Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتـديات الاجتماعية > الأمومة والطفل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016/02/07, 05:10 PM   #11
الرافضيه صبر السنين


معلومات إضافية
رقم العضوية : 3796
تاريخ التسجيل: 2015/05/07
المشاركات: 7,552
الرافضيه صبر السنين غير متواجد حالياً
المستوى : الرافضيه صبر السنين is on a distinguished road




عرض البوم صور الرافضيه صبر السنين
افتراضي

احسنتم وجزاكم الله خيرا


توقيع : الرافضيه صبر السنين
رد مع اقتباس
قديم 2016/02/27, 07:35 AM   #12
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي معالم الأسرة الصالحة 1.3


معالم الأسرة الصالحة ـ 3

إن طريق الحصول على اللذة العميقة في الأسرة هو «جهاد النفس في أجواء الأسرة» / الزواج هو تعبير عن الاستعداد لجهاد النفس في إطار الأسرة/ يجب أن يصبح الطفل بين السنة السابعة إلى الرابعة عشر مؤدّبا ومنظّما كالعبد بين يديه مولاه/ العقاب والثواب الذان يسيئان إلى تربية الطفل

الزمان: 02/12/2013
المكان: طهران ـ بقعة الشيخ عبدالله الطرشتي
ألقى سماحة الشيخ بناهيان في العشرة الثالثة من المحرّم وفي بقعة الشيخ الطرشتي خمس محاضرات تحت عنوان «معالم الأسرة الصالحة» فإليكم أهمّ المقاطع من محاضرته الثالثة:

أحد أسباب سهولة الدين، هو سهولة إصلاح الإنسان في أجواء الأسرة/ إن مفتاح إصلاح الفرد والمجتمع، هو إصلاح الأسرة

من القضايا التي تحكي عن سهولة ديننا وسهولة طريق التربية الدينية والارتقاء المعنوي وبساطته، هو تسليط الضوء على دور «الأسرة» البنّاء في إصلاح الفرد والمجتمع، إذ أن إصلاح الإنسان في «الأسرة» عمليّة سهلة جدّا. عادة ما نحن نحاول أن نصلح الفرد أو المجتمع، بينما مفتاح إصلاح كليهما هو إصلاح الأسرة. ولكن لأننا لا نسلك طريق الهداية والإصلاح بشكل صحيح، نزعم أن التربية الدينية وعملية إصلاح الفرد والمجتمع عن طريق الدين، عمليّة معقّدة وصعبة.
ينبغي علينا أن نهدف إلى إصلاح الأسر، أكثر من أن نعمد إلى ملء نواقصها عن طريق وزارة التربية والتعليم، إذ أن أساس التربية في الأسرة. إن تعليم الطفل الذي نشأ في أسرة صالحة، سهل جدّا، كما أنه سيحظى بقابلية عالية على التعلّم. لا داعي لوزارة التربية والتعليم أن تملأ أذهان الأطفال بالمحفوظات كثيرا، فبدلا من تكثير محفوظات الأطفال، حريّ بها أن تسعى قليلا في سبيل إعطاء تعليمات مدروسة وعامّة للآباء والأمهات، وتثقّف الوالدين ـ في مسار إصلاح الأسر ـ ببعض المعارف العميقة والدقيقة الدينية.
إن أولينا الاهتمام بإصلاح الأسرة وأصلحنا الأسر بنفس مقدار اهتمامنا بإصلاح الفرد أو المجتمع، عند ذلك سوف يصلح كلا الفرد والمجتمع بكلّ سهولة. ولكن إذا تركنا مركز الأسرة الرئيس، ثمّ عمدنا إلى إصلاح الناس عبر طرق أخرى، فسوف لا ننال غايتنا المطلوبة. فعلى سبيل المثال إذا أوصينا أفراد المجتمع بشكل مباشر أن: «لا تسرفوا! وعليكم بالنظم في المرور!» أو أوصينا مدراء المجتمع أن: «أن لا تخونوا، ولا تضيّعوا بيت المال!» أو قلنا للسياسيّين: «لا تتنازعوا معا!» فلا بأس به. ولكن الأفضل من كلّ ذلك هو إصلاح الأسر. فإن اتجهنا نحو إصلاح الأسر سوف تسدّ كلّ هذه الثغور.

ليست الأسرة الصالحة بمعنى الأسرة المنزّهة من النزاع والطلاق

قبل أن نتحدّث عن خصائص الأسرة الصالحة، نذكر باختصار بعض الصفات والخصائص التي لا تدلّ بالضرورة على صلاح الأسرة. مثلا إذاكانت الأسرة في انسجام وتفاهم بحيث لا يتحدثون أفرادها عن الطلاق أبدا، ولا يتنازعون معا، فهذا لا يدلّ بالضرورة على صلاح الأسرة ورقيّ كفاءتها. فلعلّ في بعض الأسر التي ليس فيها طلاق ولا نزاع، يمارس أحد الزوجين الظلم تجاه الآخر، فاستسلم الآخر للأمر الواقع وصبر على مضض، فاستتبت أمور الأسرة. ولكن لا يدلّ ذلك بالضرورة على صلاح هذه الأسرة. فلعل أحد أسباب انسجام الزوجين مع بعض بحسب الظاهر، هو أن أحد الزوجين يتحمّل سوء خلق الطرف الآخر بحسن خلقه. طبعا هذا الذي يتحمّل سوء خلق الطرف الآخر، هو إنسان صالح وجيّد، ولكن لا نستطيع أن نحكم على هذه الأسرة بأنها أسرة صالحة.

الأسرة الصالحة، هي الأسرة التي يسدّ كلٌّ من أفرادها حوائج باقي أفراد الأسرة، لا أن يتحمّل كلّ الآخر

ليست الأسرة الصالحة هي الأسرة التي ليس فيها نزاع فقط، بل هي الأسرة التي قد لبّيت احتياجات أفرادها الجسمية والمعنوية. لا يليق بأفراد الأسرة الصالحة أن يعانون من نقص عاطفي وروحي، فلابدّ أن تسدّ الاحتياجات في الأسرة.
الأسرة الصالحة هي الأسر ة التي تلبّي الحدّ الأقصى من احتياجات أفراد الأسرة الجسمانية والروحيّة. يجب أن تلبّى احتياجات الأولاد بشكل كامل في خضمّ العلاقة الأسرية، وكذلك ينبغي للمرأة والرجل أن ينغمرا بالمحبّة والعواطف في علاقتهما مع بعض في أجواء الأسرة. الأسرة الصالحة هي الأسرة التي يسدّ كلّ من أفرادها حوائج باقي أفراد الأسرة، لا أن يتحمّل كلّ الآخر.
صحيح أن الأجهزة والتقنية الناشرة للفساد أخذت تكتسح العالم يوما بعد يوم، ولكن إذا تربّى أولادنا في «أسر صالحة»، ليس بوسع أيٍّ من أجهزة الفساد هذه أن تفسد أولادنا، إذ قد لبّيت جميع احتياجاتهم في داخل الأسرة ولا يشعرون بنقص، من قبيل النقص العاطفي.
الفتاة التي قد نشأت في أسرة صالحة، عندما يقول لها شابّ في الشارع: «إني أحبك!»، ستعتبره شابّا سخيفا عديم الشخصية وتستغرب من إبدائه الحبّ والغرام بهذا الأسلوب السخيف، لفتاة غريبة لا يعرفها ولا يعرف صفاتها! فلا أنها لا تفرح بإبداء الحبّ هذا وحسب، بل تشمئز من هذا التصرّف، إذ قد ارتشفت من الحبّ والحنان بالقدر الكافي في أسرتها ولا تعاني من أيّ نقص عاطفيّ حتى تنخدع بإبداء حبّ سطحيّ في الشارع.
وكذلك الولد الذي قد نشأ في أسرة صالحة، لا يخطر بباله أن يتحرّش بفتاة. وإذا اضطرّ في موقفٍ ما إلى مساعدة فتاة، يقوم بذلك بكل حياء وغيرة.
الطفل الذي تعوّد على أكل ما طبخته له أمّه بكل محبّة وحنان، لن يرضى بأكل طعام هذا وذاك خارج البيت، حتى وإن أصرّوا عليه كثيرا.

يتبع إن شاء الله...




توقيع : السيد مرتضي
رد مع اقتباس
قديم 2016/02/28, 07:58 AM   #13
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي معالم الأسرة الصالحة 2.3


لا يخرج من الأسرة الصالحة، إنسان يعاني من نواقص روحية وعاطفية

للأسرة الصالحة خصائص ومؤشرات عالية جدّا. فلا يخرج من الأسرة الصالحة إنسان يعاني من نواقص روحية وعاطفيّة. مع الأسف إن بعض الناس يعانون من نقص الحبّ والحنان بشدّة، بحيث يبحثون عن من يملأ نقصهم العاطفي في الشوارع، ثمّ يسمّون عملهم حبّا وغراما بدلا من أن يسمّوه وقاحة. وبدلا من أن يقول أحدهم: «عندي مشكلة وأصبحتُ مريضا أو معقّدا نفسيّا»، يقول بفخر: «أحببت وعشقت!»
يقول أحد الروات: «سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْعِشْقِ، قَالَ قُلُوبٌ خَلَتْ مِنْ ذِکْرِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ حُبَّ غَيرِهِ» [أمالي الشيخ الصدوق/ص668]
في الأسرة الصالحة بعد مضيّ ثلاثين سنة من الحياة المشتركة، تصبح المحبّة بين الزوجين أكثر بكثير من محبتهما في شهر العسل. ولذلك عندما تمرّ سيارة عروس من جانب هذه المرأة، لا تتحسّر على الأيّام الأولى من حياتها المشتركة أبدا، إذ قدّ اشتدّ حبّ كلّ من الزوجين إلى زوجه بعد مضيّ ثلاثين سنة.

إن طريق الحصول على اللذة العميقة في الأسرة هو «جهاد النفس في أجواء الأسرة» / أغلب الأزواج الذين يعقتدون بسوء اختيارهم في الزواج مخطئون

الأسرة الصالحة تمنح الإنسان لذة ألصق بالفؤاد وأعمق بكثير ممّا يعطيه الفسق والفجور. ولكن في سبيل نيل هذه اللذة العميقة، هناك طريق واضح لابدّ لنا من سلوكه، وهو طريق «جهاد النفس في أجواء الأسرة». يزعم بعض الناس ـ مع الأسف ـ أن طريق نيل هذه اللذة هو أن يبحثوا عن أفضل زوج في العالم! يعني أن يختاروا زوجا لا يسأمون منه أبدا، وأن يكون حسن خلق الزوج ورأفته ورحمته وتواضعه وجماله من الشدّة والروعة بمكان بحيث لا تقع معه طيلة الحياة أيّ مشكلة. ثمّ يستمر جمال الزوج وباقي محاسنه إلى آخر عمره! وفي الواقع يبحث هؤلاء عن مورد كامل متكامل لا نقص فيه، لأنهم أشخاص غير لائقين وفيهم عيوب كثيرة!
ليس معنى هذا الكلام هو أن لا يدقّق الإنسان في اختيار زوجه، أو أن لا يبحث عن المورد المناسب، ولكن لا تأتي السعادة عبر الاختيار الصائب والصحيح وحسب، بل يجب على الإنسان أن يحصل على السعادة في مسار حياته المشتركة شيئا فشيئا، ولا سعادة أهنأ من هذه السعادة الحاصلة بالتدريج، وكلّ أنواع السعادة الأخرى لا تبلغ عمق لذّتها ودوامها. كما هناك الكثير من الناس الذين قد حصلوا على أفضل الأزواج ولكنهم من أسوأ الناس، فلا يصلحون إلى جانب أزواجهم الصالحين، بل يزدادون سوء وفسادا. وأساسا قد يكون سوء الزوج سببا لرشد الإنسان وازدياد مراقبته على أعماله.
لابدّ من «صنع» الحياة المليئة بالسعادة، لا أن نربح بها مفاجأة. لا يربح الإنسان بأسرة صالحة بالصدفة، ولا يتعلّق صلاح الأسرة باختيار الزوج الصالح وحسب. مع الأسف قد جرى على ألسن كثيرا أن «لم يكن اختياري صائبا»، ولكن أغلب الأزواج الذين يعتقدون بسوء اختيارهم في الزواج مخطئون. بعض هؤلاء هم أشخاص أنانيّون وأتباع الهوى، ويريدون أن يكون الآخرون عبيدا لهم، وتجري رياحهم كما تشتهي سفنهم. لذلك فهم يبحثون عن من ينقاد تماما إلى رغباتهم وهذا ما لا يمكن أبدا، إذ يودّ هؤلاء في مسار حياتهم المشتركة أن يلبّوا أهواءهم ويلتذّون وحدهم دون الطرف الآخر.

الخطوة الأولى لتكوين الأسرة الصالحة، تغيير رؤيتنا تجاه «الأسرة» / الإنسان الذي يرى لذّته في تلبية هواه لا يصلح للزواج!

طيّب، كيف نستطيع أن نكوّن أسرة صالحة؟ الخطوة الأولى لتكوين الأسرة الصالة هي تغيير وإصلاح رؤيتنا تجاه الأسرة وأن نعلم حقيقة الأسرة. الأسرة مقرّ له آدابه الخاصة. للحضور في الأسرة آداب كما هو الحال في الحضور في المسجد. فكما أن للمسجد حرمة، كذلك للأسرة حرمة ولابدّ من مراعاة الكثير من الآداب فيها. طبعا لا مانع من الراحة في أجواء الأسرة، ولكن هناك حدود للراحة في البيت.
هؤلاء الذين يقولون لا تتزوجوا مبكّرا والعبوا وامرحوا قبل الزواج والتذّوا بالعيش في أيام شبابكم (وهم يقصدون الفسق والفجور) فيا ترى لماذا يتزوجون أساسا؟! إذ أن الإنسان الذي يرى لذّته في تلبية هواه، فهو غير صالح للزواج من الأساس! وحري بمثل هذا الإنسان أن لا يبحث عن زوج صالح، إذ مهما كان زوجه صالحا، مع ذلك سينساق إلى الفسق والفجور تلبية لهواه. إن كان الإنسان متّبعا لهواه، فحتى لو حصل على أفضل زوج في العالم، مع ذلك سرعان ما يسأم منه ويضجر وينفر.

كما أن المائدة ليست محلّ النهم والبطنة ولها أدابها، كذلك ليست الأسرة بمرتع لإشباع الغرائز والشهوات ولها آداب خاصّة/ الأسرة بمعنى الحياة في إطار دستور

كما أن الأسرة ليست محلّا للنهم والبطنة ولها أداب معيّنة، كذلك ليست الأسرة بمرتع لإشباع الغرائز والشهوات ولها آداب خاصّة. الأسرة بمعنى الحياة في إطار دستور. إن مراعاة آداب الأسرة ومقرّراتها من الأهمية بمكان بحيث تنزل آية قرآنية لتحدّد قانون ذهاب الأطفال إلى غرفة الوالدين؛ (لِيسْتَأْذِنْکُمُ الَّذينَ مَلَکَتْ أَيمانُکُمْ وَ الَّذينَ لَمْ يبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْکُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَ حينَ تَضَعُونَ ثِيابَکُمْ مِنَ الظَّهيرَةِ وَ مِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَکُمْ...) [النور/58]
يجب أن نغيّر رؤيتنا عن الأسرة. فعلى سبيل المثال إن رؤيتنا عن المعسكر هي أنه مقرّ تجب فيه مراعاة الكثير من الآداب والضوابط والسلوك الخاص. عندما نواجه في المعسكر من هو أعلى رتبة منّا، يتعيّن علينا أن نضرب له تحية عسكريّة، فحتى لو كنّا نودّ قائدنا جدّا، لا يجوز لنا أن نعانقه ونعبّر عن حبّنا واحترامنا له كما نشاء، بل يجب علينا أن نضرب تحية عسكرية له حسب الأصول والضوابط. طبعا ليست آداب الأسرة وضوابطها شديدة ومتصلّبة كما في المعسكر، ولكن يجب أن تراعى بعض الآداب والاحترامات في أجواء الأسرة. لقد ذكرت في رواياتنا تفاصيل آداب المعاشرة بين الزوجين في إطار الأسرة بشكل دقيق، وفصّلت القوانين والضوابط تفصيلا. فلم نترك في البيت سدى، بل مكلّفون بمراعاة الآداب والضوابط.

يتبع إن شاء الله...




توقيع : السيد مرتضي
رد مع اقتباس
قديم 2016/02/28, 04:39 PM   #14
الرافضيه صبر السنين


معلومات إضافية
رقم العضوية : 3796
تاريخ التسجيل: 2015/05/07
المشاركات: 7,552
الرافضيه صبر السنين غير متواجد حالياً
المستوى : الرافضيه صبر السنين is on a distinguished road




عرض البوم صور الرافضيه صبر السنين
افتراضي

اللهم صل على محمد وال محمد
ومن اقوال الامام علي ع بحق المراة الصالحه
[IMG][/IMG]


توقيع : الرافضيه صبر السنين
رد مع اقتباس
قديم 2016/02/28, 08:22 PM   #15
معلومات إضافية
رقم العضوية : 3431
تاريخ التسجيل: 2014/10/05
المشاركات: 2,923
عابر سبيل غير متواجد حالياً
المستوى : عابر سبيل is on a distinguished road




عرض البوم صور عابر سبيل
افتراضي

احسنتم النشر بارك الله بكم سيدنا القدير


رد مع اقتباس
قديم 2016/03/01, 12:06 PM   #16
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي معالم الأسرة الصالحة 3.3


بموجب أحكام الإسلام يجب تعلّم الأدب والنظم من السنة السابعة وفي الأسرة، لا بعد الثمانية عشر وفي العسكرية / يجب أن يصبح الطفل بين السنة السابعة إلى الرابعة عشر مؤدّبا ومنظّما كالعبد بين يديه مولاه

يجب على الوالدين أن يعلما أولادهما «الأدب» بعد السنة السابعة، لكي يدرك الأطفال أصل جهاد النفس ويعلموا أن لابدّ لهم من محاربة كلمات «أحب» و «أشتهي» و «يعجبني» وأمثالها. اليوم، يذهب الشباب إلى الجندية بعد الثمانية عشر من عمرهم، ويتدرّبون هناك على النظم والانضباط وبعض الآداب، بينما يفرض الإسلام أن لابدّ من تأديب الأطفال وتعليمهم النظم من السنة السابعة؛ قَالَ الصَّادِقُ ع: «دَع ابْنَكَ يلْعَبْ سَبْعَ سِنِينَ وَ يؤَدَّبْ سَبْعَ سِنِينَ وَ أَلْزِمْهُ نَفْسَكَ سَبْعَ سِنِينَ فَإِنْ أَفْلَحَ وَ إِلَّا فَإِنَّهُ مِمَّنْ لَا خَيرَ فِيهِ» [من‏لايحضره‏الفقيه/3 /492/ح 4743] و «الْوَلَدُ سَيدٌ سَبْعَ‏ سِنِينَ‏ وَ عَبْدٌ سَبْعَ سِنِينَ وَ وَزِيرٌ سَبْعَ سِنِينَ» [وسائل‏الشيعة/21/476] و «دَع ابْنَكَ يلْعَب سَبْعَ سِنِينَ وَ أَلْزِمْهُ نَفْسَكَ سَبْعاً فَإِنْ أَفْلَحَ وَ إِلَّا فَإِنَّهُ مِمَّنْ لَا خَيرَ فِيهِ» [الکافي/6/46/ ح‏1]
لابدّ أن يتأدّب الطفل بعد السنة السابعة ويصبح منظّما كالعبد بين يديه مولاه؛ وبالتأكيد لابدّ أن يكون أبوا هذا الطفل كالمولى الرؤوف العطوف، فينهيان الطفل ويأمرانه بلين وحنان، ولكن على الطفل أن يمتثل أوامرهما كما يمتثل الجندي أوامر قائده. لابدّ أن تكون أجواء البيت في هذه السنين السبع أي من السنة السابعة إلى الرابعة عشر، تشبه أجواء المعسكر، ليتدرّب الطفل على مراعاة النظم والأدب. يجب على الطفل أن يراعي بعض القضايا في هذه السنين من قبيل ترتيب غرفته ووسائله، والالتزام بمواقيت النوم والاستيقاظ وأداء الاحترام للكبير وكثير من الآداب الأخرى ليعلم أن الدنيا ليست محلّا لطلب الراحة. من المسائل المؤكّد عليها هو الاستيقاظ بين الطلوعين، والتي لها آثار وبركات كثيرة في الروح والبدن، فيا حبّذا لو استطاع الأب والأم أن يوقظ أولادهما في هذه الفترة ويمنعانهما من النوم برأفة وحنان.

لابدّ أن يتدرّب الطفل في السنين السبع الثانية من عمره وبإدارة أمه وأبيه على جهاد النفس/ البيت مقرّ مليئ بالمقرّرات والضوابط وينطوي على أجواء مناسبة لجهاد النفس

يقول البعض: إن مراعاة الآداب ولا سيّما للأولاد في سنيّ الطفولة والمراهقة صعب! في حين أن تحمّل المشقّة ومخالفة النفس، مودع في ذات الإنسان، والحياة مقرونة بجهاد النفس. فلابدّ أن يتدرّب الطفل في السنين السبع الثانية من عمره وبإدارة أمه وأبيه على جهاد النفس، ثم يستمرّ بجهاد نفسه في السبعة الثالثة بمشورة والديه. فعندما يقدم مثل هذا الإنسان على الزواج، يدرك أن لابدّ من الاستمرار بضوابط جهاد النفس في الأسرة، ويعرف أنه بهذا الزواج في الواقع دخل في مرحلة جديدة من عمليّات جهاد النفس.
إذن الخطوة الأولى هي أن نغيّر رؤيتنا عن البيت والأسرة ويجب أن نعرف أن البيت مقرّ مليئ بالضوابط والمقرّرات وهو محلّ مناسب لجهاد النفس. ولابدّ أنكم تعرفون كم لبيت الله الحرام من ضوابط ومقرّرات. فعندما يحرم الحاج ويدخل في نطاق بيت الله، تحرم عليه الكثير من الأعمال ويلزم بمراعاة آداب ومقرّرات صعبة. فكما أن في بيت الله مقرّرات وضوابط، كذلك بيوتنا هي محالّ مراعاة مقرّرات وضوابط كثيرة.
فعلى سبيل المثال أحد قوانين البيت هي أنه عندما يحتضر أحد أعضاء البيت ويشرف على الموت، لابدّ أن يوضع في المكان الذي كان يصلّي فيه عادةً؛ «إِذَا عَسُرَ عَلَى الْمَيتِ مَوْتُهُ وَ نَزْعُهُ قُرِّبَ إِلَى‏ مُصَلَّاهُ‏ الَّذِي کَانَ يصَلِّي فِيهِ» [الكافي/ج3/ص125] إذن من الأولى أن يتخذ كلّ واحد من أفراد الأسرة مصلّى له في البيت ويصلّي في ذلك المكان. فأحد آداب البيت هي أن يكون لكل فرد من أعضاء الأسرة مصلّى خاصّ به.
ومن الضوابط الأخرى التي ينبغي مراعاتها في البيت هو تحديد ساعات معينة لفتح التلفاز وغلقه. يعني لا ينبغي أن يكون التلفاز مفتوحا على الدوام وبلا أي نظم وضابطة، وكلّ يتفرّج من البرامج ما يشاء. فقد قال علماء النفس: «من يکثر من مشاهدة التلفاز ـ حتى وإن كان يشاهد برامج جيدة ـ يصاب بعد فترة بالبلادة والبلاهة».

الأسرة محلّ جميل لجهاد النفس/ الزواج هو تعبير عن الاستعداد لجهاد النفس في إطار الأسرة

الأسرة محل جميل لجهاد النفس، فعندما يدخله الإنسان، فإنه قد دخل في الواقع في خضمّ مجموعة من العلاقات التي تفرض عليه جهاد النفس. فمن أقدم على الزواج يتعيّن عليه أن يوطّن نفسه على مرحلة جديدة في جهاد النفس، وبالتأكيد ينبغي أن يكون هذا الجهاد حلوا وممتعة لديه، إذ يبعده عن اللهو واتباع الشهوات ويتحفه بلذّات أفضل وأمتع. إن معنى عزم الشابّ على الزواج هو التعبير عن استعداده لجهاد النفس في أجواء الأسرة، لا التعبير عن عزمه على تلبية شهواته في الأسرة! ولذلك فغالبا ما كان السيد الإمام الخميني(ره) يوصي الأزواج الذين يعقد لهم أن: «تکيفوا وتماشوا مع بعض» فهذا ما يدل على أن الأسرة هي محلّ لبناء الذات لا محلا للاسترخاء وطلب الراحة.
فمن تطبّع على أصل جهاد النفس منذ السابعة من عمره، وعرف أنّ والديه قد شدّدا عليه بعض الشيء برفق ورأفة في السنين السبع الثانية من عمره لكي يتأدب على بعض الآداب، فمثل هذا الإنسان سيبحث بعد زواجه عن موطن جديد لجهاد النفس، والأسرة هي الموطن الجديد والجميل لجهاد النفس.

إن أتباع الشهوات والملذّات لا يزدادون رضا عن الحياة الدنيا

في الواقع لقد صمّم الله سبحانه هذه الدنيا بحيث لا يلتذّ الناس في دنياهم إلا عن طريق جهاد النفس. ولذلك فإن أتباع الشهوات والملذّات لا يزدادون رضا عن الحياة الدنيا. بحسب الإحصاء الذي انتشر قبل حوالي عشر سنين في أوروبّا، لم يزدد مدى رضا الناس عن حياتهم حتى واحد بالمئة وذلك بالرغم من تطوّر التقنية وصعود مستوى الرفاه العامّ بالنسبة إلى قبل سبعين سنة. في حين أن منذ قبل سبعين سنة ولحد الآن قد أنتجت وسائل وإمكانات كثيرة لتسهيل حياة الناس.
لا تغرّنكم وسائل الإعلام بأفلامهم ومقابلاتهم، بحيث يصوّرون الشعوب الغربية في غاية السرور والسعادة. طبعا لا ينكر أحدٌ التذاذَ أتباع الشهوات والملذّات، إذ كل من يذهب وراء الخلاعة والفجور، يتمتّع شيئا ما، ولكنه لو كان قد عفّ عن فسقه، لأذاقه الله نفس هذه اللذة عبر الطريق الحلال. ولذلك فلم يحصل الإنسان على شيء عن طريق الفسق والمجون سوى أنّه جعل لذّته الحلال حراما. وشتّان بين بركة الحلال ونحوسة الحرام! كالسارق الذي يأكل ويصرف بعض الأموال، فلو لم يكن يسرقها لرُزِقَها عن طريق حلال.

«أريد» و «يعجبني» و «أشتهي» هي ملح الحياة، فإن ازدادت عن حدّها، تصبح الحیاة مالحة لا تطاق!

الأسرة مكان لا ينبغي أن يكثر الإنسان فيه من استخدام كلمات «أريد» و «يعجبني» و «أشتهي». يعني لا ينبغي أن يفكّر الإنسان دوما بتلبية رغباته وشهواته. طبعا ليس قصدنا أن لا يستخدم هذه الكلمات أبدا، ولكن ليقلّل من استخدامها. روي عن الإمام الصادق(ع) أن: «دَخَلَ قَوْمٌ عَلَى الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ ع فَقَالُوا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ نَرَى فِي مَنْزِلِكَ أَشْیَاءَ نَکْرَهُهَا وَ إِذَا فِي مَنْزِلِهِ بُسُطٌ وَ نَمَارِقُ فَقَالَ ع إِنَّا نَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَنُعْطِیهِنَّ مُهُورَهُنَّ فَیَشْتَرِینَ مَا شِئْنَ لَیْسَ لَنَا مِنْهُ شَیْ‏ءٌ» [الكافي/ج6/ص476] وهذا يعني أن الإمام الحسين(ع) قد لبّى رغبة زوجته، فلابدّ من تلبية بعض هذه الرغبات في البيت، ولكن ترى بعض الناس مع الأسف لا يفكّرون إلا بتلبية رغباتهم في البيت، وهذا غير صحيح. «أريد» و «يعجبني» و «أشتهي» هي مثل ملح الطعام الذي يجب أن نستخدم مقدارا قليلا منه في الطعام، وكذلك هذه الكلمات، فهي ملح الطعام وإن ازدادت عن حدّها، تصبح الحياة مالحة لا تطاق!

يجب أن يرى الطفل «جهاد النفس» في سلوك والديه/ العقاب والثواب الذان يسيئان إلى تربية الطفل

إن أساس إصلاح النفس هو جهاد النفس ومخالفة الهوى، فالوالدان الذان لا يعلّمان ولدهما ذلك بعملهما وسلوكهما، ولا يعيّشانه أجواء جهاد النفس في البيت، فلا يتوقّعا صلاحه وأن يتربّى تربية سالمة. الوالدان الذان يتفوّهان بكلّ كلمة حين الغضب، بطبيعة الحال سيفعل ولدهم كل ما يشاء! يجب أن يرى الطفل مرارا في سلوك والديه أن قد غضبا مرارا، ولكنهم لم ينطقوا بشيء وإنما تبسّموا فقط. فإن رأى الطفل مثل هذا السلوك، سيعرف أنه يجب عليه أن يتصرّف بما لا يشتهيه هوى نفسه ويسحق نفسه في مواطن كثيرة.
المهمّ هو أن يرى الطفل جهاد النفس في فعل والديه وقولهما، وإلّا فمهما رأى أفعالهما الصالحة التي تخلو من عنصر جهاد النفس، فلا تنفع هذه الأفعال في تربيته. إذ أن الأفعال الصالحة التي رآها من أبيه، قد أنجزت بحوافز ومشجّعات أخرى، وكان الأب راغبا بإنجاز هذا العمل الصالح، وعليه فيتربّى الولد تابعا لشهوته ورغباته. فعلى سبيل المثال إن كنت قد صليت كلّما اشتهيت الصلاة ورغبت بها، وتركتها كلّما رغبت عنها، وأديت باقي أعمالك الصالحة على هذا الأساس وبحسب ما راق له هواك، كذلك يتربّى ولدك تابعا لأهوائه ورغباته ويقوم بما يعجبه ويشتهيه! وهذا ما تعلّمه منك بالضبط.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته





توقيع : السيد مرتضي

التعديل الأخير تم بواسطة السيد مرتضي ; 2016/04/02 الساعة 06:20 AM
رد مع اقتباس
قديم 2016/03/26, 11:34 AM   #17
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي


معالم الأسرة الصالحة ـ 4


إن بعض الناس قد خلطوا بين البيت وبين الأريكة! / أولئك الذين لم يهتمّوا بإنجاب الأولاد فلم يدركوا معنى الأسرة أساسا/ المرأة التي تتواضع لزوجها، فهي في الواقع تزيد إمكان تمتّعها في الحياة/ في البيت الذي تكون الأمّ فيها محبوبة والأب مطاعا، يصبح الولد متعادلا نفسيّا/ ناسبوا العوائل الذين يحظون بالتعادل الروحي


الزمان: 03/12/2013

المكان: طهران ـ بقعة الشيخ عبدالله الطرشتي

ألقى سماحة الشيخ بناهيان في العشرة الثالثة من المحرّم وفي بقعة الشيخ الطرشتي خمس محاضرات تحت عنوان «معالم الأسرة الصالحة» فإليكم أهمّ المقاطع من محاضرته الرابعة:


أحد أسباب التأخير في الزواج، هو الانطباعات غير الصحيحة التي تبلورت في أذهان الناس عن الزواج


الخطوة الأولى في سبيل الوصول إلى الأسرة الصالحة هو إصلاح رؤيتنا وانطباعنا عن «الأسرة». يجب أن نرى أولا ما هي رؤيتنا وما هو انطباعنا عن الأسرة؟ هل انطباعنا عن الأسرة هو أننا نرى «الأسرة» مفهوما عظيما ورائعا؟ هل نعتبر الأسرة موطنا لبناء الذات ومجمّعا أشبه بالمعسكر أو نادي الرياضة مع مزيد من اللطافة والرأفة، أو أننا نعتبرها موطنا للاسترخاء والراحة المطلقة؟ هل نرى الأسرة كفندق ليس سوى محلّ للاستراحة والطعام، أو أنها موطن للقيام بمسؤوليّة ودور مهمَّين؟

مع الأسف إن لبعض الناس انطباعا غير صحيح عن الأسرة. فعلى سبيل المثال تراهم يقولون: «لقد ورّط فلان نفسه وتزوّج!» أو يقولون: «أتعلمون أن المرأة الفهيمة مع أي رجل تتزوّج؟ المرأة الفهيمة لا تتزوّج أبدا!» إن مثل هذه الأحاديث تترك أثرا سلبيّا على نفسيّة الشباب، وتخرّب رؤيتهم عن الزواج شيئا فشيئا. أحد أسباب التأخير في الزواج، هو هذه الانطباعات غير الصحيحة التي تبلورت في أذهان الناس عن الزواج. وعلامة هذه الانطباعات هو هذه الكلمات والعبارات التي كوّنها الناس عن الزواج. أو ما يمارسه بعض الناس من المبالغة في تبيين صعوبة تكوين الأسرة، أو یتحدّثون بنظرة سلبية عن هذا الموضوع، ومع الأسف قلّ ما وجدنا من يشكر ويثني على جمال الأسرة ومحاسنها.

إن انطباعنا عن تكوين الأسرة لأمر مهمّ جدّا. كما أن هذا الانطباع يترك تأثيره على كيفيّة سلوكنا في اختيار الزوج، أو في اختيار الأسرة التي نناسبها. إن سبب تصعّب بعض الأسر في مدى مكنة الصهر الاقتصادية، أو مستواه الاجتماعي، أو مستواه الدراسي فهذا ما هو ناجم عن رؤيتهم الخاطئة تجاه الأسرة. فلعلّهم يعتبرون الأسرة وسيلة للتفاخر والمباهاة. حتى أن بعض الفتياة يصرّحن بأن: «هذا الفتى لا يليق بي كثيرا! فإذا مشينا سويّة في الشارع، يقول الناس: إن هؤلاء غير متناسقين مع بعض!» فإن مثل هؤلاء يعيشون في ظرف «یقول الناس»، ورؤيتهم عن الأسرة متعلّقة بما يقول الناس عنها.


كثير من الرجال لا يعرفون طبيعة المرأة/ يجب على الرجل أن يلزم الصمت ويصبر على كلام زوجته المرّ


كثير من الرجال المتزوّجين لا يعرفون طبيعة المرأة، وليس لهم رؤية صحيحة عنها. فعلى سبيل المثال لا يعرفون أن طبيعة النساء ـ ما عدى اللاتي قد تعبن على أنفسهن وجاهدن أنفسهن ـ هي بحيث، إذا أطلقن لسانهنّ بالعتاب والشكوى، يعتبن بشكل مطلق ويكفرن بكلّ جميل، وإذا تألمّت إحداهنّ من زوجها، لعلّها تقول له: «لم أر منك خيرا قط!»؛ «لِأَنَّهَا إِذَا غَضِبَتْ عَلَى زَوْجِهَا سَاعَةً تَقُولُ مَا رَأَیْتُ مِنْكَ خَیْراً قَطُّ» [مستدرك الوسائل/14/244] «و لَا یَشْکُرْنَ الْکَثِیرَ إِذَا مُنِعْنَ الْقَلِیل» [من لایحضره الفقیه/2/554] عندما تقول المرأة هذا، يزعم الرجل أنها تكرهه أشدّ كره وحاقدة عليه، في حين أن الأمر ليس كذلك، وعلى الرجل أن يلزم الصمت ويصبر في مثل هذه المواقف. لقد ذكر رسول الله(ص) أن النساء عاجزات عن التعبير بشكل صحيح، يعني قد تزداد مرارة كلامهنّ عن الحدّ الطبيعي، فعليكم أن تستروا ذلك بالسكوت؛ «إِنَّمَا النِّسَاءُ عِیٌ ... و اسْتُرُوا الْعِیَّ بِالسُّکُوت» [الكافي/5/535 , من‌لایحضره‌الفقیه/3/390]

تجمع الأسرة بين الرجل والمرأة مع ما يتّصفان به من فوارق كثيرة وبيّنة، مما تؤدي إلى حلاوة ومرارة في الحياة. فإن لم تكونوا تتنبأون هذه الظاهرة، سوف لا تملكون القابليّة للتمتّع بحلاوة الحياة ولا تقدرون على استيعاب مرارتها ومواجهتها بشكل مناسب. وأساسا إن اللّه قد قرن بين هذين الجنسين المتعارضين والمختلفين من عدّة جهات في نطاق الأسرة لكي تتجسّد مواطن التعارض والانسجام بينهما، وليرى المواقف وردود الأفعال التي تصدر من كلّ زوج تجاه الآخر على مدى أيام حياتهما المشتركة وعلى رغم كل الاختلافات الموجودة بينهما. وفي الواقع يجب على الزوجين وبالرغم من كل الاختلافات والفوارق الموجودة بينهما أن يكمّل كلّ منهما الآخر ويتكاملا معا.


أي زوجة اخترتها، فيجب أن تعتبرها الزوجة التي اختارها الله لك


دقّقوا وأمعنوا النظر في مسار اختيار الزوجة، ولكن اعلموا أنه لستم من يحسم الأمر، فبعد ما تمّ الاختيار وانعقد الزواج، يجب أن تعتبروا زوجتكم، هي الزوجة التي قد اختارها الله لكم. فتحمّلوا كلّ المرارات والمصاعب التي ستواجهونها في حياتكم وقولوا: لابدّ أن هذه المشاكل والمرارات لمصلحتي ولولا ذلك لما قدّرها الله لحياتي ـ طبعا ما عدى بعض الموارد النادرة التي هي خارجة عن موضوع بحثنا ـ. لذلك فاعملوا بتكليفكم في مقام التحقيق والتدقيق في اختيار الزوج، ولكن بعد ما عملتم بتكليفكم فاعتبروا كلّ ما يحدث، من مشيئة الله وإرادته. فقد روي عن النبي(ص): «لو دَعا لك إسرافیلُ و جِبریلُ و میکائیلُ و حَمَلةُ العَرشِ و أنا فیهِم ما تَزَوَّجتَ إلاّ المرأةَ التي کُتِبَت لكَ» [میزان الحکمة/ح16500]

يقول بعض الناس الذين يتصعّبون جدّا في قضية اختيار الزوج: «أريد أن أجد كفوا لي!». طبعا إن أصل «الكفوية» بین الزوجين أصل صحيح، ولكن النقاش في تفسيركم لهذا الأصل. في الواقع إن أفضل زوج لكم هو الذي من خلال الحياة معه، يعينكم على معالجة عيوبكم والكمال والتقرّب من الله سبحانه وتعالى.


يتبع إن شاء الله...



توقيع : السيد مرتضي
رد مع اقتباس
قديم 2016/03/28, 11:04 AM   #18
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي


إن الكثير من حالات الطلاق ناشئة من الرؤية الكاذبة عن الزواج/ أولئك الذين لم يهتمّوا بإنجاب الأولاد فلم يدركوا معنى الأسرة أساسا

قد تكون بعض أنواع الطلاق بسبب عدم تحمّل الزوجين ونفاد طاقتهما، ولكن الكثير من حالات الطلاق بسبب عدم الدراية والغفلة عن مقدّرات العالم وأنّ رؤيتهم عن الزواج غير صائبة أساسا. إن بعض الناس قد خلطوا بين البيت وبين الأريكة! في حين أن المفترض عليهم أن يعتبروا البيت من قبيل نادي الرياضة أو برنامج رياضي بحيث يحرّضهم على الحركة والتمرين مما يؤدي بهم إلى الرشد والارتقاء.
ما هي نظرتنا عن العلاقة الزوجية؟ أحد القضايا المطروحة في العلاقة الزوجية هي اللذة الجنسية، وإلى جانبها اللذة العاطفية والتعاون في الحياة. يعني كلّ من الزوجين يتصدّى لبعض الشؤون والأعمال في الحياة. ومن الجوانب المهمّة في الحياة هي «إنجاب الأولاد»، ولعلّها من أهمّ أقسام الحياة، في حين أن كثيرا من الناس يولونه أقلّ عناية. يمتنع كثير من الناس عن الإنجاب أو يحدّدون أنفسهم، فهؤلاء لم يدركوا معنى الأسرة؟ ولم تكن لهم رؤية صحيحة عن الأسرة والحياة المشتركة.
لم يكن إنجاب الأولاد في الدرجة الأولى من الأهميّة في رؤية أهل الغرب عن الأسرة، كما لم يولوا أي اهتمام لمفاهيم التكامل والرشد عبر تحمّل الاختلافات بين الزوجين، ولذلك تبادر إليهم هذا السؤال وهو لماذا يجب علينا التعايش مع الجنس المخالف دائما؟! فبدلا من تكوين الأسرة والتورّط بأعبائها وعنائها، يمكن تلبية الشهوة الجنسية عبر طرق أخرى، وإذا أردنا أن نجرّب التعايش والحياة المشتركة، فبإمكاننا أن نتعايش مع كلب أو قطّة؟! وبالمناسبة تذكر بعض الإحصائيات أن في بعض هذه المجتمعات الغربية، عدد نفوس الذين يعيشون مع كلب أو قطّة أكثر من عدد نفوس الذين يعيشون مع أزواجهم. لأنهم وبسبب شدّة أنانيّتهم وطلبهم للراحة، لم يكادوا يتحمّلون إنسانا آخر بجانبهم، ولذلك يقولون: «إن تحمّل الكلب بجانبنا أسهل علينا بكثير من تحمّل الزوج!» إذ لا يريدون أن يكون بجانبهم إنسان يختلف معهم في بعض الشؤون، فهذا ما يزعجهم ولا يطيقونه.

على الوالدين أن يتخذا سياسة «التغافل» عن بعض أخطاء أولادهن/ لا ينبغي للوالد أن يدخل البيت بهدوء وخفية ليقبض على أولاده

إن للأسرة حرمة خاصّة وعلى الرجل والمرأة مراعاتها. فعلى سبيل المثال روي عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: «يسَلِّمُ الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ وَ إِذَا دَخَلَ يضْرِبُ بِنَعْلَيهِ وَ يتَنَحْنَحُ وَ يصْنَعُ ذَلِكَ حَتَّى يؤْذِنَهُمْ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ حَتَّى لَا يرَى شَيئاً يکْرَهُهُ» [جامع الأخبار/ص89] لا أن تخفي النساء والأولاد معا شيئا عن الأب وهذا ما يمكن مناقشته في مجال آخر، ولكن ينبغي للرجل أن يحفظ حرمة نفسه وحرمة أسرته. فلا ينبغي للأب أن يدخل بصمت وهدوء ليقبض على أفراد أسرته! فليس هذا بطريق صحيح لمراقبة الأسرة. لابدّ للرجل أن يحظى بسيادة وشخصية عالية بحيث يضطرّ أفراد الأسرة إلى تعديل سلوكهم حياءً من شخصيته وكرامته. حتى قد وصّي الآباء والأمهات بالتغافل عن أخطاء أولادهن. صحيح أن هذا التغافل لا يردع الأولاد عن أخطائهم، ولكنه سيحافظ على حيائهم. وسيشكّل حياؤهم رادعا من الفعل القبيح شيئا فشيئا.
كيف يجب أن تكون نظرة الرجل إلى خدمة الأسرة؟! لقد روي عن النبي(ص): «مَنْ‏ دَخَلَ‏ السُّوقَ‏ فَاشْتَرَى‏ تُحْفَةً فَحَمَلَهَا إِلَى عِيالِهِ کَانَ کَحَامِلِ صَدَقَةٍ إِلَى قَوْمٍ مَحَاوِيجَ» لا شك في أن النبي(ص) لم يقصد تشبيه أفراد الأسرة بالمساكين، بل أراد أن يصف حجم الأجر والثواب الذي يحصل عليه الرجل عبر هذا العمل. ثم أكمل النبي حديثه وقال «وَ لْيبْدَأْ بِالْإِنَاثِ قَبْلَ الذُّکُورِ» ثم قال: «فَإِنَّ مَنْ فَرَّحَ ابْنَةً فَکَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَةً مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ مُؤْمِنَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ مَنْ أَقَرَّ بِعَينِ ابْنٍ فَکَأَنَّمَا بَکَى مِنْ خَشْيةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَ مَنْ بَکَى مِنْ خَشْيةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيم» [أمالي الصدوق/577].

الرجل مسؤول عن ديانة زوجته/ المرأة التي تتواضع لزوجها، فهي في الواقع تزيد إمكان تمتّعها من الحياة

روي عن الإمام الصادق(ع): «الْکَادُّ عَلَى‏ عِيالِهِ‏ مِنْ‏ حَلَالٍ کَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» [من‌لايحضره‌الفقيه/3/168]
وروي عن رسول الله(ص): «لِلْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا أَنْ يشْبِعَ بَطْنَهَا وَ يکْسُوَ ظَهْرَهَا وَ يعَلِّمَهَا الصَّلَاةَ وَ الصَّوْمَ وَ الزَّکَاةَ إِنْ کَانَ فِي مَالِهَا حَقٌّ؛ وَ لَا تُخَالِفْهُ فِي ذَلِك» [مستدرك الوسائل/ج14/ص243] وهذا يعني أن الرجل مسؤول عن ديانة زوجته.
لقد قال النبي(ص): «فَأَيُّ رَجُلٍ لَطَمَ امْرَأَتَهُ لَطْمَةً أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَالِکاً خَازِنَ النِّيرَانِ فَيلْطِمُهُ عَلَى حُرِّ وَجْهِهِ سَبْعِينَ لَطْمَةً فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَ أَيُّ رَجُلٍ مِنْکُمْ وَضَعَ يدَهُ عَلَى شَعْرِ امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ سُمِّرَ کَفُّهُ بِمَسَامِيرَ مِنْ نَارٍ» [مستدرك الوسائل/ج14/ص250] ومن جانب آخر، قال في تعامل المرأة مع زوجها: «وَيلٌ لِامْرَأَةٍ أَغْضَبَتْ زَوْجَهَا وَ طُوبَى لِامْرَأَةٍ رَضِيَ عَنْهَا زَوْجُهَا» [عيون¬أخبارالرضا/ج2/ص11] وقال في حديث آخر: «مَنْ کَانَ لَهُ امْرَأَةٌ تُؤْذِيهِ لَمْ يقْبَلِ اللَّهُ صَلَاتَهَا وَ لَا حَسَنَةً مِنْ عَمَلِهَا حَتَّى تُعِينَهُ وَ تُرْضِيهُ وَ إِنْ صَامَتِ الدَّهْرَ وَ قَامَتْ وَ أَعْتَقَتِ الرِّقَابَ وَ أَنْفَقَتِ الْأَمْوَالَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ کَانَتْ أَوَّلَ مَنْ تَرِدُ النَّارَ» [وسائل الشيعة/ج20/ص163]
فإن تصرّفت المرأة بما يؤذي زوجها ويغضبه، فلا يجوز لها أن تمرّ من هذا الحدث بسهولة أو تؤجّل كسب رضاه إلى يوم غد، بل يجب أن تجلس إلى جانبه وتمسك يده وتقول له: لا أنام الليلة حتى ترضى عني! فقد روي عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: «خَيرُ نِسَائِکُمُ الَّتِي إِنْ غَضِبَتْ أَوْ أَغْضَبَتْ قَالَتْ لِزَوْجِهَا يدِي فِي يدِكَ لَا أَکْتَحِلُ بِغُمْضٍ حَتَّي تَرْضَى عَنِّي» [من لا يحضره الفقيه/ج3/ص381] طبعا قد يودّ الرجل أن يبطئ في العفو عنها وأراد أن يلبّي أنفته وكبريائه، ولكن على المرأة أن تصبر على كبرياء بعلها إذ أن هذه الكبرياء تنفع الزوجة أيضا ولصالحها، إذ إن انكسرت رجولة الرجل وأنفته، فلم تعد المرأة تحبّه بعد فترة. ومن هذا المنطلق نقول: إن المرأة التي تتواضع لزوجها فهي في الواقع تزيد إمكان تمتعها من الحياة.

يتبع إن شاء الله...




توقيع : السيد مرتضي
رد مع اقتباس
قديم 2016/04/02, 06:21 AM   #19
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي


إن تجاسر المرأة على الرجل يؤدّي إلى سوء تربية الأولاد/ إن لم تُحفظ حرمة الأب في البيت، لن تلتزم البنت بحجابها غالبا

المرأة التي تتجاسر على زوجها في البيت، ـ ولا سيما بمرأى الأولاد ـ فهي في الواقع تزعزع أركان البيت، وتتسبّب في سوء تربية الأولاد، إذ قد هتكت حرمة الأب ولم يعد يؤثر حنانه ورأفته إلى الأولاد ولا سيما البنات، إذ أنّ تحنّن الأب المكسورة شخصيّته لا تلصق بفؤاد أولاده ولا تسدّ حاجتهم إلى المحبّة والحنان.
قالت لي إحدى الأمهات المتديّنات: بدأ يتدهور حجاب بنتي، مع أني قد حسّنت حجاب جميع البنات في المدرسة الثانوية، ولكني عجزت عن إصلاح بنتي. فسألتُها: هل تتجاسرين أحيانا على زوجك وتستهينين بشخصيّته أمام الأولاد؟! قالت: هو رجل أمّي و عامل بسيط! قلت لها: فإذن تتجاسرين عليه؟! قالت: قد يحدث ذلك أحيانا. قلت لها: فمن المحتمل أن لا تنصلح بنتك! قالت: شيخنا، لا تقل هكذا! أعطني طريق حلّ! فقلت لها: إنما تعتمد الفتاة على أبيها، فإذا انكسر أبوها فعلى من تعتمد إذن؟! لذلك تذهب إلى الشوارع لتجد من تعتمد عليه...
عندما تحفظ حرمة الأب في البيت من قبل الأم، يقدر الأب على تعديل سلوك بنته بإشارة فقط، كما أنه إذا تحنّن على بنته وتحبّب إليها، تمتلئ الفتاة حبّا، فإذا طالبها بضبط حجابها، ستمتثل هذه الفتاة بكل رحابة صدر وستختار أفضل حجاب، بسبب المحبّة التي تلقّتها من أبيها ومكانة أبيها وموقعه المحترم في قلبها. أمّا إذا هتكت الأمّ حرمة زوجها في البيت وأمام الأولاد، يفقد الأب وزنه وأبّهته في البيت، بحيث حتى إذا صرخ على بنته، أو أصرّ علي ها إصرارا شديدا، لا يؤثّر كلامه في بنته.

إذا كانت الأم محبوبة في البيت، والأب مطاعا، يصبح الطفل متعادل الشخصية

يجب أن تحفظ حرمة الأب في البيت. فلا يجوز للمرأة أن تقول: «لقد غضبت فصرخت بوجه زوجي! فما عسى أن حصل؟!» إن البيت هو موطن لجهاد النفس؛ فإنك وعبر هذا التجاسر على الأب، قد زعزعت أركان البيت، وتسببت في سوء تربية الأطفال. إن بعض النساء ـ وللأسف ـ يزعمن أن الصراخ والكلام الخشن يصلح كلّ شيء! طبعا لعلّها إذا صرخت لم يخالفها بعلها ـ لأي سبب كان ـ ويخضع لرأيها ويستتبّ الهدوء في البيت، ولكن لا يضمن هذا الطريق تعادل الأطفال الروحي.
لا يتصف الأطفال في البيت بالتعادل الروحي إلا إذا وجدوا الأب «عماد» البيت والأمّ «جمال» البيت. بتعبير آخر الأب هو الرئيس الحقوقي في البيت، والأم هي الرئيس العاطفي في البيت. لذلك يجب أن تقول الأمّ لأولادها: «إياكم أن تكسروا شخصية أبيكم» وهي أيضا لا تكسر شخصيّته وكبرياءه. وكذلك يجب أن يقول الأب للأطفال: «إياكم أن تكسروا قلب أمكم» وهو أيضا لا يكسر قلب زوجته. ففي مثل هذه الأسرة، سوف يعمل الأولاد حسب ما تحبّه الأمّ ويأمر به الأب، وهكذا يتحقق تعادل روحي جميل في داخل الأسرة.
إذا كانت الأم محبوبة في البيت، والأب مطاعا، يصبح الطفل متعادل الشخصية. هذا هو الأصل وباقي القضايا من قبيل توفّر وسائل الراحة في الحياة فرع له. يجب أن يكون كل شيء في موضعه؛ الأب هو القائد والآمر في البيت، والأم هي الملِكة، فلا يمكن تبادل الأدوار بينهما، بحيث تصبح الأم قائدة مطاعة والأب محبوب ومعشوق في البيت. فعند ذلك يختلّ تعادل الأطفال، وإذا صدر منهم سلوك حسن، فيكون بسبب جبنهم وقلّة إرادتهم. لأن صلاح بعض الناس ناجم عن جبنهم وعجزهم، إذ كل إنجاز، حتى وإن كان قبيحا، يحتاج إلى جرأة ما.

ناسبوا العوائل الذين يحظون بالتعادل الروحي/ أهمّ عامل في التعادل الروحي: محبّة الأب إلى الأم واحترام الأمّ إلى الأب

ناسبوا العوائل الذين يحظون بالتعادل الروحي والنفساني. بالتأكيد يرتبط التعادل الروحي بكثير من العوامل ولكن من أهم العوامل هو هذان العاملان الأساسيّان وهما أنه: هل يعطف الأب على الأمّ أمام الأولاد ويتحبّب إليها؟! وهل تطيع الأمّ زوجها أمام الأولاد وتحترمه؟! هذا ما يحقّق التعادل في البيت. وستصبح الفتاة الناشئة في مثل هذا البيت أمّاً وزوجةً صالحة، كما ستلتزم بالحجاب بكل سهولة. ويتعلّم الولد كيف يداري زوجته، إذ قد رأى تحنّن أبيه على أمّه.
جدير بالذكر أن قد أكّدت الروايات كثيرا على محبّة الأب ببنته. «مَنْ کَانَ لَهُ أُنْثًى‏ فَلَمْ‏ يبْدِهَا وَ لَمْ‏ يهِنْهَا وَ لَمْ يؤْثِرْ وُلْدَهُ عَلَيهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّة» [مستدرك ‌الوسائل/15/ص118] و «مَنِ ابْتُلِيَ ـ أي امتحن ـ بِشَيءٍ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ فَأَحْسَنَ إِلَيهِنَّ کُنَّ لَهُ سِتْراً مِنَ النَّار» [المصدر نفسه] «الْبَنَاتُ حَسَنَاتٌ وَ الْبَنُونَ نِعْمَةٌ فَالْحَسَنَاتُ يثَابُ عَلَيهَا وَ النِّعْمَةُ يسْأَلُ عَنْهَا» [من‌ليحضره‌الفقيه/3/481] ويبدو من بعض الروايات أنّ عيالة البنت ليس بأمر بسيط فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: «مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَنَاتٍ أَوْ ثَلَاثَ أَخَوَاتٍ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ فَقِيلَ يا رَسُولَ اللَّهِ ص وَ اثْنَتَينِ فَقَالَ وَ اثْنَتَينِ فَقِيلَ يا رَسُولَ اللَّهِ وَ وَاحِدَةً فَقَالَ وَ وَاحِدَةً» [الكافي/ ج6/ص6]
تصوّروا كم هو جميل ورائع أن يقوم الأب بالتحبّب إلى بنته ويّداريها ويربّيها كشدّة الورد، ثم تكبر هذه الفتاة وتتزوّج وتكون في خدمة أسرة أخرى. فانظروا كم هذا العمل لطيف؟ لعلّ أوّل ما يتوقّعه الأب من صهره أن يعطف على بنته ويرحمها ويكون رحيما بها. ومن المؤكد لابدّ لهذا الصهر أن يكون قد تعلّم هذا العطف من أبيه في البيت؛ يعني أن يكون قد تعلّم العطف والحنان من تحنّن أبيه إلى أمّ البيت.
طبعا هناك من لا يقدّر المحبّة مهما تحبّبوا إليه. أتعلمون كم قد عطف أمير المؤمنين(ع) على أطفال الكوفة وأطعمهم؟ فليت شعري كيف ردّ هؤلاء، إحسان أمير المؤمنين ومحبّته؟ بعد أن جاءوا بالسبايا إلى قرب الكوفة، بدأوا يطبخون الطعام فانتشرت رائحة الطعام الحارّ فأحسّ بها الأطفال وهم لم يطعموا شيئا منذ يومين، فأكل جلاوزة عمر بن سعد الطعام دون أن يعطوا الأطفال لقمة منه. لقد أراد هؤلاء الخبثاء أن يجوّعوا أحفاد أمير المؤمنين(ع) ليشتدّ بهم الجوع، حتى إذا دخلوا الكوفة يمدّون أيديهم إلى الناس ويسألونهم الطعام...

ألا لعنة الله على القوم الظالمين




توقيع : السيد مرتضي
رد مع اقتباس
قديم 2016/04/26, 09:39 AM   #20
السيد مرتضي

موالي ممتاز

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3744
تاريخ التسجيل: 2015/03/16
المشاركات: 369
السيد مرتضي غير متواجد حالياً
المستوى : السيد مرتضي is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد مرتضي
افتراضي


معالم الأسرة الصالحة ـ 5

لا يطوّر عبوديّة الإنسان شيء مثل خدمة الأسرة! / لا يمكن لاثنين أن يتحابّا مع بعض بشدّة إلا أن يكون كلاهما قد عشقا الله وأولياءه/ لتكن معاملتكم مع اللّه لا مع أزواجكم/ لا تخافوا ضياع حقوقكم في ما إذا أحسنتم الأخلاق والصحبة مع أزواجكم!

الزمان: 14/12/2013
المكان: طهران ـ بقعة الشيخ عبدالله الطرشتي

ألقى سماحة الشيخ بناهيان في العشرة الثالثة من المحرّم وفي بقعة الشيخ الطرشتي خمس محاضرات تحت عنوان «معالم الأسرة الصالحة» فإليكم أهمّ المقاطع من محاضرته الخامسة:

لا يفكّر بعض الناس بالهدف من حياتهم ولا يفتّشون إلا عن احتياجاتهم ولذائذهم

إنّ كان الإنسان يعاني في حياته من «نواقص وعقد نفسانيّة»، فهو عادة لا يسأل عن الهدف من حياته، وإنّما يفتش عن احتياجاته ولذائذه وحسب دون أن يفكّر بالهدف من حياته. أمّا إذا أعطى اللّه الإنسان «السّكينة»، فهو يبدأ يفكّر شيئا فشيئا ويسأل نفسه أن: لماذا أعيش وما الهدف من حياتي؟! وحتى قد يسأل نفسه: لماذا يجب أن ألتذّ وأتمتّع وما الداعي إلى ذلك؟ طبعا، النزهة هي غايةٌ بحدّ ذاتها لذوي النفوس الضعيفة، ولكن بشكل عام بعد ما يتمتّع الناس بمختلف اللذات ويشبعون منها نوعا ما، يسألون أنفسهم أن: «لماذا وبأيّ حبّ نتمتّع في حياتنا؟» فمثل هذا الإنسان إن لم يجد هدفا أعلى، سيجد هذه اللذّات تافهة بلا قيمة.
إن انشغل الناس دائما بمقارنة أنفسهم مع غيرهم، وأخذوا على أنفسهم أن لا يسبقهم الآخرون في إمكانات حياتهم وكانوا ينظرون إلى نواقصهم دائما وظنّوا أن حياة جارهم أفضل من حياتهم، فمثل هؤلاء لن يصلوا إلى التفكير في هدف الحياة أبدا. أما إن ترفّع الإنسان عن هذه المقارنات واطمأنّ قلبه، يواجه هذا السؤال بجدّ، وهو: «لماذا أعيش؟» يعني يبدأ يفكّر في الهدف من حياته بكلّ عمق.

تعطي «الصلاة» و «الشكر» السكينة للإنسان وتمنحه فرصة التفكير في هدف الحياة

لابدّ للإنسان أن يواصل حياته بهدف وحبّ ما؛ بحيث يكون هذا الحبّ أسمى من جميع الحياة بأسرها وقيّماً بحيث يستحقّ أن يجعل الإنسان حياته من أجله ويفديها في سبيله. وبالتأكيد لا يصل الكثير من الناس إلى هذه النقطة. فإنها تعبّر عن بلوغ روحي لدى الإنسان ولا يبلغ الكثير من الناس إلى هذا المستوى. إن أحد الأعمال المؤدّية إلى اطمئنان القلب وبلوغ الروح هو «الشكر». فإنّ شكرنا مدّةً سنحصل على سكينة واطمئنان لا يجدها المعقدون والحسّاد وأهل اللهو واللعب والهيجانات الكاذبة أبدا.
والعمل الآخر الّذي يطمئن قلب الإنسان ويعطيه فرصة التفكير في هدف الحياة هو «الصلاة». فإنّ اللّه وعبر فرض الصلاة علينا كأنّه يسحب الكابح اليدوي في حياتنا ويذيقنا السكينة ثلاث مرّات في اليوم، وذلك في سبيل أن يتسنّى لنا التفكير في أصل الحياة والهدف منها. لقد فرضت الصلاة من أجل أن تلفت نظرنا إلى الهدف السامي في الحياة وتفهّمنا سخافة انشغالاتنا الدنيوية وتحرضنا على التفكير في حقيقة أننا «طيور بستان الملكوت ولسنا لعالم التراب، وإنما قد سجنّا في قفص أبداننا في أيّام قليلة».
إن أولي القلوب المطمئنة الذين يحظون بساعات السكينة والاطمئنان، فإنهم يفكرون بهدف الحياة، بينما أولئك الذين يفقدون هذا الاطمئنان ولا يفكرون بهدف الحياة، فإنّهم مشغولون بشؤون حياتهم وحسب ولا يطمحون إلّا برفع نواقص حياتهم. وحري بالذكر أن مشاكل هؤلاء أكثر من الفئة الأولى، وحياتهم أصعب غالبا. فقد قال الله سبحانه وتعالى: «وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِکْري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنْکاً» [طه/124] فمن يصرف وقتا لذكر الله، يحلّ الله كثيرا من مشاكله.
مهما كان شغلكم فبإمكانكم أن تتخذوا معاونا رائعا يشخّص احتياجاتكم ويعدّ مقدّمات عملكم. إنّ هذا المعاون الرائع هو ربّ العالمين! فإن كنتم مع الله، سيكون الله معاونكم وبدلا من أن تصبّ قدرة الله في إفشال أعمالكم وتثبيط عزائمكم، ستكون في مسار تعبيد الطريق لشؤونكم وأموركم. طبعا لا يعني ذلك أن من كان مع الله، فلا تواجهه مشكلة، سيواجه مشاكل لا محالة، ولكن هذه المشاكل، سوف لا تحطّم أعصابه ولا تربك سكينته، بل ستكون سببا في رشده وارتقائه. فإن أصبحت على وشك الانهيار بسبب ما تعانيه من مشاكل، فاعرف أنك قد أعرضت عن الله في بعض شؤون حياتك، فورّطك الله بهذه المصائب لعلك تنتبه وترجع إليه.

إن كان الهدف من خلق الإنسان «العبودية» فالهدف من تكوين الأسرة هو «العبودية» أيضا/ لا يطوّر عبودية الإنسان شيء مثل خدمة الأسرة!

كلّ يجب أن يرى هل قد أحرز الهدف من الحياة؟ هل عرف ما هو الهدف من تكوين الأسرة؟ فلابدّ للإنسان أن يصل إلى شيء من البلوغ الروحي حتى يصل إلى هذه النقطة. لما قال الله سبحانه وتعالى: (وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاَّ لِيعْبُدُونِ) [الذاريات/56] فمعنى ذلك هو أن الهدف من جميع ما وفّره للإنسان من نعم هو العبوديّة. إذن فالهدف من اختيار الزوج وتكوين الأسرة هو عبادة الله أيضا. وكذلك الهدف من إنجاب الأطفال وتربية الأولاد وكسب الجاه الاجتماعي هو العبودية أيضا. ولكل هذه الأعمال أجزاء وشؤون وظروف وهي من أجل عبادة الإنسان أيضا. فإذا تحببتم إلى زوجاتكم فلابدّ أن يكون ذلك من أجل تحقق هذه العبودية.
فإذا اعتبرنا جميع شؤون حياتنا كأجزاء ومعدّات لعبادة الله، سنعرف عند ذلك أنه «لا يطوّر عبودية الإنسان شيء مثل خدمة الأسرة». فإنكم إذا جعلتم العبادة هدفا لتكوين الأسرة، لن تستطيعوا أن تجسّدوا عبادة الله عبر حسن الخلق في الرأفة في الشارع ومع الآخرين، كما لو فعلتم ذلك في داخل أسرتكم. لقد اشتهر على الألسن أن: «ليست العبادة سوى خدمة الخلق»، ولکن كان الأحرى أن يقال: «ليست العبادة سوى خدمة الأسرة». ترى أخلاق بعض الناس حسنة مع الآخرين، فيخدمون الغريب ويتعاملون معه بوجه بشوش، ولكنهم لا يتعاملون مع أمهاتهم وآبائهم وأزواجهم هكذا، فكأنهم أصبحوا تكراريّين لديهم! فإن هؤلاء أن لم يكونوا عطوفين مع أسرتهم، فلا قيمة لابتساماتهم وبشاشة وجههم مع الغير، ولا يستطيعون أن يخدعوا الله بهذه الأعمال. فمن لم يعطف على أقربائه، فعطفه بالغير كذب وخداع بالطبع.

يتبع إن شاء الله...


توقيع : السيد مرتضي
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حكم ومواعظ القرآن الكريم والروايات واجبات الرجل والمرأة وحقوقهما العوامل المهمة في نظ رجل متواضع المواضيع العامة 3 2015/10/30 01:37 PM
ضرورة الوعي السياسي لسماحة الشيخ بناهيان السيد مرتضي المواضيع الإسلامية 15 2015/10/19 10:53 AM
سر الإيمان الشهادة الثالثة شجون الزهراء الحوار العقائدي 1 2015/10/01 10:00 PM
دور الأسرة في التربية الشيخ عباس محمد الأمومة والطفل 2 2015/09/11 01:27 AM
الدلالة المحكمة لآية الزينة على وجوب تغطية الوجه عاشقة بيت النبي بنات الزهراء 2 2014/08/14 10:02 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |