|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2013/09/21, 10:40 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
لا فائدة من الإیمان عند معاينة سكرات الموت و ارتفاع حُجب الغيب
بسم الله الرحمن الرحيم الَلهّمّ صَلّ عَلَىَ محمد وآل مُحَّمدْ الَطَيبيِن الطَاهرين الأشْرَافْ وَعجَّل فَرَجَهُم ياكريم. إنّ الإنسان يمتلك طيلة أيّام حياته الاختيار في أن يؤمن أو لا يؤمن، و في أن يعمل صالحاً أو لا يعمل، و أن يرتقي درجات معيّنة و يخطو نحو الفعلية الحسنة و الجنّة، أو أن يحبس نفسه في دركات الجهل و يوقفها علی الغرائز و الصفات البهيميّة فيبقي مخلّداً في جهنّم. ولكن في ساعة عمره الاخيرة، حين يغرق في سَكَرات الموت، حيث تُعدّ تلك الساعة هي الساعة الاخيرة من ساعات الدنيا و الاُولي من ساعات الآخرة، و في تلك اللحظة ترفع الحجب عن عينيه فيري الحقائق جليّة ببصيرته الملكوتيّة، فإنّ الاختيار سيُسلب منه آنذاك، و لن ينفعه إيمانه بالله و برسله و بيوم الجزاء، ولن يضيره ذلك شيئاً، لانّ إيمانه عندئذٍ اضطراريّ و خارج عن الاختيار، كما أنّ توبته غير مقبولة. يقول سبحانه في الآية الشريفة التي تُليت في مطلع الحديث، و هي الآية 158 من سورة الانعام، السورة السادسة من القرآن الكريم: لماذا لا يؤمن الناس و لا يعملون الصالحات بالرغم من أنـّهم يمتلكون الاختيار و الإرادة الآن؟ أينتظرون مجيء ملائكةِ السماء ليؤمنوا؟ أو ينتظرون أن يأتي ربّك، أو يظهر لهم بعض آيات غضبه وقهره كي يؤمنوا؟ فحين تأتي بعض آيات عذاب الله و غضبه من عالم الغيب، لن ينفع الإیمان عندئذٍ أولئك الذين لم يؤمنوا من قبل أو يكتسبوا في إيمانهم خيراً، لانّ إيمانهم ذلك سيكون إيماناً صوريّاً و اضطراريّاً، و سيكون إيماناً بعد تصرّم الدنيا و فقدان الاختيار، و إيماناً بعد تلف البدن و تحطّم الغرائز وفقدان الإرادة. بلي، إنّ هؤلاء القوم لا يؤمنون حتّي يروا شيئاً من عالَم الغيب، بَيدَ أنّ إيمانهم هذا لا فائدة له وقت المشاهدة. قُلِ انتَظِرُو´ا إِنَّا مُنتَظِرُونَ. إنّكم لم تؤمنوا و لم تعملوا صالحاً، فانتظروا حتّي تروا أشياء من عالم الغيب، و سننتظر نحن أيضاً ذلك الوقت الذي سترون فيه أشياء من عالم الغيب، لنراكم و أنتم تدركون عدم جدوي إيمانكم ذلك و عجزه عن الاخذ بأيديكم إلی النجاة و السلامة. لقد بيّن الله سبحانه في أواخر سورة غافر (المؤمن) سيرة الاُمم السابقة التي أعرضت عن دعوة أنبيائها و المرسلين إليها، فكلّما أبلغهم الانبياء رسالات ربّهم و وصفوا لهم سبيله و دعوهم إلی الاعمال الحسنة ردّوا عليهم بقولهم: إنّ كلامكم هذا لا ينفعنا بشيء، فنحن نريد أن نري شيئاً ما عياناً لنؤمن به و يجب أن يكون شيئاً غيبيّاً يُري بالعين، يجب أن نري العذاب مثلاً، و أن نري المَلَك، و يجب أن نري الله تعالي، وإلاّ فإنّنا لن نؤمن أبداً، إذ سيتنافي مع علمنا إيمانُنا بشيء لا نراه، و إقامتُنا عقائدَنا علی أساس أقوال نبيّ من الانبياء. و مهما أثبت الانبياء لتلكم الاُمم بالمنطق و البرهان أنّ الامر ليس كما تتصوّرون لم يدعنوا، و مهما قالوا لهم: إنّ الله عَزَّ شأنه قد منحكم الوجدان و الفطرة، و منّ عليكم بالعقل و التفكير، فزِنوا أقوالنا و دعوتنا بهذه الموازين التي منحكم الله إيّاها و شخّصوا بأنفسكم صحّة كلامنا؛ فإنـّهم لم يعيروا لكلام أنبيائهم آذاناً صاغية، حتّي جاءهم عذاب الله و هم في كفرهم و إنكارهم، فأبادهم و أنهي وجودهم. لقد كانت تلك الاُمم تؤذي الانبياء و تخرجهم من ديارهم. و تعذّبهم و تقتلهم و تنشرهم وسط الاشجار بالمناشير، و تجعلهم يفرّون هائمين في البراري والجبال، و تُلحق بهم أنواع الاذي، و لم تكن تلك الاُمم مستعدّة أبداً للتسليم أمام أمر الحقّ، و لا للتأمّل و التفكير في أقوال الانبياء وعرضها علی منطق العقل و ميزانه. و كان