2014/10/31, 08:15 PM | #1 |
معلومات إضافية
|
الامام ابا الفضل العباس (ع)
اللهم صل على محمد وأل محمد االسلام عليك ياقمر العشيره ياا ابا الفضل العباس صفاته عليه السّلام كان دنيا من الفضائل والمآثر، فما من صفة كريمة أو نزعة رفيعة إلاّ وهي من عناصره وذاتياته، وحسبه فخراً أنّه نجل الاِمام أمير المؤمنين الذّي حوى جميع فضائل الدّنيا، وقد ورث أبو الفضل فضائل أبيه وخصائصه، حتى صار عند المُسلمين رمزاً لكل فضيلة، وعنواناً لجميع القيم الرّفيعة، ونلمح بإيجاز لبعض صفاته: 1 الشّجاعة: 2 الاِيمان بالله: 3 الاِباء: 4 الصّبر: 5 الوفاء: قالوا في العبّاس عليه السّلام 1 - نقل أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطّالبيين ما نصّه: وكان العبّاس رجلا وسيما جميلا يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان في الارض وكان يقال له . قمر بني هاشم . وكان لواء الحُسين بن عليّ عليهما السّلام معه يوم قتل . 2 - قال الشّيخ عبّاس القمي في مفاتيح الجنان ما نصّه: إن للعبّاس عليه السّلام مكانة جليلة، والتّعابير الرّفيعة الواردة في زيارته تعكس هذه الحقيقة. وتنصّ زيارته المنقولة عن الإمام الصّادق عليه السّلام على عبارات من قبيل: " السّلام عليك أيّها العبد الصّالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحُسين. . . أشهد أنك مضيت على ما مضى عليه البدريون والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون في جهاد أعدائه،المبالغون في نصرة أوليائه، الذّابّون عن أحبّائه . . 3 - قال العلامة المجلسي في بحار الأنوار: كان العبّاس عليه السّلام مظهراً ورمزاً للإيثار والوفاء والتّفاني. لما دخل الفرات كان في غاية العطش لكنه لم يشرب الماء بسبب عطش أخيه الحُسين، بل وخاطب نفسه بالقول: يا نفس من بعد الحُسين هوني وبعده لا كنت أن تكوني هذا الحُسين وارد المنون وتشربين باردُ المعين تالله ما هذا فِعَالُ ديني وأقسم أن لا يذوق الماء. شهادة العبّاس بن عليّ عليهما السّلام لما رأى أبو الفضل عليه السّلام وحدة أخيه، وقتل أصحابه، وأهل بيته الذّين باعوا نفوسهم لله انبرى إليه يطلب الرّخصة منه ليلاقي مصيره المشرق فلم يسمح له الاِمام، وقال له بصوت حزين النّبرات: أنت صاحب لوائي... لقد كان الاِمام يشعر بالقوّة والحماية ما دام أبو الفضل فهو كقوّة ضاربة إلى جانبه يذبّ عنه، ويردّ عنه كيد المعتدين، وألحّ عليه أبو الفضل قائلاً: لقد ضاق صدري من هؤلاء المنافقين، وأريد أن آخذ ثأري منهم... لقد ضاق صدره، وسئم من الحياة حينما رأى النّجوم المشرقة من أخوته، وأبناء عمومته صرعى مجزرين على رمضاء كربلاء فتحرّق شوقاً للاَخذ بثأرهم والالتّحاق بهم. وطلب الاِمام منه أن يسعى لتحصيل الماء إلى الاَطفال الذّين صرعهم العطش فانبرى الشّهم النّبيل نحو أولئك الممسوخين الذّين خلت قلوبهم من الرّحمة والرّأفة فجعل يعظهم، ويحذّرهم من عذاب الله ونقمته، ووجّه خطابه بعد ذلك إلى ابن سعد: يا بن سعد هذا الحُسين بن بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله قد قتلتم أصحابه وأهل بيته، وهؤلاء عياله وأولاده عطاشى فاسقوهم من الماء، قد احرق الظّمأ قلوبهم، وهو مع ذلك يقول: دعوني أذهب إلى الرّوم أو الهند، وأخلّي لكم الحجاز والعراق... وساد صمت رهيب على قوّات ابن سعد، ووجم الكثيرون، وودّوا أن الاَرض تسيخ بهم، فانبرى إليه الرّجس الخبيث شمر بن ذي الجوشن فردّ عليه قائلاً: يا بن أبي تراب، لو كان وجه الاَرض كلّه ماءً، وهو تحت أيدينا لما سقيناكم منه قطرة إلاّ أن تدخلوا في بيعة يزيد . . . لقد بلغت الخسّة، ولؤم العنصر، وخبث السّريرة بهذا الرّجس إلى مستوى ما له من قرار... وقفل أبو الفضل راجعاً إلى أخيه فأخبره بعتوّ القوم وطغيانهم، وسمع فخر عدنان صراخ الاَطفال، وهم يستغيثون، وينادون: العطش العطش... ورآهم أبو الفضل قد ذبلت شفاهم، وتغيّرت ألوانهم، وأشرفوا على الهلاك، من شدّة العطش، وفزع أبو الفضل، وسرى الاَلم العاصف في محيّاه، واندفع ببسالة لاِغاثتهم، فركب فرسه، وأخذ معه القربة، فاقتحم الفرات، فانهزم الجيش من بين يديه، واستطاع أن يفكّ الحصار الذّي فرض على الماء، فاحتلّه، وكان قلبه الشّريف كصالية الغضا من شدّة العطش، فاغترف من الماء غرفة ليشرب منه، إلاّ أنه تذكّر عطش أخيه، ومن معه من النّساء والاَطفال، فرمى الماء من يده، وامتنع أن يروي غليله، وقال: يا نفس من بعد الحُسين هوني * وبعده لا كنت أن تكوني هذا الحُسين وارد المنون * وتشربين بارد المعين تالله ما هذا فعال ديني ان الاِنسانية بكل إجلال واحترام لتحيّي هذه الرّوح العظيمة التّي تألّقت في دنيا الفضيلة والاِسلام وهي تلقي على الاَجيال أروع الدّروس عن الكرامة الاِنسانية. ان هذا الاِيثار الذّي تجاوز حدود الزّمان والمكان كان من أبرز الذّاتيات في خلق سيّدنا أبي الفضل، فلم تمكّنه عواطفه المترعة بالولاء والحنان أن يشرب من الماء قبله، فأي إيثار أنبل أو أصدق من هذا الاِيثار، ... واتجه فخر هاشم مزهواً نحو المخيم بعدما ملاَ القربة، وهي عنده أثمن من حياته، والتّحم مع أعداء الله وأنذال البشرية التّحاماً رهيباً فقد أحاطوا به من كلّ جانب ليمنعوه من إيصال الماء إلى عطاشى آل النّبيّ صلّى الله عليه وآله، وأشاع فيهم القتل والدّمار وهو يرتجز: لا أرهب الموت اذ الموت زقا * حتى أواري في المصاليت لقى نفسي لسبط المصطفى الطّهر وقا * إني أنا العبّاس أغدو بالسّقا ولا أخاف الشّرّ يوم الملتقى لقد أعلن بهذا الرّجز عن شجاعته النّادرة، وانّه لا يخشى الموت، وانّما يستقبله بثغر باسم دفاعاً عن الحق، وفداءً لاَخيه سبط النّبيّ صلّى الله عليه وآله .. وانه لفخور أن يغدو بالسّقاء مملوءً من الماء ليروي به عطاشى أهل البيت. وانهزمت الجيوش من بين يديه يطاردها الفزع والرّعب، فقد ذكرهم ببطولات أبيه فاتح خيبر، ومحطّم فلول الشّرك، إلاّ ان وضراً خبيثاً من جبناء أهل الكوفة كمن له من وراء نخلة، ولم يستقبله بوجهه، فضربه على يمينه ضربة غادرة فبراها، لقد قطع تلك اليد الكريمة التّي كانت تفيض برّاً وكرماً على المحرومين والفقراء، والتّي طالما دافع بها عن حقوق المظلومين والمضطهدين، ولم يعن بها بطل كربلاء وراح يرتجز: والله ان قطعتم يميني * انّي أحامي أبداً عن ديني وعن إمام صادق اليقين * نجل النّبيّ الطّاهر الاَمين ودلل بهذا الرّجز على الاَهداف العظيمة، والمثل الكريمة التّي يناضل من أجلها فهو انّما يناضل دفاعاً عن الاِسلام، ودفاعاً عن إمام المُسلمين وسيّد شباب أهل الجنّة. ولم يبعد العبّاس قليلاً حتى كمن له من وراء نخلة رجس من أرجاس البشرية وهو الحكيم بن الطّفيل الطّائي فضربه على يساره فبراها، وحمل القربة بأسنانه حسبما تقول بعض المصادر وجعل يركض ليوصل الماء إلى عطاشى أهل البيت عليهم السّلام وهو غير حافل بما كان يعانيه من نزف الدّماء وألم الجراح، وشدّة العطش، وكان ذلك حقّاً هو منتهى ما وصلت إليه الاِنسانية من الشّرف والوفاء والرّحمة... وبينما هو يركض وهو بتلك الحالة إذ أصاب القربة سهم غادر فأريق ماؤها، ووقف البطل حزيناً، فقد كان إراقة الماء عنده أشدّ عليه من قطع يديه، وشدّ عليه رجس فعلاه بعمود من حديد على رأسه الشّريف ففلق هامته، وهوى إلى الاَرض، وهو يؤدّي تحيّته، ووداعه الاَخير إلى أخيه قائلاً: عليك منّي السّلام أبا عبدالله.... وحمل الاَثير محنته إلى أخيه فمزّقت قلبه، ومزّقت أحشاءه، وانطلق نحو نهر العلقمي حيث هوى إلى جنبه أبو الفضل، واقتحم جيوش الاَعداء، فوقف على جثمان أخيه فألقى بنفسه عليه، وجعل يضمخه بدموع عينيه، وهو يلفظ شظايا قلبه الذّي مزّقته الكوارث قائلاً: الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي، وشمت بي عدويّ.... وجعل إمام الهدى يطيل النّظر إلى جثمان أخيه، وقد انهارت قواه، وانهدّ ركنه وتبددت جميع آماله، وودّ أن الموت قد وافاه قبله، وقد وصف السّيّد جعفر الحلّي حالتّه بقوله: فمشى لمصرعه الحُسين وطرفه * بين الخيام وبينه متقسم ألفاه محجوب الجمال كأنّه * بدر بمنحطم الوشيج ملثم فأكب منحنياً عليه ودمعه * صبغ البسيط كأنّما هو عندم قد رام يلثمه فلم ير موضعاً * لم يدمه عضّ السّلاح فيلثم نادى وقد ملاَ البوادي صيحة * صم الصّخور لهولها تتألّم أأخي يهنيك النّعيم ولم أخل * ترضى بأن أرزى وأنت منعم أأخي من يحمي بنات مُحمّد * اذ صرن يسترحمن من لا يرحم ما خلت بعدك أن تشلّ سواعدي * وتكف باصرتي وظهري يقصم لسواك يلطم بالاَكف وهذه * بيض الضّبا لك في جبيني تلطم ما بين مصرعك الفضيع ومصرعي* إلاّ كما أدعوك قبل وتنعم هذا حسامك من يذلّ به العدا * ولواك هذا من به يتقدم هونت يا باابن أبي مصارع فتيتي * والجرح يسكنه الذّي هو آلم وهو وصف دقيق للحالة الرّاهنة التّي حلّت بسيّد الشّهداء بعد فقده لاَخيه ووصف شاعر آخر وهو الحاج مُحمّد رضا الاَزري وضع الاِمام عليه السّلام بقوله: وهوى عليه ما هنالك قائلاً * اليوم بان عن اليمين حسامها اليوم سار عن الكتائب كبشها * اليوم بان عن الهداة امامها اليوم آل إلى التّفرق جمعنا * اليوم حلّ عن البنود نظامها اليوم نامت أعين بك لم تنم * وتسهّدت أخرى فعز منامها اشقيق روحي هل تراك علمت ان* غودرت وانثالتّ عليك لئامها قد خلت اطبقت السّماء على الثرى* أو دكدكت فوق الرّبى أعلامها لكن أهان الخطب عندي انني * بك لاحق أمراً قضى علامها ومهما قال الشّعراء والكتّاب فانهم لا يستطيعون أن يصفون ما ألمّ بالاِمام من فادح الحزن، وعظيم المصاب، ووصفه أرباب المقاتل بأنّه قام من أخيه وهو لايتمكّن أن ينقل قدميه، وقد بان عليه الانكسار، وهو الصّبور، واتجه صوب المخيّم، وهو يكفكف دموعه، فاستقبلته سكينة قائلة: أين عمّي أبو الفضل،... فغرق بالبكاء، واخبرها بنبرات متقطّعة من شدّة البكاء بشهادته، وذعرت سكينة، وعلا صراخها، ولما سمعت بطلة كربلاء حفيدة الرّسول صلّى الله عليه وآله بشهادة أخيها الذّي ما ترك لوناً من ألوان البرّ والمعروف إلاّ قدّمه لها أخذت تعاني آلام الاحتضار، ووضعت يدها على قلبها المذاب، وهي تصيح: وا أخاه، واعبّاساه، وا ضعيتنا بعدك.... يالهول الفاجعة. يالهول الكارثة. لقد ضجّت البقعة من كثرة الصّراخ والبكاء، وأخذت عقائل النّبوة يلطمن الوجوه وقد أيقن بالضّياع بعده، وشاركهنّ الثاكل الحزين أبو الشّهداء في محنتهنّ ومصابهنّ، وقد علا صوته قائلاً: واضيعتنا بعدك يا أبا الفضل.... لقد شعر أبو عبدالله عليه السّلام بالضّيعة والغربة بعد فقده لاَخيه الذّي ليس مثله أخ في برّه ووفائه ومواساته، فكانت فاجعته به من أقسى ما مُني به من المصائب والكوارث. وداعاً يا قمر بني هاشم. وداعاً يا فجر كل ليل. وداعاً يا رمز المواساة والوفاء. سلام عليك يوم ولدت، ويوم استشهدت، ويوم تُبعث حيّاً. زيارة الإمام الصّادق لعمّه العبّاس زار الإمام الصّادق (عليه السّلام) أرض الشّهادة والفداء كربلاء، وبعدما انتهى من زيارة الإمام الحُسين وأهل بيته والمجتبّين من أصحابه، انطلق بشوق إلى زيارة قبر عمّه العبّاس، ووقف على المرقد المعظّم، وزاره بالزّيارة التّالية التّي تنمّ عن سموّ منزلة العبّاس، وعظيم مكانته، وقد استهلّ زيارته بقوله: سلام الله، وسلام ملائكته المقرّبين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصّالحين، وجميع الشّهداء والصّديقين والزّاكيات الطّيّبات فيما تغتدي وتروح عليك يا ابن أمير المؤمنين... لقد استقبل الإمام الصّادق عمّه العبّاس بهذه الكلمات الحافلة بجميع معاني الإجلال والتّعظيم، فقد رفع له تحيات من الله وسلام ملائكته، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصّالحين، والشّهداء، والصّدّيقين، وهي أندى وأزكى تحيّة رفعت له، ويمضي سليل النّبوّة الإمام الصّادق (عليه السّلام) في زيارته قائلاً: وأشهد لك بالتّسليم، والتّصديق، والوفاء، والنّصيحة لخلف النّبيّ المرسل، والسّبط المنتجب، والدّليل العالم، والوصي المبلّغ والمظلوم المهتضم... hghlhl hfh hgtqg hgufhs (u) |
2014/10/31, 08:22 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
جزاك الله خير وبارك الله فيك
|
2014/11/10, 07:10 PM | #3 |
معلومات إضافية
|
احسنتم
وجزاكم ربي خيرا |
2014/11/10, 07:20 PM | #4 |
معلومات إضافية
|
احسنتم
بارك الله بكم بأنتظار ابداعكم القادم |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بكاء الامام المهدي أروحنا لتراب مقدمه الفداء على الحسين عليه السلام | اهات الروح | الإمام الحجّة ابن الحسن صاحب العصر والزمان (عج) | 3 | 2014/11/01 06:04 PM |
أبا الفضل يا من أسس الفضل والابى.... | اهات الروح | سيرة أهـل البيت (عليهم السلام) | 2 | 2014/10/29 06:08 PM |
مواضيع حسينية 2 | الجمال الرائع | عاشوراء الحسين علية السلام | 4 | 2014/10/23 12:48 PM |
3 دروس من أبو الفضل العباس عليه السلام... | راجي الرحمة | عاشوراء الحسين علية السلام | 3 | 2014/09/25 07:22 PM |
| |