2016/04/11, 03:22 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
آجال منقوصة وأعمال محفوظة
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته آجال منقوصة للأجل معنيان: فطول العمر ومدّة حياة الإنسان في هذه الدنيا تعتبر أجلاً. وكذلك نهاية العمر حيث ينقطع عن الحياة تسمّى (أجلاً)؛ وعليه فإنّ شأن تواجد ابن آدم في (ممرّ) الليل والنهار كشأن بعض الأشياء المحدودة التاريخ والصلاحيّة. كما تستعمل كلمة (النقص) في اللغة العربية على ثلاث طرق؛ فهي تستعمل فعلاً لازماً، ومتعدّياً لمفعول واحد، ومتعدّياً لمفعولين. و(النقصان) في هذا الحديث الشريف استعمل بمعنى اللازم والمتعدّي. فهو من ناحية يرى أنّ عمر الإنسان ـ وفقاً لشرائط الخلقة ـ أمر محدود وزمنيّ، فكان نقصان الآجال لازماً محتوماً. ومن الجانب الثاني، ثمّة يد وإرادة ملؤها القوّة والقدرة تتحكّم بطبيعة عمر الفرد وحدوده، قلّة وكثرة، وطبقاً لنوع حياة الفرد ذاته. فالنقصان فعل مباشر من جانب الله الحقّ تعالى، ومفعول نفس العمر. إنّ يد الله القادرة المقتدرة تنقص في عمر الإنسان، وتغيّر مقداره، أيّ أنّ هذا العمر ناقص؛ وهناك منقِّص قادر مستولٍ عليه، تماماً كثروة التاجر التي تزداد حين يستثمرها بنجاح، وتنقص حين يتّخذ منها موقفاً دون ذلك، أو عمد إلى تجميدها وصرفها في أمور غير تجارية. وكذلك شأن قابليات وإمكانات الإنسان، ففي يوم تكون قدرته على الإدراك في مستوىً سامٍ، وفي اليوم التالي يعتورها النقص والضعف. ورغم أنّ انقضاء عمر الإنسان وزواله عادة ما يكون في غفلة منه، إلا أنّه يتقدّم في كلّ لحظة ويطوي مسيرته في سرعة بالغة، وبين هذا وذلك هناك مجموعة عوامل ومقدّمات توجب للعمر البركة والإزدياد، مثل صلة الرحم، أو العفو عند المقدرة، وغير ذلك مما تناولتها الأحاديث والروايات الشريفة. أعمال محفوظة يواصل النبي المصطفى صلى الله عليه وآله حديثه الشريف ليؤكّد أنّ الإنسان يعبر من هذا الممرّ الزماني وجميع أعماله تحفظ وتسجّل في صفحة مصيره بشكل لا يفوت على حافظها شيء منها، ولا هو من أهل الغفلة فتغادره. إنّ أعمال ابن آدم؛ الكبير منها والصغير، ورغم أنّه قد ينساها أو تمحى من ذاكرته، لكنّها لن تمحى من كتابه الخاصّ، لاسيّما وأنّها ستكون مادّة وموضوع محكمة العدل الإلهي الكبرى في يوم القيامة. وتستمرّ حركة الحياة في جوهر الإنسان وبدنه، حتى تستولي عليه قبضة الموت الهائلة «الموت يأتي بغتةً»، فيُستدعى ابن آدم إلى ساحة المحكمة الموعودة بواسطة الموت، فيواجهه هناك بجميع أفعاله وأقواله وأفكاره بعد أن تجمع كلّها في ملفّ خاصّ يحمل اسمه هو دون غيره، أمّا قاضي هذه المحكمة فلا تأخذه سنةٌ ولا نوم، ولا غفلة عن أيّة قضيّة من القضايا، وهو الذي لا تخفى عليه خافيه. أقول: إذا كان من المقرّر أن يحاسب شخص ما في الدنيا ويحاكم على أعماله ونواياه؛ فإنّه لاشك سيتعرّض لأزمة نتيجة الخوف والترقّب والاضطراب ويستولي ذلك على كلّ وجوده، حيث تقدح في زوايا مخيّلته صورة تلك المحاكمة، ولعلّه يفقد السيطرة على حواسّه، فهو يتوقّع حلول وقتها في كلّ لحظة، فإذا كان نائماً ثم استيقظ فكّر من فوره بالمحاكمة، بل إنّ مستوى قلقه المتزايد يسأله باستمرار عن موعد انعقادها المرتقب، ومتى يسوقه حرسها إلى ساحتها وبأيّة حالة سيساق، حتى يصل به الأمر إلى أنّه قد يفقد معه لذّة الطعام والنوم والاستراحة والتركيز الذهني، فتراه إذا ضحك، ضحك ضحكة ملؤها المرارة، وأصبحت أفراحه أفراحاً ظاهرية.... مثل هذه الحالات تستولي على من اضطرّ للمثول أمام محكمة دنيويّة، فكيف بمن سيرغم على الحضور في محكمة الآخرة، فهل ستظهر عليه ملامح الراحة والاستقرار النفسي؟ أوليس ما يبدو على الإنسان ـ الناقص العمر، المحفوظة أعماله ـ من السعادة والفرح إلا نتيجة غفلته وجهله ولا مبالاته؟! لاشك أنّ جميع الناس مصابون بداء الغفلة عن حقيقة ما يسيرون باتجاهه، ولا شك أيضاً أنّ درجات إصابتهم بهذا الداء متفاوتة. المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: المواضيع الإسلامية N[hg lkr,wm ,Hulhg lpt,/m |
2016/04/11, 02:50 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
احسنتم وبارك الله فيكم
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
آجال, منقوصة وأعمال محفوظة |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تعقيب الصّلوات ودعوات أيّام الاسبوع وأعمال ة ونهاره مشهورة والمنا | رجل متواضع | الادعية والاذكار والزيارات النيابية | 3 | 2016/01/29 10:39 PM |
قلوب ٌتزرع ..وأعمال تثمر | شيعة الحسين | المواضيع العامة | 4 | 2013/08/28 01:38 PM |
| |