عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/01/09, 06:58 AM   #1
سجاد14

موالي برونزي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 367
تاريخ التسجيل: 2012/08/09
المشاركات: 525
سجاد14 غير متواجد حالياً
المستوى : سجاد14 is on a distinguished road




عرض البوم صور سجاد14
افتراضي فما بكت عليهم السماء والأرض وماكانوا منظرين!!

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نعيش حياتنا الدنيا بين أفراد من أهلنا وأعزائنا نجالسهم ونتحدث معهم بمختلف المستويات نزورهم ويزورونا ندعوا لهم ويدعون لنا نحتاج لهم وهم أيضا ويبكون علينا عند فراقهم ونحن أيضا نبادلهم المشاعر وهذه درجة مطلوبة من خلال السيرة الحسنة والتعامل بمختلف زواياه
ورد في الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله:
(حسن مع جميع الناس خلقك حتى إذا غبت حنوا إليك، وإذا مت بكوا عليك). (1)

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام):
(خالطوا الناس مخالطة إن متم بكوا عليكم، وإن غبتم حنوا إليكم)(2)


ورد في تفسير من هدي القرآن أن الحياة قد تتأثر لموت المؤمن الولي لله ، كما بكت على يحيى بن زكريا و الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، عن الامام الصادق (عليه السلام) قال : " بكت السماء على يحيى بن زكريا و على الحسين بن علي عليهما السلام أربعين صباحا ، قلت : فما بكاؤها ؟ قال :
كانت تطلع حمراء و تغيب حمراء ". و قال عليه السلام : " بكت السماء على الحسين (عليه السلام) أربعين يوما دما " أما الطغاة فانهم لا يتأثر المجتمع بذهابهم حزنا ولا بكاء ، بل بالعكس يفرح الناس بموتهم لأنهم مصدر بليتهم و تخلفهم ، كما تبتهج الطبيعة ، لأنها لا تنسجم مع من يخالف الحق .. ثم إنهم عندما يحل بهم العذاب لا يعطون فرصة أخرى أبدا 00 انتهى
.كما حصل لفرعون وقومه وقد استخدم نبي الله موسى (عليه السلام) كلّ وسائل الهداية للنفوذ إلى قلوب هؤلاء المجرمين الظلمة، إلاّ أنّها لم تؤثر فيهم أدنى تأثير، وطرق كلّ باب ما من مجيب.
لذلك يئس منهم، ولم ير لهم علاجاً إلاّ لعنهم والدعاء عليهم، لأنّ الفاسدين الذين لا أمل في هدايتهم لا يستحقون الحياة في قانون الخلقة، بل يجب أن ينزل عليهم عذاب الله ويجتثهم ويطهر الأرض من دنسهم، لذلك تقول الآية الأولى من هذه الآيات: (فدعا ربّه أنّ هؤلاء قوم مجرمون). انظر إلى أدب الدعاء، إنّه لا يقول: اللّهم افعل كذا وكذا، بل يكتفي بأنّ يقول: اللّهمَّ إن هؤلاء قوم مجرمون لا أمل في هدايتهم وحسب!
وقد استجاب الله سبحانه دعاءه، هذا هو أمر الله عزَّوجلَّ الحتمي الصادر بحق هؤلاء القوم، بأنّهم يجب أن يغرقوا جميعاً في نهر النيل العظيم، الذي كان أساس ثروتهم وقوّتهم! و بأمر إلهي واحد تحول هذاالنهر الذي كان عصب حياتهم إلى أداة فنائهم وموتهم كما في قوله تعالى :
(فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هـؤُلاَءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ( 22 ) فَأَسْرِ بِعِبَادِى لَيْلاً إِنَّكُم مُتَّبَعُونَ
( 23 ) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُغْرَقُونَ( 24 ) كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّات وَعُيُون( 25 ) وَزُرُوع وَمَقَام كَرِيم( 26 ) وَنَعْمَة كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ( 27 ) كَذلِكَ وَأَوْرَثْنَـهَا قَوْماً آخَرِينَ( 28 ) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالاَْرْضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ( 29 ) ).سورة الدخان
إنّ عدم بكاء السماء والأرض ربّما كان كناية عن حقارتهم، وعدم وجود ولي ولا نصير لهم ليحزن عليهم ويبكيهم، ومن المتعارف بين العرب أنّهم إذا أرادوا تبيان أهمية مكانة الميت، يقولون: بكت عليه السماء والأرض، وأظلمت الشمس والقمر لفقده.
واحتمل أيضاً أنّ المراد بكاء أهل السماوات والأرض، لأنّهم يبكون المؤمنين المقربين عند الله، لا الجبابرة والطواغيت وأمثاله.
ورد عن صاحب تفسير الميزان قدس سره أن بكاء السماء والأرض على شيء فائت كناية تخييلية عن تأثرهما عن فوته وفقده فعدم بكائهما عليهم بعد إهلاكهم كناية عن هوان أمرهم على الله وعدم تأثير هلاكهم في شيء من أجزاء الكون. انتهى
وقال البعض: إنّ بكاء السماء والأرض بكاء حقيقي، حيث تُظهر احمراراً خاصاً غير احمرار الغروب والطلوع، كما نقرأ في رواية: «لما قتل الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) بكت السماء عليه، وبكاؤها حمرة أطرافها»
وورد في تفسيرالصافي للفيض الكاشاني
عن القائم عليه السلام ذبح يحيى عليه السلام كما ذبح الحسين عليه السلام ولم تبك السماء والأرض الاَّ عليهما 00انتهى
و نقرأ في حديث روي عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم): «ما من مؤمن إلاّ وله باب يصعد منه عمله، وباب ينزل منه رزقه، فإذا مات بكيا عليه»

ولا منافاة بين هذه الرّوايات، حيث كان لشهادة الإمام الحسين (عليه السلام) ويحيى بن زكريا(عليه السلام) صفة العموم في كلّ السماء، ولما ورد في الرّوايات الأخيرة صفة

الخصوص(3).
نعم لم تبك السماء لموت هؤلاء الضالين الظالمين، ولم تحزن عليهم الأرض، فقد كانوا موجودات خبيثة، وكأنّما لم تكن لهم أدنى علاقة بعالم الوجود ودنيا البشرية، فلما طرد هؤلاء الأجانب من العالم لم يحس أحد بخلو مكانهم منهم، ولم يشعر أحد بفقدهم، لا على وجه الأرض، ولا في أطراف السماء، ولا في أعماق قلوب البشر، ولذلك لم تذرف عين أحد دمعة لموتهم.

فقد ورد في رواية أنّ أمير المؤمنين علياً(عليه السلام) لما مرّ على المدائن، ورأى آثار كسرى مشرفة على السقوط والإنهيار، أنشد أحد أصحابه الذين كانوا معه:
جرت الرياح على رسومهم فكأنّهم كانوا على ميعاد!
فقال أمير المؤمنين علي(عليه السلام): «أفلا قلت (كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين... فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين)»
أما قوله تعالى: { وما كانوا منظرين } كناية عن سرعة جريان القضاءالإلهي والقهر الربوبي في حقهم وعدم مصادفته لمانع يمنعه أو يحتاج إلى علاج في رفعه حتى يتأخر به
************************************************** *******************
( 1) من لا يحضره الفقيه: ج4 ص384 ومن ألفاظ رسول الله ( الموجزة ح5834)
2- وسائل الشيعة: ج12 ص12-13 ب2 ح15514
3ـ روي في الدر المنثور حديث في باب الجمع بين هذه الروايات. الدر المنثور، طبقاً لنقل الميزان، المجلد 18، صفحة 151.
تفسير الأمثل
تفسيرمن هدي القرآن
تفسير الميزان
تفسير الصافي



tlh f;j ugdil hgslhx ,hgHvq ,lh;hk,h lk/vdk!!



توقيع : سجاد14
من فضلك اذا أحببت/ي نقل الموضوع لمنتدى آخر أكتب/ي تحته منقول ولك الأجر والثواب
سجاد=سجاد14=سجادكم
رد مع اقتباس