Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتـديات الاجتماعية > الأمومة والطفل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014/02/08, 01:56 PM   #1
شيعة الحسين

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 788
تاريخ التسجيل: 2012/10/17
المشاركات: 14,425
شيعة الحسين غير متواجد حالياً
المستوى : شيعة الحسين will become famous soon enough




عرض البوم صور شيعة الحسين
افتراضي التربية الثقافية للطفل خصائصها وتاثيراتها

التربية الثقافية للطفل خصائصها وتاثيراتها



التربية الثقافية للطفل خصائصها وتاثيراتها



ثمّة ميلٌ في الوقت الحاضر، للتشديد المُتصاعد على وجهة النّظر الثقافيّة، في إطار التّربية والتنمية. وقد كانت التربية في الماضي تكديساً للمعلومات بشكلٍ أساسيٍّ، أمّا الآن فهي نظامٌ لتعليم الحياة، يسمح للإنسان بالوصول إلى كامل تفتّحه ووعيه. وتشمل الثّقافة في معناها الواسع، البيئة الطبيعيّة أو البيئة الاصطلاحيّة، التي يخلقها الإنسان لنفسه، أو ينشأ فيها، ووسائل العمل المتعدّدة التي يستخدمها للسيطرة على هذه البيئة، ولتغييرها على هواه، أو للتكيّف معها.


والأطفال لا يُشكّلون جمهوراً متجانساً، بل يختلفون باختلاف أطوار نموّهم، لذا قُسّمت مرحلة الطفولة إلى أطوارٍ متعاقبةٍ، هي مرحلة الميلاد، ومرحلة الطفولة المُبكرة، ومرحلة الطفولة المتوسّطة، ومرحلة الطفولة المتأخّرة؛ وقد ترتّب على ذلك أنْ توفّرت للأطفال في كلّ طورٍ ثقافةٌ فرعيّةٌ خاصّةٌ؛ ومن هنا أتت أهمّية البحث عن التّربية الثقافيّة للطفل، بحيث تتوافق مع خصائص الطّفل وحاجاته، في كلّ طورٍ من أطوار حياته؛ فما هي خصائص الثقافة ووظائفها؟ وأين تكمُن أهمّية ثقافة الطفل؟ وما دور وسائط ثقافة الطّفل؟ وما مدى الرّبط بين التربية الثقافيّة والمستقبل؟


خصائص الثقافة ووظائفها
تتّصف الثقافة، بعدّة خصائص تُعطيها طابعها النوعيّ المُميّز كهويّةٍ اجتماعيّةٍ، كما أنّها تقوم بالعديد من الوظائف التي تؤدّي إلى تماسك المجتمع في توجّهاته الكبرى، وقولبة الأفراد كي يُصبحوا أعضاء فيه، يعيشون ويتصرّفون تبعاً لتلك التوجّهات.
والثقافة هي في المقام الأوّل نسقٌ أو نظامٌ، يتكوّن من مجموعةٍ مترابطةٍ، من طرق التفكير والإحساس والتأثير؛ وأيّ تغيير في جانبٍ منه، يؤدّي إلى تغيير الجوانب الأخرى. ولكلّ مجتمعٍ خصوصيّاته في ممارسة تراكيب هذا النّظام أو القوّة الفاعلة فيه، وهو ما يؤدّي إلى ذلك التنوّع الكبير في الثّقافات من ناحيةٍ، وإلى عناصر المشاركة بين بعضها من ناحيةٍ ثانيةٍ. وأبرز التراكيب الثقافية، هي:
1. التقنية (التكنولوجيا):وهي تشمل كلّ الآلات والأدوات، التي يستخدمها الإنسان في الزراعة والصناعة، وفي وسائل الحرب، وتمتدّ إلى تقنيّات الجسد.
2. التركيب اللغويّ أو الرمزيّ:ويتمثّل في اللغة المحكيّة والمكتوبة والإشارات والرموز؛ والتي اعتبرها البنيويّون أساس الثّقافة، إذ نظروا إلى التّفاعلات والممارسات في بعدها الرمزيّ كلّه.
3. التركيب الاجتماعيّ:ويشمل العادات والتقاليد والعلاقات على أنواعها: الحقوقيّة، والاقتصاديّة، والسياسيّة، والقرابة والروابط المختلفة. وإنّ التركيب الاجتماعيّ أبطأ تطوّراً من التركيب اللغويّ والتقنيّات، وهي بدورها تتفاوت في سرعة تطوّرها.
4. التركيب المعتقديّ والدينيّ:وهو يشمل إلى جانب الدين، جميع أشكال المعتقدات والبنية الأسطوريّة لدى القوم، ويُمكن للأخلاق أن تندرج أيضاً في مستوى هذا التركيب.
5. التركيب الجماليّ:وهو يشمل الفنون والآداب والتعبير، من خلال الشكل واللون والإيقاع، ويندرج هذا التركيب في جميع التراكيب الثقافية؛ وهو يتطوّر بسرعةٍ لارتباطه بالتقنيّات واللغة، أكثر من ارتباطه بالمجالات الاجتماعيّة والاعتقاديّة.


ومن خلال تفاعل هذه التراكيب في ما بينها، وفي وتائر تطوّرها، ينتج النّموذج الثقافيّ الذي يُحدّد السّمات الثقافيّة المُميّزة للمجتمع، وهو يدخل في سلوك الأفراد فيوجّهه وينمّطه. وهكذا فمعرفة النّموذج الثقافيّ تُساعد على توقّع سلوك الأفراد في تركيبٍ ثقافيٍّ معيّنٍ. ويعيش الأفراد في هذا النموذج كطريقةٍ في الوجود، وتُعتبر مثاليّةً وسويّةً ومعياريّةً، أي أنّها تُشكّل المُرشد والضابط لسلوكهم وتوجّهاتهم...


ويمكن استخلاص وظيفتين أساسيتين للتربية الثقافيّة للطفل، هما:
1. الوظيفة الاجتماعيّة: إنّها الوظيفة الأساسيّة للتربية الثقافيّة للطفل، فالثّقافة لا تنتقل بطريقةٍ فطريّةٍ موروثةٍ من الآباء إلى الأبناء، أو من فردٍ إلى آخر في المجتمع. فالطفل يولد دون شخصيّته، ثمّ تتكوّن شخصيّته خلال تفاعله مع المحيط الخارجيّ، في الأسرة والمدرسة والمجتمع، ويؤدّي التّعليم والتّقليد إلى خلق مركّبٍ ثقافيٍّ في شخصيّته؛ وهذا المركّب الثقافيّ يتكوّن من القِيم والعادات وأنماط السّلوك، التي تعني الأفكار والمشاعر والتصرّف في المواقف المختلفة.
2. الوظيفة النفسيّة: إنّها وظيفة (القولبة) لأفراد المجتمع، أي اكتساب هؤلاء أساليب التفكير والمعرفة وقنوات التّعبير عن العواطف والأحاسيس ووسائل إشباع الحاجات (الفيزيولوجية)، وهو ما أصبح يدلّ عليه بمصطلح "التدامج الاجتماعيّ"، أو "التنشئة الاجتماعيّة".
وغاية هذه الوظيفة مساعدة الأطفال على التكيّف مع الثّقافة، واكتسابهم لهوايتهم الاجتماعيّة الثقافيّة؛ ومن هنا تكتسب أهمّيتها الكبرى في تثقيف الطّفل العربيّ.


خصائص التربية الحديثةيَحسُن بنا ذكر خصائص التّربية الحديثة، لأنّ التربية في وقتنا الحاضر يُمكن أنْ تكون أداةً فعّالةً في تطوير ثقافة المجتمع وتغييرها نحو أيّ اتجاهٍ، بحيث يخدم أغراض المجتمع ومتطلّباته. وهذه الخصائص هي:


1. الاهتمام بالطفل ونموّه الجسميّ والعقليّ والوجدانيّ والاجتماعيّ:وكان هذا الاهتمام نتيجةً لتقدّم علم النّفس وتجاربه، وتقدّم التربية التجريبيّة؛ فتجارب علم النّفس أخذت تطبّق في حجرة الدراسة، وتتّخذ أساساً لتجارب أخرى تربويّة، كقياس مواهب الأطفال وذكائهم ونموّهم، وبذلك أخذت التربية تقترب من العلوم التجريبيّة، ويزاولها المربّون وفقاً لأسسٍ ضابطةٍ، كلّها مستمدّةٌ من الطّفل الذي هو موضوع التّربية.
2. احترام شخصيّة الطفل:فقد أحاطته التربية الحديثة بالثّقة والطمأنينة، وأشعرته بشخصيّته وفرديّته، وذلك بتمكينه من التّعبير عمّا في نفسه، بكلّ أنواع التّعبير: كالكلام، واللعب، والرّقص، والغناء، والتّمثيل، والرّسم، والأشغال.
3. التعليم عن طريق اللعب والتّجربة والمُمارسة:وقد كانت التربية التقليديّة تعتبر اللعب مضيعةً للوقت والمجهود، وتحول بين الأطفال وبينه، أمّا التربية الحديثة فترى أنّه ضروريٌّ لنموّ الفرد الجسميّ والعقليّ، وأنّه ميلٌ طبيعيٌّ له غايته التربويّة العظيمة.
4. التعليم عن طريق العمل والخبرة الشخصيّة:ويرجع هذا المبدأ إلى جعل المدرسة صورةً من الحياة. ولا يخفى ما في هذا المبدأ من تشجيع الاعتماد على النّفس، وتنظيم عملية التّفكير، وتنمية روح التّعاون مع الجماعة، والعناية بأسلوب العمل، أكثر من تحصيل المعرفة نفسها.
5. خلق الجوّ الاجتماعيّ لنموّ الطفل وتكامل شخصيّته:وذلك لأنّ المدرسة الناهضة جزءٌ من المجتمع، أو هي مجتمعٌ صغيرٌ، فهي إذن تُمكّن الطفل من أنْ يُعامل زملاءه ورؤساءه بالروح الطيّبة، التي تخلقها هذه المدرسة؛ روح الاحترام والأخذ والعطاء، ومعرفة الحقوق والواجبات، وتنفيذ القوانين واللوائح عن رغبةٍ وإصلاحٍ وإخلاصٍ، وأداء الواجب للواجب عينه.
6. العناية بصحّة الجسم والعقل:وذلك بإعداد المدرسة الصالحة لنموّ الجسم نموّاً طبيعيّاً، وفهم النّاحية الوجدانيّة والنزوعيّة عند الطفل، وتوجيهها توجيهاً صحيحاً يتخلّص به من العُقد النفسيّة بقدر ما يُمكن.


وسائط ثقافة الطفل
إنّ الثقافة تؤثّر في الطّفل من خلال مؤسّساتها المختلفة، وبعض هذه المؤسسات لها أثرها التربويّ المقصود، أي أنّ مهمّتها الرئيسيّة هي تربية الطفل وإعداده الإعداد المناسب لعضويّة المجتمع، الذي يعيش فيه، ونذكر من هذه المؤسّسات: الأسرة والمدرسة، إلّا أنّ معظم المؤسّسات الثقافيّة الأخرى، كالصحافة والمجّلات والإذاعة والتّلفاز وغيرها، تتّجه إلى الكبار والصغار معاً، أي أنّ تأثيرها يبدأ منذ طفولة المواطن، ويستمرّ خلال مراحل نموّه وحياته.


ويهمّنا هنا معرفة وسائط ثقافة الطّفل بأنواعها المختلفة، وتقسّم هذه الوسائط إلى عدّة فئاتٍ أبرزها ما يلي: 1. الوسائط المكتوبة وتتضمّن أدب الأطفال من قصصٍ وحكاياتٍ، وكذلك المجلّات والمعاجم ودوائر المعارف العلميّة والتاريخيّة، وكُتب السِيَر والتّراجِم.
2. الوسائط المسموعة والمرئيّة وتتضمّن المسلسلات والحكايات والبرامج التي تُعرض في الإذاعة، وكذلك برامج التّلفاز على اختلافها: تربويّة، وتعليميّة، ووثائقيّة، وترفيهيّة، ومغامرات - وتاريخيّة، وبوليسيّة.
3. الوسائط المجسّدة من مسرح أطفالٍ، ومسرح دمى، على اختلاف موضوعاتها ومستوياتها.
4. الفنون الجميلة وتتضمّن الموسيقى والأغاني للأطفال، وكذلك الفنون التشكيليّة.
5. الوسائل التربويّة والألعاب وهي تضمّ تشكيلةً كبيرةً من الأنشطة المعرفيّة:أرقام، حساب، رياضيّات، علوم، تاريخ، جغرافيا، علوم الطبيعة والحياة، ألعاب فكريّة، وألعاب مهارة.


وتتكامل هذه الوسائط في وظائفها، وفي ما يحمله كلّ منها إلى الطّفل من دلالاتٍ ومؤثّراتٍ، وفي ما تؤدّيه في نفسيّة الناشئة وقضاياها الوجوديّة من أدوارٍ؛ وهي تُشكّل في مجموعها شبكةً تُحيط بالطفل وتستوعبه، ممّا يجعل دورها في تحديد عالمه وتوجّهاته يفوق كلّ تصوّرٍ أو نظرةٍ سطحيّةٍ.
ويؤدي الوسيط الثقافيّ دوراً حيويّاً في إيصال الإنتاج الثقافيّ إلى الأطفال، كما يصبغ الوسيط الجيد العمل الأدبيّ بصبغةٍ خاصّةٍ، تتّفق مع طبيعته التي تُميّزه عن غيره من الوسطاء؛ وهو في هذا يُضفي على العمل الأدبيّ ألواناً من التشويق، تجعله أكثر اقتراباً من نفوس الأطفال، وتجعلهم أكثر حرصاً عليه، وسعياً وراءه، كما تجعل تأثيره في نفوسهم أعمق وأبقى.


وتقودنا معرفة وسائط الثّقافة، إلى الحديث عن دلالات الموهبة الثقافيّة عند الأطفال، بغية الاستفادة منها في التّعامل مع الوسائط الثقافيّة، التي تتمثّل في النّقاط التالية:1. القدرة على تحليل المقروء والمسموع ونقده وتذوّقه.
2. القدرة على استعمال اللغة العربية الفصيحة في الاتّصال بالآخرين شفويّاً وكتابيّاً، في وضوح الأفكار ودقّتها وصحّتها وتنظيمها.
3. القراءة السليمة المعبّرة.
4. القدرة على الإحساس بالجمال وتذوّقه في النّصوص.
5. التفوّق على الأقران في لونٍ من ألوان النّشاط اللغويّ أو الأدبيّ أو الثقافيّ.
ولا شكّ في أنّ وسائط ثقافة الطّفل بأنواعها المختلفة، تُساهم في رعاية الأطفال وتنشئتهم، من خلال احتضانها الإنتاجيّ الثقافيّ للموهوبين، فجميع الوسائط ووسائل الإعلام مطالبة بمتابعة هؤلاء الأطفال، الذين يكتبون ويتّصلون بها، وإضافة لذلك أرى أنّ الأسرة والمدرسة والمجتمع، هي مصادر الرّعاية للأطفال الموهوبين ثقافيّاً، لأنّ هؤلاء الأطفال هم رجال المستقبل، وعماد المجتمع في التقدّم والازدهار.


التربية الثقافيّة والمستقبل لقد استقرّ رأي العلماء، على أنّ التربية عمليّة تنصرف في جوهرها إلى إعداد الطفل الصغير إعداداً يؤهّله لكي يكون فرداً صالحاً نافعاً لنفسه ولمجتمعه. ويتّسع مفهوم التربية ليشمل ثلاثة مجالات، هي: تنمية الجسم تنميّة سليمة عن طريق الرعاية الصحيّة الشاملة والمستمرّة، وتهذيب النّفس بما ينطوي عليه من رقيٍّ في المشاعر والوجدان والتمسّك بالقيم الخلقيّة، وتثقيف الفكر وتحصيل المعارف بما يؤكّد وجود الفرد برؤيةٍ صالحةٍ نافعةٍ، لليوم والغد الأفضل.
وإنّ الاهتمام بالتربية الثقافيّة للطفل العربيّ، يعني الاهتمام بالواقع والمستقبل معاً. وإنّ قضيّة المستقبل ليست فصلاً جديداً في كتاب التاريخ، يبدأ من خواءٍ، بل إنّ المستقبل هو الحصيلة التراكميّة لما يتتابع من الأحداث، وعمليّات التغيّر النابعة من المجتمع أو الوافدة عليه. وحين نحاول استشراف مستقبل الوطن العربيّ مثلاً في نهاية القرن الحالي، أو بدء القرن التالي، فإنّ علينا أنْ نُدرك أنّها ستكون ثمرة ما نفعله منذ الآن، وحتى ذلك التاريخ.
وليس هناك من شكٍّ، في أنّ الوضع الحالي للتربية الثقافيّة للطفل في الدول العربيّة، بكلّ إشكاليّاتها المتناقضة، يؤثّر تأثيراً بالغاً في مسارات المستقبل، وتنبعث ضرورة الدراسات المستقبلية العربيّة، بصفةٍ أساسيّةٍ، من حقيقة أنّ الأمّة العربيّة في هذه المرحلة من تاريخها، تتمتّع بإمكاناتٍ هائلةٍ للتطوّر، ولتحقيق نهضةٍ حضاريّةٍ شاملةٍ. ولكنّها في الوقت نفسه تواجه تحدّياتٍ ضخمةً في الداخل والخارج، وتتعدّد أمامها المسارات، وتتشعّب الطرق، التي يُمكن أنْ تسلكها لبلوغ أهدافها، والتغلّب على الصعوبات التي تواجهها.
وعلى الرّغم من أهمّية المستقبل ودراسته، فإنّ الدراسات المستقبليّة ما زالت مسعًى علميّاً حديث العهد، ومنهجيّتها ما زالت محلّ الجدل والمناقشة، ويتطلّب إجراء الدراسات المستقبليّة على نحوٍ سليمٍ، أربعة أمور:
1. المعرفة الوثيقة بالواقع العربي.
2. المتابعة المستمرّة للتطوّر في العلوم الأساسيّة وتطبيقاتها (التكنولوجيّة).
3. الاهتداء بالفكر التنمويّ الحديث، وشموله لمجموع ما يُسمّى العلوم الاجتماعيّة.
4. استخدام الأساليب الكمّية في اختبار نتائج المسارات المختلفة للتنمية؛ وإذا كنّا نطمح إلى التنمية الشاملة، أو التحرّر، أو التوحيد القوميّ، أو العدالة الاجتماعيّة، أو المركز القومي في حلبة العلاقات الدوليّة، أو غير ذلك من الأهداف، فإنّ علينا أنْ نُدرك أنّ شيئاً من ذلك لن يتحقّق، إلّا إذا أخذنا بأسبابه من الآن. فالقرارات التي نتّخذها اليوم، ترتهن المستقبل في اتّجاهٍ أو آخر، وإلى جانب ذلك، تسري في جنبات المجتمع العربي عمليات تغير في السلوك والقيم الاجتماعية، مما يؤثر في تنشئة الطفل العربيّ وتنمية شخصيّته.


ومن خلال الأسس التالية، التي يجب أن تقوم عليها التربية الثقافيّة للطفل العربيّ، نُدرك أهمّية ثقافة الطفل ودورها في التّخطيط للمستقبل:
1. تأصيل الهويّة الثقافيّة، مع اهتمامٍ خاصٍّ باللغة العربيّة.
2. التأكيد على التراث العربيّ الإسلاميّ، وما يزخر به من منجزاتٍ.
3. التأكيد على التحصين الثقافيّ من أجل إطلاق طاقات النموّ عند الطّفل.
4. اعتماد مبدأ قوميّة التخطيط لثقافة الطّفل وشموليّته، والتنسيق بين جميع مجالاتها ووسائطها.
5. قيام هذا التخطيط على دراساتٍ عمليّةٍ، تتناول جميع جوانب حياة الطفل، وتقوم على تنسيق جهود المختصّين في مختلف وسائط ثقافة الطّفل.
6. العناية الخاصّة بإعداد الخبراء الفنيين والتقنيين في مختلف مجالات ثقافة الطفل وتربيته.
7. الاهتمام بأدب الأطفال، والخدمات المكتبيّة، والنشر والتوزيع، ومسرح الطفل، ووسائل الترفيه، ووسائل الإعلام المسموعة والمرئيّة والمقروءة.
وخلاصة القول: إنّ التربية الثقافيّة للطفل العربيّ، تطرح بكلّ بساطةٍ، وكلّ خطورةٍ، قضيّة الثروة البشريّة المستقبليّة؛ هل نُريد أنْ نرعاها وننمّيها ونُصبح أشدّ امتلاكاً لمصيرنا، أم نستمرّ في إهمالها وهدرها، ثمّ نتأسّف على ما سيصل إليه حالنا من التدنّي والضّعف؟ وفي الحقيقة: إنّ أسوأ صورةٍ للمستقبل، هي تلك التي تنتج عن الموقف السلبيّ من محاولة صُنع المستقبل، موقف التخلّي عن حريّة الإرادة الإنسانيّة، وترك الأحداث تصنع مستقبل النّاس، وهذا الموقف السلبيّ لا يُناسب التطلّع المستقبليّ للمجتمع العربيّ، وينبغي التّفكير في المستقبل والإعداد له بشكلٍ يكون أدعى للتقدّم، ورفع مستوى المعيشة، واحتلال الموقع الأرفع في العلاقات الدوليّة. وإنّ الامتناع عن محاولة استهداف صورةٍ معيّنةٍ للمستقبل، لا يعني بقاء الحال على ما هي عليه، وإنّما قد يصل بالمجتمع إلى درجاتٍ أدنى، أو يفرض عليه تغيّراتٍ عنيفةً ذات تكلفةٍ اجتماعيّةٍ كبيرةٍ.
وتتّجه الأنظار حاليّاً إلى التربية الثقافيّة للطفل العربيّ بغية تنمية الثروة البشريّة المستقبليّة على أسسٍ صحيحةٍ، فالتربية الثقافيّة عمليّة حياةٍ كاملةٍ، تأخذ منها وتعطيها، وتعكس التغيّرات الثقافية وتدعمها وتثبّتها، وتعمل على استقرارها، وهي وسيلة المجتمع إلى إحداث التغيّر المطلوب، في الإنسان والمجتمع على السّواء.



hgjvfdm hgerhtdm gg'tg owhzwih ,jhedvhjih



توقيع : شيعة الحسين



كروب منتديات شيعة الحسين العالمية على الفيس بوك





عن الهروي قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول :

(( رحم الله عبدا أحيا أمرنا)) .

فقلت له : وكيف يحيي أمركم ؟
قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس ، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا.
قال : قلت يا ابن رسول الله فقد روي لنا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال :
من تعلم علما ليماري به السفهاء ، أو يباهي به العلماء ، أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار .
فقال عليه السلام : صدق جدي عليه السلام أفتدري من السفهاء ؟
فقلت : لا يا ابن رسول الله .
قال : هم قصاص مخالفينا . وتدري من العلماء ؟
فقلت : لا يا ابن رسول الله .
فقال : هم علماء آل محمد عليهم السلام الذين فرض الله طاعتهم وأوجب مودتهم ، ثم قال : وتدري ما معنى قوله : أو ليقبل بوجوه الناس إليه ؟
قلت : لا .
قال : يعني والله بذلك ادعاء الإمامة بغير حقها ، ومن فعل ذلك فهو في النار )) .
صدق ولي الله وأمام الهدى .

رد مع اقتباس
قديم 2014/02/08, 05:47 PM   #2
خادمة ألكوثر

موالي ماسي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2095
تاريخ التسجيل: 2013/09/25
الدولة: بغداد \ العراق
المشاركات: 2,352
خادمة ألكوثر غير متواجد حالياً
المستوى : خادمة ألكوثر is on a distinguished road




عرض البوم صور خادمة ألكوثر
افتراضي

موضوع في غاية الاهمية

دمتي


توقيع : خادمة ألكوثر
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السلوك الاجتماعي للطفل طريقي زينبي الأمومة والطفل 2 2013/12/01 12:59 PM
لا تقل للطفل انت شيطان‏ . حسن علي المواضيع العامة 6 2013/07/28 04:07 PM
حلول لبعض المشكلات الثقافية لشيعة الكويت ابراهيم العبيدي السياسة 3 2012/10/09 11:25 PM
حلول لبعض المشكلات الثقافية لشيعة الكويت ابراهيم العبيدي السياسة 2 2012/09/30 04:53 PM
وجهة نظر آلطفل محبة الاحزان الأمومة والطفل 4 2012/08/05 09:45 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |