Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > سيرة أهـل البيت (عليهم السلام)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013/11/25, 08:15 PM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي زينب الكبرى (ع).. نبراسُ الصبرِ والشجاعة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم



إنّ الحضور المميّز والبارز الذي تألّقت به عقيلة بني هاشم، السيدة زينب الكبرى (ع)، إبّان ملحمة كربلاء والأيام العصيبة التي تلتها، رسم صورة خالدة عن الدور الجليل الذي أدّته هذه المرأة العظيمة في نشر رسالة عاشوراء الإمام الحسين (ع)، لناحية الجهاد في سبيل الله تعالى وإعلاء كلمة الحقّ من جهة، وفضح زيف أعداء الإسلام وقبح أفعالهم من جهة ثانية.

فعلى مرّ التاريخ، تحدّث النّاس عن الأبطال من النساء والرجال المعروفين بالجرأة والشجاعة ومقارعة الفرسان في المعارك، حيث كانت المرأة تقف إلى جانب الرجل وتؤدّي دورها الكامل بنفس الروح والعزيمة التي كان الأبطال يخوضون المعارك فيها، إلاّ أن أهل البيت عليهم السلام يأتون في الطليعة بين أبطال التاريخ، وهو حال زينب الكبرى (ع) ابنة عليّ (ع) أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء (ع) سيّدة نساء العالمين، فهي تأتي في الطليعة بعد أبيها وإخوتها، كما يشهد لها تاريخها الحافل بكل أنواع الطّهر والفضيلة والجرأة والصبر في الشدائد. وليس بغريبٍ على تلك الذّات العملاقة التي التقت فيها أنوار محمد (ص) وعلي وفاطمة عليهما السّلام أن تجسّد بمواقفها خصائص النبوّة والإمامة.

إنّ الحديث عن بطولات السيدة زينب (ع) التي تجلّت في رحلتها مع أخيها الحسين (ع) تاركةً بيتها، تحثّ الخطا خلفه في رحلته الى الشهادة لتعلّم الرجال والنساء كيف يموتون في مملكة الجلّادين، يضع بين أيدينا صورةً كريمةً عن ذلك الغرس الطيّب كيف بلغ هذا المستوى من النضوج والقدرة على الثبات والصمود في وجه تلك الأحداث التي لا يقوى على تحملها أحدٌ من الناس. فقد ثبتت (ع) في مواقفها يوم عاشوراء كالطّود الشامخ، تاركةً على تراب كربلاء آثار مسيرتها ومواقفها بين تلك الضحايا، التي لا تزال حديث الأجيال، ومثلاً كريماً لكلّ ثائرٍ على الظالم والجور، وللمرأة التي تعترضها الخطوب والشدائد خلال مسيرتها في هذه الحياة.

لقد كان عويل النساء وصراخ الصبية وضجيج المنطقة كلّها بالبكاء والنياحة كفيلاً بأن يهدَّ أقوى الأعصاب، ويُخرس أفصح الألسنة والخطباء، ويُقعد بأكبر الرجال، ولو لم يكن يتّصل بتلك الضحايا بنسبٍ أو سبب، فكيف بمن رأى ما حلّ بأهله وبنيه وإخوته وأبناء إخوته وعمومته، وأحسّ بثقل المسؤولية وجسامتها... لكنّ ابنة علي (ع)، ذلك الطود الأشمّ الذي ضاهى بصلابته الجبال الرواسي، كانت تجسّد مواقف أبيها في كل موقف تتزلزل فيه أقدام الأبطال، وبقيت ليلة العاشر من المحرم ساهرةَ العين، تجولُ بين خيام إخوتها وأصحابهم، وتنتقل من خيمةٍ الى خيمة، وهم يستعدّون لمقابلة ثلاثين ألف مقاتل قد اجتمعوا لقتال أخيها الحسين (ع) وبنيه وأنصاره... حتّى إذا أقبلت ضحوة النهار، وسقط أكثر أنصار سبط رسول الله (ص) ومن على ثرى الطف، ورجع الحسين (ع) للوداع الأخير وزينب (ع) إلى جانبه كالمذهولة، قال لها: "مهلاً أُخيّه، لاتشقّي عليَّ جيباً، ولا تخمشي عليَّ وجهاً، ولا تشمتي بنا الأعداء"، وأوصاها بالنساء والأطفال، فقالت له: "طِب نفساً وقُرَّ عيناً، فإنّك ستجدني كما تحبّ إن شاء الله"... ولمّا سقط (ع) عن جواده صريعاً، أسرعت إلى مصرعه، وصاحت تستغيث بجدّها وأبيها، وأوشكت الصرخة أن تنطلق من حشاها اللاهب عندما رأته جسداً بلا رأس، والسيوف والسهام قد عبثت بجسمه وقلبه، ورأت إخوتها وبنيها وأبناء عمومتها من حوله كالأضاحي، ومعها قافلةٌ من النساء والأطفال، وأمامها صفوفُ الأعداء تملأ صحراء كربلاء، فرفعت يديها في تلك اللحظات الحاسمة نحو السماء لتند عن فمها عبقةٌ من فيض النبوة والخلود، تناجي ربها وتتضرع إليه قائلة: "اللهم تقبّل منّا هذا القربان".

هكذا كان على العقيلة زينب (ع) أن تنفّذ وصية أخيها أبي عبد الله (ع)، وتثبت في وجه تلك الأهوال، وأن تحمل قلباً كقلبِ أبيها (ع) في غمار جولاته، وتقف شامخةً بوجه يزيد بن معاوية وجلّاديه الذين باعوا ضمائرهم بأبخس الأثمان!

بعد الملحمة العاشورائيّة، واستشهاد الإمام الحسين (ع)، تولّت السيّدة زينب (ع) قيادة القافلة، مؤدّيةً بشكل رائع خلال مسيرة الأسر والسبي خطاب العزّة والانتصار الذي بلورته النهضة الحسينيّة، إذ إنّها عندما أُحضرت إلى مجلس ابن زياد في الكوفة، جلست في ناحية من القصر، فغضب ابن مرجانة لعدم الاكتراث به، وقال: من هذه التي انحازت ناحية ومعها نساؤها؟ وعندما أجيب على سؤاله بأنّ هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أقبل ابن زياد نحوها منتشياً مغروراً، قائلاً لها: الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم.


فقالت زينب (ع) في ردّها على جرأة ابن زياد وتصلّفه: "الحمد لله الذي أكرمنا بنبيّه محمّد صلى الله عليه وآله وسلّم وطهّرنا من الرجس تطهيراً، وإنّما يُفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا والحمد لله" (1).


أمّا كلامها في الشام، تحديداً في مجلس يزيد بن معاوية، فقد كان بليغاً وثوريّاً، حيثُ وقفت أمامه تخاطبه قائلة: "فوالله (يا يزيد) ما فريت إلّا جلدك وما حززت إلّا لحمك، ولتردنّ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم بما تحمّلت من سفك ذريّته، وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته..." (2). فكان أن حوّل كلامُها مجلس فرح القوم إلى النوح والبكاء (3)، وكان هذا أوّل مجلس عزاء أقيم على الإمام الحسين (ع) لثلاثة أيّام متوالية في قلب مركز خلافة الأمويّين (4)، وفي قلب مدينة دمشق، واستمرّت مجالس العزاء والحزن طيلة مدّة إقامة أهل البيت عليهم السلام في الشام (5).


عندما رجع ركب السبايا إلى المدينة المنوّرة، واصلت السيّدة زينب الكبرى (ع) دورها، تحدّث الناس وتستنهضهم طلبّ الثأر بدم الإمام الحسين(ع) (6)... وهكذا استحالت الدماء الطاهرةُ المبذولةُ على أرض نينوى نبراساً يخطُّ التاريخ بأحرفٍ من نور في كلّ مكان وزمان.. نبراسٌ أوقدَت شعلتَه من أسماها اللّه تعالى زينب، واختارها لتكون عنواناً للصبر والشجاعة على مدى الأيام واختلاف الأقوام!


● من وحي الثورة الحسنية، هاشم معروف الحسني، بتصرّف.
● معجم كربلاء، نشر جمعية المعارف الاسلامية الثقافية، الطبعة الأولى، بتصرّف.
---------------------------
(1) الإرشاد، ج‏2، ص‏115.
(2) اللهوف في قتلى الطفّوف، ص‏184.
(3) تاريخ الأمم والملوك، ج‏4، ص‏355؛ الكامل في التاريخ، ج‏4، ص‏86.
(4) تاريخ الأمم والملوك، ج‏4، ص‏353؛ الكامل في التاريخ، ج‏4، ص‏87؛ مقتل الخوارزميّ، ج‏2، ص‏73.
(5) مثير الأحزان، ص‏102.
(6) أبو الحسن العلويّ، أخبار الزينبات، ص‏115.





.dkf hg;fvn (u)>> kfvhsE hgwfvA ,hga[hum



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس
قديم 2013/11/25, 08:36 PM   #2
اهات الروح

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 964
تاريخ التسجيل: 2013/01/20
الدولة: العراق-بغداد
المشاركات: 7,344
اهات الروح غير متواجد حالياً
المستوى : اهات الروح is on a distinguished road




عرض البوم صور اهات الروح
افتراضي

رائع جدا بارك الله فيكم اختي الغاليه


توقيع : اهات الروح
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس
قديم 2013/11/25, 09:51 PM   #3
طريقي زينبي

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 436
تاريخ التسجيل: 2012/09/08
الدولة: في قلـــ♥ــب البـــحريــــن
المشاركات: 9,772
طريقي زينبي غير متواجد حالياً
المستوى : طريقي زينبي is on a distinguished road




عرض البوم صور طريقي زينبي
افتراضي

اللهم صل على محمد وال محمد
بارك الله بكم


توقيع : طريقي زينبي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } ...
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حجة الله الكبرى اهات الانتظار الواحة الفاطمية 6 2015/10/17 09:23 PM
ِ(يازينب الكبرى) ابن الشاعر الشعر الفصيح والخواطر 9 2013/06/08 09:43 PM
من وصيّة مولانا الحسين ع لعقيلة بني هاشم مولاتنا زينب الكبرى ع عاشق نور الزهراء المواضيع الإسلامية 2 2013/05/28 02:35 AM
كتاب السيدة ::زينب الكبرى ::من المهد الى اللحد اوراق الربيع الكتاب الشيعي 9 2012/12/03 07:08 PM
المبعث النبوي.. يوم الهداية الكبرى بشار الربيعي سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 1 2012/11/13 11:10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |