Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > الرسول الاعظم محمد (ص)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014/11/02, 09:21 PM   #1
بنت الصدر

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1425
تاريخ التسجيل: 2013/04/23
الدولة: العراق
المشاركات: 8,074
بنت الصدر غير متواجد حالياً
المستوى : بنت الصدر will become famous soon enough




عرض البوم صور بنت الصدر
Ett إخبار النبي صلى الله عليه وآله بما يجري على أهل بيته عليهم السلام من القتل والتشريد




فعلى الأطائب من أهل بيت محمد وعلي صلى الله عليهما وآلهما ، فليبك الباكون ، وإياهم فليندب النادبون ، ولمثلهم فلتذرف الدموع ، وليصرخ الصارخون ، ويضجَّ الضاجون ، ويعجَّ العاجون أين الحسن وأين الحسين ، أين أبناء الحسين ، صالح بعد صالح ، وصادق بعد صادق ، أين السبيل بعد السبيل ، أين الخيرة بعد الخيرة ، أين الشموس الطالعة ، أين الأقمار المنيرة ، أين الأنجم الزاهرة ، أين أعلام الدين وقواعد العلم (1).يا غيرة الله اغضبي لنبيِّهمن عصبة ضاعت دماء محمدصفدات مال الله ملءُ أكفِّهاوتزحزحي بالبيض عن أغمادهاوبنيه بين يزيدها وزيادهاوأكفُّ آل الله في أصفادها (2)
1 ـ المزار ، محمد بن المشهدي : 578.
2 ـ المجالس السنية ، السيد محسن الأمين : 1/278.

(12)
روي أنه قيل للإمام الصادق ( عليه السلام ) : سيدي جعلت فداك ، إن الميت يجلسون له بالنياحة بعد موته أو قتله ، وأراكم تجلسون أنتم وشيعتكم من أول الشهر بالمأتم ولاعزاء على الحسين ( عليه السلام ) فقال ( عليه السلام ) : يا هذا إذا هل هلال محرم نشرت الملائكة ثوب الحسين ( عليه السلام ) وهو مخرق من ضرب السيوف ، وملطخ بالدماء فنراه نحن وشيعتنا بالبصيرة لا بالبصر ، فتنفجر دموعنا (1).
عظَّم الله لكم الأجر أيها المؤمنون ، وأحسن الله لكم العزاء بمصاب سيِّد شباب أهل الجنة ، فهذا شهر المحرَّم قد أقبل عليكم بأحزانه فحقَّ لكم أن تندبوا الحسين ( عليه السلام ) وتبكوه بالدموع الجارية ، وتظهروا الأحزان ، وتتركوا الأفراح ، وتجتمعوا لإقامة المآتم كما أوصى بذلك سيِّدُ شباب أهل الجنة ( عليه السلام ) فقد روي أنه ( عليه السلام ) أوصى ابنه الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) قائلا له : يا ولدي ، بلِّغ شيعتي عني السلام ، وقل لهم : إن أبي مات غريباً فاندبوه ، ومضى شهيداً فابكوه (2).
ويروى أن سكينة ( عليها السلام ) اعتنقت أباها الحسين ( عليه السلام ) بعد مقتله الشريف وجعلت تمرِّغ وجهها على جسده ، وهي تبكي حتى غشي عليها ، ثمَّ جاء أعداء الله فجذبوها منه وأبعدوها عنه وأركبوها ، قالت سكينة : سمعت أبي ( عليه السلام ) يقول وأنا مغشى عليَّ :شيعتي ما إن شربتم عذب ماء فاذكرونيفأنا السبط الذي من غير جرم قتلونيليتكم في يوم عاشورا جميعاً تنظرونيأو سمعتم بقتيل أو شهيد فاندبونيوبجرد الخيل بعد القتل عمداً سحقونيكيف أستسقي لطفلي فأبوا أن يرحموني (3)
1 ـ ثمرات الأعواد ، السيد علي الهاشمي : 36 ـ 37.
2 ـ الدمعة الساكبة ، البهبهاني : 4/351 ، معالي السبطين ، الحائري : 2/22.
3 ـ مثير الأحزان ، الجواهري : 93.

