2016/03/05, 12:22 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
الموعظة بالموت
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته ايها الاحبة قال ربُّـنا جلَّ جلاله: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا) فكانوا ممن يتعظ بما يقع حولَه من أحداثٍ ووقائع، لتذكرَ آخرتَك وتذكرَ الآخرين بما يصيرون إليه مما لا بد منه لكل حي... فتأملوا، ذكَّركُم الله جل جلاله بعظمته، وملأ قلبك هيبتَه، أنكم إذا نصرتَم الحق، فقد نصرتَم ربكم جل جلاله، وهو غني عنكم... وسبحان القائل: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) وإن عاداك أكثرُ الناس، فقد عاَدوا الأنبياء والصالحين من قبلكم قال الله سبحانه: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا لِلْمُجْرِمِينَ) فلا يغريكم، رحمكم الله تعالى، كثرةُ الناسِ من حولك، ولا يُخيفك قلَّتهم، واعلم أنك عائدٌ إلى ربك سبحانه وحيداً، حيث لا نصير إلا هو، نعم المولى ونعم النصير... تموت وحدك، وليس لك من الأحباب والأصحاب، إلا قليلٌ من الدموع... وتدخلُ القبر وحدك، وليس لك إلا عملُك... وتُبعثُ وحيداً، وتُحاسب وحيداً، (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ). أيها العزيز /ه... أنا المعنيُّ بهذا الكلام، وأنت المعنيُّ به، وإياك أعني بهذا الكلام... وكلانا يراد.. فلا ننسى ذكرَ الموتِ الذي لا بد آتينا، وإن لم نناديه نادانا... وكان بعضُ السلف الصالح، إذا جاءه خبرُ موت أخٍ من إخوانه، إفترض نفسه مكانـَه، وظـنَّ أن دوره بات قريبا، فيكثر من الجدِّ والإجتهاد والإخلاص... استعداداً للملتقى... حتى يظهرَ عليه ذلك عند طعامه أو مالِه... فينصرفَ عنهما لشدة ما يتوقعُ... فاتعظْ اذا رأيتَ ميتا ً، فهو يرغب أن يُردَّ إلى الدنيا ليستزيدَ من العمل الصالح، ويستغفرَ من ذنوبه السالفة ... فلِـما لا نفترضُ أنفسَنا مكانَه؟ واذكرْ قولَ ربَّك سبحانه: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا) وكان النبيُّ (ص) إذا تبع جنازةً، غلبته كآبةٌ، وأكثرَ حديثَ النفسِ، وأقلَّ الكلام. وفي وصيَّته (ص) لأبي ذر قال: "يا أبا ذر إذا تبعتَ جنازة ً، فليكُنْ عقلك فيها مشغول بالتفكر والخشوع، واعلم أنَّك لاحقٌ به". عن مولانا الصادق (ع) قال: إذا حملتَ جنازةً، فكن كأنَّك أنت المحمول، أو كأنَّك سألتَ ربَّك الرجوعَ إلى الدنيا لتعمل، فانظرْ ما تستأنف"... أيها العزيز/ه ... يقول ربـَّك جلَّ جلالُه: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) فأعلم أنك من بني آدم، يجري عليك ما يجري عليهم... فما الدنيا بباقية لحي، ولا حيٌّ باقٍ في الدنيا... أخي /أختي : وأنت/ي تقرأ هذه الكلمات، أذكرْ، أنَّك تموت وحدَك، وتُبعثُ وحدك... ولا ينفعك طاعةُ الناسِ لربِّهم تعالى، لو عصيتَهُ... ولا تضرُّك معصيةُ الناسِ، لو أطعتَهُ سبحانك.. أخي /أختي : وأنت/ي لم تمتْ بعد، لكنَّك توشَكْ عما قريب أن تموت.. لم تمت اليوم، لكنك ترى الموتى كل يوم... لم تمت اليوم، لكنك خلقت للآخرة لا للدنيا، وللفناء للبقاء... , غداً عندما تموت تُعلق صورُك ونعيكُ على الجدران ... وتُذكرُ بصيغة "كان" غداً يذكر اسمُك على صفحات الصحف في الوفيات... غداً يوزَّع ما كنتَ تختزنُ من مال: قليلُه عن روحك، وكثيرُه للورثة... وتُحاسب على مالِك كلِّه. غداً يُطعَمُ الناسُ الطعامَ على ذكرك، وأنت تُفتشُ عن صدقة تحتاجُها... غداً يتبارى الخطباء في ذكراك، ويتصدَّرُ عليَّةُ القومِ مجالسَكَ, ويُتاجرُ بإسمك وبوفاتك... وأنت تحتاج لدعاءِ صادق وذكرِ ذاكر... غداً يتقاطر الوجهاء للتعزية بك، ويتزاحم الساعون للوجاهة وذو الوجهين واللسانين لاستغلال وفاتك وتجييرِ موتِكَ... غدا ً الكل ُّ ينطِق ولا يُؤثر، وأنت بصمتك تُؤثرُ كما لم تفعلْ قطُّ في حياتك... ولو أُذِنَ لك في الكلام لقلتَ إن خير الزاد التقوى. غداً يستوحشُ منك الآخرون، بعد أنْ كانوا لك يتزلَّفون... غداً تكونُ أنت المناسبة.. بعد أنْ كنتَ واعظاً في المناسبات... غداً تبكى بعد أن كنتَ تُبكي.. غداً يتنافسُ أهلُ المناصب للإستفادة من موتك، ويتبارى المتبارون في إصطناع فنونِ الرياء والنفاق... أيها العزيز ./ه.. أنظر/ي من حولِك... ترى أُناساً يكرهون الفقرَ... وينزلُ بهم... ورى آخرين يكرهون البلاء... وينزل بهم... وترى غيرهم يكرهون المصيبة... وتنزل بهم... وتراهم يكرهون الضعفَ والكِبَرَ والشَيْبَ والوَهَنَ... وينزلُ بهم... وتراهم يكرهون الموتَ... وهو نازل ٌ بهم... يضعفون فجأةً... ويمرضون فجأةً.. ويموتون فجأةً. وربما يتجنَّبون النومَ، وينزل بهم.. ويتجنَّبون الحزنَ فيُصيبهّمُ.. ويتجنبون حادثَ سيارةٍ أو خطرٍ ما... ويقع عليهم... فاحذر/ي من مفاجأة ربك تعالى : (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) ايها الاحبة: إعتبروا بما روي عن مولانا أمير المؤمنين في أنَّ الأيام ثلاثة... وهي أيام الدنيا.. يوم مضى لا ترجوه، ويوم بقيَ وهو الذي أنت فيه، ويوم يأتي قد تُدركه.. فالذي مضى: فيه الحكمةُ والموعظة ُوالإعتبار... وألمُ الفراق، وذكرياتٌ سوف نلقاها، وأعمالٌ نحاسبُ عليها... وهو اليوم الذي يتعذَّر الرجوعُ إليه.. فلا سبيلَ لك إليه.. والذي أنت فيه، فيوشِك على الوداع والفراق... كنتَ بالأمس تنتظره، وهو الآن سريع السفر، فاغتنم ما استطعتَ من العمل، قبل أن تودِّعه أو يودِّعك.. وكان قد أتاك، ولم تأتِهْ... فكيف تأتي غيرَه؟!!! أما اليوم الذي يأتي، فقد لا تُدركه ولا تكونُ من أهله، تماماً كمن دفنتَهُمْ بالأمس وودَّعتَهُمْ في الأيام الخالية... ولم يُدرِكوا يومك الذي أنت فيه... من يدري؟! قد لا تدركه أنت أيضاً، وتموت قبله... فاترك طول الأمل حَذَراً من فُجأة الأجل... فعليك بما ينفعك في عاجلك، حتى لا تحزنَ وتهتمَّ وتجمعَ وتتعبَ لِما قد لا تصِلُهُ من آجلك... فتتألَّم وتشقى لِما يأتي، وقد لا يأتي!... المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية hgl,u/m fhgl,j |
2016/03/05, 11:08 AM | #2 |
معلومات إضافية
|
احسنتي أختي
كفا بالموتِ واعضاً تقبلي مروري |
2016/03/05, 02:00 PM | #3 |
معلومات إضافية
|
اللهم صل على محمد وال محمد
احسنتم نشرا |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
اليقين بالموت | شجون الزهراء | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 5 | 2016/01/11 06:13 AM |
الآثار الايجابية للايمان بالموت | شجون الزهراء | المواضيع الإسلامية | 5 | 2014/08/09 01:28 AM |
الآثار الايجابية للايمان بالموت | نسائم الزهراء | المواضيع الإسلامية | 2 | 2014/05/14 12:57 PM |
في ثواب الموعظة | نعيم الشرهاني | المواضيع الإسلامية | 2 | 2013/08/31 12:11 AM |
مرحبا بالموت في حب الحسين | احمد الكعبي | الشعر الفصيح والخواطر | 6 | 2012/08/08 05:15 PM |
| |