الموضوع
:
السيدة زينب في عهد جدّها الرسول
عرض مشاركة واحدة
2014/01/31, 12:27 AM
#
1
بنت الصدر
موالي ماسي
معلومات إضافية
رقم العضوية : 1425
تاريخ التسجيل: 2013/04/23
الدولة: العراق
المشاركات: 8,074
المستوى :
السيدة زينب في عهد جدّها الرسول
السيدة زينب في عهد جدّها الرسول
السيدة
زينب
في عهد
جدّها
الرسول
السيدة
زينب
في عهد
جدّها
الرسول
إن الذكاء المفرط ، والنضج المبكر يمهدان للطفل أن يرقى إلى أعلى الدرجات ـ إذا استغلت مواهبه ـ وخاصةً إذا كانت حياته محاطة بالنزاهة والقداسة ، وبكل ما يساعد على توجيه الطفل نحو الأخلاق والفضائل .
بعد ثبوت هذه المقدمة نقول :
ما تقول في طفلة : روحها أطهر من ماء السماء ، وقلبها أصفى من المرآة ، وتمتاز بنصيب وافر من الوعي والإدراك ، تفتح عينها في وجوه أسرتها الذين هم أشرف خلق الله ، وأطهر الكائنات ، وتنمو وتكبر وتدرج تحت رعاية والد لا يشبه آباء العالم ، وفي حجر والدة فاقت بنات حواء شرفاً وفضلاً وعظمة ؟ ! !
وإذا تحدثنا عن حياتها على ضوء علم التربية ، فهناك يجف القلم ، ويتوقف عن الكتابة ، لأن البحث عن حياتها التربوية يعتبر
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد
44
بحثاً عن الكنز الدفين الذي لا يعرف له كم ولا كيف .
ولكن الثابت القطعي أنها تربية نموذجية ، وحيدة وفريدة .
وهل يستطيع الباحث أو الكاتب أو المتكلم أن يدرك الجو العائلي المستور في بيت الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء عليهما السلام ؟
لقد روي أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قرأ قوله تعالى :
«فـي بيـوت إذن الله ان ترفع ويذكـر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال . . . »
(1)
فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله أي بيوت هذه ؟
فقال : بيوت الأنبياء .
فقام إليه أبوبكر فقال : يا رسول الله هذا البيت منها ؟ وأشار إلى بيت علي وفاطمة .
فقال النبي : «نعم ، من أفضلها»
(2)
.
ويجب أن لا ننسى أن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ـ الذي أعطى المناهج التربوية للأجيال ، وأضاء طرق التربية الصحيحة للقرون ـ لابد وأنه يبذل إهتماماً بالغاً
(1) سورة النور ، الآية 36 .
(2) البرهان في تفسير القرآن ، للسيد هاشم البحراني ، عند تفسير الآية الكريمة .
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد
45
وعنايةً تامةً في تربية عائلته ، ويمهد لهم السبيل حتى ينالوا قمة الأخلاق والفضائل .
وخاصةً حينما يجد فيهم المؤهلات والإستعداد لتقبل تلك التعاليم التربوية .
ومن الواضح أن
السيدة
زينب
ـ بمواهبها واستعدادها النفسي ـ كانت تتقبل تلك الأصول التربوية ، وتتبلور بها ، وتندمج معها
(1)
.
(1) ومن ذكريات الطفولة في حياة
السيدة
زينب
(عليها السلام) نقرأ في كتب التاريخ : أنها سألت أباها ذات يوم فقالت : أتحبنا يا أبتاه ؟ !
فقال الإمام : وكيف لا أحبكم وأنتم ثمرة فؤادي !
فقالت : يا أبتاه إن الحب لله تعالى ، والشفقة لنا .
المصدر : كتاب «زينب الكبرى» للنقدي ، وهو يحكي ذلك عن كتاب «مصابيح القلوب» للشيخ حسن السبزواري ، المعاصر للشهيد الأول ، رضوان الله عليهم .
إن هذا الحوار الجميل يدل على أكثر من معنى ، فمن ذلك :
1 ـ جو الود والصفاء الذي كان يخيم على دار الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) والعلاقات الطيبة بين الوالد الرؤف وبين طفلته الذكية !
2 ـ إن الحب ينقسم إلى أكثر من قسم ، باعتبار نوعه ومنشئه
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد
46
وأكثر إنطباعات الإنسان النفسية يكون من أثر التربية ، كما
= ومنطلقه ، وكل قسم منه له إسم خاص به ، لكن يطلق على الجميع كلمة «الحب» .
فهناك حب الإنسان لله تعالى الذي خلق البشر وأنعم عليهم بأنواع النعم . وهناك حب الوالد لأطفاله، الذي ينبعث من العاطفة والحنان ، وقد عبرت
السيدة
زينب
عن هذا النوع بـ «الشفقة» .
ونقرأ في كتب اللغة أن الشفقة : هي العطف والحنان والرأفة والحنو . فهي ـ إذن ـ : فصيلة خاصة من الحب . . ينبعث من قلب الوالدين لأطفالهما .
3 ـ المستوى الرفيع لتفكير
السيدة
زينب
. . رغم كونها في السنوات الأولى من مرحلة الطفولة .
أجل ، إنها سيدة . . حتى يوم كانت طفلة !
* * * *
ونقرأ ـ أيضاً ـ عن الذكاء المبكر للسيدة
زينب
: أن والدها أجلسها في حجره ـ يوم كانت طفلة ـ وبدأ يلاطفها ، وقال لها : بنية قولي واحد .
فقالت : واحد .
قال : قولي إثنين .
فسكتت ! فقال لها : تكلمي يا قرة عيني .
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد
47
أن أعماله وأفعاله ، بل وحتى حركاته وسكناته ، وتصرفاته وأخلاقه وصفاته نابعة من نوعية التربية التي أثرت في نفسه كل الأثر .
إذن ، فمن الصحيح أن نقول : إن
السيدة
زينب
تلقت دروس التربية الراقية العليا في ذلك البيت الطاهر ، كالعلم ـ بما في ذلك الفصاحة والبلاغة ، والإخبار عن المستقبل ـ ومعرفة الحياة ، وقوة النفس وعزتها ، والشجاعة والعقل الوافر ، والحكمة الصحيحة في تدبير الأمور ، واتخاذ ما يلزم ـ من موقف أو قرار ـ
فقالت : يا أبتاه ما أطيق أن أقول اثنين بلسان أجريته بالواحد .
فضمها إلى صدره وقبلها بين عينيها .
المصدر : كتاب (زينب الكبرى) للنقدي ص 34 .
إن هذه اللقطة التاريخية تدل ـ بكل وضوح ـ على قوة التفكير والنضج المبكر في ذهن وفكر
السيدة
زينب
، حتى وهي في عمر الطفولة ، فكلامها هذا يدل على الأفكار والمفاهيم والمعاني التي كانت تجول في خاطرها !
فاللسان الذي قال : واحد ، لا يمكن له أن ينطق بكلمة : اثنين ، لأن لكلمة «واحد» ظلال في ذهن
السيدة
زينب
عليها السلام ، كلما ذكرت الكلمة تبادر الى الذهن ذلك الظلال ، وهو وحدانية الله سبحانه ، وعدم وجود إله ثان يشاركه في الألوهية والربوبية وإدارة الكون . المحقق
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد
48
تجاه ما يحدث .
بالإضافة إلى إيمانها الوثيق بالله تعالى ، وتقواها ، وورعها وعفافها ، وحيائها ، وهكذا إلى بقية فضائلها ومكارمها .
وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يغمر أطفال
السيدة
فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعواطفه ، ويشملهم بحنانه ، بحيث لم يعهد من جد أن يكون مغرماً بأحفاده إلى تلك الدرجة .
وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ إذا زارهم في بيتهم أو زاروه في بيته ـ يعطر خدودهم وشفاههم بقبلاته ، ويلصق خده بخدودهم .
ويعلم الله تعالى كم من مرة حظيت
السيدة
زينب
(عليها السلام) بهذه العواطف الخاصة ؟ !
وكم من مرة وضع
الرسول
الأقدس (صلى الله عليه وآله وسلم) خده الشريف على خد حفيدته
زينب
؟ ! وكم من مرة أجلسها في حجره ؟ !
وكم من مرة تسلقت
زينب
أكتاف جدها
الرسول
؟ !
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد
49
ويؤسفنا أنه لم تصل إلينا تفاصيل أو عينات تاريخية تنفعنا في هذا المجال ، وحول السنوات الخمس التي عاشتها
السيدة
تحت ظل
الرسول
الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .
(1)
(1) ونقرأ في بعض كتشب التاريخ رؤيا مخيفة رأتها
السيدة
زينب
وهي في عمر الطفولة ، فحدثت بذلك جدها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت : يا جداه رأيت ـ البارحة ـ أن ريحاً عاصفة قد إنبعثت فاسودت الدنيا وما فيها وأظلمت السماء ، وحركتني الرياح من جانب إلى جانب ، فرأيت شجرة عظيمى فتمسكت بها لكي أسلم من شدة الريح العاصفة ، وإذا بالرياح قد قعلت الشجرة من مكانها وألقتها على الأرض !
ثم تمسكت بغصن قوي من أغصان تلك الشجرة فكسرتها الرياح ، تعلقت بغصن آخر فكسرتها الريح العاصفة ، ! !
فتمسكت بغصن آخر وغصن رابع ، ثم استيقظت من نومي !
وحينما سمع رسول الله منها هذه الرؤيا بكى وقال : أما الشجرة فهو جدك ، وأما الغصنان الكبيران فهما أمك وأباك ، وأما الغصان الآخران فأخواك الحسنان ، تسود الدنيا لفقدهم ، وتلبسين لباس المصيبة والحداد في رزيتهم .
المصدر : كتاب (زينب الكبرى) للشيخ جعفر النقدي ص 18 ، مع تصرف يسير منا في بعض الكلمات
المصدر:
منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
- من قسم:
سيرة أهـل البيت (عليهم السلام)
hgsd]m .dkf td ui] []~ih hgvs,g
توقيع :
بنت الصدر
[IMG]https://s*******-a-cdg.xx.fbcdn.net/hphotos-xpa1/v/t1.0-9/10257763_1403054306651158_385830557615175906_n.jpg ?oh=a01c3d1af4356ef62041dc6c00e65318&oe=54EC69BE[/IMG]
بنت الصدر
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى بنت الصدر
البحث عن كل مشاركات بنت الصدر