأسوة ، ودليلاًً الى طريق الفلاح ، فوضع نفسه وبنيه دون أن يمس الحسين ، وبين من حمل رأس الحسين هدية الى يزيد!! ، وبين هذا وذاك منازل شتى في القرب والبعد من معالم الحسين.. وأشياء أخرى تطول ، فقد إستضاءت الدنيا كلها من حولي ، وبدت لي شاخصة معالم الطريق .. فرأيت الحكمة في أن أسلك الطريق من أدلة ، وأبتدئ المسيرة بالخطوة الأولى لتتلوها خطى ثابتة على يقين وبصيرة ....

مؤلفاته :

1 ـ " منهج في الإنتماء المذهبي " ـ صدر عن مركز الغدير في طبعته الخامسة سنة 1414 هـ / 1994 م وصدرت قبلها أربع طبعات في ثلاثة بلدان إسلامية جميعها في سنة 1413 هـ ، يقول المؤلف في بداية الكتاب : ليس هو كتاباًًً مذهبياً يراد منه تعميق الخلاف بين المسلمين فما أحوجنا اليوم الى كلمة تلمّ شملنا ، وتؤلف بين قلوبنا ، وما أحرانا بإجتياز الحواجز التي ركزت بيننا.
وهذا الكتاب هو تجربة شخصية .. تجربة فيها كل ما في التجارب الكبيرة من مشاكل وصعوبات ، وفيها ما في أخواتها عند تكلل بالنجاح.
وقد لا تكون التجارب في ميدان العقيدة عزيزة ، فربما خاضها كثيرون من ابناء كل جيل ، ولكن إنتصار اليقين والحق المجرد على العاطفة هو العزيز في تلك التجارب ، ورأيت أثناء رحلتي أن الوفاء للذكريات لاينبغي أن يكون عاطفياً ، فربما ينعكس إثره فلا يكون عندئذ وفاءً .. وإنما المطلوب من الوفاء أن يكون وفاءً عملياًً إن صح التعبير.
من هنا وجدت لزاماًً علي : أن أسجل تجربتي بكل أمانة ، لتكون بين أيدي التجربة جاهزة تختزل الكثير من عناء هذا الطريق الطويل ، وتقدم حلولاً للكثير من تلك السئلة الحائرة .. فوضعت هذا الكتاب .. ووضعت ذلك في فصول إكتفيت فيها بالقليل من شواهد التاريخ ، وأغضيت ، عن كثير منها خشية الإطالة مرة ، ولكراهة الغوص في أغوار بعض الأحداث المؤلمة أكثر من القدر الكافي مرةً أخرى.

وقد قدمت له بمقدمتين :
الأولى : حول طبيعة الإنتماء المذهبي ، وأثره في قضية الوحدة بين المسلمين.
والثانية : إشارة موجزة إلى بداية قصتي في هذه الرحلة.

2 ـ " إبن تيمية ، حياته ، عقائده " ـ صدر في طبعته الثانية ، عن مركز الغدير سنة 1417 هـ / 1997 م ، قال : المؤلف في المقدمة : " لقد دعونا إبن تيمية ، فعرفناه لمن لم يعرفه ، وعرفنا بأجوائه كلها من حيث الزمان والمكان ، ثم تكلم هو عن نفسه شيئاًًً ليعرف القارئ صورته ونبراته ، ثم إنتقلنا معه الى لباب عقائده ولم نقف عند القشور ، ذهبنا إلى الصورة الكاملة ولم نقف عند الإطار نعظمه ونمجده ، أو نعيبه ونبخسه نضارته ، وأعرضنا ، عن كثير من التفصيل الذي يتشابه في معناه ويتفق في مغزاه ، حرصاًً على لم أطراف تلك الصورة الممتدة الواسعة بما لايضيع شيئاًًً من معالمها ، وأهم ما في الكتاب أن الرجل هو الذي تكلم عن نفسه وعن لباب عقائده لا عشاقه ولا حساده .. فجاء هذا الكتاب ليمثل الفصل الأخير في ما كتب في موضوعه ، إنه الحلقة المفقودة وتاريخ عقيدة ، وفي حقيقة رجل ، يتألف الكتاب من أربعة أبواب :
الباب الأول : العلم وبيئته وعصره وحياته.
الفصل الأول : إبن تيمية .. أسرته وبيئته.
الفصل الثاني : سمات عصره.
الفصل الثالث : حياته.
الباب الثاني : ميادين عقائده الكبرى.
1 ـ الفصل الأول : الإجتهاد والتقليد.
2 ـ الفصل الثاني : الصفات والتفسير.
الفصل الثالث : مع الصوفية
الباب الثالث : مع الشيعة.
الفصل الأول : علامة الشيعة إبن المطهر.
الفصل الثاني : منهاج السنة.
الفصل الثالث : إخفاقات إبن تيمية في تعريف الشيعة.
الباب الرابع : أهل البيت (ع) في عقيدة إبن تيمية.
الفصل الأول : الإعتقاد بتقديم أهل بيت الرسول.
الفصل الثاني : مع فضائل أهل البيت (ع).
الفصل الثالث : مع خصائص علي.
الفصل الرابع : علي والخلافة.
الفصل الخامس : نهضة الحسين (ع) وإستشهاده.
الفصل السادس : من هم أتباع أهل البيت ؟؟.

3 ـ " تاريخ الإسلام الثقافي والسياسي ، مسار الإسلام بعد الرسول ونشأة المذاهب " ، صدر ، عن مركز الغدير للدراسات الإسلامية سنة 1417 هـ ـ 1997 م ، جاء في مقدمة الناشر : " الكتاب .. هو بحث تحليلي ، ودراسة في وقائع التاريخ ، ومحاولة لتشخيص حقائق ذات شأن في أوضاع الأمة ، وتشكيل وعيها وفهمها الحوادث التاريخية ، تناول الكاتب التعريف بالمؤرخين ومناهج التاريخ عند المسلمين ، كما قام بالنقد والتقويم للمواقع التي تحتاج الى مثل هذا التعامل ، وتحدث عن نشأة الفرق والمذاهب والإتجاهات والصراعات السياسية ، وما إمتد اليها من تحريف وتزييف وتأثيرات سياسية ، كما تحدث عن حركات التصحيح والثورات ، وعرف بالاتجاهات الفكرية ، والمذهبية الكبرى ".

يقول المؤلف في مقدمته : " تقسمت هذه الدراسة على خمسة أبواب ، تراوحت فصولها بين الإثنين والثلاثة لكل باب .. :
ـ ركزنا في الباب الأوّل : على مجموعة من الإثارات الكبيرة والأرقام الهامة الشاهدة على وقوع الإضطراب الكبير والتناقضات الكثيرة في مصادرنا التاريخية ، سواء ما كان مختصاًً بتواريخ الفرق والمذاهب وعوامل نشأتها ، أو ما كان مختصاًً بالتاريخ السياسي والإجتماعي ـ لنذكر أثناء ذلك الأبواب والمنافذ المحتملة لدخول الأخبار المتناقضة والمتضاربة ، ليكون في هذه الفترة ذاتها ، التي إنتظمت في الفصل الثاني ، مع فقرات آخر تضمنها الفصل ذاته مما يفي بتعضيد وتجسيد ضرورة القراءة النقدية الدقيقة لتاريخنا الإسلامي.

ـ وفي الباب الثاني : تناولنا النظرية السياسية عند المسلمين منذ نشأتها ، إذ كانت في يومها الأول مفتاحاً للواقع الجديد لمرحلة ما بعد الرسول (ص) ، ثم رأينا كيف ترك الواقع التاريخي نفسه إثره على صياغة النظرية السياسية وتطورها في مراحلها اللاّحقة .. ذلك الأثر الذي كان مرآة لأثر الواقع التاريخي نفسه في دواوين التاريخ وكتب الفرق والمذاهب ، وابتداءً من هذا الباب فقد التزمنا البحث عن البديل الصحيح ككل قضية لا تعتمد إمام النقد ولا يسندها البرهان العلمي.

ـ وتناول الباب الثالث : التفصيل في معالم المسار الجديد ، سياسياً ودينياً وإجتماعياً فتجاوز معالم السياسة الى معالم الحركة الدينية المتمثلة في الموقف من القرآن والسنة والتصور الكامل لدورهما في الحياة السياسية والإجتماعية ، وموقع الإجتهاد وتطوره وإلى معالم الحالة الإجتماعية ، وحركة الفتوح الإسلامية.

ـ وإنتقل الباب الرابع : الى مرحلة جديدة مر بها التاريخ الإسلامي ، تميزت بمحاولة الإصلاح والتصحيح لما وقع من أخطاء سياسية أو دينية أو إجتماعية في المرحلة السابقة ، وتقويم أي إعوجاج أو إنحراف قد طرأ في المسار لإعادة وصله بأصله الأول ـ مسار الإسلام في حياة الرسول (ص) مع التوقف في أثناء ذلك على الصعوبات التي كانت تواجهها حركة التصحيح والمشاكل الحادثة في طريقها ، ذات الصلة الأكيدة بالمرحلة السابقة.

ـ أما الباب الخامس والاخير : فقد توقف عند معالم جديدة ، هي مرحلة انعطاف خطير في المسار التاريخي ، كانت خصبة بالخلافات والنزاعات التي كانت أسباباً مباشرة في نشأة الفرق والمذاهب ، مع التركيز على العوامل الخاصة الداخلة في نشأة وتكوين كل واحد من هذه الفرق والمذاهب.

ـ ثم الحقناه بخاتمة جمعت في إستعراض سريع أهم النتائج التي توصلت اليها هذه الدراسة ثم دليلاًً مفصلاً في مطالب الكتاب ، وآخر في المراجع والمصادر المعتمدة في هذا الكتاب ، ضمناه تعريفا مفصلاًً بالنسخ المعتمدة لدينا لملاحظة إختلاف الطبعات في أرقام الصفحات وفي تسلسل الأحاديث والتراجم أحياناًًً إن وجدت.

4 ـ " حوار في العمق من أجل التعريف الحقيقي " ـ صدر في مركز الغدير / بيروت ، جاء في تعريف المؤلف بالكتاب : " أعد هذا المقال : أولاًًًً للمشاركة في المؤتمر السابع للوحدة الإسلامية المنعقد بطهران 15 - 17 ربيع الأول 1415 هـ ، فطبع هناك على نطاق المؤتمر ، وقد إرتأت مؤسسة الغدير للدراسات والنشر إعادة طباعته ونشرة ، كما إقترحوا علي التوسع فيه ولو يسيراًً لأنه كان بحثاًً مضغوطاً يفتقر لكثير من الإستشهاد والتمثيل ويستوعب لمزيد من التفصيل ، فإستجبت لهذا الإقتراح السديد فأدخلت بعض الشواهد والأمثلة في محلها.
ويتحدث المؤلف عن بعض النتائج التي توصل في بحثه في الخاتمة فيقول :

1 ـ إن التقريب الحقيقي الأمثل هو التقريب الذي يتحقق ، عن طريق تصحيح التراث الإسلامي وتنقيته من الأخبار والمفاهيم الدخيلة التي تراكمت في عصور النزاع ، ولعبت الدور الأساسي في تحويل النزاع السياسي إلى نزاع ديني طائفي.
2 ـ إن وجود الإسرائيليات والأحاديث الموضوعة في مصادر المسلمين أمر مسلم به عند الجميع وأن التدين بها أمر محرم عند الجميع أيضاًًً.
3 ـ لقد لعب الغلاة والنواصب دوراًً بالغ الخطورة في تأصيل النزاع بين الفريقين ...
4 ـ إن حرية التفكير حق للجميع والإجتهاد حق لمن تاهل له ، لكن هل يصح أن يتمتع دعاة الفتنة بهذا الحق ، فلا يقف أحد بوجه دعوتهم ...

5 ـ " تاريخ السنة النبوية "، ثلاثون عاماًً بعد الرسول (ص) صدر ، عن مركز الغدير سنة 1418 هـ ـ 1997م ، جاء في تعريف الناشر بالكتاب : " السنة النبوية ثاني مصادر التشريع في الإسلام بعد القرآن الكريم ، وحجيتها من أكبر ضروريات الدين عند المسلمين ، ينطلق المؤلف من هذه البديهية فيبحث في هذا الكتاب ما آلت إليه السنة النبوية الشريفة بعد ثلاثين عاماًً على وفاة الرسول (ص) وتتبع مسارها في الحقبة موضوع البحث فيرى أنه عرف مرحلتين ، مثلت أولاهما خلافة أبي بكر وعمر وعثمان " 11 ـ 35 هـ " ومثلت ثانيهما مدة تولي الإمام علي (ع) الخلافة والقيادة السياسية والإجتماعية والدينية في الأمة (35 ـ 40 هـ).

6 ـ " إبن تيمية في صورته الحقيقية "ـ صدر عام 1415 هـ ـ 1995 م ، عن مركز الغدير / بيروت جاء في مقدمة الكتاب : تعريف على إبن تيمية في صورته الحقيقية وبإيجاز من خلال الفقرات التالية.

1 ـ إبن تيمية والحديث الشريف.
2 ـ إبن تيمية وصفات الله تعالى.
3 ـ إبن تيمية وأهل البيت (ع).
4 ـ إبن تيمية وعلماء الإسلام.
5 ـ إبن تيمية واليزيدية.
6 ـ أقوال العلماء فيه.

7 ـ " الزيارة والتوسل " ـ صدر ، عن مركز الرسالة / قم سنة 1421 هـ.
جاء في مقدمة الكتاب : " موضوع تتعدد فيه أطراف الحوار والجدل ، بين الفعل ومشروعيته ، وبين فضائله وأهدافه وعوائده ، وبين حدود وآداب عرفتها الشريعة ينبغي تجديد الإرشاد اليها والتذكير بها ، وبين شبهات علقت باذهان البعض ، لسبب أو لآخر ، فحاولوا قطع السبل الى عمل مشروع ، وتشويه صورته عن خطأ في ألفهم أحياناًًً وعن تقليد وإصرار وإتباع للهوى أحياناًًً أخرى ، وقد نهض هذا الكتاب كله في أوجز عبارة وأركزها .. وقد جاء في قسمين :
تناول الأول : منهما مباحث الزيارة في أربعة فصول :
الفصل الأول : الزيارة ـ مشروعيتها ـ أهدافها ـ فضيلتها.
الفصل الثاني : زيارة الرسول (ص) وأهل البيت (ع) في الحديث الشريف.
الفصل الثالث : الزيارة في تراث السلف.
الفصل الرابع : آداب الزيارة ورد الشبهات المثارة حولها.
وتناول الثاني : مباحث التوسل في مدخل وفصلين.
[الفصل الأول : أقسام التوسل.
الفصل الثاني : التوسل بالأنبياء والصالحين ]

مقالاته :

1 ـ " هوية التاريخ الإسلامي ، عيون التاريخ ، الإتجاه وأجواء التدوين " ـ نشرت في مجلة تراثنا ـ التي تصدر عن مؤسسة آل البيت لإحياء التراث في قم ـ العددان 38 و39 ـ السنة العاشرة ـ 1415 هـ ، بحث تاريخي يوضح فيه الكاتب كيفية تحريف التاريخ الإسلامي من قبل المؤرخين المتصلين بالحكام الذين يعادون أهل البيت (ع).

جاء في نتيجة البحث : هذا هو مصير السنة حين يكتب التاريخ بأقلام العاذرين ولارضاء العامة وإستجلاب رضا المتغلبين ، إنه لفصام كبير بين مسار الإسلام كما أراده الله ورسوله وبين المسار الواقعي الذي شهده تاريخ ومضى عليه التدوين ، لقد أدرك الجميع حقيقة أن معظم المؤرخين الذين صاغوا هذا التاريخ هم من الموالين للسلطات سياسياً ، في عهود تأجج فيها النزاع السياسي وإزدادت حدته حتى إمتد الى كل ميادين الحياة ، فكان أقل مايفعله المؤرخون هو تبرير أعمال الخلفاء والامراء ، أياً كانوا ، ومهما كانت أعمالهم ، والكف عن ذكر ما يزعجهم من حقائق التاريخ ، وما لا يأذنوا بكتابته ! .. إن معلوماتنا عن التاريخ بحاجة الى مراجعة جادة ودراسة في ضوء رؤية شمولية للتاريخ الإسلامي رؤية تكون فيها الشريعة الإسلامية بمصدريها الأساسيين ـ القرآن والسنة ـ هي المعيار الذي تقوم على أساسه الأطراف المتنازعة والفئات المختلفة.

2 ـ " أساس نظام الحكم في الإسلام ، بين الواقع والتشريع ، رؤية في التراث الفكري "، نشرت في مجلة تراثنا على قسمين ، القسم الأول : في العدد المزدوج (41 و42) والقسم الثاني : في العدد المزدوج التالي (43 و 44) ـ السنة الحادية عشرة ـ 1416 هـ ، مقالة بحث فيها الأسس التي يجب أن يقوم عليها نظام في الإسلام كما يراه أهل السنة وفندها جميعاًًًً.
جاء في نتيجة البحث : " اننا هنا قد أخفقنا [ إستقرءاً لمقولات أهل السنة ] في تحقيق نظرية منسجمة متماسكة في موضوع الإمامة ، وإن السبب الحقيقي لهذا الإخفاق هو متابعة الأمر الواقع والسعي لتبريره وجعله مصدراًً رئيساًً في وصف النظام السياسي.
إن تناقضات الأمر الواقع في أدواره المتعددة قد ظهرت جميعها في هذه النظرية ، مما أفقدها قيمتها كنظرية إسلامية في معالجة واحدة من قضايا الإسلام الكبرى.
* فالقول بالنص الشرعي لم يقف عند جوهر النص ، والإلتزام شروطه وحدوده.
* والقول بالشورى تقهقر أما نص الخليفة السابق ، وصلاحيات الشورى ، والقهر والإستيلاء والتغلب بالسيف.
* أما نظام أهل الحل والعقد فهو أشد غموضاً ... " ساهم التاريخ السياسي والرؤى المذهبية ، والغفلة أحياناًًً في إضفاء الغموض ، ومزيد من الغموض على قضية حاسمة في معرفة الوجهة الأصح في مسار الإسلام كله ".

3 ـ " تاريخ السنة النبوية ، ثلاثون عاماًً بعد الرسول (ص) " نشرت في مجلة تراثنا في العدد المزدوج [45و46] السنة الثانية عشر ـ 1417 هـ.
جاء في خلاصة المقال : " كان تدوين الحديث أمراًً مألوفاً يمارسه الصحابة في عهد النبي (ص) أمراًً صريحاًًً ومكرراً ".
2 ـ ظهر في عهد أبي بكر أول أمر بالمنع من الحديث ، لعلة أو أخرى.
3 ـ أحرق أبوبكر كتاباًًً يضم خمسمئة حديث كان قد كتبها بيده وهذا أول كتاب أحرق.
4 ـ واصل عمر المنع من الحديث ، مؤكداً ذلك بعهوده على عماله ، وبحبسه بعض الصحابة في المدينة حين لم يأمن إمتثالهم أمره.
5 ـ أحرق عمر مزيداً من كتب الحديث ، جمعها من عدد كبير من الصحابة.
6 ـ أبتدأ عثمان سيرته مع الحديث بقوله : " لايحل لأحد يروي حديثاًًًً لم يسمع به في عهد أبي بكر ولا في عهد عمر".
7 ـ وافق الخلفاء على المنع نفر قليل من الصحابة لايتجاوزون الأربعة : عبد الله بن مسعو ، وأبو سعيد الخدري ، وأبو موسى ، الأشعري ، وزيد بن ثابت.
8 ـ الإمام علي (ع) أول حاكم يدعو الى كتابة السنة ، ويحث الكتاب أن يكتبوا ما يحدثهم به ويمليه عليهم ، وينشر على الملأ أحاديث نبوية كانت طيلة ربع قرن ممنوعة منعاً مغلظاً ، وهو في نفس الوقت يسد الأبواب على الكذابين والمشبوهين.

4 ـ " معجم مؤرخي الشيعة حتى نهاية القرن السابع الهجري " ، نشرته مجلة تراثنا في ستة اقسام ـ الاعداد [56 ـ 62] ـ 1419 هـ ـ 1421 هـ ، معجم ذكر فيه 227 مؤرخا شيعياً فعرف بحياتهم وذكر كتبهم.

5 ـ " التدوين التاريخي عند المسلمين ، نشأته وتطوره حتى نهاية القرن الرابع الهجري " ، نشرت في مجلة الفكر الإسلامي التي تصدر عن مجمع الفكر الإسلامي ـ العدد (18 و19) ـ السنة الخامسة ـ 1418 هـ مقالة يعرض فيها كيفية شروع التاريخ الهجري ثم أول الكتب التي كتبت عن التاريخ وبين العوامل المؤثرة في حركة التدوين التاريخي عن المسلمين ، ثم إستعرض مراحل التدوين التاريخي عند المسلمين فقسمها الى أربعة مراحل مع ذكر أبرز المؤرخين في كل مرحلة :
المرحلة الأولى : مرحلة التدوين الشخصي الأولي ومن أبرز المؤرخين فيها : سعيد بن سعد بن عبادة الخزرجي وسهل بن أبي خيثمة الأنصاري.
المرحلة الثانية : مرحلة التدوين التاريخي الجزئي ومن أبرز المؤرخين فيها : عبيد الله بن أبي رافع كاتب أمير المؤمنين (ع) وعروة بن الزبير بن العوام.
المرحلة الثالثة : مرحلة ظهور المدونات التاريخية ومن أبرز مؤرخيها : محمد بن إسحاق ولوط بن يحيى وسيف بن عمر التميمي ونصر بن مزاحم وإبن قتيبة الدينوري.
المرحلة الرابعة : مرحلة توحيد التاريخ الإسلامي والبشري ومن أبرز مؤرخي هذه الفترة أبو حنيفة الدينوري ، أحمد بن يعقوب اليعقوبي ومحمد بن جرير الطبري والمسعودي.

6 ـ " الإمام محمد باقر الصدر مفسراًً " نشرت في مجلة قضايا إسلامية التي تصدر عن مؤسسة الرسول الأعظم ـ العدد الثاني ـ 1416 ـ 1995م ، المألوف أن يدرس الرجل مفسراًً من خلال تفسيره للقرآن الكريم، لكن الشهيد الصدر (قدس سره) لم يفسر القرآن الكريم ، فهل يصح أن ندرسه مفسراًً؟
قد نكتشف السيد الصدر مفسراًً من مجموع آثاره في تفسير النصوص القرآنية التي إستوعبتها دراساته المتنوعة ، والتي حملت بكل أمان إبدأعه في فهم النص ، وأسلوبه المميز في عرض المعاني ... دراسات إستوعبت نحو (300) آية ، بين تفسير تام ، أو كشف عن جانب منها ، أو إستشهاد على تفسير آية أخرى ، أو تحديد مفهوم قرآني يكشف عن معناها.. وإذا لاحظنا أن كثيراًًً من مفسري السلف الذين تنقل تفاسيرهم في كتب التفسير المفصلة ، لم ينقل عنه أكثر من هذا العدد من الآيات المفسرة ، نجد أن هذا وحده كافياً في تبرير هذه الدراسة.

هذا هو الأول : من أبواب ثلاثة يمكن من خلالها : إن نشرف على الشهيد الصدر مفسراًً ..
أما الباب الثاني : ، فمباحث علوم القرآن : التي تناول أهمها وأكثرها صلة بمنهج التفسير ، كتحديد معنى التفسير وأهدافه ، وما المراد بالتأويل ؟ وهل ظاهر القرآن حجة ليعتمده في تفسير القرآن أم ليس بحجة كما يراه الباطنيون ؟ وهل في القرآن ناسخ ومنسوخ؟
في كل هذه المباحث ، بعد أن تناولها السيد الشهيد بالدرس المفصل ، أعطى رأيه المعتمد عنده الذي سوف يمثل في النهاية منهجه في فهم القرآن الكريم والتعامل مع نصوصه.
والباب الثالث : هو المنهج الموضوعي التوحيدي في تفسير القرآن : الذي إنتهى من تحديد معالمه ، ومارس جملة من التطبيقات الواسعة نسبياً في اطاره ، الذي يمكن الإكتفاء به وحده في دراسة " الصدر مفسراًً " من دون أن يخل ذلك كثيراًًً في الدراسة .. فتطبيقاته كاشفة ، عن منهجه ، هل إعتمد التفسير بالمأثور لا غير؟ أم التفسير بالرأي مطلقاًًًً ؟ أم جمه بينهما ؟ هل إعتمد المنهج الباطني والإشاراتي ، أم كان ظاهرياً صرفاًًً بكل ما يحمله هذا المذهب من جمود؟ هذا كله وغيره من الخصائص المنهجية يكشف عن ممارساته التطبيقية بوضوح ، إضافة إلى نظريات هامة في فهم النص استوعبتها دراساته الرائدة في فقه النظرية.

فنحن إذن إمام مدرسة واسعة في التفسير ، متعددة الجوانب وهي أهل لأن تدرس في كتاب مفصل يستوعب جميع مزاياها ودقائقها دراسة معززة بالأمثلة الحية دائماًً ، والعروض المقارنة المركزة التي تساهم مباشرة في تحديد المدرسة التي ينتمي اليها بين مدارس التفسير ، أو تحديد ما يظهر في تفسيره من إبداع وتجديد أو متابعة وتقليد ، أو تفرد برأي أن وجد ، ونحو ذلك.

هذه الدراسة : أما هذه الدراسة ، فشأنها الكشف عن معالم المنهج ، مع شيء من لمسات مقارنة يقتضيها البحث ، وتقع في ثلاثة أقسام :
القسم الأول : في الحديث عن ركائز أساسية يجب توفرها وإستيفاؤها قبل الشروع في التفسير ، وضعناه بعنوان " المفسر والمنهج ".
القسم الثاني : في معالم المنهج العام ، التي حددها السيد الشهيد في مباحثه لهذا الغرض.
القسم الثالث : في التعريف بالمنهج الجديد ، الذي أحكم السيد الشهيد صياغته ، وأسماه بـ " التفسير الموضوعي أو التوحيدي ".

7 ـ " آفاق الإجتهاد المعاصر لدى بعض العلماء المسلمين " ، نشرته مجلة قضايا إسلامية ـ العدد الرابع ـ 1417 هـ ـ 1997 م ، مقالة يعرض فيها بعض التجديد لفقهاء معاصرين من قبيل الشهيد محمد باقر الصدر والعلامة شمس الدين والعلامة مغنية وغيرهم ، ومن آفاق هذا التجديد هو الفهم الإجتماعي للنص بدلاً من الفهم الفردي.

8 ـ " الوحدة الإسلامية والمسار الأحدب " ، نشرت في مجلة رسالة التقريب التي تصدر عن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ـ العدد السابع ـ الدورة الثانية ذو القعدة ـ ذو الحجة الحرام 1415 هـ ـ 1995 م ، ومما جاء في المقالة : " السياسة سواء كنا نحبها أو ننفر منها ، هي التي ترسم واقعنا وتحكم إلى حد ما على مستقبلنا ، فحين كانت السياسة هي التي زرعت بذرة الخلاف الأولى فخرجت بمسار الإسلام من نواة تجمعه الأولى ، هذه السياسة هل سنعرف كيف سنواجهها لتلم شعثنا على الأصول التي كانت تجمعنا ، وهي تجمعنا الى اليوم ، وإلى الأبد.
لقد صححت النظرية النسبية فهماًً كان سائداً حول الخطوط المستقيمة فاثبتت أنه لايوجد في الكون خط مستقيم ، فالخطوط كلها منحنية ، وكل مسار تراه مستقيماًً هو في الحقيقة أحدب ، والكون كله أحدب ، ويجري في مسار أحدب وكلما إمتد الخطّ إقتربت نهايتاه ، فلماذا لايكون مسار السياسة هو الآخر أحدب حتى إذا إزداد إمتداده عاد طرفه الى النقطة التي إنطلق منها أولاًًًً ، وتلاحقت نهايتاه من جديد كي تشكلان نقطة تجمع واحدة هي من سنخ النواة الأولى على عهد الرسول الأكرم ؟؟).

9 ـ " الفرق والمذاهب " ، تحقيق في النشأة والمعالم ، نشرت على قسمين في مجلة المنهاج التي تصدر عن مركز الغدير ـ العدد السادس والعدد السابع ـ السنة الثانية صيف وخريف 1418هـ ـ 1997 م ، جاء في بداية المقالة : " ينقسم البحث بحسب تقسيم العوامل الأساسية في نشأة الفرق والمذاهب والتي إثبت لنا التحقيق التاريخي أنها تنحصر في ثلاثة هي :
1 ـ الواقع التاريخي للخلافة ، ونظام الغلبة ، والمشروع الثقافي الذي صحبهما.
2 ـ الكلام والفلسفة.
3 ـ التطرف الديني.
وقد يستقل عامل واحد في تكوين فرقة ، كما قد يشترك عاملأن أو العوامل الثلاثة في تكوينها وقد تضمن البحث الحديث عن أهم الفرق والمذاهب الحادثة في الإسلام وظروف تكوينها والعوامل الإساسية في نشأتها.

10 ـ " مشروع الأحياء الديني عند الإمام الخميني (قده) آفاق ومعالم " ، نشرت في مجلة المنهاج ـ العدد الرابع عشر ـ السنة الرابعة ـ صيف 1420 هـ ـ 1999م ، يحدد في مقاله هذا معالم نهضة الإمام الخميني (ره) وكيفية مواجهتها للمستكبرين والطواغيت والتخلف والجمود والتبعية بإصلاح الجامعات والحوزات من حيث المناهج وآفاق التفكير وأبعاد المتظاهرين بالقداسة وفضحهم وإزالة تأثيرات الإستعمار الغربي في الجامعات والمؤسسات التربوية والإعلامية ، ثم بين جهود الإمام الخميني في التأسيس والتنظير الفقهي والعقائدي والسياسي للحكومة الإسلامية وصيانتها وإستمرارها عبر التجديد في الإجتهاد.

11 ـ " التفسير الإسلامي للتاريخ ودور الشهيد الصدر فيه " ، نشرت في مجلة المنهاج ـ العدد السابع عشر ـ السنة الخامسة ـ ربيع 1421 هـ ـ 2000 م ، يستعرض في المقالة إسهامات المسلمين في تفسير حركة التاريخ بدءاً بالإمام علي (ع) بإستعراض بعض خطبه وكتبه في نهج البلاغة وخصوصاًً عهده إلى مالك الأشتر عندما ولاه على مصر ثم آراء بعض العلماء السابقين والمعاصرين كأبي بكر الطرطوشي وإبن خلدون ومالك بن نبي وعماد الدين خليل في مسيرة التاريخ وكيفية تفسير أحداثه ، ثم يأتي الى اسهام الشهيد السيد محمد باقر الصدر في هذا الموضوع من خلال بحثه التنظيري المفصل في " سنن التاريخ في القرآن الكريم " ، وجاء في خلاصة المقال : " تتلخص رؤية الشهيد الصدر ، في فلسفة التاريخ بالنقاط الآتية :
ـ إن المحتوى الداخلي للإنسان هو الأساس في حركة التاريخ.
ـ وإن حركة التاريخ حركة غائية مربوطة بهدف ، وليست سببية فقط ، أي أنها حركة مشدودة الى المستقبل ، فالمستقبل هو المحرك لأي نشاط من أنشطة التاريخ.
ـ والمستقبل معدوم فعلاًً ، وإنما يتحرك من خلال الوجود الذهني.
ـ فالوجود الذهني إذا هو الحافز ، والمحرك والمدار لحركة التاريخ.
ـ وفي الوجود الذهني يمتزح الفكر والإرادة .. وبإمتزاج الفكر والإرادة تتحقق فاعلية المستقبل وتحريكه للنشاط التاريخي على الساحة الإجتماعية.
ـ العلاقة بين المحتوى الداخلي للإنسان " الفكر والارادة " وبين البناء الفوقي والتاريخي للمجتمع ، هي علاقة تبعية ، أي علاقة سبب بمسبب ، فكل تغير في البناء الفوقي والتاريخي للمجتمع إنما هو أمر مربوط بتغير المحتوى الداخلي.
12 ـ " المسعودي المؤرخ إمام المؤرخين وفلاسفة التاريخ " ، نشرت في مجلة المنهاج ـ العدد التاسع عشر ـ السنة الخامسة ـ خريف 1421 هـ ـ 2000 م ، يستعرض في هذا المقال حياة المسعودي ومذهبه ومصنفاته ومنهجه ونقده التاريخي كما يعرض لآراءه الفلسفية في التاريخ.
جاء في خاتمة المقالة : هذا هو المسعودي ، المؤرخ الكبير وإمام المؤرخين وفلاسفة التاريخ قرأناه على عجل آملين أن نكون قد أنصفناه.
لقد رأينا كيف كان المسعودي أستاذاً لارنولد توينبي ، سواء شعر توينبي أم لم يشعر ... وكيف كان استاذاً لفيلسوف التاريخ إبن خلدون ، ينتمي اليه تلميذه بإعتزاز ، ويبقى المسعودي ، إضافة الى ذلك ، المؤرخ الوحيد الذي وفى حق التاريخ السياسي والإجتماعي ، كما وفى تاريخ الأديان والمذاهب والفرق حقه ، مع إمتيازه الآخر المبرز في تفوقه الأدبي الكبير على سائر المؤرخين ، فهو أديب المؤرخين بلا منازع ، ومؤرخ الادباء بلا منازع أيضاًًً.

ندوات :

1 ـ السلطان وكتابة التاريخ ـ ندوة ثقافية عقدتها مجلة المنهاج العدد الرابع ـ شتاء 1417 هـ ـ 1996 م بتوجيه الاسئلة في هذا المضمون وإجابة الباحثين وأصحاب الأقلام عليها ، جاء في مقدمة ما نشرته المجلة عن ذلك : " تمثل إعادة قراءة التاريخ الإسلامي وكتابته قضية كبرى من قضايانا الثقافية في هذه المرحلة من تاريخنا المعاصر ، ويفترض أن تسهم هذه الإعادة الواعية في تعزيز النهضة الإسلامية التي تشهدها هذه المرحلة ، وفي هذا الصدد يجيب العلامة السيد محمد حسن الأمين والأستاذ الدكتور حسان حلاق ، والأستاذ صائب عبد الحميد ، عن مجموعة من الأسئلة تثيرها قضية " السلطان وكتابة التاريخ " وتتناول المسائل الآتية :
1 ـ دور السلطان في كتابة التاريخ ، وسعيه الى جعل هذه الكتابة تمثل منظوره ورؤيته.
2 ـ إهتمام المؤرخين بحياة السلاطين وإهمالهم تاريخ الشعوب ومنجزاتها في البناء الحضاري.
3 ـ دور الأقلية الخلافة القائدة في التصور الإسلامي لحركة التاريخ وما إذا كان هذا التصور يتفق ونظرية " يوينيي " في هذا الصدد.
4 ـ الحاجة الى إعادة قراءة الوثائق التاريخية وكيف يتم ذلك؟ ، وقد أجاب الأستاذ صائب عن هذه الاسئلة بإعتباره خبيراً في التاريخ الإسلامي.
2 ـ أثر الإتجاهات الفكرية والسياسية في كتابة التاريخ الإسلامي ، ندوة ثقافية عقدتها مجلة المنهاج ـ العدد الخامس ـ ربيع 1417 هـ ـ 1997 م ، جاء فيما نشرته المجلة : " في هذا الصدد وقائع الندوة التي عقدها في مقر مركز الغدير للدراسات الإسلامية ، وقد شارك فيها كل من الدكتور سهيل ركار ، أستاذ التاريخ في جامعة دمشق ونائب رئيس إتحاد المؤرخين العرب ، والدكتور إبراهيم بيضون أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية والجامعة الإسلامية في بيروت ، والأستاذ صائب عبد الحميد ، الباحث في التاريخ الإسلامي.

وقد أجاب الأستاذ صائب عبد الحميد على الاسئلة التالية :
1 ـ المنهج الصحيح لقراءة التاريخ ؟ وهل يمكن أن تبين لنا العوامل المؤثرة في إنتخاب الروايات وما أدرى اليه ذلك من مشكلة لا تزال قائمة ، وينبغي أن يواجهها المؤرخون المعاصرون؟
2 ـ ماهي أهم العيوب التي شابت منهج الطبري في التدوين التاريخي.
3 ـ لماذا لم يدون التاريخ خطب الجمعة التي صدرت عن الرسول (ص).


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:40 PM   #24
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( الأستاذ / صباح علي البياتي )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولد عام 1953 في العراق بمدينة زاخو ، واصل دراسته الأكاديمية حتى تخرج من كلية التربية قسم اللغة العربية جامعة صلاح الدين أربيل ، كان شافعي المذهب ثم إعتنق مذهب أهل البيت (ع) عام 1995 في العراق بمدينة الموصل.

يقول الأستاذ صباح : إكتشفت عبر البحث التاريخي أن التلاعب السياسي لعب دوراًً هاماًً في سيطرته على نظام التاريخ وتصرفه في السيرة ، وهذا ما إستدعاني الى إثارة الشكوك حول الكثير مما جمعته كتب التاريخ ، ولكنني قلت في نفسي : إن التاريخ الذي بين أيدينا وإن كان متضمناً للکثير من التزييف والتشويه ولكنه لايخلو من حقائق يطمئن اليها الباحث.

فعزمت من هذا المنطلق على البحث والتتبع حتى تبينت لي الكثير من الحقائق التي حاول حكام الجور طمس معالمها ، ثم قرأت كتاب نهج البلاغة بتمعن وطالعت شرح إبن أبي الحديد فلما بلغت الخطبة الشقشقية إستعرضت في نفسي الأحداث التي وقعت في أوساط الأمة الإسلامية بعد وفاة الرسول الأعظم فتبين لي أهداف المؤامرة التي حيكت في السقيفة للإطاحة بأهل البيت وعزلهم ، عن الساحة الإسلامية ، فتأثرت لذلك كثيراًًً وإستغربت من الأمور التي قام بها بعض الصحابة.

ويضيف الأستاذ صباح : إستغرق بحثي في هذا المضمار مدة عامين وأقمت نوعاً من الموازنة بين آراء الشيعة وأبناء العامة في المسائل الدينية ولاسيما مسألة الإمامة والخلافة حتى تبين لي أن التشيع هو المذهب الوحيد الذي يمكنني الإعتماد عليه لأنه مذهب لم تتدخل أيادي السلطة في التلاعب به بل بقي نقياًً في صدور عترة الرسول الذين كانوا ينشرونه في أوساط الأمة الإسلامية.

فلهذا إتخذت قراري النهائي وإخترت الإنتماء إلى هذا المذهب الذي يستمد علومه من ينبوع معارف أهل بيت رسول الله (ص) فأعلنت تشيعي عام 1995 في الموصل ثم حاولت تنظيم المعلومات التي حصلت عليها خلال البحث لأنشرها بعد ذلك بشكل بعض المؤلفات لينتفع منها الاخرين الذي يتعطشون لإستماع كلمة الحق.

مؤلفاته :

1 : لاتخونوا الله والرسول ـ صدر سنة 1421 ه- عن مركز الإبحاث العقائدية في سلسلة الرحلة إلى الثقلين ، وهو دراسة نقدية لأراء محمد بن عبد الوهاب في كتابه " رسالة في الرد على الرافضة " ويحتوي الكتاب ثلاثة عشر فصلاًً ويتعرض لمسائل عديدة كالخلافة والصحابة ونقص القرآن والتقية والعصمة والرجعة والمتعة ، وقد فندّ أراء محمد بن عبد الوهاب باسلوب علمي موضوعي ، وإعتمد على روايات وأقوال أهل السنة من كتبهم.
2 : الصحوة ـ تحت الطبع وسيصدر قريباًًً ، عن مركز الأبحاث العقائدية.
3 : حقيقة التشيع ومنشؤه ـ مخطوط.
4 : التبرك عند المسلمين ـ مخطوط.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:40 PM   #25
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( طوني أبي غانم ) ( حيدر )

البطاقة الشخصية
مولده ونشاته : ولد الأخ طوني أبي غانم في الضاحية الجنوبية لبيروت عام (1965 م) في لبنان ، نشأ وترعرع في أوساط عائلة مسيحية ، دخل في مدرسة ( النور التكميلية ) وقطع فيها مراحل الدراستين الإبتدائية والمتوسطة ، ثم دخل ( كشافة الرسالة الإسلامية ) وتعلّم فيها بعض الدروس الإسلامية ثم دخل الصليب الأحمر لتعلّم شؤون الإسعافات الأولية.

مع المسلمين : إن دخول الأخ طوني أبي غانم في كشافة الرسالة الإسلامية ، جعله يتعايش مع المسلمين عموماًً ، والشيعة خصوصاًً ، وقد كانت تلك الفترة من أحرج الفترات التي مرت بها لبنان ـ حيث الحروب الأهلية والتهديد الصهيوني وإنهيار البنى التحتية للبلد ، فقد شاهد اندفاع الشباب المؤمن وتفانيهم في العمل ، فأحبهم وإندمج معهم حتى أصبح واحداًً منهم ـ بالرغم من إنه مسيحي.

نقطة التحول : وهكذا أصبح يتردد معهم الى المسجد والحسينية القريبان من محل توأجدهم وأخذ يتعرف على الدين الإسلامي وخصوصيات المذاهب ، وبالذات المذهب الجعفري ، حتى إقتنع إقتناعاً كاملاًً فأسلم وتشيّع ، وسمى نفسه (حيدر) حباًً بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع).
ورغم المضايقات والمصاعب التي واجهها من قبل ذويه ، فقد ثبت وصمد ، وقد كان يشاهد دائم الحضور في المسجد لأداء صلاة الجماعة ، وينقل شهود عيان أنهم طالما رأوه قبل صلاة الفجر في المسجد وهو يؤدي صلاة الليل ، كما كان يحرص على الحضور في الحسينية في جميع المناسبات ، وبالأخص مراسم عاشواء.

مواقف مشرفة : للأخ حيدر (طوني) مواقف جهادية مشرفة ضد الكيان الصهيوني فقد شارك في التصدي لمواجهة الإجتياح الصهيوني للبنان عام (1982م) وكان في خضم المعارك العنيفة ، كما تصدى مع المجاهدين لغزو الأطلسي لبيروت والضاحية.

إعتقِل عام (1984م) من قبل الصهاينة في جنوب لبنان ، واُطلق سراحه بعد سنة ونصف من إعتقاله ، وقد أمضاها في سجون فلسطين المحتلة.

كما كان يشغل منصب قائد مجموعة في بعض المواجهات في صد العدوان الصهيوني وقد عُرف وإشتهر عندما تمكن بحول الله من إسقاط أحدى مروحيات الصهاينة في بلدة ( دير كيفا ).
وفي عام (1991م) نال شرف الشهادة ، أثناء مواجهة بطولية ضد الصهاينة في بلدة ( القنطرة ) الحدودية.
فرحمة الله تعالى عليه ، وحشره في زمر النبي (ص).


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:41 PM   #26
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( الدكتور / عصام علي العماد )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولد عام 1968م في اليمن بمدينة " أب " قرية " الصبار " ، نشأ في أسرة سنّية ومتأثره بالتيار السلفي الوهابي ، واصل دراسته الأكاديمية حتّى حصل على شهادة الليسانس في قسم الدراسات الإسلامية ثم حصل على درجة الماجستير ، وبعدها على شهادة الدكتوراه في علوم القرآن والحديث ، وفي مجال إهتمام الدكتور عصام بالدراسة الدينيّة فإنه إلى جنب دراسته الأكاديمية درس المذهب الوهابي في المعاهد الدينيّة منها ( معهد صنعاء العلمي ) وهو أكبر معهد وهابي في اليمن ، وأخذ الثانوية ـ القسم الشرعي ـ من هذا المعهد ، كما إنّه حفظ عشرة أجزاء من القرآن ، ثمّ درس عند علماء اليمن في المساجد ، وحضر دروس بعض الشخصيات العلمية البارزة في صنعاء منهم العلاّمة العمراني في جامع الزبيري في صنعاء ، ثم قام بتدريس الفقه السلفي ، فدرس كتاب فقه السنة في جامع الأسطى ، كما إنه مارس الخطابة في مساجد صنعاء ، فتولّى خطبة الجمعة في جامع الأسطى وتارة في جامع باب القاع ، كما إنه سافر إلى السعودية والتحق بكلية أصول الدين ـ قسم الحديث ـ في جامعة الإمام محمد بن سعود وبقى في السعودية أكثر من سنة ، حضر خلالها بعض الدروس عند مفتي المملكة إبن باز.

تصوره السابق عن المذهب الشيعي : كان المصدر الوحيد لمعرفة الدكتور عصام بمذهب التشيع هو كُتب إحسان إلهي ظهير وكُتب محمد مال الله ، وكتاب محبّ الدين الخطيب ، فلهذا تبادرت في ذهنه صورة قبيحة عن هذا المذهب ، ومن خلال تراكم هذه الصور المشوهة إمتلأ قلبه بالحقد والكراهية أزاء الشيعة والتشيع ، وشبّ الدكتور عصام على هذا المنوال بحيث أدى به هذا النفور من التشيع إلى الإنزعاج المطلق منهم ومن كل أمر له صله بهم ، فدفعه ذلك لتأليف كتاب ضد الشيعة تحت عنوان : " الصله بين الشيعة والغلو ".

إعادته النظر حول التشيع : كانت أول حادثة دعت الدكتور عصام لتجديد النظر في رؤيته وتقييمه للكيان الشيعي هي أنّه حصل على كتاب ( الإمام الصادق ) لمؤلفه محمد أبي زهرة ، فكان هذا الكتاب أول كتاب أتاح للدكتور عصام فرصة النظر من زاوية أخرى إلى الشيعة.
ويقول الدكتور عصام حول هذا الكتاب : " إنّ هذا الكتاب ـ وإن كان يحتوي على نقد للمذهب الجعفري ـ لكنّه كان يمتاز بإسلوب موضوعي في مناقشة مباني وعقائد الشيعة وكان إسلوبه يختلف عن منهج إحسان إلهي ظهير وغيره من الذين تطفح كتاباتهم بالأساليب غير الموضوعية والفاقدة للإتزان " ، ومن هذا المنطلق قرر الدكتور عصام أن يتّبع منهج أبي زهرة في دراسته للتشيع ، فتوجّه إلى البحث بأسلوب غير متعصّب حتى عثر على مجلة " رسالة الإسلام " وهي مجلة مصرية قديمة ، فوجد فيها أبحاثاً تتطرق حول موضوع التشيع.

المفاجأة الأولى في البحث : يقول الدكتور عصام : " كانت أكبر صدمة لي حين بحثي حول التشيّع هي قراءتي لفتوى الإمام الشيخ محمود شلتوت المشهورة والتي ذكر فيها أنّ الشيعة مسلمون ، وأنّ المذهب الإثنى عشري هو المذهب الخامس في الإسلام " ، فإستغرب الدكتور عصام من هذه الفتوى ، ثم قرر أن يعمّق دراسته للمذهب الشيعي ، ليتعرف على الأسباب التي دعت الشيخ شلتوت لهذا القول بالنسبة إلى هذا المذهب ، وكان الدكتور عصام أنذاك عام 1988م في جامعة الإمام محمّد بن سعود إلاّ أنه كان يتردد على جامعة الملك سعود لقربها من محل سكنه في " الدرية " وكان آنذاك يطالع في جامعة الملك سعود ، وكانت مكتبة الجامعة تمتلك قسماًً خاصاًً يتعلق بجماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية ، وكان في هذا القسم حقلا من الكتب حول الشيعة الجعفرية ، فبادر الدكتور عصام إلى مطالعة هذه الكتب ، لكنه بمرور الزمان وجدها لا تفي له بالغرض الذي يبتغيه ، لأنها تعتمد على أساليب سطحيّة في دراسة الفكر الشيعي وتتّسم بالنظرة الجزئية إلى الكيان الشيعي وتلتجىء إلى أساليب غايتها تشويه صورة التشيّع ، وإستنتج بالتدريج بأنّ بعض علماء أهل السنة قد التبس عليهم الأمر في تقييمهم للتشيع وإنهم وقعوا ضحية الخلط بين الشيعة والغلاة ، ولم يفرقوا بين التشيع والغلو.

إكتشافه للحقيقه : إكتشف الدكتور عصام أنّ علماء الجرح والتعديل لم يتعاملوا مع الإمام علي (ع) بنفس الصورة التي تعاملوا مع غيره من الصحابة ، ثم رأى في كتابات كثيرة وجود تحيّز خاص بالنسبة إلى الصحابة ، وهو غير موجود حينما يتم التطرق إلى شخصية الإمام علي (ع) فرآى الإمام علي (ع) مظلوماًًً بحيث لم يدافع عنه الكثير من الكتّاب والمؤلفين خشية أن يُتهموا بالتشيع ، فبحث الدكتور عصام هذه الظاهرة ، ثمّ بدأ ينبش في التاريخ ليصل إلى دليل هذا الأمر ، فرآى جذوره في دولة بني أمية ، ورأى أن معظم العلماء قد وقعوا في الفخ الذي حفره لهم بنو أمية ، وأن الكثير من المفكرين ساروا على النهج الذي رسمه بنو أمية وإتبعوا سيرتهم في تعاملهم مع مدرسة أهل البيت (ع) ومن هنا اطّلع الدكتور عصام على المؤامرة التي حيكت لتنحية أهل البيت (ع) عن الساحة ، وإبعاد الأمة عن حديث الثقلين الذي ورد بصيغة كتاب الله وأهل بيتي وهكذا إبعادهم عن حديث الإثنى عشر وغير ذلك.
وكان من أبرز الشواهد التي لامسها الدكتور عصام في هذا التحيّز أنّه لاحظ حين إصغائه لدرس العالم الوهابي " محمد بن إسماعيل العمراني " الذي كان يحضر عنده لتلقي العلوم الإسلامية ، أنّه كان يذكر أقوال عشرات الفقهاء حول المسألة الفقهيّة التي يتطرق إليها ، ويورد أسماء عشرات الأئمة والحفاظ والعلماء على مدى جميع القرون ثم يقول في الأخير : وقيل أن بعض أهل البيت ، قالوا : كذا وكذا ، فكان غالبية الحاضرين يعترضون عليه إعتراضاًً شديداًًًً حينما يذكر رأي بعض أهل البيت (ع) ولا يطيقون إستماع هذه المقولة بأنّ لأهل البيت رأياًً في المسائل الفقهية.
فشعر الدكتور عصام كانّ العصر الأموي لا يزال مهيمناً على دفة الحكم ، وأنّه يحكم بثقافته المعادية لأهل البيت(ع) فبدأ الدكتور عصام يتساءل في نفسه : لماذا نسمع ونصغي لرأي جميع الأئمة والعلماء ، ولكننا لا نطيق الإستماع إلى ذكر أهل البيت(ع) وهكذا بدأت التساؤلات تزداد يوماًًً بعد يوم في سريرة الدكتور عصام حتى تحوّلت إلى قوة هائلة دفعته للبحث المعمق حول مدرسة أهل البيت (ع).

إعتناقه لمذهب التشيع : حينما وجد الدكتور عصام بغيته في مذهب أهل البيت (ع) لم يتحمّل البقاء في إنتمائه السابق ، وكان آنذاك في جامعة الإمام محمد بن سعود ، فغيّر إنتماءه العقائدي ، وإعتنق مذهب أهل البيت (ع) ثم قرر بعدها مغادرة الجامعة والهجرة إلى الأرض التي تعينه على تعميق الصلة بالعقيدة التي فرضت نفسها عليه بالأدلة والبراهين ، فعاد إلى بلده اليمن ، ثم سافر إلى سوريا والتحق بالحوزة العلمية في دمشق بالسيدة زينب ، فبقي فيها فترة وجيزة ، ثمّ سافر إلى إيران عام 1990م والتحق بالحوزة العلمية في مدينة قم المقدّسة ، ودرس فيها المقدمات والسطوح إلى أن وصل إلى البحث الخارج في الحوزة العلمية ، وهو يعتبر أقدم طالب وفد إلى إيران لطلب العلم.
ثم بادر الدكتور عصام بعد بلوغه المرتبة المطلوبة في العلم إلى القيام بعملية التبليغ ، فمارس عملية تدريس علوم أهل البيت (ع) في أوساط الحوزة العلمية وباشر التأليف والكتابة ، كما إنّه تصدى لمناظرة أهل السنة والحوار معهم من أجل أن يبيّن لهم الحقائقالتي توصّل إليها خلال البحث ، ومن جملة هذه المناظرات هي مناظرته مع الشيخ عثمان الخميس التي سيتم الإشارة إليها لاحقاًًً.

مؤلفاته :

1 - " رحلتي من الوهابية إلى الإثنى عشرية " : سيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية ، ضمن " سلسلة الرحلة إلى الثقلين ".
2 - " المنهج الجديد والصحيح في الحوار مع الوهابيين " ، محاولة للتقريب بين الإثني عشرية والوهابية ، الناشر : مؤسسة الكوثر للمعارف الإسلامية ، الطبعة الأولى 1422هـ ، يتضمن هذا الكتاب عدة مواضيع منها : كيف نعرض المذهب الإثنى عشري للوهابيين ، مشكلة الخلط عند الوهابية ، موقف الإثنى عشرية من التصورات الوثنية للغلاة.

وقفة مع كتابه : ( المنهج الجديد والصحيح في الحوار مع الوهابيين ) : يعرض المؤلف حقيقة كتابه بالقول : إنّ هذا الكتاب هو محاولة لمعالجة بعض سلبيات الحوار بين الإثنى عشرية وبين الوهابية ، من خلال تجربتي في الحوار مع الوهابية لفترة دامت أكثر من إثنى عشر عاماًً ، ومنْ خلال إنتمائي السابق للوهابية ، فقد درست عند كبار علماء الوهابية في اليمن ، ثُمّ ذهبت للدراسة في المملكة السعودية ، وكنت من أشدّ الوهابيين تعصّباً ، حتى إنني كتبتُ كتاباًًً في تكفير الإثنى عشرية سمّيته ( الصلة بين الإثني عشرية وفرق الغلاة ) ، وبعد أن تركت الوهابية وإنتقلتُ إلى الإثنى عشرية كتب كتاباًًً تحت عنوان ( حقائق المذهب الإثنى عشري وخصائصه أو رحلتي من الوهابية إلى الإثنى عشرية ) ، ومن ثَمَّ فأنا عندما أتحدَّث ، عن كيفية الحوار مع الوهابيين ، إنّما أتحدث ، عن كيفية الحوار مع جماعة كنت من أكثر الناس تعصّباً لها ، وبالتالي فأنا أعرفُ الطريقة المثلى في الحوار مع الوهابيين.

بعض خصائص الحوار المطلوب : لابد من الإشارة إلى قضية هامة في منتهى الأهمية وهي : أنّ الحوار مع الوهابيين لابد أن ينحصر في أمرين ضروريين ويضاف لهما أمر ثالث :

الأمر الأول : لابد من إقناع الوهابي الذي نحاوره أن يكون الحوار في آية واحدة من القرآن أو في رواية واحدة لا في موضوع واحد ، بل لابد من إقناعه أن يكون الحوار في نقطة واحدة من آية واحدة أو رواية واحدة من موضوع واحد ، لأنّ العقل الوهابي لا يمكن أنْ يستوعب حقيقة المذهب الإثنى عشري إلاّّ إذا بحثنا معه بالتدرج البطيء ، من آية إلى آية ومن رواية إلى رواية ، ولابدّ قبل بداية الحوار مع الوهابيين أن نبين لهم أهمية الإلتزام بذلك ، إنّ الحوار بهذه الصورة هو حوارٌ ذو منهجية علمية ، ففي العالم كلِّه نجد أنّ الجامعات ترفض البحث عن قضية كلية ، بل تطالب بالبحث عن جزء صغير من قضية كلية ، لأنّ فائدة البحث تكون قوية إذا انحصرت في جزئية صغيرة ، أما إذا بحثنا مع الوهابيين بصورة عامة فلا يمكن أن يدركوا حقائق وخصائص المذهب الإثنى عشري.

والأمر الثاني : من الخطأ الكبير أن تحاور الوهابيين في غير حديث الثقلين : لأنك إذا حاورته في غير حديث الثقلين من فضائل الإمام علي إلاُّخرى فسوف يقول لك : وردت الفضائل في غيره ـ أيضاًًً ، ومن هنا لابدّ أن نبين للعقل الوهابي أنّ ورود الفضائل في غير الإمام على من الصحابة لا يعني التمسك بهم والأخذ بأقوالهم وأفعالهم ، بينما حديث الثقلين دلّ على وجوب التمسك بالإمام علي (ع) وقد ذكره الإمام مسلم في باب ( ما ورد عن النبي في الإمام علي ) ، وإذا طلب الوهابي أن يكون الحوار من خلال القرآن ، فلابد أن تبدأ معه بآية التطهير ، لا بآية الولاية أو غيرها ، لأسباب علمية كثيرة ، وأهم هذه الأسباب أن هنالك إرتباطاً وثيقاً بين آية التطهير وبين حديث الثقلين ، فلا يوجد أحد من أهل السنّة ذكر آية التطهير وحديث الكساء إلاّّ وذكر معهما حديث الثقلين ولا يوجد أحد من المسلمين يجهل العلاقة الوثيقة بين حديث الكساء وبين حديث الثقلين ، والبحث في آية التطهير سوف يجرنا : إلى البحث في حديث الكساء وإلى البحث في حديث الثقلين.

والأمر الثالث : لابد أن يكون الحوار مع الوهابيين حول دور بني أمية في الفصل بين أهل السنة وأهل البيت ، ولابدّ من ترك الحوار في القضايا التي يثيرها الوهابيون من أجل صرف الناس عن مذهب أهل البيت ، مثل : أُسطورة وجود قرآن آخر للإثني عشرية وغيرها من الأساطير التي نسبوها لمذهب أهل البيت ، وباعدوا بسببها بين الناس وبين مذهب أهل البيت.

والذي جعلني أرى أن يكون إبتداء الحوار مع الوهابيين حول حديث الثقلين أنني رأيت ـ ومن خلال دراسة إستقرائية شاملة ـ أنّ حديث الثقلين هو السبب الرئيسي في إنتقال : الكثير من الوهابية ومن أهل السنّة إلى المذهب الإثني عشري ، ومن هنا لابد أن يكون الحوار معهم قبل كلِّ شيء حول حديث الثقلين ، وأي حوار معهم لا يبدأ بحديث الثقلين لن يكون مثمراً ولن ينقلهم إلى مذهب أهل البيت ، مع أننا لا نهدف من الحوار مع الوهابيين إلاّّ نقلهم إلى مذهب أهل البيت ، أو التقريب بينهم وبين الإثني عشرية ، ولا شكّ أنّ الكثير من الوهابيين يريدون معرفة الحق، ولو عرفوا الحق لاتبعوه.

وإذكر أمراًً هاماًً وضرورياً لابدّ من طرحه على الوهابيين قبل بدء الحوار معهم حول حديث الثقلين أو غيره ، وهو : إنه لابدّ للوهابي أن يعلن قبل بدء الحوار مع الإثني عشري أنه يلتزم بما قاله أهل السنّة من أن الإثني عشرية من الفرق الإسلامية ، وأن يبين له أنّ الحوار بين الوهابية وبين الإثني عشرية هو حوار بين فرقتين من فرق الإسلام ، وإذا أصر على تكفير الإثني عشرية ، فلابدّ أن نبيّن له أنه خرج ، عن منهج أهل السنّة في التعامل مع الإثني عشرية ، وفي التعامل مع المذاهب الأربعة عند أهل السنّة ، وإذا أصر الوهابي ـ أيضاًًً ـ على تكفير الإثني عشرية ، فلا يصح له أن يحاور الإثني عشرية في حديث الثقلين أو في غيره.

ولابدّ من الإشارة إلى قضية هامة ترتبط بالحوار حول قضية الصحابة : حيثُ إنني أرى من الخطأ طرح قضية الصحابة قبل طرح حديث الثقلين ، لأن قضية الصحابة إنّما طُرحت بسبب مخالفة حديث الثقلين ، بل إنّني إعتقد أن الحوار حول أي شبهة من الشبهات التي اُثيرت ضد مذهب أهل البيت لا يصح إلاّّ بعد طرح حديث الثقلين على مائدة الحوار ، لأنّ كل الشبهات التي أثيرت ضد مذهب أهل البيت إنّما تولّدت كنتيجة حتمية لإعراض بعض المسلمين ، عن حديث الثقلين ، وحين ننتهي من البحث مع الوهابيين حول حديث الثقلين حينئذ نشرع في البحث معهم حول حديث الكساء ، ثم نبحث بعد ذلك معهم حديث الإثنى عشر.
وهذه الأحاديث الثلاثة ( حديث الثقلين + حديث الكساء + حديث الإثني عشر ) هي السبب الرئيسي في تحول الكثير من الوهابيين وأهل السنّة إلى الإثني عشرية ، فلابدّ أن يدور الحوار في البداية حول هذه الأحاديث الثلاثة قبل الحوار مع الوهابيين حول الشبهات ، التي أثارها خصوم مذهب أهل البيت ضد الإثني عشرية.

مراحل المنهج : يقول المؤلف ، عن منهجه : ومنهجنا في عرض ورسم ( حقائق الإثني عشرية وخصائصها ) يمر بثلاث مراحل ، لابد من الإلتزام بها حتى نسلم من الأخطاء التي أنزلت فيها إتباع الوهابة أثناء عرضهم ورسمهم لـ ( حقائق الإثني عشرية وخصائصها ).

والمراحل الثلاث في هذا المنهج الذي إخترته ـ من أجل عرض حقائق وخصائق المذهب الإثني عشري على الوهابيين حتى يتمكنوا من فهمها ودركها ـ سوف أعرضها بهذا الترتيب الذي ينبغي مراعاته :
المرحلة الأولى: ( مرحلة المعرفة الإنتسابية للمذهب الإثني عشري ) : وسوف ندرس في هذه المرحلة الأسباب وعوامل خطأ الوهابية في مرحلة المعرفة الإنتسابية للمذهب الإثني عشري ، أو بتعبير آخرد أسباب وعوامل مشكلة الخلط بين المذهب الإثني عشري وفرق الغلاة عند إتباع الوهابية ، وهذه الأسباب والعوامل تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : الأسباب والعوامل التي ترجع إلى جهل إتباع الوهابية بالمذهب الإثني عشري ، وهي ثلاثة أسباب :
1 ـ السبب الأول : الجهل بمعنى الغلو.
2 ـ السبب الثاني : الجهل بمعنى المذهب الإثني عشري.
3 ـ السبب الثالث : الجهل بموقف المذهب الإثني عشري من الغلو وفِرق الغلاة.
القسم الثاني : الأسباب والعوامل التي ترجع إلى طبيعة الجماعة الوهابية ، ويمكن حصرها في سببين رئيسيّين :
4 ـ السبب الرابع : طريقة التفكير عند الوهابية.
5 ـ السبب الخامس : الخروج ، عنْ منهج أهل السنّة في التعامل مع المذهب الإثني عشري.
وبعد أن ينتهي القارىء من دراسة (المرحل الأولى) يتناول (المرحلة الثانية).
المرحلة الثانية : ( مرحلة المعرفة التحليلية للمذهب الإثني عشري ) : وفي هذه المرحلة نتناول أربع حقائق هامة وهي :
الحقيقة الأولى : حقيقة الألوهية والنبوة في المذهب الإثني عشري.
والحقيقة الثانية : حقيقة الشرائع والأحكام في المذهب الإثني عشري.
والحقيقة الثالثة : حقيقة أهداف المذهب الإثني عشري.
والحقيقة الرابعة : حقيقة معنى بعض المصطلحات في المذهب الإثني عشري.
وبعد أن ينتهي القارىء من دراسة ( المرحلة الثانية ) يتناول ( المرحلة الثالثة ).
المرحلة الثالثة : ( مرحلة المعرفة الجذرية للمذهب الإثني عشري ) : وفي هذه المرحلة نتناول أربع حقائق هامة وهي:
الحقيقة الخامسة : حقيقة منابع المذهب الإثني عشري.
والحقيقة السادسة : حقيقة الإمامة في المذهب الإثني عشري.
والحقيقة السابعة : حقيقة هوية المذهب الإثني عشري.
والحقيقة الثامنة : حقيقة نشأة المذهب الإثني عشري وعلل نشأته.
وبعد أن ينتهي القارىء من دراسة المراحل الثلاث ينتقل إلى دراسة ( خصائص المذهب الإثني عشري ).

خصائص المذهب الإثني عشري : وهذه الخصائص وإن كانت ترتبط بـ ( مرحلة المعرفة التحليلية للمذهب الإثني عشري ) ، لكننا تعمدنا تأخيرها لأنها آخر ما يدركه الوهابيون من الإثني عشرية ، وسوف ندرس ثلاث خصائص من خصائص هذا المذهب ، وهي :
الخاصية الأولى : خاصية الوسطية الإيجابية في التعامل مع أهل البيت عند الإثني عشرية.
والخاصية الثانية : خاصية الواقعية في التعامل مع الصحابة عند الإثني عشرية.
والخاصية الثالثة : خاصية غيبة الإمام الثاني عشر في المذهب الإثني عشري.
هذه هي مراحل دراسة المذهب الإثني عشري التي ينبغي بل يجب الإلتزام بالترتيب المذكور عند طرح هذا المذهب للوهابيين ، وإليك فيما يلي بحثاًً مختصراًًً حول كل منها حسب الترتيب المذكور ، والشكل الآتي يبيّن خلاصة المنهج الجديد في عرض المذهب الإثني عشري على الوهابيين ، التسلسل في عرض المراحل الثلاث للمذهب الإثني عشري.

الجهل بمعنى الغلو : يوضّح الكاتب أحد المعاني الرئيسية التي أراد أن يطرحها في كتابه بالقول : إنني لاحظت من خلال قراءتي للكتب التي كتبها الوهابيون عن الغلو والغلاة أنّهم وقعوا في أخطاء كثيرة في تحديد وتعريف كلمة ( الغلو )... وإنهم وسّعوا من مدلول هذه الكلمة وأدخلوا فيها محتويات ومضامين غريبة عنها ، ولابدّ لنا من الإشارة إلى حقيقة هامة ترتبط إرتباطاً وثيقاً بموضوع هذا الكتاب وهي : إنّ الوهابية ـ من حيث لا يعلمون ـ لم يميزوا بين معنى ( الغلو ) الذي ذكره فقهاء أهل السنّة وفقهاء الإثني عشرية ، وفي أبواب ومسائل أحكام المرتدين الخارجين عن الإسلام ، وبين معنى ( الغلو ) الذي يُطلق ـ أحياناًًً ـ على بعض رواة الحديث من المسلمين ، ولا يُقصد منه ـ غالباًً ـ ذلك المعنى الخطير للغلوالذي ذُكر في أبواب ومسائل أحكام المرتدين.
ونرى أنّه من الضروري أن نذكر ـ هنا ـ تعريف علماء أهل السنّة وعلماء الإثني عشرية لذلك الغلو الذي ذكروه في أبواب ومسائل أحكام المرتدين ، وفي الغلاة الذين وقعوا في هذا النمط من الغلو يقول أحد أئمة أهل السنّة الإمام الشهرستاني (ت: 548هـ) ، ( وهم الذين غلو في حقِّ أئمتهم حتى أخرجوهم من حدود الخليقية ، وحكموا فيهم بأحكام الإلهية ، فربّما شبّهوا واحداًً من الأئمة بالإله ، وربّما شبهوا الإله بالخلق ، وهم على طرفي الغلو والتقصير ، وإنما نشأت شبهتهم من مذاهب الحلولية ، ومذاهب التناسخية ، ومذاهب اليهود والنصارى ).
ونستخلص من كلام الشهرستاني : إنّ الغلو الذي ذُكر في مسائل وأبواب أحكام المرتدين يرتكز على مرتكزين أساسيين :
المرتكز الأول : تإليه الإنسان.
والمرتكز الثاني : أنْسَنتْ الإله.
ولا شك أنّ القولَ باتحاد الذات الإلهية أو حلولها في الإنسان ـ أي إنسان ـ يقتضي أنسنت الإلهية ، كما إنّ القول بقدم الإنسان ـ أي إنسان ـ يستلزم تأليه الإنسان ، والباحث عن الفِرق المغالية التي غالت غلواً ـ بهذا المعنى الذي ذكرناه ـ يجد أنّ مقالات هذه الفرق لا تخرج عن هذين المرتكزين الأساسين الخطيرين ، إذن ، فالغلو الذي ذُكر في أبواب ومسائل أحكام المرتدين يشتمل على صفات معينة وردت في كلام الشهرستاني ، أما الغلو الذي يطلقه علماء الرجال على بعض رواة الحديث فهو في الغالب لا يرتبط بذلك الغلو ، بل يرتبط بمسائل فرعية خلافية بعيدة عن قضايا أصول الدين الإسلامي ، وتكمن الخطورة الكبرى في الخلط عند الوهابية بين معنى الغلو الذي ذُكر في أبواب ومسائل أحكام المرتدين ، وبين معنى الغلو الذي أطلق على بعض رواة الحديث من المسلمين ، ذلك الخلط الخطير جعل الوهابية تخلط بين رجال الغلاة بالمعنى الأول وبين رجال الغلاة بالمعنى الثاني ، كما صنع الوهابي المعاصر عبد الرحمن عبدالله الزرعي في كتابه ( رجال الشيعة في الميزان ) ، وقد خلط في هذا الكتاب ـ من حيث لا يعلم ـ بين رواة الحديث من المسلمين الذين أطلق عليهم كلمة ( الغلو ) ، لأجل إختلافهم مع بعض علماء الرجال في مسائل فرعية خلافية ، وبين رجال الغلاة بالمعنى الذي ذكره العلماء في أبواب ومسائل أحكام المرتدين ، وهم من الرجال الذين إجمع علي تكفيرهم علماء الإثني عشرية وعلماء أهل السنّة.
ولو كان ( عبد الرحمن الزرعي ) أدرك معنى ومفهوم الغلو ومراتبه وأنواعه لما وقع في هذا الخلط الخطير ، الذي يلزم منه تكفير الكثير من رواة الحديث النبوي ، إنّ الوهابيين المعاصرين عندما يقرؤون الكتب الرجالية عند قدماء أهل السنة ، يجدون أنّ قدماء أهل السنّة أطلقوا كلمة ( الغلو ) على رواة إختلفوا معهم في مسألة ( التفضيل بين الصحابة ) ، وحسبوا أن إطلاق كلمة ( الغلو ) على هؤلاء كان بسبب أنّهم يقولون بتأليه غير الله ـ تعالى ـ ، ومن ثَمَّ لم يكن بد ـ وقد إبتعدت الوهابية من حيث لا يعلمون ، عن مفهوم الغلو عند قدماء أهل السنّة ـ من أن نفصلَ ونميز بين حقيقة ( الغلو ) عند أهل السنّة وبين حقيقة ( الغلو ) عند الجماعة الوهابية ، لأنّ الوهابية بعد أن وسعت من مدلول كلمة ( الغلو ) أصبحت ترى أنّ جمهور أهل السنّة من الأشاعرة والماتريدية من فرقالغلاة الضالين والمنحرفين ، وأصبحت الوهابية تطلق كلمة ( الغلو ) على الإثني عشرية، من دون ملاحظة الفرق بين مفهوم ومراد قدماء أهل السنّة من كلمة ( الغلو ) عندما أطلقوه على ( الإثني عشرية ) ، وبين مفهوم ومراد قدماء أهل السنّة من كلمة ( الغلو ) عندما أطلقوه على ( الخطابية ) ، ومن هنا وجدت مشكلة الخلط بين الإثني عشرية وبين الغلاة عند الوهابية من جهة ، ومشكلة الخلط بين جمهور أهل السنّة من الأشاعرة والماتريدية وفرق الغلاة من جهة اُخرى ، وهذا هو الذي يفسّر لنأسر الحملة العنيفة التي قام بها الوهابيون ضد الإثني عشرية وضد جمهور أهل السنّة من الأشاعرة والماتريدية.

المستقبل للمذهب الإثني عشري : يعطي الكاتب هذه البشارة ويوضّح ذلك فيقول : وحين نحسن العرض للمذهب الإثني عشري سوف يلتحق بهذا المذهب العظيم حتى أولئك الذين يوجهون الضربات الوحشية له ، لأنّهم إنّما يحاربون هذا المذهب بسبب عدم إدراكهم وفهمهم لحقائق وخصائص هذا المذهب العظيم ، وعزل أنفسهم ـ من حيث لا يعلمون - عن هذا المذهب بشتى التمويهات والأكاذيب ، عن هذا المذهب.
ولكن الذي لاشك فيه أنّ إخواننا الوهابيين إذا فهموا الخصائص الذاتية العظيمة للمذهب الإثني عشري ، فسوف يلتحقون بهذا المذهب ويكونون من دعاته ، إنّ الوهابيين يعجبون كيف إستطاع المذهب الإثنى عشري أنْ يفرضَ نفسه على أكثر مناطقالعالم ، على الرغم من كثرة أعدائه ، وإنتشارهم في كل مكان على وجه الأرض ، وإستخدامهم لشتى الخطط والأساليب في سبيل محاربته!
لكن سر ذلك الإنتشار يكمن في القوة الذاتية والفكرية للمذهب الإثني عشري ، وفي الإعتدال في فهم حقائق الإسلام ودرك مقاصده.
وإنّ الوهابيين يرون أنّ المذهب الإثني عشري بقوته الذاتية هو الذي يلتحق به المئات من أهل السنَّة ، والعشرات من الوهابيين ، ويرونهم يعلنون حرباًً على خصوم هذا المذهب ، بعد أن كانوا من أشدِّ أعداء ( الإثني عشريين )!.
ويشاهد الوهابيون أنّ المذهب الإثني عشري يأخذ عليهم كبار علمائهم ومفكريهم في كلِّ بلد ، حتى إنّه ما بقيت منطقة عربية أو غير عربية إلاّّ ودخل فيها المذهب الإثنا عشري ، بحيث أصبح الوهابيون على يقين بأنّ ( المذهب الإثني عشري ) هو الذي سوف يمثِّل أكثرية ( المسلمين ) في العالم الإسلامي ، لا سيما إنّهم يرون أنّه دخل إلى مناطق ما كانوا يتوقعون دخوله إليها! ومن هنا فإخواننا الوهابيون لا يشكون أنّ المستقبل ( للمذهب الإثني عشري ) ، وفي هذا يقول العالم الوهابي الدكتور ( علي السالوس ) ـ في كتابه ( الشيعة الإثنا عشرية في الأصول والفروع ) : ( والشيعة الإمامية الجعفرية الإثنا عشرية أكبر الفرق الإسلامية المعاصرة ) ، يقول : هذا الكلام على رغم الخصومة الشديدة التي يحملها لهذا المذهب ، بسبب أنّه لم يدرك حقائقه وخصائصه.
ونحن نستيقن أنّ الوهابيين عائدون إلى المذهب الإثني عشري ، وأن المستقبل لهذا المذهب ، ولكن لن يتحقق ذلك إلاّّ إذا عرضنا هذا المذهب بطريقة تتناسب مع سنخية العقل الوهابي ، وهكذا ، جاءت كتابات الوهابيين تشهد أنّ المستقبل للمذهب الإثنى عشري.
وفي موضع آخر يذكر الكاتب الوهابي الشيخ ( ربيع بن محمد السعودي ) ... في كتابه ( الشيعة الإمامية في ميزان الإسلام ) بما يؤكّد أنّ المستقبل لهذا المذهب ويقول : ( ففي زيارتي لمصر بعد إنقطاع عنها دام أربع سنوات بل خمس ، وبعد أنْ إستقر بي المقامُ في القاهرة ، بدأتُ أحسّ بإتجاه جديد ) ، وهو يعني التحوّل من المذهب السنّي والمذهب الوهابي إلى المذهب الإثني عشري.

إلى أن يقول : ( ومما زاد عجبي من هذا الأمر أنّ إخواناً لنا ومنهم أبناء أحد العلماء الكبار المشهورين في مصر ، ومنهم طلاب علم طالما جلسوا معنا في حلقات العلم ، ومنهم بعضُ الإخوإن الذين كنا نحسنُ الظنَّ بهم ، سلكوا هذا الدرب! [ يعني : أصبحوا من الإثني عشريين ] وهذا الإتجاه الجديد هو التشيع ) ، لو كان أخونا الشيخ ( ربيع بن محمد السعودي ) يدرك الخصائص الذاتية العظيمة للمذهب الإثني عشري لما عَجِب وانبهر حين رأى كبار أهل التسنن والوهابيين يدخلون في المذهب الإثني عشري أفواجاً!. ، ومن أجل هذا الشيخ وأمثاله كتبنا هذا الكتاب حتى يدركوا الأسباب التي جعلت الكثير من الوهابيين يدخلون في هذا المذهب ، وحتى يدركوا أنّ مسألة التقريب بين الإثني عشرية والوهابية ، هي مسألة ممكنة وليست مستحيلة كما يحسبون.

والآن نأتي إلى بشارة من العالم الوهابي الذائع الصيت الشيخ الدكتو ( ناصر القفاري ) ، وهذه البشارة تبين أنّ المستقبل للمذهب الإثني عشري ، وفيها يقول الشيخ ناصر القفاري : ( وقد تشيع الكثير [ يعني الكثير من أهل السنَّة ومن الوهابيين ] ـ إلى أن يقول ـ ومن يطالع كتاب ( عنوان المجد في تاريخ البصرة ونجد ) يهوله الأمر حيث يجدُ قبائل بأكملها قد تشيعت ) ، ثم يصف الإثني عشرية بأنها : ( هي الطائفة الشيعية الكبرى في عالم اليوم ) ، وكلَّما نقرأ كتابات إخواننا الوهابيين نزداد يقيناًًً بأنّ المستقبل للمذهب الإثني عشري ، لأنّهم يتابعون حركة الإنتشار السريعة لهذا المذهب في وسط الوهابيين وغيرهم من المسلمين.

وفي هذه الحقيقة ( حقيقة أنّ المستقبل للمذهب الإثني عشري ) يقول الشيخ ( عبدالله الغُنيمان ) المدرس بقسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية في المملكة العربية السعودية ، يقول في كتابه ( مختصر السنة ) الذي إختصره من كتاب ( منهاج السنّة ) للإمام إبن تيمية : ( حيث أطل الرفض [ يعني إلاثني عشرية لأن الشيخ عبدالله غنيم يخلط بين الرافضة وبين الإثني عشرية ] على كلِّ بلد من بلاد الإسلام ) ، إنّ الوهابيين على يقين بأنّ المذهب ( الإثني عشر ) هو الذي سوف يجذبُ إليه كل أهل السنَّة وكل الوهابيين في المستقبل القريب ، ويحمل إلينا العالم الوهابي الشيخ ( محمد بن عبد الرحمن المغراوي ) بشارة عظيمة في كتابه ( من سبَّ الصحابة ومعاوية فأُمة هاوية ) ، تبين إنتشار المذهب الإثني عشري في بلاد الغرب ، ويقول ـ بعد أنْ يبين إنتشار المذهب الإثني عشري في مشرق العالم الإسلامي : ( ... فخفت على الشباب في بلاد المغرب ... ) ، ثم يبين دخول هذا المذهب ، ولو كان أخونا الشيخ ( محمد عبد الرحمن المغراوي ) يعلم الخصائص الذاتية العظيمة للمذهب الإثني عشري لما خاف من إنتشار هذا المذهب في المغرب العربي.
إنّه حين يتعرف الوهابي على ( الإثني عشريين ) سوف يستيقن أنّهم ملائكة الرحمة ، وفرسان الحق.. وفي هذا ينقل إلينا أخونا الشيخ الوهابي ( مجدي محمد علي محمد ) في كتابه ( إنتصار الحق مناظرة علمية مع بعض الشيعة الإمامية ) ، ينقل إلينا هذه العبارة : ( ... جاءني شاب من أهل السنّة حيران ، وسبب حيرته أنّه قد إمتدت إليه أيدي الشيعة ... ).
إلى أن يقول في شأن هذا الشاب : (.. حتى ظن المسكين أنّهم [ يعني : الإثني عشريين ] ملائكة الرحمة وفرسان الحقِّ .. ) ، وهكذا ... وهكذا .. هنالك المئات من عبارات الوهابيين التي تؤكّد أنّ المستقبل القريب للمذهب الإثني عشري.

ولكن يبقى أمرٌ واحد يجب أن يكون في الحسبان وهو : إنّ الوهابيين ليسوا خصوماً لهذا المذهب العظيم ، لأنّهم حين يعرفونه لا يترددون في أتباعه ، ولكن يجب علينا أن ننزل إلى مستوى العقل الوهابي عند عرض الخصائص الذاتية العظيمة والعميقة للمذهب الإثني عشري ، حتى نرفعهم إلى مستوى العقل الإثني عشري ، والله ينصر دين الحق ويظهره على الدين كله : ( هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) ، وصدق الله العلي العظيم.

وقفة مع مناظرة الدكتور عصام العماد مع الشيخ عثمان الخميس
أهمية المناظرة بين الشيعة والسنة : إن المسلمين في هذه الأيام العصيبة التي يشهد العالم الإسلامي غزواً ثقافياً هائلا من التيارات المضادة على الإسلام ، ما أحوجهم إلى كلمة تلمّ شملهم وتؤلف بين قلوبهم ، ولا يتحقق هذا الأمر إلاّّ عبر مناظرات سليمة تعين المسلمين على إجتياز الحواجز التي تقف فيما بينهم ، لأنّ المناظرة المبتنية على الضوابط الصحيحة تدعو كلا الطرفين إلى قراءة تصحيحه وإصلاحية واعية متجردة ، وتؤدّي إلى تنقية العقيدة الإسلامية من كل دخيل ومشبوه أفرزته الخصومات العقائدية الحاصلة بين المسلمين عبر التاريخ.

سمات وشروط المناظرة البناءة : إن المناظرة البناءة هي المناظرة التي يشعر فيها طرفي الحوار أن الآخر يساعده للوصول إلى الصورة الكاملة ، عن الحقيقة ، وهي المناظرة التي تؤدي إلى توسيع آفاق رؤية الطرفين وتخطّي الحواجز الموجودة فيما بينهم ، والتي تدفعهما عن طريق تبادل الرأي وتلاقح الأفكار أن يصلا إلى الرؤية الواضحة عن فكر الآخر ، ولا تتحقق هذه المناظرة إلاّّ إذا التزم كل من طرفي المناظرة بالشروط التالية :

1 ـ تحديد ساحة مشتركة في النظر من أجل الوصول إلى لغة مشتركة يمكن من خلالها التفاهم حين تبادل وجهات النظر ، والمبادرة إلى إقناع الطرف المقابل على ضوء مبناه وبما الزم به نفسه.
2 ـ ضبط الغضب والسيطرة على كل إنفعال من شأنه أن يسلب قدرة الإنسان على التفكير بوضوح ويدفعه إلى الخروج عن حالة التوازن والإعتدال في الكلام والتصرفات.
3 ـ إدراك طرفي المناظرة بأنّ الحوار ليس ساحة حرب أو معركة من أجل تأكيد الذات والتغلّب على الآخرين ، بل هو ساحة تعاون مشترك من أجل إكتشاف الحقيقة ، فلهذا لا يشترط في المناظرة أن يكون فيها غالب ومغلوب في نهاية المطاف ، بل المطلوب أن يبيّن كل من الطرفين وجهة نظره للآخر ، ليوسّع بذلك آفاق رؤيته إلى الحقائق.
4 ـ خلق أجواء ملؤها الثقة المتبادلة بين الطرفين ، وإقامة علاقة طيبة ومتينة مع المقابل ، بحيث يكون الطرفان قادراًن على فتح المغلق في أنفسهما وأن يتكلما بحرية كاملة دون تحفّظ.
5 ـ التفريق بين الفكر الضال والمنحرف وبين من يحمل هذا الفكر في ذهنه ، والإنطلاق من منطلق محبة الطرف المقابل في المناظرة كإنسان كرمه الله تعالى على سائر خلقه ، والسعي من أجل إنقاذه من الفكر المنحرف العالق بذهنه ، لأنّ الذي يرى المناظر أو الإنسان المتخبط في أوحال الضلال عدواًً وخصماً له ، لا يستطيع نفسياً أن يقدّم له الخير ، ولا يستطيع أن يكون مهتمّاً بهدايته وارشاده إلى سواء السبيل ، بل يكون همه القضاء عليه والتعريض الدائم به وتجريحه والإطاحة بكيانه وعدم إرادة الخير له.
6 ـ الإبتعاد عن إستخدام المغالطة والمراوغة وجميع الأساليب غير الموضوعية ، من قبيل : عدم مراعاة وحدة الموضوع ، التلاعب بالألفاظ ، الخلط بين المفاهيم والإلتجاء إلى التأويلات الفاسدة والإستشهاد بالإقتباسات المبتورة والمشوّهة ، عن الواقع و... الأرضية التمهدية لمناظرة الدكتور عصام مع الشيخ عثمان : كانت الأرضية التمهيدية التي دفعت الدكتور عصام العماد للمناظرة مع الشيخ عثمان الخميس هي أن الشيخ عثمان القى محاضرة تحت عنوان " ماذا تعرف ، عن دين الشيعة " وحاول فيها أن يعرض صورة مشوّهة ، عن معتقدات مذهب أهل البيت (ع) فادى هذا الأمر إلى إستياء بعض الجامعيين في الكويت من الأكاذيب والإفتراءات التي حاول الشيخ عثمان الخميس أن يلصقها بمذهب التشيع ، فإتصلوا بمركز الأبحاث العقائدية وإقترحوا عليه التصدي للردّ على هذه المحاضرة.

لكن المركز رأى أن هذه المحاضرة لا تستحقالرد ، لأنها لا تمتلك مقومات البحث العلمي الموضوعي ، وإنها لا تعتمد على الأسس والمباني العلمية ، بل كل ما فيها معلومات مشوّهة ، عن الواقع وإقتباسات مبتورة من تراث مذهب أهل البيت (ع).
ولكن الطلبة الجامعيين أصروا على المركز أن يتصدّى للردّ على هذه المحاضرة ، وذكروا أن الكثير من الشباب المثقفين في الكويت بحاجة إلى توعية دينية في هذا المجال ، لئلا تشتبه عليهم أمور دينهم نتيجة الشبهات التي ألقاها الشيخ عثمان في هذه المحاضرة.
ومن هنا أوعز المركز إلى قسم المستبصرين فيه لإنتخاب أحد الشباب المستبصرين للردّ على الشيخ عثمان الخميس ، فوقع الإختيار على الشاب المؤمن والمهذّب الدكتور عصام العماد الذي كان وهابياً ثم إعتنق مذهب أهل البيت (ع) فنظم الدكتور عصام محاضرة للردّ على محاضرة الشيخ عثمان.

ويقول الدكتور عصام حول ردّه لهذه المحاضرات : أدركت بعد سماعي لمحاضرة الشيخ عثمان أنها تريد إشعال الفتنة بين السنة والإثنى عشرية ، ومن يسمع هذه المحاضرة يدرك أن صاحبها لا يحافظ على الوحدة الإسلامية.
ويضيف الدكتور عصام : إنني في المحاضرة التي قمت فيها بالرد على الشيخ عثمان ، بل في جميع محاضراتي ومقالاتي وكتاباتي ـ من قبيل كتابي: رحلتي من الوهابية إلى الإثني عشرية ـ منذ أن تركت الوهابية أسعى إلى هدف واحد وهو حل مشكلة أساسية والبحث عن أسبابها وعن نتائجها السلبية ، والبحث أيضاًًً عن طرق علاج هذه المشكلة وهي مشكلة الخلط بين الإثني عشرية وفرق الغلاة ، وقد بيّنت في محاضرتي للردّ على الشيخ عثمان ما وقع فيه الشيخ من خلط بين الشيعة الإثني عشرية والغلاة.

ثم أخذ الطلبة الكويتيين أشرطة الردّ إلى بلدهم وقاموا بتوزيعها في دولة الكويت وباقي الدولة العربية ، وكان ذلك في شهر رجب من عام 1422هـ ، فلقى هذا الرد إستحساناً من الجميع وبالأخص الجامعيين من أهل الكويت.
وفي شهر شعبان من نفس السنة شرع الشيخ عثمان الخميس في القاء المحاضرات المتضمّنة للردّ على التشيع عبر الإنترنت في " البالتاك " في غرفة " الداعون ".
وهنا مرة أخرى رشح مركز الأبحاث العقائدية المستبصر الدكتور عصام العماد للردّ على الشيخ عثمان في غرفة " الغدير " ، ومن هنا كان منطلق هذه المناظرة ، حيث دعت غرفة " الحق " الشيخ عثمان للمناظرة مع الدكتور عصام وذلك في شهر شعبان أيضاًًً ، فإعتذر الشيخ بحجة قرب شهر رمضان وواعدهم أن تكون المناظرة في شهر شوال.

بداية مناظرة الدكتور عصام مع الشيخ عثمان : وبالفعل شرعت المناظرة بين الدكتور عصام والشيخ عثمان في شهر شوال 1422هـ ، وتم الإتفاق في الجلسة الأولى من المناظرة على مراعاة بعض المقررات من قبل طرفي الحوار.
وكان من أهمها مراعاة وحدة الموضوع وعدم القفز من موضوع إلى موضوع آخر دون مقدّمات ، لئلا تدور المناظرة في حلقة مفرغة من دون حسم أي موضوع ، كما إنّ الدكتور عصام إشترط على الشيخ عثمان أن يتناظر معه حسب المنهج الذي رسمه في كتابه " المنهج الجديد والصحيح في الحوار مع الوهابيين " فقبل الشيخ عثمان ذلك ، لكنّه للأسف لم يلتزم بكثير من المقررات التي إتفق عليها مع الدكتور عصام العماد وكان دأبه في المناظرة :

أولاًًً : خروجه ، عن الموضوع مراراًًًً ، ومحاولته تشتيت البحث وطرح بحوث جانبية ، من أجل تشويش أذهان السامعين وبث الشبهات.
ثانياًً : تغيّبه عدة مرات ، عن الحضور في المناظرة بحجج متعدّدة.
ثالثاًً : كثرة حصول القطع في الإينترنت عنده ، بحجة ضعف خطوطها في الكويت ، والملاحظ أن حصول القطع عنده كان في المواقع الحساسة جداًً من المناظرة.
رابعاًًً : تهربه من الإجابة على أسألة الحضور.
خامساًً : خروجه عن أدب الحوار والمناظرة ، لا سيما في المناظرتين الأخيرتين.

وبالعكس كان دأب الدكتور عصام العماد الإلتزام بوحدة الموضوع ، وكان يسعى خلال حواره أن يراعي مسألة التقريب بين المسلمين وتقريب الصف الإسلامي ، وكان يؤكّد على أن الحوار الإسلامي الهادف الذي يقود إلى الحق هو الحوار الذي يتم فيه مراعاة الوحدة الإسلامية.

من ثمار هذه المناظرة : فتحت هذه المناظرة آفاق واسعة إمام أنظار الذين تابعوها عبر الإنترنت ، وتعرف الكثير منهم على حقائق كانوا يجهلونها من قبل ، فادى هذا الأمر إلى زعزعة مرتكزاتهم الفكرية السابقة وبالتالي تركها والإلتزام بفكر مذهب أهل البيت (ع).
وكان من جملة الذين تأثروا بمذهب أهل البيت (ع) خلال هذه المناظرة هي الدكتورة أمينة المغربية ، حيث دفعتها هذه المناظرة إلى تغيير إنتمائها المذهبي والإنتقال : من المذهب السني إلى المذهب الإمامي الإثني عشري ، ثم أعلنت إستبصارها إمام الشيخ عثمان الخميس في إحدى المناظرات.

المفاجأة بإنسحاب الشيخ عثمان من المناظرة : إستمرت المناظرة حتى حلقتها الخامسة عشر ، ثم تفاجأ الجميع بعدها من إنسحاب الشيخ عثمان من المناظرة ، وذلك بعد أن حاول الشيخ عثمان أن يلتزم منهج القاء التهم والأكاذيب والإفتراءات على الشيعة والتشيع وأن يتخذ السب والشتم وسيلة للدفاع عن مذهب الوهابية.

مقتطفات من كلام الشيخ عثمان قبل إنسحابه : قال الشيخ عثمان في غرفتي " أنصار عثمان " و " السرداب " على البالتوك في الإنترنت وذلك قبل أيام من المناظرة التي إنسحب فيها : والله أنا رأيي أن نوقف الحوار كلّه ، لا مع هذا ولا مع هذا ، لأن الحوار معهم يعني هو عديم الفائدة ، وكما قلت إبتداءً : يعني أنا ما دخلت في هذا الحوار حباًً فيه ، ولكنّي أُلجئت إليه إلجاءً ، وإضطُررت إليه إضطراراً ، لا عن إختيار مني ، وأنا مستاء جداًً ، يعني من هذا الحوار مستاء ومتضايق جداًً منه ، ولكن ما في اليد حيلة ، الإنسان إذا دخل في هذا الموضوع لا يود أن يمسك على أهل السنة شيئاًًً في أنه تهرَب وترك المناظرة وغير ذلك من الأمور التي تعرفونها أكثر من غيركم ، وأنا إذا توقفت مع عصام العماد وأنهيت المناظرة معه لن أحاور أحداً منهم [ الرافضة ] قبل أن تمضي سنتين حتى أرتاح قليلاً ، يعني وأتفرغ إلى أشياء أولى منها بكثير ، وأقول حقيقةً ـ ولا أكذب ـ أنا لا أستعدّ لهذه المناظرة إلاّّ في يومها!! لذلك أنا لو توقفت ، عن مناظرة الدكتور عصام العماد فلن أناظر غيره ، يعني الآن على الأقل ، لأنها حقيقة متعبة نفسياً هذه المناظرات متعبة بدنياً ، ولذلك أنا إعتذر ، عن هذا ...

وقال أيضاًًً :... لكن ما أحب أو أُعيد وأُكرر : أنّي دخلت هذه المناظرات رغماً ، عنّي ، ليس بإختياري.
وله أيضاًًً :... بالنسبة للتعب من هذه المناظرة لاشكّ أن هذا الأمر موجود ، ولعلّه ظاهرٌ من صوتي.
وقال أيضاًًً :... خسرنا أمينة المغربية ، آه. .. الله المستعان.
وقال :... أما بالنسبة لي ، أنا وما أتعرض إليه من الإيذاء! فأكبر إيذاء أصابني هو ما يحدثُ مع عصام العماد في هذه المناظرات التي فلقت كبدي وآذتني كثيراًًً ، والله أعلم!!

وأخيراًً فإن الشيخ عثمان عمد إلى تحريف المناظرة وتوزيعها محرفة في الدّول العربية لا سيما الكويت واليمن على أشرطة الكاسيت ، حيث حرف الكثير منها وقدّم وآخر لتخرج المناظرة بالشكل الذي ينفعه.

أثر هذه المناظرة في الصعيد العالمي : إن المناظرة بين أهل السنة والشيعة كانت تعيش في دوائر ضيّقة ومحدودة ، ولكن بفضل هذه المناظرة التي كان لها صدى واسع في العالم الإسلامي وكان لها رواد كثيرين عبر الإنترنت وبفضل مناظرات أخرى عقدت بين أتباع أهل السنة وإتباع مذهب أهل البيت (ع) دخل هذا النوع من المناظرات في مرحلة جديدة وبدأت تتسع في العالم الإسلامي حتى أدّت إلى فتح مناظرات أوسع على القنوات الفضائية.

وكل هذا يبشّر بخير ، لأنه يؤدّي إلى إزالة الحجب عن أذهان المجتمعات التي حاول رجال دينها من خلال التعتيم والتشويه أن يُبقوا أهلها في دائرة ضيقة من الوعي.
وبفضل هذه المناظرات إستطاع إتباع مذهب أهل البيت (ع) أن يبدوا معتقداتهم وأن يبرهنوا على صحتها إمام الآخرين ، وإستطاعوا أن يطهّروا أذهان الناس من الإتهامات المزيّفة التي يطبّل لها المغرضون من أجل تشويه سمعة الشيعة والتشيّع.
كما تمكّن إتباع مذهب أهل البيت أن يجعلوا أقوال وآراء علماء أهل السنة في الميزان ، وأن يبيّنوا واقع هذه الآراء من أجل صدّ أبناء المجتمع من الأنخداع بها وتحذيرهم من مطالعة كتبهم من دون الإهتمام بفحص الآراء المطروحة فيها.



توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:41 PM   #27
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( السيد / عصام إحميدان الحسني )

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : عصام أحمد إحميدان الحسني من مواليد مدينة مراكش سنة 1976م بالمملكة المغربية ، من أسرة متدينة ومثقفة ، والده أستاذ لغة عربية ، ووالدته خريجة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان ، جده من جهة أمه السيد أحمد إحميدان من حفّاظ القرآن الكريم ، وأما جدّه من جهة الأب : السيد محمد إحميدان فكان كاتب عدل شرعي ومن حملة القرآن الكريم وذو ثقافة فقهية واسعة ، جدّ والده كان من قادة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي زعيم ثورة الريف ، تولى قيادة منطقة " الجبهة " من قبائل غمارة ..

يرجع نسبه من جهة الأب والأم كذلك إلى أسرة " إحميدان " وهم فرع من أشراف " بني إيجل " الأدارسة المعروفين في قبائل " غمارة " وإيجل من أجداده هو أحمد بن أحمد بن ميمون بن علي بن إدريس بن إدريس بن عبد اللّه بن الحسن شيخ الطالبيين فى زمانه والمعروف بـ " الكامل " والده الحسن المثنى بن الإمام الحسن المجتبى بن الإمام علي بن أبي طالب المرتضى (ع) والسيدة فاطمة الزهراء (ع) بنت رسول اللّه (ص) ، حصل على الثانوية العامة فى مدينة طنجة والتحق بكلية الحقوق بجامعة محمد بن عبد اللّه بفاس حيث حصل على شهادة الليسانس في الحقوق ، وكان قد تشيع أثناء دارسته الجامعية ، وإنتقل بعد إنهاء دراسته الجامعية إلى سورية بجوار مقام السيدة زينب (ع) حيث التحق بالحوزة العلمية ، وهو الآن فى المراحل الأخيرة من السطوح ، له العشرات من المقالات فى الصحف المغربية والدولية وله بعض الدراسات قيد إعدادها للنشر منها :

1 ـ تاريخ التشيع في المغرب العربي : مشروع قراءة تأسيسية.
2 ـ الوهابية جذورها التاريخية ومرتكزاتها الفكرية.
3 ـ الأربعون حديثاًًًًً النبوية من الطرق المعتبرة عند الإمامية " جمع وتحقيق، شرح وتعليق".
4 ـ مفهوم النص : قراءة نقدية تأسيسية.
5 ـ مفهوم العولمة على ضوء فلسفة التاريخ.
6 ـ مشروع الوحدة الإسلامية : المداخل والآليات.

كان مالكياً بالوراثة ، كما هو حال معظم الشعب المغربي ، ثم إنفتح على الحركة الإسلامية في سن مبكر " 14 سنة " وعاش في صفوفها إلى أن تحول إلى المذهب الجعفري ، وكان سبب تحوّله هو حوارات دارت بين مجموعة كبيرة من أبناء الحركة الإسلامية التي كان ينتمي إليها ، وقد تمحورت حول المسألة المذهبية ومسائل أخرى ، إنتهت فيما إنتهت إليه إلى تحول مجموعة كبيرة منهم : السيد عصام إحميدان إلى المذهب الجعفرى ، وكان لكتاب " مراجعات " للسيد شرف الدين الموسوي العاملي " قدس سره " وكتاب " معالم المدرستين " للسيد العسكري الدور الأكبر في إنتقاله إلى المذهب الجعفري ، ويرجع الفضل في ذلك إلى الإنفتاح الذي عرفه المغرب على الكتاب الشيعى ، وسماح الدولة للشيعة من خارج المغرب بالمشاركة في المعرض الدولي بالدار البيضاء ، وظهور الكتب الشيعية بجل المكتبات المغربية. .. " فالإنفتاح وحرص الدولة على دعم مناخ التعدد الثقافي والتعايش المذهبي ـ كما يقول السيد عصام إحميدان ـ مكسب ينبغي الحفاظ عليه بالأنضباط والوعي ونشر ثقافة الحوار بين المسلمين والتزام المواطنة بما هي حقوق وواجبات .. فالشيعة بالمغرب هم مواطنون يحترمون إنتماءهم الوطني والإسلامي ويسعون لأن يكون لهم مساحة أكبر من الحرية التى يكلفها الدستور والقوانين لكل مواطن .. كما إنتماءنا لمذهب أهل البيت (ع) والولاء لهم يجد أساسه ومشروعيته في ظل حكم الأشراف العلويين من أهل البيت (ع) وهم أبناء عمنا أبناء محمد بن عبد اللّه بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن المجتبى بن الإمام علي المرتضى والسيدة فاطمة الزهراء بيت رسول اللّه (ص) ، فكيف نلام على حب آل البيت وإتباع مذهبهم ومنهجهم في الفقه والعقيدة والأخلاق والسلوك؟! .. خاصة وأن أجداد الأسرة العلوية قد عانوا إضطهاد الحكم الأموي والعباسي وإستشهد أجدادهم دفاعاًً عن حق أهل البيت في العيش الكريم الحر ّ، ودفاعاً ، عن حق شيعة أهل البيت في الحرية والحياة ، فكيف يسمح بتمجيد حكم من ظلم أجداد العلويين ، ولا يسمح لشيعة أجدادهم وأنصارهم بأن تكون لهم كلمة وموقع؟!..

عموماًً ، نحمد اللّه على التحولات التي شهدها المغرب في العقد الأخير ، ونثمن كل الجهود الخيّرة المبذولة فى سبيل دعم مناخ الحرية والتعددية والأنفتاح وحرية الرأي والتعبير .. وحقالتمذهب بمذهب أهل البيت (ع) جزء لا يتجزأ من ذلك كلّه .. ونرجو أن يكون المسؤولون قد تنبّهوا لخطورة السياسة القديمة في تشجيع الوهابية بهدف التضييق على إتباع مذهب أهل البيت (ع) خاصة بعد الأحداث الأخيرة والتي إنقلب فيها أنصار هذا الخط على الدولة التي مولّتهم وساندتهم " المملكة العربية السعودية " وباتت اليوم تشكومنهم ومن تصرفاتهم غير الشرعية ، وإقتنعت بدورها بضرورة فتح حوار وطني ونبذ منطق الإقصاء وإعادة الإعتبار للمكوّن الشيعي فى المعادلة الوطنية ، بوصف هذا المكوّن كان ولا يزال يمتلك الوعي بالمواطنة وحدودها ، ويسعى جاهداً نحو المساهمة إلى جانب غيره في بناء الإنسان والوطن.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:42 PM   #28
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( الأستاذ / علي الشيخ ) ( خوشابا شمعون حنا الشيخ ) سابقاً

البطاقة الشخصية
مولده ونشأته : ولد " خوشابا شمعون حنا الشيخ " في مدينة بغداد عام 1964 في العراق وترعرع في أوساط عائلة مسيحية ملتزمة بتعاليم الدين المسيحي وتؤمن بعمق بفروض الكنيسة وتتبعها.

البداية : أرسله والده في سن السابعة الى الكنيسة ـ ولفترة تقارب الشهر لغرض تعلم الصلاة والأناشيد وبعض الطقوس ، فترسخت هذه الأمور في نفسه وإنعكست على ممارساته العقائدية ، أضف الى ذلك التحاق أخيه بالدير ، حيث يقول " إشتد حبي للمسيحية أكثر حينما بعث والدي أخي الصغير إلى الدير ، للإشتغال بطلب العلوم الدينية ليصبح قسيساً ".
وكان أخي لا يأتي إلى البيت إلاّّّ مرة واحدة في السنة ولفترة قصيرة ، ولهذا كان والدي يرسلني لزيارته بين حين وآخر في الدير ، فكنت أرى الأجواء الروحية التي كانت تهيمن على ذلك المكان فتترك في نفسي الأثر الروحي … وعندما تجاوزت العشرين تعمقت هذه المعتقدات أكثر ، ولكن ـ للأسف ـ لاعن وعي وبحث بل عن تقليد أعمى .. " حتى وصل به الأمر إلى الإعتقاد بأن المسيحية فقط هي الدين ، وماعداها باطل ، وزخرف ، فالمسيحي فقط يدخل الجنة مهما كانت ذنوبه! لأن المسيح (ع) يفديه ويخلصه.

أسرته .. والإسلام : يقول الأخ علي " خوشابا " : " كانت الصورة التي يحملها أبي عن الإسلام والمسلمين سيئة جداًً ، فإذا مادار الحديث حول الإسلام والمسلمين كان والدي يصفهم بشكل سيء ، وكان ينقل لنا القصص والحكايات التي تشن بشخصية النبي الاكرم (ص) ، ويقول لنا بأن المسلمين يسيئون الى يسوع المسيح (ع) الذي هو إبن الله وإلى أمه ، ويكذبونهما ويسخرون منهما ، وإني إذكر عندما كان يتلى القرآن من التلفاز كان والدي يأمرنا بأن نغلقه كي لأنستمع اليه ، فكنت أبغض الإسلام في نفسي ، وكانت الصورة التي إرتسمت في ذهني عنه هوأنه ليس سوى خرافات وأباطيل.." فقد نشأ في وسط صليبي بمعنى الكلمة ، فهذه الصورة التي يرسمها الأب لأبنائه إنما ناشئة عن التعصب الأعمى والحقد المتوارث ، رب ضارة نافعة !

شاءت الأقدار الإلهية أن يغادر " خوشابا " العراق إلى إيران وليلتقي بعدد من أخوانه العراقيين ، ومن ثم يناقش ويناظر حول المسيحية والإسلام ، فكانت إشكالات المسلمين مستحكمة فيعجز أو يتحير في الإجابة عليها ، مما جعله يندفع باتجاه المصادر الشيعية ليطلع على هذه العقيدة وكان القرآن المصدر الأول ، يقول في هذا الصدد : " .. ومضيت في مطالعتي للعقائد الإسلامية ، ومن ضمن الكتب التي كأن يدفعني الشوق لقراءتها القرآن الكريم وخصوصاًً عندما عرفت إن في هذا الكتاب المقدس آيات كثيرة تتحدث عن قصة يسوع المسيح (ع) وأمه العذراء مريم (ع) وشرعت في قراءة الكتاب السماوي " القرآن " ولاسيما الآيات التي تخص عيسى المسيح (ع) وأمه العذراء (ع) فملكني الإعجاب عن الصفات العظيمة التي يصف القرآن الكريم بها المسيح (ع) وأمه ، ولم أكد اصدق فإني كنت إعتقد إن المسلمين ـ وكما ذكرت ـ يسيئون إلى المسيح وأمه (ع) ولكني وجدت عكس ذلك تماماًً ، فالآيات القرآنية التي تتحدث عنهما تذكرهما بكل عظمة ووقار ".

فهو رغم إبتعاده ، عن الأهل والوطن ـ وما فيهما من الأم نفسية ـ فقد لمس حقائق أخرى ماكانت الفرصة تتهيأ امامه كي يعرفها ! نقطة التحول : عكف " خوشابا " على دراسة القرآن والكتب الأخرى ، فوجد أن كتابه الله العزيز والمصادر الإسلامية الأصلية الإخرى تفند مزاعم القائلين بالتثليث والبنوة والصلب وغيرها ، بأدلة رصينة لايمكن للعقل السليم : أن ينكرها.

يقول :.. وفي الحقيقة وبعد هذه المطالعات بدأت أشعر في نفسي بميل نحو هذه الأفكار والمعتقدات التي يطرحها الإسلام ، ولكني أخفيت هذا الشعور في داخلي ، وكنت أحاول قدر الإمكإن من خلال لقاءاتي مع المسلمين السؤال عن الشبهات التي كانت تراودني ولكن بصورة لايفهم منها هذا الميل والشعور.

ومرت الأيام وكنت كلما أطالع وأبحث كان هذا الميل يزداد ، فبدأت أعيش قلقاًً واجد في نفسي صراعاً لكنني لا أدري ماذا أفعل.
وفي أحد الأيام سمعت أحد العلماء يتحدث عن موضوع هداية الإنسان وموانعها ، وتلا آية قرآنية هزتني من أعماقي فكأنها تتحدث ، عن حالتي بالذات ، وهي قوله تعالى : " فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه " وبعدها إشتد هذا الصراع في داخلي أكثر ، وملكني القلق والإضطراب ، فقد بدأت أشعر بأن عقلي قد بدأ يستسلم لهذه الحجج والأدلة التي يطرحها الإسلام ، وبدأت أحس أن هذه الإعتقادات الإسلامية هي أقرب إلى فطرتي من عقائد آبائي وأجدادي ، وكذلك قلبي هو الآخر قد تغير ، فبعد معاشرتي للمسلمين الملتزمين ، عن كثب إنكشف لي حبهم وتعظيمهم ليسوع المسيح وأمه العذراء (ع) وراحت هذه المعركة تشتد في داخلي .. وفقدت القدرة على إتخاذ القرار ، لاسيما وأنا شاب وإتخاذ قرار مصيري في هكذا ظرف يعتبر أمراًً شبه مستحيل ، وفي إحدى الليالي بدأت أتضرع إلى ربي وخالقي ببكاء وصدق وأطلب منه المعونة لآخراجي من هذا الصراع ومن هذا الإرتباك والقلق الذي أجهدني ، وفي صباح اليوم التالي شعرت في نفسي بقوة عظيمة لم أعهدها من قبل ، وأحسست إنشراحاً عجيباًً في صدري ، حطمت بها كل الحواجز والوساوس التي كان يضعها الشيطان في طريق هدايتي ، وإتخذت أصعب قرار في حياتي بكل سكينة وأطمئنان وقررت أن إعتنق الإسلام وأتبع سبيل الحق ، وأترك دين آبائي وأجدادي التقليدي ، فبدأت حياتي الجديدة بهذه الولادة السعيدة ".

وقد إختار إسم " علي " تيمناً بإسم الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فقد أيقن أن العقيدة التي كان يحملها ـ المسيحية ـ فيها من التناقضات ما يأبى العقل ، عن قبولها ، في حين وجد أن الإسلام يبني عقائده على أسس يخضع العقل لرصانتها ، فالقرآن الكريم والنبي الاكرم (ص) والأئمة (ع) قد بينوا ذلك بوضوح ، وعرضوا تلك المعارف بشكل سهل ومتين تجعل الإنسان سعيد في الدارين.

وقد دون الأخ علي الشيخ موجز قصته هذه في كتاب أسماه " هبة السماء رحلتي من المسيحية الى الإسلام " ، كما تطرق إلى شيء من العقائد والأفكار التي كان يؤمن بها سابقاًً وكما يعتقدها المسيحيون ، لغرض معرفة مطابقتها أو مخالفتها للعقل ، كما يذكر في كتابه هذا نبذة ، عن الإسلام ولمع من سيرة رسول الله (ص) وكذلك قصة النبي عيسى (ع) في القرآن الكريم.

مؤلفاته :

1 ـ " هبة السماء " : رحلتي من المسيحية إلى الإسلام ، صدر عن دار الصادقين للطباعة والنشر سنة 1420 هـ ـ 2000 م ، جاء في خاتمة الكتاب : " إن الذي ذكرته في هذه الأوراق ، هو نبذة مختصرة ، عن رحلتي من المسيحية إلى الإسلام ، وما إنكشف لي فيها من الحقائق ...
وفي الحقيقة فالذي دفعني لكتابة هذا البحث هو إحساسي وشعوري بالمسؤولية الإنسانية إتجاه أبناء بلدتي ، عسى أن يكون صوتاًًً للحق يقرع آذان قلوبهم فيستفيقوا من نوم الغفلة فالمشكلة التي يعيشها أغلب أفراد العائلة البشرية وللأسف الشديد ـ هي إبتعادهم عن الهدف الأساس الذي خلقنا من أجله ، وصار الهم الشامل لهم هو الدنيا والإنشغال بزينتها وزخرفها ، وأما الدين والمسائل الروحية والحب الإلهي ، أصبحت أموراًً هامشية عند أغلب الناس أدانهم غفلوا عنها كلياً.

وأيضاً فهذه دعوة لإخواني المسيحيين الذين إبتعدوا كثيراًًً عن التعاليم والعقائد التي جاء بها السيد المسيح (ع) فهم يتبعونه بالاسم فقط ، وأما ما يحملونه من عقائد وتعاليم في الوقت الحاضر فهي مخالفة له كثيراًًً ، فالعقائد التوحيدية التي جاء بها ، تحولت إلى عقائد أشبه بالوثنية كالتثليث والبنوة ، والشريعة والناموس الذي اكد عليها وأوصى بها مراراًًًً ، طرحت أرضاً وإكتفي بدلاً عنها بالنواميس الروحية والإيمان المجرد.

فهذه دعوة لكل مسيحي حر باحث عن الحق والحقيقة ، أن لا يكتفي بقبول ما يلقى إليه من قبل الكنيسة على أنه من الأمور المسلمة واليقينية ، بل ليجدّ في البحث والتحقيق العميق في عقائده وأمور دينه ، لأنها مسألة ذات أهمية كبيرة ، فإن الحياة الآخروية الأبدية التي نحن مقبلون عليها ، سعادتها وشقائها ماهي إلاّّ نتيجة لعقائدنا وأعمالنا في حياتنا الدنيا ، " فالدنيا مزرعة الآخرة " فيجب إعطائها إهتماماًً كثيراًًً من فكرنا ووقتنا ، وهذا أمر عظيم وخطير فحري باللبيب أن يجهد نفسه وفكره في إنتخاب الطريق الذي يوصله إلى السعادة في ذلك العالم.

يتالف الكتاب من مدخل وفصلين المدخل يذكر فيه نبذة عن حياته وكيفية إنتقاله من المسيحية إلى الإسلام.
أما الفصل الأول فيحتوي على العناوين التالية : الكتاب المقدس ، العهد القديم ، العهد الجديد ، عيسى (ع) وحياته في العهد الجديد ، الصلب والقيامة ، الفداء والخطيئة الأصلية ، من هو المسيح في العهد الجديد ، الثالوث الأقدس ، الشريعة.
وفي الفصل الثاني : يتحدث في العناوين التالية : الإسلام ، حياة النبي محمد (ص) ، دلائل نبوته ، معاجزه ، القرآن الكريم ، قصة المسيح في القرآن ، الشريعة.



توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:43 PM   #29
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي

( مؤمن نجد )
" قصة إستبصاري "

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين , واللعن الدائم بأقبح مراتبه والعذاب الأليم على أعدائهم وظالميهم ومنكري فضائلهم والمشككين في مقاماتهم والمخففين من ظلماتهم من الأولين والآخرين وألحقهم بدرك الجحيم.

أهدي هذه الكلمات إلى نبينا محمد (ص) وإلى أهل بيته عليهم السلام وإلى مولانا صاحب العصر والزمان الإمام الحجة القائم المنتظر عجل الله فرجه الشريف , مبتغياً بما كتبت وجه الله سبحانه وتعالى.

وأهدي هذه الأسطر إلى من سألني عن القصة وأخص منهم إخواني رواد غرفة الحق في البال توك باسمي القديم " خلاص نسيناكم " وأقصد خلاص نسيناكم يا بني وهب , أو بالإسم الجديد " مـؤمـن نـجـد " ليس فخراً بأني أعيش في نجد ولكني إقتبسته من أحد ألقاب مولاي أبي طالب مؤمن قريش عليه السلام , هذا الرجل المظلوم الذي له الفضل على كل مسلم لكن أحقاد بني أمية " عليهم لعنة الله ومن والاهم وتولاهم وأحبهم ودافع عنهم " جعلته روحي له الفداء كافراً وقرن بأبي لهب وأبي جهل في المنزلة , سبحان الله عقول لا تفكر ولو قرأ أي إنسان سيرته لقال من غير تردد أن هذا الرجل العظيم أسطورة في الدين الإسلامي ورجل هيئه الله سبحانه وتعالى ليكون ناصراً للرسول الأعظم (ص) والدين الإسلامي .. فهنيئاً له هذه المرتبة العظيمة وحشرنا الله وإياكم معه ومع محمد وآل محمد.

كثير ما سألت من الإخوان المؤمنين في المجالس أو الإنترنت عن الإستبصار وكيف كانت البداية ويعاد طرح هذا السؤال دائماً فقررت كتابة هذا المقال المختصر والذي يضم أهم النقاط الرئيسية التي كانت سبباً في الاستبصار بعد توفيق ومشيئة الله سبحانه وتعالى ، لكن لما رأيت من حب المؤمنين لمعرفة التفصيل حيث أني أعيش في منطقة وهابية وقليل التشيع فيها رأيت أن أحاول جاهداً كتابة ما أتذكره حتى الآن بالتفصيل وقد تجدون إختلافات بين هذه القصة ومواضيع سابقة كتبتها حيث خانتني الذاكرة في بعض المواقف ولم أكملها ورأيت من عدم المناسب ذكر بعض الأمور وأنتم خير من توجهوني بحذف أو تعديل بعض الفقرات.


من أنا؟؟
- شاب من مواليد سنة 1401هـ - موظف - مبرمج كمبيوتر وأنظمة - غير متزوج - من عائلة سلفية محافظة في المملكة العربية السعودية.


ماذا كنت أعرف عن الشيعة؟
- ذهبت ذات مرة لصلاة الجمعة وتفاجأت أن عنوان الخطبة " الرافضة " , ومن ضمن ما سمعت في الخطبة:

أن الرافضة يعتقدون بتخطئة جبريل بإنزال الوحي على النبي (ص) بدلاً من علي عليه السلام بل واعتقادهم بتحريف القرآن وتكفير الصحابة " من المعروف عند أهل السنة أن الصحابة هم بمنزلة الملائكة في البشر وأن كل من رأى النبي ومات على الإسلام فهو صحابي ، سبحان الله يقترف كل الموبقات ويموت على الإسلام " وأن الشيعة لديهم حديث " من قتل سنياً سنوياً دخل الجنة " و " أضعف الإيمان لديهم المشي على ظل السني " .

- وذكر أمور تخص بعض الأديان وشبههم بها ورأيت انه من عدم المناسب ذكرها .... , وليس لهم طريق صحيح حيث أن نبيهم علي عليه السلام وبما أن نبيهم باطل إذن ليس لهم مصحف أو سنة نبوية ولا يرتبطون بالله بأي طريق.

وعندما تكلمنا معه في جلسة خاصة تكلم عن أمور أخلاقية مثل " ليلة الطفية " وتأجير العرض!!!! وبدأ بسرد القصص الخيالية في مواضيع زواج المتعة ، وأن من قال " لا " للشيخ فقد كفر حيث من أساسيات الدين لديهم عدم الاعتراض على الشيوخ والسؤال أبداً " عكس ما رأيته بعد تشيعي من تواضع شيوخ الشيعة والفرق الكبير جداً بينهم وبين شيوخ السنة ليس معي كمستبصر وإنما مع كل المجتمع الشيعي والسني دون تفرقة ".

طبعاً الشيخ معروف وهذا الكلام بعضه سمعناه من أشرطة المشائخ المعروفة أسماؤهم وكثيراً ما يدعمون عباراتهم بكلمات مثل قال شيخ الإسلام أو قال فلان .... فكان من السهل تصديقهم .

وكما يقال الدين أفيون " مخدر " الشعوب حيث أدخلوا كل شي في الدين حتى ينفذ كل شيء كما يريدون وحتى تنساق أمور الخلافة والمصالح الشخصية والرغبات الخاصة.


الواقع الغريب؟

- خرجت مرة مع أحد أصدقائي وقال لي عندي ضيوف من الشرقية لديهم عمل لمدة يومين وسكنهم قريب من حيّنا حتى نتواصل معهم لأنهم لا يعرفون أحد غيره في المدينة ولديهم عمل ومراجعة في أحد الدوائر الحكومية ، وفعلاً جلست معهم يومين وكانوا قمة في الأخلاق الفاضلة والصدق والاحترام والتفاهم والكرم والصداقة تمنيت أنهم يجلسون أكثر من هذا لأني لم أجد بحياتي مثلهم ، بعد ما عادوا لمدينتهم قلت لصديقي هذا " ليتني أتعرف على أناس مثل هؤلاء يعيشون هنا " وتفاجأت عندما قال لي " الشيعة كلهم هكذا " !!.
قلت له " شيعة " ؟؟ قال " نعم "
قلت " أنا لو أعرف أنهم شيعة ما كنت قابلتهم " ... وكنت مصدوماً جداً؟؟!!

السبب الأول : لأني بقيت مع شيعة مدة يومين ولم أعرف " نتيجة الترسبات الموجودة في عقلي عن الشيعة ".
السبب الثاني : لأني تفاجأت بهم وبما يحملونه من طيبة وحسن خلق.

- طبعاً ليسوا الوحيدين بهذه الأخلاق لكن سبحان الله ترى طيبة القلوب واضحة فيهم وتختلف عن غيرهم مهما كانت أخلاقهم وأنا أعتبر ما رأيته هي أنوار الولاية و هذه هي الأخلاق المحمدية الحقيقية.

سألت صديقي عنهم فجاوبني أجوبة جيدة قال أنهم أناس معتدلين ودينهم صحيح وهذه الأمور التي تتكلم عنها إشاعات وكذب ... وبدأ يطرح علي بعض ما يعرفه عنهم ويبرئهم مما أقول : " صديقي لا يزال سنياً حتى الآن " حيث أنه كما ذكرت غير متشدد وقليل المعرفة بالمذاهب أو بمعنى أصح عبارته هي " أصلي وأصوم وأعبد الله وخلاص يكفي " .

الفرق بيني وبين صديقي أنه من عائلة عادية غير محافظة !! سبحان الله نظرية معكوسة الإنسان الذي يستمع للمحاضرات والمنابر أفكاره غريبة منحرفة مترسبة ، والآخر الذي يبتعد عن المنابر نظيف الفكر.


لابد أن أعرف الحق ؟؟

- بعد فترة طويلة دخلت للإنترنت وفكرت بالبحث عن الموضوع لشدة حيرتي وتفكيري فيه مع أني كنت متردد وبدأت أبحث عن مواقع شيعية وتفاجأت بأن أغلب المواقع محجوبة وبفضل من الله وجهود إخواني في المنتديات وبعض المواقع الغير محجوبة جمعت الكثير من الكتب وبدأت بالقراءة وتوجهت لمنتديات السنة ووجدت المناظرات ، والذي أذهلني آنذاك إستدلال الشيعة على السنة بآيات قرآنية وأحاديث موثقة عند أهل السنة لاسيما في صحيحي البخاري ومسلم. عرفت أن الشيعة لديهم قرآن نفس الذي نعرف ولديهم سنة نبوية وليس سنة نبيهم علي!! ، كانت هذه النقطة الثانية بعد الأخلاق الفاضلة.

- وعرفت الأحاديث الدالة على الإمامة ، وقرأت عن سيرة أبي بكر وعمر وعثمان وخالد بن الوليد وغيرهم ، طبعاً صُدمت كثيراً عندما عرفت الحقيقة " وكنت أبحث عن المصادر التي تذكر هذا لأتأكد منها و هذا مما يزيد صدمتي " وكنت أبتعد عن القراءة لفترات وأعود إليها وأنا أعتبر عودتي للقراءة إلهام من الله سبحانه وتعالى وكنت أتشوق يومياً لقراءة المزيد من الكتب وأحاول البحث عنها في المواقع وأتعب كثيراً في الحصول عليها لكثرة حجب المواقع وبالرغم من عدم وجود القنوات في المنزل وعدم وجود الكتب المطبوعة في المكتبات ومنع أغلب المواقع من الظهور ، قال تعالى : " يريدون ليطفؤوا نور اللَّه بأفواههم واللَّه متم نوره ولو كره الكافرون " ( الصف : 8 ) .

- ومما صدمني هو بعض الأفعال التي سنها بعض الأشخاص في الإسلام وبعض الأشياء التي حرمها ، وبعض البدع الموجودة لدينا ، وبعض الأحاديث المكذوبة ولا نزال نعمل بها حتى الآن ، والمواضيع تطول , وباعتمادي على ذاكرتي كنت أقارن بين أشياء كثيرة وأجد أني أتجه للحق بتوفيق من الله سبحانه وتعالى.


ولمن يبحث عن قصة البحث بكامل تفاصيلها

- في إحدي المنتديات السنية كُتِبَت عبارة " ثم إنهبلت!!! وبل ضللت!!! " طبعاً المقصود بها كتاب ثم إهتديت للشيخ التيجاني حفظه الله تعالى وأبقاه شوكة في عيون الوهابية وبصراحة أنا اشكر هذا الرجل وأحسده حسد غبطة حيث استطاع بكتبه نشر حقيقة المذهب الشيعي ، لم أهتم كثيراً ، قرأت الموضوع قراءة عابرة وإنتقلت لغيرها من المواضيع.

قرأت كتاب القطوف الدانية " للمستبصر عبدالمحسن السراوي " ولم أكن اعرف معنى كلمة مستبصر لكن هذا الكتاب يتحدث عن الجمع بين الصلوات والمسح على الخفين والمتعة والآذان وأمور فقهية فكان كتاب جيد ثبت لدي بعض الأفكار ومنها أن الأمور الفقهية عند الشيعة لديها أدلة فقهية قوية وواضحة.

بدأت الحيرة أكثر!! كيف يقولون ليس عندهم سنة ونبيهم ليس بمحمد !! والأدلة التي أقرأها صحيحة وما نفعله نحن خطأ وليس هم !! يا رب ساعدني وألهمني القوة والصبر لعلي أصل إلى نتيجة.

ثم كتاب الرد الوجيز على لله ثم للتاريخ وكتاب كشف الحقائق للرد على كتاب هذه نصيحتي لكل شيعي ثم كتاب لله وللحقيقة 1 , 2 , للشيخ على آل محسن حفظة الله ورعاه.

طبعاً كانت كتب غير مجدية بالنسبة لي حيث أريد العقيدة لكن نظفت عقلي من الأفكار السيئة التي كانت موجودة فيه وكانت مهيأة لي للدخول لعمق أكبر.

دخلت بعدها لأكثر من منتدى شيعي وكتبت موضوع أطلب فيه بعض الكتب ، لما كنت أعانيه من هم وحيرة في تلك الفترة ، إنهالت علي المواقع والمواضيع عن طريق ردود الإخوة في المنتديات وبدأت أبحث حتى سقط بيدي كتاب ثم إهتديت وسبب إختياري له من بين قائمة الكتب الطويلة في موقع شبكة الشيعة العالمية أني قرأت عنه في المنتدى السني ورأيت مدى استهزاء السنة فيه وكنت أكره هذا الأسلوب عكس ما رأيته من أخلاق الشيعة في منتدياتهم , فتحت فهرس الكتاب لم أهتم بما كتب عن حياته وأول موضوع أثارني هو عنوان " بداية الدراسة المعمقة ـ الصحابة عند السنة والشيعة !! "

- قرأت أول العنوان فلم يعجبني حديثه حيث أراد أن يفرق بين درجات الصحابة وهذا شيء كان صعب جداً أن أتقبله ثم إتجهت إلى عنوان صلح الحديبية وهنا لم يثر إنتباهي غير تعليق الشيخ التيجاني حفظه الله تعالى حيث كنت أعرف ما حصل في صلح الحديبية لكن الجديد هو شرح الشيخ التيجاني للموضوع شرحاً صحيحاً غير ما تعودنا على فهمه.

ذهبت إلى العنوان التالي وهو رزية الخميس وبعد قراءة الحديث توقفت وقلت بأن هذا الرجل يؤلف أحاديثاً على هواه " قبلة على جبينك الطاهر مولاي الشيخ التيجاني لكن هذه كانت نظرتي قبل الإستبصار وأنت خير من يقدر وضعي في تلك الفترة " وكما قالت أنه يتعدى على عمر" كان اعتقادي أن هذا الحديث مختلق وغير موجود في البخاري , أخرجت سي دي فيه كتب الصحاح وعملت بحث بعبارة إقتطفتها من الحديث الذي ذكره الشيخ التيجاني والذي أذهلني ظهور عدة نتائج فقمت بإيقاف البحث والدخول على أحد هذه الأحاديث وبصراحة صدمت صدمة كبيرة لوجود هذا الحديث ! ، عدت إلى كتاب الشيخ التيجاني وأكملت الموضوع وكنت متضايقاً جداً لم أصدق الشرح الذي ورد مع الحديث فبحثت عن معاني كلمة الرزية وكلمة يهجر وكانت النتيجة أقسى مما أتصور ....

وفي اليوم الثاني قرأت المواضيع التالية من رأي القرآن بالصحابة وحديث الحوض و و و ... توقفت وتركت القراءة وكنت في قمة الألم والضيق وكنت على وشك أن أترك القراءة في هذه الكتب نهائياً.

قد يكون الكثير كان من أسباب تشيعهم بعد مشيئة الله هذا الكتاب لكن أعتقد أن الوسط الوهابي قد لا يناسبه مثل هذا النوع من الكتب ، حيث التعصب موجود بقوة في عقولنا وبمجرد ذكر حديث صحيح فيه توضيح لحقيقة إسلامية مخفية يتم تعطيل العقل ، هذه وجهة نظري فقط من واقع تجربتي.

- بعد أيام دلني أحد الإخوة في المنتديات على كتاب معالم المدرستين للسيد مرتضى العسكري الجزء الأول , الجزء الثاني , الجزء الثالث , وبصراحة هذا الكتاب رائع حيث تدرج بالطرح وأول شيء أعجبني فيه وظهرت ابتسامة كبيرة مني عندما رأيت مكتوباً عمر بن الخطاب (ر) سبحان الله كم لهذا الشخص من قدسية في قلوب السنة مثل عجل بني إسرائيل : وأشربوا في قلوبهم العجل بِكفرِهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين , وإسترسلت بالقراءة حتى أنهيت الكتاب.

- طبعاً الكتاب تعرض للمناطق المحظورة لكن لم يكن بقسوة أسلوب الشيخ التيجاني حفظه الله تعالى هنا إستفدت من قراءتي لكتاب الشيخ التيجاني حيث هيأني لقراءة غيره من الكتب وأصبح لدي عقل يفكر " كان في إجازة وهابية ".

بعدها بدأت بالإختيار العشوائي للكتب وكان أول اهتمامي بالسيدة فاطمة الزهراء (ع) " وهذه كانت المرحلة الثانية في القراءة " فقرأت كتاب مظلومية الزهراء (ع) - السيد علي الميلاني وبصراحة أحسست بألم في قلبي وحزن وكدت أنهار من الحزن بدأت أبحث عن المصادر ووجدت أغلبها ولم أكمل حيث الأمور التي وجدتها هي ما كنت أريد التأكد منها.

ثم كتاب مأساة الزهراء " الجزء الأول , الجزء الثاني " , للسيد جعفر العاملي ثم مقتل الإمام الحسين وقتها كنت أريد أن أكسر رأسي لماذا لم أقرأ هذا من قبل ولم أسمع به؟ لماذا تركيز الحلقات والدروس والمحاضرات كله في مجالات بعيدة كل البعد عن منقذ الأمة وأهل بيته ، لماذا يقال لنا أن أهل بيته هم أزواجه ويبتعدون عن كل كتب التفسير الذي تغير ما يريدون قوله.

طبعاً البعض يقول أنت كنت إنسان محافظ ومن عائلة سلفية بحته فكيف لم تقرأ صحيح البخاري؟؟ .

أقول لهم هذه تسمى أمهات الكتب وعادةً لا تقرأ حيث تقرأ الكتب المتفرعة منها أو متفرع من متفرع وعادةً تقرأ مع الشرح فمثلاً إذا أردت البحث عن موضوع الصلاة أتجه إلى كتب أحد الفقهاء بعنوان الصلاة ولا أتجه إلى أمهات الكتب " لأنها صعبة الفهم بنظرنا – سبحان الله حديث رسول الله يخيل إلينا أنه صعب الفهم وكأنه روحي له الفداء لم يبعث بلغة العرب " وأنتم تعرفون أن مثلاً العقيدة الطحاوية لا تدرس وإنما تدرس بشرحها , وعندما أريد البحث عن موضوع جمع الصلاة أتجه لكتاب أحد الشيوخ أو طلاب العلم ويذكر الأدلة التي تقول بصراحة أن النبي جمع من غير خوف ولا مطر ولا سفر تخفيفاً على الأمة وأن بعض الصحابة عمل بهذا العمل ثم آخذ برأي صاحب الكتاب أن الجمع يكون للضرورة ولعذر من مطر أو سفر أو خوف !!! سبحان الله لم نكن نعقل ! نخاف من مخالفة العالم ولا نخاف من الله .

وقت قراءتي أعلنت بيني وبين نفسي أن هذا الدين هو الدين الحق وهذه الفترة التي أعتبر أني إستبصرت بها وأنتم تعلمون أن الإيمان بالقلب ، إتجهت للمجال الفقهي وبحثت عنه فوجدت مستدرك الوسيلة للسيد الخميني رحمة الله عليه ، طبعاً سبب اختياري له لأنه الشيخ الشيعي الوحيد الذي نسمع به ولم أكن اعرف غيره ولم أكن أعرف موضوع التقليد أو غيره.

بدأت اقرأ في الصلاة والوضوء وأجتهد من ذاتي فيها مثلاً في المسح على القدم كنت أمسح حتى لو كانت مبتلة وكذلك الرأس وغيرها من الأخطاء لكني كنت قاصراً ولم أكن مقصراً وأنتم تعرفون الفرق بينهما ولم أجد من يعلمني أي شيء وكل هذا عن إقتناع مني وإجتهاد شخصي وطبعاً بعد إلهام من الله سبحانه وتعالى وهداية منه ولاحظت بعد استبصاري بعض الكتب لو كنت بدأت فيها لما كنت أكملت القراءة فسبحان الله الذي سهل لي حتى اختيار الكتب والمواضيع.

وخلال هذه الفترة عشت حياة مريرة أتساءل هل ما أفعله صحيح هل هذه هي صلاة الشيعة؟ والله الذي لا إله غيره أنها كانت أصعب مرحلة وأنا أعتبرها أقسى على قلبي من مرحلة ما قبل الاستبصار ، تخيلوا أحد المواقف أدخل منتدى وأجد فيه قسم اجتماعي وأذهب لموضوع تعليم الصلاة للأطفال وأقارن بين صلاتي التي أجتهد فيها وصلاة الطفل بالصورة!! ثم تخنقني العبرة وأقول يا الله يا محمد يا علي يا فاطمة أغيثوني لا تتركوني هكذا.

- وفي تاريخ : " 25/شوال/1426هـ " دخلت إلى أحد المواضيع في منتدى تحدث عن استبصار فتاة أردنية في غرفة الحق بالبالتوك , لم أهتم بالموضوع لكن الذي جذبني أن هناك غرفة في البالتوك للشيعة ، وبالرغم من أني متعمق بالإنترنت كثيراً لكني ابتعدت عن البالتوك حيث كثيراً ما أسمع عنه من فساد ولم أكن أعلم أن فيه غرف للأسهم وغرف إسلامية وحتى إن كنت سمعت عنها لم تكن لتهمني حيث الأشرطة والدروس في كل مكان.

توجهت للبالتوك فوراً وسجلت باسمي " خلاص نسيناكم " ، ودخلت لغرفة الحق وعانيت كثيراً في البحث عنها لعدم معرفتي للبالتوك وكثرة أقسام البال توك وأول ما دخلتها إنفرج قلبي عندما سمعت أحد الأدمنية يصلي ويسلم على رسول الله وآله دخلت عليه فورياً ، وقلت له : أنا مستبصر وأعطيته بعض الروابط في المنتديات ليصدقني وطلب مني أخذ المايك والتحدث وفعلاً لم أعترض وفعلت ما يريد حيث كان بالغرفة أكثر من مائة شخص وكنت جداً مندفع حيث وجدت أناس من هذا المذهب العظيم وكنت أبحث عنهم منذ فترة طويلة ، صحيح أنني قرأت كثيراً ولم أكن لأحتاج لحوارات أو نقاشات لكن كان لدي الكثير من الأسئلة وكنت محتاج لسماع الحديث هذا سواء كان عقائدياً أو فكرياً وكان الأهم من هذا هو الوضع الإجتماعي لي حيث أحس أني وحيد بهذه الأفكار الدينية وفي مرحلة تحول صعبة وكنت محتاجاً لحضور مثل هذه المجالس على الأقل اجلس وسط عائلتي وإخواني وأخواتي وكما يقول الشيخ حسن شحاته حفظه الله تعالى أعيش وسط أهل بيتي الذين هم أهل بيت الرسول (ص).

البعض سأل هل دخولك لغرفة الحق كان لمزيد من الإقتناع أقول لهم أنا كنت مقتنع تماماً قبل دخول البال توك ومعلن إستبصاري في بعض المنتديات لكني محتاج للعلم ومتعطش وغرفة الحق كانت المورد لي لطرح الأسئلة وأغلب الأسئلة كانت فقهية وليست عقائدية وكما تعرفون أن الإيمان يزيد وينقص كنت أحس بنور الإيمان يزيد ويكبر يوماً عن يوم.


بداية رحلة تنقلي والتعرف على المؤمنين ....

- وعن طريق أحد المواقع المعروفة تعرفت على سيد من منطقة مجاورة وكانت لديه زيارة علاج, وقال لي ماذا احضر لك , قلت له تربة حسينية!! " انظروا مدى الحرمان الذي كنت أحمله ".

وفعلاً حضر وأعطاني كتاب مختصر للمسائل الفقهية وتربة حسينية " في أول مره شاهدة فيها التربة ذهلت لصغر حجمها حيث اعتقدت أنها كبيرة الحجم وتغطي كامل الجبهة " , بعدها ودعني وطلبت منه أن أذهب معه على الأقل يوم واحد قال لي : أنت مدعو للحضور عندي في عيد الغدير عيد الأضحى حيث كان التاريخ : " 3/ذو الحجة " , والسيد سيذهب للحج.

بعدها تعرفت على أحد الإخوة في غرفة الحق من المدينة المنورة وأعطاني رقم شخص من المنطقة الشرقية وهذا أعطاني رقم مستبصر موجود في المدينة التي أنا فيها وإتصلت عليه وقابلته " شوفوا المشوار كيف " ثم تعرفت على شخص آخر عرفته من أسم ولده حيث كان يحلق في أحد محلات الحلاقة وينادي ولده – مهدي - J حتى أني هجمت عليه وقلت له : الأخ من الشرقية قال : نعم قلت له : ما أسمك قال : حسين - قلت : بس جاك الفرج - وتعرفت عليه , وكنت أريد أن أتعرف على أي شخص شيعي ، والسبب كل شخص يعتبر نفسه دخل منهج جديد وعرف أنه كان ضالاً فيصبح يرى الناس مختلفين عنه ولا يستطيع المواجهة في بداياته فيحس بالوحدة وأنه يريد البكاء ولا يعرف ماذا يفعل أو ماذا يخبئ له الزمن كيف يستمر يريد الصلاة جماعة مع أشخاص من منهجه يبحث عن قلوب تحمل أنور الولاية.

وفي عيد الغدير ذهبت إليه واستقبلني أفضل استقبال وكان الوقت بعد العصر وعندما اقترب المغرب قال لي تصلي في البيت ؟؟ قلت له أريد أن أصلي في الحسينية " طبعاً أتضح لي أن المسجد يختلف عن الحسينية حيث المسجد للصلاة والحسينية للدروس والمحاضرات " ، قال أتوقع أنك غريب هنا وقد لا ترغب بالذهاب للمسجد اليوم حيث أراك مرتبكاً بعض الشيء وتسأل كثيراً قلت لا فقط من الفرحة وكنت أسأل هل هذه المنطقة كلها شيعة ؟ هل يتضايقون من الغرباء " كنت خائفاً من مجتمع لا أعرفه وقد لا يتقبلني لم أكن أعرف المجتمع الشيعي وما يحمله من طيبة قلب ومودة " , هل السنة يصلون معكم في المساجد؟ , هل المساجد نفس مساجد السنة ؟ وأين الحسينية ؟ " أعتقد أني أصبت الرجل بالصداع من الأسئلة ".

وكنت أعتقد أنهم سيسألونني مليون سؤال وأخاف أن يسألون سؤال لا أعرف جوابه وأتعرض لإحراج وتفاجأت أن لا شيء من هذا كله حصل وبالعكس ارتحت كثيراً معهم.

توجهنا للمسجد وقتها قلت له هو وأخوه واحد يصلي عن يميني والثاني عن يساري!!! ، وحينها انطلقت كلمة صلوات جماعية بعد الآذان أحسست وقتها برغبتي بالبكاء ما هذه الروحانية!

وبعد الصلاة نفس الشيء والأذكار والأدعية يالله لقد كنت محروماً من كل هذا ثم قام الجميع يسلمون على الأشخاص يمينهم ويسارهم -هنا التربية الإجتماعية تنطلق من المسجد كل الأمور تناقش هنا ، أين مساجد السنة التي فقط صلاة وتمسك الباب " تنطلق للباب " قام الجميع بعد النافلة وأصبحوا يسلمون على بعضهم وترى الاجتماعية يالله ليتني كنت أسكن هنا ليتني في منطقة شيعية أمنيات كانت تجول في خاطري طبعاً المكان كان قرية وكنت غريباً بينهم والجميع يسلم ويبتسم وينظر إلى وجهي كأنه يقول من أنت والرجل كان قد أخبر البعض عني وصاروا يسألونه بصوت خافت هذا ؟ يقول نعم ويأتون للسلام بحرارة وكلهم يتمنى أن يجلس معي ويحمل في خاطره الكثير من الأسئلة لكن السيد حفظه الله كان يقول لهم لاحقين عليه لا تستعجلون ، الكل دعاني والكل طلب مني الذهاب معه للمنزل وتوالت الدعوات.


- أول مناسبة أحضرها كانت عيد الولاية ثبتنا الله وإياكم على ولاية أمير المؤمنين ، أصبحت أتوجه كل نهاية إسبوع إلى المنطقة الشرقية أو للمدينة المنورة مدينة منقذ البشرية الذي ظُلم حقه وظُلم حق أهل بيته , وأحياناً أحضر المناسبات إما في غرفة الحق عندما يكون هناك نقل مباشر أو مع الشباب الذين تعرفت عليهم في منطقتي ، تعرفت خلال الفترة القصيرة هذه على الكثير من الشيوخ و تواصلت معهم في الأسئلة والإخوة في غرفة الحق المباركة.

وشهادة في حق هذه الغرفة المباركة لقد كان لها أثر عقائدي فقهي اجتماعي في حياتي , وأشجعهم على عملية نقل المناسبات والدروس بشكل مستمر , حفظ الله المقيمين عليها.

البعض يطلب مني الحوار وأرفض هذا حيث أني خلال هذه الفترة قرأت قراءة مسترسلة وكنت أقرأ لنفسي حيث لم أحفظ الأدلة ولم أرتب الأفكار أو أسجلها وما زلت في مرحلة التعمق أكثر بهذا الأمر " باختصار لم أقرأ لأناقش " ....


سؤال يطرح دائماً : أهلك كيف كان تقلبهم للخبر ؟.

الجواب : أني إلى الآن لا أفكر بإخبارهم على الأقل في هذه الفترة حتى أتمكن من النقاش معهم وإعتقد أن هذا إن تم سيكون باستدراج وليس صدمة واحدة.

أنتم تعلمون مدى الحرب النفسية التي يقع فيها الشخص عندما يريد أن يتزوج أو يطلق زوجته أو يترك عمله لأن في هذا تأثير على حياته المستقبلية فكيف بمن يريد تغير منهجه ومذهبه طريق قد يوصله للجنة وقد يذهب به إلى النار وقد يحبط جميع عمله.

حرب نفسية عندما يكون في قلبك أشخاص تعتبرهم قدوة حسنة وأناس في الجنة تصدم فيهم صدمتين :

الأولى : تجد أنه لم يكن لهم هذا الفضل كله ولكن كل شي كان مبالغاً فيه بدرجة كبيرة.

الثانياً : هؤلاء المقدسين يفعلون أمور لا يفعلها الفاسق والفاجر والكافر!! مثلاً القتل جريمة كبيرة فكيف بمن يقتل سبط الرسول ويقطع رأسه ويسبي بنات الرسول!!! أي عار هذا ؟ .

وبعد هذا كله يصبح من كان في قصور الجنة في الدرك الأسفل من النار وليس هذا فقط بل إن أهل النار ليتأذون منه ، فأنا أعرف مقدار ما يعانيه الإنسان في هذا الأمر في بداية حياته فكيف بمن كبر فيه العمر من الصعب أن يقتنع أن كل هذا الذي كان يعيش فيه كان مجرد هراء وضحكوا عليه شيوخ الأهواء وعلماء النفط وطلاب علم العناد والجدال.


مما وجدته في المذهب
- أقتبس هذه العبارة المختصرة من كلمة أحد المستبصرين :

- العقائد أكثر وضوحاً وأقوى دليلاً وأقرب إلى المنطق والعقل فالله سبحانه وتعالى منزه عن التجسيم لا ينزل ولا يصعد ولا يجلس على كرسي ولا يحده مكان ولا زمان لأنه نور السماوات والأرض وكما نوحده في ذاته نوحده في صفاته.

- وأما الأحكام الفقهية والمتعلقة بالعبادات والمعاملات فالحق يقال أنني لم أر صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان إلا من خلال التبني الصحيح لفقه أهل البيت عليهم السلام وأما على صعيد الأخلاق والتربية الروحية فما عليك إلا أن تنظر في مفاتيح الجنان والصحيفة السجادية وغيرها من كتب الأدعية والزيارات المأثورة لترى سمو المستوى الذي أراد أهل البيت عليهم السلام أن يهذبوا به نفوس أتباعهم.


خطيب الجمعة وغيره من شيوخ السنة لماذا يقولون عن الشيعة هذه الأمور الباطلة؟؟

- عرفت بعد ذلك أن خطيب الجمعة ينظم لسلالة تلاميذ محمد بن عبدالوهاب وإذا عرف السبب بطل العجب ونحن ولدنا في بيئة سنية " قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين " ( الأنبياء : 53 ) , وقال الرسول (ص) " ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء ".

- وأنصح إخواني المؤمنين عندما يقعون في شبهة والسؤال عنها حيث أن أهل سنة الجماعة يثيرون شبهات كثيرة ليحيرون شبابنا ويشككونا في معتقدنا والله لا يستحي من الحق.

ففي الحقيقة من الصعوبة تقبل أن إنسان على مذهب الحق يميل إلى ما يقولونه هؤلاء من خزعبلات وأباطيل وتأويل عقلية وإستدلالات واهية ضعيفة ، إنسان أحمق ويحاول جرك إلى حماقته بلين القول وأسلوب النصب والاحتيال المنظم للعقول.

ولا يسعني بعد هذا الأمر إلاً الدعاء لمن كان له سبب في هدايتي بعد الله سبحانه وعناية أهل البيت عليهم السلام , سواء من بعيد أو من قريب خصوصاً من ساهم في إعطائي للكتب أو دلني عليها , ومن إستضافني ودعاني , وعرفني على إخواني المؤمنين , وكل من كان له دور معنوي أو تشجيعي وكل من ساهم في الدعاء لي.


هذه نصيحتي إلى كل سني :
- أن تتقي الله وتصلي كل يوم صلاة الليل وتطلب من الله سبحانه أن يهديك إلى طريق الحق وتبتعد عن ما يقوله الناس ولا تكن كالحمار يحمل أسفارا.

- اتجه إلى كتب الشيعة واقرأ فيها ، فمن غير العدل أن تقرأ كتب ضدهم وتحكم عليهم من طرف واحد " لا تقل أنا أثق بعلمائي وكتبهم وهم لا يكذبون فكل إنسان يدافع عن مذهبه ويعتقد أنه على الحق " أثناء القراءة قد ترى أمور لا تعجبك لكن إنظر حكمها واسأل لماذا تفعلون هذا ، فقد تكتشف أن تفكيرك سطحي.

أكثر شيء يختلف بين الشيعة والسنة هو نظرية الشيعة إلى عدالة الصحابة فكر فيها قليلاً هل ممكن أن نقول أن شعب المملكة العربية السعودية كلهم صالحين بسبب وجود الحرمين ولا يوجد بينهم الفاسد والسيئ؟؟ .. سيكون جوابك لا .

إذن لماذا تقدس الصحابة بهذه الطريقة وترفض مجرد الحديث عنهم, إفتح عقلك وفكر قليلاً أين المنافقين الذين قال الله عنهم في القرآن الكريم يخاطب رسوله (ص) " وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم " ( التوبة : 101 ) ، إسأل نفسك هل الرسول يتكلم بهواه سيكون الرد " وما ينطق عن الهوى " ( النجم : 3 ) إذاً لا يمكن أن يقف الناس ويقول لهم " من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه " تدبر هذه الكلمة هل كان الرسول يمزح معهم!!! لا طبعاً حاشاه أنا كلي فداء تراب أقدامه ، ما فائدة قول الصحابي " كنا نعرف المنافقين بحب وإبغاض علي " ، قال الذي لا ينطق عن الهوى " لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " .

- لماذا لا تنظر إلى هذه الأحاديث وتطبقها في التاريخ!!! .
أدهشني قول أخ سني أنه لا يوجد دليل من كتب السنة على مثلاً كسر ضلع السيدة الزهراء (ع) بالرغم من وجود روايات كثيرة جداً من كتب السنة على حرق الباب وكشف البيت للحرب وإسقاط الجنين ورفس البطن وفوق كل معرفته لهذا كله يعطل عقله عن قبولها ويبحث عن كسر الضلع!!! ما فائدة العقل !! أم هذا ظلام الشيطان؟ .

لماذا يقول الإمام علي أن الخلافة تقمصها أبو بكر ويقول عنه وعن عمر كاذب آثم غادر خائن هل كان يحبهم ويقول عنهم هكذا؟؟ .
هل يؤثر بالعقيدة إذا كان أهل البيت قاموا بتسمية أبنائهم بـأبي بكر وعمر وعثمان وعائشة ؟ .
هل من الضروري أن يبغض الإمام علي عليه السلام الخلفاء الثلاثة لأنهم اغتصبوا منه الخلافة؟ .
إذا كان الإمام علي إمام للناس هل ينتهي دوره بمجرد ابتعاد الخلافة عنه؟؟ .
أهل البيت من الواجب حبهم بأدلة من القران الكريم وبغضهم محرم ولعنهم يترتب عليه العقاب وقد يسبب هذا الخروج من الإسلام.
ولنعتبر أن هناك شخص يبغض كل الصحابة هل سيدخل النار؟؟ .
إذا صليت على محمد وآله لك في هذا فضل وأجر وثواب, لكن إذا لم تترضى عن الصحابة أو لم تقل كلمة أم المؤمنين هل تكسب خطيئة أو تحاسب أو تترك حسنة؟؟.

لو أحضرت لك دليل قطعي أن القرآن محرف وأنت ترى القران لم يتم فيه تغيير وترى أن القرآن الذي معك نفس الذي معنا فماذا تستفيد من هذا الكتاب الذي يتكلم عن التحريف أو ماذا تستفيد من هذا الشخص الذي قال هذا حتى لو كان عالماً كبيراً , فكم من عالم يرى أموراً يكفر بها ويخرج من الملة وأنت رأيت هذا في علمائك ولم تحاسبهم؟ .

لأن الإتهام دائماً يوجه للشيعي أن عندهم أدلة أن القرآن محرف بالرغم أن كتب السنة فيها أدلة أكثر وأوضح وأصح أن القرآن محرف.
لماذا تتمسكون بأدلة ضد الشيعة وعندكم بكتبكم روايات صحيحة فيها فضائح أكثر مما تشمتون بها على الشيعة!!!.
هل يعجبك العالم الذي يفتي بجواز قتل الأبرياء ويضيع الأنفس والأرواح وهذا يعتبر من الفساد في الأرض ؟.
هل الجهاد بنظرك في العراق وتدمير أمن الدولة الإسلامية والبغي في الأرض وقتل الأبرياء أفضل من الجهاد ضد إسرائيل؟ وإذا كان الجواب لا إذن لماذا لم نرى أي تحرك؟.

أين أنت من حديث " كتاب الله وعترتي أهل بيتي " بالرغم من تواتره وكل أسانيده صحيحة تتركه وتذهب للحديث " كتاب الله وسنتي " وهو حديث متفق على أنه ضعيف , ولو إفترضنا صحته فأين السنة ولماذا يحرقها أبو بكر , ولماذا يقول عمر " حسبنا كتاب الله ".

هل من الممكن أن تحب الله وتحب الشيطان؟ أو تحبني وتحب عدوي؟ فكيف تدعي حب أهل البيت وتحب أعدائهم ومن حاربهم ومن قتلهم وسقاهم السم والعذاب؟؟.

أليست سورة كاملة في القرآن تتحدث عن البراءة؟ ألم تسمع بالولاء والبراء وتعرف ما مدى أهميتهم في حياة المجتمع وفي الدين الإسلامي؟ ، فهل البراءة فقط من اليهود !!!

كيف تترك كتاب الله وراءك وتنسى آيات الوعيد من الردة والتولي وقت الزحف و... و... و... وتنسى كل هذا مقدماً حبك وتقديسك للصحابة.
هؤلاء بشر غير معصومين يخطئون ويصيبون , وكما قال أحد شيوخ المذهب الحنبلي الصالح من السلف وليس السلف الصالح لأن منهم الصالح والطالح.

ما رأيك في تجسيم الله سبحانه وتعالى؟ هل هذا إحترامك لله ؟ أنتم من إبتدع هذه الأمور ووصلتم ذلك للاستهزاء بالله سبحانه وتعالى , اللهم إغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.

طبعاً الأخوان أهل السنة الذين يقرءون الموضوع لديهم أسأله كثيرة باستطاعتهم مراسلتي " إنظر أخر الصفحة " والسؤال عن أي شيء بدون تردد سواء فقهي أو عقائدي أو أي أمر يتعلق بقصتي.

وأرحب بأي ملاحظة أو كلمة في الله أو همسة من إخواني الموالين لمحمد وآل محمد , خصوصاً في تطوير الموقع ليكون فيه بعض الكلمات والعبارات التي تترك أثر لقارئها ويستفيد منها.

وسامحوني إن كان سقط مني شيء لم أذكره, نسألكم الدعاء.
ثبتنا الله وإياكم على ولاية محمد وآل محمد.
اللهم صلي على محمد وآل محمد.


هذي روابط الكتب التي موضحة بالأعلى

كتاب القطوف الدانية الجزء الأول
http://www.shiaweb.org/Word/qotaf_al-dania_1.zip

كتاب القطوف الدانية الجزء الثاني
http://www.shiaweb.org/Word/qotaf_al-dania_2.zip

كتاب ثم إهتديت
http://www.amal-movement.com/tijani/thouma/thomma/index.html

كتاب معالم المدرستين
الجزء الاول
http://www.shiaweb.org/Download_Books/maalem_al-madresatain.zip

الجزء الثاني
http://www.shiaweb.org/Download_Books/maalem_al-madresatain_2.zip

الجزء الثالث
http://www.shiaweb.org/Download_Books/maalem_al-madresatain_3.zip

كتاب مظلومية الزهراء (ع)
http://www.shiaweb.org/Download_Books/madlomia_al-zahraa.zip

كتاب مأساة الزهراء (ع)
الجزء الاول :
http://www.shiaweb.org/Download_Books/maasat_alzahraa_1.zip

الجزء الثاني :
http://www.shiaweb.org/Download_Books/maasat_alzahraa_2.zip


كتب أنصح بقراءتها بالإضافة إلى ما سبق ذكره

كتاب لله ثم للتاريخ الجزء الثاني :
http://www.learnknow.net/lellah-thoma-lletarekh.exe

كتاب حقيقة الشيعة الإثنى عشرية - المستبصر : أسعد وحيد القاسم :
http://www.shiaweb.org/Download_Books/haqiqa.zip

مجموعة كتب للشيخ التيجاني حفظه الله تعالى :
http://www.amal-movement.com/tijani/index.htm


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
قديم 2012/11/29, 05:43 PM   #30
بشار الربيعي

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 535
تاريخ التسجيل: 2012/10/18
المشاركات: 1,009
بشار الربيعي غير متواجد حالياً
المستوى : بشار الربيعي is on a distinguished road




عرض البوم صور بشار الربيعي
افتراضي




( الدكتور / محمد التيجاني السماوي )

البطاقة الشخصية
مقدمة : إعتمد الدكتور التيجاني على العقل السليم والفهم القويم ، ثمّ شدّ الرحال في دنيا المعتقدات وفي خضم المدارس المذهبية والفلسفات الدينية ، من أجل تمحيص الحق ومعرفته بين ركام الباطل ، فوزن الأقوال بميزان العدل ليرجح كفة المعقول ، وقارن الكلام والأحاديث ليتبين له المنطقي من اللاّمعقول والقوي من المهزول ، وبذل أقصى جهده لمعرفة الحق ، فتلقته الألطاف الإلهية وشملته التسديدات الربانية ، فأنارت قلبه ليرى الحق حقاًً لا غبار عليه وليرى الباطل باطلاً لا لبس فيه ، ثم شرح الباري صدره وهداه سواء السبيل ، ثم وفّقه ليكون سبباًًً في هداية جمع غفير ، قرؤوا كتبه وإستمعوا إلى محاضراته فزالت عن بصيرتهم الحجب الداكنة وعرفوا السبيل إلى الطريق الآمنة.

مولده ونشأته : ولد الدكتور التيجاني السماوي عام 1943م بمدينة قفصة الواقعة في جنوب دولة تونس ، درس العلوم الدينية والعلوم الحديثة في بلاده ، وأنهى دراسته في جامعة الزيتونة العريقة في القدم ، عمل في سلك التدريس 17 عاماًً ، حصل على شهادة الماجستير من جامعة باريس وكانت إطروحته التي قدّمها حول المقارنة بين الأديان ، ثم حاز على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون وذلك بعد قبول إطروحته التي قدمها لهذه الجامعة تحت عنوان : النظريات الفلسفية في نهج البلاغة ، نشأ وترعرع في أوساط عائلة متدينة منتمية إلى المذهب المالكي ومتشربة بالطريقه الصوفية التيجانية المنتشرة في شمال أفريقيا ، إنتهز الأجواء الدينية المحيطة له لينال أسمى درجات التكامل العلمي والمعرفي والديني في أقصر مدة ممكنة ، فحفظ نصف القرآن وهو بعد لم يبلغ العاشرة من عمره ، وقد تشرف بحج بيت الله الحراأوله من العمر ثمانية عشر عاماًً.

بداية إثارة التساؤلات حول العقيدة الموروثة : التقى الدكتور التيجاني خلال إقامته في مكة أثناء أداء فريضة الحج بمجموعة من العلماء الوهابيين وإستمع إلى محاضراتهم فإنجذب إلى جملة من أفكارهم وتأثر ببعض مبادئهم التي نالت إعجابه ، لكنه بعد العودة إلى بلده وجد أن ما حمل معه من الفكر الوهابي يتناقض ويصطدم مع الطقوس الصوفية ، فإعترته حالة من التشويش الفكري ونشأ في نفسه صراعاً سلب منه حالة الإعتدال والتوازن ، فبقي متحيراً بين الأخذ بعقيدة تعتبر التوسل بغير الله شرك وبين الطريقة الصوفية التي فيها يتم التقرب إلى الله عن طريق التوسل بالأولياء الصالحين ، وكان دأب الدكتور التيجاني هو كثرة السفر لا سيما خلال العطل الصيفية ، فصادف ذات يوم خلال سفره من الإسكندرية إلى بيروت أن تعرف في الباخرة على شخص عراقي وهو أستاذ في جامعة بغداد إسمه منعم وقد جاء إلى القاهرة لتقديم إطروحة الدكتوراه في الأزهر ، فدار بينهما حديث طويل أدى إلى توثيق العلاقة بينهما ، وتحدث معه الأستاذ منعم بكلام نزل على قلب الأستاذ التيجاني نزول الماء الزلال على قلب العطشان فتحوّل إلى باحث طالب للحق ، ثمّ دعاه الأستاذ منعم لزيارة العراق للإتصال بعلماء الشيعة ، وتعهّد له بتكفل جميع نفقات سفره ذهاباً وإياباً ، وذكر له أن إقامته بالعراق ستكون معه في بيته ، ففرح الدكتور التيجاني بهذا العرض وجعل في قرارة نفسه أن يلبّي دعوة الأستاذ في أول فرصة ممكنة.

سفر الدكتور التيجاني إلى العراق : وبالفعل تحققت أمنية التيجاني لرؤية عاصمة الدولة العباسية ، فسافر إلى العراق ونزل ضيفاً عند الأستاذ منعم ثم التقى هناك بكبار علماء الشيعة في مدينة النجف الأشرف كالسيد الخوئي والشهيد الصدر والكثير من الأساتذة ، فإنكشف له خلال ذلك قلة مستوى المامه بالتاريخ الإسلامي ، وعرف أن سبب ذلك هو إن الأساتذة والمعلمين الذين تتلمذ على أيديهم كانوا يمنعونه من قراءة التاريخ مدّعين بأنه تاريخ أسود مظلم لا فائدة من قراءته ، كما تبيّن للدكتور التيجاني أن جميع الصور السلبية التي كان يعتقد بها عن الشيعة ليست إلاّّ إشاعات وإدعاءات باطلة وأنّ التشيّع يحمل فكراً منطقياً يدخل العقول بدون إستئذان ، ثمّ تحاور عدّة مرات مع صديقه الأستاذ منعم فيقول الدكتور التيجاني في وصفه لهذه الحوارات : " كان كلامه يطرق سمعي وينفد إلى قلبي ويجد في نفسي صدىً إيجابياً ".

وكان لكلام السيد الخوئي مع الدكتور حول التشيّع وقع خاص ، فيقول الدكتور في ذلك : " بقيت اُفكر في أقواله وأنا مطرق أحلل وأتذوق هذا الحديث المنطقي الذي نفذ إلى أعماقي وأزال غشاوة عن بصري " ، ويقول الدكتور التيجاني عن لقائه بالشهيد محمد باقر الصدر وأجوبته حول الإستفسارات التي كانت تدور في خاطره : " كانت أجوبة السيد محمد باقر الصدر واضحة ومقنعة ... وبقيت بين الشك والحيرة ، الشك الذي أدخله علماء الشيعة في عقلي ، لأنّ كلامهم معقول ومنطقي ".

الأنفتاح على كتب الشيعة : بعد رجوع الدكتور التيجاني إلى أرض الوطن فوجىء عند دخوله إلى المنزل بكثرة الكتب التي بعثها علماء وفضلاء الشيعة الذين أخذوا عنوانه ووعدوه بإرسال الكتب إليه ، ففرح بهذه الهدية الثمينة ونظم الكتب في مكتبته ثمّ بدأ بمطالعة الكتب المرسله له ، فقرأ كتاب ( عقائد الإمامية ) و ( أصل الشيعة واُصولها ) فإرتاح ضميره لتلك العقائد التي يرتئيها الشيعة ، ثمّ قرأ كتاب ( المراجعات ) للسيد شرف الدين الموسوي ، ولم يقرأ منه بضع صفحات حتى إستهواه هذا الكتاب وإنشد إليه إنشداداً لا يوصف حيث يقول الدكتور التيجاني ، عن إنطباعه في هذا المجال : " كان الكتاب بحق يمثّل دوري كباحث يفتش ، عن الحقيقة ويقبلها : أينما وجدت ، وعلى هذا كان الكتاب مفيداً جداًً وله فضل علي عميم " ، وكان من أهم المقاطع التي أدهشته في هذا الكتاب هي عدم إمتثال الصحابة لأوامر الرسول في عدّة مواقف والتي منها حادثة رزية يوم الخميس ، فيقول الدكتور : " لم أكن أتصور أن سيدنا عمر بن الخطاب يعترض على أمر رسول الله ويرميه بالهجر ، وظننت بادئ الأمر أن الرواية من كتب الشيعة ، وإزدادت دهشتي عندما رأيت العالم الشيعي ينقلها من صحيح البخاري وصحيح مسلم ، وقلت : في نفسي : إن وجدت هذا في صحيح البخاري فسيكون لي رأي " ، فلمّا وقع كتاب البخاري بيده جعل يتصفحه باحثاً فيه ، عن رزية يوم الخميس متمنياً أن لا يعثر عليها ، فيقول : " ورغم أنفي وجدتها وقرأتها مرات عديدة فكانت كما نقلها السيد شرف الدين وحاولت تكذيب الحادثة برمتها وإستبعدت أن يقوم سيدنا عمر بذلك الدور الخطير ولكن إني لي تكذيب ما ورد في صحاحنا وهي صحاح أهل السنة والجماعة التي ألزمنا بها أنفسنا وشهدنا بصحتها ".

بداية التوجه إلى البحث الجاد : أدرك الدكتور التيجاني أنه بحاجة إلى دراسة معمقة وبحث جاد في رحاب العقيدة ليتمكّن من الوصول إلى الحقيقة ، كما أدرك أن الأمر هذا لا يتحقق إلاّّ بالإعتماد على الأحاديث الصحيحة والإبتعاد عن المؤثرات العاطفية والتعصّبات المذهبية والنزعات القومية أو الوطنية ، فخاض في هذا المضمار بروح بناءه وعقلية منفتحة محاولاً عدم التهرب من الحقيقة وعدم محاولة طمسها عندما لا تتماشى مع ميوله وأهوائه وأغراضه ، فواجه نصوصاً صريحة قلبت عنده الموازين ، ثمّ أدرك الحقالذي لا يصل إليه إلاّّ الذي يتحرر ، عن تعصّبه الأعمى وكبريائه وينصاع للدليل الواضح.

الشك والحيرة ثمّ الإستبصار : بقي الدكتور التيجاني متحيّراً لفترة تتجاذبه الأفكار وتموج به الظنون والأوهام ، خائفاًً من مواصلة البحث لا سيّما حول تاريخ الصحابة خشية أن يقف على بعض المفارقات المذهلة في سلوكهم ، فإستغفر اللهمرات عديدة ثمّ قرر عدم مواصلة البحث ، لكن دفعه حرصه على بلوغ الحقيقة إلى أن يقحم نفسه في البحث والتتبّع في مجال العقيدة ليكون على بصيرة من أمره ، وإستمر في بحثه مقتحماً جميع العقبات التي كانت تعتري سبيله حتى أشرقت له الحقيقة ، فأبدل أفكاراً متحجّرة متعصّبة تؤمن بالتناقضات بأفكار نيّرة متحررة ومنفتحة تؤمن بالدليل والحجّة والبرهان ، فيقول في هذا الجانب : " غسلت دماغي من أوساخ رانت عليها ـ طوال ثلاثين عاماًً ـ أضاليل بني أمية ، وطهّرته بعقيدة المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ".

وصف حالة الإستبصار : يقول الدكتور التيجاني حول إستبصاره : " كان التحوّل بداية السعادة الروحية ، إذ أحسست براحة الضمير وإنشرح صدري للمذهب الحق الذي إكتشفته أو قل للإسلام الحقيقي الذي لاشكّ فيه ، وغمرتنى فرحة كبيرة وإعتزاز بما إنعم الله على من هداية ورشاد ، ولم يسعني السكوت والتكتم على ما يختلج في صدري ، وقلت في نفسي : لابد لي من إفشاء هذه الحقيقة على الناس ( وأما بنعمة ربك فحدّث ) وهي من أكبر النعم أوهي النعمة الكبرى في الدنيا وفي الآخرة " ، ويضيف قائلاً : " والذي زاد شعوري يقيناًًً لنشر هذه الحقيقة هو براءة أهل السنة والجماعة الذين يحبّون رسول الله وأهل بيته ويكفي أن يزول الغشاء الذي نسجه التاريخ حتّى يتّبعون الحقّ ".

مؤلفاته :

1 - ثم إهتديت : طبع عشرات الطبعات في بريطانيا ولبنان وايران و ... ، وسيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية بتحقيق جديد وتعليقات وردّ على الشبهات التي أثيرت حوله مع إضافات للمؤلّف ، وذلك ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين ، ذكر المؤلف في تعريفه لهذا الكتاب : " هو قصة رحلة ، قصة إكتشاف جديد ، ليس إكتشافاً في عالم الإختراعات التقنية أو الطبيعية ، ولكن في دنيا المعتقدات في خضم المدارس المذهبية والفلسفات الدينية " ، وبيّن المؤلف في بداية الكتاب لمحة وجيزة عن حياته ، ثم ذكر كيفية إستبصاره ، والتقائه بعلماء الشيعة ، وقد طرح جملة من المواضيع على طاولة البحث منها : الصحابة عند السنة والشيعة ، رأي القرآن في الصحابة ، رأي الرسول في الصحابة ، رأي الصحابة بعضهم ببعض الأحاديث الصحيحة في وجوب أتباع أهل البيت (ع).

مصيبتنا في الإجتهاد مقابل النص : وقد كان هذا الكتاب سبباًًً في إستبصار الكثير من الناس وإعتناقهم لمذهب أهل البيت (ع) فلهذا ترجم هذا الكتاب إلى العديد من اللغات منها :

(1) - الأردو : ترجمه روشن علي صاحب نجفي ، وصدر عن مؤسسة أنصاريان ـ قم.
(2) - الإنجليزية : صدر عن مؤسسة أنصاريان ـ قم.
(3) - الفرنسية : صدر عن مؤسسة أنصاريان ـ قم.
(4) - التركية : ترجمة حسن يلدرم ، وصدر عن مؤسسة أنصاريان ـ قم.
(5) - الفارسية : ترجمة السيد محمد جواد المهري ، وصدر عن مؤسسة المعارف الإسلامية ، وطبعت الترجمة حتى سنة 1997م (20) طبعة.
(6) - السواحلية : ترجمة موسى باه شعبان ما پيندا ، وصدر في تنزانيا سنة 1420هـ.

2 - لأكون مع الصادقين : طبع عدّة مرات ، وكانت طبعته الثانية عن المؤسسة الجامعية للدراسات الإسلامية سنة 1993م ، سيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية بتحقيق جديد وتعليقات وردّ على الشبهات التي أُثيرت حوله ، وذلك ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين.
ذكر المؤلف في مقدمة هذا الكتاب : " لقي كتابي " ثم إهتديت " قبولاً حسناًًً لدى القراء الأعزاء الذين أيدوا بعض الملاحظات الهامة حول موضوعات متفرقة في الكتاب المذكور وطلبوا المزيد من التوضيح في المسائل التي إختلف في فهمها كثير من المسلمين سنة وشيعة ، ومن أجل رفع اللبس والغموض عن ذلك لمن أراد التحقيق والوقوف على جلية الأمر فقد ألفت هذا الكتاب بنفس الإسلوب الذي إتبعته هناك، ليسهل على الباحث المنصف الوصول إلى الحقيقة من أقرب سبلها ، كما وصلت إليها من خلال البحث والمقارنة " ، ويحتوي هذا الكتاب على أربعة فصول :

الفصل الأول : القرآن عند السنة والشيعة الإمامية.
الفصل الثاني : السنة النبوية عند السنة والشيعة الإمامية.
الفصل الثالث : العقائد عند الشيعة والسنة.
الفصل الرابع : العقائد التي يشنع بها أهل السنة على الشيعة.

ترجم هذا الكتاب إلى عدّة لغات منها :

(1) - الفارسية : ترجمة السيد محمد جواد المهري وصدر ، عن مؤسسة المعارف الإسلامية وصدر منه حتى 1996م ثماني طبعات.
(2) - الإنجليزية : ترجمة حسن نجفي وصدر عن مؤسسة أنصاريان ـ قم.
(3) - الأردوية : ترجمة روشن علي صاحب، وصدر عن مؤسسة أنصاريان ـ قم.
(4) - التركية : صدر عن مؤسسة أنصاريان ـ قم.

3 - فإسئلوا أهل الذكر : طبع عدّة مرات ، وصدر في إيران ، عن مؤسسة أنصاريان ـ قم ، وسيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية بتحقيق جديد وتعليقات وردّ على الشبهات التي أُثيرت حوله ، وذلك ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين ، ذكر المؤلف في مقدمة الكتاب : " أقدم كتابي هذا ( فإسئلوا أهل الذكر ) وهو جملة من الأسئلة مع الإجابة عليها من خلال مواقف وتعاليم أئمة أهل البيت (ع)عسى أن يستفيد منها المسلمون في كل البلاد الإسلامية ، ويعملوا على تقريب وجهات النظر للوحدة المنشودة ، وهذه الأسئلة أعددتها للمسلمين الباحثين خاصة منهم أهل السنة الذين يظنون أنهم هم وحدهم المتمسكون بالسنة النبوية الصحيحة ، بل ويشدّدون نكيرهم على غيرهم من المسلمين وينبزونهم بالألقاب " ، ويحتوي هذا الكتاب على ثمانية فصول تدور حول : ( الخالق جلّ جلاله ، الرسول (ص) ، أهل البيت (ع) الصحابة عامة ، الخلفاء الثلاثة أبوبكر وعمر وعثمان ، الخلافة ، الحديث الشريف حسبما جاء في صحاح أهل السنة ، الصحيحين ( البخاري ومسلم).

ترجم هذا الكتاب إلى عدّة لغات منها :
(1) - الإنجليزية : صدرت عن مؤسسة أنصاريان ـ قم.
(2) - الأردوية: صدرت عن مؤسسة أنصاريان ـ قم حتى سنة 1417هـ ، ثلاثة طبعات وترجمه نثار أحمد زين پورى.
(3) - التركية : صدرت عن مؤسسة أنصاريان ـ قم سنة 1998 وترجمه جواد إسلامي.
(4) - الفارسية : صدرت عن مؤسسة المعارف الإسلامية وحتى سنة 1375هـ ، طبع منها أربع طبعات.

4 - الشيعة هم أهل السنة : طبع عدّة مرات ، وصدر في إيران عن مؤسسة أنصاريان ـ قم ، وسيصدر عن مركز الأبحاث العقائدية بتحقيق جديد وتعليقات وردّ على الشبهات التي أثيرت حوله ، وذلك ضمن سلسلة الرحلة إلى الثقلين ، ذكر المؤلف في المقدمة : " هذا الكتاب الذي أضعه بين يدي المسلمين الباحثين ، والذي يدور في فلك الكتب الثلاثة السابقة عسى أن ينتفع بها بعض المثقفين والباحثين عن الحق ليعلموا أن الفرقة المستهدفة والتي تسمّى بـ " الشيعة الإمامية " هي الفرقة الناجية ، وإنهم ـ أي الشيعة ـ هم أهل السنة الحقيقية وأقصد بالسنة الحقيقة السنة المحمدية التي صدع بها نبيّ الإسلام بوحي من رب العالمين ".

وقد تطرق الدكتور التيجاني في هذا الكتاب إلى مواضيع عديدة منها :
ـ الشيعة وأهل السنة وأسباب الفرقة والخلاف.
ـ السنة النبوية بين الحقائق والأوهام.
ـ السر في إنتشار المذاهب السنّية.
ـ حديث الثقلين عند الشيعة والسنة.
ـ التقليد والمرجعية عند الشيعة والسنة.
ـ أئمة أهل السنة والجماعة وأقطابهم.
ـ الصحابة عند الشيعة وعند السنة.
ـ مع الدكتور الموسوي و" التصحيح ".

ترجم هذا الكتاب إلى عدة لغات منها:

(1) - الأردوية : صدرت عن مؤسسة أنصاريان سنة 1993 وترجمه نثار أحمد زين پورى.
(2) - الإنجليزية : صدر عن مؤسسة أنصاريان سنة 1995، وترجمه حسن محمد نجفي.
(3) - الفارسية : صدر عن مؤسسة المعارف الإسلامية وحتى سنة 1376 طبعت خمس مرات ، وترجمها عباس علي براتي.

5 - إتقوا الله : صدر عن دار المجتبى ، بيروت 1414هـ ـ 1993م ، وهو عبارة ، عن محاورة يدور معظمها في بحث الإمامة وأحقية الإمام عليّ (ع) ومن ثم أهل البيت (ع) وقد جاء في مقدمة الناشر : " هذه محاورة جرت بين الدكتور محمد التيجاني السماوي في تونس مع بعض علماء السنة ، وحرصاً منا على إيصال الفكر إلى كل من يهمه التفكير والتدقيق قمنا بعونه تعالى بتحقيقها وإثبات مصادرها بشكل مفصّل كي يزول أي التباس " ، ترجمه إلى اللغة الفارسية لطيف راشدي وصدر عن إنتشارات قدس ـ قم.

6 - أعرف الحق : صدر في طبعته الأولى سنة 1418هـ ـ 1997م عن دار المجتبى وصدر في طبعته الثانية سنة 1999م ـ 1420ه- عن مكتبة باب الحوائج ـ قم ، جاء في مقدمة الناشر : " هذا الكتاب ... هو حوار شيق ذا قيمة علمية بين الدكتور التيجاني وبعض الأخوة المتعطّشين للحق ، وقد قمنا بذكر المصادر الأساسية كي يسهل على الباحث الوصول إلى مبتغاه بأفضل الطرق ".

7 - كل الحلول عند آل الرسول : صدر سنة 1416هـ ـ 1995م عن دار المجتبى ـ بيروت ، يقول المؤلّف في المقدّمة : " كتاب ( كل الحلول عند آل الرسول ) الذي حاولت فيه جهدي تجنب القضايا الحساسة التي تثير حفيظة البعض وتستفزهم ، وبالتالي تحجبهم عن الحق فلا يصلون إليه فينتفي الغرض من هدايتهم ، وإن كنت أعتقد بأنّ الإسلوب الإستفزازي الذي يحرك النفوس الأبية والذي إعتمدته في الكتب السابقة قد أتى بنتائج مثمرة ومذهلة ، لكن لا مانع من توخي الإسلوب اللين المسالم الذي يقنع الكثير من الناس فتكون ثماره ألذ وأشهى.

ويتضمّن هذا الكتاب جملة من المواضيع منها : ( أهل البيت هم الإمتداد الطبيعي لرسالة جدّهم رسول الله ، هل يقبل الإسلام التطوّر؟ ، الشيعة في سطور ، الشيعة وأهل السنة يردّون على الوهابية ، الحلّ في مدرسة أهل البيت (ع ) ) ، ترجمه إلى اللغة الفارسية السيد محمد جواد المهري ، وصدر عن مؤسسة المعارف الإسلامية ـ قم سنة 1376هـ. ش.

8 - فسيروا في الأرض فإنظروا : صدر عن دار المحجة البيضاء ـ بيروت سنة 1420 هـ ، والكتاب عبارة عن شرح موجز ، عن رحلات ومذكرات الدكتور التيجاني طيلة ثلاثين عاماًً أمضاها في سبيل الدعوة إلى مذهب أهل البيت (ع) فى شتّى أنحاء العالم ، وقد قسّم المؤلف كتابه إلى قسمين : الأوّل : رحلاته في البلدان العربية ، الثاني : رحلاته في البلدان الإسلامية والغربية ، فكان له في معظم البلدان التي سافر إليها ذكريات عديدة ومحاضرات ألقاها هناك ، ودار بينه وبين علماء المذاهب الإسلامية حوارات ومناقشات ، فدوّن المؤلف منها في كتابه هذا ما يستحقالذكر ، مع مراعاة الإختصار.

وقفة مع كتابه : " ثم إهتديت " ، إن الأستاذ التيجاني السماوي مرَ بتجربة هداية فريدة من نوعها لها ظروفها الخاصة ، قد تجلت فيها القدرة الإلهية على هداية من تشاء من البشر ، فمن ركوب السفينة التي يلتقي فيها بأحد المهتدين والحوار معه ، وعبور البحر إلى حيث يُعطى تأشيرة الدخول بسرعة والتي لا يحصل عليها بسهولة عادة ، إلى الديار التي إحتضت أئمة الهدى واللقاء بالعلماء الذين يسيرون على طريقهم و ... و ... ، ومن ثم الهداية إلى صراط أهل البيت (ع) المستقيم ، والركوب في سفينة النجاة والإهتداء بمصابيح هدايتهم ، وإعلان التشيع لهم في ذكرى يوم الغدير ، ذلك اليوم الذي نصب فيه أولهم علناً ورسماً وإمام الجميع من قبل رسول الله (ص) ولياً للمسلمين ، ليهديهم إلى سبيل الرشاد والحق والرأفة والرحمة ، ولا يكرههم في الدين بالقوة والإجبار كما فعل ويفعل الآخرون من أئمة الكفر والضلال.

والهداية تكون من الله فهو الهادي والمضل لمن يشاء ، ولكن هذا لا يعني الجبر من الله فالله لا يهدي الكافرين والظالمين والفاسقين كما إنّه يهدي المجاهدين ومن يتبع رضوانه سبحانه وتعالى ، وهذا بعض ما عرفنا الله به وهو ليس كل ما في الأمر ، لأن الهداية من مختصات الله سبحانه وتعالى فنحن لا نعرف من قوانينها وحكمته فيها إلاّّ اليسير اليسير ، فلم يشأ الله سبحانه أن يهدي كل الناس ، كما إنّ الرسول (ص) : لا يهدي من أحب من الناس بل الهداية بيد الله وحده ، ومن طبيعة الهداية أنّها تحتاج إلى نفوس مستعدة وأرواح متشوقة ، وإلاّّ فإن الإنسان يستطيع أن يرفضها لو أتته فيعاند ويكابر كما فعل قوم ثمود الذين ، إستحبوا العمى على الهدى كما عبّر القرآن الكريم.

والهداية من الله سبحانه تكون على أيدي أئمة الحق الذين يهدون بأمره ، وهؤلاء ليسوا أشخاص عاديين بل إصطفتهم الإرادة الإلهية وطهّرتهم من الأرجاس فجعلتهم أئمة يستحقون الإتباع ، والهداية تكون إلى الصراط المستقيم ، وعلى المهتدي أن يسير على الطريق ولا ينحرف عنه يمنة ولا يسرة ، وعليه فالهداية ، ليست هي الفوز والفلاح الأبدي ، بل هي أول الطريق إلى الرشاد والتكامل الذي يوصل إلى الهدف المرجومن الفلاح والفوز العظيم إذا واصله الإنسان ، وهو طريق صعب مستصعب يوصف بأنه أحدّ من السيف وأرق من الشعرة ، والسائرون عليه قليلون غرباء في معظم الأحيان يواصلون الطريق ولا يهمهم بعد أن إهتدوا أن لا يهتدي الآخرون بظلم أنفسهم لأنفسهم ، وكم من أناس هم في الظاهر مع أهل النجاة وعند الإمتحان الإلهي تحق عليهم الضلالة فيرتدون على أعقابهم ، وكم من أناس هم من أهل الباطل يهديهم الله إلى الصراط المستقيم ولله في خلقه شؤون.

الشيعة وفهمهم لمسألة التقليد : يتحدّث الأستاذ التيجاني عن مشاهداته في النجف الأشرف ولقاءاته في زيارته الأولى لها مع العلماء والمثقفين والطلبة وهو لا يزال سنياً فيقول : " سألني أحدهم ـ أحد الطلبة الشباب في الحوزة العلمية ـ ما هو المذهب المتبع في تونس؟
قلت : المذهب المالكي ... ، قال : إلاّ تعرفون المذهب الجعفري؟ ، فقلت : خير إن شاء الله ، ما هذا الإسم الجديد؟ لا ، نحن لا نعرف غير المذاهب الأربعة وما عداها فليس من الإسلام في شيء ، وإبتسم قائلاً : عفواً ، إنّ المذهب الجعفري هو محض الإسلام ، ألم تعرف بأنّ الإمام أبا حنيفة تتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق؟ ، وفي ذلك يقول أبو حنيفة : " لولا السنتان لهلك النعمان " ، سكتُّ ولم أبدِ جواباًً ، فقد إدخل عليّ إسماًً جديداًً ما سمعت به قبل ذلك اليوم ، ولكني حمدت الله أنه ـ أي إمامهم جعفر الصادق ـ لم يكن أستاذاً للإمام مالك ، وقلت : نحن مالكية ولسنا أحنافاً ، فقال : إنّ المذاهب الأربعة أخذوا عن بعضهم البعض ، فأحمد بن حنبل أخذ ، عن الشافعي والشافعي أخذ ، عن مالك وأخذ مالك ، عن أبي حنيفة وأبو حنيفة أخذ ، عن جعفر الصادق ، وعلى هذا فكلهم تلاميذ لجعفر بن محمد ، وهو أول من فتح جامعة إسلامية في مسجد جدّه رسول الله ، وقد تتلمذ على يديه أكثر من أربعة الآف محدّث وفقيه " ، ثمّ أضاف : " كيف تقلّد ميّت بينك وبينه أربعة عشر قرناًً ، فإذا أردت أن تسإله إلاّن عن مسألة مستحدثة فهل يجيبك؟ ، فكرت قليلاً وقلت : وأنت جعفرك مات أيضاًًً منذ أربعة عشر قرناًً فمن تقلد؟ ، أجاب بسرعة : نحن نقلّد السيد الخوئي فهو إمامنا ، ولم أفهم أكان الخوئي أعلم أم جعفر الصادق ...

ثمّ يتحدث الأستاذ التيجاني ، عن لقائه بأحد المراجع الكبار فيقول : " رجعنا بصحبة السيد الذي أولاني من الرعاية والعناية وحسن الضيافة ما أنساني أهلي وعشيرتي ، وأحسست بأني لو بقيت معه شهراًًً واحداًًً لتشيعت لحسن أخلاقه وتواضعه وكرم معاملته ، فلم أنظر إليه إلاّّ وإبتسم في وجهي وإبتدرني بالكلام ، وسألني هل ينقصني شيء ، فكنت لا أغادره طيلة الأيام الأربعة إلاّّ للنّوم ، رغم كثرة زوّاره والعلماء الوافدين عليه من كل الأقطار ، فقد رأيت السعوديين هناك ولم أكن أتصور بأنّ في الحجاز شيعة ، وكذلك علماء من البحرين ومن قطر ومن الإمارات ومن لبنان وسوريا وإيران وأفغانستان ومن تركيا ومن إفريقيا السوداء ، وكان السيد يتكلم معهم ويقضي حوائجهم ولا يخرجون من عنده إلاّّ وهم فرحون مسرورون ، ولا يفوتني أن إذكر هنا قضية حضرتها وأعجبت في كيفية فصلها ، وأذكرها للتاريخ لما لها من أهميّة بالغة حتى يعرف المسلمون ماذا خسروا بتركهم حكم الله.

جاء إلى السيد أربعة رجال أظنّهم عراقيين عرفت ذلك من لهجتهم ، كان أحدهم ورث مسكناً من جدّه الذي توفي منذ سنوات وباع ذلك المسكن إلى شخص ثان كان هو الآخر حاضراًً ، وبعد سنة من تاريخ البيع جاء أخوان ، وأثبتاً أنهما وارثان شرعيان للميّت ، وجلس أربعتهم إمام السيد وأخرج كل واحد منهم أوراقه وما عنده من حجج وبعدما قرأ السيد كل أوراقهم وتحدّث معهم لبضع دقائق حكم بينهم بالعدل ، فاعطى الشاري حقه في التصرف بالمسكن وطلب من البائع أن يدفع للأخوين نصيبهما من الثمن المقبوض ، وقام الجميع يقبلون يده ، ويتعانقون ، ودهشت لهذا ولم أصدق وسألت ـ صاحبي العراقي ـ أبا شبّر ، هل إنتهت القضية؟ ، قال : ( خلاص كلّ أخذ حقّه ) ، سبحان الله! بهذه السهولة ، وبهذا الوقت الوجيز ، بضع دقائق كافية لحسم النزاع؟! إن مثل هذه القضية في بلادنا تستغرق عشر سنوات على أقل تقدير ويموت بعضهم ، ويواصل أولاده بعده تتبع القضية ويصرفون لرسوم المحكمة والمحامين ما يكلفهم في أغلب الأحيان ثمن المسكن نفسه ، ومن المحكمة الإبتدائية إلى محكمة الإستئناف ثم إلى التعقيب وفي النهاية يكون الجميع غير راضين بعدما يكونوا قد أنهكوا بالتعب والمصاريف والرشوة ، والعداوة والبغضاء بين عشائرهم وذويهم.

أجابني أبو شبّر : وعندنا أيضاًًً نفس الشيء أو أكثر فقلت : كيف؟ ، قال : إذا رفع الناس شكواهم إلى المحاكم الحكومية ، فيكون مثل ما حكيت أما إذا كانوا يقلّدون المرجع الديني ويلتزمون بالأحكام الإسلامية ، فلا يرفعون قضاياهم إلاّّ إليه فيفصلها في بضع دقائق كما رأيت ، ومن أحسن من الله حكماًً لقوم يعقلون؟ والسيد لم يأخذ منهم فلساً واحداًًً ، ولو ذهبوا إلى المحاكم الرسمية لتعرت رؤوسهم ، ضحكت لهذا التعبير الذي هو سار عندنا أيضاًًً وقلت : سبحان الله! أنا لا زلت مكذباً ما رأيت ، ولولا ما شاهدته بعينيّ ما كنت لاصدق أبداًً ، فقال أبو شبّر : لا تكذب يا أخي فهذه بسيطة بالنسبة إلى غيرها من القضايا التي هي أشدّ تعقيداًً وفيها دماء ومع ذلك يحكم فيها المراجع ويفصلونها في سويعات.

إنها حادثة حركت في نفسي شعور الرضا بأحكام الله سبحانه وتعالى ، وفهمت معنى قوله تعالى في كتابه المجيد : ومن لم يحكم بمآ أنزل اللّه فأولئك هم الكافرون ومن لم يحكم بمآ أنزل اللّه فأولئك هم الظالمون ومن لم يحكم بمآ أنزل اللّه فأولئك هم الفاسقون ...

كما حركت في نفسي شعور النقمة والثورة على هؤلاء الظلمة الذين يبدّلون أحكام الله العادلة بأحكام وضعية بشرية جائرة ، ولا يكفيهم كل ذلك بل ينتقدون بكل وقاحة وسخرية الأحكام الإلهية ، ويقولون : بأنها بربرية ووحشية لأنها تقيم الحدود فتقطع يد السارق ، وترجم الزاني ، وتقتل القاتل ، فمن أين يا ترى جاءتنا هذه النظريات الغريبة ، عنّا وعن تراثنا لاشك أنها من الغرب ومن أعداء الإسلام الذين يدركون أن تطبيق أحكام الله يعني القضاء عليهم نهائياً ، لأنهم سراق ، خونه ، زناة ، مجرمون وقتلة ، ولو طبقت أحكام الله عليهم لإسترحنا من هؤلاء جميعاًًًً " ، فلاحظ معي أخي القارىء أين كان الأستاذ التيجاني وإلى أين وصل ، وكل ذلك بفضل الهداية الإلهية التي جرت معه على يد العلماء العاملين المخلصين إتباع أئمة الهدى وبقية الله في أرضه الإمام المهدي (ع).

الشيعة وزيارة القبور : إن الباحث عن الحق لابدّ له من التأني في إصدار الأحكام حتى يسمع جوابات وأدلّة من يخالفه ، وهذا ما كان يفعله الدكتور التيجاني الطالب للحقّ ، فيذكر التيجاني الحوار الذي دار بينه وبين أحد مراجع الشيعة آن ذاك ، وكان في ضمن ما ذكره قوله : " قلت : إن علماء السعودية يقولون : أن التمسح بالقبور ودعوة الصالحين والتبرك بهم ، شرك بالله، فما هو رأيكم؟ ، أجاب السيد : إذا كان التمسح بالقبور ودعوة أصحابها بنيّة أنهم يضرون وينفعون فهذا شرك لاشكّ فيه ، وإنما المسلمون موحدون ويعلمون أنّ الله وحده هو الضار والنافع وإنما يدعون الأولياء والأئمة (ع) ليكونوا وسيلتهم إليه سبحانه وهذا ليس بشرك ، والمسلمون سنة وشيعة متفقون على ذلك من زمن الرسول إلى هذا اليوم ، عدا الوهابية وهم علماء السعودية الذين ذكرت والذين خالفوا إجماع المسلمين بمذهبهم الجديد الذي ظهر في هذا القرن ، وقد فتنوا المسلمين بهذا الإعتقاد وكفّروهم وأباحوا دماءهم ، فهم يضربون الشيوخ من حجاج بيت الله الحرام لمجرد قول أحدهم : السلام عليك يا رسول الله ، ولا يتركون أحداًًً يتمسّح بضريحه الطاهر ، وقد كان لهم مع علمائنا مناظرات ، ولكنهم أصروا على العناد وإستكبروا إستكباراً.

فإن السيد شرف الدين من علماء الشيعة لمّا حجّ بيت الله الحرام في زمن عبدالعزيز آل سعود ، كان من جملة المدعوين لقصر الملك لتهنئته بعيد الأضحى كما جرت العادة هناك ولمّا وصل الدور إليه وصافح الملك قدّم إليه هدية وكانت مصحفاًً ملفوفاً في جلد ، فأخذه الملك وقبّله ووضعه على جبهته تعظيماًً له وتشريفاً ، فقال له السيد شرف الدين عندئذ : أيها الملك لماذا تقبل الجلد وتعظّمه وهو جلد ماعز؟ أجاب الملك : أنا قصدت القرآن الكريم الذي بداخله ولم أقصد تعظيم الجلد! فقال : السيد شرف الدين عند ذلك : أحسنت أيها الملك ، فكذلك نفعل عندما نقبّل شبّاك الحجرة النبوية أو بابها فنحن نعلم أنه حديد لا يضر ولا ينفع ، ولكننا نقصد ما وراء الحديد وما وراء الأخشاب نحن نقصد بذلك تعظيم رسول الله (ص) ، كما قصدت أنت القرآن بتقبيلك جلد الماعز الذي يغلّفه ، فكبّر الحاضرون إعجاباًً له ، وقالوا : صدقت ، وإضطر الملك الى السماح للحجاج أن يتبركوا بآثار الرسول حتى جاء الذي بعده فعاد إلى القرار الأول ـ فالقضية ليست خوفهم أن يشرك الناس بالله ، بقدر ما هي قضية سياسية قامت على مخالفة المسلمين وقتلهِم لتدعيم ملكهم وسلطتهم على المسلمين والتاريخ أكبر شاهد على ما فعلوا في أمّة محمد (ص) ".

الصحابة عند الشيعة : يقول الأستاذ التيجاني : " من أهم الأبحاث التي أعتبرها الحجر الأساسي في كل البحوث التي تقود إلى الحقيقة ، هو البحث في حياة الصّحابة وشؤونهم وما فعلوه وما إعتقدوه ، لأنهم عماد كل شيء ، وعنهم أخذنا ديننا وبهم نستضيء في الظلمات لمعرفة أحكام الله ، ولقد سبق لعلماء الإسلام ـ لقناعتهم بذلك ـ البحث عنهم وعن سيرتهم ، فألّفوا في ذلك كتباً عديدة أمثال : ( أسد الغابة في تمييز الصحابة ) ، و ( الإصابة في معرفة الصحابة ) ، و ( ميزان الإعتدال ) ، وغيرها من الكتب التي تناولت حياة الصحابة بالنّقد والتحليل ولكنّها من وجهة نظر أهل السنّة والجماعة ، وثمة إشكال يتلخص في أن العلماء الأوائل غالباًً ما كانوا يكتبون ويؤرخون بالنحو الذي يوافق آراء الحكام من الأمويين والعباسيين الذين عرفوا بعدائهم لأهل البيت النبويّ ، بل ولكل من يشايعهم ويتبع نهجهم ، ولهذا فليس من الأنصاف الإعتماد على أقوالهم دون أقوال غيرهم من علماء المسلمين الذين إضطهدتهم تلك الحكومات وشردتهم وقتلتهم لأنهم كانوا أتباع أهل البيت وكانوا مصدر تلك الثورات ضد السلطات الغاشمة والمنحرفة ، والمشكل الأساسي في كل ذلك هو الصحابة ، فهم الذين إختلفوا في أن يكتب لهم رسول الله ذلك الكتاب الذي يعصمهم من الضلالة إلى قيام السّاعة وإختلافهم هذا هو الذي حرم الأمة الإسلامية من هذه الفضيلة ورماها في الضلالة حتى إنقسمت وتفرقت وتنازعت وفشلت وذهبت ريحها.

وهم الذين إختلفوا في الخلافة فتوزعوا بين حزب حاكم وحزب معارض وسبّب ذلك تخلّف الأمة وإنقسامها إلى شيعة علي وشيعة معاوية ، وهم الذين إختلفوا في تفسير كتاب الله وأحاديث رسوله فكانت المذاهب والفرق والملل والنحل ، ونشأت من ذلك المدارس الكلامية والفكرية المختلفة وبرزت فلسفات متنوعة أملتها دوافع سياسية محضة تتصل بطموحات الهيمنة على السلطة والحكم ... ، فالمسلمون لم ينقسموا ولم يختلفوا في شيء لولا الصحابة وكل خلاف نشأ وينشأ إنما يعود إلى إختلافهم في الصحابة ، فالربّ واحد والقرآن واحد والرسول واحد والقبلة واحدة وهم متّفقون على ذلك ، وبدأ الخلاف والإختلاف في الصحابة من اليوم الأول بعد وفاة الرسول (ص) في سقيفة بني ساعدة ، وإستمر إلى يوم الناس هذا وسيستمر إلى أن يشاء الله ، وقد إستنتجت من خلال الحديث مع علماء الشيعة أنّ الصحابة في نظرهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام :

فالقسم الأول : وهم الصحابة الأخيار الذين عرفوا الله ورسوله حق المعرفة وبايعوه على الموت وصاحبوه بصدق في القول وبإخلاص في العمل ، ولم ينقلبوا بعده ، بل ثبتوا على العهد وقد إمتدحهم الله جلّ جلاله ، في كتابه العزيز في العديد من المواقع ، وقد أثنى عليهم رسول الله في العديد من المواقع أيضاًًً ، والشيعة يذكرونهم بإحترام وتقديس ويترضّون عليهم كما يذكرهم أهل السنّة باحترام وتقديس أيضاًًً.

والقسم الثاني : هم الصحابة الذين إعتنقوا الإسلام وإتبعوا رسول الله أما رغبة أو رهبة ، وهؤلاء كانوا يمنّون إسلامهم على رسول الله ، وكانوا يؤذونه في بعض الأوقات ولا يمتثلون لأوامره ونواهيه بل يجعلون لآرائهم مجالاً في مقابل النصوص الصريحة حتى ينزل القرآن بتوبيخهم مرة وتهديدهم أخرى وقد فضحهم الله في العديد من الآيات وحذّرهم رسول الله أيضاًًً في العديد من الأحاديث النبويّة والشيعة لا يذكرونهم إلاّّ بأفعالهم بدون إحترام ولا تقديس.

أما القسم الثالث : من الصحابة : فهم المنافقون الذين صحبوا رسول الله للكيد له وقد أظهروا الإسلام وإنطوت سرائرهم على الكفر ، وقد تقربوا ليكيدوا للإسلام والمسلمين عامّة وقد أنزل الله فيهم سورة كاملة وذكرهم في العديد من المواقع وتوعّدهم بالدرك الأسفل من النار ، وقد ذكرهم رسول الله (ص) وحذّر منهم وعلّم بعضاًًً من أصحابه أسماءهم وعلاماتهم ، وهؤلاء يتفق الشيعة والسنّة على لعنهم والبراءة منهم.

وهناك قسم خاصّ وإنْ كانوا من الصّحابة فهم يتميّزون عليهم بالقرابة وبفضائل خلقية ونفسية وخصوصيات إختصّهم الله ورسوله بها لا يلحقهم فيها لاحق ، وهؤلاء هم أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجّس وطهّرهم تطهيراً ، وأوجب الصلاة عليهم كما أوجبها على رسوله ، وأوجب لهم سهم من الخمس ، كما أوجب مودّتهم على كل مسلم كأجر للرسالة المحمدية ، فهم أولوا الأمر الذين أمر بطاعتهم ، وهم الراسخون في العلم الذين يعلمون تأويل القرآن ويعلمون المتشابه منه والمحكم ، وهم أهل الذكر الذين قرنهم رسول الله بالقرآن في حديث الثقلين وأوجب التمسّك بهما ، وجعلهم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ، والصحابة يعرفون قدر أهل البيت ويعظّمونهم ويحترمونهم ، والشيعة يقتدون بهم ويقدّمونهم على كل الصحابة [ بل لا يقاس بهم أحد ] ، ولهم في ذلك أدلّة من النصوص الصريحة.

أما أهل السنّة والجماعة مع احترامهم لأهل البيت وتعظيمهم وتفضيلهم إلاّ أنهم لا يعترفون بهذا التقسيم للصحابة ولا يعدّون المنافقين في الصحابة ، بل الصحابة في نظرهم خير الخلق بعد رسول الله ، وإذا كان هناك تقسيم فهو من باب فضيلة السبق للإسلام والبلاء الحسن فيه ، فيفضّلون الخلفاء الراشدون بالدرجة الأولى ثم الستّة الباقين من العشرة المبشّرين بالجنة على ما يروونه ، ولذلك تراهم عندما يصلّون على النبيّ وأهل بيته يلحقون بهم الصحابة أجميعن بدون إستثناء ".

إختلاف المذاهب الأربعة في الفقه : يذكر التيجاني السماوي واقعة جرت له ومنها يتبين للجميع من أين تستمد المذاهب فقهها بعد تركهم لمذهب أهل البيت(ع) يقول : في إحدى قرى الجنوب التونسي وخلال حفل زفاف كانت النساء يتحدّثن عن فلانة زوجة فلان ، وإستغربت العجوزة الكبيرة التي كانت تجلس وسطهن وتسمع حديثهنّ أن تكون فلانة قد تزوجت فلاناًً ولمّا سألنها عن سبب إستغرابها أخبرتهن بأنها أرضعت الإثنين فهماً أخوان في الرضاعة ، ونقل النّسوة هذا النبأ العظيم إلى أزواجهن وتثبّت الرجال فشهد والد المرأة بأن إبنته أرضعتها تلك العجوز المعروفة لدى الجميع بأنها مرضعة كما شهد والد الزوج بأن إبنه أرضعته نفس المرضعة ، وقامت قيامة العشيرتين وتقاتلوا بالعصي كلّ منهما تتهم الأخرى بأنها سبب الكارثة التي سوف تجرهم إلى سخط الله وعقابه وخصوصاًً وأنّ هذا الزواج مر عليه عشرة أعوام وأنجبت المرأة خلالها ثلاثة أطفال وقد هربت عند سماعها الخبر إلى بيت أبيها وإمتنعت عن الأكل والشرب وأرادت الإنتحار لأنها لم تتحمّل الصدمة وكيف أنها تزوجت من أخيها وولدت منه وهي لا تعلم ، وسقط عدد من الجرحى من العشيرتين وتدخّل أحد الشيوخ الكبار وأوقف المعارك ونصحهم بأن يطوفوا على العلماء ليستفتوهم في هذه القضية عسى أن يجدوا حلاً.

فصاروا يتجوّلون في المدن الكبرى المجاورة يسألون علماءها عن حلّ لقضيتهم وكلّما اتّصلوا بعالم وأطلعوه على الأمر أخبرهم بحرمة الزواج وضرورة تفريق الزوجين إلى الأبد وتحرير رقبة أو صيام شهرين إلى غير ذلك من الفتاوى ، ووصلوا إلى قفصة وسألوا علماءها فكان الجواب نفس الشيء ، لأنّ المالكية كلهم يحرمون الرضاعة ولو من قطرة واحدة إقتداء بالإمام مالك الذي قاس الحليب على الخمر إذ أنّ ( ما أسكر كثيره فقليله حرام ) ، فتحرم الرضاعة ولو من قطرة واحدة من الحليب ، والذي وقع أن أحد الحاضرين إختلى بهم ودلّهم على بيتي قائلاً لهم : إسألوا التيجاني في مثل هذه القضايا فإنه يعرف كل المذاهب وقد رأيته يجادل هؤلاء العلماء عدّة مرات فيبزّهم بالحجّة البالغة.

هذا ما نقله إليّ زوج المرأة حرفيّاً عندما أدخلته إلى المكتبة وحكى لي كل القضيّة بالتفصيل من أولها إلى آخرها ، وقال : " يا سيدي أنّ زوجتي تريد الإنتحار وأولادي مهملين ونحن لا نعرف حلاّ لهذه المشكلة وقد دلّونا عليك وقد إستبشرت خيراًًًً لمّا رأيت عندك هذه الكتب التي لم أشهد في حياتي مثلها فعسى أن يكون الحلّ عندك " ، أحضرت له قهوة وفكّرت قليلاً ثم سألته عن عدد الرضعات التي رضعها هو من المرأة فقال : لا أدري غير أنّ زوجتي رضعت منها مرتين أو ثلاث وقد شهد أبوها بأنه حملها مرتين أو ثلاث مرات لتلك العجوز المرضعة ، فقلت : إذا كان هذا صحيحاًًً فليس عليكما شيء والزواج صحيح وحلال محلّل ، وإرتمى المسكين عليّ يقبّل رأسي ويديّ ويقول : بشّرك الله بالخير لقد فتحت أبواب السكينة أمامي ، ونهض مسرعاًً ولم يكمل قهوته ولا إستفسر منّي ولا طلب الدّليل غير أنّه إستأذن للخروج حتى يسرع فيبشر زوجته وأولاده وأهله وعشيرته ، لكنه رجع في اليوم التالي ومعه سبعة رجال وقدّمهم إليّ قائلاً : هذا والدي وهذا والد زوجتي والثالث هو عمدة القرية والرابع إمام الجمعة والجماعة والخامس هو المرشد الدّيني والسادس شيخ العشيرة والسابع هو مدير المدرسة ، وقد جاؤوا يستفسرون عن قضية الرضاعة وبماذا حلّلتها؟ ، وأدخلت الجميع إلى المكتبة وكنت أتوقّع جدالهم وإحضرت لهم القهوة ، ورحّبت بهم : قالوا : إنّما جئناك نناقشك عن تحليلك الرضاعة وقد حرمها الله في القرآن ، وحرمها رسوله بقوله : يحرم بالرضاعة ما يحرم بالنّسب ، وكذلك حرمها الإمام مالك.

قلت : يا سادتي أنتم ما شاء الله ، ثمانية وأنا واحد فإذا تكلّمت مع الجميع فسوف لن أقنعكم وتضيع المناقشة في الهامشيات ، وإنما إقترح عليكم إختيار أحدكم حتّى أتناقش معه وأنتم تكونون حكماًً بيني وبينه! ، وأعجبتهم الفكرة وإستحسنوها ، وسلّموا أمرهم إلى المرشد الديني قائلين بأنه أعلمهم وأقدرهم ، وبدأ السيد يسألني كيف أحلّل ما حرم الله ورسوله والأئمة؟!.

قلت : أعوذ بالله أن أفعل ذلك! ولكنّ الله حرم الرضاعة بآية مجملة ولم يبيّن تفصيل ذلك وإنما أوكل ذلك إلى رسوله فأوضح مقصود الآية بالكيف والكم ، قال : فإنّ الإمام مالك يحرم الرضاعة من قطرة واحدة ، قلت : أعرف ذلك ، ولكن الإمام مالك ليس حجّة على المسلمين وإلاّّ فما هو قولك بالأئمة الآخرين؟ ، أجاب : (ر) وأرضاهم فكلّهم من رسول الله ملتمس ، قلت : فما هو إذن حجتك عند الله في تقليدك الإمام مالك الذي يخالف رأيه نصّ الرسول (ص)؟ ، قال : محتاراًً : سبحان الله أنا لا أعلم بأنّ الإمام مالك إمام دار الهجرة يخالف النصوص النبويّة ، وتحيّر الحاضرون من هذا القول ، وإستغربوا منّي هذه الجرأة على الإمام مالك والتي لم يعهدوها من قبل في غيري وإستدركت قائلاً : هل كان الإمام مالك من الصحابة؟ ، قال : لا ، قلت : هل كان من التابعين؟ ، قال : لا ، وإنما هو من تابعي التابعين ، قلت : فأيهما أقرب هو أم الإمام عليّ بن أبي طالب؟ ، قال الإمام عليّ أقرب فهو من الخلفاء الراشدين ، وتكلّم أحد الحاضرين قائلاً : سيدنا عليّ كرم الله وجهه هو باب مدينة العلم.

فقلت : فلماذا تركتم باب مدينة العلم وإتبعتم رجلاًًً ليس من الصحابة ولا من التابعين وإنما ولد بعد الفتنة وبعدما أبيحت مدينة رسول الله لجيش يزيد وفعلوا فيما ما فعلوا وقتلوا خيار الصحابة وإنتهكوا فيها المحارم ، وغيروا سنّة الرسول ببدع إبتدعوها ، فكيف يطمئنّ الإنسان بعد ذلك إلى هؤلاء الأئمة الّذين رضيت عنهم السلطة الحاكمة لأنّهم أفتوها بما يلائم أهواءهم.

وتكلّم أحدهم وقال : سمعنا أنّك شيعي تعبد الإمام علياًً فلكزه صاحبه الذي كان بجانبه لكزة أوجعته وقال له : إسكت أما تستحي أن تقول مثل هذا القول لرجل فاضل مثل هذا وقد عرفت العلماء وحتّى الآن لم ترعيني مكتبة مثل هذه المكتبة ، وهذا الرجل يتكلّم عن معرفة ووثوق ممّا يقول! ، أجبته قائلاً : أنا شيعي هذا صحيح ولكنّ الشيعة لا يعبدون علياًً وإنما عوض أن يقّلدوا الإمام مالك فهم يقلّدون الإمام علياًً لأنه باب مدينة العلم حسب شهادتكم ، قال المرشد الديني : وهل حلّل الإمام عليّ زواج الرضيعين؟ ، قلت : لا ولكنّه يحرم ذلك إذا بلغت الرضاعة خمس عشرة رضعة مشبعات ومتواليات ، أو ما إنبت لحماًً وعظماً ، وتهلّل وجه والد الزوجة وقال : الحمد لله فإبنتي لم ترضع إلاّّ مرتين أو ثلاث مرات فقط ، وإنّ في قول الإمام عليّ هذا مخرجاًً لنا من هذه الورطة ورحمة لنا من الله بعد أن يئسنا ، فقال المرشد : أعطنا الدليل على هذا القول حتّى نقتنع ، فأعطيتهم كتاب منهاج الصالحين للسيد الخوئي ، وقرأ هو بنفسه عليهم باب الرضاعة ، وفرحوا بذلك فرحاًً عظيماًً وخصوصاًً الزوج الذي كان خائفاًً أن لا يكون لديّ الدليل المقنع ، وطلبوا منّي إعارتهم الكتاب حتّى يحتجّوا به في قريتهم فسلّمته إليهم وخرجوا مودّعين داعين معتذرين.

وبمجرد خروجهم من بيتي التقى بهم أحد المناوئين وحملهم إلى بعض علماء السّوء فخوّفوهم وحذّروهم بأنّي عميل لإسرائيل وأنّ كتاب منهاج الصالحين الذي أعطيتهم إياه كلّه ضلالة وأنّ أهل العراق هم أهل الكفر والنّفاق وأنّ الشيعة مجوس يبيحون نكاح الأخوات فلا غرابة إذن في إباحتي لهم نكاح الأخت من الرضاعة إلى غير ذلك من التّهم والأراجيف وما زال بهم يحذّرهم حتّى إرتدوا على أعقابهم وأنقلبوا بعد إقتناعهم ، وأجبروا الزوج أن يقوم بقضية عدلية في الطلاق لدى المحكمة الإبتدائية في قفصة وطلب منهم رئيس المحكمة أن يذهبوا للعاصمة ويتّصلوا بمفتي الجمهورية ليحلّ هذا الإشكال ، وسافر الزوج وبقي هناك شهراًًً كاملاً حتّى تمكن من مقابلته وقصّ عليه قصّته من أولها لآخرها وسأله مفتي الجمهورية ، عن العلماء الذين قالوا : بحلّية الزواج وصحته وأجاب الزوج بأنه ليس هناك من قال : بحلّيته غير شخص واحد هو التيجاني السماوي وسجّل المفتي إسمي وقال : للزوج : إرجع أنت وسوف إبعث أنا برسالة إلى رئيس المحكمة في قفصة ، وبالفعل جاءت الرسالة من مفتي الجمهورية وإطلع عليها وكيل الزوج وأعلمه بأن مفتي الجمهورية حرم ذلك الزواج ، هذا ما قصّه عليّ زوج المرأة الذي بدا على الضعف والإرهاق من كثرة التعب وهو يعتذر إليّ لما سبّبه لي : من إزعاج وحرج ، فشكرته على عواطفه متعجّباً كيف يُبطل مفتي الجمهورية الزواج القائم في مثل هذه القضية ، وطلبت منه أن يأتني برسالته التي بعثها إلى المحكمة حتى أنشرها في الصحف التونسية وأبيّن أن مفتي الجمهورية يجهل المذاهب الإسلامية ولا يعرف إختلافهم الفقهي في مسألة الرضاعة ، وقال : الزوج بأنه لا يمكنه أن يطّلع على ملفّ قضيّته فضلاً عن أن يأتيني برسالة منه ، وإفترقنا.

وبعد بضعة أيام جاءتني دعوة من رئيس المحكمة وهو يأمرني بإحضار الكتاب والأدلّة على عدم بطلان ذلك الزواج بين ( الرضيعين )! ، وذهبت محمّلا بعدّة مصادر إنتقيتها مسبقاًً ووضعت في كلّ منها بطاقة في باب الرضاعة ليسهل تخريجه في لحظة واحدة ، وذهبت في اليوم والساعة المذكورة وإستقبلني كاتب الرئيس وأدخلني إلى مكتب الرئيس وفوجئت برئيس المحكمة الإبتدائية ورئيس محكمة الناحية ووكيل الجمهورية ومعهم ثلاثة أعضاء وكلهم يرتدون لباسهم الخاص للقضاء وكانّهم في جلسة رسمية ، ولاحظت أيضاًًً أن زوج المرأة يجلس في آخر القاعة قبالهم ، وسلّمت على الجميع فكانوا كلّهم ينظرون إلي بإشمئزاز وإحتقار ولمّا جلست كلّمني الرئيس بلهجة خشنة قائلاً :

ـ أنت هو التيجاني السماوي؟ ، قلت : نعم.
ـ قال : أنت الذي أفتيت بصحّة الزواج في هذه القضية؟.
ـ قلت : لا لست إنابمفت ، ولكنّ الأئمة وعلماء المسلمين هم الذين أفتوا بحلّيته وصحّته!.
ـ قال : ومن أجل ذلك دعوناك ، وأنت الآن في قفص الإتهام ، فإذا لم تثبت دعواك بالدّليل فسوف نحكم بسجنك وسوف لن تخرج من هنا إلاّّ إلى السجن ، عرفت وقتها أنّني بالفعل في قفص الإتهام ، لا لأنني أفتيت في هذه القضية ، ولكن لأنّ بعض علماء السّوء حدّث هؤلاء الحكام بأنّني صاحب فتنة وأنّني أسبّ الصحابة وأبثّ التشيّع لآل البيت النبوي ، وقد قال له رئيس المحكمة إذا أتيتني بشاهدين ضدّه فسوف ألقيه في السجن ، أضف إلى ذلك فأنّ جماعة الإخوان المسلمين إستغلّوا هذه الفتوى وروّجوا لدى الخاص والعام بأنّني أبيح نكاح الأخوات وهو قول الشيعة على زعمهم! ، كل ذلك عرفته من قبل وتيقنته عندما هدّدني رئيس المحكمة بالسجن فلم يبق أمامي إلاّّ التحدّي والدفاع ، عن نفسي بكل شجاعة فقلت للرئيس : هل لي أنت أتكلّم بصراحة وبدون خوف ، قال : نعم تكلّم فأنت ليس لك محام ... ، قلت : قبل كل شيء أنا لم إنصب نفسي للإفتاء ، ولكن ها هو زوج المرأة إمامكم فإسألوه ، فهو الذي جاءني إلى بيتي يطرق بابي ويسألني ، فكان واجباًًً علي : أن أجيبه بما أعلم وقد سألته بدوري ، عن عدد الرضعات ولمّا أعلمني بأنّ زوجته لم ترضع غير مرتين أعطيته وقتها حكم الإسلام فيها ، فلست أنا من المجتهدين ولا من المشرعين ، قال الرئيس : عجباً ، أنت الآن تدّعي أنك تعرف الإسلام ونحن جهله! ، قلت : أستغفر الله أنا لم أقصد هذا ، ولكن كل الناس هنا يعرفون مذهب الإمام مالك ويتوقّفون عنده ، وأنا فتّشت في كلّ المذاهب ووجدت حلاّ لهذه القضية ، قال الرئيس : أين وجدت الحل؟ ، قلت: قبل كل شيء هل لي أن أسئلكم سوآلاً يا سيدي الرئيس؟ ، قال : اسأل كل ما تريد ، قلت : ما قولكم في المذاهب الإسلامية؟ ، قال : كلّها صحيحة ، فكلّهم من رسول الله ملتمس ، وفي إختلافهم رحمة ، قلت : فإرحموا إذن هذا المسكين " مشيراً إلى زوج المرأة " الذي قضى الآن أكثر من شهرين وهو مفارق لزوجه وولده بينما هناك من المذاهب الإسلامية من حلّ مشكلته ، فقال : الرئيس مغضباًًً : هات الدّليل وكفاك تهريجاً ، نحن سمحنا لك بالدفاع عن نفسك فأصبحت محامياً لغيرك ، فأخرجت له من حقيبتي كتاب منهاج الصالحين للسيد الخوئي وقلت : هذا مذهب أهل البيت ، وفيه الدّليل وقاطعني قائلاً : دعنا من مذهب أهل البيت فنحن لا نعرفه ولا نؤمن به.

كنت متوقّعاً هذا ولذلك أحضرت معي بعد البحث والتنقيب عدّة مصادر لأهل السنّة والجماعة وكنت رتّبتها حسب علمي فوضعت البخاري في المرتبة الأولى ثم صحيح مسلم وبعده ، كتاب الفتاوى لمحمود شلتوت وكتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد لإبن رشد ، وكتاب زاد المسير في علم التفسير لإبن الجوزي وعدّة مصادر أخرى من كتب ( أهل السنّة ) ، ولمّا رفض الرئيس أن ينظر في كتاب السيد الخوئي سألته عن الكتب التي يثق بها ، قال البخاري ومسلم ، وأخرجت صحيح البخاري وفتحته على الصفحة المعينة وقلت : تفضلّ يا سيدي إقرأ ، قال : إقرأ أنت؟ ، وقرأت : حدثنا : فلان ، عن فلان ، عن عائشة أم المؤمنين قالت : توفيّ رسول الله (ص) ولم يحرم من الرضعات إلاّّ خمسة فما فوق.

وأخذ الرئيس مني الكتاب وقرأ بنفسه وأعطاه إلى وكيل الجمهورية بجانبه وقرأ هو الآخر وناوله لمن بعده في حين أخرجت صحيح مسلم وأطلعته على نفس الأحاديث ثم فتحت كتاب الفتاوى لشيخ الأزهر شلتوت وقد ذكر هو الآخر اختلافات الأئمة في مسألة الرضاعة فمنهم من ذهب إلى القول بأن المحرم ما بلغ خمس عشرة رضعة ومنهم من قال : بسبعة ومنهم من حرم فوق الخمسة عدا مالك الذي خالف النصّ وحرم قطرة واحدة ثم قال شلتوت : وأنا أميل إلى أوسط الآراء فأقول سبعة فما فوق، وبعد ما إطلع رئيس المحكمة على كل ذلك قال : يكفي ثم إلتفت إلى زوج المرأة وقال له: أذهب الآن وأتني بوالد زوجتك ليشهد أمامي بأنها رضعت مرتين أو ثلاثة وسوف تأخذ زوجتك معك هذا اليوم ... وطار المسكين فرحاًً ، وإعتذر وكيل الجمهورية وبقية الأعضاء الحاضرين للإلتحاق بأعمالهم وأذن لهم الرئيس ، ولمّا خلا بنا المجلس إلتفت إليّ معتذراًً ، وقال : سامحني يا أستاذ لقد غلّطوني فيك وقالوا : فيك أشياءً غريبة وأنا الأن عرفت بأنهم حاسدون ومغرضون يريدون بك شراًً ، وطار قلبي فرحاًً بهذا التحوّل السّريع وقلت : الحمد لله الذي جعل نصري على يديك يا سيدي الرئيس.

فقال : سمعت بأنّ عندك مكتبة عظيمة فهل يوجد فيها كتاب حياة الحيوان الكبرى للدميري؟ ، قلت : نعم ، قال : هل تعيرني إياه ، فقد مضى عامان وأنا أبحث عنه : قلت : هو لك يا سيدي متى أردت ، قال : هل عندك وقت يسمح لك بالمجيء إلى مكتبتي لنتحدث وأستفيد منك ، قلت : إستغفر الله فأنا الذي أستفيد منك ، فأنت أكبر مني سناًً وقدراًً ، وعندي أربعة أيام راحة في الأسبوع وإنارهن إشارتك.

وإتفقنا على يوم السبت من كل إسبوع لأنه ليس له جلسات للمحكمة في ذلك اليوم ، وبعدما طلب منّي أن أترك له كتاب البخاري ومسلم وكتاب الفتاوى لمحمود شلتوت لكي يحرر منهم النصّ قام بنفسه وأخرجني من مكتبه مودّعاً.

وخرجت فرحاًً أحمد الله سبحانه على هذا النّصر وقد دخلت خائفاًً مهدّداً بالسجن وخرجت وقد إنقلب رئيس المحكمة إلى صديق حميم يحترمني ويطلب منّي مجالسته ليستفيد مني ، إنها بركات طريق أهل البيت الذين لا يخيب من تمسّك بهم ويأمن من لجأ إليهم.

وتحدث زوج المرأة في قريته وشاع الخبر في كلّ القرى المجاورة بعدما رجعت المرأة إلى بيت زوجها وإنتهت القضية بحلّية الزواج ، فأصبح الناس يقولون : بأنّي أعلم من الجميع وأعلم حتى من مفتي الجمهورية.

وقد جاء زوج المرأة إلى البيت ومعه سيارة كبيرة ودعاني إلى القرية أنا وكل عائلتي وأعلمني بأن كل الأهالي ينتظرون قدومي وسيذبحون ثلاثة عجول لإقامة الفرح وإعتذرت إليه بسبب إنشغالي في قفصة وقلت له : سوف أزوركم مرة أخرى إن شاء الله.
وتحدّث رئيس المحكمة إلى أصدقائه وإشتهرت القضية ورد الله كيد الكائدين وجاء بعضهم معتذرين وقد فتح الله بصيرة البعض منهم فإستبصروا وأصبحوا من المخلصين ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيدنا محمّد وعلى إله الطيبين الطاهرين.


توقيع : بشار الربيعي



يقول الله عز وجل
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين


نسألكم الدعاء
بشار الربيعي

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
( أقوال علماء السنة والجماعة في يزيد ) بشار الربيعي الحوار العقائدي 2 2012/11/29 08:56 PM
ظاهرة تشيع علماء السنة ومثقفيهم . بشار الربيعي الحوار العقائدي 3 2012/11/17 08:30 PM
رئيس علماء السنة في فرنسا يعتنق التشيع بعد زيارته كربلاء المقدسة بشار الربيعي السياسة 1 2012/11/17 05:22 AM
رئيس علماء اهل السنة في فرنسا يعلن تشيعه البيرق الحوار العقائدي 8 2012/08/13 11:46 PM
ناقشة لأحد علماء الشام من أهل السنة - الشيخ حسن الصفار ابوشهد الصوتيات والمرئيات والرواديد 3 2012/07/28 11:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |