Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014/01/31, 10:25 AM   #1
بنت الصدر

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1425
تاريخ التسجيل: 2013/04/23
الدولة: العراق
المشاركات: 8,074
بنت الصدر غير متواجد حالياً
المستوى : بنت الصدر will become famous soon enough




عرض البوم صور بنت الصدر
افتراضي سفراء صاحب الزمان (عليه السلام)


1- العمري
2- العمري الثاني
3- النوبختي
4- السَّمري
المشاهدة: الحضور معه
ذكر مسائل يسأل عنها أهل الخلاف
عقيدة أهل السُنّة و الأثر في المهدي المنتظر عليه السلام
أسماء الصحابة الذين رووا عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم
أحاديث المهدي عليه السلام
أحاديث المهدي عليه السلام خرّجها الأئمة في الصحاح
بعض من ألّف من أهل السنّة في المهدي عليه السلام
لماذا ننتظر المهدي؟
منكر المهدي عليه السلام



ذكر سفراء صاحب الزمان (عليه السلام)
السفير: الوكيل، الممثِل، المندوب، والسفراء جمع سفير، وكثير مَن ادعى السفارة زُوراً، أمّا السفراء المعتمدون فهم أربعة سلام الله عليهم، وهم موضع ثقة الإمام، وخرجت بهم التوثيقات من الناحية المقدّسة:
1 ـ العمري:
«سفر له قرابة خمس سنوات إيّان خلافة المعتمد العباسي، وهو أبو عمرو، عثمان بن سعيد العمري الأسدي، وكيل جدّه الهادي وأبيه العسكري (عليهم السلام) طيلة خمس سنوات قبل مولده، وكان يُلقّب بالزيّات أو السّمان لأنَّه كان يتاجر بالسمن تغطية لأمره العظيم الذي كان يتولاّه في عصر الرقابة الشديدة وظلم بني هاشم،([1])حتّى أنَّه كان ينقل الأموال للعسكريين في زقاق السمن قبل أن يصير من وكالتهما لسفارة المهدي (عليه السلام)، وهو الذي قال عنه العسكري (عليه السلام): أحمد بن إسحاق أعلنه على الملأ في الشيعة».
العمري ثقتي، فما أدّى إليك عنّي فعنّي يؤدّي، وما قال لكَ فعنّي يقول، فاسمع له وأطع فإنَّه الثقة المأمون([2]).
وقد سمع العمري هذه الشهادة فيه، فخرّ ساجداً شاكراً لله على هذه الثقة، وبكى أمام أحمد بن إسحاق ومَن كان في مجلسه.
فهو محل ثقة الشيعة يومئذ في أقطار الأرض لما سمعوا من مدحه والثناء عليه، فتسالموا على عدالته ووثاقته وجلالة قدرته.
وقد سُئل هذا السفير الذي قام بأعباء السفارة لحجّة منذ طفولته: هل مضى أبو أحمد؟، أي هل لحق العسكري (عليه السلام) بربّه؟، فقال: قد مضى، ولكن خلَّف فيكم مَن رقبته مثل هذا ـ وأشار بيده إلى غلظ رقبة المولود الشريف ـ مؤكّداً أنَّه مولود وموجود، وأنَّه قد أيفع وصار غلاماً رشيداً موفقاً([3])، وقد روي هذا الحديث عن ابنه، السفير الثاني.
وكان السفير الأوَّل في جملة الذين حضروا تغسيل العسكري (عليه السلام) وتكفينه والصلاة عليه ودفنه.
ومن جملة كتاب كتبه الحجّة (عج) إليه نقتطف منه ما يلي:
... عافانا الله وإيّاكم من الفتن، ووهب لنا ولكم روح اليقين، وأجارنا وإيّاكم من سوء المنقلَب.
إنَّه أُنهي إليَّ إرتياب جماعة في الدّين، وما دخلهم من الشك في وُلاة أمرهم، فغمّنا ذلك لكم لا لنا، وساءنا فيكم لا فينا.
لأنَّ الله معنا فلا فاقة بنا إلى غيره، والحقّ معنا فلن يوحشنا من بَعُدَ عنّا، ونحن صنائع ربّنا، والخلق بعدُ صنائعنا.
أي صنائع من أجلنا، مسؤولون عن ولايتنا، أو صنائع لنا بمعنى أنّنا نتولى تأديبهم بأدب الدين والأخلاق فيصيرون صنائعنا بالجهة التربوية التوجيهية، لأنَّهم يكونون مطبوعين بطبائعنا يسيرون على سنّتنا موسومين بِسِمَتنا، كالمعنى الموجود ضمن المثل القائل: من علّمني حرفاً كنت له عبداً، لا بمعنى العبودية العبيد، ثمَّ أكمل قوله:
يا هؤلاء، ما لكم في الريب تتردَّدون، وفي الحيرة تتعاكسون؟ أوَما سمعتم الله عزَّوجل يقول: (يا أيُّها الذينَ آمَنوا أطيعوا الرسول وأُلي الأمرِ مِنكُم)؟
أوَما علمتم بما جاءت به الآثار عمّا يكون ويحدث في أئمتكم، على الماضين والباقين منهم (عليهم السلام)؟ أوَما رأيتم كيف جعل الله لكم معاقل تأوون إليها، وأعلاماً تهتدون بها من لدُن آدم إلى أن ظهر الماضي ـ أي أبوه (عليه السلام) ـ كلّما غاب عَلَم بدا عَلَم، وإذا أفل نجم بدا نجم، فلمّا قبضه الله إليه ضننتم أنَّ الله أبطل دينه، وقطع السبب بينه وبين خلقه، كلاّ، ما كان ذلك، ولا يكون حتّى تقوم الساعة ويظهر أمر الله وهم كارهون.
وإنَّ الماضي ـ يعني أباه ـ مضى سعيداً فقيداً على منهاج آبائه (عليهم السلام)، وفينا وصيته وعلمه، ومنه خُلُقه ومن يسدّ مسدّه.
ولا ينازعنا موضعه إلاّ ظالم آثم، ولا يدّعيه دوننا إلاّ كافر جاحد.
ولو لا أنَّ أمر الله لا يُغلب، وسرّه لا يظهرُ ولا يُعلن، أُظهرُ لكم من حقّنا ما تبرأ ـ أي تُشفى ـ منه عقولكم ويُزيل شكوككم، لكنّه ما شاء الله كان، ولكلِّ أجل كتاب.
فاتَّقوا الله، وسلّموا لنا، وردّوا الأمر إلينا، فعلينا الإصدار كما كان منّا الإيراد، ولا تحاولوا كشف ما غُطّيَ عنكم، ولا تميلوا عن اليمين، ولا تعدلوا إلى اليسار، واجعلوا قصدكم إلينا بالمودة على السنّة الواضحة.
فقد نصحت إليكم، والله شاهد عليَّ وعليكم، ولولا عندنا من محبّة صلاحكم ورحمتكم والإشفاق عليكم لكنّا في شُغل ممّا قد امتُحِنا به من منازعة الظالم العُتلّ الضال المتابع في غيّه المضادّ لربّه، المدّعي ما ليس له، الجاحد حقَّ مَن افترض الله طاعته، الظالم الغاصب لي، وبي شَبَه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولي أُسوة حسنة برسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيردى الجاهل وراء علمه، وسيعلم الكافر لمَن عُقبى الدار، عصمنا الله وإيّاكم من المهالك والأسواء والآفات والعاهات كلّها برحمته، فإنَّه ولي ذلك والقادر على ما يشاء، وكان لنا ولكم وليّاً وحافظاً، والسلام على جميع الأوصياء والمومنين، ورحمة الله وبركاته([4]).
هذه شواهد من التاريخ، وللتفسير العمري قبر يُزار، وله مواقف وأسرار، وهكذا السفراء الأُخر لهم قبور تُزار ومواقف نتعرض لها، وإنَّما أوردنا ذلك كشاهد يعزز ليس إلاّ.
فالإمام المهدي (عج) الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت وخاتمهم صلوات الله عليه وعليهم جميعاً، مضى أحد عشر منهم كما لا يخفى على أحد من الخاص والعام، وبقى الثاني عشر لحكمة الباري تعالى تحقيقاً لوعده ووعد نبيّه صلوات الله عليهم ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعدما مُلئت جوراً وظلماً، وجعل في خدمته أطايب الخلق من الملائكة والناس، جعل من الملائكة جبرائيل (عليه السلام)وآلافاً من الملائكة، وجعل عيسى (عليه السلام) والخضر (عليه السلام) وثلة من الأصحاب أُمراء ووزراء ومشاورين وقادة بين يديه، ذلك الفضل المبين، هنيئاً لمَن يُدرك زمانه ويكون تحت إمرته مجاهداً في سبيل الله تعالى، سعيداً في الدنيا والآخرة، بعيداً عن ظلم الظالمين وجور الجائرين.
وذكرنا السفراء لقاء الحجّة ليس إلاّ، والإمام موجود موعود بالظهور ولكن حيث تقتضي الإرادة الإلهية والحكمة الربوبية، لكي لا يبقى من يعتذر ويحتج ويُشكل، فدولته وحكومته صلوات الله عليه آخر الدول والحكومات، وإنَّ الذين رأوه والتقوا به كثير، وهو يحضر المواسم ويرعى الموالين، فهو كالشمس وإن سترها السحاب ينتفع الناس به، أمّا أولئك الذين اختاروا طريق الإنكار والتشكيك فلهم ذلك، ولهم يوم لا ينفع فيه الندم.
ثمَّ كتب الحجّة لسفيرة يشرح له ولشيعته أمر الله ويثبتهم على الحق، كتاباً نأخذ منه قوله الكريم:
كيف يتساقون في الفتنة ويتردَّدون في الحيرة، ويأخذون يميناً وشمالاً، فارقوا دينهم أم ارتابوا، أم عاندوا الحق، أم جهلوا ما جاءت به الروايات الصادقة والأخبار الصحيحة، أو علموا فتناسَوا.
أوَ لا تعلمون أنَّ الأرض لا تخلو من حجّة، إمّا ظاهراً أو مغموراً؟ أوَلم يعلموا انتظام أئمتهم بعد نبيّهم (صلى الله عليه وآله) واحداً بعد واحد، إلى أن أفضى الأمر بأمر الله عزَّوجل إلى الماضي صلوات الله عليه ـ يقصد أباه ـ فقام مقام آبائه يهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم، ومضى على منهاج آبائه حذو النَّعل بالنَّعل، على عهد عهده ووصيّة أوصى بها إلى وصىٍّ ستره الله عزَّوجل بأمره إلى غاية، وأخفى مكانه بمشيئته للقضاء السابق والقدر النافذ، وفينا موضعه، ولنا فضله، ولو قد أذن الله عزَّوجل فيما قد منعه، وأزال عنه ما قد جرى به من حكمه، لأراهم الحقَّ ظاهراً بأحسن جليّة وأبين دلالة وأوضح علامة ولأبان عن نفسه وقام بحجّته، ولكن أقدار الله عزّوجل لا تُغالَب، وإرادته لا تُرد وتوفيقه لا يُسبق.
فليدعوا عنهم اتّباع الهوى، وليقيموا على أصلهم الذي كانوا عليه، ولا يبحثوا عمّا سُتِرَ عنهم فيأثموا، ولا يكشفوا ستر الله عزَّوجل فيندموا([5]).
وحين توفي هذا السفير الجليل، حزن الناس عليه حزناً شديداً حتّى أنَّ المهدي (عليه السلام) حزن عليه وعزّى فيه ـ وابنه السفير الثاني ـ وشرّفه بكتاب قال فيه:
إنّا لله وإنّا إليه راجعون، تسليماً لأمره ورضاءً بقضائه، عاش أبوك سعيداً ومات حميداً، فرحمه الله وألحقه بأوليائه ومواليه (عليهم السلام).
فلم يزل مجتهداً في أمرهم، ساعياً فيما يقرّبه إلى الله عزَّوجل وإليهم نَضَّرَ الله وجهه وأقالَ عثرته([6]).
رُزئت ورُزئنا، وأوحشَك وأوحشَنا، فسرّه الله في منقلبه.
كان من كمال سعادته أن رزقه الله تعالى ولداً مثلك يخلفه من بعده، ويقوم مقامه بأمره، ويترحم عليه([7]).
وبذلك تظهر المنزلة الكبرى للسفير الراحل وابنه السفير التالي.
2 ـ العمري الثاني:
سفر له قرابة أربعين عاماً عاصَرَ فيها خلافة المعتمد العباسي، وخلافة المعتضد، وخلافة المكتفي، وعشر سنوات من خلافة المقتدر.
وهو أبو جعفر، محمّد بن عثمان السابق ذكره، توفى سنة 305 هـ.
وقد كان سفيراً لقائم (عليه السلام) بنص من أبيه العسكري (عليه السلام) كما سبق في شهادته له، وبنص من أبيه ـ السفير الأوَّل ـ وبتعيين من القائم (عج) كما رأيت سابقاً، وكانت تزكيته قد سبقت من الإمام العسكري (عليه السلام) في كتاب لأحد أصحابه، قال فيه:
العمري وابنه ثقتان، فما أدّيا فعنّي يؤدّيان، وما قالا فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما فإنَّهما المأمونان([8])، وكتب بشأن هذا السفر العظيم:
وأمّا محمّد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) وعن أبيه من قبل، فإنَّه ثقتي، وكتابه كتابي([9]).
وكتب سيّدنا الحجّة لهذا السفير:
أمّا ما سألت عنه، أرشدك الله وثبتك ووقاك من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمّنا، فاعلم أنَّه ليس بين الله عزَّوجل وبين أحد قرابة، ومَن أنكرني فليس منّي، وسبيله سبيل ابن نوح!
وأمّا سبيل عمّي جعفر وولده، فسبيل إخوة يوسف.
وأمّا أموالكم فلا نقبلها إلاّ لتطهروا، فمَن شاء منكم فَليَصل، ومن شاء فليقطع، وما آتانا الله خير ممّا آتاكم.
أمّا ظهور الفرج فإنَّه إلى الله، وكذب الوقّاتون([10]).
وكتب الحجة (عج) بحق هذا السفير:
وهو محل ثقتنا بما هو عليه، وإنَّه عندنا بالمنزلة والمكان اللذين يَسُرّانه، زاد الله في إحسانه إليه، إنَّه ولىّ قدير، والحمد لله لا شريك له، وصلّى الله على رسوله محمّد وآله، وسلَّم تسليماً كثيراً كثيراً([11]).
3 ـ النوبختي:
«سفر له بعد سلفه الصالح قرابة واحد وعشرين عاماً، أي بقية خلافة المقتدر، وفترة من خلافة الراضي، وهو أبو القاسم، الحسين بن رح بن أبي بحر النوبختي المتوفى في شعبان سنة 326 هـ، أقامه محمّد بن عثمان السابق بأمر من صاحب الأمر (عليه السلام) بعد أن كان سلفه يُحيل عليه قبض الأموال قبل وفاته بسنتين لمرضه وعجزه عن مزاولة السفارة إلى آخر نسمة من حياته، وقال لمَن حضر ساعة وفاته: أُمرت أن أُوصي إلى أبي القاسم، حسين بن روح»([12]).
وقد كتب هذا السفير إلى سيّده يستأذنه في الخروج إلى الحج فخرج الأمر هكذا: لا تخرج هذه السنة.
فاغتنم لعدم الإذن، وأعاد الطلب ثانية مستفتياً بالحكم، لأنَّه حجَّه كان نذراً موقوتاً، فخرج الأمر: إذا كان لابدّ، فكن في القافلة الأخيرة([13]).
وهكذا فعل رحمه الله، فكان في القافلة الأخيرة، وبقي متعجباً من عدم الإذنفي المرة الأُولى والإذن له في الثانية، حتّى انكشف الأمر، وسَلم مع من سَلم من الذين تأخّرت قوافلهم، ونجا من القتل إذ لم يكن مع من تقدَّم من القوافل السابقة، حيث أُصيب القرامطة أثناء خروجهم إلى الحج، حين تناثر الكواكب وحصول الكارثة التاريخية المشهورة التي أودت بحياة قوافل الحجاج فيما بين الحجاز والعراق.
وقد بقي هذا السفير في عمله، أميناً عليه مخلصاً له، ناشطاً فيه مدّة ثلاث وعشرين سنة، منها سنتان كان ينوب أثناءهما عن سلفه السابق رضوان الله عليهما.
وقبره في بغداد (شرقي بغداد)، يُزار من قبل الخواص وعليه ضريح من فضة حُفر على جوانبه آيات من القرآن الكريم وعليه شبّاك من فضة، حدَّدنا مكان القبر الشريف في كتابنا الموسوم «هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون» في بابه، وهكذا قبور بقية السفراء في شرقي بغداد سلام الله عليهم، وهي شواهد دالة نُلفت الإنتباه إليها.
4 ـ السَّمري:
بقي في السفارة ثلاث سنين، أي مدّة خلافة الراضي، وخمسة أشهر وأيّاماً من خلافة المتقي.
وهو أبو الحسن، علي بن محمّد السَّمري المتوفى سنة 329 هـ([14]).
أوصله أبو القاسم النوبختي السفير الثالث بأمر من الإمام (عليه السلام).
وكان من أصحاب العسكري (عليه السلام) السابقين المقرّبين، وقد كتب له الحجّة (عليه السلام)في أواخر عهده في جملة كتاب شريف:
أمّا الحوادث الواقعة ـ أي الأحكام الشرعية التي تحتاجون إلى الفتوى بما يجدّ فيها ـ فارجعوا بها إلى رواة حديثنا، فإنَّهم حجّتي عليكم، وأنا حجّة عليهم([15]).
وهكذا وجّه قواعده الشعبية من مختلف فئات الشيعة نحو المرجعية الدينية، ولفت أنظارهم إلى حملة الحديث القدسي، وحمّل هؤلاء مسؤولية حفظ الحديث وحمّل أعباء الحكم أثناء الغيبة.
ولمّا أدركت هذا السفير نهاية أمره ومرض مرض الموت في مدينة السلام سُئل أن يوصي بغيره فقال: لله أمر هو بالغه.
ثمَّ فضَّ الرسالة الشريفة التاريخية التالية المكتوبة بخط الحجّة وتوقيعه الكريم، فإذا هو مكتوب فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
يا علي بن محمّد السَّمري، عظّم الله أجر إخوانك فيك، فإنَّك ميّت ما بينك وبين ستة أيّام، فاجمع أمرك، ولا توصي إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلاّ بعد أن يأذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً.
وسيأتي من شيعتي من يدّعي المشاهدة.
ألا فمَن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم.


المشاهدة: الحضور معه
«ثمَّ جاء هذا السفير الجليل بنفسه في اليوم السادس المعيّن، تغمّده الله برحمته، وألحقه بسادته الذين كانوا يوقتون، حتّى لموت أوليائهم، كما وقّتوا لولادة المهدي (عليه السلام) وغيبته قبل مئات الأعوام، ثمَّ وقعت الغيبة الكبرى الموحشة...».
وهذا يعني أنَّه لم يجتمع لديه عدد أنصار مخلصين طيلة هذه المدّة، واستغفروا الله ممّا نحن فيه، فقد كان يصله شيء يكرهه من جماعته أيّام السفارة السعيدة، فكيف بما يتّصل به من أخبار مروقنا من الدين وخروجنا عن خط الإسلام، ذلك المروق الذي يندى منه جبين الإنسان خجلاً.
وود عنه (عج) في رسالتين مختلفتين:
وأمّا ندامة قوم قد شكّوا في دين الله على ما وصلونا به، فقد أقلنا مَن استقال، ولا حاجة بنا إلى صلة الشاكين، وأمّا ما وصلتنا به، فلا قبول عندنا إلاّ لما طاب وطهر([16]).
وأمّا المتلبسون بأموالنا، فمَن استحل منها شيئاً فأكل فإنَّما يأكل النيران، وأمّا الخمس فقد أُبيح لشيعتنا وجُعلوا منه في حلٍّ إلى وقت ظهور أمرنا، لتطيب ولادتهم ولا تخبث، أي أنَّه أباح حقّه الشرعي في الخمس للفقراء والمحتاجين من شيعته، فلا يتوهمنَّ أحد من الأغنياء أنَّه أعفاهم من دفعه إلى المستحقين، ومن يفعل ذلك يكن كالمتلبسين بمال الإمام سواء بسواء.
وقد توفي السَّمري رضوان الله عليه سنة 329 هـ.
وكان عهده مليئاً بالظلم والتضييق على الشيعة، فلاقى صعبوبة شديدة في ممارسة عمله، ومضى سعيداً حميداً كأسلافه الميامين.
وكان عمر الحجّة (عليه السلام) إذ ذاك أربعاً وسبعين سنة، قضى منها:
أربع سنوات ونصف السنة مع أبيه، وتسعاً وستين سنة ونصف السنة وخمس عشر يوماً في الغيبة الصغرى التي استوفيت أغراضها عند هذا الحد.
من تعويد الناس على الغيبة امتثالاً لقضاء الله من جهة، وابتغاء تعويدهم على أخذ أُمور دينهم من مراجعهم الدينية من جهة ثانية، ومن أجل تدريب العقول المرنة على قبول ما يقضي به الله تبارك وتعالى.
وكان قد كتب إلى الشيخ المفيد (قدس سره) كتاباً طويلاً قال فيه:
ولو أنَّ أشياعنا وفّقهم الله لطاعته، على احتماع القلوب في الوفاء بالعهد القديم، لما تأخّر عنهم اليُمن بلقائنا، ولتعجّلت لهم السعادة بمساعدتنا على حقّ المعرفة وصداقها منهم بنا.
فما يحبسنا عنهم إلاّ ما يتّصل بنا ممّا نكرهه ولا نُؤثره منهم، والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل([17]).
كل هذا دليل بعد دليل، وما أكثر الدلائل وأقل الإتعاظ من أولئك المرتابين، الذين يشككون مجرداً للتشكيك، وإلاّ فالسفراء، قبورهم شاخصة للعيان، وتاريخ حياتهم ثابت من غير شك لا بل يقين فوق اليقين، فعلامَ هذا التشكيك وعلامَ هذا الإنكار؟ (1170 سنة) ألا تكفي لإتعاظ وكل سنة تتحقق مصداقية الأحاديث المروية في ظهوره أكثر من ذي قبل، واليوم ونحن نرى العشرات من الأحاديث والرواية تقع نسأله بمحمّد وآله تعجيل الفرج.

ذكر مسائل يسأل عنها أهل الخلاف
أقول: إنَّ الخضر (عليه السلام)، العبد الصالح، لا غبار على وجوده، وأنَّه أطول ولد آدم (عليه السلام) عمراً، وأنَّ العقيدة في ذلك ثابتة لا تتغير، ولا شك ولا شبهة في ذلك، فإنَّ كل ما يلحق بالحجّة (عليه السلام) يشمل الحجّة (عليه السلام) وهي الحكمة من وجوده، فإذا قيل: ما هذه الغيبة الطويلة للمهدي (عليه السلام)؟ قلنا: أنَّ غيبة الخضر (عليه السلام) أطول بكثير، وإذا قيل: كيف الإستفادة من الغائب؟ نقول: إنَّ الشمس موجودة وتشع على الكون وإن سترها سجاب كثيف ولا مانع من ذلك، فإن قالوا: ولادته غير واضحة، قلنا لهم: ولادته كولادة موسى (عليه السلام)، وإن قالوا: هو ابن الحسن؟ قلنا: نعم، هو ابن الحسن العسكري وليس ابن الحسن المجتبى (عليه السلام)، إلاّ أنَّه من أبناء الحسين (عليه السلام).
وإن قالوا: ما باله لا يظهر وقد طالت مدّة غيبته؟ قلنا: في غيبته أُسوة في غيبة عيسى بن مريم (عليه السلام) وقد مضى على غيبة عيسى بن مريم (عليه السلام) أكثر ممّا مضى على غيبة المهدي (عليه السلام) بكثير.
أقول: لماذا بقيت الدعوة الإسلامية في مبدأها سرية بعض الوقت؟
كذلك دعوته بعد هذا الظلم والجور تستوجب الاختفاء والسّرية، لِكَلَبِ الناس على الدنيا وشدّة العدو، وقلّة الناصر والمعين.
وكذلك نمرود لمّا علم أنَّ ملكه يزول على يد إبراهيم (عليه السلام)، وكل بالحُبالى من نساء قومه وفرق بين الرجال وأزواجهم فستر الله ولادتة إبراهيم وموسى (عليهم السلام) كما ستر ولادة القائم (عليه السلام) لما علم ذلك من التدبير.
فإنَّ أحد أسباب غزو العدو للعراق هو الإستعداد للحيلولة دون بسط المهدي (عليه السلام) يده على العالَم، وهذا اشتباه في غير محلّه، لأنَّ المهدي (عليه السلام) إذا ظهر لا تقف أمامَه أيّة قوّة في العالم، لهول الرعب الذي يسبقه إلى الأعداء، ولأنَّه قادر على محق العدو بسلاح غير هذا السلاح، فله تجارب الأجيال والقرون، وله تسديد السماء بالملائكة، وذاك أمر لا طاقة للبشر عليه، وإنَّ أمر المهدي (عليه السلام) حتم لابدَّ فيه، وإنَّ مدّة الجبارين لابدَّ لها من الإنتهاء، وإنَّ الله وعد عباده الصلحاء أن يستخلفهم في الأرض، ولا يكون ذلك إلاّ بوجود المهدي (عليه السلام).

عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر (عليه السلام)
قد يخطر على ذهن بعض ; أنَّ الشيعة انفردت في موضوع المهدي (عليه السلام) وهذا البعض، قد يكون قليل الإطلاع والمتابعة، وما لهذا الموضوع من رواسب توارثها المشككون، ولكننا نجد فيه من يزيل الغبار ممّن كتب وروى في هذا الباب، نرى لزاماً علينا الإستشهاد والبيان في ذلك، ولما كان الشيخ عبد المحسن الاستاذ الجامعي قد أحسن وأجاد في جمعه لأسماء الصحابة الذين رووا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحاديث المهدي (عليه السلام) تحت عنوان: «عقيدة أهل السُنّة والأثر في المهدي المنتظر (عليه السلام)».

أسماء الصحابة الذين رووا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
أحاديث المهدي (عليه السلام)
1 ـ عثمان بن عفان، 2 ـ علي بن أبي طالب (عليه السلام)، 3 ـ طلحة بن عبيد الله، 4 ـ عبد الرحمن بن عوف، 5 ـ الحسين بن علي (عليه السلام)، 6 ـ أُم سلمة، 7 ـ أُم حبيبة، 8 ـ عبدالله بن عباس (رضي الله عنه)، 9 ـ عبد الله بن مسعود، 10 ـ عبدالله بن عمر، 11 ـ عبدالله بن عمرو، 12 ـ أبو سعيد الخدري، 13 ـ جابر بن عبدالله، 14 ـ أبو هريرة، 15 ـ أنس بن مالك، 16 ـ ثوبان بن مالك، 17 ـ عمّار بن ياسر، 18 ـ عوف بن مالك،
19 ـ قرة بن إياس، 20 ـ علي الهلالي، 21 ـ حذيفة بن اليمان، 22 ـ عبدالله بن الحارث بن حمزة، 23 ـ عمران بن حصين، 24 ـ أبو الطفيل، 25 ـ جابر الصدفي([18]).


أحاديث المهدي (عليه السلام) خرّجها الأئمة في الصحاح
وأحاديث المهدي (عليه السلام) خرجها جماعة كثيرون من الأئمة في الصحاح والسنن والمعاجم والمسانيد وغيرها، قد بلغ عدد الذين وقفت على كتبهم أو اطلعت على ذكر تخريجهم لها ثمانية وثلاثين وهم:
1 ـ أبو داود في سننه، 2 ـ الترمذي في جامعه، 3 ـ ابن ماجة في سننه، 4 ـ النسائي ذكره السفاريني في جوامع الأنوار البهية، والمناوي في فيض القدير، وما رأيته في الصغرى ولعلّه في الكبرى، 5 ـ أحمد في مسنده، 6 ـ ابن حيّان في صحيحه، 7 ـ الحاكم في المستدرك، 8 ـ أبو بكر أبي شيبة في المصنف، 9 ـ نعيم بن حمّاد في كتاب الفتن، 10 ـ الحافظ أبو نعيم في كتاب المهدي (عليه السلام) وفي الحلية، 11 ـ الطبراني في الكبير والأوسط والصغير، 12 ـ الدارقطني في الأفراد، 13 ـ البارودي في معرفة الصحابة، 14 ـ أبو يعلى الموصلي في مسنده، 15 ـ البزار في مسنده، 16 ـ الحارث بن أبي أُسامة في مسنده، 17 ـ الخطيب في تلخيص المتشابه وفي المتفق والمفترق، 18 ـ ابن عساكر في تاريخه، 19 ـ ابن منده في تاريخ أصفهان، 20 ـ أبو الحسن الحربي في الأوَّل من الحربيات، 21 ـ تمام الرازي في فوائده، 22 ـ ابن جرير في تهذيب الآثار، 23 ـ أبو بكر في المقري معجمه، 24 ـ أبو عمرو الداني في سننه، 25 ـ أبو غنم الكوفي في كتاب الفتن، 26 ـ الديلمي في مسند الفردوس، 27 ـ أبو بكر الإسكاف في فوائد الأخبار، 28 ـ أبو الحسين المناوي في كتاب الملاحم، 29 ـ البيهقي في دلائل النبوّة، 30 ـ أبو عمرو المقري في سننه، 31 ـ ابن الجوزي في تاريخه، 32 ـ يحيى بن عبد الحميد الحماني في مسنده، 33 ـ الروياني في مسنده، 34 ـ ابن سعد في الطبقات، 35 ـ ابن خزيمة، 36 ـ الحسن بن سفيان، 37 ـ عمر بن شِبَه، 38 ـ أبو عوانة.
وقد وقع اختياري على ذكر هذه الأسماء لمكانة هؤلاء عند إخواننا أهل السُنّة، والقاري الفطن بعود لإلتماس الدليل بنفسه فيكون أقوى بالإحتجاج والقناعة.
وهؤلاء خير الأئمة والعلمائ بالنسبة للمنكرين، ولذا يجب الإقتداء بما ذكروه وأثبتوه.
وعلى المشككين اتّباع الأدلة، لأنَّ علماء المنطق يقولون: إنَّ الشك هو أحد طُرق اليقين.

بعض من ألف من أهل السنة في المهدي (عليه السلام)
1 ـ أبو بكر خيثمة بن زهير بن حرب، قال ابن خلدون في مقدمة تاريخه: ولقد توغل أبو بكر ابن أبي خيثمة على ما نقل السهيلي عنه في جمعه للأحاديث الواردة في المهدي (عليه السلام).
2 ـ ومنهم الحافظ أبو نعيم ذكره السيوطي في الجامع الصغير، وذكره في العرف الوردي، بل قد لحّض السيوطي الأحاديث التي جمعها أبو نعيم في المهدي (عليه السلام) وجعلها ضمن كتابه «العرف الوردي»، وزاد عليها فيه أحاديث وآثاراً كثيرة جدّاً.
3 ـ ومن الذين أفردوا أحاديث المهدي (عليه السلام) بالتأليف السيوطي، فقد جمع فيه جزءاً، أسماه العرف الوردي في أخبار المهدي (عليه السلام)، وهو مطبوع ضمن كتابه الحاوي للفتاوي في الجزء الثاني منه.
قال في أوَّله: الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، هذا جزء جمعت فيه الأحاديث والآثار الواردة في المهدي (عليه السلام) لحضت فيه الأربعين التي جمعها الحافظ أبو نعيم وزدت عليه ما فاته ورمزت عليه صورة (ك) والأحاديث والآثار التي أوردها السيوطي في شأن المهدي (عليه السلام) تزيد على المئتين وتلك الأحاديث والآثار فيها الصحيح، والحسن، والضعيف، والموضوع، وإذا أورد الحديث إضافة إلى كل الذين خرّجوه، فيقول مثلاً في الحديث الواحد:
أخرج أبو داود وابن ماجة والطبراني والحاكم، عن أُم سلمة سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: «المهدي من عترتي من ولد فاطمة».
4 ـ ومنهم الحاظ عماد الدين بن كثير (ره) قال في كتاب الفتن والملاحم: وقد أفردت في ذكر المهدي جزءاً على حده ولله الحمد والمنّة.
5 ـ ومنهم الفقيه ابن حجر المكّي، وقد سمّى مؤلفه «القول المختصر في علامات المهدي المنتظر»، ذكر ذلك البرزنجي في الإشاعة، ونقل منه، وكذلك السفاريني في «لوامع الأنوار البهية» وغيرها.
6 ـ ومنهم علي المتقي الهندي صاحب «كنز العمال» فقد ألَّف في شأن المهدي (عليه السلام) رسالة ذكرها البرزنجي في الإشاعة وذكر ذلك ملا علي القاري الحنفي في «المرقاة في شرح المشكاة» وذكر شارح رموز الحديث.
7 ـ ومن الذين ألَّفوا في شأن المهدي (عليه السلام) ملا علي القاري، وسمّى مؤلّفه: «المشرب الوردي في مذهب المهدي (عليه السلام)»، ذُكر في «الإشاعة» ونقل جملة كبيرة منه.
8 ـ ومنهم مرعي بن يوسف الحنبلي المتوفى سنة ثلاث وثلاثين بعد الألف وسمّى مؤلفه: «فوائد الفكر في ظهور المهدي المنتظر (عليه السلام)» ذكره السفاريني في «لوامع الأنوار البهية».
9 ـ ومن الذين ألّفوا في شأن المهدي بالإضافة إلى مسألتي نزول عيسى (عليه السلام)، وخروج الدَّجال، القاضي محمّد بن علي الشوكاني وسمّى مؤلّفه: «التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدَّجال والمسيح»، ذكر ذلك صديق حسن ونقل جملة منه، والشوكاني ممّن ألَّف بشأنه، وحكى تواتر الأحاديث الواردة فيه.
10 ـ ومنهم الأمير محمّد بن إسماعيل الصنعاني، صاحب «سبل السلام» المتوفى سنة (1182 هـ)، قال صدّيق حسن: وقد جمع السيّد العلامة بدر الملّة النيّر محمّد بن إسماعيل الأمير اليماني الأحاديث القاضية بخروج المهدي (عليه السلام)وأنَّه من آل محمّد (صلى الله عليه وآله)، وأنَّه يظهر في آخر الزمان ثمَّ قال: ولم يأتِ تعيين زمنه إلاّ أنَّه يخرج قبل خروج الدَّجال.
وهكذا فقد كتب في المهدي (عج) علماء كبار، وذوو مؤلفات قيمة ومع ذلك فهناك من يتجاوز بالكذب على الله تعالى وعلى الرسول (صلى الله عليه وآله) وعلى الناس ويقول: المهدي غير موجود!
أمّا إذا أردنا أن نذكر من كتب من أصحابنا في المهدي (عليه السلام) لوجدنا أضعاف هذا العدد، والمصدر واحد هو: الكتاب والسُّنة، فليتدبر أولو الألباب.
«أمّا الذين في قلوبهم مرض، حتّى إذا خرج وقفوا في وجهه وحاربوه وهم لا يُبالون، أولئك خسروا الدنيا والآخرة»([19]).

لماذا ننتظر المهدي (عج)؟
لقد وردت روايات في استحباب إنتظار الفرج، منها ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أفضل العبادة إنتظار الفرج»([20]).
فلماذا هذا التأكيد والإستحباب؟
لأنَّ الإمام (عج) سوف ينقذ الأُمّة، بل الإنسانية ويُخلّصها من الظلم والظالمين، ويملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما في الأحاديث الشريفة والتي منها:
قال الرسول (صلى الله عليه وآله): «المهدي من ولدي... يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً»([21]).
الأرض اليوم أكثر منها بالأمس جوراً وظلماً، بغض النظر عن الإدعاءات الباطلة العارية عن الصحة، القوي يأكل الضعيف، شعوب تأن وترزح تحت وطأة الظلم والجور، خيراتها تُنهب بشكل وآخر تحت عناوين برّاقة، فتن وحروب مفتعلة ; لتصريف السلاح وفتح الأسواق لها ولغيرها، وغزو للأفكار، وتشويه للتراث، أحزاب ومنظمات تعمل على التخريب، وأُمراء خونة، ووزراء فسقة، كل ذلك يبكي العدل وأهله ويرجو من يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً.

منكر المهدي (عليه السلام)
قال (صلى الله عليه وآله): «مَن أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أُنزل على محمّد».
قال (صلى الله عليه وآله): «من أنكر القائم من ولدي أثناء غيبته، مات ميتة جاهلية».
قال (صلى الله عليه وآله): «من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني».
قال (صلى الله عليه وآله): «من مات وليس له إمام يسمع له ويطيع مات ميتة جاهلية»([22]).
ومثله في البحار([23]).
كثير هم الذين أنكروا المهدي (عليه السلام)، وينكرونه فمن قائل: إنَّ فكرة المهدي ابتدعها علماء ومفكروا الشيعة، ومن قائل: إنَّ المهدي خرافة، وآخر يقول: إنَّه يولد في آخر الزمان، وآخر يقول: ولد سنة (225 هـ) في سرّ من رأى «سامراء» في بيت والده، وآخر قال: مات وهلك، ولا نعلم في أيِّ واد سلك.
فحديث: «الأئمة من بعدي إثنا عشر أوَّلهم علي وآخرهم المهدي» حديث روته السُّنة، والشيعة.
وحديث: «الخلفاء من بعدي إثنا عشر كلّهم من قريش» روته السُّنة والشيعة وقد كتبت المؤلفات في هذا الباب، ويمكن مراجعة ما ذكرناه تحت عنوان:
«عقيدة أهل السُّنة والأثر في المهدي المنتظر»، و«أحاديث المهدي (عليه السلام)خرّجها الأئمة في الصحاح»، و«بعض من الألف من أهل السُّنة في المهدي (عليه السلام)»([24])، يُغني عن السؤال، ومراجعة بسيطة لمصادر البحث هي الأُخرى تُغني في المقام([25]).
إنَّ حقيقة المهدي (عليه السلام) من المسائل التي لا تنكر ولا تُهمل، على الرغم ممّا قال فيها وعندها الأعداء والمغرضون، والمشككون أولئك الذين ديدنهم التشكيك والتضليل والدس والنفاق.
والأحاديث صريحة في أن من ينكر وجود المهدي (عج)، ناكر للنبوّة، وبالتالي ناكر للوحدانية، لأنَّ المهدي (عليه السلام) خاتم الإمامة، كما أنَّ النّبي (صلى الله عليه وآله) خاتم النبوّة، وقد ورد في الأحاديث الشريفة أنَّ نقباء بني إسرائيل إثنا عشر نقيباً، وحواري عيسى بن مريم (عليه السلام) إثنا عشر، والأئمة من أهل النبوة (عليهم السلام) إثنا عشر إماماً ; أوَّلهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) وآخرهم المهدي (عليه السلام).
والتشكيك والإنكار يأتيان عادة في الظلمة والفسقة والفجار والعملاء لهم.
لأنَّ المهدي (عليه السلام) يأتي ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً فيؤثرون ميتة الجاهلية لئلا تُضرب مصالحهم، لأنَّهم أهل دنيا.
ولا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن نغفل عن كون العدو يعرف هذا الأمر الذي يقلقه معرفة واضحة، ويحسب له ألف حساب.
والذي يقرأ التاريخ يجد ملوك بني العباس كيف كانوا على حذر وخوف من ولادة المهدي (عليه السلام)، وكيف كانوا يتعاملون مع آبائه، كما أشرنا إلى ذلك في ولادته([26]).
ولا عجب، حين يخرج علينا مَن ينكر المهدي النمتظر (عج) لأنَّ ذلك شيء طبيعي ; إذ كلّما قرب ظهوره (عليه السلام)، وتحققت علامات ذلك نجد هناك من ينبري للتشكيك وبث الشبهات.
وهو دليل على وجوده (عليه السلام) كما نستفيد ذلك من الروايات والأحاديث الكثيرة ومنها تلك التي مرَّ ذكرها.


--------------------------------------------------------------------------------
([1]) يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 152 ـ 153، نقلاً عن: الغيبة للطوسي (ره، ص: 214، والبحار، جـ 51، ص: 344، وفي الكُنى والألقاب، جـ 3، ص: 227، ملخص مفيد عن السفراء الأربعة رضوان الله عليهم.
([2]) الكافي، م 1، ص: 330، وأعلام الورى، ص: 396، ومنتخب الأثر، ص: 394، 393، والغيبة للطوسي (ره)، ص: 217.
([3]) يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 153 ـ 154، نقلاً عن: الإرشاد، ص: 330، وأعلام الورى، ص: 396.
([4]) الكتاب في البحار، جـ 53، ص: 178 ـ 179، 158، ومنتخب الأثر، ص: 386، والغيبة للطوسي (ره)، ص: 172 ـ 173، والكُنى والألقاب، جـ 2، ص: 101، وإلزام الناصب، ص: 129، والإمام المهدي (عليه السلام)، ص: 251 ـ 252، وذكر أنَّ الكتاب كان موجّهاً لمحمّد بن إبراهيم بن مهزيار، وورد بكامله في ص: 255 ـ 256، وفي ينابيع المودّة، جـ 3، ص: 193 شيء من آخره.
([5]) البحار، جـ 53، ص: 191، والإمام المهدي (عليه السلام)، ص: 257 ـ 258.
([6]) البحار، جـ 51، ص: 349، ومنتخب الأثر، ص: 395، والغيبة للطوسي (ره)، ص: 219 ـ 220.
([7]) الإمام المهدي (عليه السلام)، ص: 252، وإلزام الناصب، ص: 125، 130 ـ 131.
([8]) يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 157، نقلاً عن: الغيبة للطوسي (ره)، ص: 146 ـ 147، والكافي، م 1، ص: 330، والبحار، جـ 51، ص: 348، وأعلام الورى، ص: 396.
([9]) الإمام المهدي (عليه السلام)، ص: 253، وإلزام الناصب، ص: 129، والبحار، جـ 53، ص: 181.
([10]) البحار، جـ 51، ص: 356، وجـ 53، ص: 180 ـ 181، 184، وكشف الغمة، جـ 3، ص: 321، وأعلام الورى، ص: 423، والغيبة للطوسي (ره)، ص: 176، وبشارة الإسلام، ص: 300.
([11]) يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 158، نقلاً عن: البحار، جـ 51، ص: 356.
([12]) إلزام الناصب، ص: 125، وكشف الغمة، جـ 3، ص: 321، وفي منتخب الأثر، ص: 272 آخره، والغيبة للطوسي (ره)، ص: 176، وبشارة الإسلام، ص: 300، والبحار، جـ 53، ص: 181، 184 آخره، ومثله في المهدي (عليه السلام)، ص: 253.
([13]) البحار، جـ 51، ص: 293، ومنتخب الأثر، ص: 397، والغيبة لطوسي (ره)، ص: 196.
([14]) يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 159، نقلاً عن: الغيبة للطوسي (ره)، ص: 242، أو سنة 328 هـ، وكشف الغمة، جـ 3، ص: 320.
([15]) كشف الغمة، جـ 3، ص: 321، وأعلام الورى، ص: 424، وإلزام الناصب، ص: 129، والبحار، جـ 53، ص: 181، والمهدي (عليه السلام)، ص: 182، والإمام المهدي (عليه السلام)، ص: 253، وفي منتخب الأثر، ص: 272 باختصار، البحار، جـ 51، ص: 361، جـ 52، ص: 151، جـ 53، ص: 318.
([16]) يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 160، نقلاً عن: البحار، جـ 53، ص: 181.
([17]) يوم الخلاص، كامل سليمان، ص: 161، الطبعة الأُولى، سنة 1424، قم المقدّسة، نقلاً عن: نجد الكتاب في مكان آخر من هذه البحوث، ونجده في الإرشاد، ص د هـ، وفي البحار، جـ 53، ص: 177، وفي إلزام الناصب، ص: 136.
([18]) راجع كتابنا: «هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون»، جـ 1، مخطوط، نقلاً عن: موسوعة الإمام المهدي (عليه السلام)، المجلد الأوَّل، ص: 595 ـ 596.
([19]) موسوعة الإمام المهدي (عليه السلام)، المجلد الأوَّل، ص: 595، 596.
([20]) ينابيع المودة، القندوزي الحنفي، جـ 2، ص: 592.
([21]) معجم أحاديث المهدي (عليه السلام)، جـ 3، ص: 751، 228.
([22]) ينابيع المودّة، جـ 3، ص: 108، 162، ومنتخب الأثر، ص: 149، وإلزام الناصب، ص: 52، والإختصاص، ص: 492، والإمام المهدي (عليه السلام)، ص: 299، نقلاً عن: غاية المرام، ص: 662.
([23]) البحار، جـ 7، ص: 492.
([24]) راجع جـ 1، ص: 49، 51، 55 كتابنا «هذا ما وعد الرحمن».
([25]) ذكرنا ذلك في كتاب «هذا ما وعد الرحمن»، جـ 1، ص: 22، 63، لا يزال مخطوطاً.
([26]) نفس المصدر السابق



stvhx whpf hg.lhk (ugdi hgsghl)



توقيع : بنت الصدر
[IMG]https://s*******-a-cdg.xx.fbcdn.net/hphotos-xpa1/v/t1.0-9/10257763_1403054306651158_385830557615175906_n.jpg ?oh=a01c3d1af4356ef62041dc6c00e65318&oe=54EC69BE[/IMG]
رد مع اقتباس
قديم 2014/01/31, 07:22 PM   #2
عاشقة بيت النبي

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1677
تاريخ التسجيل: 2013/06/30
الدولة: العراق\بابل
المشاركات: 7,697
عاشقة بيت النبي غير متواجد حالياً
المستوى : عاشقة بيت النبي is on a distinguished road




عرض البوم صور عاشقة بيت النبي
افتراضي

[كلمااااااااات من ذهب..
ومعطرة بعطور ساحرة..
لاعدمنا كل مايخطه قلمك لنا
تحياتي وعبير ودي
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري


توقيع : عاشقة بيت النبي
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اختبار الإيمان في عصر صاحب الزمان عليه السلام شجون الزهراء الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) 4 2014/04/15 07:47 PM
طلب الإستغفار من صاحب الزمان عليه السلام النبأ العظيم الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) 3 2013/07/23 01:02 PM
المجتمع الذي يريده صاحب الزمان عليه السلام شجون الزهراء الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) 2 2013/07/06 03:53 PM
السلام عليك حين تقعد .....يا صاحب الزمان عاشق نور الزهراء الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) 10 2013/05/27 03:12 PM
زيارة يوم الجمعة وهو يوم صاحب الزمان صلوات الله عليه عاشق نور الزهراء الارشيف والتكرار 7 2013/04/19 10:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |