2014/02/06, 01:40 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ونفاق اليهود (1)
لمّا نزلت هذه الآية: (ثمّ قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة) في حقّ اليهود والنواصب فقالوا: يا محمّد زعمت أنّه ما في قلوبنا شيء من مواساة الفقراء، ومعاونة الضعفاء والنفقة في إبطال الباطل، وإحقاق الحقّ، وأنّ الأحجار ألين من قلوبنا، وأطوع لله منّا، وهذه الجبال بحضرتنا فهلّم بنا إلى بعضها فاستشهده على تصديقك وتكذيبنا، فإن نطق بتصديقك فأنت المحق، يلزمنا أتباعك، وإن نطق بتكذيبك أو صمت فلم يردّ جوابك فاعلم بأنك المبطل في دعواك، المعاند لهواك. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم هلمّوا بنا إلى أيّها شئتم فاستشهده ليشهد لي عليكم. فخرجوا إلى أوعر جبل رأوه، فقالوا: يا محمّد هذا الجبل فاستشهده. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للجبل: إنّي أسألك بجاه محمّد وآله الطيبين الذين بذكر أسمائهم خفّف الله العرش على كواهل ثمانية من الملائكة بعد أن لم يقدروا على تحريكه وهم خلق كثير لا يعرف عددهم غير الله عزّ وجلّ، بحقّ محمّد وآله الطيبين الذين بذكر أسمائهم تاب الله على آدم (عليه السلام) وغفر خطيئته وأعاده إلى مرتبته، وبحقّ محمّد وآله الطيبين الذين بذكر أسمائهم وسؤال الله بهم رفع إدريس (عليه السلام) في الجنّة مكاناً عليّاً، لمّا شهدت لمحمّد بما أودعك الله بتصديقه على هؤلاء اليهود في ذكر قساوة قلوبهم وتكذيبهم وجحدهم لقول محمّد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فتحرّك الجبل وتزلزل وفاض منه الماء ونادى: يا محمّد أشهد أنّك رسول ربّ العالمين، وسيّد الخلائق أجمعين، وأشهد أنّ قلوب هؤلاء اليهود كما وصفت أقسى من الحجارة، لا يخرج منها خير، كما قد يخرج من الحجارة الماء سيلاً أو تفجيراً، وأشهد أن هؤلاء كاذبون عليك فيما به يقرفونك من الفرية على ربّ العالمين. ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وأسألك أيّها الجبل، أمرك الله تعالى بطاعتي فيما ألتمسه منك بجاه محمّد وآله الطيبين الذين بهم نجى الله تعالى نوحاً (عليه السلام) من الكرب العظيم، وبردّ الله النار على إبراهيم (عليه السلام) وجعلها عليه سلاماً، ومكّنه في جوف النار على سرير وفراش وثير، لم ير ذلك الطاغية مثله لأحد من ملوك الأرض أجمعين، وأنبت حواليه من الأشجار الخضرة النضرة النزهة، وغمر ما حوله من أنواع المنثور بما لا يوجد إلاّ في فصول أربعة من جميع السنة؟ قال الجبل: بلى، أشهد لك يا محمّد بذلك وأشهد أنّك لو اقترحت على ربّك أن يجعل رجال الدنيا قردة وخنازير لفعل، أو يجعلهم ملائكة فعل، وأن يقلّب النيران جليداً والجليد نيراناً لفعل أو يهبط السماء إلى الأرض أو يرفع الأرض إلى السماء لفعل، أو يصيّر أطراف المشارق والمغارب والوهاد كلّها صرّة كصرّة الكيس لفعل، وأنّه قد جعل الأرض والسماء طوعك، والجبال والبحار تنصرف بأمرك وسائر ما خلق الله من الرياح والصواعق وجوارح الإنسان وأعضاء الحيوان لك مطيعة، وما أمرتها به من شيء ائتمرت. فقال اليهود: يا محمّد أعلينا تلبّس وتشبّه؟ قد أجلست مردة من أصحابك خلف صخور هذا الجبل، فهم ينطقون بهذا الكلام، ونحن لا ندري أنسمع من الرجال أم من الجبل، لا يغترّ بمثل هذا إلاّ ضعفاؤك الذين تبحبح في عقولهم، فإن كنت صادقاً فتنحّ عن موضعك هذا إلى ذلك القرار، وأمر هذا الجبل أن ينقلع من أصله فيسير إليك إلى هناك، فإذا حضرك ونحن نشاهده فأمره أن ينقطع نصفين من ارتفاع سمكه، ثمّ ترتفع السفلى من قطعته فوق العليا، وتنخفض العليا تحت السفلى، فإذا أصل الجبل قلّته وقلّته أصله لنعلم أنّه من الله، لا يتّفق بمواطأة ولا بمعاونة مموّهين متمرّدين. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأشار إلى حجر فيه قدر خمسة أرطال - يا أيّها الحجر تدحرج، فتدحرج، ثمّ قال لمخاطبه: خذه وقرّبه من أذنك فسيعيد عليك ما سمعت، فإنّ هذا جزء من ذلك الجبل، فأخذه الرجل فأدناه إلى أذنه فنطق به الحجر بمثل ما نطق به الجبل أوّلاً من تصديق رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) فيما ذكره عن قلوب اليهود وفيما أخبر به من أنّ نفقاتهم في دفع أمر محمّد باطل ووبال عليهم. فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أسمعت هذا؟ أخلف هذا الحجر أحد يكلّمك ويوهمك أنّه الحجر يكلّمك؟ قال: لا، فأتني بما اقترحت في الجبل. فتباعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى فضاء واسع، ثمّ نادى الجبل: يا أيّها الجبل بحقّ محمّد وآله الطيبين الذين بجاههم ومسألة عباد الله بهم أرسل الله على قوم عاد ريحاً صرصراً عاتية، تنزع الناس كأنّهم أعجاز نخل خاوية، وأمر جبرئيل أن يصيح صيحة [هائلة] في قوم صالح (عليه السلام) حتّى صاروا كهشيم المحتظر، لمّا انقلعت من مكانك بإذن الله، وجئت إلى حضرتي هذه - ووضع يده على الأرض بين يديه - [قال:] فتزلزل الجبل وسار كالقارح الهملاج حتّى [صار بين يديه و] دنا من إصبعه أصله فلزق بها، ووقف ونادى: ها أنا سامع لك مطيع يا رسول ربّ العالمين، وإن رغمت أنوف هؤلاء المعاندين، مرني بأمرك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّ هؤلاء [المعاندين] اقترحوا عليّ أن آمرك أن تنقلع من أصلك فتصير نصفين، ثمّ ينحطّ أعلاك، ويرتفع أسفلك، فتصير ذروتك أصلك واصلك ذروتك. فقال الجبل: أفتأ مرني بذلك يا رسول ربّ العالمين؟ قال: بلى. فانقطع [الجبل] نصفين وانحطّ أعلاه إلى الأرض وارتفع أسفله فوق أعلاه، فصار فرعه أصله، وأصله فرعه. ثمّ نادى الجبل: معاشر اليهود هذا الذي ترون دون معجزات موسى الذي تزعمون أنّكم به مؤمنون. فنظر اليهود بعضهم إلى بعض فقال بعضهم: ما عن هذا محيص، وقال آخرون منهم: هذا رجل مبخوت يؤتي له والمبخوت يتأتّى له العجائب فلا يغرّنكم ما تشاهدون[منه]. فناداهم الجبل: يا أعداء الله قد أبطلتم بما تقولون نبوّة موسى (عليه السلام)، هلاّ قلتم لموسى: إنّ قلب العصا ثعباناً وانفلاق البحر طرقاً، ووقوف الجبل كالظلّة فوقكم إنّك يؤتى لك، يأتيك جدّك بالعجائب فلا يغرّنا ما نشاهده منك، فألقمتهم الجبال – بمقالتها - الصخور، ولزمتهم حجّة ربّ العالمين. نبويات ... السيد حسن الشيرازي منقوووووووووووول المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: الرسول الاعظم محمد (ص) hgkfd~ (wgn hggi ugdi ,Ngi ,sgl) ,kthr hgdi,] (1) |
2014/02/07, 05:37 AM | #2 |
معلومات إضافية
|
أبدعت,,,,,
,,,,,,,وتألقت سلمت لنا يمناك على كل حرف خطته,,, ,,,,,,على كل كلمة رسمتها عذرا,, لتقبل عباراتى المتواضعة,,, فلم أجد الحروف التى تليق بسمو قلمك ,, ,,,,التى قد تلملم ردا يناسب روعة ما قدمته لك ودى وجل تقديرى,, ............. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الله عز وجل أول من صلّى على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) | فدك الزهراء | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 9 | 2015/09/30 08:26 PM |
أنـّه علي (عليه السلام) صاحب لواء النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في كلّ زحف | شجون الزهراء | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 3 | 2014/05/12 02:03 PM |
محاضرات عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم | عبدآل محمّد | الصوتيات والمرئيات والرواديد | 3 | 2013/12/31 03:41 PM |
مؤامرات اليهود وحروب النبيّ صلى الله عليه واله وسلم معهم (1) | بسمة الفجر | الرسول الاعظم محمد (ص) | 2 | 2013/12/29 06:11 PM |
مؤامرات اليهود وحروب النبيّ صلى الله عليه واله وسلم معهم (2) | بسمة الفجر | الرسول الاعظم محمد (ص) | 2 | 2013/12/29 06:05 PM |
| |