عرض مشاركة واحدة
قديم 2014/12/09, 10:52 AM   #42
الجمال الرائع


معلومات إضافية
رقم العضوية : 799
تاريخ التسجيل: 2012/12/12
المشاركات: 857
الجمال الرائع غير متواجد حالياً
المستوى : الجمال الرائع is on a distinguished road




عرض البوم صور الجمال الرائع
افتراضي

قال الشيخ رحمه الله - اعتقادنا في الشفاعة أنها لمن ارتضى الله دينه من أهل الكبائر والصغائر، فأما التائبون من الذنوب فغير محتاجين إلى الشفاعة.
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي)(1).
وقال - عليه السلام -: (لا شفيع أنجح من التوبة)(2).
والشفاعة للأنبياء والأوصياء والمؤمنين والملائكة.
وفي المؤمنين من يشفع في مثل ربيعة ومضر، وأقل المؤمنين(3) شفاعة من يشفع لثلاثين إنسانا.
والشفاعة لا تكون لأهل الشك والشرك، ولا هل الكفر والجحود، بل تكون للمذنبين من أهل التوحيد.
____________
(1) رواه المصنف مسندا في أماليه: 16 المجلس الثاني ح 4، وعيون أخبار الرضا - عليه السلام 1:
136 ح 35.
(2) رواه المصنف في كتاب الفقيه 3: 376 باب معرفة الكبائر ح 1779.
(3) في ر زيادة: المحقين.
الصفحة 67
(22)
باب الاعتقاد في الوعد والوعيد

قال الشيخ - رضي الله عنه - اعتقادنا في الوعد والوعيد أن من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه له، ومن أوعده(1) على عمل عقابا فهو فيه بالخيار، فإن عذبه فبعدله، وإن عفا عنه فبفضله(2)، وما الله بظلام للعبيد.
وقد قال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)(3).
____________
(1) في ر زيادة: الله.
(2) العبارة في ر: وإن عفا فهو بفضله وكرمه.
(3) النساء 4: 48.
الصفحة 68
(23)
باب الاعتقاد فيما يكتب على العبد

قال الشيخ - رضي الله عنه - اعتقادنا في ذلك أنه ما من عبد إلا وله(1) ملكان موكلان به يكتبان عليه(2) جميع أعماله.
ومن هم بحسنة ولم يعملها كتب له حسنة، فإن عملها كتب له عشر حسنات، وإن هم بسيئة لم تكتب عليه(3) حتى يعملها، فإن عملها(4) كتب عليه سيئة واحدة.
والملكان يكتبان على العبد كل شئ حتى النفخ في الرماد(5).
قال تعالى: (وإن عليكم لحافظين، كراما كاتبين، يعلمون ما تفعلون)(6).
ومر أمير المؤمنين علي - عليه السلام - برجل وهو يتكلم بفضول الكلام، فقال:
(يا هذا، إنك تملي على ملكيك كتابا إلى ربك، فتكلم بما يعنيك، ودع ما لا
____________
(1) له، ليست في ق، س.
(2) أثبتناها من م.
(3) أثبتناها من م.
(4) في ج زيادة: أجل سبع ساعات، فإن تاب قبلها لم تكتب عليه، وإن لم يتب.
(5) في م: الرمال.
(6) الانفطار 82: 10 - 12.
الصفحة 69
يعنيك(1).
وقال - عليه السلام -: (لا يزال الرجل المسلم يكتب محسنا ما دام ساكتا، فإذا تكلم كتب إما محسنا أو مسيئا)(2).
وموضع الملكين من ابن آدم الترقوتان(3). صاحب اليمين يكتب الحسنات، وصاحب الشمال يكتب السيئات. وملكا النهار يكتبان عمل العبد بالنهار، وملكا الليل يكتبان عمل الليل.
(24)
باب الاعتقاد في العدل

قال الشيخ أبو جعفر - رضي الله عنه -: اعتقادنا أن الله تبارك وتعالى أمرنا بالعدل، وعاملنا بما هو فوقه، وهو التفضل، وذلك أنه عز وجل يقول: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون)(4).
والعدل(5) هو أن يثيب على الحسنة، ويعاقب على السيئة.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل الجنة رجل(6) برحمة الله عز وجل).
____________
(1) رواه مسندا المصنف في الأمالي: 36 المجلس التاسع ح 4.
(2) رواه مسندا المصنف في ثواب الأعمال: 212 باب ثواب الصمت ح 3، والخصال: 15 باب الواحد ح 53.
(3) في ق، س: النمرقان، وفي بحار الأنوار 5: 327: الشدقان.
(4) الأنعام 6: 160.
(5) من هنا إلى نهاية الباب ليس في ق، س. والعبارة في ر، ج: والعدل هو أن يثيب على الحسنة الحسنة، ويعاقب على السيئة السيئة.
(6) في ر، ج زيادة: (بعمله).
الصفحة 70
(25)
باب الاعتقاد في الأعراف

قال الشيخ - رضي الله عنه -: اعتقادنا في الأعراف أنه سور بين الجنة والنار، عليه رجال يعرفون كلا بسيماهم(1) والرجال هم النبي وأوصياؤه - عليهم السلام - لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه.
وعند الأعراف المرجون لأمر الله، إما يعذبهم، وإما يتوب عليهم.
(26)
باب الاعتقاد في الصراط

قال الشيخ - رضي الله عنه -: اعتقادنا في الصراط أنه حق، وأنه جسر جهنم، وأن عليه ممر جميع الخلق.
قال تعالى: (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا)(2).
والصراط في وجه آخر اسم حجج الله، فمن عرفهم في الدنيا وأطاعهم أعطاه الله جوزا على الصراط الذي هو جسر جهنم يوم القيامة(3).
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: (يا علي إذا كان يوم القيامة أقعد أنا وأنت وجبرئيل على الصراط، فلا يجوز على الصراط إلا من كانت معه براءة بولايتك)(4).
____________
(1) إشارة إلى الآية 46 من سورة الأعراف.
(2) مريم 19: 71.
(3) في م، ر زيادة: ويوم / يوم الحسرة والندامة.
(4) وفي م: بولايتكم وفي المطبوعة: براة.
الصفحة 71
(27)
باب الاعتقاد في العقبات التي على طريق المحشر

قال الشيخ - رضي الله عنه -: اعتقادنا في ذلك أن هذه العقبات أسم كل عقبة منها على حدة اسم فرض(1)، أو أمر، أو نهي.
فمتى انتهى الإنسان إلى عقبة اسمها فرض، وكان قد قصر في ذلك الفرض، حبس عندها وطولب بحق الله فيها.
فإن خرج منه بعمل صالح قدمه(2) أو برحمة تداركه، نجا منها إلى عقبة أخرى. فلا يزال يدفع من عقبة إلى عقبة، ويحبس عند كل عقبة، فيسأل عما قصر فيه من معنى اسمها.
فإن سلم من جميعها انتهى إلى دار البقاء، فحيي حياة لا موت فيها أبدا، وسعد سعادة لا شقاوة معها أبدا، وسكن(3) جوار الله مع أنبيائه وحججه والصديقين والشهداء والصالحين من عباده.
____________
(1) العبارة في م: وأما العقبات التي على طريق المحشر فاسمها على حدة اسم فرض... وفي هامشها:
اعتقادنا في ذلك أن هذه العقبات اسم كل عقبة منها اسم فرض... ومتن ق، س كهامش م بزيادة: اسمها، بعد: اسم كل عقبة منها. بينما أثبتت عبارة: فاسمها على حدة، بعد عنوان الباب. وما أثبتناه من ر.
(2) في ر: قد عمله.
(3) في ر: ويسكن في.
الصفحة 72
وإن حبس على عقبة فطولب بحق قصر فيه، فلم ينجه عمل صالح قدمه، ولا أدركته من الله عز وجل رحمة، زلت قدمه عن العقبة فهوى في(1) جهنم نعوذ بالله منها.
وهذه العقبات كلها على الصراط.
اسم عقبة منها: الولاية، يوقف جميع الخلائق عندها فيسألون عن ولاية أمير المؤمنين والأئمة من بعده - عليهم السلام - فمن أتى بها نجا وجاز(2)، ومن لم يأت بها بقي فهوى(3)، وذلك قوله تعالى: (وقفوهم إنهم مسؤولون)(4).
واسم عقبة منها: المرصاد، وذلك قوله تعالى(5). (إن ربك لبالمرصاد)(6).
ويقول تعالى: (وعزتي وجلالي لا يجوز بي ظلم ظالم).
واسم عقبة منها: الرحم.
واسم عقبة منها: الأمانة.
واسم عقبة منها: الصلاة.
وباسم كل فرض أو أمر أو نهي عقبة يحبس عندها العبد فيسأل.
____________
(1) في ر ج زيادة: نار.
(2) في م، ق: جاوز.
(3) في م، س: فبقي يهوي.
(4) الصافات 37: 24.
(5) في ق، س: وهو قول الله عز وجل.
(6) الفجر 89: 14.

الاعتقادات

تأليف
الشيخ محمد بن علي بن بابويه القمي (الصدوق)

تحقيق
عصام عبد السيد


توقيع : الجمال الرائع
أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك واماءك، وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، تحدو بهن الأعداء من بلد الى بلد، ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والدني والشريف، ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي، وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فوه اكباد الازكياء، ونبت لحمه من دماء الشهداء، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر الينا بالشنف والشنأن، والاحن والأضغان ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم
رد مع اقتباس