(13)
ولله درّ الشيخ عبدالكريم الفرج رحمه الله تعالى إذ يقول في هلال شهر المحرم الحرام :هلَّ المحرَّمُ فاستهلَّت أدمعيمذ أبصرت عيني بزوغَ هلالِهِوتنغَّصت فيه عليَّ مطاعمياللهُ يا شهرَ المحرَّمِ ما جرىاللهُ من شهر أطلَّ على الورىشهرٌ لقد فُجع النبيُّ محمَّدٌشهرٌ به نزل الحسينُ بكربلافتلألأت منها الربوعُ بنورِهِوورى زنادُ الحزنِ بين الأضلعيملأ الشجا جسمي ففارق مضجعيومشاربي وازداد فيه توجّعيفيه على آلِ النبيِّ الأنزعبمصائب شيَّبن روسَ الرضَّعِفيه وأيُّ موحِّد لم يُفْجَعِفي خيرِ صحب كالبدورِ اللُّمَّعِوعلت على هامِ السماكِ الأرفعِ (1) روى الشيخ الصدوق عليه الرحمة عن ابن عباس ، قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان جالساً ذات يوم إذ أقبل الحسن ( عليه السلام ) فلمَّا رآه بكى ، ثمّ قال : إليَّ يا بني ، فما زال يُدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى ، ثم أقبل الحسين ( عليه السلام ) ، فلمَّا رآه بكى ، ثمَّ قال : إليَّ يا بني ، فما زال يُدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى ، ثم أقبلت فاطمة ( عليها السلام ) ، فلمَّا رآها بكى ، ثمَّ قال : إليَّ بابنية فأجلسها بين يديه ، ثمَّ أقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فلمّا رآه بكى ، ثمَّ قال : إليَّ يا أخي ، فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الأيمن ، فقال له أصحابه : يا رسول الله ، ما ترى واحداً من هؤلاء إلاَّ بكيت ، أو ما فيهم من تسرُّ برؤيته! ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : والذي بعثني بالنبوة ، واصطفاني على جميع البرية ، إني وإياهم لأكرم الخلق على الله عزَّ وجلَّ ، وما على وجه الأرض نسمة أحبّ إليَّ منهم.
أما علي بن أبي طالب فإنه أخي وشقيقي ، وصاحب الأمر بعدي ، وصاحب
1 ـ شعراء القطيف ، الشيخ علي المرهون : 273 ـ 274.

(14)
لوائي في الدنيا والآخرة ، وصاحب حوضي وشفاعتي ، وهو مولى كل مسلم ، وإمام كل مؤمن ، وقائد كل تقي ، وهو وصيي وخليفتي على أهلي وأمتي في حياتي وبعد مماتي ، محبُّه محبي ، ومبغضُه مبغضي ، وبولايته صارت أمتي مرحومة ، وبعداوته صارت المخالفة له منها ملعونة ، وإني بكيت حين أقبل لأني ذكرت غدر الأمة به بعدي حتى إنه ليزال عن مقعدي ، وقد جعله الله له بعدي ، ثم لا يزال الأمر به حتى يُضرب على قرنه ضربة تخضب منها لحيته في أفضل الشهور « شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَات مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ » (1).
وأما ابنتي فاطمة ، فإنها سيِّدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وهي بضعة مني ، وهي نور عيني ، وهي ثمرة فؤادي ، وهي روحي التي بين جنبي ، وهي الحوراء الإنسية ، متى قامت في محرابها بين يدي ربِّها جلَّ جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض ، ويقول الله عزَّ وجلَّ لملائكته : يا ملائكتي ، انظروا إلى أمتي فاطمة سيِّدة إمائي ، قائمةً بين يدي ، ترتعد فرائصُها من خيفتي ، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي ، أُشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النار ، وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي ، كأني بها وقد دخل الذلّ بيتها ، وانتُهكت حرمتها ، وغصبت حقَها ، ومُنعت إرثها ، وكُسر جنبُها ، وأُسقطت جنينها ، وهي تنادي : يا محمداه ، فلا تجاب ، وتستغيث فلا تغاث ، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية ، تتذكِّر انقطاع الوحي عن بيتها مرَّة ، وتتذكَّر فراقي أخرى ، وتستوحش إذا جنَّها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجَّدتُ بالقرآن ، ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة ، فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بالملائكة ، فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران ، فتقول : يا فاطمة « إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ » ، يا فاطمة « اقْنُتِي لِرَبِّكِ
1 ـ سورة البقرة ، الآية : 185.