الانبياء يدعون ربّهم أن: اللّهم سئمنا هؤلاء الطُغاة والمتمرّدين و عيل صبرنا منهم، فأنزِل بهم اللّهم أمرك و قضاءك. فكان الله يُنزل عذابه آنذاك علی هيئة الريح العاتية و الطوفان و المرض والموت والزلازل الشديدة و الخسف و انشقاق الارض و الغرق و المسخ و سائر أنواع العذاب المذكورة في القرآن الكريم. علی أنّ العذاب رُفع عن أُمّة نبيّنا من بين جميع الاُمم، فصارت ببركة وجوده المقدّس مصونة من العذاب السماويّ و الارضيّ. فقد ورد في الآية33 من سورة الانفال: وَ مَا كَانَ اللَهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنتَ فِيهِمْ وَ مَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ. فلقد كان الانبياء في حال مواجهة و صراع و جدال دائم مع أُممهم، وكانوا يدعونهم إلی عالم الغيب و الحقّ، بينما كانت أُممهم تعتمد علی المال و الثروة و القدرة و علی علومهم الغرور وا لباطل، و كانوا يعوّلون علی هذه الاُمور و يمتنعون عن التسليم و الانقياد للحقّ. فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَـ'تِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَ حَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءونَ * فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُو´ا ءَامَنَّا بِاللَهِ وَحْدَهُ و وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إيمـ'نُهُمْ لَمَّا رَأوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَ خَسِرَ هُنَالِكَ الْكَـ'فِرُونَ [3]. لقد كانوا يمتلكون الإرادة و الاختيار، و كان الانبياء عليهم السلام يذهبون إليهم فينصحونهم برفيق القول و ليّنه و يعظونهم، إلاّ أنـّهم لم يُصغوا إليهم أبداً، وكانوا يعوّلون علی علمهم، و كما وصفهم القرآن: فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ، و كانوا يخاطبون الانبياء: إنّ كلامكم لاينفع شيئاً، فأنتم تقولون إنـّكم تخبرون عن الغيب و عن الله، فأين هو عالم الغيب يا تري؟ و من هوالله؟ إنـّنا نمتلك علماً و منهجاً، و قد درسنا في الجامعة و تخصّصنا في فنون و فروع معيّنة، و لقد فجّرنا الذرّة، و تفحّصنا جميع الامراض واكتشفنا حقيقة الميكروب، و لقد توصّلنا إلی حلّ المعادلات من الدرجة الثالثة، فنحن نعوّل علی قدراتنا و علومنا التي نمتلكها. و هكذا فقد كان أُولئك مغرورين بعلومهم هذه التي يمتلكونها، فرحين جذلين بها لدرجة أن لا يتصوروا وراءها شيئاً، و لم يكن غرورهم واستكبارهم ليسمح لهم أن يُدركوا أنّ هناك علماً أرقي و أسمي و هو علم الانبياء. المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: القران الكريم gh thz]m lk hgYیlhk uk] luhdkm s;vhj hgl,j , hvjthu pE[f hgydf |
2013/09/22, 12:22 AM | #2 |
معلومات إضافية
|
جزاكم الله خيراا
|
2013/09/22, 01:03 AM | #3 |
معلومات إضافية
|
[img2]http://www.shattalarab.net/up/uploads/13769924191.gif[/img2]
|
2013/09/22, 08:52 AM | #4 |
معلومات إضافية
|
جزاك الله كل الخير
|
2013/09/24, 11:19 PM | #5 |
معلومات إضافية
|
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وال محمد وعجل فرجهم يا كريم حياكم الله تعالي و نسأل الله تعالى أن يسدّد خطاكم وأن يزيدكم علماً نافعاً وعملاً صالحاً |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العجب ممن ينسى الموت | شجون الزهراء | المواضيع الإسلامية | 2 | 2013/05/24 05:27 PM |
بعض الأذكار التي تخفف سكرات الموت | قمر الليل كله | الادعية والاذكار والزيارات النيابية | 14 | 2012/11/09 07:57 PM |
الوهابیة الکویتیة وتحقیق الحلم السعودي القدیم | البيرق | السياسة | 4 | 2012/08/24 03:27 AM |
امؤر تخفف من سكرات الموت | عاشقة الحسين | شباب أهل البيت (ع) | 9 | 2012/08/17 03:17 AM |
| |