عرض مشاركة واحدة
قديم 2023/06/26, 12:12 AM   #1
السيد امير

موالي جديد
معلومات إضافية
رقم العضوية : 6178
تاريخ التسجيل: 2023/06/25
المشاركات: 5
السيد امير غير متواجد حالياً
المستوى : السيد امير is on a distinguished road




عرض البوم صور السيد امير
Faraj الحلقة الثانية : أدب الجوارح - اللسان

لأن ظاهر الإنسان يمكن إصلاحه بالتوبة والندم عن سوء العمل، إلا أن الباطن وسوء السريرة قد يصل بالإنسان إلى مرحلة تجعله غير قابل لنزول الرحمة الإلهية عليه من قبيل الشفاعة أو الصفح الإلهي، فيصبح مصداق الآية الشريفة: ﴿بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾(البقرة:81).

المقام الثاني "الظاهر"
يقول الإمام الخميني قدس سره عن هذا المقام في كتابه الأربعون حديثاً ما ملخصه:اعلم أن مقام النفس الأول ومنزلها الأدنى والأسفل، هو منزل الملك والظاهر وعالمهما، فتكون ساحة معركة النفس وجهادها نفس هذا الجسد، وجنودها هي قواه الظاهرية السبعة وهي: "الأذن والعين واللسان والبطن والفرج واليد والرجل". وتكون جميع هذه القوى تحت تصرف النفس في مقام الوهم، فإذا تحكَّم الوهم على تلك القوى سواء بذاته مستقلاً أو بتدخل الشيطان، جعلها أي تلك القوى جنوداً للشيطان، وبذلك يجعل هذه المملكة تحت سلطان الشيطان، وتنهزم عندها جنود الرحمن والعقل، وتتوارى وتخرج من نشأة الملك (أي المادة) وعالم الإنسان وتهاجر عنه، وتصبح هذه المملكة خاصة بالشيطان.

وأما إذا خضع الوهم لحكم العقل والشرع، وكانت حركاته وسكناته مقيدة بنظام العقل والشرع، فقد أصبحت هذه المملكة مملكة روحانية وعقلانية، ولم يجد الشيطان وجنوده محط قدم لهم فيها".

إذاً، يكون جهاد النفس في هذا المقام عبارة عن انتصار الإنسان على قواه الظاهرية، وجعلها مؤتمرة بأمر الخالق، وعبارة عن تطهير المملكة من دنس وجود قوى الشيطان وجنوده.

وبناء على هذا فعلى المؤمن السالك إلى الله تعالى في هذا المقام أي مقام الظاهر أن يلتفت بكل ما أوتي من حكمة ودراية للأحكام الإلهية التي تتعلق بقواه التي أودعها الله تعالى فيه، وهذا ما يسمى بأدب الجوارح وسيأتي الحديث عنه.

أدب الجوارح‏
إن وظيفة المرء في هذا المقام تكون بحمل الظاهر على التأدب بأدب الشريعة من التنزيه لهذه الجوارح عما يخالف الأوامر الإلهية، وتحليتها بالخصال الحسنة والمحمودة وسنتطرق في هذا المقال إلى الجارحة الأولى وما ينبغي أن تنزه عنه وتحلى به وهو اللسان.

اللسان‏
إن اللسان وهو القطعة اللحمية الصغيرة الحجم سبب رئيسي في دخول جل أهل النار إليها وكذا جل أهل الجنة إليها، لأن اللسان وإن كان صغير الحجم إلا أنه كما قال بعض الحكماء صغير الحجم كبير الجرم، وعن الإمام الباقر الجوارح اللسان: "إن هذا اللسان مفتاح كل خير وشر، فينبغي للمؤمن أن يختم على لسانه كما يختم على ذهبه وفضته"2


hgpgrm hgehkdm : H]f hg[,hvp - hggshk hgehkdm hgpgrm



رد مع اقتباس