(15)
وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ».
ثم يبتدىء بها الوجع فتمرض ، فيبعث الله عزَّ وجلَّ إليها مريم بنت عمران ، تمرِّضها وتؤنسها في علّتها ، فتقول عند ذلك : يا رب ، إني قد سئمت الحياة ، وتبرَّمت بأهل الدنيا ، فألحقني بأبي. فيلحقها الله عزَّ وجلَّ بي ، فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي ، فتقدم عليَّ محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة ، فأقول عند ذلك : اللهم العن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وأذِلَّ من أذلَّها ، وخلِّد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها ، فتقول الملائكة عند ذلك : آمين. وللهِ درّ السيِّد صالح الحلي عليه الرحمة إذ يقول :قد أسقطوا جنينَها واعترىفما سقوطُ الحملِ ما صدرُهاما وكزُها بالسيفِ في ضلعِهاما دفنُها بالليل سِرّاً ومامن لطمةِ الخدِّ العيونَ احمرارْمالطمُها ما عصرُها بالجداروما انتثارُ قُرْطِها والسوارنَبْشُ الثرى منهم عناداً جِهَارْ (1) وقال آخر :ولأي الأمور تدفن ليلاابنة المصطفى ويعفى ثراها تتمة الحديث قال : قال ( صلى الله عليه وآله ) : وأمَّا الحسن فإنه ابني وولدي ، ومني ، وقرّة عيني ، وضياء قلبي ، وثمرة فؤادي ، وهو سيِّد شباب أهل الجنة ، وحجة الله على الأمة ، أمره أمري ، وقوله قولي : من تبعه فإنه مني ، ومن عصاه فليس مني ، وإني لما نظرت إليه تذكَّرت ما يجري عليه من الذلّ بعدي ، فلا يزال الأمر به حتى يُقتل بالسم ظلماً وعدواناً ، فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته ، ويبكيه كل شيء حتى الطير في جوّ السماء ، والحيتان في جوف الماء ، فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعمى العيون ، ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب ، ومن زاره في بقيعه
1 ـ رياض المدح والرثاء ، القديحي : 309.

ثبتت قدمه على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام.
ولله درّ الشيخ عبدالحسين شكر عليه الرحمة إذ يقول في رثاء الإمام الحسن ( عليه السلام ) :من مبلغُ المصطفى والطهرِ فاطمةيدعوه يا عضدي في كلِّ نائبةقد كنتَ لي من بني العليا بقيَّتَهمفاليومَ بعدَك أضحت وهي ليِّنةٌلهفي لزينبَ تدعوه ومقلتُهاأن الحسينَ دماً يبكي على الحَسَنِومُسْعِدي إن رماني الدهرُ بالوَهَنِوللعدوِّ قناتي فيك لم تَلِنِلغامز وهنيُّ العيشِ غيرُ هنيعبرى وأدمعُها كالعارضِ الهَتِنِ (1) تتمة الحديث قال ( صلى الله عليه وآله ) : وأمَّا الحسين فإنه مني ، وهو ابني وولدي ، وخير الخلق بعد أخيه ، وهو إمام المسلمين ، ومولى المؤمنين ، وخليفة ربّ العالمين ، وغياث المستغيثين ، وكهف المستجيرين ، وحجة الله على خلقه أجمعين ، وهو سيد شباب أهل الجنة ، وباب نجاة الأمة ، أمره أمري ، وطاعته طاعتي ، من تبعه فإنه مني ، ومن عصاه فليس مني ، وإني لما رأيته تذكَّرت ما يصنع به بعدي ، كأني به وقد استجار بحرمي وقبري فلا يجار ، فأضمُّه في منامه إلى صدري ، وآمره بالرحلة عن دار هجرتي ، وأبشِّره بالشهادة ، فيرتحل عنها إلى أرض مقتله وموضع مصرعه ، أرض كرب وبلاء وقتل وفناء ، تنصره عصابة من المسلمين ، أولئك من سادة شهداء أمتي يوم القيامة ، كأني أنظر إليه وقد رمي بسهم فخرَّ عن فرسه صريعاً ، ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوماً.
ثم بكى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبكى من حوله ، وارتفعت أصواتهم بالضجيج ، ثمَّ قام ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو يقول : اللهم إني أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي بعدي ، ثم دخل منزله (2)
1 ـ رياض المدح والرثاء ، القديحي : 318.
2 ـ الأمالي ، الشيخ الصدوق : 174 ـ 177 ح 2.

(17)
ولله درّ الحجة الشيخ حسن علي البدر عليه الرحمة إذ يقول :ألم تر آلَ اللهِ كيف تراكمتأما شرقت بنتُ النبىِّ بريقِهاأما قُتِلَ الكرَّارُ بغياً بسيفِ مَنْعدوِّ إلهِ العالمين ابنِ مُلجمألم يَعُدِ الزاكي ابنُه وهو مُلْجأٌأما هجموا فسطاطَه وتناهبواأما دسَّت الأعدا له السمَّ غيلةًأما رشقوه النبلَ وهو جنازةٌوإنْ أنس لا أنسى الحسينَ وقد غداقضى بعدما ضاقت به سِعَةُ الفضاقضى وهو حرَّانُ الفؤادِ من الظمافما لنزار لا تقومُ بثارِهاوتملأُها خيلا تسابقُ طرفَهافتوطىءُ هاتيك السنابك هامَهمعليهم صروفُ الدهرِ أيَّ تراكمِوجرَّعها الأعداءُ طَعْمَ العلاقمِبغى وطغى فيما أتى من مآثموأشقى جميعِ الناسِ من دورِ آدمإلى سِلْمِ حرب وهو غيرُ مُسَالِمِبه رَحْلَه نَهْبَ الغُزاةِ الغنائمِفألقى به في الطشتِ قَلْبَ المكارمعلى النعشِ لا بل فوقَ هامِ النعائمِعلى رَغْمِ أنفِ الدينِ نَهْبَ الصوارمفضاق له شجواً فضاءُ العوالمعلى غُصَص فيها قضى كلُّ هاشميفترضع حرباً من ضروعِ اللهاذمعلى آلِ حرب تحت أُسْد ضراغمِكما أوطأوها صَدْرَ سيِّدِ هاشمِ (1) روى الراوندي عليه الرحمة أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يوماً جالساً وحوله علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) فقال لهم : كيف بكم إذا كنتم صرعى ، وقبوركم شتى ؟ فقال الحسن ( عليه السلام ) : أنموت موتاً أو نُقتل قتلا ؟ فقال : يا بني ، بل تقتل بالسم ظلماً ويقتل أخوك ظمأ ، ويُقتل أبوك ظلماً ، وتُشرَّد ذراريكم في الأرض.
فقال الحسين ( عليه السلام ) : ومن يقتلنا ؟ قال : شرار الناس. قال : فهل يزورنا أحد ؟ قال : نعم ، طائفة من أمتي يريدون بزيارتكم برّي وصلتي ، فإذا كان يوم القيامة
1 ـ شعراء القطيف ، الشيخ علي المرهون ، القسم الأول : 171 ـ 172.

(18)
جئتهم وأخلصهم من أهواله (1).
وجاء في تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) أنه قال في قوله تعالى : « وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ ـ الى قوله تعالى : ـ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ » (2) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ لما نزلت هذه الإية في اليهود ، هؤلاء اليهود الذين نقضوا عهد الله ، وكذَّبوا رسل الله ، وقتلوا أولياء الله ـ : أفلا أنبِّئكم بمن يضاهيهم من يهود هذه الأمة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : قوم من أمتي ينتحلون أنهم من أهل ملتي ، يقتلون أفاضل ذرّيّتي وأطائب أرومتي ، ويبدّلون شريعتي وسنتي ، ويقتلون ولديَّ الحسن والحسين كما قتل أسلاف هؤلاء اليهود زكريا ويحيى ، ألا وإن الله يلعنهم كما لعنهم ، ويبعث على بقايا ذراريهم قبل يوم القيامة هادياً مهدياً من ولد الحسين المظلوم ، يحرفهم بسيوف أوليائه إلى نار جهنم (3).
ولله درّ السيد الرضيّ عليه الرحمة إذ يقول :يا رسولَ اللهِ لو عاينتهملرأت عيناك منهم منظراًوَهُمُ ما بين قتل وسباللحشا شجواً وللعينِ قذى قال العلامة المجلسي عليه الرحمة : وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي ، نقلا من خطّ الشهيد رفع الله درجته ، نقلا من مصباح الشيخ أبي منصور طاب ثراه ، قال : روي أنه دخل النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوماً إلى فاطمة ( عليها السلام ) فهيَّأت له طعاماً من تمر وقرص وسمن ، فاجتمعوا على الأكل هو وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فلمَّا أكلوا سجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأطال سجوده ، ثمَّ بكى ، ثم ضحك ، ثم جلس ، وكان أجرأهم في الكلام علي ( عليه السلام ) فقال : يا رسول الله ، رأينا
1 ـ الخرائج والجرائح ، الراوندي : 2/491 ح 4 ، الإرشاد ، المفيد : 2/131 ، روضة الواعظين ، النيسابوري : 75.
2 ـ سورة البقرة ، الآية : 84 ـ 86.
3 ـ تفسير الإمام العسكري ( عليه السلام ) : 368 ـ 369 ح 258 تأويل الآيات ، الحسيني : 1/75 ح 52.

(19)
منك اليوم ما لم نره قبل ذلك ؟
فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إني لما أكلت معكم فرحت وسررت بسلامتكم واجتماعكم ، فسجدت لله تعالى شكراً ، فهبط جبرئيل ( عليه السلام ) يقول : سجدت شكراً لفرحك بأهلك ؟ فقلت : نعم ، فقال : ألا أخبرك بما يجري عليهم بعدك ؟ فقلت : بلى يا أخي يا جبرئيل ، فقال : أما ابنتك فهي أول أهلك لحاقاً بك بعد أن تظلم ، ويؤخذ حقها وتمنع إرثها ويظلم بعلها ويكسر ضلعها.
وأما ابن عمك فيظلم ويمنع حقه ويقتل ، وأما الحسن فإنه يظلم ويمنع حقه ويقتل بالسم ، وأما الحسين فإنه يظلم ويمنع حقه وتقتل عترته ، وتطؤه الخيول ، وينهب رحله ، وتسبى نساؤه وذراريه ، ويدفن مرمّلا بدمه ، ويدفنه الغرباء ، فبكيت وقلت : وهل يزوره أحد ؟ قال : يزوره الغرباء ، قلت : فما لمن زاره من الثواب ؟ قال : يكتب له ثواب ألف حجة ، وألف عمرة كلها معك فضحكت (1).
وروى الشيخ الصدوق عليه الرحمة في مرض النّبي ( صلى الله عليه وآله ) أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لما أغمي عليه جاء الحسن والحسين ( عليهما السلام ) يصيحان ويبكيان حتى وقعا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأراد علي ( عليه السلام ) أن ينحّيهما عنه ، فأفاق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم قال : يا علي ، دعني أشمّهما ويشماني ، وأتزوّد منهما ويتزوّدان مني ، أما إنهما سيظلمان بعدي ويقتلان ظلماً ، فلعنة الله على من يظلمهما ، يقول ذلك ثلاثاً (2).
وفي رواية الأربلي : عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : دخلت فاطمة ( عليها السلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو في سكرات الموت فانكبّت عليه تبكي ، ففتح عينه وأفاق ، ثمّ قال : يا بنيّة ، أنت المظلومة بعدي ، وأنت المستضعفة بعدي ، فمن آذاك فقد آذاني ، ومن غاضك فقد غاظني ، ومن سرّك فقد سرّني ، ومن برّك فقد برّني ،
1 ـ بحار الأنوار المجلسي : 98/44 ح 84.
2 ـ الأمالي الشيخ الصدوق : 736.

(20)
ومن جفاك فقد جفاني ، ومن وصلك فقد وصلني ، ومن قطعك فقد قطعني ، ومن أنصفك فقد أنصفني ، ومن ظلمك فقد ظلمني ، لأنك منّي وأنا منك ، وأنت بضعة منّي وروحي الّتي بين جنبيّ ، ثمّ قال ( صلى الله عليه وآله ) : إلى الله أشكو ظالميك من أمّتي. ولله در الشيخ الأزري عليه الرحمة إذ يقول :وهي العروةُ التي ليس ينجولم يرَ اللهُ للرسالةِ أجراًفمضت وهي أعظمُ الناسِ وجداًلأيِّ الأُمور تُدفن سُراًوثوت لا يرى لها الناسُ مثوىًغيرُ مستعصم بحبلِ وِلاهاغيرَ حفظِ الزهراءِ في قرباهافي فَم الدهرِ غصّةٌ من جَوَاهابضعةُ المصطفى ويُعفى ثراهاأيَّ قدس يضمُّه مثواها (1) ثمّ دخل الحسن والحسين ( عليهما السلام ) فانكَّبا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهما يبكيان ويقولان : أنفسنا لنفسك الفداء يا رسول الله ، فذهب عليّ ( عليه السلام ) لينحّيهما عنه فرفع رأسه إليه ، ثمّ قال : دعهما ـ يا أخي ـ يشمّاني وأشمّهما ، ويتزوّدان منّي وأتزودّ منهما ، فإنهما مقتولان بعدي ظلماً وعدواناً ، فلعنة الله على من يقتلهما ، ثمّ قال : يا عليّ ، أنت المظلوم بعدي ، وأنا خصم لمن أنت خصمه يوم القيامة (2)
ولله درّ من قال من شعراء الحسين ( عليه السلام ) :جاشت على آلِهِ ما ارتاح واحدُهمقضى أخوه خضيبَ الرأس وابنتُهمن قهر أعداه حتى مات مقهوراغضبى وسبطاه مسموماً ومنحورا (3) ولله درُّ شاعر أهل البيت ( عليهم السلام ) ابن حماد ( رحمه الله ) تعالى إذ يقول :لا زلتُ أبكي دماً ينهلُّ منسجماًللسيدينِ القتيلينِ الشهيدينِ
1 ـ الأزرية ، الشيخ الأزري : 143.
2 ـ كشف الغمة الأربلي : 2/119 ـ 120 ، بحار الأنوار المجلسي : 28/76 ح 34.
3 ـ المجالس السنية ، السيد محسن الأمين : 1 / 13.

(21)
السيدين الشريفين اللذين هماالضارعين إلى الله المنيبيننورين كانا قديماً في الظلالِ كماتُفاحتي أحمدَ الهادي وقد جُعلاصلَّى الإلهُ على روحيهما وسقىخيرُ الورى أبوي مجد وجدّينِالمسرعين إلى الحقِّ الشفيعينقال النبيُّ لعرشِ اللهِ قُرْطَينِلفاطم وعليَّ الطهرِ نسلينقبريهما أبداً نوءُ السماكين (1) روي أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لما ضربه ابن ملجم لعنه الله بالسيف على رأسه الشريف وخرَّ ( عليه السلام ) في محرابه هبَّت ريح سوداء مظلمة ، والملائكة تنعاه في السماء وأقبل الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وبقية أولاده فوجدوه مشقوق الرأس ، وقد علته الصفرة من انبعاث الدم وشدة السم ، والناس من حوله في النياحة والعويل والبكاء المحرق للأكباد ، فأخذ الحسن رأسه ووضعه في حجره ، فأفاق وقال : هذا ما وعد الله ورسوله ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم ، ثمَّ نظر إلى أولاده فرآهم تكاد أنفسهم تزهق من النوح والبكاء ، فجرت دموعه على خدّيه ممزوجة بدمه ، قال ( عليه السلام ) : أتبكيا عليَّ ؟ ابكيا كثيراً واضحكا قليلا ، أمَّا أنت يا أبا محمد ستقتل مسموماً مظلوماً مضطهداً ، وأمَّا أنت يا أبا عبدالله فشهيد هذه الأمة ، وسوف تذبح ذبح الشاة من قفاك ، وترضُّ أعضاؤك بحوافر الخيل ، ويُطاف برأسك في مماليك بني أمية ، وحريم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تسبى ، وإن لي ولهم موقفاً يوم القيامة (2).
وروي أيضاً أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال للحسن والحسين ( عليهما السلام ) ليلة وفاته بعدما أوصاهما بوصاياه الشريفة : يا أبا محمد ويا أبا عبدالله ، كأني بكما وقد خرجت عليكما الفتن من ها هنا وها هنا ، فاصبرا حتى يحكم الله وهو خير
1 ـ الغدير ، الشيخ الأميني : 4 / 162.
2 ـ وفيات الأئمة ( عليهم السلام ) ، مجموعة من علماء البحرين والقطيف : 57.

(22)
الحاكمين.
ثمَّ قال : أمَّا أنت يا أبا محمد ستقتل مسموماً مضطهداً ، وأمّا أنت يا أبا عبدالله فشهيد هذه الأمة ، فعليك بتقوى الله والصبر الجميل (1).
ويقول العلاّمة الشيخ علي المرهون في استنهاض الإمام الحجّة عجَّل الله فرجه الشريف :فمتى تنهضنْ فداؤُك نفسيجدُّك المصطفى قضى بسموموأبوك الوصيُّ أضحى قتيلاوبأرضِ الطفوفِ أمسى حسينٌحوله صحُبُه وأبناؤه الغرُّوعلى النيبِ نسوةٌ حاسراتٌكلُّ قلب لما جرى مألومُأمُّك الطهرُ خدُّها ملطوموفؤادُ ابنِهِ عَرَتْه سمومعافراً والفؤادُ منه كلومضحايا وصبيةٌ وفطيموعليلٌ مما عراه سقيم (2)

منقوووول



Yofhv hgkfd wgn hggi ugdi ,Ngi flh d[vd ugn Hig fdji ugdil hgsghl lk hgrjg ,hgjavd]



توقيع : بنت الصدر
[IMG]https://s*******-a-cdg.xx.fbcdn.net/hphotos-xpa1/v/t1.0-9/10257763_1403054306651158_385830557615175906_n.jpg ?oh=a01c3d1af4356ef62041dc6c00e65318&oe=54EC69BE[/IMG]
رد مع اقتباس
قديم 2014/11/02, 11:01 PM   #2
الملكه

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3130
تاريخ التسجيل: 2014/06/04
الدولة: البصره
المشاركات: 15,437
الملكه غير متواجد حالياً
المستوى : الملكه is on a distinguished road




عرض البوم صور الملكه
افتراضي

احسنتم
بارك الله بكم
بأنتظار ابداعكم القادم


توقيع : الملكه
http://up.harajgulf.com/do.php?img=1047340

[SIGPIC][/SIGPIC]احيانا نبتسم ليس جنونا ولكن لان اطياف من نحبهم مرت بنا
رد مع اقتباس
قديم 2014/11/09, 10:16 PM   #3
يدهم

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3501
تاريخ التسجيل: 2014/11/04
المشاركات: 33
يدهم غير متواجد حالياً
المستوى : يدهم is on a distinguished road




عرض البوم صور يدهم
افتراضي

سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم


رد مع اقتباس
قديم 2014/11/10, 01:35 AM   #4
حبيب العلي

موالي جديد

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3514
تاريخ التسجيل: 2014/11/10
المشاركات: 10
حبيب العلي غير متواجد حالياً
المستوى : حبيب العلي is on a distinguished road




عرض البوم صور حبيب العلي
افتراضي بارك الله فيك

بارررررررررك الله فيك



رد مع اقتباس
قديم 2014/11/17, 11:01 AM   #5
اميرالورد

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3456
تاريخ التسجيل: 2014/10/15
المشاركات: 496
اميرالورد غير متواجد حالياً
المستوى : اميرالورد is on a distinguished road




عرض البوم صور اميرالورد
افتراضي

جزاك الله خير


توقيع : اميرالورد


فليعذرنا الامام الحسين عليه السلام
عند قلة التواجد والمشاركة
لاسباب خاصة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل نزل القرآن سوراً كاملة أو آيات متفرقة؟ بسمة الفجر القران الكريم 4 2014/11/23 01:54 PM
مقتل الإمام الحسين عليه السلام وفداحته في كلمات الصحابة وغيرهم بنت الصدر عاشوراء الحسين علية السلام 1 2014/10/29 11:51 PM
الإمام الحسين ( عليه السلام ) في مجلس الوليد بنت الصدر عاشوراء الحسين علية السلام 1 2014/10/29 11:39 PM
مواضيع حسينية 2 الجمال الرائع عاشوراء الحسين علية السلام 4 2014/10/23 12:48 PM
طرق نزول آية التطهير من مصادر الشيعة . أسد العراق الحوار العقائدي 7 2014/08/09 12:21 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |