السيّدة زينب(ع) ... الصبر والإرادة

[ملكة القلوب]

السيّدة زينب(ع) ... الصبر والإرادة

ذكرى ولادة السيدة زينب(ع)
في السّنة السادسة للهجرة، وفي الخامس من جُمادى الأولى، جاء عليّ(ع) إلى رسول الله(ص) حاملاً وليدته، راغباً إليه أن يكرّمها باختيار تسمية لها... أخذ رسول الله

حفيدته بيديه الكريمتين، قبّلها، أذّن في أذنها اليمنى وأقام في اليسرى، وقال له:" سمّها زينب"، فسُمِّيَت زينب...

زينب.. هذا الاسم الّذي ارتبط بالمصائبِ والأحزان، وكم هي كثيرة تلك المصائب والأحزان الّتي عاشتها زينب(ع)، والاسم الّذي ارتبط بالعنفوان والبطولة والموقف الحرّ والصّابر.

وباسم السيده زينب عليها السلام اكتمل مشهد كربلاء، فلا نذكر الحسين إلا ونذكر زينب، ولا نذكر زينب إلا ونذكر الحسين.

ربيبة البيت الطّاهر

عاشت السيّدة زينب في البيت الطّاهر؛ البيت الّذي أذهب الله عنه الرّجس وطهّره تطهيراً... نشأت تنعم برعاية جدّها رسول الله(ص)، وبتربية أبيها عليّ(ع) وأمّها الزّهراء(ع)، فكانت العابدة الّتي ما تركت تهجّدها للّه وذكرها له ووقوفها بين يديه طوال دهرها، حتَّى في ليلة الحادي عشر من المحرّم.

وكانت زينب(ع) العالمة التي يرجع إليها النّاس ليتعرَّفوا أمور دينهم، فقد روت(ع) أحاديث كثيرة عن أمّها وأبيها، وقد نقل حبر الأمَّة ابن عباس، عدّةً من الأحاديث عنها، وكان يقول :حدّثتنا عقيلتنا. فالسيّدة زينب عُرِفت بعقيلة بني هاشم، لما كانت تنعم به من الأخلاق والطّهر والصّفاء وبذل الخيرات للفقراء والمساكين والمستضعفين من عامّة النّاس.

وكانت السّيّدة زينب(ع) الرّسالية التّي لم تكتف بأن يأتي النَّاس إليها ليسألوها، بل كانت تذهب هي إليهم، تعلّم وتوجّه وتعظ وتُرشد، حتى عُرِفت بمدرّسةِ القرآن والحديث...


ولم تنس السيّدة زينب(ع) وسط كلِّ ذلك، أن تحافظ على التّوازن المطلوب بين أدوارها، كما يفعل بعض الناس؛ فلم تنس زينب دورها كأمّ وهي التي اعتزّت بهذا الدّور، فبنت مع زوجها عبدالله بن جعفر بن أبي طالب أسرةً قدّمت منها شهيدين اثنين في معركة كربلاء.


الدّور الرّساليّ في كربلاء


عاشت السيّدة زينب مع أبيها علي(ع) وعايشته وهو يقوم بدوره الرّساليّ، أحسّت بكلّ معاناته وصبره وجهاده، عندما أُبعد عن الخلافة، ومن ثم عندما أسندت إليه، وما تحمّله في تلك الفترة من النّاكثين والقاسطين والمارقين، إلى أن ضربه ابن ملجم واستُشهد..


ووقفت مع أخيها الحسن(ع)، في المعاناة الّتي عاشها بعد استلامه الخلافة، إلى أن وافاه الأجل مسموماً..


أمَّا مع الحسين(ع)، فقد كانت زينب شريكة جهاده، وقفت معه منذ البداية، تابعت معه تفاصيل حركته نحو كربلاء لحظةً بلحظة، ولم تتردَّد أبداً في أن تخرج معه إلى الكوفة عندما عرض عليها ذلك.

وهي لم تذهب مع الحسين بحكم الأخوّة أو لشأنٍ عاطفيّ بحت، بل ذهبت معه لأنَّها كانت ترى أنّ مشروع الحسين(ع) هو مشروعها: إصلاح أمّة رسول الله، الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، إزالة الظّلم والطّغيان..


وبدوره، كان الحسين(ع) يحتاج إلى وعي زينب، إلى جرأتها وقوَّة منطقها وحسن إدارتها وصبرها... وصَدَقَ ظَنُّه بها.

كانت الحكيمة الّتي شاورها طوال حركته. وفي كربلاء، كانت المدبّرة لشؤونه وشؤون النّساء والأطفال، والرّاعية للإمام زين العابدين(ع) في مرضه.


كان المطلوب من زينب أن تقدّم الأنموذج وتؤكّده سلوكاً وعملاً لا كلمات فقط..


حتفظت زينب(ع) بكلّ عاطفتها في صدرها، فلا مكان للعاطفةِ عندما تكون على حساب الرّسالة وعلى حساب الموقف الحقّ والعدل والحرية.

نراها في كربلاء، وقد وقفت أمام أجساد الشّهداء، وجيش بن سعد يتطلّع إليها، ينتظر منها دموعاً وانهياراً وخوفاً وتراجعاً... كانوا يريدون أن يروا الجزع والانكسار باديين

عليها. لكنّها(ع)، مشت مشية أبيها أمير المؤمنين وأمها الزّهراء، تكلّلها الثّقة بالله، وضعت يديها تحت الجسد الشّريف، جسد أخيها الحسين(ع)، توجّهت إلى الله قائلةً: "اللّهمَّ..تقبّل منّا هذا القربان

السّلام عليك يا زينب.. يوم ولدتِ ويوم انتقلتِ إلى رحاب ربّك ويوم تُبعثين حيّة.

المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: سيرة أهـل البيت (عليهم السلام)

---

hgsd~]m .dkf(u) >>> hgwfv ,hgYvh]m

[kh93lil]

شّـكرآ جَ ـزَيّلَآ عَ ـلَى آلَمِوِضوِعَ ـ آلَرآئعَ ـ وِ آلَمِمِيّزَ

وِآصِـلَوِآ تُآلَقَكمِ مِعَ ـنٌآ فُى آلَمِنٌتُدُى

بّـآرك آلَلَهِ فُيّكمِ أحً ـبّـتُيّ ...

نٌنٌتُظٌـر مِنٌكمِ آلَكثًـيّر مِنٌ خٌ ـلَآلَ إبّـدُآعَ ـآتُكمِ آلَمِمِيّزَة

لَكمِ مِنٌـــــــ إجَ ـمِلَ تُحً ـيّة ــــــــــى

[ملكة القلوب]

باقة زهور تفوح عبير الشكر والتقدير على هذه الإطلالة والمشاركة الطيبة
الله يعطيكم الصحة والعافية ولايحرمنا تواصلكم الطيب
دمتم برعاية الباري

[هو الحق]

هي الصبر والعطاء والكرم والجود والقلب الشجاع سلام الله عليها
احسنتم وبارك الله بكم على هذا العطاء المبااارك