2012/06/15, 12:46 AM | #1 |
معلومات إضافية
|
مرحلة الاستكشاف عند الطفل
مرحلة الاستكشاف عند الطفل تتخذ ظاهرة الاستكشاف لدى الطفل أهميَّة بالغة بعد السنة الأولى ، إذ يشرع في مواجهة مواقف وأشخاص جُدُد يؤثِّرون في تجاربه التعلُّمية الأولى من مختلف النواحي ، ومهما يكن من أمر فالاستكشاف يرتبط بظاهرة أخرى ، ألا وهي التضاؤل التدريجي لتعلُّق الطفل بأمِّه ، ويزداد التعلق الخاص بأشخاص معينين بصورة فورية بعد بروز هذه الحاجة لديه ، ويتناقص عنده التعلق بأشخاص معينين مع مرور الزمن . تتخذ ظاهرة الاستكشاف لدى الطفل أهميَّة بالغة بعد السنة الأولى ، إذ يشرع في مواجهة مواقف وأشخاص جُدُد يؤثِّرون في تجاربه التعلُّمية الأولى من مختلف النواحي وذلك على نقيض القدرات الأخرى التي يتعلمها الطفل ، والتي تتزايد مع تقدُّمه في السن ، إذ يصبح الطفل مع الزمن قادراً بصورة متزايدة على تصور أمِّه ، ويتخذ من شكلها وسلوكها وجه مقارنة في تجاربه الجديدة ، ولا يعود وجودها ضرورياً له ، فيشرع الطفل بالابتعاد عنها بصورة تلقائية ، ويزداد هذا الابتعاد بصورة تدريجية . وفي هذه المرحلة ينبغي للأم أن تضطلع بأصعب دور لها ، فالأم هي التي يتوجب عليها - وإن بدا ذلك متناقضاً مع طبيعتها - أن تدفع طفلها إلى الانفصال عنها ، حتى يكتسب معرفة بالعالم الخارجي ، ولربما بدا ذلك سهلاً في بادئ الأمر ، ولكن التجربة أثبتت أن الأم هي التي تحول دون تحرر طفلها ، وربما كان ذلك دون قصد منها . والحق أنّ عملية الانفصال عن الطفل أمر صعب دائماً ، وإن كانت مقرونة بمراقبة الأم لطفلها ولتصرفاته ونموه عن كثب . وفي الشهور الأولى من حياة الطفل توفر الأم له الحوافز اللازمة الملائمة لسنِّه ، وواقع الأمر أن مواقف المجازفة والمغامرة التي يقفها الطفل تعتمد بصورة مبدئية على علاقته بشخص راشد ، يدفعه أو يحفزه تقريباً على الإفادة من جميع الفرص المتوافرة في البيئة التي يعيش فيها . وبعد شهور معدودات ، وإذ يشرع الطفل في إبداء قدرته على التصور ، فإنه يستطيع أن يشعر وحده بدوافع جديدة ، كما يستطيع كذلك أن يبدأ في استكشاف بيئته ، وفي أثناء السنة الأولى من حياة الطفل يرتبط أمنه النفسي وسعادته كل منهما بالآخر ارتباطاً وثيقاً ، والحقيقة أنه من غير المحتمل أن يتوقَّع من الطفل أن يبدأ بمواجهة بيئته إذا لم يطمئن إلى وجود أمِّه . وجدير بالذكر أن على الأم أن توقظ في نفس طفلها المحاولات الأولى لديه ، وأن تحافظ على هذه المحاولات ، فغياب الأم يؤدِّي إلى كَبح مبادرات الطفل ومحاولاته الأولى ، وفضلاً عن ذلك ، فإن المغامرات التي يباشرها الطفل تختلف باختلاف الشعور بالثقة الذي تمكنت الأم من غرسه في نفسه . وتتمثل أهمية العلاقة بين الأم وطفلها في الحماسة ، والمشاركة والدوافع ، والمقترحات التي يبديها الطفل بمساعدة أمّه ، فالأمّ المُثلى توفِّر لطفلها بيئات جديدة ، وألعاب وألواناً ، وأجواءً نفسية ومشاعر ، أجل إنَّها توفر له كل ما يشجعه ويشغل وقته بصورة كاملة في آن واحد . ثم إن نمو قدرات جسمية جديدة لدى الطفل يبرز حاجة الطفل إلى الحرية من أجل مواجهته الواقع الخارجي الذي يجذبه ، وهي حاجة جديدة مُلحَّة ، وفي هذا المجال ينبغي للأم ألا تفرط في تقديم المساعدة لطفلها وينبغي للأم - فضلاً عن تأسيس علاقة المشاركة هذه في عملية الاستكشاف التي يباشرها الطفل والموافقة عليها - أن تنشئ لطفلها - ولا سيَّما في البيت - عالماً مادياً يثير فضوله ، وهو عالم مهم جداً بالنسبة إلى طفل في السنة الأولى من العمر ، فينبغي لها مثلاً أن تملأ حجرة طفلها بعديد من الأشياء الصغيرة ، والتماثيل والألعاب الجذَّابة ، التي يسهل على الطفل استعمالها ، وتثير فيه شغفاً بالاستكشاف اللَّمسي والمرئي . ومن جهة أخرى ينبغي كذلك عدم الاستخفاف بحاسة السمع لدى الطفل ، بل يجب تنبيهها ببضعة أجراس أو أصوات عذبة . ثم إن نمو قدرات جسمية جديدة لدى الطفل يبرز حاجة الطفل إلى الحرية من أجل مواجهته الواقع الخارجي الذي يجذبه ، وهي حاجة جديدة مُلحَّة ، وفي هذا المجال ينبغي للأم ألا تفرط في تقديم المساعدة لطفلها ، إذ يكفي أن ترشده إلى مرحلة الاستكشاف من دون أن تتتبع أعماله خطوة بعد خطوة . أما إذا أثقل الأبوان على طفلهما بحضورهما الدائم ، وتقديم اقتراحاتهما وحمايتهما التي كان الطفل بحاجة إليها في بادئ الأمر ، فذلك يثير في الطفل عصبية وأثراً معاكساً ، فيوحي إليه بأنه قد فقد الحرية التي كان يحسب أنه قد أكتسبها ، وعلى هذا النحو يشعر الطفل بشيء من الاضطهاد من جانب أبويه ، وينتهي به الأمر إلى صراع دائم بين حقوقه أو التضحية بإرادته وشخصيته في سبيل رغبات الآخرين ، وذلك بقبوله تدخلاتهم المستمرة في شؤونه . والحقيقة أن النشاط الذي ينبغي للطفل ممارسته وحده من دون تدخل من الآخرين هو استكشاف بيئته ، ومن هنا فإن الطفل الذي تلقى تدريباً حسناً وطمأنة من أمِّه يثق بقدرته ، ويرغب في إثبات ذلك ، ولكن الأمر ليس كذلك فيما يتعلق بالأنشطة الاجتماعية التي يمارسها الطفل ، والتي تتصل باكتشاف أناس آخرين . فالطفل يشعر بالحاجة إلى شخص مألوف قريب منه ، يستطيع أن يساعده في مجال يتعرَّض فيه لكثير من المآزق العاطفية ، وعلى هذا نقتصر على أمرين مختلفين ، يحتاجهما الطفل خلال السنة الثانية من عمره : أوَّلهما : رغبته في استكشاف عالمه الجديد بنفسه ، وثانيهما : حاجته إلى جماعة حوله ، نتيجة شعوره العميق بعدم الأمن ، وحقيقة الأمر أن الطفل لا يشرع فقط في استكشاف العالم الخارجي ، بل يحاول كذلك السيطرة على جسمه وإمكاناته الباطنة ، ولهذا السبب فإن كل ما اعتاد الطفل لا يكفيه بعد بلوغه الشهر السابع أو الثامن ، وتصبح حظيرته النقالة التي كان يلعب فيها ضيِّقة . كما تغدو الدمى التي كان يقضى أيّاماً كاملة في النظر إليها واللعب بها غير ممتعة بالنسبة إليه ، وفي الحقيقة يشرع الطفل في التماس الحرية للتحرك في أرجاء البيت ، ومن الطبيعي أن يمنح الطفل هذه الحرية وتحت إشراف أمه ، لمدة ساعات معدودات كل يوم ، ولكن لا ينبغي للأم منحه الحرِّية الكاملة ، فوضعه الجسمي لا يساعده على السيطرة على حركاته ، فقد يوقعه في مواقف مغيظة خطرة عليه وعلى الأشياء المحيطة به . ومن الجدير بالذكر أن منح الحرية للطفل بصورة مفرطة ربما كان له أثر سلبي في شخصيته ، فقد يدفعه ذلك إلى الوحدة ، ويوقع الكآبة في نفسه ، ويشعره بهجر الناس له ، وربما كان الحل الأمثل الوسط بين حجز الطفل في الحظيرة النقالة ومنحه الحرية المطلقة هو إنشاء ركن كبير في حجرته ، يقضي فيه أوقاته ، أو في أي مكان تقضي فيه الأم عادة معظم وقتها . وينبغي أن يكون هذا الركن حافلاً بالأشياء الممتعة غير المؤذية ، وينبغي للأم كذلك إبعاد الأشياء الحادة عنه ، فربما أصابت عينيه بالأذى ، أو ربما ارتطم رأسه بها ، ولعلّ من المستحسن أن تضع الأم سجادة أو بطانية تحميه من السقوط المباشر على الأرض الباردة ، وتخفف من وطأة سقوطه عليها ، ومن العوامل المهمة الأخرى أيضاً هو توفير دعائم للطفل ، تسهل حركاته الأولى . ومن الجدير بالذكر أن الحياة العصرية والبيوت الحديثة أصبح إنشاؤها يعتمد على المنطق بصورة متزايدة ، كما أصبحت محدودة المساحة ، فالضِّيق النسبي في الأمكنة المكشوفة - كالحدائق والحقول التي يستطيع الطفل التحرك فيها بحرية واستقلال منذ السنة الأولى من عمره فصاعداً - تحدُّ في الواقع من الاكتشافات والتجارب التي كانت مألوفة في السابق . وهكذا فقد أصبح الطفل في العصر الحديث ضحية لمقتضيات البيئة والمجتمع الراهن ، ولذلك كان واجب الأم حماية طفلها قدر ما تستطيع ، وبذل كل ما يمكنها لإنشاء مكان خاص به يستطيع أن يطوّر فيه استقلاله وينمّي الثقة في نفسه وفي قدراته . المصدر: منتديات شيعة الحسين العالمية اكبر تجمع اسلامي عربي - من قسم: الأمومة والطفل lvpgm hghsj;aht uk] hg'tg |
2012/06/26, 01:26 PM | #2 |
معلومات إضافية
|
بارك الله بكم
ويجزيكم ربي الف خير وننتظر كل هو جديد ومفيد تقبلوا مروري اخوكم عراقي |
2012/06/27, 12:40 PM | #3 |
معلومات إضافية
|
يسلموووووو نورت صفحتي
|
2012/07/19, 04:42 AM | #4 |
معلومات إضافية
|
معلومات مفيدة بارك الله فيك
|
2012/07/19, 08:58 PM | #5 |
معلومات إضافية
|
شكر الله سعيك وبارك الله بجهدك موضوع يستحق الاهتمام
|
2012/07/21, 07:26 AM | #6 |
معلومات إضافية
|
يسلمووو
من ايد مانعدمها ابد ياارب |
2012/07/22, 05:31 PM | #7 |
معلومات إضافية
|
شكراً على الطرح الراقي
لاعدمنا هالأبداع يارب |
2015/10/18, 06:47 PM | #8 |
معلومات إضافية
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
موهبة الطفل | انين العشق | الأمومة والطفل | 6 | 2015/10/19 10:31 AM |
علامات نبوغ الطفل؟ | فدك الزهراء | الأمومة والطفل | 7 | 2015/10/18 06:46 PM |
حذاري من هز الطفل عند البكاء | انين العشق | الأمومة والطفل | 6 | 2015/09/12 05:59 PM |
حكمة الطفل | احمد الكعبي | القصة القصيرة | 6 | 2015/09/12 05:58 PM |
| |