|
2016/11/17, 06:06 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
( كل سور القرآن عدا سورة براءة )
بسم الله الرحمن الرحيم علّمنا القرآن الكريم في بداية كل سورة ( عدا سورة التوبة ) و في آيات كثيرة اُخرى أن نبدأ عملنا باسم الله و أن نعطّر أجواء قلوبنا و أرواحنا بطيب اسمه . < الاهمية الخاصة لـ ﴿ بِسْمِ اللَّهِ ... ﴾ . ـ هل أن بسم الله جزء لكلِّ سورة ؟. لماذا لم تُذكر بسم الله في بداية سورة براءة ؟ ـ لا تقرنوا اسم الله باسم غيره ؟ باسم « الرحمن » و « الرحيم » . بسمه الذي على كل شيء قدير . بسمه الذي بكل شيء عليم . إن هذا الاسم المقدّس ينوّر القلب و يهب لروح الصفاء و القوة و النشاط . ذِكر رحمته الخاصّة و العامّة تبعث في الإنسان عالماً من الأمل . ذكر قدرته و جبروته يبعث في الإنسان الجرأة لمواجهة المصاعب . ذكر علمه و إحاطته بكلِّ إنسان و بكل شيء يُطمئِنُ الإنسان بأنّه ليس لوحده . فإذا بدأنا عملنا بهذه الروح فإنه سيصل إلى غايتهِ بلا شك ، و كل سعي و جهاد يبذل وفق هذا المنهج نتيجته النصر و الفلاح . لذلك فقد رأينا أن أفضل ما نبدأ به بحثنا في هذا الكتاب هو موضوع ( بداية كل عمل باسم الله ) . فنبدأ أولا بمناقشة الآيات المرتبطة بهذا المعنى ، ثم نقوم بعملية التفسير و الجمع ، و في المرحلة الأخيرة نذكر بحوثاً مكملة تحت عنوان « توضيحات » و سنواصل إتباع هذا الأسلوب بالترتيب المذكور إلى آخر الكتاب إن شاء الله . الآيات : 1 ـ ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴾1 ( كل سور القرآن عدا سورة براءة ) 2 ـ ﴿ ... اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾2 3 ـ ﴿ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾3 4 ـ﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾ شرح المفردات الاسم يعتقد الكثير من علماء اللغة ان هذه الكلمة في الأصل مشتقة من مادة « سمو » ( على وزن علو ) بمعنى الارتفاع و حيث ان التسمية سبب للمعرفة و الظهور و علو المنزلة لكل شيء استخدمت كلمة اسم في هذا المعنى 5 . ( الرحمن ) و ( الرحيم ) كلمتان مشتقتان من ماده « رحمة » و المعروف انّ ( الرحمن ) يعني ذو الرحمة العامة الشاملة للجميع و ( الرحيم ) يوصف بها ذو الرحمة الخاصة و على هذا فان رحمانية الله جعلت فيضه و نعمته شاملة للعدو و الصديق و المؤمن و الكافر ، و لكن رحيميته أوجبت للمؤمنين مواهب خاصة في الدنيا و الآخرة في حين انّ هذه المواهب محرّمة على الغافلين و البعيدين عن الله . و الشاهد على هذا الاختلاف ما يلي : 1 ـ « الرحمن » صيغة مبالغة و الرحيم صفة مشبهة ، و صيغة المبالغة تقيد معنى التأكيد بنحو أكثر و تدل على سعة هذه الرحمة و لكن البعض يرى ان كليهما صفة مشبهة أو أن كليهما صفة مبالغة ، و لكن مع ذلك صرحوا بانّ الرحمن تفيد معنى المبالغة الكثيرة 6 . 2 ـ و قال البعض أن الرحيم صفة مشبهة و تُفيد الإستمرار و الثبات لذلك هي مختصة بالمؤمنين ، لكن الرحمن صيغة مبالغة و لا تدل على المعنى المذكور . 3 ـ ( الرحمن ) اسم خاص بالله و لا يطلق على غيره ، في حين أن الرحيم يقال له و لغيره ، و هذا دليل على أن مفهوم الرحمن يدل على رحمة أوسع . 4 ـ هناك قاعدة معروفة في الأدب العربي و هي زيادة المباني تدل على زيادة المعاني ، يعني أن الكلمة التي حروفها أكثر فان مفهومها يكون أكبر و حيث ان ( رحمن ) خمسة أحرف و ( رحيم ) أربعة أحرف فمفهوم ( رحمن ) اوسع 7 . 5 ـ كما أن البعض استفاد هذا المعنى من آيات القرآن حيث أنَّ ( الرَّحمن ) . ذكر غالباً بنحو مطلق ، في حين ان ( رحيم ) ذكر مقيداً في كثير من الموارد مثلا قوله تعإلى :﴿ ... إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ 8. و قوله تعإلى :﴿ ... إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ 9. أما الرحمن فذكر من غير قيود فهو يدل على عموم رحمته . 6 ـ و تشهد بعض الروايات على هذا الاختلاف ، ففي حديث عميق عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) نقرأ : ( الرحمن اسمٌ خاص بصفة عامة و الرحيم اسم عام بصفة خاصة ) 10 . و لكن مع هذا لا يمكن أن ننفي استخدام الكلمتين في معنى واحد ، كما ورد في دعاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) في يوم عرفة : ( يا رحمن الدنيا و الآخرة و رحيمهما ) و يمكن أن يعد هذا استثناءً فلا ينافي الاختلاف المذكور . ﴿ ... مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ... ﴾ 3. كلتا الكلمتين اسم زمان أو اسم مكان بمعنى مكان الحركة و زمانها ، أو مكان التوقف و زمانه 11 . الأولى مشتقة من مادة ( جريان ) و الثانية من مادة ( رسو ) على وزن ( رَسم ) بمعنى الثبات و الاستقرار لذلك يقال للجبال ( الرواسي ) جمع ( راسية ) لأنها ثابتة و مستقرة . جمع الآيات و تفسيرها لماذا نبدأ فقط باسم الله ؟ في الآية الأولى﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴾1التي تصدرت كل سور القرآن ( ما عدا سورة براءة ) يعني نعلمكم أن تبدأوا عملكم باسم الله الرحمن الرحيم و تستعينوا به في اداء عملكم و تنفيذ خططكم 12 . إن أعمالنا مهما تكن فهي فانية زائلة و صغيرة محدودة ، أما عندما نربطها بتلك الذات القدسية الباقية الخالدة التي لا حد لها و لا نهاية ، فانها ستصطبغ بصبغته و تستلهم من عظمته و أزليته . قوتنا مهما تكن فهي ضعيفة لكن عندما ترتبط تلك القطرات بالبحار العظيمة للقدرة الإلهية فانه ستجد العظمة و تكتسب روحاً جديدة و هذا كله رمز بسم الله في بداية كل عمل . * * * في الآية الثانية كلام عن خطاب جبرئيل الأمين في بداية البعثة للنبي الأكرم ( صلى الله عليه و آله و سلم )عندما احتضن النبي وضمه و قال ﴿ ... اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾2. و بهذا فقد بدأ جبرئيل منهاج رسالته عند بعثة النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) باسم الله . الآية الثالثة تتحدث عن قصه نوح عندما حلت لحظة الطوفان و العقاب الإلهي الشديد على قومه الكفرة و الطغاة ، و عندما استعدت السفينة للحركة و صدر الأمر لأصحاب نوح الذين لم يتجاوز عددهم الثمانين بان يركبوا في الفلك قال﴿ ... بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ... ﴾3ثم استعان بمغفرة الله و رحمته و قال﴿ ... إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾3. و في الآية الأخيرة كلام عن كتاب سليمان إلى ملكة سبأ بعد أن أخبره الهدهد عن قوم سبأ و عبادتهم للأصنام . و عندما تناولت ملكة سبأ الكتاب جمعت أعوانها و افراد البلاط و قالت ﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾4. من مجموع الآيات الأربع المذكورة ندرك جيداً أن ابتداء كل عمل يجب ان يكون بـ ﴿ بِسْمِ اللَّهِ ... ﴾13، سواء كان في التعليم و الهداية مثل سور القرآن أو كان دعاءً من العباد مع الذات القدسية مثل سورة الحمد ، أو بداية البعثة و الرسالة و أول نداء للوحي مثل بداية سورة العلق ، أو أنه بداية الحركة للنجاة من الخطار و الطوفان و بداية توقف السفينة و النزول منها للابتداء بالمنهج الجديد كما في قصة نوح ، أو ابتداء الكتاب المرسل من أجل الدعوة للتسليم إلى الحق كما في كتاب سليمان لملكة سبأ . و خلاصة الكلام أن العمل سواء كان من الله سبحانه أو من الخلق أو من جبرئيل او من الانبياء مثل نوح و سليمان أو من عامة الأفراد ، يجب أن يبدأ بـ﴿ بِسْمِ اللَّهِ ... ﴾13 و يرتبط بالذات المقدَّسة و يستمد منه القوه و العلم و الدراك . و هذا هو معنى الحديث المعروف للنبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ( كل أمر ذي بال لم يذكر فيه اسم الله فهو ابتر ) 14 . و الأمر الذي ينبغي ملاحظته ان الصفات التي ذكرت بعد بسم الله في الآيات المذكورة تناسب العمل الذي بدأ بـ ﴿ بِسْمِ اللَّهِ ... ﴾13 ففي قصة نوح جاء ذكر ( غفور رحيم ) و هو إشارة إلى شمول الرحمة الإلهية لأصحاب نوح ، و في قصة نزول أول آية جاء ذكر صفة الربوبية و الخالقية و نحن نعلم ان مسألة الوحي بداية لعمل تربوي و على هذا فان التربية التشريعية تقترن بالتربية التكوينية . و بهذا نعلمُ أن الاستفادة من ذكر الصفات المناسبة تعليم للجميع حول كيفية ابتداء أعمالهم بـ ﴿ بِسْمِ اللَّهِ ... ﴾ مركز الاشعاع الاسلامي للبحوث والدراسات الاسلامية المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: القران الكريم ( ;g s,v hgrvNk u]h s,vm fvhxm ) fvhxm |
2016/11/22, 06:07 AM | #2 |
معلومات إضافية
|
أحسنتم وأجدتم وأبدعتم
أختي الفاضلة جميلٌ ما تخطهُ أناملكم من نشرٍ مبارك |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
القرآن, براءة, سورة |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لما سميّت سورة يس قلب القرآن؟؟ الإعجاز الرقميّ | ابراهيم العبيدي | القران الكريم | 5 | 2015/10/10 07:10 PM |
النبي ص يمنع ابوبكر من تبليغ سورة براءة ويرسل عليا ع من مصادر اهل السنة | الشيخ عباس محمد | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 3 | 2015/09/09 12:26 AM |
سجل حضورك بأسم من سورة القرأن الكريم | راهبة حب الحسين | المواضيع الإسلامية | 1 | 2015/07/27 04:57 PM |
النبي (ص) يمنع أبابكر من تبليغ سورة براءة ويرسل علياًً (ع) (صحيح البخاري) | عصر الشيعة | الحوار العقائدي | 4 | 2014/03/26 12:06 PM |
معجزات القرأن الكريم : وجعل بينهما برزخاً: صورة وآية | عاشق نور الزهراء | القران الكريم | 11 | 2013/03/31 02:06 PM |
| |