عرض مشاركة واحدة
قديم 2013/06/15, 02:38 PM   #11
ابو ملوح

عضو سني

معلومات إضافية
رقم العضوية : 1282
تاريخ التسجيل: 2013/03/28
المشاركات: 119
ابو ملوح غير متواجد حالياً
المستوى : ابو ملوح is on a distinguished road




عرض البوم صور ابو ملوح
افتراضي

انت قرأت ماقرأت وصدقته ولكن هل قرأ تهذا :


السلام عليكم
هل هذا سند الخطبة الشقشقيه صحيح
حدثنا محمد بن على ماجيلويه ، عن عمه محمد بن ابى القاسم ، عن احمد ابن أبى عبد الله البرقى ، عن ابيه عن ابن ابى عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان ابن تغلب عن عكرمة ، عن ابن عباس قال
؟؟





جواب الإستفتاء

هذا السند غير معتبر في ضوء معطيات علم الرجال عند الإمامية لوجود عكرمة فيه , لأنه غير موثق عندهم , و يذهب رجاليون امامية الى انه مجروح .

و قد حاول البعض تقوية السند بان عكرمة هنا يروي ما لا يوافق رأيه و اعتقاده فلا يتهم بالكذب . لكن هذا التصحيح من حيث المبدأ عليل , لأن الرجل اذا لم يكن ثقة أمكن أن يروي أو يدس في الرواية أموراً لأغراض معينة يتوخاها و ان لم تتفق هذه الامور مع رأيه و اعتقاده .

نعم رويت هذه الخطبة بالمضمون نفسه بطرق أخرى ليس فيها عكرمة الأمر الذي يبعد شبهة تصرف عكرمة في النقل فضلاً عن شبهة الوضع . الا أن هناك ملاحظات تستوقف الدارس لهذه الخطبة :-

انها تتعارض في بعض مضامينها مع خطب و كلمات أخرى للإمام علي عليه السلام تعارضاً بيّناً , و لا مجال للأخذ بالمتعارضين معاً لأنه يوقع الامام علياً عليه السلام في التناقض في أقواله و تقييماته و يعطي انطباعاً سلبياً بعيداً كل البعد عن شخصيته عليه السلام . ففي هذه الخطبة يتحدث عليه السلام عن خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فيقول " فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها و يخشن مسها و يكثر العثار فيها و الاعتذار منها فصاحبها كراكب الصعبة إن اشنق لها خرم و ان اسلم لها تقحم فمني الناس لعمر الله بخبط و شماس و تلون و اعتراض فصبرت على طول المدة و شدة المحنة " . بينما له كلام آخر عن عمر يقول فيه " لله بلاد عمر فلقد قوّم الأود و داوى العمد و أقام السنة و خلف الفتنة , ذهب نقي الثوب قليل العيب أصاب خيرها و سبق شرها . أدى الى الله طاعته و اتقاه بحقه " .

و في كلام آخر قال :- " و تولى عمر الأمر فكان مرضي السيرة ميمون النقيبة " و غير ذلك من عبارات المدح المنقولة عنه عليه السلام في حق عمر رضي الله عنه .

و حين تقارن بين ما ورد في الخطبة الشقشقية وَ ما ورد في غيرها مما نقلناه تجد بوناً شاسعاً و فرقاً كبيراً . و لا مجال لحمل المدح على محمل التقية , فلم يكن أمير المؤمنين علي عليه السلام ليحمل على عظيم مدح كهذا , و لسان التقية بلا شك هو غير هذا اللسان .

2- إن الخطبة الشقشقية لم تكن كلاماً قيل في جمع محدود و مغلق من الناس و الخواص , و انما هي خطبة عامة خطبها عليه السلام على الملأ و على نطاق مفتوح و من البعيد جداً أن يلقي الإمام علي عليه السلام مثل هذه المضامين على عموم الناس , فقد كانت لأبي بكر و عمر مكانة كبيرة في نفوس الناس , و الذين بايعوا علياً عليه السلام و قاتلوا معه هم الذين بايعوا أبا بكر و عمر رضي الله عنهما و قد صرّح بذلك علي عليه السلام بنفسه اذ قال : " بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر و عمر و عثمان على ما بايعوهم عليه " و هؤلاء الناس كانت بيعتهم لأبي بكر و عمر رضي الله عنهما عن رضى و إختيار و قد كانت سيرتهما مرضية عند الناس , فلم يكن من المنطقي أن يوجه الإمام عليه السلام مثل هذا النقد اللاذع لهما حيث لا يقع موقع القبول , بل يثير سخط الناس و يستفز مشاعرهم و قد يزرع فتنة في المجتمع و هذا ما لم يكن علي عليه السلام ليقدم عليه , لا سيما في ظروف كالظروف التي عاشها , و كم كان أحوج الى وحدة المجتمع و تماسكه خلفه وهو يخوض حرباً بعد الأخرى و له أعداء متربصون لا شك أنهم سيستغلون مثل هذا الكلام لو صدر منه أسوء استغلال و سيخلقون إنشقاقاً في صفوف جماعته وهو يدرك ذلك جيداً فمن المستبعد جداً صدور مثل هذه المضامين الحادة منه عليه السلام . و مما يعزز ذلك ما ورد في نهج البلاغة نفسه من خطبة له و قد سأله بعض أصحابه كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام و أنتم أحق به فقال : " يا أخا بني أسد انك لقلق الوضين ترسل في غير سدد و لك بعد ذمامة الصهر و حق المسألة و قد استعلمت فأعلم . أما الاستبداد علينا بهذا المقام و نحن الأعلون نسباً و الأشدون برسول الله صلى الله عليه و آله نوطا فانها كانت أثرة شحّت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس آخرين و الحكم الله و المعود اليه القيامة . و دع عنك نهباً صيح في حجراته و هلم الخطب في ابن ابي سفيان الخ......

فأنت تجد بوضوح انه عليه السلام أبدى عدم ارتياحه من السؤال و وصف السائل بانه يطلق كلاماً في غير موضعه ثم اجابه إجابة مقتضبة عامة و ركز على المعركة و الصراع مع معاوية . فهل من المعقول و هو يفعل هذا في جمع من أصحابه و خواصه القائلين بأحقيتة بينما يلقي خطبة عامة على الناس فيها مثل هذا النقد اللاذع و التجريح المثير ؟

و هب انّ هذه الخطبة لم تكن ألقيت على حلقة واسعة من الناس لكن مثل هذه المضامين لن تبقى حبيسة تلك الحلقة و ستنقل الى الناس و تحدث أثرها, لذا من المستبعد جداً حصول ذلك .

و قد يقال أن الامام عليه السلام نفسه قد عبر عنها بانها شقشقة هدرت ثم قرّت ما يعنى أن الامام عليه السلام القاها في حالة نفسية غير طبيعية , و قد كان في قمة الإحباط بعد حروب ثلاثة كلها معاناة و أسى .

لكن هذا التبرير غير منطقي لا سيما في شخص كالامام علي عليه السلام وهو من هو في امساك زمام النفس , فلا يعقل افتراض انه عليه السلام فقد السيطرة على أعصابه فألقى بهذا الكلام في فورة هياج .

ان المعروف عن أمير المؤمنين عليه السلام انه ضرب المثل الاعلى في الانصاف و المروءة و الاعتدال في كل شيء و من ذلك في تقييم الامور و الاشخاص و الاحداث , فلا يمكن أن يصدر منه تقييم غير متوازن يركز على جانب و يهمل الجوانب الاخرى , بينما مضامين هذه الخطبة ليست على هذه الشاكلة فهي تركز في موضوع خلافة أبي بكر رضي الله عنه على قضية توليه للخلافة دون ان تسجل أي انجاز له و لو على مستوى محاربة من ارتد عن الاسلام , و تختزل كل خلافة عمر رضي الله عنه بالتركيز على اعطاء انطباع سلبي دون اشارة الى أي جانب ايجابي مما كان للامام نفسه اسهام فيه و لو بالنصح و المشورة فضلاً عن الدعم و التأييد , و تأتي الى خلافة عثمان رضي الله عنه لتصوره منذ تولى الخلافة شخصاً استبد به الزهو و الكبر و أهمته بطنه و ميوله . مع ان الكل حتى من نقم عثمان أقر بانه سار في السنيّ الأولى سيرة مرضية و انما سجلت في السنوات الأخيرة أحداث أدت الى ما أدت اليه .

و الغرض أن مضامين هذه الخطبة تبتعد عما هو المعروف و الثابت من شخصية الامام علي عليه السلام في انصافها و توازنها في التقييم و عدالتها في كل الجوانب , الأمر الذي يثير شكوكاً حقيقية في صحة انتساب هذه المضامين اليه عليه السلام .

إن أخذ الملاحظات المتقدمة بنظر الاعتبار يستوقف كل باحث و يجعله يتوقف على الأقل في انتساب هذه الخطبة الى أمير المؤمنين علي عليه السلام . على أن بعض مضامينها لا ينسجم و العقيدة المتبناة لدى الشيعة القائلين بامامة علي عليه السلام من خلال النص و التعيين فان قوله عليه السلام في الخطبة " أما و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لولا حضور الحاضر و قيام الحجة بوجود الناصر و ما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم و لا مظلوم لألقيت حبلها على غاربها و لسقيت آخرها بكأس أولها " فان هذا المضمون لا ينسجم و فكرة النص و التعيين لجهة انه لا يستبطن حتى الاشارة الى أن نهوضه عليه السلام بالمسؤولية انما هو لاجل انه مكلف من قبل الله تعالى بها , فالامام عليه السلام لم يطرح ذلك بل طرح ما تفرضه مسؤولية العالم و قيام الحجة بوجود الناصر مع أن المفروض أن الحجة قائمة أساساً بالنص و التعيين و وجود الناصر انما هو عامل في فعلية ذلك خارجاً , و ان قيامه عليه السلام بالمسؤولية قيام الحاكم المنصوب من قبل الله تعالى , فهذا المقطع لا ينسجم و فكرة النص و التعيين التي تتبناها المدرسة الشيعية و لا مجال للتفكيك في نسبة الخطبة الى أمير المؤمنين عليه السلام فأما أن تقبل النسبة في الكل أو تناقش في الكل .
-------------------------------------

سماحة الشيخ آية الله حسين المؤيد دام ظله العالي
http://www.almaiad.com/cous.htm


رد مع اقتباس