Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > المواضيع العامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019/06/22, 03:12 AM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي اختلاف الرأي وترسيخ التعايش المجتمعي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


قديما قيل الكثير في محاسن الاختلاف، فثمة من يرى فيه إثراء للرأي وتلاحما للفكر، وتكاملا في وجهات النظر وإن اختلفت، فمن مزايا الجدل أن تكثر الآراء وتختلف وجهات النظر عن بعضها، وقد تتضارب فيما بينها وتذهب مذهبا مختلفا، لكنها بالنتيجة لا تفسد بعضها بعضا، حتى بلغ بأهل الشأن أن يطلقوا المقولة المأثورة التي أعلنت بأن (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية)، ولا ينعكس سلبا على طبيعة العلاقات الفردية والجمعية، بل يزيدها تلاحما وتقاربا وجدوى، حينما يجعل من الاختلاف نوعا من التكامل، أي أن الآراء تكمّل بعضها.
ينتج عن الاختلاف رؤى عديدة بعضها ربما يتناقض مع بعض في الهامش أو الجوهر، ولكن يقع هذا النوع من التعدد ضمن مؤشرات النضوج المجتمعي، والتعامل مع الرأي الآخر بطريقة متمدنة، تدل على سعة البال والنفس والعقلية التي يحملها الإنسان، ويزن بها الأفكار والأشياء وأنماط الحياة التي تختلف عن حياته وأفكاره وقناعته، إذاً لا ينبغي لك أن تتقبل الفكر المختلف، لكن لا يصح لك نسفه بأية حال، بل عليك التعامل معه بحيادية من دون أن تعمل به، او تقبل فرضه عليك من لدن الطرف الآخر، مثلما لا يجوز لك أن تفرض رأيك على الآخرين، أو تحسبهم من المخالفين، لأن الخلاف غير الاختلاف، ولابد أن نفهم ونؤمن بأن الرأي لا ينحصر في مسار فكري واحد لذا يأتي التعدد في الرؤى ضمن مشهد الثراء الفكري.

من ناحية أخرى، ثمة رؤية يلتقي فيها المعنيون من مفكرين وغيرهم، وهي تتعلق تحديدا بدرجة التعايش بين مكونات المجتمع، حيث تشكل المعيار الأكثر دقة على مدى تحضّر ذلك المجتمع، بمعنى أوضح، كلما كان المجتمع ومكوماته أكثر استعدادا للتعايش والانسجام والتقارب والتناغم، كلما كان المجتمع أكثر تطورا وتقدما واستقرارا واقترابا من كمال التحضّر، في العيش والتفكير والسلوك على نحو عام، لذلك تعد سمة التعايش من أهم المؤشرات والمزايا التي تصب في صالح التعدد والاختلاف، كونها استطاعت أن توحد المجتمعات، وتجعلها أكثر استقرارا وتناغما، ومن ثم تصبح مجتمعات مستقرة ومنتجة في وقت واحد، وهذا يثبت على نخو قاطع بأن الاختلاف لا يعني الخلاف ولا الاحتراب ولا التعصب، بل كل منا ينظر الى الأمور من زاوية محددة، تتشابه فيها الرؤية للموقف والفكر والمبدأ ولكن زاوية الرؤية تكون مغايرة وهذا يثري المشهد ويجعله ذا مضامين ورؤى متعددة بدلا من الانحسار في طريق أو مسار أو فكر شمولي واحد، يلغي الآخر ويعلن نفسه الصحيح الأوحد.

التدريب على ميزة التعايش

هناك مجتمعات متميزة فكرت بدقة بهذا الأمر، وتفهمت أن الاختلاف يمكن أن يحسن من درجة التعايش شريطة أن يؤمن الإنسان بأن النظر الى الحيات وتفرعاتها لا يمكن أن ينحصر في رؤية فكرية ضيقة وحيدة ترفض أفكار الآخرين، وقد بدأت تلك المجتمعات بتدريب الإنسان طفلا حيث شرعت في نشر ثقافة التعايش بين الأطفال أولا، صعودا الى الفئات العمرية الأعلى، ولكنها تسعى أولا لنشر هذه الثقافة بين الأطفال لكي ينمو الكائن البشري حاملا في تكوينه الفكري والسلوكي، ثقافة التعايش والاندماج في المجتمع، بغض النظر عن الاختلافات الفكرية والعرقية والدينية وما شابه، ومؤمنا بالاختلاف مع عدم الرضوخ الإكراهي للفكر الآخر، لهذا لا تتعرض مثل هذه المجتمعات الى أية أزمة او حالة من حالات التطرف، والتعصب والتكفير، كما يحدث في بعض المجتمعات والدول الإسلامية، حيث يلجأ كثيرون الى تكفير الآخر، لمجرد الاختلاف معه في الرأي، او الفكر او الثقافة او العرق، أو المعتقد، في حين أن المجتمعات المستقرة بلغت من درجة التعايش مبلغا بات يجنبها الفتن والاضطرابات والأحقاد، فليكن التعدد في الفكر والاختلاف في وجهات النظر متمما لطريقة العيش ومهذبا لمسارات الحياة.

بهذه الطريقة تمكنت المجتمعات الراقية أن ترتقي أكثر بعد أن تخلصت من حالات الاحتقان المجتمعي الذي يحدث كنتيجة لاختلاف المكونات من حيث طبيعة الانتماء، ولكن درجة تحضّر تلك المجتمعات وتمدنها، جعلها أكثر قدرة على الاندماج السريع، وفض الخلافات عن طريق القيمة الأرقى من بين قيم التقدم ألا وهي قيمة التعايش التي تمحو حالات الصراع، وتحول حالات التعصب والتطرف الى حالات تناغم وتفاهم وانسجام، مما يخلق حالة من الاستقرار الدائم والقوي وهذا بدوره يشجع على الإبداع وتنمية المواهب والقدرات الكامنة في عمق الإنسان، على العكس فيما لو كانت الأجواء محتقنة ومتشنجة بين مكونات المجتمع، اذ يؤدي هذا الى تحييد المواهب وتبعثر الطاقات واندثارها، بسبب حالات الصراع والأزمات المتلاحقة التي يعاني منها المجتمع الذي لا يؤمن بالتعايش، فيكون عند ذاك لقمة سائغة للتناحر والفتن والاضطراب، مما يؤدي الى فقدان فرص كبيرة على طريق التطور والاستقرار الذي تقطف ثماره المجتمعات الواعية والدول المستقرة.

برمجة الاختلاف وتحييد الخلاف


وهكذا شرعت الدول المتمدنة بوضع البرامج الكفيلة بوأد حالات الخلاف، مع الإبقاء على التعدد في الفكر والرؤية، أما الكيفية التي تم من خلالها نشر التعايش والتعاون والاحترام بين مكونات المجتمع المتعددة، فقد بدأ ذلك بالأطفال، ذلك أن هذا الأمر يستدعي جهدا وتخطيطا دقيقا وتنفيذا مخلصا من لدن الجهات المعنية، لاسيما الجانب الحكومي والجهات التعليمية التربوية المعنية، فضلا عن المؤسسات والمنظمات التي تُعنى بنشر قيم المحبة والسلام والتسامح بين أوساط المجتمع كافة، ولاشك أن الدولة ينبغي عليها أن تدعم هذا الاتجاه وتقدم التسهيلات اللازمة للجهات الفاعلة والناشطة في هذا المجال، اذ يتطلب الأمر نوعا من الدعم الحكومي لاسيما المادي لإقامة النشاطات المختلفة كالندوات وعرض الأعمال الفنية في قاعات عرض جيدة ومناسبة، وإقامة دورات التدريب والترويج الفعلي لقيمة التعايش بين الأطفال وجميع الفئات لضمان انتشارها كمبدأ أخلاقي قيمي اجتماعي يعمل به الجميع إيمانا وقناعة وليس فرضا بالقوة، لتصبح حالة التعايش في آخر المطاف منهجا سلوكيا يوميا معتادا من لدن الجميع، وليس حالة مظهرية شكلية أو كمالية قد يسلكها البعض من اجل التجميل الخارجي او لتمرير أهداف سياسية أو سلطوية أو سواها، لكن بالنتيجة يبقى الأهم هو التفهّم المتبادَل بين الجميع من دون الإكراه أو الفرض ولندع الأمر تسير في مسارها الطبيعي.

من هنا نخلص الى أن الاختلاف لا يؤذي أحدا مثلما يفعل الخلاف، كما أن التعايش ظاهرة اجتماعية لا ينبغي التنازل عنها من أجل بناء مجتمع راقي ودولة متطورة مستقرة منشغلة بتحقيق التقدم ومواكبة ما يحدث في عصرنا السريع وهو يخطو الى أمام بل يقفز قفزات هائلة في مجالات العلم والفكر والسلوك، ضمن إطار تنافسي ينبغي أن نجد لنا مكانا فيه، ولكن هذا الأمر لا يمكن الحصول عليه إلا ضمن إطار التفرغ (للتقدم والتطور) من خلال نشر التعايش وقبول الاختلاف.. ودرء مخاطر الخلاف بكل أنواعها وأشكالها ومصادر
ها.



hojght hgvHd ,jvsdo hgjuhda hgl[jlud



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجتمعي, اترسيخ التعايش

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
«ثقافة التعايش الطريق إلى التقدم والحياة السعيدة» العقيلة الكتاب الشيعي 2 2016/06/15 05:24 PM
تحرك الرمح من مكانه الرافضيه صبر السنين عاشوراء الحسين علية السلام 3 2015/12/04 07:00 PM
زمن التعصب أم زمن التعايش شجون الزهراء المواضيع العامة 1 2015/07/23 01:41 PM
التعايش بين الاديان عابر سبيل الحوار العقائدي 6 2015/06/05 11:47 PM
راس الرمح جراحي كربلاء باسم الكربلائي 6 2012/10/25 06:00 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |