Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > منتديات اهل البيت عليهم السلام > سيرة أهـل البيت (عليهم السلام)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020/09/12, 03:49 AM   #1
شجون الزهراء

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1426
تاريخ التسجيل: 2013/04/24
المشاركات: 6,684
شجون الزهراء غير متواجد حالياً
المستوى : شجون الزهراء will become famous soon enough




عرض البوم صور شجون الزهراء
افتراضي الإمام زين العابدين: سراج الدنيا والدين

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

الإمام زين العابدين، علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، من أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. وُلد الإمام عليّ بن الحسين في سنة ثمانٍ وثلاثين للهجرة(1)، وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين(2)، وعاش حوالي سبعة وخمسين عاماً، قضى بضع سنين منها في كنف جدّه الإمام علي عليه السلام، ثمّ نشأ في مدرسة عمّه الحسن، وأبيه الحسين عليه السلام سبطيّ الرسول صلى الله عليه وآله، وتغذّى من نمير علوم النبوّة، واستقى من مصادر آبائه الطاهرين عليهم السلام.

* إمام في العلم والدين

برز عليه السلام على الصعيد العلمي والديني إماماً في الدين، ومناراً في العلم، ومرجعاً في الحلال والحرام، ومثلاً أعلى في الورع والعبادة والتقوى، وانقاد الواعون منهم إلى زعامته، وفقهه، ومرجعيّته. وآمن المسلمون جميعاً بعلمه، واستقامته، وأفضليّته. قال له عبد الملك بن مروان: "ولقد أُوتيتَ من العلم والدين والورع ما لم يؤته أحد مثلك قبلك إلا من مضى من سلفك" (3)، كما كان للمسلمين عموماً تعلّق عاطفي شديد بهذا الإمام، وولاء روحي عميق له. لم تكن ثقة الأمّة بالإمام زين العابدين عليه السلام على اختلاف اتّجاهاتها ومذاهبها مقصورة على الجانب الفقهي والروحي فحسب، بل كانت تؤمن به مرجعاً، وقائداً، ومفزعاً في كلّ مشاكل الحياة وقضاياها، بوصفه امتداداً لآبائه الطاهرين عليهم السلام. ومن أجل ذلك نجد أنّ عبد الملك، حينما اصطدم بملك الرّوم وهدّده الملك الرّوماني باستغلال حاجة المسلمين إلى استيراد نقودهم من بلاد الرومان؛ لإذلال المسلمين، وفَرْض الشروط عليهم، وقف عبد الملك متحيّراً وقد ضاقت به الأرض، كما جاء في الرواية وقال: أحسبني أشأم مولود وُلد في الإسلام، فجمع أهل الإسلام، واستشارهم، فلم يجد عند أحد منهم رأياً يعمل به، فقال له القوم: إنّك لتعلم الرأي والمخرج من هذا الأمر! فقال: ويحكم مَن؟ قالوا: الباقي من أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله، قال: صدقتم، وهكذا كان. فقد فزع إلى الإمام زين العابدين، فأرسل عليه السلام ولده محمّداً بن عليّ الباقر إلى الشام، وزوّده بتعليماته الخاصّة، فوضع خطّة جديدة للنّقد الإسلامي، وأنقذ الموقف (4).

* مسؤوليات قياديّة وروحيّة

وقد قُدِّر للإمام زين العابدين عليه السلام أن يتسلّم مسؤولياته القياديّة والروحيّة بعد استشهاد أبيه، فمارسها خلال النصف الثاني من القرن الأوّل، في مرحلة من أدقّ المراحل التي مرّت بها الأمة وقتئذٍ، وهي المرحلة التي أعقبت موجة الفتوح الأولى، فقد امتدّت هذه الموجة بزخمها الروحي وحماسها العسكري والعقائدي، فزلزلت عروش الأكاسرة والقياصرة، وضمّت شعوباً مختلفة، وبلاداً واسعة إلى الدعوة الجديدة، وأصبح المسلمون قادة الجزء الأعظم من العالم المتمدّن وقتئذ،ٍ خلال نصف قرن. وعلى الرّغم من أنّ هذه القيادة جعلت من المسلمين قوّة كبرى على الصعيد العالمي من النّاحية السياسيّة والعسكريّة، فإنّها عرّضتهم لخطرين كبيرين خارج النطاق السياسي والعسكري، وكان لا بدّ من البدء بعمل حاسم للوقوف في وجههما. منها: الخطر الذي نجم عن انفتاح المسلمين على ثقافة متنوعة، وأعراف تشريعيّة، وأوضاع اجتماعية مختلفة، بحُكم تفاعلهم مع الشعوب التي دخلت في دين الله أفواجاً. وكان لا بُدّ من عمل على الصعيد العلمي، يؤكّد في المسلمين أصالتهم الفكرية، وشخصيتهم التشريعية المتميّزة، المستمدّة من الكتاب والسنّة. كما كان لا بُدّ من حركة فكرية، اجتهاديّة، تفتح آفاقهم الذهنيّة ضمن ذلك الإطار، لكي يستطيعوا أن يحملوا مشعل الكتاب والسنّة بروح المجتهد البصير، والممارس الذكي، الذي يستطيع أن يستنبط منها ما يفيده في كلّ ما يستجدّ له من حالات.

* زرع بذور الاجتهاد

كان لا بُدّ من تأصيل للشخصيّة الإسلامية، ومن زرع بذور الاجتهاد، وهذا ما قام به الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام، فقد بدأ حلقة من البحث والدرس في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله يحدّث الناس بصنوف المعرفة الإسلامية، من تفسير وحديث وفقه، ويفيض عليهم من علوم آبائه الطاهرين، ويمرّن النابهين منهم على التفقّه والاستنباط، وقد تخرّج من هذه الحلقة عدد مهمّ من فقهاء المسلمين، وكانت هذه الحلقة هي المنطلق لما نشأ بعد ذلك من مدارس الفقه، والأساس لحركته الناشطة. وقد استقطب الإمام عن هذا الطريق الجمهور الأعظم من القرّاء، وحملة الكتاب والسنّة، حتّى قال سعيد بن المسيّب: "إنّ القراء كانوا لا يخرجون إلى مكّة حتّى يخرج عليّ بن الحسين، فخرج وخرجنا معه ألف راكب"(5). وأمّا الخطر الآخر: فقد نجم عن موجة الرخاء التي سادت المجتمع الإسلامي في أعقاب ذلك الامتداد الهائل؛ لأنّ موجات الرخاء تعرّض أيّ مجتمع إلى خطر الانسياق مع ملذّات الدنيا، والإسراف في زينة هذه الحياة المحدودة، وانطفاء الشعور الملتهب بالقيم الخلقية، والصلة الروحيّة بالله وباليوم الآخر، وبما تضعه هذه الصلة أمام الإنسان من أهداف كبيرة. وهذا ما وقع فعلاً، وتكفي نظرة واحدة في كتاب الأغاني لأبي الفرج الإصبهاني ليتّضح الحال.

* الدعاء أساس العلاج

وقد أحسّ الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام بهذا الخطر، وبدأ بعلاجه، واتّخذ من الدّعاء أساساً لهذا العلاج. وكانت الصحيفة السجاديّة من نتائج ذلك، فقد استطاع هذا الإمام العظيم، بما أوتي من بلاغة فريدة، وقدرة فائقة على أساليب التعبير العربيّ، وذهنيّة ربّانيّة تتفتق عن أروع المعاني وأدقّها، تصوير صلة الإنسان بربّه، ووجده بخالقه، وتعلّقه بمبدئه ومعاده، وتجسيد ما يعبّر عنه ذلك من قيم خلقية، وحقوق وواجبات. لقد استطاع الإمام عليّ بن الحسين عليه السلام بما أوتي من هذه المواهب أن ينشر من خلال الدعاء جوّاً روحياً في المجتمع الإسلامي، يساهم في تثبيت الإنسان المسلم عندما تعصف به المغريات، وشدِّه إلى ربّه حينما تجرّه الأرض إليها، وتأكيد ما نشأ عليه من قيم روحيّة، لكي يظلّ أميناً عليها في عصر الغنى والثروة، كما كان أميناً عليها وهو يشدّ حجر المجاعة على بطنه.

* عبودية مخلصة لله

وقد جاء في سيرة الإمام أنّه كان يخطب الناس في كل جمعة، ويعظهم، ويزهّدهم في الدنيا، ويرغّبهم في أعمال الآخرة، ويقرع أسماعهم بتلك القطع الفنيّة من ألوان الدعاء، والحمد والثناء التي تمثّل العبودية المخلصة لله سبحانه وحده لا شريك له. فكانت الصحيفة السجاديّة تعبّر عن عمل اجتماعي عظيم، كانت ضرورة هذه المرحلة تفرضه على الإمام، إضافة إلى كونها تراثاً ربانياً فريداً، يظلّ على مرّ الدهور مصدر عطاء، ومشعل هداية، ومدرسة أخلاق وتهذيب، وتظل الإنسانيّة بحاجة إلى هذا التراث المحمّدي العلويّ، وتزداد حاجة كلّما ازداد الشيطان إغراءً، والدّنيا فتنة.



فسلام على إمامنا زين العابدين يوم وُلد ويوم أدّى رسالته، ويوم استشهد، ويوم يُبعث حيّاً.
----------------------------------
1.إعلام الورى بأعلام الهدى، الطبرسي، ج 1، ص 480.
2.م.ن.
3.بحار الأنوار، المجلسي، ج 46، ص 57.
4.يراجع: مستدرك الوسائل،الميرزا النوري،ج7، ص84- 86.
5.بحار الأنوار، م. س، ص 149.



hgYlhl .dk hguhf]dk: svh[ hg]kdh ,hg]dk gpdk svh[ hg]kdh



توقيع : شجون الزهراء

اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ، حَتّى تَخْرِقَ اَبْصارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ اِلى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وَتَصيرَ اَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. اِلـهي وَاْجَعَلْني مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَاَجابَكَ، وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ، فَناجَيْتَهُ سِرّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لحين, سراج الدنيا



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من معجزات و كرامات الإمام زين العابدين(ع) شجون الزهراء المواضيع الإسلامية 1 2019/09/28 10:39 AM
بكاء الإمام زين العابدين عليه السلام وحزنه على أبيه الإمام الحسين ع بنت الصدر سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 2 2014/11/03 06:45 PM
وصف الامام زين العابدين ( عليه السلام ) لهذه الدنيا طبع الشمع سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 1 2014/02/07 04:59 AM
من دروس الإمام زين العابدين (ع) في التربية ابوشهد سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) 5 2012/12/23 07:47 PM
اصدار دماهم نصر والدين - إياد الخزعلي 2013 بسمة الفجر الصوتيات والمرئيات والرواديد 3 2012/11/15 08:36 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |