Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > المواضيع العامة > السياسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019/02/05, 10:46 PM   #1
الشيخ عباس محمد

موالي بلاتيني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 3773
تاريخ التسجيل: 2015/04/07
المشاركات: 1,723
الشيخ عباس محمد غير متواجد حالياً
المستوى : الشيخ عباس محمد is on a distinguished road




عرض البوم صور الشيخ عباس محمد
افتراضي السياسة الاسلامية والسياسة المعاصرة

إن السياسة التي تفسر بـ:
«تنظيم أمور دنيا الناس على أحسن وأرفه وجه».
الذي هو مضمون قوله تعالى في وصف الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم):
((ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم))(1).
السياسة بهذا التفسير هي من صميم الإسلام، ومن أسس الدين، التي يجب على كل فرد من المسلمين السعي لتطبيقها على العالم كله، والجهاد ـ بمختلف الوسائل والسبل المشروعة ـ من أجل تثبيتها، تحقيقاً لقوله تعالى:
((شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين))(2).
ونظرة باحثة دقيقة على التاريخ الإسلامي المشرق الطويل عبر القرون المتمادية ـ خصوصاً تاريخ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتاريخ وصيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأولاده الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) ـ تعطينا فكرة وافية عن مكان السياسة الصحيحة في الإسلام.
ومطالعة القرآن الحكيم وكتب التفسير والحديث توقفنا على الرصيد الفكري السياسي الضخم الذي تركه الإسلام للمسلمين، وللعالم أجمع.



نصوص الشريعة
وفي الشريعة الإسلامية نصوص كثيرة.. وكثيرة جداً، تدل على أن السياسة جزء لا يتجزأ من الإسلام، بل الأصح في التعبير أن نقول: الإسلام والسياسة لفظان لمفهوم واحد، فالسياسة هي الإسلام، والإسلام هو السياسة بمعناها الصحيح العام.
وهنا نذكر بعضاً من تلك النصوص غير ما ذكرناه في أول الكتاب، أو ما يأتي في مطاوي الفصول المختلفة أيضاً:
جاء في الحديث الشريف في وصف الأئمة (عليهم السلام) بأنهم:
«ساسة العباد»(3).
وجاء في حديث شريف آخر:
«الإمام عالم لا يجهل… مضطلع بالإمامة، عارف بالسياسة»(4).
وفي الحديث الشريف أيضاً:
«ثم فوض إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الدين والأمة ليسوس عباده»(5).
وفي حديث آخر:
«كان بنو إسرائيل تسوسهم أنبياؤهم»(6).
وفي كتاب أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إلى مالك الأشتر النخعي (رضوان الله عليه):
«فاصطف لولاية أعمالك أهل الورع والعلم والسياسة»(7).
وقال (عليه السلام) في نفس الكتاب في محل آخر:«فول من جنودك أنصحهم في نفسك لله ولرسوله ولإمامك… واجمعهم علماً وسياسة»(8).
وقال (عليه السلام) أيضاً ـ كما في الغرر ـ: «خير السياسات العدل»(9).
وقال (عليه السلام) في كتاب لـه إلى معاوية ابن أبي سفيان: «ومتى كنتم يا معاوية ساسة الرعية وولاة أمر الأمة؟»(10).
وهذا يدل على أن ساسة الرعية ليس بمعاوية ولا أسلافه وأضرابه، بل هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والإمام (عليه السلام) ونوابهما.
وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الغدير في خطبته العظيمة:
«يا أيها الناس، والله ما من شيء يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد أمرتكم به، وما من شيء يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة إلا وقد نهيتكم عنه»(11).
وروي في الكافي بسنده عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال:
«ما من شيء إلا وفيه كتاب أو سنة»(12).
وروي أيضاً عن سماعة عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) في حديث، قال: فقلت: أصلحك الله أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس بما يكتفون به في عهده؟
قال (عليه السلام): «نعم، وما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة».
فقلت: فضاع من ذلك شيء؟
فقال (عليه السلام): «لا هو عند أهله»(13).
وروي أيضاً عن الصادق (عليه السلام) قال:«إن الله أنزل في القرآن تبيان كل شيء، حتى والله ما ترك شيئاً يحتاج إليه العباد إلا بينه للناس، حتى لايستطيع عبد يقول: لو كان هذا نزل في القرآن إلا وقد أنزل الله فيه»(14).
ومن الواضح: أن المراد بذلك نزوله في عمومات القرآن، لا في خصوصاته.
وروي أيضاً عن الرضا (عليه السلام) قال:
«وما ترك ـ أي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ شيئاً تحتاج إليه الأمة إلا بينه، فمن زعم أن الله لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله عزوجل»(15).
وأخرج العلامة المجلسي (رضي الله عنه) في (بحار الأنوار) عن (بصائر الدرجات)، بسنده عن أبي جعفر الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال:
«إن الله لم يدع شيئاً تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة إلا أنزله في كتابه وبينه لرسوله، وجعل لكل شيء حداً وجعل عليه دليلاً يدل عليه»(16).
وهناك مئات النصوص بهذه المضامين تدل على أن السياسة من الإسلام، بل من صميمه وواقعه، بالعمومات أو الخصوصات، زخرت بها كتب الحديث في موارد مختلفة.



تباين السياستين
غير أن السياسة الإسلامية تباين السياسة العالمية ـ اليوم ـ وتختلف عنها في أصولها وفروعها، فالسياسة الإسلامية هي غير السياسة المعاصرة التي تمارسها معظم الدول تماماً.
وذلك: لأن الإسلام يتبع في سياسته مزيجاً من: الإدارة والعدل، والحب الشامل، وحفظ كرامة الإنسان، وحقن الدماء.. فهو يسعى في أن لا تراق قطرة دم بغير حق، أو تهان كرامة شخص واحد جوراً، أو يظلم إنسان واحد.. بل وحتى حيوان واحد.
أما السياسة ـ بمفهومها المعاصر ـ فهي القدرة على إدارة دفة الحكم وتسيير الناس والأخذ بالزمام مهما كلفت هذه الأمور من: إهدار كرامات.. وإراقة دماء.. وكبت حريات.. وابتزاز أموال.. وظلم وإجحاف.. ونحو ذلك، فمادام الحكم لـه والسلطة خاضعة لأمره ونهيه فهي الغاية المطلوبة وإنها لتبرر الواسطة، وإن كانت الواسطة إراقة دماء الألوف.. بل وحتى الملايين جوراً وظلماً.. هذا هو منطق السياسة التي تمارس في أغلب بلاد العالم اليوم.
ولكي يظهر لنا مفهوم السياسة في الإسلام ومفهوم السياسة المعاصرة في أغلب البلاد في العالم، ولكي ينجلي لنا البون الشاسع بين السياستين، نضع أمامنا أمثلة وممارسات واقعية لكل واحد من السياستين.




من السياسة الإسلامية
فالسياسة الإسلامية كما أسلفنا بنيت على أسس العدل الكامل.. والكرامة الإنسانية.. والعفو بجنب الصمود والقوة:
الرئيس لا يقتل قاتله
فهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) حينما كان على عرش الرئاسة الكبرى للدولة الإسلامية العظمى التي كانت قد ضربت بخيوطها الممتدة على أعظم رقعة من المعمورة، والتي كانت ترعب كل الدول في العالم آنذاك، تراه يعرف قاتله، ويذكر لـه أنه هو القاتل له، لكنه لا يمد إليه يداً بعنف أبداً، لفلسفة العدل، وهي مادام أنه لم يمارس جناية فلا يستحق القتل.
انظر النص التالي:
كان علي (عليه السلام) يقول لعبد الرحمن بن ملجم: أنت قاتلي وكان يكرر عليه هذا البيت:
أريد حياته ويريد قتلي*** عذيرك من خليلك من مراد
فيقول لـه ابن ملجم: يا أمير المؤمنين إذا عرفت ذلك مني فاقتلني.
فيقول له: إنه لا يحل ذلك أن أقتل رجلاً قبل أن يفعل بي شيئاً.
فسمعت الشيعة ذلك، فوثب مالك الأشتر، والحارث بن الأعور، وغيرهما من الشيعة، فجردوا سيوفهم وقالوا: يا أمير المؤمنين من هذا… الذي تخاطبه بمثل هذا الخطاب مراراً وأنت إمامنا وولينا، وابن عم نبينا، فمرنا بقتله؟.
فقال لهم: اغمدوا سيوفكم، وبارك الله فيكم، ولا تشقوا عصا هذه الأمة… أترون أني أقتل رجلاً لم يصنع بي شيئاً(17)؟
يا لها من فلسفة؟
إنها فلسفة العدل والإنسانية..
إنها فلسفة الحكم والسياسة الإسلامية عند رئيس الدولة الإسلامية الإمام علي ابن أبي طالب (عليه السلام).
«أترون أني أقتل رجلاً لم يصنع بي شيئاً».
فإن منطق الإسلام ليس فيه قانون: (الغاية تبرر الوسيلة) مطلقاً..
بل فيه قانون بالعكس تماماً:
«لا يطاع الله من حيث يعصى».
يعني: السياسة الإسلامية التي هي طاعة لله تعالى، لا يجوز تحصيلها من طرق معصية الله، وإراقة الدماء البريئة، وهدر الكرامات..
وأما مسألة علم الإمام (عليه السلام) فهذا بحث طويل، وله مجال آخر.
وإجماله:
هو أن علم الإمام الغيبي الإلهي الماورائي لا يؤثر في سلوكه وعمله الخارجي ـ عادة ـ وإلا لم يتم الامتحان الذي لأجله خلق الله تعالى الخلق، ولم تتم الحجة التي لأجلها جعل الله تعالى الإمام.
فالسلوك الخارجي للإمام (عليه السلام) ـ في نفسه ومع المجتمع ـ يكون عادياً كسائر الناس، كما أن طبائعه البشرية إنما هي كسائر الناس عادة.
((قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي))(18).
((وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق))(19).
((ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون))(20).
تماماً مثل سلوك الله تعالى مع البشر، وهو القادر على كل شيء، والعالم بكل شيء.
فلو أراد الله سبحانه أن يدفع الظلم عن المظلوم، ويأخذ بيد الظالم حتى لايظلم فكيف يتم امتحان الناس؟
وكذلك تكون تصرفات النبي والإمام (عليهما الصلاة والسلام) الذين ـ بقدرة الله تعالى وتعليم الله لهما ـ علما الغيب.
الرئيس الأعلى يدع المهدد له
وقد ذكر في الأحاديث الشريفة: أن علياً أمير المؤمنين (عليه السلام) هدده بعض الخوارج بالقتل فتركه وشأنه.
فقد أورد (المستدرك) عن (دعائم الإسلام):
أن أمير المؤمنين (عليه السلام) أتي برجل سمع وهو يتواعده بالقتل، فقال (عليه السلام):
«دعوه، فإن قتلني فالحكم فيه لولي الدم»(21).
أي عفو عظيم هذا؟
أية سياسة إنسانية هذه؟
الرئيس الأعلى للبلاد الإسلامية ـ وبيده كل حول وطول ـ يهدده بالقتل شخص عادي لم يستحق أن يسجل اسمه في التاريخ.
ثم لا يفعل به شيئاً؟
يؤتى به، وهو بين أمره ونهيه ثم يقول: دعوه!
وكم فرق بين مثل أمير المؤمنين (عليه السلام) وبين قادة الدنيا الآخرين؟
فإني أتذكر أن (عبد الكريم قاسم)(22) في العراق تلقى تهديداً بالقتل في بغداد، فاعتقل في ساعته من الشارع الواحد مائتي شخص، ثم توالت الاعتقالات على إثر ذلك حتى نقل أنها بلغت في تلك القصة خمسة آلاف شخص، ثم أعدم جماعة منهم، وأودع السجن آخرين، وتولى تعذيب فئة ثالثة منهم، وبالتالي أطلق سراح عدد منهم..
فكم من فرق بين هاتين السياستين: سياسة الإسلام، وسياسة الشيطان؟
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يقتل سلفاً رؤوس العناد
وقد تحدثت الأخبار والأحاديث الشريفة: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان أحياناً يخبر عن شخص بأنه سيحدث فتنة بين المسلمين أو سيبدع ديناً باطلاً، ثم لايعمد إلى قتله، ولا يجيز للمسلمين أن يقتلوه.
وهذا يدخل في سياسة العفو العظيمة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد مداه، مما أتاح لـه تأسيس الحكومة الإسلامية في وسط عظيم من عواطف الناس.
فلو كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقتل هذا ويقتل ذاك، ولهذا السبب وذاك، لما قام الإسلام، ولا استحكمت أصوله.
انظر إلى النصوص التالية:
1: روى المفيد (رضي الله عنه) في (الإرشاد) قال:
«ولما قسم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غنائم حنين، أقبل رجل طوال أدم، أجنأ، بين عينيه أثر السجود، فسلم ولم يخص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: قد رأيناك وما صنعت في هذه الغنائم.
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): وكيف رأيت؟
قال: لم أرك عدلت.
فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: ويلك إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟
فقال المسلمون: ألا نقتله؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): دعوه فإنه سيكون لـه أتباع يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، يقتلهم الله على يد أحب الخلق إليه من بعدي.
فقتله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ـ فيمن قتل يوم النهروان(23)ـ من الخوارج»(24).
2: وفي إعلام الورى قال:
روى الزهري عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري قال:
بينا نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يقسم إذا أتاه ذو الخويصرة ـ رجل من بني تميم ـ فقال: يا رسول الله اعدل.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ويلك من يعدل إن أنا لم أعدل، وقد خبت أو خسرت إن أنا لم اعدل.
فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): دعه فإن لـه أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، يخرجون على خير فرقة من الناس.
قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأشهد أن
علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، وأمر بذلك الرجل فالتمس فوجد فأتي به حتى نظرت إليه على نعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي نعت(25).
وهكذا كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يقدم على قتل كل مفسد أو ضال أو مبتدع قبل أن يتهيأ في الناس جو تحمل قتله، بظهور فساده وضلاله وبدعته.. لكي لا يسبب قتله فساداً أكبر من وجوده.
وهذه هي الحكمة الإلهية في أن تخرج ضمائر الناس، فيتاح للجميع الامتحان.
ولذلك أمثلة عديدة في سيرة رسول الله وسيرة علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (صلوات الله عليهما وعلى آلهما) يجدها المتتبع لهما، وسنذكر بعضاً منها في طي المباحث الآتية إن شاء الله تعالى.
عفوه (صلى الله عليه وآله وسلم) عمن فر من الزحف
الفرار من الزحف من المعاصي الكبيرة، وقد وعد الله تعالى عليها النار، قال سبحانه: ((ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير))(26).
ومن يرتكب هذه المعصية الكبيرة يستحق التعزير شرعاً، لأنه لكل معصية، ولكن مع ذلك عفا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن المسلمين الذين فروا من الزحف يوم أحد وتركوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحيداً في نفر قليل من أصحابه المخلصين. وهذا أصل عظيم من أصول السماحة والعفو في الإسلام، يستبقي به المسلمون في الإسلام ويجلب به الآخرون إلى الإسلام.
وقد أنزل الله تعالى في القرآن الحكيم العفو عنهم في آيتين من سورة آل عمران: ((ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين))(27).
((إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم)) (28).
وقد ورد في الأحاديث الشريفة إن الفارين من الزحف عادوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واعتذروا منه لهذه الجريمة النكراء التي عرضَّت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لشج جبهته الكريمة وشق شفته، كما في عديد من الأخبار والأحاديث، ولقتل حمزة سيد الشهداء عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحنظلة غسيل الملائكة والعشرات من المؤمنين المجاهدين. وهذه هي سياسة العفو العظيمة في الإسلام.





وثمن لروعة النساء
وإليك مثلاً آخر لسياسة العدل العظيمة في الإسلام:
بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خالد بن الوليد مع جماعة من المسلمين في مهمة الدعوة إلى الإسلام إلى بني جذيمة ـ وهم من بني المصطلق كان قد سبق أن أسلموا ـ ولم يأمرهم بقتال(29)، فأوقع بهم خالد، وقتل منهم جماعة لترة كانت بينه وبينهم، فبلغ الخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فبكى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وقام وصعد المنبر ورفع يديه إلى السماء وقال ثلاثا:
(اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد).
(اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد).
(اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد).
ثم دعا النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) علي بن أبي طالب (عليه السلام) فدفع إليه سفطاً (صندوقاً) من الذهب وأمره أن يذهب إلى بني جذيمة ويدفع إليهم ديات الرقاب وما ذهب من أموالهم.
فجاء علي (عليه السلام) إليهم وقسم المال كما يلي:
1: دفع أولاً دية المقتولين ظلماً إلى ورثتهم، عن كل واحد منهم ألف دينار من الذهب(30).
2: ودفع إليهم ثانياً ثمن كل جنين غرة (يعني عبداً أو أمة).
3: ودفع إليهم ثالثاً ثمن ما فقدوه من المبالغ والعقل(31).
4: ودفع إليهم رابعاً ثمن ما ربما فقدوه مما لم يعلموا بفقده، مما يمكن أن أخذه خالد أو من كان معه أو مما تلف أثناء القتال.
5: ودفع إليهم خامساً ثمناً لروعة نسائهم وفزع صبيانهم.
6: ودفع إليهم سادساً مقابل كل مال فقدوه مثله من المال.
7: ودفع إليهم سابعاً بقيمة المال ليرضوا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
8: ودفع إليهم ثامناً ما يفرح به عيالهم وخدمهم بقدر ما حزنوا.
ثم رجع علي(عليه السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخبره بما فعل من توزيع الذهب عليهم بثمانية أقسام، فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عمدت فأعطيت لكل دم دية، ولكل جنين غرة، ولكل مال مالا، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة كلابهم وحبلة رعاتهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لروعة نسائهم وفزع صبيانهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لما يعلمون وما لا يعلمون، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم ليرضوا عنك يا رسول الله، فتهلل وجه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وضحك حتى بدت نواجذه وقال:
يا علي أعطيتهم ليرضوا عني رضي الله عنك، ـ ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ : يا علي إنما أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أن لا نبي بعدي(32).
هذه هي فلسفة العدل والإحسان الذَين يأمر بهما القرآن الحكيم:
((إن الله يأمر بالعدل والإحسان))(33).
وتلك هي الكرامة الإنسانية المترابطة بين قول الله تعالى في القرآن حيث يقول: ((ولقد كرمنا بني آدم))(34) وبين ما يفرضه حكم الله وتشريع السماء حداً لذلك.
دية للقتلى، ودية أخرى للجنين، وثمن لما فقد، وثمن آخر لما ربما كان فقد مما لا يعلمونه،وثمن لروعة النساء وفزع الصبيان، وثمن ليرضوا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وماذا فعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من تقصير حتى يرضيهم؟
لا شيء أبداً، حاشاه، ثم حاشاه…
كلما كان من تقصير فهو من خالد بن الوليد.
لكنه (صلى الله عليه وآله وسلم) نبي الرحمة.
((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين))(35).
فباعتبار أن خالداً مرسل من عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يرى نبي الرحمة نفسه مسؤولاً عن ذلك.
(وهنا) يطرح سؤال: وهو إذا كان خالد بن الوليد قد قتل بني جذيمة عملاً لأحنَّة كانت في الجاهلية بينه وبينهم فلماذا لم يقتص منه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لهم، ويقتله بهم قصاصاً مع أن الدية تلو القصاص في قتل العمد؟
والجواب عن ذلك بوجوه عديدة ذكرها بعض فقهاء الإسلام، نذكر عدداً منها:
1: إنه يشترط في القصاص أن يكون بطلب من ولي الدم، وحيث إن بني جذيمة ـ وهم أولياء الدم ـ لم يطلبوا القصاص انتقل الحكم إلى الدية.
2: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بما أنه هو الولي للجميع بالولاية المطلقة حتى لأولياء الدم وذلك بحكم القرآن الحكيم: ((النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم))(36)، فكان للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يعفو عن القصاص إلى الدية.
3: إن تزاحم المهم والأهم اقتضى ذلك بتقديم ترك القصاص على ما ربما كان يترتب عليه القصاص في تلك الظروف الخاصة بالرسالة وبالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث كان المسلمون على أبواب الفتح الإسلامي والنصر الواسع ودخول الناس في دين الله أفواجاً بعد فتح مكة مباشرة، فمثل هذا القصاص في تلك الظروف ربما كان يؤدي إلى رعب المسلمين وحدوث البلبلة فيهم مما كان أضر على حاضر الإسلام ومستقبله.
وكم لذلك من نظائر في تاريخ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) مما سنذكر طرفاً منه في المباحث الآتية إن شاء الله تعالى، والله العالم.
دية الحمل بترويع الحامل
أخرج الوسائل والمستدرك عن الشيوخ الكليني والطوسي والمفيد (قدس سرهم) في الكافي(37) والتهذيب والإرشاد، عن أبي عبد الله الإمام الصادق(عليه السلام) أنه قال:
«كانت امرأة تؤتى(38) فبلغ ذلك عمر فبعث إليها، فروّعها وأمر أن يجاء بها إليه، ففزعت المرأة فأخذها الطلق فذهبت إلى بعض الدور فولدت غلاماً فاستهل الغلام ثم مات. فدخل عليه(39) من روعة المرأة وموت الغلام ما شاء الله.
فقال لـه بعض جلسائه: يا أمير المؤمنين ما عليك من هذا شيء.
وقال بعضهم: وما هذا ؟
قال: سلوا أبا الحسن (عليه السلام).
فقال لهم أبو الحسن (عليه السلام): لئن كنتم اجتهدتم ما أصبتم، ولئن كنتم برأيكم قلتم لقد أخطأتم(40).
ثم قال (عليه السلام): عليك دية الصبي بما أرعبتها.
فقال عمر لعلي (عليه السلام): أنت نصحتني من بينهم»(41).
الدية للموت عطشاً
وأخرج المستدرك عن (الدعائم) عن علي (عليه السلام):
«إنه قضي في رجل استسقى قوماً فلم يسقوه وتركوه حتى مات عطشاً بينهم وهم يجدون الماء، فضمنهم ديته»(42).
والطبيب ضامن إن أخطأ
وقد روى الوسائل والمستدرك أحاديث عديدة على أن الطبيب أو البيطار إن أخطأ في تشخيص الداء، أو وصف الدواء، فمات المريض أو الحيوان كان ضامناً لدية المريض والحيوان.
أخرج صاحب الوسائل عن الشيخين الكليني والطوسي (قدس سرهما) بأسانيدهما عن الإمام الصادق (عليه السلام):
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «من تطيب أو تبيطر فليأخذ البراءة من وليه، وإلا فهو لـه ضامن»(43).
وأخرج أيضاً عن الشيخ الطوسي (رضي الله عنه) بسنده عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: «إن علياً ضمن ختاناً قطع حشفة غلام»(44).
وأخرج المستدرك عن كتاب الجعفريات بسنده عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) أنه قال: «إن علياً ضمن ختانة ختنت جارية فنزف الدم فماتت، فقال لها علي(عليه السلام): ويلاً لأمك أفلا أبقيت، فضمنها علي(عليه السلام) دية الجارية»(45).
فهل يوجد في تاريخ العالم نظير لذلك، إلا في الإسلام؟
وهل يتحمل قادة الدول مثل ما يتحمل القادة في الإسلام؟
فدونك التاريخ، قلبه ظهراً لبطن، لكي تتأكد من الجواب:
لا.. ولا..
والأمثلة والنظراء لذلك كثيرة.. وكثيرة في تاريخ الإسلام، وليس هذا البحث المقتضب مسرحاً لتفاصيل بيان الإنسانية التي تتجلى بوضوح في مختلف مجالات السياسة الإسلامية.





ومن السياسة المعاصرة
بعدما لاحظت هذه النقاط في تاريخ الإسلام.. انظر نقاطاً من تاريخ الممارسة للسياسة المعاصرة غير الإسلامية لترى الفرق الشاسع بين السياستين، وذلك بالإشارة الإجمالية ـ دون التفصيل ـ إلى ذلك:
1: البريطانيون قتلوا في الهند ـ في قصة حرب الأفيون ـ حوالي عشرين مليون إنسان(46).
2: البريطانيون قتلوا في الهند أيضاً ـ أيام المطالبة بالحرية والخروج عن نير الاستعمار ـ ثمانمائة ألف إنسان في صورة مجاعة اصطناعية(47).
3: من الجنايات العظيمة التي ارتكبها لينين(48) وحده من بين الشيوعية الأرقام التالية:
أ: لينين قائدة المسيرة الشيوعية السياسية أراد تطبيق نظام المزارع الجماعية، فلم يخضع لـه الفلاحون والعمال، فأحدث إرهاباً عاماً في البلاد ومجاعة مصطنعة غريبة عام (1921 ـ 1922م) والتي راح ضحيتها أكثر من خمسة عشر مليون إنسان(49).
ب: عاود لينين الكرة على العمال والفلاحين في إرغام الشعب على النظام الشيوعي عام (1928 ـ 1930م) فكافح الشعب وكانت النتيجة ما يلي:
«عملت منظمة (الجيبو) الإرهابية الشيوعية اللينينية في الناس ضرباً وقتلا ونفيا، وامتلأت السجون حتى بلغت الضحايا باعتراف التقارير الرسمية للحزب الشيوعي مائة ألف قتيل».
ج: وبعد مضي سنتين، وفي عام (1932 ـ 1933م) بالضبط شن لينين نفس الغارة على الشعب المسكين لتطبيق القانون الزراعي مهما كلف الأمر، وكانت النهاية كما يلي: «ضحايا تقدر بخمسة ملايين إنسان باعتراف الدوائر الرسمية الشيوعية»(50).
وعند ذلك وضع لينين أسس (الكلوخوزات) أي: نظام المزارع الجماعية الاشتراكية(51).
وبعد هذه القسوة كلها يقف لينين ليعلن الدكتاتورية ويقيمها بكل وقاحة فيقول: «من لا يعترف بضرورة الدكتاتورية لكل طبقة ثورية لتأمين نجاحها لايعرف شيئاً من تاريخ الثورة أو لا يريد أن يعرف شيئاً في هذا الحقل»(52).
4: في الحرب العالمية الثانية راح ضحية الحكم والسيطرة فيها قرابة سبعين مليون إنسان بين قتيل وجريح ومعدوم ومعاق.
5: الاستعمار الفرنسي قتل في الجزائر ـ في حرب التحرير ـ أكثر من مليون من البشر.
6: في الحرب الفيتنامية قتل الأمريكيون من قيادة واحدة لـ (جياب) قرابة نصف مليون إنسان.
وعلى هذا فقس ما سواها.
الفرق الشاسع
أرأيت الفرق الشاسع بين (السياسة الإسلامية) وبين (السياسة غير الإسلامية)؟ كيف أن الإسلام في سياسته العملية لا يفوته ذعر امرأة، وهلع صبي، وعقال بعير، وميلغة كلب..
ولا يقتل الرئيس الأعلى قاتله قبل أن يظهر من القاتل ما يوجب القصاص.
هذا في الإسلام، وفي سياسته الإنسانية.
ورأيت كيف أن السياسة غير الإسلامية تستهين بالإنسان، والكرامة، والملايين، الملايين من البشر.

1) سورة الأعراف: 157.
(2) سورة الشورى: 13.
(3) تهذيب الأحكام: ج6 ص95-96 ب22 ح1.
(4) أمالي الشيخ الصدوق: ص679 المجلس السابع والتسعون.
(5) راجع بحار الأنوار: ج17 ص4 ب13 ح3.
(6) مجمع البحرين: ج4 ص78 مادة (سوس).
(7) بحار الأنوار: ج74 ص254 ب10 ح1.
(8) بحار الأنوار: ج74 ص249 ب10 ح1.
(9) غرر الحكم ودرر الكلم: ص339 ق4 ب2 ف1، الحكومة العادلة، ح7738.
(10) نهج البلاغة، الرسائل: 10 ومن كتاب لـه (عليه السلام) إليه أيضاً.
(11) وسائل الشيعة: ج17 ص45 ب12 ح21939.
(12) الكافي: ج1 ص59 باب الرد إلى الكتاب والسنة ح4.
(13) الكافي: ج1 ص57 باب البدع والرأي والمقاييس ح13.
(14) بحار الأنوار: ج89 ص81 ب8 ح9.
(15) وسائل الشيعة: ج28 ص353 ب10 ح34949.
(16) بحار الأنوار: ج89 ص84 باب8 ح16.
(17) كتاب معادن الحكمة: ج1 ص244، وراجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج9 ص118.
(18) سورة الكهف: 110.
(19) سورة الفرقان: 7.
(20) سورة يونس: 14.
(21) مستدرك الوسائل: ج18 ص259 ب55 ح22691.
(22) عبد الكريم قاسم (1914-1963م) ضابط عراقي قاد ثورة تموز 1958 وأطاح بالملكية، حكم البلاد بالظلم والاستبداد، قضى عليه عبد السلام عارف في انقلاب عسكري.
(23) يوم النهروان: معركة دارت بين الإمام علي (عليه السلام) والخوارج، والنهروان موضع في العراق بين بغداد وواسط.
(24) الإرشاد: ج1 ص148-149.
(25) إعلام الورى بأعلام الهدى: ص121 الركن الأول ب1.
واليك شرح بعض الكلمات الغامضة: (يمرقون من الدين): يخرجون منه، (الرصاف): عقب بلوى على مدخل النصل، (نضيه): هو السهم قبل أن ينحني، (القذذ): واحدتها قذة: ريش السهم، (تدردر): أصله تتدردر: أي تتدحرج، تجيء وتذهب.
(26) سورة الأنفال: 16.
(27) سورة آل عمران: 152.
(28) سورة آل عمران: 155.
(29) الكامل في التاريخ: ج2 ص173.
(30) وهو ما يعادل ثلاثة آلاف ومائتين وخمسين غراماً تقريباً من الذهب الخالص.
(31) المبالغ: الأواني المعدة لسقي الكلاب أو إطعامهم، والعقل هي الحبال التي تربط بها أيدي وأرجل الإبل.
(32) بحار الأنوار: ج21 ص139-143 ب27. والبحار: ج101 ص423-424 ب13 ح1، وانظر أيضا: أمالي الصدوق، ومجالس ابن الشيخ الطوسي، وإعلام الورى، والكامل في التاريخ، وخصال الصدوق، وإرشاد المفيد.
(33) سورة النحل: 90.
(34) سورة الإسراء: 70.
(35) سورة الأنبياء: 107.
(36) سورة الأحزاب: 6.
(37) الكافي: ج7 ص374 ح11.
(38) أي يُزنى بها.
(39) أي: على عمر، يعني حزن.
(40) وسائل الشيعة: ج19 ص267-268 ب30 ح35593، ومستدرك الوسائل: ج18 ص327 ب23 ح22863.
(41) راجع الإرشاد: ج1 ص205 فصل في ذكر ما جاء من قضاياه (عليه السلام) في إمارة عمر بن الخطاب.
(42) مستدرك الوسائل: ج18 ص332 ب34 ح22881.
(43) وسائل الشيعة: ج29 ص260 ب24 ح35582.
(44) وسائل الشيعة: ج29 ص261 ب24 ح35583.
(45) مستدرك الوسائل: ج18 ص325 ب19 ح22855.
(46) نهرو في كتابه (لمحات من تاريخ العالم).
(47) غاندي في كتابه (هذا مذهبي).
(48) فلاديمير لينين (1870-1924م) زعيم الثورة الروسية ومؤسس الحزب الشيوعي في روسيا السوفياتية، حكم بالظلم والجور والاستبداد.
(49) الحزب الشيوعي في الميزان: ص4 ـ 19.
(50) الحزب الشيوعي في الميزان: ص4 ـ 19.
(51) الحزب الشيوعي في الميزان: ص4 ـ 19.
(52) الحزب الشيوعي في الميزان: ص4 ـ 19


المصدر / السياسة من واقع الاسلام للمرجع صادق الشيرازي


hgsdhsm hghsghldm ,hgsdhsm hgluhwvm hghsghldm hgsdhsm



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المعاصرة, الاسلامية, السياسة, والسياسة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نسف الشيخ أحمد سلمان للشبهات التي تشكك في أن كتاب الإمامة والسياسة للعلامة ابن قتيبة وهج الإيمان الحوار العقائدي 3 2018/09/26 03:00 AM
حاجة المرأة المعاصرة لمعرفة الزهراء(ع) شجون الزهراء بنات الزهراء 3 2015/04/10 10:45 PM
السياسة الاسلامية الجمال الرائع المواضيع العامة 4 2015/03/14 02:40 AM
المعاشرة مع الرحم ابو مرام الأمومة والطفل 2 2013/03/24 06:25 PM
الاستقامة مع المعاشرة البيرق المواضيع العامة 7 2012/08/24 02:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |