2016/01/13, 05:22 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
الاعتبار من قصة شريك النخعي
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين شريك بن عبد الله بن سنان النخعي أحد علماء البلاط في العصر العباسي، كان يتصوّر نفسه عالِماً في قبال الإمام الصادق سلام الله عليه وكان يتظاهر بالعبادة والزهد والابتعاد عن الحكّام. وكان العباسيون يصرّون عليه أن يقترب منهم ولكنه كان يرفض. في إحدى الأيام طلبه المهدي العباسي قائلاً: علَيَّ بشريك النخعي. ولما جاءوا به قال له. أعرضُ عليك ثلاثة أمور فإمّا أن تقبل بأحدها وإلاّ فمصيرك السجن! (وكانت هذه الأمور الثلاثة تصبّ كلّها في أمر واحد وهو أن يظهر النخعي مرتبطاً بالنظام الحاكم) وقال له المهدي: إن لم ترتبط بنا فسيقول الناس: "لاشكّ أنّ الحاكم غير جيد، وإلاّ لم يقاطعه النخعي وهو عالِم معروف!" لذا عليك أن تختار واحداً من ثلاثة أشياء: إما أن تقبل القضاء أي تكون قاضياً لنا، أو تكون محدّثنا ومعلّم أولادنا، أو تأكل عندنا وتكون ضيفاً علينا. فكّر شريك قليلاً ثم قال: إذا كان ولابدّ فأختار الثالث، وإنما اختار الثالث لإنّه رأى أنّه أسهل من الأمرين الآخرين ولا يلزم منه أن يبقى كلّ حياته قاضياً للظالم أو محدّثاً له ومعلّماً لأولاده، فإنّ الأمر ينتهي بأكلة واحدة لا تترك انطباعاً كبيراً لدى الجمهور عن علاقة النخعي بالنظام. ولكن المهدي العباسي كان أذكى من النخعي فأمر طبّاخه بأن يعدّ أطيب الأطعمة وألذّها، وأخّر النخعي لعدّة ساعات لكي يشتدّ جوعه، ثم دعاه إلى المائدة. وتكمن المشكلة في أنّ النخعي لم يكن عابداً وزاهداً حقيقياً، بل كان متظاهراً بهما، وإلاّ لأكل قليلاً من الطعام ثم اعتذر بالشبع، ولكنّه وجدها فرصة لا تعوّض، فلم يقتصر على الضروري في تناول الأكل المحرّم الذي لم يعلم مصدره ولا ما فيه! بعد بضعة أيام بعث المهدي يطلب النخعي مرة أخرى، ولكنّ الأخير لبّى مسرعاً في هذه المرّة، ثم بعث خلفه ثانياً وثالثاً ورابعاً ـ ومن يهن يسهل الهوان عليه ـ حتى بلغ به الحال أن أصبح قاضياً للمهدي ومحدّثاً، أي من علماء البلاط، ومؤدّباً لأولاده. بل بلغ الحال بهذا الرجل الذي كان يبتعد عن المهدي العباسي وحكومته، أن يتقاضى منه مرتّباً شهرياً. وفي إحدى المرات التي كان يحمل شيك المرتّب للصرّاف اعتذر منه الصراف بكثرة المشترين وقلة النقود وأوكله إلى الغد. لكن النخعي اعترض قائلاً: لقد أتيتك بنفسي وأنا مَن تعلم، أفتردّني وتوكلني إلى وقت آخر؟ وتشاجرا وارتفعت أصواتهما وقال له الصراف: هل بعتني بُرّاً لتستعجلني بالثمن؟ فقال في جوابه: بل بعتك ما هو أغلى! تعجّب الصراف وقال: وما بعتني؟ قال: بعتك ديني! ورآه يوماً سفيان الثوري فقال له: يا شريك أبعد الإسلام والفقه والصلاح كلّما يُسأل عنك يقال عند المهدي أو الهادي العباسي؟! وقضى شريك بقية حياته في خدمة السلاطين حتى نيّف على المئة فطرده الرشيد العباسي في قصّة ليس هذا محلّ ذكرها. ولكن المهمّ هو النتيجة والاعتبار منها، وهي أنّ الأكلة المحرّمة الواحدة عملت عملها وأثمرت هذه الثمرة السيّئة! يقول المسعودي راوي القصة: إنّ الطباخ قال للربيع (صاحب الخليفة) بعدما خرج النخعي: لقد عملتُ له أكلة لا أراه ينجو منها بعد ذلك! وهكذا كانت بالفعل، والله وحده يعلم ماذا كان قد وضع الطباخ في تلك الوجبة مما حرّم الله من الخبائث فضلاً عن كونها مغصوبة ومن يد الظالم! :. الخلاصة إذن، كلّما أصبتَ بسيّئة فابحث عن السبب لأنّ الله عادل لا يظلِم أحدا ﴿وما ربّك بظلاّم للعبيد﴾ بل هو مبعث الإحسان والكرم. ﴿ما أصابك من حسنة فمن الله﴾، أمّا السوء الذي يصيب الإنسان فمن نفسه، وكلّما عدّل الإنسان سيرته في الحياة قلّت إصابته بالسيّئات. أما الذي لا يكترث فإنّ النتيجة السيّئة ستلحقه ـ والعياذ بالله ـ طالت المدّة أو قصرت. وعلى الإنسان أن يكون حذراً ولا يغترّ. يقول أمير المؤمنين علي سلام الله عليه: «يابن آدم إذا رأيت ربّك سبحانه يتابع عليك نعمه وأنت تعصيه فاحذره. أتدري لماذا؟ لأنّ هذا معناه أنّ الله أخّر له السوء في الآخرة. وهناك المصيبة أعظم! لأنّ الدنيا تنتهي وتنصرم والإنسان ينجو منها على كلّ حال، أمّا السوء في الآخرة فليس فيه منجى. نسأل الله تعالى أن يكفّر عنّا سيّئاتنا ويتوفّانا مع الأبرار. وصلّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين. المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع العامة hghujfhv lk rwm avd; hgkoud |
2016/01/13, 06:02 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
اللهم صل على محمدٍ وآلهِ الطيبين الطاهرين
بارك الله بكِ اختي الفاضلة ووفقكِ الله لكل خير ننتظر جديدكِ وسلمت الانامل تقبلي مروري |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ان معاوية(لعنه الله) شريك في دم الإمام الحسين (عليه السلام) | شجون الزهراء | الحوار العقائدي | 11 | 2015/10/16 01:27 PM |
100شيعي رجال السند لدى أهل السنة وكلهم ثقات1 | الشيخ عباس محمد | خيمة شيعة الحسين العالميه | 2 | 2015/07/15 06:03 PM |
مسمى الولاية لا شريك فيه | فضيلة المحروس | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 1 | 2015/05/11 01:37 PM |
الاعتبار بالمقابر | شجون الزهراء | المواضيع الإسلامية | 1 | 2015/03/21 03:05 PM |
وصية الإمام علي عليه السلام إلى كميل بن زياد رضوان الله عليه في فضل العلم والعلماء | أسد العراق | الحوار العقائدي | 6 | 2015/02/02 01:11 PM |
| |