Untitled 2
العودة   منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي > المنتــديات العامة > القران الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013/09/24, 02:38 PM   #9
النسر

موالي ذهبي

معلومات إضافية
رقم العضوية : 2058
تاريخ التسجيل: 2013/09/16
الدولة: النجف
المشاركات: 1,111
النسر غير متواجد حالياً
المستوى : النسر is on a distinguished road




عرض البوم صور النسر
افتراضي

الجنة... والنار
=========
الحقائق العلمية تحدث عنها القرآن، وأثبتها العلم الحديث، ولكن ماذا عن الحقائق المستقبلية (وهي أساس الإيمان)؟ أيضاً تحدث عنها القرآن، ولكن كيف نثبت هذه الحقائق بما لا يقبل الجدل، وكأننا نراها؟ الأرقام هي وسيلة سخَّرها الله لكي نرى بها الحقائق، فهنالك رؤيا عينية للأشياء ورؤيا رقميَّة، وما النظام الرقمي لأرقام السور في القرآن إلا جزء من هذه الرؤيا الرقمية.
فعندما نستخدم الأرقام لإثبات أن القرآن كله كلام الله تعالى، هذا يجعلنا نؤمن بكل ما جاء في القرآن سواءً رأيناه بأعيننا أم لم نره، تماماً مثل علماء الفلك فهم يحددون موقع الكواكب على الورق باستخدام الأرقام قبل أن يروها بأعينهم، فالرؤيا بالأرقام أوسع وأدق بكثير من الرؤيا بالعين.

مَن يجحد بآيات الله؟
تحدث القرآن عن صفات مَن يجحد بآيات الله، كلمة (يَجْحَدُ) تكررت 3 مرات في سورتين:
(وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ) [العنكبوت: 29/47].
(بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ) [العنكبوت: 29/49].
(وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) [لقمان 31/32].
إن الله تعالى اختار هاتين السورتين: العنكبوت 29ـ لقمان 31 لأن أرقامهما تشكل عدداً قابلاً للقسمة على 7 بما يتناسب مع نظام القرآن الرقمي وهذا يثبت أن الذي أنزل هذه الآيات هو نفسه الذي أنزل القرآن.
إن أرقام السورتين 29ـ 31 تشكل عدداً هو 3129 يقبل القسمة على 7 تماماً:
3129 = 7 × 447
وكما نرى فإن كلمة (يَجْحَدُ) مرتبطة دائماً بكلمة (بآياتِنا) ليؤكد لنا الله تعالى خطورة من يُنكر ويجحد بآيات الله وقرآنه، فهو كافر ـ ظالم ـ ختَّار (غدَّار)، فما هو مصير مثل هذا الشخص؟
أيضاً أرقام الآيات الثلاث أحكمها الله بنظام محكم، فعندما نصفّ أرقام هذه الآيات نجد العدد: 324947 هذا العدد من مضاعفات الرقم 7:
324947 = 7 × 46421

الجنة... والنار
=========
لنتدبر كلمة (آنِيَة) كيف تكررت في القرآن، وفي أي المناسبات وردت.
هذه الكلمة ـ ببحث بسيط عنها نجدها ـ تكررت مرتين في القرآن:
(وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا) [الإنسان: 76/15].
(تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ) [الغاشية: 88/5].
إن أرقام السورتين جاءت متناسبة مع العدد 7، فالعدد الذي يمثل السورتين هو 8876 هذا العدد يقبل القسمة تماماً على 7:
8876 = 7 × 1268
لنرى الإعجاز الإلهي: كلمة تُستخدم مرتين فقط في القرآن: مرة في الحديث عن أهل الجنة: (بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ، في الآية الأولى), ومرة في الحديث عن أصحاب النار: (عَيْنٍ آنِيَةٍ، الآية الثانية). ويضع الله تعالى هذه الكلمة مرة في سورة الإنسان ثم مرة أخرى في سورة الغاشية. ويأتي النظام الرقمي لهاتين السورتين 76 ـ 88 لتشكلان عدداً مضاعفاً للرقم سبعة، هل هذا من صنع بشر؟
هل ينفع الندم؟
مشهد من مشاهد جهنم يصوره لنا كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل، يقول أصحاب النار (يا ليتنا)، فما هي أمنيات هؤلاء الكفار؟ ولكن ماذا تفيدهم هذه الأماني؟ طبعاً لاشيء، لنستمع إلى هاتين الآيتين حيث تكررت كلمة (ليتنا) لم ترد هذه الكلمة إلا في هاتين الآيتين:
1 ـ (وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [الأنعام:6/27].
(يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) [الأحزاب: 33/66].
التدرج اللغوي والمنطقي في الآيتين
1ـ الآية الأولى بدأت بوقوفهم على النار (إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ)، ثم الآية الثانية بعد أن دخلوا في النار أصحبَ تُقَلَّب وجوههم فيها (تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) ، وهكذا التدرج من الوقوف خارج النار إلى الدخول إليها.
2ـ في الآية الأولى بدؤوا بقولهم أول شيء (فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ)، أي إلى الدنيا، فهذا أول مطالبهم، ثم تمنوا ألاَّ يكذبوا بآيات الله ثم تمنوا بأن يكونوا من المؤمنين: أي العودة إلى الدنيا... ثم التصديق بآيات الله... ثم الإيمان.
3ـ ولكن في الآية الثانية عندما دخلوا إلى النار وقُلِّبت وجوهُهم فيها، أدركوا مدى أهمية طاعة الله وطاعة رسوله فانتقلوا من مرحلة الإيمان إلى مرحلة الطاعة لله ورسوله، لذلك يقولون عندها: (يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) إذن نلخِّص هذا النظام البلاغي باختصار:
1ـ وقوفهم على النار.... ثم الدخول فيها لتُقَلَّب وجوههم في النار.
2 ـ وتأمل معي التدرج الزمني للآيتين: فلآية الأولي جاء فيها قولهم بصسغة الماضي (فَقَالُواْ)، ولكي لا يظنّ أحد أن هذا القول وهذه الحسرة انتهت، أو ستنتهي، يأتي قولهم في الآية الثانية على صيغة الاستمرار (يَقُولُونَ)، ليبقى الندم مستمراً.
إن هذا النوع من الإعجاز الزمني لاستخدام كلمات القرآن، ألا يدل على أن هذا القرآن كتاب مُحكَم؟
هذا النظام المُحكم يرافقه نظام رقمي محكم أيضاً، فالعدد الذي يمثل أرقام السورتين هو 336 يقبل القسمة على 7 تماماً:
336 = 7 × 48
ودائماً كلمة (ليتنا) سُبقت بكلمة (يا) ليظهر لنا الله تعالى المبالغة في التمنِّي للكفار وهم نار جهنم... ولكن هل ينفع الندم؟
وهذه نار جهنم (التي لها سبعة أبواب) تنتظر كل من يكذب برسالة الله ـ القرآن ـ وسوف يصلونها. آيتان فقط في القرآن صوَّرت كلٌّ منهما موقفاً يوم القيامة: (اصْلوْها)، هذا الأمر سيتوجَّه لكل مَن يعصي أوامر الله في الدنيا فهذا مصيره يوم القيامة ـ سيصلى نار جهنم. ولنرى كيف وضع الله تعالى كلمة (اِصْلَوْها) عبر سور القرآن، فقد تكررت هذه الكلمة مرتين في كامل القرآن:
(اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ) [يس: 36/64].
2 ـ (اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاء عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [الطور: 52/16].
إذن هذه الكلمة وردت في سورتين: يس ـ الطور، وجاءت أرقام السورتين متناسبة مع العدد 7، فالعدد الذي يمثل أرقام السورتين هو 5236 يقبل القسمة على 7 تماماً:
5236 = 7 × 748
ماذا عن جهنَّم؟ //
ما هو أسوأ مصير على الإطلاق؟ القرآن يعطينا أجوبة تختلف عن المنطق الذي اعتدنا عليه في الدنيا. فيوم القيامة كل شيء فيه مختلف حتى المفاهيم الراسخة سوف تتغير، ففي ذلك اليوم نحن أمام منطقين: منطق الجنة ومنطِق النار، فلينظر أحدنا مع أي منطق يحب أن يتعامل في ذلك اليوم؟ لنترك لغة القرآن تتحدث لغوياً ورقمياً. ونبحث عن كلمة (ساءت) لنجدها مكررة 5 مرات في كامل القرآن في الآيات التالية:
(إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً) [النساء: 4/97].
(وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً) [النساء: 4/115].
(وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً) [الكهف: 18/29].
(إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً) [الفرقان: 25/66].
(وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً) [الفتح:48/6].
إذن 5 آيات تكررت فيها كلمة (ساءَتْ) جميعها تتحدث عن عذاب جهنم التي لها سبعة أبواب، تتناسب أرقام السور التي وردت فيها هذه الكلمة، مع العدد 7 (عدد أبواب جهنم) فجهنم ساءت مصيراً... ومرتفقاً... ومستقراً...ومقاماً، (ويجب ألا ننسى أن كلمة جهنم تكررت في كامل القرآن 77 مرة أي 7 × 11).
إن العدد الذي يمثل أرقام هذه السور الأربعة هو:4825184 (سبع مراتب) يقبل القسمة على 7:
4825184 = 7 × 689312
جزاء الله
لقد تعهَّدَ الله تعالى بأنه سيجزي المؤمنين بأحسن ما كانوا يعملون، ويجزي المسيئين بأسوإ الذي عملوا. فهل نجد ما يثبت هذه الحقيقة المستقبلية؟ لنبحث عن كلمة (لَنَجْزِيَنَّهُمْ) لنرى أنها تكررت في كامل القرآن 3 مرات في 3 سور:
1 ـ (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [النحل: 16/97].
2 ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) [العنكبوت: 29/7].
3 ـ (فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) [فصلت: 41/27].
إن أرقام السور الثلاثة تشكل عدداً هو: 412916 يقبل القسمة على 7:
412916 = 7 × 58988
أيضاً أرقام الآيات الثلاث تشكل عدداً هو: 27797 من مضاعفات الرقم 7:
27797 = 7 × 3971

وقفة مع عدل الله //
1ـ كلمة (لَنَجْزِيَنَّهُمْ) دائماً نجدها ترد في القرآن مع كلمة (يَعْمَلونَ) ليدلَّنا الله تعالى على أن الجزاء من نوع العمل.
2ـ كلمة (لَنَجْزِيَنَّهُمْ) وَرَد بعدها كلمة (أَحْسَنَ) مرتين, وكلمة (أَسْوَأَ) مرة واحدة، ليدلنا تعالى على أن رحمتَه سبقت غضبه، وأن مغفرته أوسع من عذابه، وأن الجزاء بالأحسن هو ضعف الجزاء بالأسوأ.
3ـ كلمة (لَنَجْزِيَنَّهُمْ) مرتبطة دائماً بأمرين: الإيمان والعمل الصالح فتكون النتيجة جزاءً أحسنَ وأكبر من عملهم.
بينما الأمر الثاني هو الكفر فعندما يكفر الإنسان ويكذب بآيات ربه, سوف يذيقه عذاباً شديداً وسيلقى مصيراً أسوأ من عمله.
4ـ وردت كلمة (لَنَجْزِيَنَّهُمْ) في 3 سور هي النحل 16ـ العنكبوت 29ـ فُصِّلت 41, وجاءت أرقم السور مجتمعة لتشكل عدداً هو 412916 مضاعفاً للرقم 7 بما ينسجم مع النظام الرقمي القرآني.
لهم ما يشاءون
قلنا في الفقرات السابقة أن الله وضع نظاماً رقمياً لسور القرآن لنستيقن أن هذا القرآن من عند الله تعالى, وأننا نعجز عن الإتيان بمثله مهما حاولنا, عندما نستيقن ذلك نقرُّ ونعترف بأن كل كلمة في كتاب الله تعالى هي حق... وأن وعد الله حق, وأن الجنة حق, وأن النار حق. والقرآن يصور لنا حياة المؤمن في الجنةبعبارة خاصة بأهل الجنة وقد تكررت 5 مرات في الآيات:
(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللّهُ الْمُتَّقِينَ) [النحل: 16/31].
(لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُولاً) [الفرقان: 25/16].
(لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ) [الزمر: 39/34].
(تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ) [الشورى: 42/22].
(لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ) [ق: 50/35].
ولنرى النظام البلاغي الفائق الدقة في تكرار هذه الكلمة الخاصة بأهل الجنة:
1ـ تحدثت الآية الأولى عن جزاء المتقين: جنات... لهم فيها ما يشاءون.
2ـ أما في الآية الثانية فقد أكّد الله تعالى على أن هؤلاء المتقين خالدون في الجنة التي لهم فيها ما يشاؤون, وأن وعد الله حق ولا يُخلف الله وعده (كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُولاً).
3ـ أما الآية الثالثة فقد تحدثت عن المحسنين لأن التقوى يُؤدي إلى الإحسان, (والعكس صحيح) هؤلاء المحسنون (لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ), أكدت أيضاً أنهم سيكونون بقرب ربهم, ومن كان قريباً من الله فماذا يطلب بعد ذلك؟
4ـ زادت الآية الرابعة تأكيد قرب هؤلاء من ربهم سبحانه وتعالى وأكدت أن هذه الصفات هي (ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ).
5ـ وأخيراً لكي لا نظُنُّ أن هذا كل شيء, ختم الله هذه الآيات الخمسة بكلمة (مزيد), فالعطاء مفتوح لا حدود له (وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ).
بعد كل هذا ماذا يتمنَّى المؤمن؟ فسبحان الذي رتب ونظم هذه الكلمة عبر سور القرآن بهذا الشكل المذهل. والأشد إعجازاً أن أرقام السور الخمسة هذه جاءت متناغمة مع العدد 7، أرقام السور الخمسة تشكل عدداً يقبل القسمة على 7 تماماً.
عَطاءُ الله...//
مَن مِنَّا لا يحب ويرجو غطاء الله تعالى؟ عطاء الله لا حدود له... يعطي المؤمن والكافر... ويعطي كلَّ إنسانٍ على عمله. هذه الصفات لعطاء الله يحدثنا القرآن عنها بالتدريج. لذلك نبحث عن كلمة (عطاء) في كامل القرآن لنجدها مكررة 4 مرات في هذه الآيات:
(وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ) [هود: 11/108].
(كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً) [الإسراء: 17/20].
(جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَاباً) [النبأ: 78/36].
من هذه الآيات الثلاثة نجد التدرج اللغوي لمعنى العطاء كما يلي:
1ـ بدأت الآية الأولى بالعطاء غير المجذوذ (غير المنقطع) واللامحدود, ليعرِّفنا سبحانه وتعالى أن عطاء الله لا ينتهي ليَرغّبنا في المسارعة إلى الله وعطائه.
2ـ أما الآية الثانية فتحدثت عن عطاء الله غير المحظور, فالله يعطي المؤمن والكافر وهنا جاءت العبارة (وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً)، لكي لا نظنّ أن الله يمنع من عطائه أحداً إلا من رفض هذا العطاء ـ ومن يرفض عطاء الله؟
3 ـ ختم الله تعالى هذه الآيات الثلاث بكلمة (حِسَاباً), ليدلنا على أن العطاء حسب العمل... فكلما أكثرنا من الخيرات كان عطاء الله أكبر.
وهنا نلاحظ التدرج في المعنى: عطاء غير مجذوذ (لا محدود)... ثم عطاء غير محظور... ثم عطاء حساباً حسب نوع العمل والإخلاص فيه, إذن جاء التدرج من اللامحدود... باتجاه العطاء المحدَّد والمحسوب, فانظر أين تضع نفسَك من هذا العطاء الإلهي.
نترك الآن لغة الكلمات ونأتي إلى اللغة الدقيقة ـ لغة الأرقام ـ لنرى كيف حاء التدرج في أرقام السور الثلاثة متناسباً مع العدد 7:
إن العدد الذي يمثل أرقام السور الثلاثة هو: 781711 يقبل القسمة على 7 تماماً:
781711 = 7 × 111673
وهنالك عجيبة أخرى، فإذا قرأنا هذا العدد من اليمين إلى اليسارباتجاه قراءة القرآن يصبح: 117187 أيضاً يبقى قابلاً للقسمة على 7، لنرى ذلك:
117187 = 7 × 16741

بين الدنيا... والآخرة
============
المؤمن بحاجة إلى آيات جديدة تثبت صدق القرآن أكثر من غير المؤمن، لماذا؟ لأن الذكرى تنفع المؤمنين، فالذي يكذب بالقرآن في الدنيا، ماذا ينتظر يوم القيامة؟ في هذا الفصل دلائل رقمية على كلمات تحدثت عن الدنيا... والآخرة, قد وضعها الله تعالى وفق نظام شديد الدقة ليُظهر لنا عجزنا أمام كتابه, ولنزداد إيماناً بقدرة الله وعلمه وعسى أن تكون هذه المعجزة الرقمية وسيلة نرى من خلالها عظمة هذا القرآن.
وتجدر الإشارة إلى أن كلمة (الدنيا) تكررت في القرآن (115) مرة, كلمة (الآخرة) أيضاً تكررت في القرآن (115) مرة, وبصفّ هذين العددين نجد عدداً جديداً هو 115115 من مضاعفات الرقم 7 بالاتجاهين:
115115 = 7 × 16445
عند قراءة العدد من اليمين لليسار أي 511511 نجده قابلاً للقسمة على تماماً:
115115 = 7 × 73073
والناتج أيضاً يقسم على 7:
73073 = 7 × 10439
ولا ننسى أن مجموع أرقام هذا العدد هو:
2 × 7 = 14 = 5 + 1 + 1 + 5 + 1 + 1
وإلى مثال من كتاب الله نجد فيه مقارنة بين الحياة الدنيا ومتاعها والآخرة, وأن ما عند الله هو خير وأبقى.
الدنيا متاع
ما عند الله خير من الدنيا وما فيها, وما الحياة الدنيا إلا متاع قليل فانٍ والآخرة خير وأبقى. هذه الحقيقة تحدَّث عنها القرآن بكلماتٍٍٍ بليغة: تكررت مرتين في كامل القرآن في سورتين:
1 ـ (وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ) [القصص: 28/60].
(فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الشورى: 42/36].
كما نرى في كلتي الآيتين أن ما عنده خير وأبقى من الدنيا وما فيها. لنرى لغة الأرقام تؤكد هذا الكلام، إن العدد الذي يمثل أرقام السورتين هو: 4228 يقبل القسمة على 7 تماماً:
4228 = 7 × 604
وجاء التدرج العقائدي كما يلي: في الآية الأولى قال الله: (أَفَلَا تَعْقِلُونَ)، أما الآية الثانية فقال: (وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)، وكما نعلم أول يجب أن نعقل ثم نتوكل على الله تعالى, ولذلك جاء ترتيب الآيتين في القرآن: (تَعْقِلُونَ)... ثم (يَتَوَكَّلُونَ).
بقي شيء آخر هو:
رقم سورة القصص هو: 28 = 7 × 48
رقم سورة الشورى هو: 42 = 7 × 6
ومجموع هذين العددين هو:
70 = 42 + 28
بعدد مرات ذكر كلمة (القيامة) في القرآن, فقد تكررت هذه الكلمة في القرآن كله 70 مرة أي: 7 × 10، ولا ننسى بأن الآيتين تتحدثان عن الدنيا مقارنة بالآخرة.
الباقيات الصالحات //
ما أكثر الحقائق في كتاب الله... ما أكثر أسرار القرآن, ولكن أين من يتدبر ويتذكر ويتفكَّر؟ الكل يجري وراء الحياة الدنيا وينسَى الآخرة, المال... البنون, كلها مُتعة مؤقتة ولا يبقى إلا العمل الصالح خير رصيد للمؤمن عند لقاء ربه.
حقيقة أخرى نجدها في القرآن: (وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ) تكررت مرتين في كامل القرآن في آيتين:
(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) [الكهف: 18/46].
(وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ مَّرَدّاً) [مريم: 19/76].
أرقام السورتين تشكل عدداً هو 1918 يقبل القسمة على 7 تماماً:
1918 = 7 × 274
وكما نرى كلمة (الباقِياتُ) دائماً ترافقها كلمة (الصّاِلحاتُ) وتتبعها عبارة (خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً) ليؤكد لنا الله تعالى على أن العمل الصالح هو الذي يبقى وهو الذي يحبُّه الله تعالى ويجزي به وهو خير عند الله ثواباً ومردّا.
دقّة النص القرآني
===========
من عظمة الإعجاز الرقمي في كتاب أننا نجد أنفسنا أمام نظام رقمي يتناسب مع كل كلمة وكل عبارة وكل آية وكل سورة, حتى الحركات الإعرابية (الضمَّة والفتحة وغيرها) لها نظام رقمي وهذا الكمال الإعجاز في كتاب الله تعالى.
لقد شبَّه الله تعالى الحياة الدنيا بمتاع الغُرور, فتكررت كلمة (الغُرور) 4 مرات في كامل القرآن في 4 سور نكتبها حسب تسلسلها في القرآن:
(كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران: 3/185].
(فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ) [الأعراف: 7/22].
(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [الحديد: 57/20].
(أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ) [الملك 67/20].
نلاحظ أن الله تعالى وضع كلمة (غُرور) مع: الحياة الدنيا ـ في قصة إبليس مع آدم عليه السلام (فدلاّهما بغُرور) ومع الكافرين. إذن يجب ألا تَغُرَّنا الحياة الدنيا ولا إبليس ولا الكافرون, ذلك لأن من اتبع الحياة الدنيا سيؤدي به إلى اتباع إبليس وبالنتيجة سيكون من الكافرين. هذا التدرج لغوياً يرافقه تدرج رقمي للسور الأربعة بما يتناسب مع النظام الرقمي القرآني، فالعدد الذي يمثل أرقام السور الأربع هو: 675773 يقبل القسمة على 7 تماماً:
675773 = 7 × 96539
بقي أن نشير إلى أن مجموع أرقام هذا العدد هو:
3 + 7 + 7 + 5 + 7 + 6 + = 35 = 7 × 5
لننتقل الآن إلى كلمة أخرى هي (الغَرور)، لنجد أنها تكررت في كامل القرآن 3 مرات، ويبقى النظام الرقمي قائماً:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [لقمان: 31/33].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [فاطر: 35/5].
(يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [الحديد: 57/14].
والعدد الذي يمثل السور الثلاثة هو 573531 يقبل القسمة على 7 تماماً:
573531 = 7 × 81933
ونلاحظ كيف دخل العدد 57 (رقم سورة الحديد) في تركيب العددين السابقين لكلمتي (الغُرور) و (الغَرور) وكل عدد منهما يقبل القسمة على 7. بقي أن نشير إلى أن كلمة (الغُرور) تكررت 4 مرات, وكلمة (الغَرور) 3 مرات في كامل القرآن فيكون مجموع تكرار الكلمتين هو 7 مرات بالضبط.
فَذَرْهُمْ //
أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يترك هؤلاء المكذبين حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون... فهل يؤمنون في ذلك اليوم؟ لنرى كيف تكررت كلمة (يُلاقوا) في كامل القرآن:
(فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) [الزخرف: 43/83].
(فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ) [الطور: 52/45].
(فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) [المعارج: 70/42].
ونلاحظ أن الآيات الثلاث تحمل المضمون ذاته مما يدل على أن ذلك اليوم ـ يوم القيامة ـ واقع لا ريب فيه، ولنرى النظام الرقمي للسور الثلاثة ليصدِّق وعد الله تعالى:
إن أرقام السور الثلاثة تشكل عدداً هو 705243 يقبل القسمة على 7 مع ملاحظة أن: (مجموع أرقام هذا العدد من مضاعفات الـ 7:
3 + 4 + 2 + 5 + 0 + 7 =21 = 7 × 3
705243 = 7 × 100759
هناك ميِّزة أخرى لهذه الآيات الثلاثة أنها كلها تبدأ بكلمة (فَذَرْهُمْ) مما يدل على أن كلمة (يُلاقُوا) تسبقها دائماً كلمة (فَذَرْهُم) للتأكيد على أن الذي لا يؤمن بآيات الله تعالى ولا بقرآنه، فبأي شيءٍ يؤمن إذن؟
أَجَلُ الله //
الآجال بيد الله تعالى، فإذا جاء الأجل فلا مؤخر ولا مقدم له إلاَّ الله تعالى. لنرى كيف تحدث القرآن عن هذه الحقيقة ولنرى بلغة الأرقام ما يصدقها. تكررت كلمة (يَسْتَقْدِمونَ) 3 مرات بالضبط في كل القرآن:
(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [الأعراف: 7/34].
(قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [يونس: 10/49].
(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [النحل: 16/61].
الآيات الثلاثة تتضمن الحقيقة نفسها تكررت 3 مرات في 3 سور، بنظام رقمي غاية في الإعجاز، فإن العدد الذي يمثل السور الثلاثة يقبل القسمة على 7 تماماً:
16107 = 7 × 2301
وكما نرى كلمة (يَسْتَقْدِمُونَ) دائماً مسبوقة بالنفي (لا) ومرتبطة بـ (لاَ يَسْتَأْخِرُونَ) لزيادة التأكيد على أنه إذا جاء الأجل فلن يتأخر ولن يتقدَّم، بل كل شيء عند الله تعالى بمقدار.
البحار يوم القيامة
===========
البحار التي يُستخدم ماؤها لإخماد النار سوف تلتهب... تُسَجَّر... وتُفَجَّر، هذه إحدى الحقائق عن يوم القيامة. ولنسأل هل يوجد بلغة الأرقام ما يصدق هذه الحقيقة؟ نلجأ إلى كتاب الله ونبحث عن كلمة (البحار)، كم مرة تكررت في كامل القرآن؟ الجواب بسيط، مرتين في سورتين:
(وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير: 81/6].
(وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) [الانفطار: 82/3].
إن العدد الذي يمثل السورتين هو: 8281 هذا العدد يقبل القسمة تماماً على 7 مرتين:
8281 = 7 × 1183 = 7 × 7 × 169
العدد 8281 قبل القسمة مرتين على 7، وهذا يؤكد أن البحار سوف تُسَجَّر وتفجَّر، وعد الله واقع لا ريب فيه. ولا ننسى أن كلمة (البحار) في القرآن لم تستخدم إلا للحديث عن يوم القيامة. ونلاحظ تسلسل الآيتين في القرآن يتناسب مع المفهوم العلمي: فأولاً يكون الاشتعال ثم الانفجار وليس العكس، فجاء تسلسل الآيتين أولاً (سُجِّرت) وثانياً (فُجِّرت)، وهذا مطابق للحقائق العلمية الحديثة.
الأرض يوم القيامة؟ //
هذه الأرض التي نراها ثابتة ومستقرة سوف تهتزُّ وترجُف يوم القيامة. وهذه حقيقة مستقبلية لاشك فيها، وما لغة الأرقام والنظام الرقمي إلا دليل قوي جداً على صدق كلام الله تعالى. تكررت كلمة (تَرْجُف) مرتين بالضبط في كامل القرآن في سورتين:
(يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً) [المزمل: 73/14].
(يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) [النازعات: 79/6].
إذن كلمة (تَرْجُفُ) تسبقها دائماً كلمة (يوم) ليؤكد لنا الله تعالى أن الأرض ستهتز وترجف في ذلك اليوم ـ يوم القيامة. فجاء التسلسل الزمني مطابقاً لتسلسل الآيتين: الآية الأولى تحدثت عن اهتزاز الأرض، ثم في الآية الثانية تحدث الله عن اهتزاز الأرض المهتزة أصلاً، وهذا لزيادة الاهتزاز والارتجاف.
إن أرقام السورتين 7973 تشكل عدداً يقبل القسمة على 7 تماماً:
7973 = 7 × 1139
لنعد إلى التساؤل التقليدي: مَن الذي وضع هذه الكلمة في هاتين السورتين؟ ومَن الذي حدَّد استخدام هذه الكلمة بما يخصّ يوم القيامة وليس أي شيء آخر؟ أليس هو رب السماوات السبع ورب العرش العظيم؟
نتائج البحث
=======
في الفصول السابقة تعرَّفنا على نظام تكرار الكلمات في كامل القرآن الذي يتألف من 114 سورة. في هذا الفصل سوف نقوم بدراسة تداخل أرقام هذه السور مع بعضها...والنتيجة المذهلة دائما أعداد قابلة للقسمة على 7. ويمكنني تسمية هذا الفصل بالمقارنات الرقمية للأمثلة الواردة في البحث. وسندرس هذا التداخل من خلال 3 سور كأمثلة واضحة وهي:
1ـ سورة يونس.
2ـ سورة النحل.
3ـ سورة الفرقان.
مع سورة يونُس
نستعرض 7 كلمات من سورة يونس لنرى كيف تكررت في كامل القرآن وكيف يدخل الرقم 10 (رقم سورة يونس في القرآن) في هذه الأعداد، وذلك من خلال هذا الجدول الذي نضع فيه الكلمة وأرقام السور التي تكررت فيها هذه الكلمة (طبعاً أرقام السور هذه تشكل عدداً يقبل القسمة على 7):
الكلمة…أرقام السور التي تكررت فيها هذه الكلمة
(مبصراً)…10 ـ 27 ـ 40…
(يعيده)…10 ـ 27 ـ 29 ـ 30…
(لا تبديل)…10 ـ 30…
(حقَّت)…10 ـ 16 ـ 39 ـ 40…
(أَتَّبِعُ)…6 ـ 7 ـ 10 ـ 46…
(يُميت)…3 ـ 7 ـ 9 ـ 10 ـ 23 ـ 40 ـ 44 ـ 57…
(يستقدمون)…7 ـ 10 ـ 16…
إن جميع الأعداد السابقة تقبل القسمة على 7 مع أن العدد 10 (رقم سورة يونس) يدخل في تركيب جميع هذه الأعداد. وهنا نودُّ الإشارة إلى أننا درسنا 7 كلمات فقط من سورة يونس فكيف إذا درسنا جميعَ كلمات هذه السورة التي تبلغ عدة مئات. من الكلمات؟
مع سورة النحل
بالطريقة نفسها نختار 7 كلمات من سورة النحل ذات الرقم 16 (طبعاً اخترنا هذه الكلمات تحديداً لأنها وردت في سياق فقرات هذا البحث, مع العلم أنه يوجد مئات الكلمات في القرآن تسير وفق هذا النظام الرقمي المُبهر), ونضع هذه الكلمات مع ذكر أرقام السور التي تكررت فيها كل كلمة:
الكلمة…أرقام السور التي تكررت فيها هذه الكلمة في كامل القرآن…
(تميد)…16ـ 21 ـ 41…
(أنهاراً)…13 ـ 16 ـ 27ـ 71…
(تهتدون)…2 ـ 3 ـ 7 ـ 16 ـ 43…
(حَقَّت)…10 ـ 16 ـ 39 ـ 40……
(يسجد)…13 ـ 16 ـ 22…
(نجزينَّهم)…16 ـ 29 ـ 41…
(يشاؤون)…16 ـ 25 ـ 39 ـ 42 ـ 50…
وكما تعوَّدنا فإن جميع الأعداد الواردة في أسطر الجدول تقبل القسمة على 7 من دون باقٍ.
نود أن نشير إلى أننا في هذا البحث اكتفينا بالكلمات التي تكررت مرتين أو ثلاثاً أو أربعاً...أو تسع مرات، بينما هنالك في القرآن مئات الكلمات التي تكررت عشرات بل مئات المرات أيضاً، وأرقام السور لهذه الكلمات سوف تشكل عدداً شديد الضخامة، ومع ذلك فإننا نجد أنفسنا (غالباً) أمام أعداد تقبل القسمة على 7 تماماً.
مع سورة الفرقان
ننشئ الجدول نفسه ونختار أيضاً 7 كلمات من سورة الفرقان ذات الرقم 25 (هذه الكلمات نجدها في فقرات هذا البحث بالتفصيل):
الكلمة…أرقام السور التي تكررت فيها الكلمة في كامل القرآن
(منيراً)…25 ـ 33…
(مدَّ)…13 ـ 25…
(السرّ)…20 ـ 25…
(أنَزلَهُ)…4 ـ 25 ـ 65…
(بِحمْدِه)…13 17 25…
(نُحيي)…15 25 36 50…
(ساءت)…4 18 25 48…
لنتأمل هذا الجدول، لنجد أن العدد 25 (رقم سورة الفرقان) يتكرر دائماً مرة في أقصى اليمين من العدد، ومرة في المنتصف ومرة في أقصى اليسار... وعلى الرغم من هذا التكرار لرقم هذه السورة تبقى هذه الأعداد جميعها قابلة للقسمة على 7 تماماً.
ولو سرنا في سرد الأمثلة لاحتاج منا ذلك مئات الأبحاث العلمية (بل الآلاف لا تكفي) فكتاب الله تعالى أعظم بكثير مما نظنّ أو نتخيَّل.
بين الكون... والقرآن
عندما يتحدث علماء الفلك عن أعداد كبيرة جداً للمسافات التي تفصلنا عن النجوم والمجرات ـ آلاف الملايين من السنوات الضوئية (مع العلم أن الضوء يقطع في ثانية واحة (300000) كيلومتر, فكم كيلومتراً يقطع خلال سنة كاملة؟ وكم كيلومتراً يقطع خلال آلاف الملايين من السنوات؟) هذه هي المسافات الهائلة الكِبَر في الكون, عندها ندرك عظمة خالق ومنظم هذا الكون وندرك أن الله أكبر وأعظم.
الآن ماذا عن الأرقام في كتاب الله؟ بعد أن استخدمنا الأرقام لرؤية عظمة خلق الله, هل نحن مستعدون لرؤية عظمة كلام الله باستخدام لغة الأرقام؟ إنني واثق جداً من أن الأرقام التي تعبر عن كلمات الله أعظم بكثير من تلك التي تعبر عن الكون لسببٍ بسيط وهو أن الكون له حدود, بينما كلام الله لا ينتهي وليس له حدود.
خاتمة البحث
إن الذي يقرأ هذا البحث أول سؤال يخطر بباله: هل ينطبق هذا النظام الرقمي على كل كلمات القرآن؟ لو كان القرآن بهذه البساطة بحيث لا يوجد فيه سوى نظام رقمي واحد, إذن ماذا سيبقى من معجزة القرآن للأجيال القادمة؟ لو اكتشفنا كل الإعجاز القرآني لما صَلَح القرآن لكلِّ زمان ومكان. لذلك يمكننا القول بأن رحلة الإعجاز في كتاب الله مستمرة وعدد الأنظمة الرقمية في آياته لا ينتهي.
النظام الرقمي السباعي لسور القرآن العظيم ينطبق على آلاف الكلمات والعبارات, والأمثلة في بحثنا هذا هي غيض من فيض, ولو قُمتَ ببحث كلمات وآيات القرآن ستجدها منظَّمة بشكل يقرُّ أي إنسان بعجزه أمام كتاب الله عزّ وجلّ.
وفي الختام نسأل الله العلي القدير ان يوفقنا في التمسك بدين الله وقرآنه
وعلوم اهل البيت صلوات الله عليهم اجمعين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين
وعجل فرج مولانا صاحب الزمان (ع)


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إعجاز قرآني بقوله تعالى : ربّك فكبّر ابراهيم العبيدي القران الكريم 7 2015/10/17 02:25 PM
إعجاز اللون الأخضر في القرآن بنت الصدر القران الكريم 7 2013/08/02 10:34 PM
أسرار جمالية في القرآن الكريم نور القران الكريم 10 2013/04/14 12:38 AM
بحث رائع: مَورُ الأرض ...من أسرار الإعجاز العلمي في القرآن الكريم عاشق نور الزهراء القران الكريم 7 2013/03/28 06:26 PM
الخبـــر الذي هـز العالم إعجاز رائع لا مولى سوى الله المواضيع الإسلامية 5 2013/02/27 10:59 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي
|

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى || SiteMap Index


أقسام المنتدى

المنتــديات العامة @ السياسة @ المناسبات والترحيب بالأعضاء الجدد @ منتديات اهل البيت عليهم السلام @ سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) @ الواحة الفاطمية @ الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) @ الادعية والاذكار والزيارات النيابية @ المـدن والأماكن المقدسة @ المـنتـديات الأدبيـة @ الكتاب الشيعي @ القصة القصيرة @ الشعر الفصيح والخواطر @ الشعر الشعبي @ شباب أهل البيت (ع) @ المنتـديات الاجتماعية @ بنات الزهراء @ الأمومة والطفل @ مطبخ الاكلات الشهية @ المنتـديات العلمية والتقنية @ العلوم @ الصحه وطب أهل البيت (ع) @ الكمبيوتر والانترنيت @ تطبيقات وألعاب الأندرويد واجهزة الجوال @ المنتـديات الصورية والصوتية @ الصوتيات والمرئيات والرواديد @ الصــور العامة @ الابتسامة والتفاؤل @ المنتــــديات الاداريـــة @ الاقتراحات والشكاوي @ المواضيع الإسلامية @ صور اهل البيت والعلماء ورموز الشيعة @ باسم الكربلائي @ مهدي العبودي @ جليل الكربلائي @ احمد الساعدي @ السيد محمد الصافي @ علي الدلفي @ الالعاب والمسابقات @ خيمة شيعة الحسين العالميه @ الصــور العام @ الاثـــاث والــديــكــورآت @ السياحة والسفر @ عالم السيارات @ أخبار الرياضة والرياضيين @ خاص بالأداريين والمشرفين @ منتدى العلاجات الروحانية @ الابداع والاحتراف هدفنا @ الاستايلات الشيعية @ مدونات اعضاء شيعة الحسين @ الحوار العقائدي @ منتدى تفسير الاحلام @ كاميرة الاعضاء @ اباذر الحلواجي @ البحرين @ القران الكريم @ عاشوراء الحسين علية السلام @ منتدى التفائل ولاستفتاح @ المنتديات الروحانية @ المواضيع العامة @ الرسول الاعظم محمد (ص) @ Biography forum Ahl al-Bayt, peace be upon them @ شهر رمضان المبارك @ القصائد الحسينية @ المرئيات والصوتيات - فضائح الوهابية والنواصب @ منتدى المستبصرون @ تطوير المواقع الحسينية @ القسم الخاص ببنات الزهراء @ مناسبات العترة الطاهرة @ المسابقة الرمضانية (الفاطمية) لسنة 1436 هجري @ فارسى/ persian/الفارسية @ تفسير الأحلام والعلاج القرآني @ كرسي الإعتراف @ نهج البلاغة @ المسابقة الرمضانية لسنة 1437 هجري @ قصص الأنبياء والمرسلين @ الإمام علي (ع) @ تصاميم الأعضاء الخاصة بأهل البيت (ع) @ المسابقة الرمضانية لعام 1439هجري @ الإعلانات المختلفة لأعضائنا وزوارنا @ منتدى إخواننا أهل السنة والجماعه @


تصليح تلفونات | تصليح تلفونات | تصليح سيارات | تصليح طباخات | تصليح سيارات | كراج متنقل | تصليح طباخات | تصليح سيارات |