2013/12/11, 08:00 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
المصائب و البلايا جرس انذار
المصائب و البلايا جرس انذار إنّ التمتع بالمواهب المادية ، و الاستغراق في اللذائذ و الشهوات يوجب غفلة كبرى عن القيم الأخلاقيّة.فكلّما ازداد الإنسان تعمّقاً في اللذائذ و النعم ازداد ابتعاداً عن الجوانب المعنوية ، و ربّما انتهى به الحال إلى أن ينسى نفسه بالمرّة. و هذه حقيقة يلمسها كلّ فرد في حياته و حياة غيره ، كما يقرأها في صفحاتالتاريخ. فلابد ـ حينئذ ـ من وخزة للضمير ، و هزّة للعقل ... لابد من جرس للانذار يذكّر الإنسان بنفسه و يفيقه من غفوته ، و ينبّهه من غفلته ، و ليس هناك ما هو أنفع ـ في هذا المجال ـ من بعض الحوادث التي تغيّر رتابة الحياة ، و تقطع على الإنسان شروده و غفلته ، و لهوه و لذّته ، فإذا انقطع نظام الحياة الناعمة بشيء من المزعجات ، و اعترضت لذّته بعض المنغّصات ، استيقظ من نومه ، و أدرك عجزه ، و تخلّى عن غروره ، و خفّف من طغيانه. إنّ الذي يعيش حياة ناعمة رتيبة يشبه إلى كبير من يركب في سيارة يقودها سائق ، تسيرعلى طريق مبلّط فيغطّ في نوم عميق ، لايستيقظ منه إلاّ إذا كبس السائق على فرامل السيارة فجأة ، و توقّفت دون سابق اخبار ، أو مرّ على قطعة غير مبلّطة ، فأحدثت رجفة قويّة. و لهذا تعمد الأجهزة المسؤولة عن الطرق و المواصلات إلى غرس بعض القطع الناتئة على متن الطرق حتى يوجب ذلك تنبيه السائقين بسبب ما تحدثه من هزّات للسيارة كيلا يستسلموا للنوم و النعاس. و لأجل ذلك يتّضح وجه ربط الطغيان باحساس الغنى و الاستغناء في الكتاب العزيز إذ يقول سبحانه : ( اِنَّ الاِنْسانَ لَيَطْغى * اَنْ رَآهُ اِسْتَغْنى ) ( العلق/6 و 7 ). (229) كما ولأجل هذا يعلّل القرآن الكريم بعض النوازل والمصائب بأنّها لفائدة الذكرى ، فالرجوع إلى الله ، والتضرّع إليه. يقول سبحانه في هذا الصدد : ( وَ مَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَة مِنْ نَبِىّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ ) (1). ويقول أيضاً : ( وَ لَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَ نَقْص مِنَ الَّثمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) (2). فالآيتان تصرّحان بأنّ المصائب والبلايا سبب لتضرّع الإنسان اليالله ، وتذكّره ، فهو إذا نسي الله في غمار الشهوة والماديّة ، أيقظته المحنة وذكّرته بالله ، إذ بها يدرك أنّه فقير عاجز لا يملك لنفسه ضرّاً ولا نفعاً ، وإنّ اللذة الدنيوية لذّة عابرة ، وشهوة متصرّمة ، وإنّه لا ملجأ له ولا معين إلاّ الله. وهكذا تكون البلايا والمصائب سبباً ليقظة الإنسان ، وتذكّره ، وتنبّهه وتضرّعه إلى الله ، فهي بمثابة صفعة الطبيب على وجه المريض المبنّج الّتي لولاها لانقطعت حياة المريض وتعرّضت لخطر الموت. وهكذا توجب المحن والمصائب التكامل الاخلاقي كما توجب التفتّح العقلي على ما عرفت في النقطة الأُولى ، وقد يتّخذ الإنسان من النوازل والمحن وسيلة لتذكّره ويقظته والتخلي عن غروره ، وعندئذ تكون البلايا نعماً إلهية في حقّ الإنسان. وقد لا يتخذ منها أيّ موقف أبداً فتكون في هذه الحالة ـ بالذات ـ مصيبة عليه ، وكارثة في حياته. 1 ـ الاعراف : 94. 2 ـ الاعراف : 130. |
2013/12/11, 08:04 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حرز : سورة الإخلاص ..لدفع البلايا | فدك الزهراء | الادعية والاذكار والزيارات النيابية | 10 | 2015/09/18 05:23 PM |
البلايا عقاب للكافرين والظالمين وثواب وعلو درجة للمؤمنين | شجون الزهراء | المواضيع الإسلامية | 2 | 2013/05/27 01:47 PM |
السبع المصائب ... | الروح الولائية | المواضيع الإسلامية | 3 | 2013/01/08 06:52 PM |
ازين شاربك لودكت انذار سلوان الناصري ومجموعه من الرواديد | العباس عطر الانفاس | الصوتيات والمرئيات والرواديد | 4 | 2012/09/10 04:46 PM |
(انذار لجيش اميه,,,,محمد الحلفي,,,,2012 | الياس الموالي | الصوتيات والمرئيات والرواديد | 8 | 2012/08/27 07:23 PM |
| |